عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-20, 03:35 AM   #2

اسفة

مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير alkap ~

 
الصورة الرمزية اسفة

? العضوٌ??? » 110863
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 47,722
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
?? ??? ~
دورى يادنياكماتشائين وأرفعي من تشائين وأخفضى من تشائين لكنك أبدالن تغيري من الحقائق ولا من المثاليات الصحيحة أو الأفكار السليمة التى تؤكدلنادائما إن الأهداف المشروعة فى الحياة لا بدمنالسعي إليها بوسائل شريفةوأن ما نحققه بغيرهذه الوسائل لا يحقق لنا أبدا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جميلة غاليتى مميزة فى اختياراتك كما عودتينا وياما فى الذبح مظاليم ههههه


ديك الجن الحمصي وحبيبته ورد بنت الناعمة
ولد ديك الجن في مدينة حمص على نهر العاصي في سورية، وفي واحد من أحيائها القديمة (باب الدُريب)، واسمه عبد السلام بن رغبان لقب بديك الجن وعاش في هذه مدينته حمص حياته الحافلة التي امتدت قرابة خمسة وسبعين عاماً.
والبداية كانت تحت الشجر ياوهيبة
*خرج ديك الجن وصديقه بكر بين الحقول والكدر يأخذ منهما مأخذه.. بين البساتين .. وكانا قد دخلا أرضاً تابعة لأحد الديرة النصرانية عن غير وعي منهما .. سمعا بين ظلال أشجارها أصوات صبايا يتسامرن ويتراقصن ويغنين .. فاقتربا من الجمع .. وأصاخا السمع حتى خرجت تنهيدة من ديك الجن لجمال الصوت الذي سمع .. فانكشف أمرهما .. اقتربت الصبايا منهما .. وهددتهما إحداهن بأن تصرخ فتجمع عليه أهل الدير لينالا عقاب كشف سترهن والتعدّي على حرمة الجمع في مكان مخصص للدير وأهله فقط ، هنا قال لها ديك الجن وقد فتن بجمالها وبياض خديها ، أوتدرين لمن الأبيات التي كنتِ تتغنين بها منذ قليل .. قالت هذه لشاعر يدعى ( ديك الجنّ) فقال لها أنا ديك الجن ... فلم تصدقه قائلة إن ديك الجن أكثر شهامة ومروءة من هذه التصرفات ولا يعقل أن تكون أنت .. وإذا كنت أنت فائتني بأبيات تثبت ذلك من وحي أفكارك الآن .. فقال لها ..بصوته المتهدج الذي خالطه الوجد والجوى اللاعج ..:











قولـي لطيفـك ينثنـي عن مضجعي وقت المنام
كي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي العظـام
دنـف تقلبـه الأكــف على فراش من سقـام
أما أنـا فكمـا علمـتِ فهل لوصلك من دوام ؟

سرت الحسناء .. لكنها لم تصدق بعد .. وقالت له باستطاعة أي هاوٍ قول ذلك مرة واحدة أو حفظ الأبيات .. فهلاّ غيرت القافية ..
قال :









قولـي لطيفـك ينثنـي عن مضجعي وقت الرقاد
كي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي الفـؤاد
دنـف تقلبـه الأكـف على فراش مـن قتـاد
أما أنـا فكمـا علمـتِ فهل لوصلك من معاد ؟

بدأت الحسناء عندها تتيقن ولكنها طلبت منه تكرار تغيير القافية كي تقطع الشك باليقين .. فقال :







قولـي لطيفـك ينثـنـي عن مضجعي وقت الهجوع
كـي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي الضلـوع
دنـف تقلبـه الأكــف على فراش مـن دمـوع
أمـا أنـا فكمـا علمـتِ لوصلك من رجوع ؟ ...




وكرر ذلك مرة رابعة .. أيضاً .. فأعجبت الغادة الحسناء بشاعريته ..



وقد كان اسمه قد سبقه إليهافوقعت في غرامه كما هام بها ....


وبارك لهما هذا الحب صديقه بكر ..


الذي كان يفديه بروحه ودمه ليراه سعيداً ...
تزوج العاشقان ... ديك الجن الحمصي .. وورد بنت الناعمة





كانت حياتهما عسل وشهد وحب ووفاء ..

وصديقه بكر بن رستم أكثر منهما سعادة من فرط حبه وإخلاصه لــ ديك الجن ..

رفيق صباه ودربه .. وكذا ديك الجن كان يثق بصديقه ويسر له بكل صغيرة وكبيرة ..
لم يعجب هذا الوضع شيطان اسمه ( أبوالطيب ) ابن عم ديك الجن .. فبدأ يتردد على بيته ويتودد من ورد في غياب زوجها ديك الجن بحجة سؤالها إ كانت تحتاج شيئاً .. وهي تصده وتصون غياب ديك الجن .. فبدأ الشيطان يخيط في رأس أبي الطيب مكيدة .. ينتقم بها من ابن عمه وينفث سموم حقده .. خاصة وانه كان يخاف أن تذيع ورد سرّ مراوداته لها ومحاولاته اليائسة للنيل منها ..فيفتضح أمره ..
كان ديك الجن متلافاً للمال .. فقد انفق كل ما ورث عن أبيه وجده من مال وxxxx .... واستدان مبلغاً من أبي الطيب ذات يوم .. قبل زفافه من محبوبته .. فوجد أبو الطيب ضالته بهذا المر .. وبدأ مضايقاته لــ ديك الجنّ بحجة المال وحاجته له والإصرار عليه في أقرب وقت .. ولم تنفع توسلات ديك الجن معه .. فقرر ديك الجن السفر إلى سلمية إحدى مناطق الشام لمقابلة الأمير الهاشمي فيها ( أحمد بن علي ) الذي كان يوده .. لعله يحضر ما يسد به حاجة ابن عمه ويقضي عنه دينه .. أوصى صديقه بكر خيراً بــ ورد .. وودعها وسار مع القافلة .. ما إن تأكد أبو الطيب من مغادرة القافلة لــ حمص حتى ذهب بذريعة الاطمئنان عن زوجة ابن عمه إلى بيته .. وعاود عليها عروضه السخية بالمال .. والهدايا .. لكنها صدته شر صدود .. وأسمعته من الكلام ما يليق بخائن مثله .. وحافظت على حب الغائب الرابض في قلبها ... ديك الجن .. فزاد كل ذلك من قهر أبي الطيب .. الشيطان الذي لم يعد يفكر إلا بطريقة للانتقام من ورد .. ومن حبيبها .. لبث بضعة أيام .. وعلم أن القافلة في طريقها عائدة من سلمية إلى حمص .. فأرسل خبراً مفاجئاً لــ ورد مع نفر من مقربين له .. أن ديك الجن تعرض في الطريق هو والقافلة لقطاع طرق وقتلوه .. وأن رهطاً من المدينة ذهبوا لإحضاره للدفن ...لكم كان وقع الخبر صاعقاً على روح ورد وقلبها ... فلا الدمع يفيه حقه كحبيب ولا العويل ...
وكي يستكمل أبو الطيب مخططه الشيطاني .. مع اقتراب وصول ديك الجن للحي .. أرسل مسرعا في طلب بكر .. الذي صدق الخبر بموت صديقه وصعقته الصدمة أيضاً .. لكن أبا الطيب قال له إن ورد في حالة من الحزن والكمد الشديدين وليس لها من شخص تثق به سواك .. فأنت الصديق الوفي للمرحوم ابن عمّي .. اذهب إليها وهدئ من روعها وحزنها ريثما تصل الجنازة ونتدبر الأمر ...
ذهب بكر إلى بيت صديقه وهو لا يكاد يرى طريقه لغزارة دموعه .. ووصل إلى ورد .. يبكي معها حيناً ويهدئ لوعتها حينا آخر ..ومع وصول ديك الجن ... كان أول من استقبله ابن عمه أبو الطيب .. فقال له .. إن زوجتك لم ترع غيابك يا ابن عمي .. وقد قضت كل وقت رحلتك تسامر صديقك في بيتك وتخونك معه والأمر تفشّى في حمص وأصبح فضيحة لنا جميعاً .. فيا للعار ... إنهما الآن معا .. يتجرعان الحب الحرام ... هب ديك الجن لبيته ... فوجد صديقه بكر .. يأخذ بيدي حبيبة قلبه ورد .. والدموع في عينيهما .. فظن أنها دموع افترق الخائنين ( حبيبته وصديقه ) بسبب قرب وصوله ... فتدارك سيفه .. وهوى عليهما معاً .. فقتلهما .. ليسدل الستار .. على أكثر قصص الحب نقاءً وحسرة عبر تاريخ الشام ... جلس إلى جوارهما وهما ينزفان دماً .. وقد فارقا الحياة .. يبكي مرّة .. ويتشفّى منهما أخرى .. لقد أعماه القهر والغيرة على حبيبته ... .. وقال أروع قصيدة عرفها الشعر العربي في رثاء الحبيب .. وهو من قتله ..







يا طلعة طلـع الحمـام عليهـا وجنى لها ثمر الـردى بيديهـا
رويت من دمها الثرى ولطالمـا روي الهوى شفتي من شفتيهـا
قد بات سيفي في مجال وشاحها ومدامعي تجري علـى خدّيهـا
فوحق نعليها وما وطىء الحصى شيء أعزّ علـيّ مـن نعليهـا
ما كان قتليها لأنـي لـم أكـن أبكي إذا سقـط الذبـاب عليهـا
لكن ضننت على العيون بحسنها وأنفت من نظر الحسود إليهـا





ارتجل هذه المرثاة وكاد يودع عقله لولا حضور بعض صحبه لمسامرته حتى الصباح ..
انتشر الخبر في أرجاء حمص .. وبكى العاصي لهول الجريمة .. وعاش ديك الجن بعد دفنهما كميت .. خاصة وأن ابن عمه أبو الطيب قد دعاه بعد فترة وهو يحتضر وأسرّ له بالمكيدة ... وأن صديقه لم يخنه .. وحبيبته أطهر من مياه العاصي .. وأنه راودها عشرات المرات ولم تضعف وصدته عنها شر صدّ ... فانفطر قلبه من جديد .. وبدأ يخلط كأس خمره .. بحفنة من تراب قبر ورد .. وكأساً أخرى بحفنة من تراب قبر بكر .. ويضع كأسَ وردٍ عن يمينه .. وكأس بكر عن شماله .. يرتشف من الكأس اليمنى فيظنها قبلة من شفتي ورد ... ثم يرتشف خد صديقه بكأسه ... ويبكي ... حتى نفذ جسمه .. وعقله ...وينظر إلى قبرها ... ويكرر مرثيته ..) يا طلعة طلع الحمام عليها ...... )
ثم ينظر إلى قبر بكر .... وينشج ...







يا سيف إن ترم الزمان بغدره فلأنت أبدلت الوصال بهجـره
قمر أنا استخرجته من دجنـة لبليتي وزففتـه مـن خـدره
فقتلتـه ولـه علـى كرامـة ملء الحشا وله الفؤاد بأسـره
عهدي به ميتاً كأحسـن نائـمٍ والحزن ينحر مقلتي في نحره
لو كان يدري الميْتُ ماذا بعده بالحيّ حلّ بكى له في قبـره
غصص تكاد تفيض منها نفسه وتكاد نخرج قلبه من صـدره

وقد كانت أخت بكر تترصده وتبحث عنه لتقتله انتقاماً .. فلما سمعت أبياته هذه عفت عنه ورقّت لحاله ... وأجابته عليها :
يا ويح ديك الجن بل تباً لـه ماذا تضّمن صدره من غدره
قتل الذي يهوى وعمّر بعده يا رب لا تمدد له في عمره
وهو يبكي بحرقة على القبرين ... ويردد :
أساكن حفرة وقـرار لحـد مفارق خلةٍ من بعـد عهـد
أجبني إن قدرت على جوابي بحق الودّ كيف ظللتَ بعدي ؟







اقترب رحيل الشاعر بعد أن فقد كل اتصال له مع السعادة ... وذبل رويداً رويداً ...حزناً وكمداً .. وغصصاً .. على حبيبة فؤاده .. وصديقه الوفيّ ... وأبلغ ما قال قبل رحيله :


بانوا فصار الجسم من بعدهم ما تصنع الشمس لـه فيّـا
بــأي وجــهٍ أتلقـاهـمُ إذا رأونـي بعدهـم حيّـا










تقبلى أضافتى المتواضعة غاليتى

كل التقدير



اسفة غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس