عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-20, 06:34 PM   #43

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع
====================

وعندما وصلت بسمة للبيت توجهت مباشرةً إلى غرفتها ووقفت أمام الدولاب وأخرجت منه صندوق وأخذته وجلست على سريرها ووضعته أمامها وأخرجت منه صونؤر ونظرت له ثم احتضنته بقوة وكأنها أرادت أن تمزجه بها وبدأت في البُكاء حتى دخلت في بكاء هستيري مما جعل أمها تأتى على صوت بكاءها.
وعندما رأتها على هذه الحال فزعت وجلست بجوارها:- مالك يا بسمة في أيه، أيه اللي حصل؟
وهنا القت بسمة بنفسها في أحضان أمها وأخذت تبكى وكأنها لم تبكى قط في حياتها.
فقالت الأم:- في أيه يا بنتى طمنيني عليكي، في أيه؟
فقالت بسمة:- ماما ممكن تيجي معايا مشوار مهم؟
فقالت الأم:- أكيد يا قلبي أنا معاكي في أي حته أنتى عاوزه تروحيها، بس قوليلي فيه أيه وعاوزه تروحي فين؟
فرفعت بسمة رأسها وقالت وهي تمسح الدموع المنهمرة من عينيها:- إلبسي دلوقتى وفي الطريق هحكيلك يا ماما على كل حاجه، بس أجهزي أنت بسرعة.
وبالفعل عادت بسمة إلي المشفى عند آسر ولكن هذه المرة كانت بصحبة والدتها بعد أن أخبرتها بكل ما حدث معها.
وعندما طرقت بسمة باب غرفة آسر ودخلت تعجب آسر وكارما من عودتها في نفس اليوم وتداركت كارما الموقف قائله:- اتفضلي يا بسمة، (ثم وجهت كلامها لوالدة بسمة) اتفضلي يا طنط.
فدلفتا وجلستا بجوار آسر وبدأت بسمة بالكلام:- أنت بقالك فتره عاوز توصل لبوسي لكن دا محصلش.
فقال آسر:- لو سمحتى الموضوع دا خلاص خلص وبلاش نتكلم فيه تاني، وربنا يوفقها مع الإنسان اللي هي اختارته.
فقالت بسمة:- بس بوسي مش مخطوبة.
فنظر آسر لكارما ثم عاد بنظره إلى بسمة وقال في اهتمام:- أزاى دا أنا اللي اعرفه.....
فقاطعته بسمة:- أنت متعرفش حاجه، وهنا لم تستطع حبس دموعها أكثر من ذلك فانهمرتا كنهر جارف وهى تقول:- للأسف هي كانت طول الوقت قدامك بس مكنتش تستاهل أنك تكون في حياتها.
فقال آسر:- قصدك أيه.
فقالت بسمة:- قصدي أن بوسي هي بسمة.
فقال آسر:- أزاي دا، بس بوسي كان عينيها....
فقاطعته بسمة وهى تنزع من عينها العدسات اللاصقة:- قصدك أنها اللون دا وكانت عيناها كما اعتاد عليها بلونها المميز، ثم أكملت:- من فتره كان لون عينيه عاملي مشاكل وكان دايماً بيلفت الانتباه، ففضلت أني أستخدم لانسز بلون مش مميز أوى، علشان كنت عاوزه اللي يشوف لونهم الطبيعي ويلفته انتباهه شخص واحد هو... ولما تستطع بسمة النطق بهوية هذا الشخص فصمتت.
وكانت كارما مصدومة مما تسمع فقد كانت تشعر بشيء غريب تجاه بسمة من أول ما رأتها ولكنها لم تتخيل قط أنها هي صديقة الطفولة، أما آسر فكان يحاول أن يستوعب ما يقال له، ويحاول أن يسيطر على التخبطات المتلاحقة والامواج العاتية من المشاعر المختلفة والمتناقضة فقد كان يتأرجح بين شعوره بالفرحة لأنه وجد محبوبة الطفولة، وبين غيظه مما فعلته بسمة وتلاعبها به، وبين سعادته بأن محبوبته كانت لا تزال على عهدهم القديم، وتاره بين غضبه من نفسه أنه لم يتعرف على حقيقتها من قبل، وبين فخره من أن حبيبته تستطيع الدفاع عن نفسها وايقاف كل شخص عند حد لا يتجاوزه إلا برغبتها.
فقال آسر بجديه:- أنتى عملتي كدا ليه، ومين اللي ادالك الحق في كل اللي عملتيه، انتي متخيله أن الناس لعبه معاكي تلعبي بيها في أي وقت وتيجي تقولي آسفه، وكدا يبقى خلاص، والمفروض عليا دلوقتي أني اسمحك واقولك حصل خير.
فقالت بسمة:- لاء مش دا قصدي، وأنا عمري ما هقدر أسامح نفسي.
فقال آسر:- لا يا استاذة دا مش كفاية، لازم يكون في عقاب لكل غلط عقاب ومش هتقدري تهربي من عقابي دا مهما حصل ودا حقي.
فأطرقت بسمة رأسها وسقطت بعض القطرات على يد بسمة من عينها وقالت:- أي عقاب مهما كان قاسي فأنا عارفه أني استهله.
فقال آسر:- كويس أنك معترفة بدا، وانا مش من النوع اللي بيسيب تاره وأنتي عارفه كدا كويس.
فقالت بسمه وهى لا تزال تنظر للأسفل ولا تستطيع مواجه عيني آسر وبعد أن تنهدت:- أيوه عارفه كويس.
فقال آسر:- وانا شايف أن انسب عقاب ليكي اني اتجوزك.
وهنا رفعت بسمة رأسها ونظرت لعيني آسر مباشرةً وهي تكاد أن تطير من الفرحة بعد أن كاد قلبها أن يقف حزناً مما يقوله آسر، ثم نظرت إلي والدتها التي كانت مشاعرها تتباين بين الصدمة والفرحة لطلب آسر.
ثم نظر آسر إلي والدة بسمة وقال:- بعد أذنك يا طنط، أنا كنت عاوز اتقدم لبسمة، وأكيد بعد ما هطلع من هنا هيكون ليه زياره لحضرتك في البيت وأطلبها بشكل رسمي.
فنظرت بسمة وكارما إلي أمها وكأنهما تطلبان منها أن توافق على طلب آسر.
فقالت الام بعد أن تنقلت بنظرها بين بسمة وكارما:- وأنا موافقة، أهو على الأقل تخلص تارك وتارنا كلنا.
وضحك الجميع وكان الضحك الكثير يألم آسر بسبب كتفه والكسور ولكن فرحته بالارتباط ببسمة أنساه أي ألم شعر به أو أي شيء حدث له.
وفي اليوم التالي في المكتب كان حسام أول من وصل المكتب وأخذ يطوف حول مكتب آسر ويتلمسه ثم جلسه على كرسي آسر وهو يفكر:- يااااه.... بقالي قد أيه بحاول أوصل للكرسي دا وأخيراً دا حصل، بجد لو أطول أشكر اللي نرفزك يا آسر وخلاك تعمل الحادثة بجد مكنتش هتأخر ولوني كنت أتمنى أن الكرسي دا يكون ليه على طول مش بس الشهرين دول، بس مش مشكلة، اكيد هتسرف.
ولم ينتبه لدخول مريم المكتب التي تعجبت من جلوس حسام على مكتب آسر ولكنها لم تغير ساكناً وجلست على مكتبها.
وبعد قليل أتت نهال وبصحبتها بسمة وما إن رأيا حسام وتبدلت ملامحهما بعد أن كانا يضحكان تحولت ملامحهم إلى الاستياء وخاصة بسمة فقالت:- أستاذ حسام أنت بتعمل أيه؟
فقال حسام:- هو أيه اللي بعمل أيه، بشتغل طبعاً.
فقالت بسمة:- والشغل دا ميكونش غير على مكتب آسر؟
فقال حسام:- قصدك أيه؟
فقالت بسمة:- اللي أقصده هو اللي وصلك بالظبط.
فقال حسام:- ليه هو مش أنا النائب بداعه واللي بقوم بمكانه وبشتغل شغله.
فقالت بسمة:- أديك أنت اللي قولت مكانه يعني مش مكانك أنت، ولو على الشغل ممكن تعمله من على مكتبك يعني مش لازم أبداً تقعد على مكتب آسر يعني علشان تخلص الشغل.
فقال حسام وهو يتلجلج:- يعني أنتو شايفين كدا؟
فقالت بسمة:- ليه أنت شايف غير كدا؟
وقام حسام من مكتب آسر وتوجه إلى مكتب وكانت نهال ومريم ينظران إلى بسمة ويبتسمان.
ثم قالت مريم:- مش عارفه يا بسمة حاسة أن فيكي حاجه متغيره، أيه هي مش عارفه.
فضحكت نهال وقالت:- ركزي كدا شوية، وخليكي في مستوى النظر.
فقالت مريم:- أيه مش عارفه؟
فقال حسام:- عينيها.
فنظرت نهال وبسمة إلى حسام بتعجب.
فقالت مريم:- أيوه صح، أنتي مركبه لانسز، هي شكلها مميز وغريب بس شكلها حلو أوى عليكي.
فقالت نهال:- لا وأنتي الصدقة هي ألعت الانسز.
فقال حسام:- في حد يكون عنده العيون دى ويخبيها بالانسز!
فقالت بسمة بحده:- نعم.
فقالت مريم:- لا بجد أيه الحكاية؟
فقالت بسمة:- أبداً كانت في شوية مشاكل في عيني علشان كدا كنت بالبس اللانسز والحمد لله دلوقتى راحت.
وفي المشفى كانت بسمة وكارما يتبادلان الاعتناء بآسر وفي يوم كان آسر وبسمة يتذكران ما حدث معهم فقالت بسمة:- اللي نفسي أفهمه أنت ليه كنت بتعاملني بالطريقة الرهيبة دي، دا أنا فكرت أسيب الشغل بسببك أنت، من كتر ما كنت قالب وشك فيه.
فضحك آسر وقال:- يعني عرفت اطفشك؟
فقالت بسمة:- دا مين دا أنت بتحلم، أنا قعده على قلبك مش هسيبك.
فقال آسر:- لا وأنتى الصدقة، أنتي قعده جوه قلبي ومتربعة كمان.
فحمر وجه بسمة خجلاً وقالت لتغير الموضوع:- بجد، كنت بتعاملني كدا ليه وجالك قلب تعمل فيه كل دا؟
فقال آسر:- علشان كنت خايف منك.
فسألت بسمة في تعجب:- خايف من أنا! أزاي؟
فقال آسر:- كنت خايف على بوسي من بسمة؟
فقالت بسمة:- لاء معلش علشان أنا ساعات عقلي بيقى على قده، فهمني واحده واحده.
فقال آسر:- لأني كنت متأكد أن بسمة هي الوحيدة اللي تقدر تاخدنى من بوسي، وتنسيني وعدي ليها، وتخطف قلبي وتخليني احبها.
وكانت بسمة تسمع كلام آسر وهي تطير من الفرح والسعادة مما تسمع، فقد استطاعت أن تسرق قلب آسر في طفولتها، واستطاعت بشخصيتها وأسلوبها أن تستحوذ على حبه في الكبر.
ثم قالت:- وأيه بقي حكاية آسر دي كمان، أنا اللي أعرفه أنك أسمك ياسر.
فقال آسر:- أسمي الحقيقي آسر بس أنتى مكنتيش بتعرفي تنطقيه صح وكان أسهل عليكي اسم ياسر، ومن ناحية تانيه كنت حابب أن يكون ليه أسم أنتي الوحيدة اللي تناديني بيه، لكن أنتى بقي أيه حكاية بسمة وبوسي؟
فقالت بسمة:- بص يا سيدى، لما ماما كانت حامل فيه كان في قطه عندها وفي يوم كانت بتلعب معاها حاجه شدتها لعيون القطة وكانت بتبص في عينيها جامد فطلعت عيوني زي عيون القطة علشان كدا كانوا دايماً بيقولولي بوسي.
فقال آسر:- امممممم، يعني طنط اتوحمت فيكي على عيون القطط (وضحك آسر) ودا ايه الوحم الغريب دا؟
فقالت بسمة:- بقى كدا، طيييب أنا هقولها أنك بتتريق على وحمها وبقى شوف هتعمل فيك أيه. وضحك الاثنان.
ثم قالت بسمة:- هو بصحيح أيه اللي جابكم هنا وسبتم هناك ليه؟
فأجاب آسر:- أبداً، بابا الله يرحمه كانت جتله وظيفة في الشركة اللي بنشتغل فيها وكان طبيعي أننا نتنقل معه بس للآسف كان النقل قبل ميعاد نزولكم فمقدرتش أعرفك أننا هننقل من البلد ونيجي هنا ولما كنت في تانية كليه بابا أتوفي ودخلت الشركة مكانه، أبناء عاملين واشتغلت في المحاسبة تحت التمرين يعني لغاية ما خلصت الكلية وعدلت وضعي، وبعد وفاة بابا بسنه تقريبا ماما حصلته وبقيت أنا وكارما ملناش غير بعض.
فقالت بسمة:- ربنا يرحمهم، ويخليك أنت وكارما لبعض وتفرح بيها قريب.
ثم أمسكت بسمة هاتف آسر وقالت:- أمسك بقي وافتحلى الموبايل.
فقال آسر:- ااااه من أولها هنعمل فرش متاع على الموبايل.
وهنا سألت بسمة بتعجب:- فرش متاع! يعني أيه؟
فأجاب آسر:- دا بيبقى تفتيش مفاجئ في الجيش وبيكون على كل حاجه.
فقالت بسمة:- اهااااا، لاء المرة دي أنا وثقة فيك، أنا هسجلك نمرتي اللي بستخدمها على طول، بس دا ميمنعش أنا في أي وقت هتلاقيني بعمل فرش متاع فخد بالك كويس واعمل حسابك من دلوقتى.
فقال آسر:- ماشي يا ستي بس سجلي الرقم باسم "بسمت عمري" وفى حاجه كمان نمرتك أياها مش عاوزها تكون مع حد تانى أبداً، دي ليه أنا وبس.
وهنا ابتسمت بسمة وأحست أنها تحلق بين السحاب مما سمعته من وصف آسر لها ومن غيرته عليها وتذكرت وجه آسر وغيرته عندما كان حسام يحاول أن يغازلها، فقليل من الغيرة لا بأس به في الحب، فلطالما كانت الغيرة اعلان عن الحب وقليل منه يجعل للحب طعم لذيذ ويكسبه مزاق مميز.
وكانت غرفة آسر لا تخلو من الزوار ما بين خطيب كارما وأهله وما بين اصدقاءه وكارما والأهم هي بسمة ووالدتها وكان كل يوم يمر يزيد الارتباط بين آسر وبسمة ويؤكد أن ما بينهم هو حب حقيقي، نعم حب حقيقي فأصدق الحب هو الذى يأتي بعد خلاف لأن في هذا الوقت لا يحاول أحد الطرفين أن يتصنع الكمال أو أن يخفي عيوبه عن الاخر فلن يصدم أحدهما بما لا يستطيع تحمله من صفات بعد ذلك، أما عن حسام فكان طوال هذه الفترة يحاول أن يلفت أنتباه بسمة له وأن يفوز بها ولكن كانت بسمة تصده ودائماً ما ترفض تقربه منها وتصد محاولاته وتلميحاته لطلب الزواج منها.
وفي المكتب كان آسر يجلس على مكتبه بعد مرور فترة علاجه وكان حسام هو الشخص التالي وصولاً إلى المكتب بعد آسر وعندما دخل المكتب ورأى آسر جالس على مكتبه بدا عليه الصدمة وكأنه كان يتمنى عدم عودة آسر مرة اخرى فحاول أن يخفي ما يفكر فيه بإسراعه في قول:- حمد لله على سلامتك، المكتب نور، بس مش كنت خليتك كام يوم كمان ترتاح فيهم؟
فقال آسر وهو يبتسم:- كفاية كدا، الواحد وحشه الشغل واللي في الشغل.
فقال حسام:- وأنت كمان وحشتنا، بس الأهم عندنا هي راحتك وسلامتك.
فقال آسر:- أنا بقيت كويس وتمام، ورحتي في أنى ارجع المكتب واشتغل.
وهنا دخلت المكتب مريم وعندما رأت آسر قالت:- حمد لله على سلامتك، أيوه كدا خلى المكتب ينور ويرجع تاني زي الأول.
فقال آسر:- شكراً يا مريم، المكتب منور باللي فيه.
وما هي إلا لحظات حتى دخلت نهال وتبعتها بسمة وعندما رأيا آسر امتلأ وجههما بابتسامه تنم عن مدا فرحتهم بعودته.
فقالت نهال:- آسر... أيه المفاجأة دي، حمد لله على سلامتك، المفروض النهاردة نوزع شربات حلاوة رجوعك بالسلامة.
فأسرع حسام قائلاً:- وأنا اللي هجيب الحاجه الحلوة وهوزعها بنفسي.
فقال آسر:- هو لو على الشربات والحاجه الحلوة هي المفروض عليه بس مش هتكون بمنسبة رجوعي بس.
فقال حسام:- أيه في مناسبة تانى واحنا منعرفش؟
فقال آسر:- هو في، أنا وبسمة اتفقنا على الجواز وخطبتنا بعد يومين.
وهنا وقعت الكلمات على حسام ونهال كل صاعقة وتلاشت الابتسامة من على وجه نهال وعم الصمت للحظات أنهاه صوت مريم وهى تقول:- ألف مبروك، بس متنسوش تعزمونا.
فقال آسر وبسمة:- أكيد أن شاء الله.
وحاولت نهال أن ترسم ابتسامه على شفتيها ولكن كانت هذه الابتسامة زابله عندما قالت:- ألف مبروك ربنا يتمملكم على خير، أنتم فعلاً تستهلوا كل خير.
أما عن حسام فاستطاعة أن يخفي مشاعره جيداً ويتلون كالحرباء، فقد أجاد تغيير مواقفه وتبديلها كتغيير الحرباء للونها بما يوصله لغايته ويحقق له مصالحه فقال:- ألف مبروك، بجد فرحناكم أوى، فعلاً أنتم أكتر أتنين منسبين لبعض.
وفي بيت حسام كان في غرفته ثائراً وفي نوبة عصابيه شديدة فقد كان بداخله يغلي كالبركان وأخذ يحطم المرآه الموجودة بغرفته ويلقي بالكتب من على مكتبه في غضب شديد وهو يقول:- طب أزاي وأمتى، أمتى أتفقوا مع بعض علشان يتفقوا على الجواز دلوقتى دا من ساعة ما أشتغلت بسمة معانا وهما عاملين زي القط والفار ومش طيقين بعض ولا دا كان قدمنا أحنا بس ومن ورانا حبايب ولا هو القط ميحبش غير خناقه، ااااه أنا حاسس أن راسي هتنفجر مش قادر، أنت تانى يا آسر اخد مني كل حاجه المنصب والمكانة ودلوقتى عاوز تاخد الجمال، أنت أيه عاوز تكوش على كل حاجه كدا، بس دا مش ممكن يحصل وأنا موجود والأيام بيننا وهتشوف مين اللي هياخد كل حاجه المنصب والمكانه والمال وحتى بسمة ومين فينا اللي هيضحك في الاخر.
وفي بيت آسر كان وليد يعطي مفتاح لآسر وهو يقول:- أتفضل يا عم أدى مفاتيح عربيتك، اتصلحت ورجعت تمام ولا كأنه جديده، وقفت على دماغ الصنيعيه لغاية ما صلحوها ورجعوها زي الاول واحسن كمان.
فقال آسر:- شكراً يا وليد مش عارف اقولك أيه، دا كفاية تعبك معايا في موضوع الحادثة، وأنك أخد العربية وصلحتها، بجد مش عارف أشكرك ازاى.
فقال وليد:- لو عاوز تشكرني بجد جوزني أختك بسرعة.
وهنا قالت كارما:- أنت على طول متسربع كدا يابني أتقل شوية، البت وأهلها يقولو عنك أيه مش كدا اؤمال.
وضحك الجميع ثم قال وليد:- ولونى كنت عاوزك تبيع العربية دى وتجيب واحده غيرها.
فقال آسر:- ليه يعني علشان الحادثة، يا سيدى "قل لن يصيبونا إلا ما كتب الله لنا" وبعدين لولا الحادثة مكنتش هعرف أن بسمة هي بوسي وكنت عمري ما هوصلها.
فقالت كارما:- أيوه قول كدا بقي، ماشي يا سي آسر أنت وست بسمة بتاعتك دي.
وبالفعل تمت خطوبة آسر وبسمة كما حدث في خطبة كارما كانت تحوى أهل بسمة وأهل وليد وبعض من الاصدقاء المقربون من بسمة وآسر وكانت الفرحة عارمه تعم المكان.
ومرت الأيام زاد فيها ارتباط بسمة وكارما فأصبحا أختين لا يفترقا وكانتا دائماً ما يخرجان سوياً ليشتريا ما يلزمهما من اغراض ومتطلبات الزواج.
وفي يوم عادت بسمة إلى البيت ووجدت والدتها تحضر شنطة صغيره وتضع فيها غيارين لها فقالت بسمة:- ايه دا يا ماما في أيه؟
فأجابت الأم:- خالتك أتصلت وقالت أنها تعبانة شوية، ولازم أروح أشوفها وأن شاء الله مش هتأخر يوم ولا أتنين بالكتير وهرجع.
فقالت بسمة في حزن:- ألف سلامه عليها، استني أنا هاجي معاكي علشان اطمن عليها.
فقالت الأم:- لا خليكي هي بتقول أنها بقت كويسة، بس أنا قلبي مش جيبني أني مروحش واطمن عليها وزي ما قولتلك أن شاء الله مش هتأخر عندها.
فقالت بسمة:- خلاص ماشي يا ماما بس ابقي طمنيني أول ما توصلي، وأنا هكلم آسر وأقوله بلاش يجي النهاردة.
فقالت الام:- ماشي يا قلبي سلام.
وأمسكت بسمة الموبايل واتصلت بآسر:- السلام عليكم.
فقال آسر:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أيه دا كروان بيكلمني في التليفون، قلبي يا ناس.
فقالت بسمة:- بس للآسف في أخبار مش قد كدا.
فقال آسر باهتمام:- خير في أيه قلقتيني؟
فقالت بسمة:- متتخطش، هو بس مش هينفع تيجي النهاردة زي ما أتفقنا علشان ماما مسافره عند خالتو علشان تعبانة شوية وحبه تطمن عليها وهكون في البيت لوحدي.
فقال آسر:- طب أقفلى، وأنا جي دلوقتى.
فقالت بسمة:- أستنه تيجي فين؟!
لكن لم يجبها أحد فقد كان آسر أنهى الاتصال، وبعد قليل سمعت بسمة صوت جرس الباب فقامت وهى تنوى إذا كان آسر هو من يطرق الباب فلن تفتح وتحاول جعله يذهب وعندما وصلت للباب نظرت من العين السحرية فوجدت كارما واقفه وحدها أمام الباب، ففتحت بسمة الباب ودخلت كارما وهى تقول:- أيه يا بنتي مكنتيش نويه تفتحي ولا أيه؟
فقالت بسمة:- أنتي بتقولي فيها أنا فعلاً كنت نويه لو لقيت آسر مكنتش هفتح البال.
فقالت كارما:- لا متخفيش آسر مش من النوعية دي، وبيحب يمشي بالأصول والشرع ومتنسيش أننا في الاول والاخر مسلمين وشرقيين كمان يعني مينفعش بكل الاحوال أنه يجيلك وهو عارف أنك لوحدك ومامتك مش موجوده.
فقالت بسمة:- طيب ما أنا عارفه هو أنا حبيته من شوية.
وبعد قليل كانت بسمة في المطبخ تبحث في الثلاجة على ما تحضره للأكل ثم أتت كارما بعد أن بدلت كارما ملابسها وارتدت بيجامة من عند بسمة وهى تقول:- بتعملي أيه في حاجه أسعدك فيها؟
فقالت بسمة:- بشوف أحضر حاجه ناكلها يحسن طنطك رحاب شكلها أول ما سمعت بتعب أختها نسيت الدنيا وما فيها.
وقاطع حديثهما صوت موبايل بسمة وكان المتصل "آسر عقلي وحياتي" كما سمته على الموبايل فردت بسمة:- ايوه يا آسورتى.
فقال آسر:- آسورتك.
فقالت بسمة:- أيوه آسورتى أنا وبس، أنت خلاص بقيت ملكيه خاصة ومفيش حد يقدر ياخدك مني.
فقال آسر:- وأنا موافق، مين اللي مستغنى عن عمره اللي يفكر يدخل في منافسه معاكي.
فابتسمت بسمة وقالت:- كويس أنك عارف، وبعدين ليه تعبت كارما، أنا متعودة أنى ابات لوحدي.
فقال آسر:- دا كان زمان قبل ما تبقي بتاعتي، إنما دلوقتى أنا عمري ما هرتاح وأطمن وأنتى لوحدك في البيت، وأهو تونسو بعض لغاية ما ماما ترجع بالسلامه إن شاء الله، وبعد كدا متقعوديش تأوحي فيه كتير كدا.
فقالت بسمة:- حاضر يا افندم.
فقال آسر:- عموماً روحي أفتحي الباب.
فقالت بسمة:- ليه؟
فأجاب آسر:- أنتي روحي أفتحي الباب هتلاقي حاجه مستنياكي عند الباب.
وأغلق آسر التليفون، وتوجهت بسمة إلى الباب وفتحته فوجدت بوكس هداية كبير أمام الباب فأمسكته ودخلت به ونادت على كارما قائله:- كوكي تعالى شوفي كدا.
فأتت كارما مسرعة وهى تأكل في جزرة في يدها فقالت:- أيه دا، آسر بعتلك هدية، أيوه يا عم الله يسهله.
وكادت بسمة أن تفتح الهدية حتى استوقفتها كارما قائله:-
أستني اللحظة دي لازم تتصور علشان تكون ذكرى للأبد.
وأمسكت كارما موبايلها وشغلت كاميرا الفيديو فقد كانت كارما مهوسة بالتصوير وتسجيل اللحظات المميزة.
فقالت كارما:-١ ٢ ٣ أفتحى.
فقالت بسمة:- يللا تعالى نشوف أخوكي جايب أيه.
وفتحت بسمة البوكس فوجدت بوكس أخر أصغر قليلاً فنظرت إلي كارما وأخرجته ووضعته بجوار الأول، وفتحت غطاء الثاني فوجدت بوكس أصغر فقالت بسمة:- لاااا شكل أخوكي باعت هدية بوكسات والهداية هيخليها مرة تانية.
فقالت كارما:- مش بعيد يعملها، أنتى لسه شوفتى منه حاجه دا بيعمل كل مقلب ومقلب.
وأخرجت بسمة الصندوق الثالث وفتحته وقالت:- الحمد لله وصلنا شكله كدا كان أخر صندوق بس أيه قصاقيص ورق الكوريشه دى كلها؟! وهى تخرجها من الصندوق.
فقالت كارما:- شكلها حاجه ممكن تتكسر.
ولكن صدمتا عندما أخرجت بسمة كيس لأحد المطاعم يحتوي على سندويتشات من داخل صندوق الهداية، وهنا كادت ملامح بسمة أن تتجمد من المفاجأه ثم دخلت هي وكارما في نوبة ضحك هستيرى حتى قطع ضحكهم أتصال آسر للمرة الثانية، فردت بسمة وهى لا تزال تضحك ولا تستطيع السيطرة على نفسها:- أيه دا علبه جوا علبه جوا علبه علشان في الاخر تطلع سندوتشات!
فقال آسر:- أنتى متعرفيش أهمية الأكل عند كارما أيه، دي ممكن تقوم بالليل تاكلك وترجع تنام تانى، وقولت أكيد ماما مشيت قبل ما تلحق تعمل الأكل، وغير كدا أنا كان نفسي في السندوتشات دي وبصراحه مهنش عليا أكل منها من غير ما تاكلي منها انتى وكوكى.
فقالت بسمة:- خلاص سماح المرة دي.
وفي الصباح نزلت كارما وبسمة معاً لتذهب كلاً منهما إلى عملها حتى قالت كارما:- أيه دا مش دى عربية آسر؟
فقالت بسمة:- أه مظبوط هى عربيته.
وتوجهتا نحوه وعندما رآهما آسر خرج من العربية ووقفه يستند على بابها المجاور له وهو مفتوح وهو يحرك رقبته يمين ويسار في محاوله منه في فك تشنجات رقبته.
فقالت كارما:- أنت لحقت جيت من البيت أمتى؟
فقالت بسمة:- لا وأنتى الصدقة من شكل لوحة رقبته بتقول أنه كان بايت في العربية.
فقال آسر:- أنتي بتقولي فيها، أنا فعلاً كنت بايت هنا وشكل عيني غفلت بعد ما رجعت من صلاة الفجر في الجامع اللي هناك دا.
فقالت كارما:- وأيه اللي خلاك تعمل كدا؟
فقال آسر:- أومال أنتى كنتي عاوزانى أعمل أيه، ما انا مش هقدر أسيب أتنين بنات يباتو لوحدهم في الشقة ومكنش ينفع طبعاً أنى اطلعلكم فوق فكان انسب حاجه أنى استني تحت البيت، وكمان علشان عارف أن مدرستك يا ست كارما هتكون بعيده عليكي من هنا، يللا اركبو علشان نلحق نوصل كوكي ونرجع علي شغلنا.
وركبت بسمة بجوار آسر وكارما جلست في وسط الكنبه الخلفية.
وعندما وصلت كارما أمام المدرسة ونزلت، انحنت انحناءه خفيفة واستندت على نافذة بسمة وقالت:- شكراً على التوصيلة يللا سلام.
فقال آسر:- هنعدى عليكي نخدك بعد المدرسة علشان محضرلكم مشوار هنروحه.
فقالت كارما:- خلاص ماشي بس ربنا يستر من مشاويرك.
وبعد انتهاء يوم العمل مر آسر وبسمة على كارما ليصحباها معهم وفي السيارة سألت كارما:- هااا، هتودينا فين دلوقتى؟
فقال آسر:- اصبري على رزقك، أنتى على طول مستعجله كدا.
ثم وقف آسر بالسيارة في جراچات احدي المولات وقال:- بما أن طنط مش موجوده فأكيد مفيش حد حضرلكم أكل وأنا كمان نفس الحكاية فأسلم حل أننا نتغدا بره ونتفسح شوية وبعد كدا نروح، أيه في حد عنده اعتراض؟
فقالت كارما:- أنا عن نفسي موفقه جداً، حد يلاقي غدا وفسحه ويقول لاء، أكيد موفقة طبعاً.
ثم نظر آسر إلى بسمة فقالت:- طالما الكل موفق أنا كمان موافقة.
وفي مطعم المول أتى الجرسون ليعرف طلباتهم وبعد أن أختار كل منهم ما سيأكله وأنصرف قالت بسمة:- آسر أنا هاخد كوكى معايا ونجيب حاجه من المحل اللي هناك دا ونرجع بسرعة قبل ما الاكل يوصل.
فقال آسر:- ماشي بس متتأخروش.
وفي المحل بعد أن أشترت بسمة هدية لآسر طلبت من البائعة:- لو سمحتي حطيهالى في بوكس هداية وعاوزاكي تلفيه كويس أوى بورق الهداية وتلصقيه كويس.
فقالت البائعه:- قولى أنك عاوزانى أجبسلك الهدية مش بس ألفها.
فقالت بسمة:- ايوه مظبوط.
فقالت كارما:- أنتى هتعملي أيه ؟
فقالت بسمة:- هخلص تارى.
فضحكت كارما وقالت:- ااااه.... شكلكم نوين لبعض على نيه ما يعلم بيها إلا ربنا، أنا أيه اللي جبني معاكم.
وفي المطعم كان آسر يطلب من الجرسون أن ينتظر ولا يحضر الطعام حتى يطلب منه هو احضار الطعام.
وأثناء حديث كارما وبسمة دخل إلي المحل مجموعة من البنات أول ما رأوا كارما تعرفوا عليها فقد كانوا رفقة مقربين من بعضهم خلال دراستهم ولكن ظروف الحياه فرقت ما بينهم والأن تجمعهم الصدفة فأتو يسلمون على كارما.
فقالت أحدى البنات:- معقول كوكى.... كارما.
فقالت كارما:- أيه دا مها وسلمى وآلاء معقول أيه الصدفة الجميلة دى، بجد وحشنى؟
ثم عرفت كارما أصدقاءها على بسمة وهي تشير إليها:- بسمة خطيبة آسر اخويا، ودول بقي صحابي من أيام الإعدادية والثانوي بس بعد كدا اتفرقنا.
فقالت بسمة وهى تمد يدها لتسلم عليهم:- أهلاً وسهلاً.
فقالت مها:- خلاص طالما اتجمعنا النهارده يبقى نكمل باقي اليوم مع بعض.
فقالت سلمي:- أيوه يا كوكى، أحنا هنلف شويه في المول أيه رأيك تبقى معانا، وطبعاً بسمة هي كمان.
فقالت كارما:- لا بلاش بسمة علشان آسر مستنيها، وأنا هفضل معاكم يحسن بجد وحشنى اوى.
ثم أخذت كارما بسمة على جانب وقالت:- اهي جت من عند ربنا علشان تخلصو تاركم من بعض ومتوقعونيش أنا في وسطكم، وابقي قولي لآسر أنى هقعد شوية مع البنات واحصلكم على الغدا.
ثم غمزت بإحدى عينيها لبسمه وقالت:- واهو كمان يكون آسر شاف الهدية.
وفي المطعم جلست بسمة بجوار آسر وحكت له عن أصدقاء كارما وقالت له ما طلبته منها كارما، ثم اعطته الهدية قائله:- وأنا في المحل حبيت اجبلك حاجه تفتكرني بيها، ويارب تعجبك.
فقال آسر:- أكيد هتعجبني، هي مش عجبتك يبقي خلاص.
وأخذ آسر يقلب الصندوق لعله يجد بداية يستطيع منها أن يفك الغلاف فقال:- أنتى جيبه هديه لفاها ولا مكفناها ودي تتفتح منين بقى؟
فأمسك آسر بسكين من على المائدة أمامه وحاول أن يقطع الشريط اللاصق وأثناء محاولته في قطعه مر بجواره أحد رواد المطعم الذى تعثر وحتى يتجنب السقوط اسند على يد آسر مما جعل السكين التي بيده تندفع تجاه بسمة وقبل أن تصيبها كان يد آسر الاخرى هي من طلقت الطعنه وكأن مجرد وقوع بسمة في الخطر كان كافياً لجعل يده تتحرك لتحميها وكأنها أفعال لا اراديه، ففزعت بسمة على ما أصاب آسر وأمسكت يده وحاولت أن تكتم الجرح بمناديل وهي تقول:- آسر، ليه عملت كدا؟
فأطبق آسر يدها على يد بسمة وقال:- متقلقيش، أنا أستحمل أن ايدى تتجرح ألف مرة ولا أنى أستحمل أن قلبي يتخدش ولو خدش بسيط، (ثم وضع آسر يده الاخرى اسفل ذقن بسمة ثم رفع رأسها لأعلى حتى تلاقت العينين) ثم اكمل حديثه:- أنتى متعرفيش أنك قلبي اللي بيمشي على الأرض وحتى قلبي اللي بين ضلوعي بيدق على دقات قلبك أنتي وبيكي أنتي.
فوضعت بسمة يدها على صدر آسر فوق قلبه مباشرةً وقالت:- خد بالك منه كويس علشان قلبك دا سكنى ومسكني، ومش هقبل بأي حد مهما أن كان أنه يشاركني فيه، دا ليه أنا لوحدي وبس.
فقال آسر:- أي حد أي حد.
فقالت بسمة:- مش هقبل بأى مخلوق في الكون أنه يكون شريكي فيه.
فقال آسر:- طيب وكارما!
فضحكت بسمة وقالت:- كارما دي بنتنا الكبيرة ولا أنت نسيت، كوكى وصونؤر

**قراءة ممتعة***



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس