عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-20, 05:03 PM   #48

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل العاشر
=======================

وهنا جلست كارما بجوار آسر وهى تقول:- بتجيبو في سرتي ليه، وفين الاكل، أنتو خلصتو عليه كله.
فضحك آسر وبسمة وقال:- مستنينك يا ست كوكي.
فنظرت كارما إلى الهدية فوجدتها لم تفتح بعد فقالت:- أيه مش ناوى تشوف هديتك.
فقال آسر:- ربنا يستر، حاسس انكم مدبرنلى حاجه في الهديه دي.
وفتح آسر الهدية وصدم مما رأى وقال:- أيه دا!
فقالت بسمة:- مخدة بتتلبس في الرقبة علشان تلبسها لما تنام النهاردة في العربية.
وضحك الجميع ونادى آسر على الجرسون ليحضر الطعام.
ومرة الأيام على هذه الحال وكل يوم يمر يقرب آسر وبسمة من حلم حياتهم، أن يجمعهم بيت واحد.
وفى المكتب كان الكل منشغل في أنهاء عمله حتى دخل ضابط وبصحبته اثنين من العساكر فقال:- أستاذ آسر.
فرفع آسر نظرة تجاه هذا الضابط وقال:- أيوه... أنا آسر خير في حاجه؟
فقال الضابط:- ياريت تتفضل معانا من غير شوشره.
فقال آسر بعد أن وقف عن كرسيه:- على فين... ممكن أعرف أيه الحكاية.
فقال الضابط:- في النيابة هتعرف كل حاجه، بس ياريت دلوقتي تتفضل معانا.
فقال آسر في حده:- أنا هاجي معاكم، بس من حقي أنى اعرف سبب استدعائي للنيابة أيه؟
فقال الضابط:- أنت متهم باختلاس ١٠ مليون من الشركة.
فقال آسر باستياء مخلوط بالتعجب:- أيه!.... ازاى دا؟
وكانت مريم وحسام كلاً يهمهم ببعض الكلمات التي تنفي إمكانيه فعل آسر لهذا ثم نظرا لبعضهما.
بينما قالت نهال:- أيه!... مش ممكن.
وأسرعت بسمة نحو آسر وأمسكت بذراعه وكأنها تريد أن تخبئه خلفها حتى لا يستطيع أحد أن يأخذه وهى تقول:- مستحيل دا، أكيد في حاجه غلط آسر استحاله يعمل كدا، أكيد في حاجه غلط.
فقال الضابط:- من فضلكم الكلام دا تقولوا في النيابة والتحقيقات، أنما أنا مكلف بمهمه ومليش دخل بكل اللي بتقولوا فمتصعبوش الموضوع عليكم وعلينا، اتفضل يا أستاذ آسر.
وفي مكتب وكيل النيابة كان وكيل النيابة ممسك بفتاحة أوراق يقلبها بين اصابع يديه تارة ويخرجها من غمدها ويعيدها له تارةً اخرى، وكان يبدو على آسر القلق من الموقف برغم ثباته الانفعالي الكبير المستمد من يقينه ببراءته وبالعدالة السماوية التي لن تقبل بظلمه، وهنا سأل وكيل النيابة آسر وهو يستند بمرفقيه على المكتب:- ما قولك فيما هو منسوب إليك؟
فقال آسر:- محصلش، أنا عمري ما فكرت أني أخد مليم واحد من الشركة مش من حقي.
وهنا عاد المحقق بظهره إلي الخلف وهو يسأل:- أومال تبرر العجز الموجود في الميزانية السنوية بأيه؟
فأجاب آسر وهو يفرك جبينه:- مش عارف، اكيد في حاجه غلط.
فقال المحقق وهو يلتف بالكرسي الذي يجلس عليه ناحية كاتب النيابه:- أكتب، لقد أمرنا نحن هشام لاشين وكيل النيابة بحبس المتهم آسر محمد اربع أيام على زمة التحقيق.
وكان في الخارج يقف كلاً من نهال وكارما وبسمة ووالدتها وبصحبتهم وليد خطيب كارما، وكان وليد يحاول أن يهدئ كارما ويطمئنها فقد كانت شبه منهارة من خوفها وفزعها على آسر بينما بسمة كانت تبدو من الخارج متماسكه لإيمانها ببراءة آسر ولكن بداخلها كانت تتمزع خوفاً عليه، وهنا أتى حسام وكان يبحث بعينيه عن بسمة ونهال وعندما وجدهم ذهب مسرعاً تجاههما وهو يسأل:- آسر عامل أيه دلوقتى؟
فرد وليد:- هو جوا بيحققه معاه ولسه مخرجش.
فقال حسام وهو يتصنع القلق:- طيب في محامى معاه يحضر التحقيق؟
فقال وليد:- أكيد كلمنا أستاذ كمال سليمان علشان يحضر التحقيق وهو جوا معاه دلوقتى.
وهنا خرج آسر من غرفة وكيل النيابة فكانت بسمة هي أول من رأته فجرت نحوه وهى تنطق باسمه، فانتبهت كارما التي كانت تجلس على كرسي وتضع وجهها بين كفيها لتخفي دموعها المنهمرة لخروج آسر وأسرعت تجاهه وتبعهما نهال ووليد ووقف حسام لبرهه وهو ينظر لآسر وتملأ عينيه نظرت الشماتة والانتصار ثم رسم فوق ملامحه حزناً مصطنعا واقترب من آسر.
وعندما وصلت كارما لآسر أرتمت في حضنه تتلمس الاطمئنان وهى مستمرة في البكاء.
فقال آسر:- أهدي يا كارما أكيد ربنا مش هيسبنا.
ونظر آسر لوليد وهو يقول:- وليد خلي بالك من كارما.
فقال وليد:- اطمن أنت كارما في عيوني، المهم أنت دلوقتى.
ثم نظر آسر لبسمة وأمسك يدها وقال:- بسمة أنا بريء ومعملت...
فأسرعت بسمة فوضعت يدها على فم آسر وقالت:- متكملش أنا أستحالة اشك فيك أو أنك ممكن تعمل حاجه زي كدا، أنا ممكن اصدق أني ممكن اختلس لكن أنت لاء استحالة أنك تعمل كدا أو أن تقبل قرش حرام.
وابتسمت بسمة وأغمضت عينها بما يوحي انها مؤمنه بكل كلمة قالتها لآسر فتبسم آسر وأحس بمدى حب بسمة وشعر أن حبهما في أمان لا يستطيع شيء أن يؤثر فيه أو أن يهزه فحبهما راسخ رسوخ الجبال.
وفي بيت آسر كانت بسمة مع كارما في غرفتها ترتب معها حقيبة تحتوي على ملابس لكارما وبعض من المتعلقات الشخصية.
فقالت كارما:- ملهوش لزوم والله كل دا خليني هنا أحسن وعلشان كمان مضايقكمش.
فقالت بسمة:- لا فعلاً هضيقينا وهتخدى المكان كله، أيه اللي انتى بتقوليه دا، دا لو مشلتكيش الارض نشيلك جوا عينينا، وغير كدا ماما خلاص اصدرت فرمان أنى اجيبك معايا وقالت لي لو رجعت من غيرك مش هدخلنى الشقة، يرضيكي أني ابات النهاردة على السلم، وبعدين كمان علشان آسر يكون مطمن، يرضيكي أنه يكون قلقان عليكي مش كفاية اللي هو فيه، ويا ستي لو على سي وليد أهلاً بيه في أي وقت دا علشان خاطرك أنتى بس.
وفي اليوم التالي في المكتب كانت بسمة هي أول من كانت في المكتب وتحاول أن تبحث عن أي شيء تستطيع من خلاله أن تثبت براءة آسر حتى اتت نهال، وما من قليل حتى وصلت نهال فوقفت بسمة عن البحث فتوجهت نهال نحو بسمة وقالت:- صباح الخير يا بسمة، مفيش حاجه جديدة في موضوع آسر، أي حاجه تفيدة وتخرجه من اللي هو فيه. فغافلت احدى القطرات عين نهال فتساقطت على خدها معلنا عن مدى حبها لآسر وحزنها على ما آل إليه حاله.
فقالت بسمة في تفهم:- بتحبيه.... صح مش كدا.
فصدمة نهال من قول بسمة وصراحتها فقالت:- ومين يقدر ميحبهوش، آسر عزيز على الكل.
فقالت بسمة:- أنا عارفه دا، بس أنا قصدي غير كدا، ومتأكدة أنك فهمتي اللي اقصده. وكانت تبتسم لها لتشعرها أنها لن تغضب مما ستقوله.
فقالت نهال:- أنا فعلاً حبيته، أي واحدة هتتعامل مع آسر لازم هتتأثر بيه وبشخصيته وأخلاقه، آسر فعلاً من الاشخاص اللي تعتمدي عليهم، وتطمنى وأنتي معاه، ودول للآسف بقيو أوليلين في زمانه دا.
فقالت بسمة بهدوء وعلى ملامحها ابتسامه خفيفة:- يعني مضيقتيش أنه خطبني أنا.
فقالت نهال:- مش هكدب عليكي، أنا أتمنيت أنى أكون أنا مكانك، بس زى ما قولتلك أنا حبيته مش حبيت أمتلكه.
فقالت بسمة:- يعني أيه؟ اللي بيحب حد بيحب أن يكون ليه هو وبس ودا برضو نوع من أنواع التملك.
فقالت نهال:- للآسف مش في حالتي، اه أنا حبيته بس هو حب مين؟ مهم أني أحبه بس الاهم أنه هو كمان يحبني اللي بتقوليه ينفع لو هو كمان بادلني نفس المشاعر، ودا محصلش، هو اعتبرني اخت وصديقه له، وعلشان كدا كان لازم احترم اختياره ولو كنت شايفه أن اختياره دا غلط أو انك مش الشخص اللي ممكن يسعده كنت هدخل واحاول انبهه، بس أنتى فعلاً انسب واحدة له، وبحبكم هتقدرو تعدو من المشاكل اللي هتقبلكم.
فقالت بسمة:- طيب لو طلبت مساعدتك، وأننا نحاول نثبت براءة آسر.
فأسرعت نهال قائلة:- أكيد معاكي في أي حاجه تكون في مصلحة آسر.
فقالت بسمة:- أكيد اللي عمل كدا قريب مننا جداً يا إما من المكتب هنا أو حد من اللي بيستخدمو الجهاز بتاعنا، ومن الاحسن أن الموضوع دا يبقي بينا أنا وانتي بس.
فقالت نهال:- أنتى شكه في حد معين.
فقالت بسمة:- مش بالظبط، بس ...
وقطع حديثهم دخول حسام المكتب فأشارت بسمة لنهال أن يتابعا حديثهم في وقت لاحق.
فقال حسام:- صباح الخير، مفيش أخبار عن آسر؟
فقالت بسمة في اجابه مقتضبه:- لسه والله مفيش حاجه جديدة.
ولكن احس حسام بأن هناك شيء تخفيه بسمة وزاد ذلك الشعور صمت بسمة ونهال عند دخوله وكأنما كانا يدبران أمر لا يرغبان في أن يطلع عليه احد، وهذا ما زاد من قلقه وتوتره.
في مكتب وكيل النيابة كان المحقق يحاول الوصول إلى حقيقة ما حدث فقد كان يشعر أن آسر مظلوم إن لم يكون يجزم بذلك فسأل المحقق أسر بعد أن تحولت نبرة حديثه واصبح اهدى فقد اصبح يشعر بالتعاطف مع آسر:- في حد تاني معاه الباسورد بتاع الدفع الالكتروني؟
فقال آسر:- لاء... مفيش حد تانى.
ثم تذكر شيء واتبع حديثه:- بس من فترة كنت عملت حادثة وقعدت في البيت اكتر من شهرين، وساعتها كان حسام هو اللي معه الباسورد، بس لما رجعت من الاجازه غيرته.
فقال المحقق:- والحادثة دى كانت من أمتى؟
فأجاب آسر:- تقريباً من حوالى ٧ أو ٨ شهور.
فقال المحقق:-القضية دى فيها حاجه غريبه، كل اللي حققنا معاهم وكل الشهود محدش قال عنك حاجه تدينك بالعكس الكل كان بيأكد أنك مش ممكن تعمل حاجه زي كدا، حتى مرؤوسيك قالو نفس الكلام، والتقارير السرية بتقول أنك موظف نشيط وملتزم في كل حاجه!
فقال آسر:- أنا استحاله أنى أعمل كدا ببساطة لا أخلاقي ولا ديني يسمح لي أني أعمل كدا، أنا بشتغل في الشركة دى تقريباً بقالى أكتر من ١١ سنة وعمر ما حصل عجز عندى أو أي حاجه زى كدا، وغير كدا معملتش الحركة دى وأنا لسه موظف في الأول أو حتى أيام ما كان الشغل بيتسجل في الدفاتر بس وكان هيكون سهل عليا أني اغير في البيانات بسهولة وكان صعب أن حد يكشف حاجه، اقوم اعملها دلوقتى بعد ما بقينا نشتغل إلكتروني اللي من السهل أنه يتكشف.
وفي المكتب بعد انتهاء العمل تظاهرت بسمة بأنها تجمع اغراضها وترتبها حتى غادرت مريم المكتب وتبعها حسام الذي كان يبدو عليه الاستياء من وجود بسمة ونهال وتأخرهما في المكتب بعد أن غادر الجميع.
فآتت نهال ووقفت بجوار بسمة عند مكتبها وسألته:- هااا وصلتي لحاجه نقدر نساعد بيها آسر؟
فقالت بسمة بعد أن تلفتت حولها لتتأكد من أنه لا يوجد احد يستمع لحديثهم:- مش هينفع الكلام هنا نتقابل بره ونتكلم على راحتنا.
وفي أحدى الكافيتريات كانت بسمة ونهال يتحدثان فقالت بسمة وهي تقبض يدها وتطرق على المنضدة طرقات خفيفة:- زي ما قولتلك أكيد اللي عمل كدا سهل عليه أنه يدخل على الكمبيوتر ويتعامل معه من غير ما حد يشك فيه أو يسأله أنت بتعمل أيه.
فقالت نهال بعد أن مالت بجسدها لأمام:- معاكي حق بس اللي عمل كدا جاب الباسورد منين؟
فقالت بسمة:- هو دا السؤال اللي فيه كل اللغز ولو حلناه يبقي اتحلت القضية.
فقالت نهال:- طيب وهنعرفه أزاى؟
فقالت بسمة:- احنا دلوقتي نحاول نعرف العجز فين بالظبط وكان في أي فتره.
فقالت نهال:- تمام، معاكي بس أزاى؟
فقالت بسمة:- انا وانتى بكره أن شاء الله نروح المكتب بدرى شوية ونصور كل ورقة تخص الميزانية سواء الميزانية السنوية للإيرادات والمدفوعات أو الحسبة الشهرية أو حتى الحسبة الاسبوعية وكمان القيود اليومية كل ورقة وأي ورقة تخص الحسابات في السنة المالية دى.
وفي بيت بسمة كان يتجمع عائلة وليد وكارما وبسمة ووالدتها وكانت والدة وليد تحاول أن تخفف من حزن كارما فضمتها إلي حضنها وهي تقول:- أيه يا كوكي، مش تجمدى كدا شوية.
وكانت كارما تجلس على كنبة الانترية بين والدته بسمة ووالدة وليد وهنا انفجرت كارما في البكاء وهي تحتضن والدة وليد.
فقالت والدة وليد:- خلي ايمانك بربنا كبير، آسر مظلوم وربنا اسمه العدل وميرضاش بالظلم، وصدقيني آسر هيطلع من الموقف دا اقوى من الأول، بس لازم يطلع يلاقيكى قويه، متنسيش انه بيستمد قوته منا ولازم نبقي جامبه الفترة دى ونكون قدامه متمسكين.
فهزت كارما رأسها بالموافقة وهنا ربتت والدة بسمة على ظهر كارما لتشعرها بالأمان.
وفي المكتب كانت بسمة تصور كل الملفات والسجلات حيث كان يوجد ألة تصوير مستندات صغيرة في أحدى زوايا المكتب بينما كانت نهال تراقب المكان لتنبهها قبل أن يأتي أحد إلي المكتب وللآسف ربما أو لحسن الحظ لم تستطع بسمة أنهاء تصوير كل الأوراق وتبقي القليل عندما لمحت نهال حسام قادم من أول الرواق فحذرت بسمة التي أسرعت في ارجاع كل شيء لمكانه وكأن شيءً لم يكن.
وعندما دخل حسام المكتب وجد بسمة ونهال يجلسان عند مكتب بسمة وكانتا يتصنعان الحديث عن أشياء عامه فجلس على مكتبه ومرة اليوم عادياً لم يحدث فيه شيء هام حتى أتى ميعاد الانصراف وتكرر ما حدث بالامس من تلكع بسمة ونهال في الانصراف ولكن اليوم كان بغرض انهاء ما بدءا به في الصباح فقد كان المتبقي مجموعة قليله من الاوراق، وبالفعل انهت بسمة التصوير سريعاً ثم غادرا المكتب بعد أن اتفقا على أن يجتمعا في بيت بسمة ليحاولا أيجاد العجز.
وفي بيت بسمة وفي غرفتها كانت بسمة ونهال يفترشان السرير بالأوراق فقالت بسمة:- هو العجز في الاغلب من فترة قريبه مش من بعيد فأحسن حاجه إننا نبدأ بالعكس من الأيام الاقرب للأبعد ونخلص أسبوع أسبوع وان شاء الله نلاقي حاجه تساعدنا.
وبالفعل انهمكتا نهال وبسمة في العمل والتدقيق في كل قيد جيداً ولم يشعرا بالوقت حتى قالت بسمة وهي تمسك بمجموعة أوراق ولم ترفع ناظرها منها:- نهال، بصي كدا على اسامى الشركتين دول.
فقالت نهال وهى تميل قليلاً على بسمة:- وريني كدا فين.
فأشارت بسمة لها على مكانها في الورق وكانت في هذا الوقت كارما تدخل إلى الغرفة وهي تحمل صينيه وعليها ثلاث أكواب من العصائر وطبق يحتوي على بعض السندوتشات وهى تقول:- طنط بعته معايا حاجه تكلوها علشان تقدرو تكملو وربنا يوفقنا، ولو في أى حاجه اقدر اساعدكم بيها.
فقالت بسمة:- تعالي يا كوكى اقعدى معانا.
وأمسكت كارما بكرسي وجذبته إلي جانب السرير وجلست بين بسمة ونهال التى كانت كل واحده منهما جالسة على طرف السرير.
فقالت نهال:- أيوه فعلاً الاسمين دول أول مره أشوفهم عندنا في الشركة ومتعملناش معاهم قبل كدا، أستني كدا.
وأمسكت نهال بمجموعه أخرى من الورق وأخذت تقلب ناظرها بينهم حتى قالت:- تقريباً بدأت الشركة عندنا التعامل معاهم من بعد الحادثة بتاعة آسر ب٣ اسابيع، مش غريبه دى.
وقالت بسمة:- والغريب اساميهم، أنا مسمعتش عنهم قبل كدا، شكل الشركتين دول وراهم حاجة.
فقاطعتهم كارما:- وانتم محيرين نفسكم ليه ما تسألو بروفيسور جوجل عنهم وشوفو تاريخهم وأيه سوابق شغلهم في المجال دا أو أي مجال تاني.
وأمسكت كارما موبايلها وكتب اسم الشركة الأول وهنا اقتربتا بسمة ونهال لينظرا نتيجة البحث.


فقالت كارما:- غريبة أزاى دا، مفيش أي حاجه عن الشركة خالص، المفروض شركة بتتعامل في مجالكم دا وبالتعاملات اللي بتتكلمو فيها لازم تكون شركة كبيرة أو على الأقل ليها سابقة أعمال ولو واحدة حتى.
فقالت بسمة:- وفي الاغلب لو دورتي عن الشركة التانية هتلاقي نفس النتيجة.
فقالت كارما:- يعني أيه!
فقالت نهال:- شكلهم كدا شركات فاكسه يعني وهميه وملهاش وجود.
فقالت بسمة:- انا حاسة أن الشركتين دول وراهم سر وهما اللي هيوصلونا للي عمل العمله دى، بس احنا محتاجين نعرف الشركتين دول متسجلين باسم مين؟
فقالت نهال:- سيبو الموضوع دا عليا أنا اعرف واحده بتشتغل في السجل التجاري، هي اللي ممكن تفيدنا.
وأمسكت نهال حقيبتها واخرجت منها تليفونها واجرت اتصال بشخص ما.
قالت نهال:- السلام عليكم ، سمسمه أيه اخبارك.
وصمتت بمقدار ما يرد الطرف الأخر
فينك، ماسك أيه اليومين دول في الشغل.
ثم نظرت لبسمة وكارما وكانت عينيها تلمعان وتكاد أن تطير من الفرح ثم قالت:- بجد، يعني أنتى ماسكه دلوقتى تسجيل واشهار الشركات.
تبادلت بسمة وكارما النظرات بينهما وهما في قمة الفرح فقد اصبحوا قاب قوسين أو ادنى من أصحاب الشركتين سبب المشكلة والتي بدورهما سيخبران عن المجرم الحقيقي الذي يحاول أن يجعل آسر يتلقى العقاب بدلاً عنه.
فأكملت نهال حديثها:- طيب يا أسماء أنا كنت محتاجه منك خدمة، وعمرى ما هنسهالك أبداً.
وصمتت بمقدار ما ترد به أسماء ثم اكملت حديثها:- تسلمى يا أحلي سمسمه، بصي يا ستي أنا عاوزه أعرف اسم أصحاب شركتين ( وقالت نهال اسمى الشركتان) بس محتاجه أعرف مين اصحابهم بأسرع وقت ومن غير ما حد يحس لو تقدري تشوفيهم بكره اول ما تروحي الشغل.
ثم أغلقت نهال الاتصال بقول:- تسلميلي يا قلبي، بجد مش عارفه أشكرك ازاى؟
نظرت نهال لبسمة والفرحة تنظر من عينها:- خلاص اعتبرو الموضوع منتهي بكره أن شاء الله هيكون عندنا الخبر اليقين، اسماء قالت انها هتروح شغلها بدرى شوية علشان تدور من غير ما حد ياخد باله أو يحس بحاجه.
وهنا تقول بسمة وهى ترجع بظهرها للخلف حتى تسند على ظهر سريرها وتسند بزراعها على مخدتها:- كدا يبقي فاضل خطوة مهم، ودى لازم نعملها أنا وانتي بكره الصبح (وكانت تنظر إلى نهال).
فقالت نهال بتعجب:- خطوت أيه؟!
فقالت بسمة:- اننا نطابق الايرادات والمدفوعات اللي تخص الشركتين دول بالبيانات اللي متسجله في الدفع الالكتروني.
فقالت كارما:- انتى شاكه في حاجه؟
فقالت بسمة:- علشان نكون اتأكدنا من حاجه واهو نمشي في كل الطرق لغاية ما نوصل لحاجه.
ثم نظرت بسمة في ساعتها وقالت:- كويس لسه الساعة 7 يعني النيابة المسائية لسه شغاله وقدمنا ساعتين أو تلاته.
فقالت كارما:- وانتى عاوزه ايه من النيابة دلوقتى؟
فقالت بسمة:- هروح لوكيل النيابة دلوقتي، هو متعاطف مع آسر، هقوله على اللي وصلنا له واشوف آسر واعرف منه الباسورد.
في مكتب وكيل النيابة حكت بسمة كل ما توصلوا له وشكوكها تجاه المترددين على المكتب وخاصة من يستخدم الكمبيوتر.
فقال المحقق:- احنا ممكن نتولى المهمة دى، المفروض دا شغل المباحث.
فقالت بسمة:- بعد اذن حضرتك، أنا ممكن اقوم بالمهمة دى أحسن من أى حد تاني، أنا محدش هيشك فيا لما اروح المكتب بدرى ربع ساعة أو حتى نص ساعة لأن دا ميعادنا الطبيعي ولو أشتغلت علي الجهاز برضو مش هيثير شكوك حد لأن من طبيعة شغلى أنى بشتغل على الجهاز دا كتير بكدا المجرم الحقيقي مش هيعرف أننا بندور وراه ووصلنا لغاية فين، أنما لو حد جه يفتش مش هيقدر يوصل لحاجه دا غير اللي عمل كدا هيعرف وياخد باله.
فقال المحقق:- عندك حق. ثم ضرب جرس في مكتبه ليستدعي العسكري القابع أمام الباب، فطرق الباب ودخل وألقى التحيه.
فقال المحقق موجه حديثه له:- هات المتهم آسر من تحت، ثم نظر إلى بسمة واكمل حديثه:- هو هيجي دلوقتي ونعرف منه الباسورد، بس ياريت تعرفيني كل اللي بيحصل معاكي واللي توصليله أول بأول علشان اقدر اتصرف، وأنا موافقتش على كدا غير لأنى حاسس أنه فعلاً بريء ومن خبرتي باللي بنشوفه كل يوم أنه مش هو اللي يعمل حاجه زي كدا.
وعندما دخل آسر المكتب ووقعت عينيه على بسمة فزع وأسرع تجاهها قائلاً:- في أيه يا بسمة، كارما حصلها حاجه؟
فقالت بسمة بعد أن وقفت واصبحت امام آسر مباشرةً:- أهدى يا آسر مفيش حاجه اطمن كارما عندنا في البيت وماما ووليد وأهله كلنا حوليها اطمن أنت ومتقلقش، وخد بالك من روحك انت بس.
فنظر المحقق لهما واقترب بجسده من المكتب ووضع احدى يديه على المكتب والأخرى جعلها قائمة بحيث يكون مرفقه (كوعه) على المكتب ووضع كفه على خدة وأسفل ذقنه ثم قال وهو يبتسم:- هو كدا أنا المفروض اوصي على شجره هنا في المكتب واجيب ٢ ليمون. مازحاً ومحاولاً أن يخفف من هلع آسر.
فنظر آسر وبسمة له وابتسما.
فقال المحقق:- اقعدو كدا وخلونا نتكلم في المهم، دلوقتى احنا عاوزين منك أنك تدى الباسورد بتاع الدفع الالكتروني لبسمة.
فنظر آسر لبسمة وهو يسأل:- ليه، وأيه دخل بسمة.
فاخبراه ما حدث وبالفعل اعطي آسر الباسورد لبسمة.
وفي المكتب كانت بسمة ونهال بمفردهما يقارنان بين ما يخص الشركتين الموجود في أوراق الميزانية وما تم ادخله من مبالغ في الدفع الالكتروني فكانت بسمة تجلس أمام الكمبيوتر وبجوارها عن يسارها كانت تجلس نهال حتى كسر الصمت كلمات بسمة:- أيه دا.... الارقام بتاعة الشركتين دول بالذات مختلفين خاص، تقريباً كل الارقام متعدلة اللي في الورق حاجه والمدفوع حاجه تانيه خالص تقريباً في كل قيد في صفر زيادة.
فقالت نهال:- معقوله دى؟
فقالت بسمة وهى تلف شاشة الكمبيوتر لتكون الرؤية الشاشة واضحة لنهال:- بصي كدا، أهو شوفي بعينك.
وعندما لفت بسمة الشاشه ظهر لبسمة ظهر الشاشه فرأت ما لم تتوقعه ووقفت بسمة وهي تنظر لما وجدت وتقول:- أيه دا، معقول دا!!!
فقالت نهال في أيه ووقفت هي الاخرى من على كرسيها لتحاول أن ترا ما رأته بسمة وجعلها بهذه الحالة:- في أيه، أيه هو اللي مش معقول.
فقالت بسمة:- في كاميرا متركبة ورا الشاشة، اهي.
فقالت نهال:- مين اللي عمل كدا، وركبه هنا ليه؟
فقالت بسمة وهى تفكر:- أكيد هو اللي كان بيغير في المبالغ بتاعة الشركتين وركبها علشان يعرف الباسورد من وضعية الكاميرا وأنها متركزة على الكيبورد، لو فعلاً طلع تخميني دا صح والكاميرا لقطت أي حاجه تعرفنا مين اللي ركبها يبقى ربنا بيحبنا.
فقالت نهال:- يارب، تكون صورة حاجه تفيدنا.
ثم تلفتت بسمة ونظرة تجاه الباب ثم عدلت وضعية الشاشة لترجعها كما كانت حتى لا يشك أحد فقد سمعا صوت أقدام قادمة فعادت نهال مسرعة إلي مكتبها وأغلقت بسمة موقع الدفع الالكتروني ثم اخفت الورق الذى كان بحوزتها، فكان القادم حسام وعندما دخل ألقي عليهم التحية، وجلس علي مكتبه، وبعد قليل أتت مريم هي الاخرى وتصنعت بسمة أنها تنهي بعض أعمال متعلقة بالشركة على الكمبيوتر، ولكن في الواقع كانت تحاول أن تصل للبرنامج الخاص بالكاميرا والفيديوهات التي التقطتها، وبعد فترة ليست بالقليلة تنفست بسمة الصعداء وارتسمت ابتسامه على وجها وقالت أخير خلصت الشغل كله، وكانت في الحقيقة قد وجدت ملف خاص بالفيديوهات كان مخفي داخل ملفات الجهاز وكانت أحدى الفيديوهات تحتوى على تصوير ليد آسر وهو يغير الباسورد القديم بالجديد فقد كان لآسر علامه مميزة نتجت عن جرح قديم في يده اليمنى ومن هذه العلامة تعرفت عليه بسمة، وفى فيديو أخر كانت هناك يد تدخل الباسورد الجديد وكانت كل الفيديوهات مصحوبة بزمان وتاريخ التصوير، وحملت بسمة كل الملفات والفيديوهات على فلاشة كانت بحوزتها، ثم أغلقت الكمبيوتر وعادت إلي مكتبها.
وما أن انتهت بسمة حتى رن تليفون نهال وكانت المتصلة اسماء فخرجت خارج المكتب لتكلمها.
وبعد قليل قالت بسمة:- أنا محتاجه مج نسكافية يحسن حاسة أن في قطرين بيتسبقو في دماغي، هروح اخلى عم أحمد يعملي واحد، حد محتاج حاجه من هناك.
فقالت مريم:- طيب خليكي ونادي على عم أحمد يعملهولك.
فقالت بسمة:- مش مستهله، وكدا كدا أنا تعبت من القعدة وعاوزه امشي رجلي شوية.
فخرجت بسمة وراء نهال وقد كانت انهت نهال مكالمتها
فأخبرتها بسمة عن ما وجدت:- فعلاً طلع تخميني صحيح. وحكت لها ما رأت.
ثم سألتها:- ها وأسماء عرفة توصل لحاجه؟
فقالت نهال:- اه، وانا كتبتلك أسماءهم في ورقه، أهي كلمي أنتي بقى هشام بيه وعرفيه كل حاجه.
فقالت بسمة:- خلاص ادخلي انتي علشان محدش ياخد باله من حاجه.
اتصلت بسمة بالمحقق وأخبرته بكل ما توصلت له هي ونهال فقال لها:- اسمعيني كويس وافهمي اللي هقولهولك ونفذيه بالحرف، اتعملي مع كل الموجودين عادى جداً وحولى متطلعيش من المكتب أو أن يكون شخص واحد بس هو اللي في المكتب والأهم أنك تكوني أخر واحده تطلع من المكتب، أنتم مش بعد كدا بيتقفل باب المكتب عندكم؟
فقالت بسمة:- اه مكتبنا بيتقفل بعد اخر واحد بيطلع
فقال المحقق:- كويس أوى وبعد الشغل تعالى على النيابة وأنا هستناكي، وأقولك تعملي أيه بالظبط.
وذهبت بسمة لعم أحمد وطلبت منه مج نسكافية وعادت به إلى المكتب وجلست على مكتبه واثناء شربها للنسكافيه كانت ممسكه بموبايلها، ثم تركته وتصنعت الانشغال في العمل، وبعد قليل اتت لنهال رسالة على موبايلها فأخرجته فوجدت الرسالة مبعوثه من بسمة وبداخلها التعليمات التي قالها هشام بيه.
أما عن حسام فقد كان شارد الذهن وكأنه في عالم اخر وكان يفكر ويقول لنفسه:- أنا لازم اشلها واخفيها مينفعش تفضل أكتر من كدا، بس المشكلة أني مش عارف اقعد في المكتب دقيقتين على بعض لوحدى، أيه العمل.
وبالفعل نفذت بسمة التعليمات كما قالها المحقق وفي مكتبه كانت بسمة جالسه على كرسي وهشام بيه يجلس علي الكرسي المقابل لها وكان بينهم ترابيزة صغيرة وعليه كاميرة مراقبه حديثه وصغيرة في الحجم فقال هشام:- بسمة، ركزي معايا عاوزك بكره أن شاء الله زي العادة تكوني في الشغل بدرى شوية وعاوزك تعلقي الكاميرا دي في مكان عالي بحيث أن أي حد يقرب من الكمبيوتر او يستخدمة تصوره وهى على العموم بتصور فيديو بتظهر اقل حركه وبجودة عاليا، وهى زي ما انتى شايفه من غير اسلاك يعني مش هتحتاج وقت كبير في تركبه بس أهم حاجه ثبتيها كويس، وهيكون في عربيه مجهزة قدام الشركة بحيث نقدر نشوف منها اللي هتصورة الكاميرا ونِدخل في الوقت المناسب وحولى تثبتي الكاميرا اللي شوفتيها بحيث اللي يشلها من الجهاز ياخد وقت شوية، وعاوزك تقولي لأكبر عدد أن النيابة قررت تاخد الكمبيوتر علشان هتحتاجه في التحقيق وهتتحفظ عليه، ولما ابعتلك رسالة حاولي انك تفضي المكتب على قد ما تقدري.
فقالت بسمة:- حاضر فهمت وهنفذ كل اللي حضرتك قولت عليه.
وعندما همت بالوقوف قال المحقق:- مش عاوزه تعرفي اصحاب الشركات طلعوا مين؟
فجلست بسمة مرة اخرى وقالت باهتمام:- انتو عرفتوهم، مين!!!!!!

***قراءة ممتعة***




سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس