عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-20, 08:21 PM   #6

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


هل من الممكن أن يشهد في حياته موقفا أقسى مما عايشه للتو ......
حين رُفع الغطاء الأبيض الناصع و كُشف ذلك الوجه المنير المستكين بسلام و كأنه وجد راحته بعد تعب سفر طويل مضني....
لولا لون الحياة الذي غادر سحنته بلا رجعة ليحل محله شحوب الموتى لظنّه غافيا فحسب.....
توقفت أنفاسه تأبى مغادرة رئتيه لولهة و قد ضاقت الدنيا بوسعها فلم يعد يسمع شيئا مما يدور حوله ......
هل هذه دموعه التي تفجرت دون سابق إنذار مشوشة رؤيته؟.....منذ متى كان سريع البكاء؟.....لماذا ينتابه هذا الشعور الغريب بالحيرة..... و الصدمة......
نعم إنها لصدمة كبيرة حين يستفيق الإنسان من غفلته فتتعرى أمامه الحقيقة وكأن حجابا رفع عن عينيه.......
إذا مات؟ مات والده كما يموت الجميع......... ....مات والده ....مات ؟......هكذا ببساطة...لكن...... كان بصحة جيدة جدا بالأمس.....كيف....كيف يرحل هكذا .....كيف ...
نار حارقة اندلعت في أحشاءه وكيف السبيل لإطفائها ..أغمض عينيه مستغفرا ربّه يطرد الشيطان الذي ما فتئ يستغل حزنه العميق فيجره بوساوسه نحو السخط على قضاء الله...
بقلب مؤمن جُبِل على الرضا بما كتبه الخالق تمتم يعزي نفسه داعيا له بالرحمة و المغفرة و أن يمنحهم المولى عز وجل الصبر و السلوان.....
يُتبَـــــع

أخيرا حانت اللحظة التي ستمرغ فيها وجوه هؤلاء الحمقى في التراب.....
شمخت بأنفها تتبع ذاك الطبيب الذي لم يبذل أي مجهود لإخفاء تبرمه من تصرفاتها الهمجية و قد ثقبت طبلة أذنه بصراخها الغاضب ....
وفي تلك الغرفة البيضاء الكئيبة.... بعينيها الجاحظتين رعبا و ترقبا رأت ما أنكره لسانها الذي انخرس تماما
وكأن زلزالا مهولا ضرب جسدها الذي اختض بعنف .....
عقدت حاجبيها بتركيز مخيف تطوف بنظرات مهتزة زائغة على ملامحه ببطء شديد....
تماما كملامح ابنها الحبيب....و كأنه هو.....سبحان من يخلق من الشبه أربعين؟ ترنحت في وقفتها تكاد تقع لو لم يسندها الطبيب الذي نطق بعبارات تعاز و مواساة باردة كمن اعتاد على هذه المواقف التي يصادفها يوميا بحكم عمله .....لكنها كانت في عالم آخر فلم تسمعه من الأساس....
مدت يدها لتلمسه أو .....لتبعد هذا السراب الماثل أمامها بكل وقاحة و صلف......
ابتلعت ريقها الناشف أصلا بصعوبة بينما راح ذهنها المتلخبط في متاهة بلا نهاية...لابد أن النقاش المحتدم الذي دار بينهما قد أثر على نفسيتها....وهاهي ترى في منامها كوابيس بغيظة للغاية ......
سحبت كفها المرتعش بجزع حين مسّت جبهته الباردة وكأنها لمست عقربا ....ليس حلما؟ ......صرخت بعنف مذعور كطير ذبيح يحتضر بينما احتدمت عيناها وقد نفرت عروقها توشك أن تنفجر"ابني لن يموت دون أن يراضيني... لا يمكنه أن يموت هكذا ....لا يمكنه أن يموت هكذا......."
اندفعت الممرضة نحوها تحاول تهدئتها لتفاجئها بدفعة قوية هاتفة بهيجان غاضب" ابتعدي عن طريقي .....لست عجوزا مسكينة تتسول المواساة ...".
و وسط ذهول الحاضرين التفتت نحو ليث ترمقه بنظرات غير طبيعية على الإطلاق تلهث بعنف تتعاقب الألوان على وجهها ببقع متباينة مابين الشحوب و الإحمرار المائل للسواد... ثم أردفت بصوت خشن و بعزم حديدي قاطع تدير ظهرها وقد أشعرها الغطاء الأبيض المبقع بلون الدم القان بالدوار " أريد الخروج....أشعر بالاختناق"....
كان عليها أن تبتعد بأقصى سرعة عن هنا.....أن تهرب قبل أن تنهار كل أسوارها .....لا أحد منهم يستحق أن تعري روحها أمامهم....لا أحد
كان كل شيء يتداخل في رأسه فلم يستفق من تخبطه التعيس إلا على صوت جدته الآمر .....نظر إليها حائرا دون أن يفقه حرفا مما قالته وكأنها طلبت منه حل معادلات معقدة جدا بدلا من رغبتها البسيطة للغاية ....
تبلده ذاك لم يستمر سوى للحظات قبل أن تحكم قبضتها على كفه تشدها بقوة مرتكزة عليه وقد هدّتها الفجيعة فخارت قواها رغم ما تبديه ظاهريا من جبروت فما كان منه إلا أن قادها نحو الباب مستسلما ......
يُتبَـــــع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس