عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-20, 03:02 PM   #9

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث
أحيانا تجبرنا الحياه علي أن نتنازل عن بعض مطالبنا ونستجيب لها صاغرين فمالايدرك كله لايترك جله ولكن هل يسري هذا علي مشاعرنا ؟؟؟؟؟
سنوات طوال وهي تعشقه في صمت.
بدأت مشاعرها هذه بعد فشل زيجتها التي لم تستمر سوي عام واحد بعد طلاقها وهي شابه في مُقتبل العمر....
أعتزلت الحياه قليلا وما أن قررت البدء من جديد حتي بدأت مشاعرها تجاه عبدالله تتشكل...
فهو صديق عمر ويسكن علي بعد شارعين فقط منهم تراه دائمامع عمر ....يشاركه كل مناسباته .....ولكنه كان متزوجاً فأقنعت نفسها أن ماتشعر به تجاهه مجرد أعجاب ليس أكثر....
الي أن انفصل عن زوجته منذ عامين
فبدأت مشاعرها تجاهه تتدرج وتقوي أكثر الي أن وصلت حد الهوس
أما هو فبعد طلاقه أصبحت الأبتسامة لاتعرف طريقها ألي وجهه وعرفت من عمر حين كان يقص علي والدتها تفاصيل طلاق عبدالله أنه مازال يحب طليقته وكانت هذه التفصيله كفيله أن تصيبها بخيبة الأمل واليأس من أن ينظر اليها يوما ...
أما اليوم فركوبها بجواره في السيارة وعرضه لمساعدتها دراسيا أشعل بداخلها الأمل من جديد أن ينتبه اليها ولو بنسبة واحد بالمئه...نسبة قليلة جدا..أو ربما منعدمة ..ولكن تعطيها أملاً يدفعها للتقدم في الحياة..
دقت باب الشقة بيدها رغم وجود مفاتيحها معها ولكن عقلها لم يكن بموضعه حتي تتذكر هذه التفاصيل الصغيرة
فتحت لها والدتها ذات الستون عاماً التي رسم الزمن علي ملامحها علاماته
أحتضنت نسمة أمها بحب فربتت كريمة علي ظهرها وقالت بتعجب :"مابكِ اليوم يانسمة؟؟"
قالت بارتباك:"مابي أمي؟"
كريمه :"بكِ شيء مُختلف؛ ثم وضعت كفها علي قلب ابنتها قائله وقلبك يدق بعنف"
أرتبكت نسمة قائله:"من السلم ياأُمي أبنتك كبُرت وأصبح صعود السلم يُرهقها"
قالت كريمه بحزن:"بعيد الشر عنك ياأبنتي متعك الله بالصحه والعافيه وجبر بخاطرك"
قالت نسمه بتأثر:"أدعي لي ياأمي كثيراً هذه الأيام" ثم قبلتها ودخلت حجرتها ؛تذكرت عمر والهاتف الذي أتاه من زوجته فاتصلت به ورد عليها مباشرهً قائلا:"كنت أمسك الهاتف لأتصل بك حالا"
ضحكت نسمه قائله:"عمري أطول من عمرك ثم أردفت.. طمئني ماذا بها رؤي ؟"
قال لها بضيق:"نفس الموضوع الخاص بالأنجاب كانت تظن أنها حاملاً والطبيبه نفت لها ذلك ومن وقتها وهي حالتها لاتسُر" .
قالت نسمه بفتور لم تستطع منعه :"كان الله معها " فهي أبداً لم تحب رؤي
ربما لأنها السبب في تشتيت عمر عن فريده وأبناؤه...... وربما لأنها السبب في أبتعاد فريده وفدوي عنها بعد أن كانتا صديقتيها......
رغماً عن الجميع خلق أنفصال عمر وفريده فجوة
بين الأسرتين
قالت له فجأة :"عمر ألن ترد فريدة الي عصمتك؟
منذ متي ونحن نتحدث في هذا الأمر"
أشتعلت عيناه بالغضب وقال بغل:"سأُعيدها بأذن الله ولكن أتركها تتعلم الأدب أولاً "
قالت بضيق:"كفاك ياعمر لكم مايزيد علي الأربعة أعوام علي هذا الوضع .....
ثم أردفت في محاولة لأقناعه.... من أجل أبناءك علي الاقل"
قال ببرود :"تتم الخمسه أعوام باذن الله ثم أعيدها حتي تتعلم ألا تكرر مافعلته مره أخري ؛؛ثم أردف بحيره وحنق رغم أني لا أعرف كيف سأواجه الناس برجوعي لها بعد مافعلته أمامهم جميعا"
قالت بحدة :"وبماذا يفيدك الناس ياعمر أفعل الصواب لك ولأبناءك وليذهب الناس الي الجحيم
ثم أردفت المهم أن تقنع فريده نفسها بالرجوع لك ورؤي علي ذمتك لا أعرف كيف ستفعلها وتقنعها ولكنك لابد أن تفعل المستحيل "
أجلي صوته وقال بغضب:"هي تستحق ماهي فيه الان يانسمه ولا تتحدثي في هذا الموضوع ثانيه حتي أقررأنا بنفسي"
قالت بيأس :"حسناً عمر سأحدثك لاحقا أريد أن أبدل ملابسي وأأكل فأنا جائعه جداااا"
أغلقت الهاتف وهي مطمئنه فمادام في نيته الرجوع ولكن ينتظر بعض الوقت فلا بأس
-------------
أرتدت فريده ملابسها منذ برهة ووضعت عليها غطاءها حتي تهدأ الرعشة التي تسري في جسدها..
دقت سهر باب غرفتها قائلة :"أمي ألن تأتي كي تشاهدينا ونحن نعجن عجينه البيتزا ؟ثم ضحكت بسعادة قائله :"خالتي فدوي تركت كل واحد منا يعجن واحدة"
قالت فريدة بأرهاق:"حسناً حبيبتي أذهبي أنتِ لهم وأنا سأأتي بعد قليل "
لم تستطيع فريده النهوض لاتعرف لماذا عندما تجرفها دوامه الذكريات اللعينة تنساب جميع الأحداث والمواقف في ذهنها دفعة واحدة بلارحمه...

مر شهر علي مواجهة عمر لفريدة.... في خلال هذا الشهر علم الجميع بالأمر.... تحدثت معه فدوي وفادي ولم يأبه بكلام أحد وكان رأي فدوي أنه ربما يمر بأزمه منتصف العمر التي يمر بها الكثير من الرجال رغم أنه لم يصل بعد الي هذا السن الذي تحدث فيه؛
عمها ابراهيم ونسمه عارضوا عمر بشده ولكنه أيضا لم يرضخ لرأي أحد أما والدته فقالت بالنص أنه مادام مُقتدر مادياً وجسدياً فهذا حقه
أما فريدة فبعد أن اخذت وقتها كاملاً في الصدمة والحُزن وجدت أنها لابد أن تفعل شيئ لتنقذ زواجها...رغم صدمتها فيه الا انها لابد أن تفعل شيئاً... وبالفعل قامت من نومها ذات صباح وأرسلت الأولاد عند فدوي وبرغم ثقل هذا الأمرعلي نفسها الا أنها أبت أن يكون هناك حلاً لهذا الصدع الذي يحدث لأسرتها ولا تحاول رأبه
أرتدت فستان طويل يبرزجسدها الرشيق وحذاء بكعب عالي وتزينت بزينة وجه خفيفة وذهبت الي عمر في الجامعة... صعدت الي غرفة مكتبه فلم تجده وجدت عامل الدور الذي تعرفه مُنذ التحاقها بالكلية
فقالت له :"صباح الخير عم مُسعد أين أجد الدكتور عمر؟"
ابتسم لها الرجل بترحاب قائلاً:"صباح الخير ياأبنتي الدكتور عمر لديه محاضرة وأمامه تقريبا ربع ساعه وينهيها؛ثم اردف قائلا وهو يمد يده لها للداخل تفضلي انتظريه بالداخل فهناك أجتماع عند عميد الكلية والجميع هناك لايوجد أحد بالداخل"
بعد أن انهي عمر محاضرته وأبلغه العامل بوجودها أسرع الي الغرفة قائلاً بقلق:"ماذا حدث يافريدة هل الأولاد بخير؟:"
ردت عليه برتابة:"الجميع بخير ولكني كنت أريد أن أتحدث معك في موضوع هام ولكن بعيداً عن أجواء المنزل المتوترة أتمني أن نجلس معاً في أي مكان
نظر في ساعته ثم قال باسف:"أعذريني فريده أنا بالفعل عندي أجتماع عند عميد الكلية الان لن أستطيع أن أذهب الي أي مكان ماذا لو مكثنا هنا ربع ساعة ليس أكثر؟؟؟؟ "
قالت بشرود ووجوم :"وأنا لن أحتاج أكثر من ربع ساعة"
ثم دخلت الي الشرفة الملحقة بالغرفة والتي تطل علي بهو الجامعه ...
دخل عمر خلفها فبادرته قائلة بصوت متردد خوفاً من أن تضيع أخر فرصة لها في استرداده:"سأعرض عليك عرضاً ياعمر فيه أنقاذ لبيتنا وحياتنا وأبناءنا "
نظر اليها يحثها علي المواصلة فأكملت قائلة وهي تحاول أن تمنع دموعها:" أنا سأنسي كل كلمة قلتها وسأتناسي مشاعري التي أهنتها وسأنسي أنك بالفعل تقدمت لأمرأه أُخري وتسعي للزواج منها "
قاطعها قائلاً بحيره:"والمقابل؟؟؟"
قالت بألم وبصوت حاد خرج منها رغما عنها :"أن تنسي أنت أيضا هذا الأمر .
أسحب عرضك لهذه الفتاه ودعنا نحاول أن نصلح الشرخ الذي حدث بيننا"
زفر عمر زفرة حارة ووضع يده علي كتفها قائلاً بصوت خفيض :"لا أستطيع يافريدة أن أرجع في كلمتي" قالت له بصوت متحشرج:"لماذا"...قال لها بصوت خفيض وهويتجنب النظر في عينيها و ينظر للساحة المكتظة بالطلبة:"هناك أشياء لايمكن الرجوع فيها يافريدة ثم أردف بتردد ثم انني ..انني........أشعر بميل اليها"
وكأن خنجراً مسموماً وُضِعَ في قلبها ..نظرت اليه بصدمة...وحزن...وضعف...ويأس
قال لها وهو مازال يضع كفه علي كتفها:" صدقيني فريدة يستطيع الرجل أن يجمع بين أمرأتين ويعدل بينهما هكذا خلقنا الله فلا تصعبي الأمر.... صدقيني هذا الامر لم يخطر ببالي يوماً لم اكن أرتب له ولكنه حدث رغماً عني "
قالت له بصلابة تتنافي مع حاله الضعف الداخلي التي تمر بها والنيران المشتعلة في صدرها:"أذن طلقني."
شدد أكثر علي كتفها ووضع يده الأخري علي كتفها الأخر بتملك قائلا:"أنتِ زوجتي وحبيبتي ومادام بي نفساً فلن أطلقك "
قالت بغضب:"أذن سأرفع عليك قضية طلاق"
قال بأرهاق من الحديث معها والجدال :"وان رفعتِ ألف قضية فلن أطلقك أيضا ثم أضاف بلهجة مُحذرة يؤكد كلامه السابق:"لن أتركك أبداً يافريدة"
نظر في ساعته ليجد أنه قد تأخر بالفعل... فقبل جبهتها قبلة قصيرة شعرت بها علي بشرتها في برودة الثلج فأشاحت بوجهها بعيداً عنه... فقال وهو يستعد للأنصراف :"أن أنتظرتِ بعض الوقت حتي أنهي الأجتماع نعود الي البيت معا"
لم ترد عليه فانصرف وتركها تائهة تنظر بوجوم الي الأجساد التي تتحرك أمامها في الساحة جيئة وذهاباً تشعر أن الصورة أمامها باهتة ...أما المباني المحيطة بها فشعرت أنها أشباحا بذراعين تريد أن تنقض عليها
أستعادت كلماته في ذهنها وأدركت أن هناك شيء عاش بداخلها لسنوات وسنوات مات اليوم وشعرت ببرودة تعتري قلبها ؛؛
فسبحان من يزيل الحب ويبدله ..وسبحان من يزرع شعوراً ثم يزرع عكسه ...وسبحان من يجعل أول همك في الحياة هو أخر همك... سبحان مغير الأحوال..
بعد عدة أسابيع وبالتحديد مساء الخميس عاد عمر الي منزله في وقت متأخر..كان الجميع يغطون في ثبات عميق... الا هي... وضع سترته علي كرسي السفرة وأخذ شيء من الجيب الداخلي لسترته نظر فيه ثم وضعه مره أخري؛
ثم دخل غرفة الاولاد التي أصبح ينام فيها بعد أن منعته هي من دخول غرفتها بعد تصميمه علي أتمام الزواج؛؛
لم يكن يعلم أنها تراه من الثقب الصغير في باب حجرتها... لا تعرف لما تشعر بانقباض في قلبها هذه الليله ؛
لقد فكرت كثيرا في أرااء من حولها.. فمنهم من نصحها بالصبر عليه وأنها أزمة ثم يعود بعدها الي بيته وعليها بالأستمرار معه من أجل أبناءها ولكنها لا تستطيع
أما رنا فكان رأيها أن تذهب الي هذه الفتاة وتطلب منها أن تتركه لبيته وأبناؤه.. ولكن كرامتها أبت ماذا ستقول لها ؟؟؟أتركي زوجي لأنني طلبت منه أن يتركك ورفض!!
خرجت فريدة بهدؤ الي حجرة المعيشه بعد أن أطمانت أنه نام بالفعل ووضعت يدها في جيب سترته لتري ماذا كان يخبيء فيه وجدت دعوة أنيقه لحفل عقد قران وزفاف نظرت بتدقيق للأسماء المدونة بها لتجد أسم العريس......(عمر ابراهيم الدسوقي).....
لم تذق عينيها النوم هذه الليلة والغريب أنها أيضا لم تذرف أي دموع وكأن نهر الدموع الذي كانت تذرفه الأيام الماضيه قد جف ....
أحيانا يصيبنا الهلع من حدوث شئ يؤلمنا ونعيش أياما وشهورا عصيبه وماأن يحدث ماكنا نخشاه حتي نصاب بالبلاده وفقد الاحساس
طوال الليل وهي تنظر في اللاشئ الي أن استسلم جسدها للنوم قبل الفجر بعده دقائق...........
ماهذه الخفة التي تعتريها !!!..أنها تطير بالفعل بين الأشجار كعصفورٍ صغير ...وماهذا البستان الرائع الذي لم تري مثله من قبل!!!... كانت تنظر حولها بأنبهار وما أن نظرت أمامها حتي وجدت والدها ووالدتها يمسكان بأيدي بعضهما ويسيران معاً يضحكان بصوت عالي... نادت عليهما بصوت باكي أبييييي أمييييي ..أنتظراني ألتفتا أليها في وقت واحد وقال لها والدها بقلق:"مابكِ حبيبتي ماالذي حدث لتبكي ؟؟" قالت له بصوت باكي:"الم تعلم ياابي ماحدث لي؟" قال لها :"لا"
قصت عليهم ماحدث فصمتت والدتها وحل الحزن علي ملامحها عوضاً عن وجهها المبتسم منذ قليل أما والدها فقال لها بصلابة:"وماذا فعلتِ أنتِ يافريده؟" قالت بحزن:"حاولت معه أبي كثيراً ولم يستجب ومن يومها وأنا أبكي"
قال لها بحب:"لاتبكي حبيبتي لماذا لم تلجأي له في أزمتك؟"
قالت له بتساؤل:"من؟؟؟"
قال :"الله...هل أستخرتي الله؟اسالي الله العون حبيبتي وهو سيجيبك"..
ثم اخرج مصحفا من جيب جلبابه وأعطاه لها قائلاً:"وبعد أن تستخيري الله ستجدي الأجابة هنا"
أنهي كلمته ثم امسك بيد زوجته الواجمة وأنطلقا مبتعدين لتصرخ فريدة قائلة "أبيييييي أمييييي لا تتركاني".....
أستيقظت من نومها تلهث فوجدت أذان الفجر يؤذن له توضأت وصلت أولاً صلاة الأستخارة تبعتها بسنه الفجر ثم ركعتي الفجر.... ثم تناولت مصحفها وجلست علي سريرها وهي ترتدي أسدال الصلاة وفتحت المصحف وبدأت في القراءة
لاتعرف كم مر عليها من الوقت وهي تقرأ ولكنها شعرت بالراحة الشديدة.... ولكن أين الأجابة التي قال لها والدها أنها ستجدها هنا؟؟ لقد تعبت حقاً.. ليتها مثل باقي النساء اللاتي يتحملن من أجل أبنائهن ...ليتها تستطيع تصنع البرود..هي ليست كذلك ولن تكون كذلك..هذه طبيعتها لا تقبل بالمشاركة وأنصاف الحلول .. كانت تفكر في هذه الافكار الي أن وقعت عينيها علي هذه الاية (لايكلف الله نفسا الاوسعها)
وكأنها قد وجدت ضالتها... لايكلف الله نفساً الا وسعها هذه هي الرسالة.. لن تتحمل فوق طاقتها بعد الأن أغلقت المصحف وأحتضنته كأنه يعطيها السكينة التي تفتقدها وأسترخت في جلستها الصامتة الي أن حل عليها النوم ضيفاً مرة أخري
بعد العصر
دخل عمر حجرة النوم وهو يلف حول جذعه منشفة كبيرة.. فتح خزينة الملابس وأنتقي ملابسه بتدقيق أرتدي حلة سوداء أنيقة مع قميص ناصع البياض ورابطة عنق حمراء... هو لايعرف أنها تعرف أن اليوم عقد قرانه وهي لم تبدي له أي علامة أنها تعرف ....قامت من مكانها وأقتربت منه بعد أن أنهي أرتداء ملابسه قائلة بلهجة غامضة:"الي أين أنت ذاهب؟"
أدار وجهه للجهة الأخري وقال:"ذاهب الي حفل زفاف صديق لي"
أقتربت منه أكتر وهي تجزم أنها النهاية
مدت يدها الي رابطة عنقه قائلة بشرود :"رابطة عنقك ليست مضبوطة "
دائما كان يربطها بسرعة فتبدو غير متقنة فتربطها هي بمهارة؛
بدأت بالفعل في فكها وربطها مرة أخري
وقفت أمامه مباشرة فاضطر للأمتثال لها وألتقت أعينهما في نظرة طويلة صامتة...
كانت تبدو هي كالتائهه ولايوجد في عينيها أي تعبير سوي الضياع أما هو فشعرت بغيامة حزن عابرة في عينيه
غيامة لم تدم طويلاً لمحة حزن عابرة لاتعرف ان كانت حزن عليها أم منها... أو ربما لم تكن حزناً ......ربما كانت شفقة....أو ربما شعر هو الأخر باقتراب النهاية....
ثم قال لها وهو ينظر في ساعته قائلا بعملية:"لقد تأخرت"......قبل جبهتها وأنصرف فكانت قبلته بارده كالثلج ...تركته يقبلها فقط لأنها كانت تعلم أنها النهايه ....كانت تعلم أنها القبله الاخيره ...
وعلاقتها القديمة بعمر وعشرتهم جعلتها تسمح بلحظة وداع بعد هذا العمر معاً
ولكن هل للخيانة والغدر رائحة؟؟؟
لقد شمت عند أقترابه منها رائحة الخيانة برغم أنه يضع عطرا ثميناً
شعرت بالغثيان فأسرعت الي الحمام لتفرغ مافي جوفها رغم أنها لم تأكل منذ الامس..
وما أن خرجت من الحمام حتي أسرعت الي النافذة تنظر من خلف الستائر الثقيلة ورأته وهو يستقل سيارته بصحبة والده ووالدته وأخته
كما خلق الله الحياه فهو خلق الموت وكما خلق الحب فهو خلق الكراهيه وكل شعور زرعه الله فينا قادر علي أنتزاعه وزرع غيره ..حب السنوات الماضية تحول في هذه اللحظة تحديداً الي كراهية
وأصبح كل همها في الحياة أن تثأر لكرامتها فهي عنيده لأبعد الحدود ...خضوعها له في السنوات السابقة لم يكن عن ضعف منها ولكن لحبها له
ومادام الحب الذي كانت تتحمل كل شيء من أجله قد زال فلابد أن تاخذ حقها كاملا بعد محاولته زعزعه ثقتها بنفسها ليقنعها أنها مقصرة وأعترافه السافر بحب أمرأه أخري ...
كان بداخلها بركان من الغضب كفيل بأن يدمر العالم كله جعلها في ربع ساعة فقط ترتدي أفخم فستان لديها وتتزين بزينة وجه رقيقة مثلها وتحيط شعرها بحجاب صغير وترسل الأطفال لفدوي
نظرت لنفسها نظرة أخيرة في المرأة نظرة أنثوية مقيمة لنفسها ثم نزلت مباشرة من بيتها أوقفت سيارة أجرة وأملت السائق العنوان الذي رأته في بطاقة الدعوة وحفظته كأسمها
سارت بها السيارة في زحام المدينة وصخبها الذي لم تشعر بهما فقد كان بداخلها زحاماً وصخباً من نوعٍ أخر
خرجت من دوامة افكارها علي صوت السائق يقول لها ها قد وصلنا سيدتي ..
هبطت من السيارة ونظرت الي مدخل القاعة المزين بالأضواء....
أنقدت السائق بعض المال وطلبت منه أن ينتظرها عشرة دقائق لتعود معه
فمهمتها الأخيرة لن تستغرق سوي عشرة دقائق لا اكثر........ ان لم يكن أقل --------------------------


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس