عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-20, 01:07 PM   #2

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الاول
أستيقظت من نومها علي صوت المنبه المجاور لسريرها لتجد الساعه الخامسه صباحاً.
تماماً كما ضبطته بالأمس لتلحق بموعدها الشهري الذي لاتخلفه أبداً منذ سنوات.
مسكت رأسها بألم من الصداع الذي يكاد يفتك بها غالباً يصيبها بعد ليلة طويلة من الأحلام المزعجة كهذه الليلة .
نفس الحلم المزعج الذي يزورها منذ سنوات.
مرت في ذهنها لقطات خاطفة من ذلك الحلم
هي وعمر يقفان في طريق مظلم تمد له يدها لينقذها من هذا الظلام وفجأه يختفي من أمامها وتجد نفسها وحيدة وسط الظلام الذي تخاف منه حد الفزع تصرخ بأعلي صوتها حتي تشعر بأن حنجرتها جُرحت من أثر الصراخ ثم تصحو من نومها تشعر بالأختناق.
قامت من سريرها الوثير وخرجت من غرفتها تتفقد أبناءها الذين يَغِطٌون في نومٍ عميق تجولت قليلاً في شقتها الأنيقة التي تقع في أحدي المدن الراقية تتفقد كل ركن وتٌغلِق النوافذ جيداً قبل أن تخرج وتترك أبناءها بمفردهم
دخلت الي الحمام لتغتسل حتي تستعد للزيارة الشهرية للمقابر فهذه عادتها منذ سنوات لم تخلفها أبداً
وقفت أمام مرأة الحمام تغسل وجهها الخمري الذي مازال ينبض بالحيوية والشباب فهي لم تكمل بعد عامها الثاني والثلاثين رغم شعورها أنها في الخمسين..
تحسست وجهها بتمعن فهي تشعر أن في الفترة الاخيرة هناك خطوطاً رفيعة بدأت في الظهورعلي جانبي فكها تنهدت بألم ثم خلعت ملابسها ودخلت تحت الماء الدافيء حتي تبعد الخمول عن جسدها وتذهب الي وجهتها دون أن يبدو عليها أَثارعدم النوم جيداً .
لاتعرف لماذا تلح عليها هذه الذكريات القديمه الأن ؟ ربما من ذلك الحلم ....وربما لأن يوم زيارة المقابر يجعلها تجتر كل ذكرياتها القديمة دفعة واحدة
أغمضت عينيها تحت الماء وذهبت بذهنها الي الوراء الي ثلاثة عشرة عاماً للخلف
"من حبي فيك ياجاري ياجاري من زمان بخبي الشوق وأداري ليعرفوا الجيران بخبي الشوق وأداري أداري ليعرفوا الجيران....."
علي أنغام أغنيه حوريه حسن تمايلت فريده يميناً ويساراً بسعادة بالغة.. ومن أكثر منها سعادة اليوم وهي تحتفل بيوم حنتها مع صديقاتها المقربات وبنات الحي الذي تسكن فيه هي وعمر معا منذ الصغر
عمر خطيبها وحبيبها الذي لم تري غيره صديقاً وأخاً وحبيباً
أحبته وأرتبطت به من صغرها ..لا يوجد في حياتها رجلاً سواه خاصة بعد وفاة والدها وهي في الثانية عشره من عمرها .
"وحياة حبك ماشبكنا ..غير شباكوا وشباكنا..وعيون تنده وتشاوروتدوب شوقها ببسمة وعيون تفهم وتحاور وتسلم ويا النسمة واخبي الشوق واداري اداري ليعرفوا الجيران"
مر في ذهنها صورا خاطفة لهم وهم صغاراً حين كان ينظر اليها فتفهمه من نظرة دون كلام... حين كان يقف في شرفته أسفل شرفتها حين يشتقاً لبعضهم ويتعذر اللقاء....كل كلمات هذه الاغنية تصف حالها مع عمر لذلك فهي ترقص عليها بحماس ..قامت صديقات العروس يشاركونها الرقص علي الاغنية المحببة الي قلبها والتففن جميعهن حولها ...
فريدة لها أخت تكبرها بثلاثة اعوام.. وأخ يصغرها بثلاثة أعوام يعيشون جميعا مع والدتهم "بدور" المرأه الأربعينية الجميلة البسيطة التي لاهم لها في الحياة بعد وفاة زوجها الا توفير حياة أَمنه لأبناءها
قالت بدور لفريدة بقلق بعد أن أنتهت الأغنية: "كفاكي يافريدة رقصاً أدخري مجهودك هذا للغد ياأبنتي" خاصه بعدما لاحظت أن وجه أبنتها الخمري الناعم أصبح كحبة طماطم طازجة. توقفت فريدة وهي تلهث قائله:"حاضر أمي أنا حقاً تعبت" جاءت فدوي اختها الكبري من خلفها لتقول :"فريدة عمر يريدك في الخارج لأمر هام"
ألتمعت عينيها بمجرد ذكر أسمه.
هذه اللمعة التي تخص عمر فقط.
قفزت من مكانها لتخرج لعمر الذي كان ينتظرها بجوار باب الشقه من الخارج وبمجرد أن شعر بها تخرج جذبها من ذراعها الي حضنه وأغلق باب الشقة الذي كانت تمسكه بيدها الأخري.
دفعته بيديها للخلف قائله بحرج :"نحن علي السلم ياعمر ووارد أن يرانا أي شخص"
قال عمر وقد ألتمعت عينيه بشقاوته المعهوده :"حبيبتي فريدة أنتي الان زوجتي"
قالت له بدلال: "لااااااا لم نعقد القران بعد"
قال عمر بحب :"تعالي نعقده الان وأخذك الي شقتنا" ثم غمز لها بعينه فقالت بدلال :"وهل تهون عليك فريدة التي أنتظرت يوم زفافها عليك كل هذه السنوات أن تتزوج دون أرتداء فستان الزفاف؟
دون الشعور بفرحة الزفاف الحقيقيه" أدار عينيه يميناً ويساراً بتفكير وقال لها:"أين كل هذا العمر يامحتالة أنتي مازلتي في الثامنة عشره من عمرك ولولا الحاحك في أتمام الزواج مبكراً لكنا أنتظرنا حتي أنتهيتي من أتمام دراستك أولاً"
جحظت عينيها وقالت بحنق وهي تشير بأصبعها علي نفسها:"أنا ياعمر؟ أنا من ألححت ؟ألست أنت من قلت أنك لاتتحمل بُعدي وأنا في المُقابل عليا أن أٌضحي ونتزوج وأٌكمل دراستي في بيتك"
أبتسم بتسلية علي مشاكسته لها وقال:"لأنك تستفزيني بالقول أنك أنتظرتي سنوات"
تحولت لهجتها لنبرة أضعف وقالت بتأثر واضح :"نعم ياعمر أنتظرتك لسنوات فمنذ أن وعت عيني علي الدنيا وأنا أٌحبك.. وحبي لك يزداد يوماً بعد يوم عندما وعت عيني علي الحياة وجدتك أمامي ولم أتخيلك أبداً أخي أو جاري بل كنت دائما حبيبي الوحيد وفارس احلامي وحارسي الشخصي"
تناول عمر كفها الصغير وقبله برقة
دائما كانت هي تجيد التعبير وهو لايستطيع أيجاد الكلمات المناسبه ...أستطردت قائلة بحب: "أحببتك تقريبا وأنا في الخامسة من عمري عندما كنت تمسك يدي وتأخذني لأحضر الحلوي من عم سعيد كنت ترفض أن أعبر الطريق وحدي وتصر أن تمسك يدي"
أقترب منها عمرأكثر بعد هذه الكلمات المذيبة للأعصاب ولكنها دفعته برفق قائله بحرج:"لايصح هذا يادكتور لم يٌعقَد القران بعد أنتظر فقط للغد وبعدها أٌصبح ملك لك للأبد"
تنهد عمر بحرارة وقال لها:"وعد؟ضيقت عينيها بعدم فهم قائلة :"ماذا؟" قال لها :"وعد أن تكوني لي للأبد"
أبتسمت أبتسامتها الساحرة ثم قالت:"وعد"
زفرعمر زفرة حاره ثم قال: "حمداً لله أن خالتي بدور وافقت أن تستكملي دراستك معي ولم تصرعلي أتمام الدراسة ثم أكمال الزواج كنت مت وقتها يافريدة"...قالت فريدة بحب وهي تستند بظهرها علي الحائط المجاور لباب الشقة :"بعيد الشر عنك ياقلب فريدة"
ثم قالت بتساؤل :"لم تقل لي ياعمر لما كنت تريدني؟ فدوي قالت لي أنك تريدني في أمر هام"قال لها:"فعلا كنت أريدك في أمر هام جدااااا" قالت له بقلق :"ماذا أنطق ياعمر"قال بحب : "أشتقت لكي"
ثم طبع قبلة خاطفة علي خدها وأسرع في النزول ضاحكاً وكأنه خطف نجمةمن السماء.....
أنتهي حفل الحنة البسيط في شقة فريدة وأنصرفن الصديقات والجارات....
دخلت هي غرفتها لتغير ملابسها الي ملابس فضفاضة أكثر حتي تستطيع النوم براحة في أخر أيامها في بيت والدها... دخلت الي غرفة والدتها بعد أن وجدت الباب مفتوحا فرأت والدتها مستلقية في سريرها وبجوارها فدوي
أندست فريدة بينهم فقالت لها فدوي بسخرية ضاحكه:"أراك سعيدة جداً بمغادرتك البيت ياأنسه فريدة فهل هان عليك البيت وصحبتنا أنا وأمك أين بكاء العرائس يابنت؟؟؟"
صاحت فريدة بضحكة طفولية:"حبيبتي أنا لن أهاجر كل مافي الأمر أنني سأنتقل من شقة الدور الثالث لشقة الدورالثاني في نفس البناية وستجدونني يومياً عندكم وسأتناول طعامي معكم بشكل شبه يومي"ثم أحاطت رقبة فدوي بيديها قائله بخبث:"هذا أن لم تستطيعي أن تطبخي لي ياأختي الحبيبة في شقتي" أرتفع حاجبي فدوي بشر قائله :"لماذا ياحبيبتي أطبخ لكي في شقتك من قال هذا ؟"أخرجت لها فريده لسانها ورفعت حاجبيها بمرح قائله:"أمي؟" ألتفتت فدوي الي أمها بحنق قائلة:"حقا ياامي قلتي هذا؟"......تصنعت بدور الجدية قائلة:"لا طبعاً ياأبنتي أنا من سأطبخ لها في الأيام التي ستكون فيها منشغلة بدراستها" ....ألتفتت فريدة الي والدتها ولفت ذراعيها حولها قائله ببؤس مصطنع :"وماذا عن باقي الايام ياأمي ؟فانا لاأتقن الطبخ وأخاف أن ينتقد عمر طعامي خاصه أن والدته طباخة ماهرة..... قالت فدوي بسخرية لاذعة:"عيب من أكبر عيوب عمر هو والدته"
قالت بدور بحزم:"عيب يافدوي لايصح قول هذا عن خالتك كريمة"
قالت فريده بهدوء:"سأحاول أن أتجنبها قدر الأمكان بأذن الله وأنا في الأساس لن أكون متفرغة
فدراستي وعمل عمر بالجامعة سيأخذ كل وقتنا بالتأكيد"
ربتت بدور علي ظهر أبنتها قائله بحب:"ربي يصرف عنك الشر حبيبتي ويجعلها زيجه العمر بأذن الله.. ثم نظرت اليها بجدية قائلة أنا أعرف أنكِ تحبين عمر ولكن يجب أن أقول لكِ بعض النصائح ثم أحتضنتها قائلة يجب عليكِ طاعته مادامت أوامره في غير معصية الله؛وأجعلي من بيتك واحه هادئة يرتاح فيها زوجك من متاعب الحياة ؛لابد أن يراك دائما جميلة المظهر؛عطره الرائحة ؛هادئة الطباع وأخيرا يجب عليكِ تعلم الطبخ لأنه بالفعل أقرب طريق لقلب الرجل معدته كما يقولون"
وما أن أنتهت بدور من كلماتها حتي شعرت بأنفاس فريدة تنتظم علي صدرها.. قبلتها بحنان وأنزلت رأسها علي الوسادة تتأمل ملامحها الهادئة الجميلة ففريده أبنتها ذات بشرة خمرية صافية وأنف جميل مستقيم وشفاه مستديرة تعطيها مظهر طفولي جميل وشعرها الاسود الناعم يزين وجهها برقه .في الحقيقه هي تشبهها كثيراً عكس فدوي وفادي اللذان يشبهان والدهما اكثر؛ نظرت الي فدوي التي كانت شاردة ونظرت الي ملامحها الجميله التي تشبه ملامح والدها بسمار بشرتها الجميل وعينيها السوداوان وشعرها القصير الذي يصل لكتفيها قالت بدور بهمس:"مابك يافدوي؟"ردت الاخيرة بشرود:"لاشيء ياأمي"...
ولكن لم يخفي علي قلب الأم شعور أبنتها فقالت لها بحنان:"كنت أتمني أن أزوجك أنتِ أولاً ياقلب أمك فأنتِ أبنتي الكبري ولكنك تعلمين ظروف زيجة أختك هي وهو يحبان بعضهما البعض ونحن في منطقة شعبية ولم نسلم من لسان الناس طوال العام الماضي وهو يقلها الي الجامعة في الذهاب والعودة فكان الحل الأمثل هو زواجهم"
قالت فدوي بجديه:"أنتِ تعلمين ياأمي أنني لا أفكر بهذه الطريقة ثم أنني لا أكبرها الا بثلاث سنوات فقط أنا للتو أنتهيت من دراستي الجامعية"
قالت بدور بحب :"نعم حبيبتي مازال العمر أمامك" قالت فدوي بقلق: "أنا حقاً أخاف علي فريدة شيء بداخلي لايرتاح لعمر وتصرفاته ياأمي"قالت بدور بقلق : "لماذا تقولين هذا يافدوي؟"
قالت فدوي موضحة:" منذ أن تعين بالتدريس في الجامعة وهو لاينظر الا لمستقبله فقط أما هي فلا يعير دراستها أي أهمية وهذا مالاحظته في خلال العام الاخير لي في الجامعه والذي كان العام الاول لفريدة كنت أدفعها أنا دفعاً الي حضور المحاضرات أما هو فكان لايبالي أما فيما يتعلق بعمله ودراسته فلم يكن يسمح لأحد بالمساس بهم"تنهدت بدور بحيرة وقالت لها :"دعيهم هم يديروا شئون حياتهم بنفسهم يافدوي ثم ربتت علي وجهها بحنان قائلة والأن هيا لننام فأمامنا غداً يومٍ طويل"
في اليوم التالي..
أمام مركز التجميل ينتظر عمر عروسه وهو بكامل أناقته يرتدي حلة سوداء أنيقة تبرز وسامة ملامحه التي لايختلف عليها أثنان وشعره مصفف بعنايه وبجواره عبد الله..عبدالله هو صديقه من أيام الثانوية مروراً بالجامعة وتم تعيينهم معاً ليزداد ترابطهما كأخين خاصة أن عمر لايوجد له أخوة سوي نسمة أخته فقط أما عبدالله فهو وحيد والديه المسنان
قال عبدالله بفرحة حقيقية:"مبارك لك ياأخي وربت علي كتفه بمودة حقيقية"...قال عمر بمناغشة :"العاقبه عندك ثم غمز بعينه ضاحكاً قال عبدالله متصنعاً الرعب :"بعيد الشر يارجل لو سمعتك مها لمزقتني ومزقتك أربا"..
ضحكا معا حتي جاءت عين عمر في عين والدته التي تقف بعيداً عنه فتوقف عن الضحك وتصلبت ملامحه وقال لصاحبه بجدية:"لا أعرف لماذا لاتحب أمي فريدة ومازالت معترضة علي الزواج تصور في الصباح وبختني بأنني تسرعت والبنت صغيرة وأشياء من هذا القبيل"
قال عبدالله محاولاً تهدئته: "أعذرها ياعمر حزنها علي أختك لايجعلها تشعر بأي فرحة أحمد الله أنها قامت من رقدتها حزناً بعد طلاق أختك "..
قال عمر بضيق:"وأنا أيضا أبنها وعليها أن تفرح لفرحي"
قال عبدالله محاولاً صرف ذهنه عن هذا الحديث :"ألن تدخل لتحضرعروسك؟"
قال عمر:"أتصلت بالفعل بأختها وأخبرتني أنهن سيخرجن بعد عشر دقائق وكان هذا ثم نظر الي ساعته واضاف منذ ثلث ساعه"...لم يكمل كلمته حتي وجد فدوي تخرج من مركز التجميل هي وخالته بدور وصديقات العروسة تتبعهم فريدة .....تقدم عمر بفرحة حقيقية حتي وصل اليها ليجدها بكامل جمالها وبهاءها أقترب منها وألتقط كفها ومال عليها همس في أذنها قائلاً :"مبارك عليكِ حبيبتي"..
أبتسمت له برقة وتمتمت بعبارة لم يفهم منها شيئاً أستنتج أن تكون بارك الله لك ولكن من كثرة توترها لم يخرج صوتها
ركبوا السيارات وأنطلقوا جميعاً الي المسجد الذي سيقام فيه عقد القران وبعدها كل شيء تم بسرعة جلس عمر أمام المأذون ووضع يده في يد خال فريدة ووكيلها
كانت تنظر الي عمر وهو يردد خلف المأذون الكلمات ولسان حالها يقول أخيرااااا أخيرا أصبح عمر لي وسرحت بخيالها قليلاً
هي في الحقيقة لاتعرف كيف أو لماذا أحبته
تشعر أن حبها له ولد معها لم تبذل أي مجهود لكي تحبه هي وجدت نفسها غارقة في حبه
أنتزعها من أفكارها أصوات الزغاريد التي علت في القاعة لتجد صديقاتها وجاراتها يلتففن حولها للمباركة الا والدة عمر كانت تقف في ركن بعيد تشاهد مايحدث كأنها تشاهد فيلماً او مسلسلاً وليس عقد قران أبنها الوحيد
أما نسمة أخته الصغري فتقدمت من فريده وباركت لها بمودة حقيقية
أنتهو من المباركات ليأخذ عمر زوجته في سيارة عبدالله وخلفهم باقي السيارات التي أنطلقت تجوب شوارع العاصمة قليلاً ثم أنطلقوا الي الحي
نزل العروسان من السيارة ليتفاجأو بالزفة الشعبية التي أتفق عليها عبدالله دون علم عمر وهذا ماأسعد فريدة للغاية
فهي لم تحب أن تظهر الضيق أمام عمر من عدم أقامه حفل زفاف كبير فمصاريف الزواج قضت علي كل مايملك ووالده بالفعل ساعده كثيرا ولم يتخلي عنه فهو مازال معيداً في الجامعه في السادسه والعشرين من عمره وكانت مصاريف الزفاف سترهقه فعلياً
الي جانب حزن الجميع بعد طلاق نسمة ووجدو أنه من غير اللائق أقامة حفل زفاف كبير وأخته مطلقة حديثاً
لذلك تخلت فريدة عن أقامة حفل كبير عن طيب خاطر فكان لهذه اللافتة من عبدالله أثر جميل في نفسها .
أنتهت الزفه وصعد العروسان الي شقتهما ورافقتهم بدور وكريمه وفدوي ونسمه الي باب الشقه باركن لهم ثم أنصرفن جميعاً
دخلت فريدة تنظر الي شقتها الصغيرة الأنيقة كما أختارتها وحرصت علي أن يميزها البساطة
أغلق عمر باب الشقه جيداً ونظر الي فريدة التي تتوسط الصالة الصغيرة وتاه للحظات أمام سحرها الذي ياخذه لعالم أخر ...لقد رأي عمر الكثير من الفتيات ولكن لم تحصل أحداهن علي مكانة فريدة في قلبه هي حبيبته الوحيدة التي يكتفي بها عن نساء الكون...
هي التي اختارها لتكون شريكه حياته ولكن أكثر ماكان يقلقه أن يكون حبها له حب مراهقة وعندما تنضج تتغير مشاعرها تجاهه... هي صغيرة وهو يعلم أنها صغيرة ولكنه يحبها ولايملك ألا أن يظل يحبها
كان يخاف عليها ويخاف منها.
يخاف أن تتعرف في الجامعه علي أحد وتتغير مشاعرها تجاهه لذلك كان يحيط بها أثناء تواجدها في الجامعة ويحاول ألا يجعلها تنتبه لأحد غيره
أنتزعته من شروده قائلة بحرج:"عمر ماذا بك ؟"
أبتسم لها قائلاً:"لا أصدق نفسي"
ثم تقدم حتي وقف أمامها مباشرة وأكمل بهمس :"أقرصيني من خدي حتي أصدق"
ضحكت برقة وأحاطت وجهه بكفيها فقبل يدها بحب ثم نزع حجابها من علي رأسها برفق الي
|أن تحرر شعرها الذي كان معقود عقدة مرتخية خلف رأسها فجذبه برفق وأخذ يمسد علي شعرها الاسود الحريري الذي لايخلو من تموجات طبيعية ناعمة أحمر وجهها خجلاً فبرغم حبها لعمر الا أنها كانت حريصة ألا تتخطي الحدود معه أثناء فترة الخطبة وهو أحترم ذلك
ولكن اليوم ستدع كل الحواجز التي وضعتها تسقط واحدا تلو الأخر وكان عمر هو المبادر حين رفع وجهها الي وجهه وهو يحتضن وجنتيها ليطبع قبلة طويلة مشتاقة شغوفة علي شفتيها أما هي فقد أستسلمت تماما لهذا الشعور الجديد الغريب المُسكِر استسلمت لحبيب العمر في أجمل ليلة من ليالي العمر
----------------


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس