عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-20, 12:02 AM   #271

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي


الفصل 35





يبدو ان المصائب دائما ترافق اعراس بني الماجدي ان اعتبرنا ما حدث مصيبة بالتاكيد
ففي رأي ذاك الشاب يستحق التقدير من الرائع ان يسعى الانسان ويبذل النفيس من اجل من يحب
ان سالني احدهم فساخبره ان ذاك الشاب في قمة الرومنسية والوفاء ولا ننكر انه شجاع جدا ليفكر بالزواج من حفيدة الزعيم هذا لوحده يستحق التقدير عليه
اما الفتاة رهام ربما كان رد فعلها ناتج عن صدمتها ولكن ستدرك لاحقا انها محظوظة جدا ومن الجيد ان يتمكن احدهم من كسر قواعد هذه الاسرة
لا اصدق انهم رجعين الي هذه الدرجة كيف يمكن ان يجبروا الفتاة على الزواج من ابن عمها ماذا لو كانت تكرهه . لا يمكنني ان اتخيل انني مكانها ساموت قهرا
خطواط في الخارج لفتت انتباهي لا بد وانه سيكون عصام. لقد غادر الجميع قبل قليلا مودعين وبم انني رفضت بقاء سناء كوزيرة لي
فلا احد غيره . صحيح انه لا ساعة جدارية اعرف بها الوقت الا ان ضوء القمر المتسلل عبر النافذة يدل على ان الوقت متأخر جدا
انها الليلة الثانية، الا انه سيكون اللقاء الاول بيننا منذ تزوجنا. حسنا ربما كنت جبانة بالامس عندما بلعت حبوبا منومة قبل دخوله ليجدني نائمة كالاموات لا ادري كيف كان رد فعله اذ انه غادر في الصباح قبل استيقاظي ولولا وجود ثيابه لما كنت واثقة من مجيئة
رفع الستار تبعه اغلاق الباب بهدوء ثم القى السلام
رديت عليه تحية الاسلام وانا اراقبه يتجه نحو التسريحة قائلا
“ اراك صاحية لم اتوقع ذلك فقد انتصف الليل تقريبا ”
كان يبدوا عليه الارهاق وفي صوته نبرة كسيرة قلت بهدوء
“ انتظرتك لاطمئن على ابنة اخيك . كيف هي الان ”
نزع عمامته بعد ان تخلص من محتويات جيوبه وبدأ بفك ازرار ثوبه وهو يقول
“ بخر. كنت معها قبل ان آتي استيقظت الا انها ترفض الحديث . اظنها تخشى ان نلقي باللوم عليها ”
تنهدت بحزن وقلت
“امنحها بعض الوقت اظنها مصدومة مما حدث ”

ثم قلت ببعض الضيق وقد انزعجت فعلا من هذه الطرحة فوق راسي
“ حسنا لم لا ترفع هذا الشيء لم اعد احتملها”
لم اكن ارى وجهه بوضوح الا ان صوته جاء مستغربا
“ ولم لا تزيلينها بنفسك”
“ كنت لافعل ذلك ولكن انت تعرف العادات
لا اريد ان يلاحقني النحس ”
اقترب وهو يقول بضجر
“ عادات عادات
ما بها هذه الكلمة لا تفتك تتركني اليوم”
جلس امامي مستندا على احدى ركبتيه وقال
متهكما
“ النحس!!!
لا اصدق انك تصدقين تلك التفاهات ”
ما ان رفع الغطاء تجمد للحظات ينظر الي مندهشا للحظات قبل ان ينزل بصره فقلت
“ لا اصدقها الا انني احب ان يكون زفافي حسب الاصول لنقل انني تقليدية التفكير”
رفع رأسه قائلا
“ تقليدية ؟!!؟؟ اشك في هذا ولكن في هذه الحالة انتظريني اتوضأ لنصلي ركعتين اولا ثم نرى باقي الاصول ”
وقف مبتعدا يسير ناحية الحمام المرفق وغاب فيها لدقائق قمت خلالها بوضع سجادتين وانتظرته حتى خرج فاتجه بصمت ووقف مكبرا للصلاة
وبعد ان انهينا الصلاة التفت ليقول الدعاء ثم طبع قبلة على جبيني ثم وقف بعدها واتجه ناحية الخزانة الكبيرة قائلا
“ اذا كيف وجدتي منزلك الجديد لو لم يكن الوقت متأخرا لاخذتك في جولة لتتعرفي عليها اكثر ”
وقفت انا الاخرى واتجهت ناحية السرير وانا اقوم في طريق بخلع ثوب العرس الابيض اذ انني لست مرتاحة فيه ابدا ..
كنت ارتدي احدى فساتين سناء التي صممتها خصيصا لاجلي وعلى خلاف الفستان الاسود الذي ارتديته بالامس والذي لم يتسن له رؤيتها وقد حرصت على تبديلها فور خروج سناء بفستان اكثر حشمة
حسنا لم اتوقع ان اشعر بالخوف والرهبة عندما تركوني بمفردي انتظر دخوله في اي لحظة
وقد طار شجاعتي مع الريح فور تخيلي لاي سيناريو طبيعي قد يحدث بيننا
قلت وانا اقوم بتطبيق الثوب
“ حسنا انا مندهشة من القصر بصراحة اذا قارناها بمنازل القرية البسيطة فانا اظن ان هذا ليس مكانها كما ان من ينظر اليها في الخارج سيظن انه قصر كلاسيكي من العصور الغابرة الا انها من الداخل لا تقل عصرية عن قصر جدي. ”
“ هذا لكن جدي رممه بعد توليه الزعامة وقد تدمر القصر القديم قبل مجيئه ”
لم اكن انظر اليه الي انني شعرت بنظراته الي مما جعل قلبي يقرع طبولا وقد اشعر بالفعل ان عروس مذعورة
مالذي افعله بحق
حملت الثوب بين يدي واتجهت بعه للخزانة وفتحت ضرفتي ووضعتها داخل احد الادراج وبدأت يدي تبحث بارتجاف عن اي شيء استبدل به هذا الفستان الا انني كنت ابحث في الضرفة الخاطئة حيث لا يوجد هنا سوا الفساتين والتنانير تراجعت خطوة لاصدم بجدار بشري خلفي فشهقت باجفال
شعرت بانفاسه الحارقة تلحف عنقي قبل ان ترتفع يديه تفكان شعري المجموع في الاعلى وهو يقول بهمس مخدر
“ بالحديث عن الاصول الا تظنين ان من واجبي ان اساعدك في خلع هذا الفستان الرقيق
ارى انه لا يعجبك على اي حال ”
“ قلت بانفاس متقطعة
“لا ابدا هو فقط ليس مريحا وانا متعبة جدا واحتاج للنوم ”
شعرت بقلبي يسقط ارضا وانفاسه الحارقة تتحول لقبلة ملتهبة فوق كتفي قبل ان يبتعد ويلفني لاواجهه وقد حرر شعري اخير ليتناثر من حولي بسواده الذي عاكس بياض الفستان الابيض الرقيق كما قال وكان بامكاني رؤية العاطفة الملتهبة في مقلتيه وهو يقول بهمس
“ وانا متعب متعب للغاية
الا انني احتاج لما هو اكثر من النوم ”
كان قريبا قريبا جدا حيث انحنى ببطيء يستند بجبينه على جبيني وهو يتابع بهمس
“ احتاجك انت ”
ولم يمهلني لادرك مغزا كلامه قبل ان ينهي المسافة بيننا .
جمدت مكاني استقبل قبلته الناعمة بذهول وقد توقفت خلايا عقلي عن التفكير
يا الهي ماذا افعل ليس هذا ما خططت له لا يجب ان ينالني ليس قبل ان اعرف وضعي في حياتي
ليس قبل ان يخرج وليد من المعادلة رفعت كفي عازمة على دفعه لتتجمد تماما فوق صدري وانا اشعر بضربات قلبه الهادرة بجنون بدات ادرك مداه فور ان تحولت قبلته الناعمة لاخرى تماثل جنون قلبه ما ان شعر بتراجعي ليسحبني الية بعنفوان ويده تتجول فوق ظهره بجرأة تبحث عن نهاية السحاب وفور وصوله اليها وشعوري بيده الحارقة فوق جلدي طار اي مقاومة كنت اتسلح بها ولادرك انني كنت جائعة للعاطفة التي يغرقني بها هذا الذي قطعه فجأة وهو يبعد رأسه يقول لاهثا
“ اللعنة زهور لم ارد لهذا ان يحدث الان ولكنني لا استطيع لا استطيع”
جنون
جنون هو ماحدث بعدها جرفتني من كل حدود الزمان والمكان لتلقي بي وسط عاصفة لم اجد قوة لمقاومتها فانجرفت معها حتى لم يعد هناك معنى لاي شيء خارجها

فجأة اختفت العاصفة ووجدت نفسي ملقاة على الشاطيء
شاطيء؟!!!
هذا مستحيل ماذا افعل هنا التفت يمينا ويسارا غير مصدقة لموقعي رفعت يدي احمي عيني من اشعة الشمس التي سطعت فجأة في الوقت الذي كنت انظر فيه الي البحر
انزلت يدي غير مصدقة وانا ارى الجالس على الرمال هناك قريبا من البحر . سرت بخطوات مصدومة نحوه حتى اصبحت على بعد خطوات منه فرفع راسه ينظر نحوي فتوقفت الدنيا عن الدوران
انه خالد ... رباااه هذا خالد ... لا يمكن لا بد انني احلم... نعم نعم هذا حلم .... ادركت ذلك
الا انني لم ارد ان استيقظ منه ...
“ تعالي زهور ..اجلسي ”
سرت بخطوات بطيئة مترددة حتى جلست بجانبه انظر اليه بغير تصديق اتشرب ملامحه التي لم تغادر ذهني يوما...
اسمري عسلي العينين ..انه هو حقا
ولكنه اكثر نحولا ..بل هو هزيل لا يمت لخالد العضلي بصلة.. حليق الرأس.. عينيه غائرتين داخل تجويف عميق وحولهما هالات بينية داكنة
رغما عني شهقت واضعة يدي على ثغري امنع خروجها
وقد ترقرقت عيني بالدموع وانا اتذكر انه مريض ولابد انه يحتضر الان
هل شعر احدكم يوما بهذا ان تدرك يقينا انك في حلم ...بل كابوس الا انك تعجز عن ايقاظ خلايا عقلك
ربااه لا اريد رؤيته هكذا لا يمكنني ان احتمل
“ لا تبكي ”
انحدرت الدموع على خدي ولم يزدني ابتسامته الحانية تلك الا الما
رفع يديه يبعد خصلات من شعري تطايرت امامي ثم ااقترب مني اكثر وطبع قبلة على جبيني ثم خدي وبعدها بدا ينتقل بين صفحات وجهي
انه خالد حقا لا يمكن ان الحلم واقعيا الي هذه الدرجة اكاد اشعر بحرارة جسده وملمس شفتيه
ما ان ابتعد قليلا تمسكت بياقته و ناديته بشفاه مرتجفة غير مصدقة
لا ادري لم تجمدت ملامحه هكذا فجأة مما جعلني اناديه. مرة اخرى بتوسل فابعد يديه عني قائلا بابتسمة هادئة
“ لقد تزوجتي زهور اتذكرين ”
تسارعت نبضات قلبي تباعا حتى شعرت بها ستنفجر داخل صدري وانا افتح عيني على الواقع لاجد وجه عصام الجامد امامي مباشرة انزلت بصري غير مصدقة لموضع يدي على صدره ومن نظرة عينيه الحارقة ادركت انني لم اكن احلم بل اختلط على الحلم بالحقيقة
ولابد انني وضعت الان مزيدا من الجدران بيننا
رباه ماذا فعلت

★★★



ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس