عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-20, 07:43 PM   #36

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

#دع_وزرك_عني
الفصل الحادي عشر

تمتماتهن المغتاظة بالأسفل بدت قريبة لسمعها وإن اختلطت مع أصوات الخضار الموضوعة بزيت القلي !
بينما كانت صفاء الغاضبة تحرك بخليط ما بين يديها... كانت عائشة تسكتها متأففة
" لا أدري دافعها الرئيسي لتتحمل .... لو كنت مكانها لرحلت! "
ابتسمت عائشة لتقول باستخفاف من عقل ضرتها
" لكن أنتي مكانها فعلا يا صفاء ... فإرحلي "
استدارت صفاء و الحنق يملي وجهها الاحمر المتعرق من حرارة المطبخ ... ويدها تلوح بمغرفتها لتقول بصوت مخنوق
" لكن انا لدي أسبابي هناك ثلاثة بنات برقبتي ... لا قادرة على تركهن... ولا قادرة على اخذهن "
انخفض صوتها لتقول باستهزاء يائس
" و هذا إن سمح لي برؤيتهن أصلا "
تنهدت عائشة لتقول بروية
" ماذا يحصل معك يا صفاء ... مؤيد لم يتزوجها حديثا "
اشتدت قبضتها لتقول بغيرة ذبحتها لا قدرة لها على كبحها
" الذي يحصل إني إمرأة بقدر حزني عليها لكني أغار على زوجي منها ... قلبي يحترق دوما كلما رأيت حبه لها... بل ليس حبا أنه متيم بها .... مسحور يا عائشة ! "
سرحت نظرات عائشة المنغلقة لتقول لها بتعقل ... وهي تكمل تقشير البطاطا التي بين يديها بمهارة
" اهدئي و انتبهي لبناتك .... ليس لنا حكم على قلبه " .
هدرت صفاء بها غاضبة... تجز على أسنانها .... وهي تخطو لتجلس قبالتها على الطاولة
" انت لا تشعرين بناري "
ارتفعت نظرات عائشة الجريحة... لتقول بصوت مثقل ... وجرح قديم قابع بنياط قلبها ينخر أنوثتها التي قتلت بزواج مؤيد عليها
" بل انا من تعرف ....
هذا تحديدا ما شعرت به عند ما خطت قدمك هذا المنزل! "
تلكأت نظرات صفاء لتقول بإرتباك .. تبوح بمخاوفها
" لكن انا لي أسبابي للموافقة من الزواج ... وصلت لعمر كبير ... تعبت من كلمة " عانس " أردت أن أكون زوجة لها بيتها. ... أردت أن أصبح أما
وقد خفت أن أشيخ قبل سماعها... خشيت أن اموت ولا احد بجانبي "
ارتفع حاجبي عائشة لتقول بملامح باهتة باردة لا تعكس عم يعتمل في قلبها
" و هل كانت هذه الأمنية لا تتحقق إلا بزيجتك من زوجي "

طافت ملامح الخزي والحزن على وجه عائشة لتقول بهوان
" وهل دق بابي غيره ... ثم انك لم تعترضي "
ابتسمت عائشة .... تتذكر تلك الأيام المجحفة ...
جسدها الذي هزل من كثرة الحمل و الولادة ترقبا لوصول ولي العهد الذي لم يشأ له الوصول ... فحكم عليها انها ام البنات وكأنها تعمدت ألا تزرع برحمها إلا بذرتهن !
مقررا أنه حان عليه تغير الوعاء الحامل لأطفاله لعل بها خللا عسيرا .... تنهدت عائشة بقلبها لتقول بفتور خافت
" لكل منا أسبابه بقبول شيء لا يريده! "
لكن صفاء لازالت تدور بدائرة مفرغة .... تتلقاها ضرتها بصبر فذ … لتقول الأخرى بحسد
" بجمالها و حسبها كله يؤول طوعا لرغباتها ! "
ردت عائشة ببساطة وهي تنهض ..... و قد منحتها السكين التي تقشر بها!
" قشري البطاطا أفضل من أن يأتي مؤيد بغته ويفرغ سلاحه الذي ينظفه خارجا براسك! "
و لحظة واحدة تلاقت نظرتين الأولى طافت وجعا ... ولا تدري ما دورها ظالمة ام مظلومة!
و الأخرى أسبلت لها جفنيها تبعث السلام .... !
استدارت لتخرج.... لكن الصرخات الضاحكة من لجين التي تركض باتجاهها أوقفتها .... ترفع يديها حتى تحملها .... لكن عائشة تبعت ابنة ضرتها لتقول بمودة
" أتركيها لولو خالتك متعبة "
همست ديالا وهي تنخفض لمستواها.... وتحملها..فبدت نظرات عائشة غير راضية بتاتا... لكن ديالا ابتسمت لتقول بسعادة متداعية
" لا مع لجين أكون بأفضل حال "
توجهت ديالا بها للحديقة الخارجية ..... اما لجين فأخذت تتلاعب بخصلات شعر ديالا بانبهار ... تلفها حول اصبعها الصغير .. لتقول هامسة بطفولية
" بابا يقول إن السلاح خطر... "
أومأت ديالا برأسها لتقول مؤكدة
" صحيح "
وضعت لجين اصبعها على فمها تفكر بما رأته ... لتقول متعجبة وهي تمط شفتيها دون رضى
" خالتي لماذا يلعب به بابا إذا كان خطرا "
هبطت بها أرضا ... وعينيها تلمح مؤيد الذي يجلس على الكرسي و أمامه منضدة صغيرة يفرد عليها أجزاء سلاحه و ينظفه بمهارة! ...
نظرت ديالا إليه و عينيها تشتعل كمدا لتقول بتحشرج
" لا تقلقي صغيرتي والدك كبير و محترف بالتعامل مع أسلحته ... يعرف جيدا كيف يطلق وأين يصيب هدفه "
صوت يمنى من بعيد .... تلوح لها بإحدى يديها حتى تراها ... ويدها الأخرى تحمل بها قفصا صغيرا تداريه
... فينقبض قلب ديالا رغما عنها وهي تتطلع إليها لتراها تكبر لتشبه اختها نسمة !.... توقفت وهي تلهث قائلة بتعجل و استنجاد
" خالتي ... يا خالتي ...ألست طبيبة انظري الى عصفوري يبدو حزينا منذ أن مات العصفور الذي كان معه ! "
جلست أمامها واصابعها تنقر القفص.... لكن الطائر بدا خاملا... يائسا مثلها تماما ... نظرت ديالا ليمنى وقالت بتودد
" اطلقي سراحه ... دوائه الحرية ! "
احتضنت الصغيرة القفص...لتقول بجزع
" لكني أحبه "
وضعت ديالا يدها على كتفها الرقيق ...تحاول أن تنادي ولو مرة وتهتف باسم الحرية وتنجح بنيلها دون خوف .... دون أي سد منيع يقف بوجهها ! .... قالت ديالا بصوت مترفق ....
" إن كنتي تحبينه حقا ستخرجينه من قفصه .... لن ترضي موته أمام عينيك الحلوتين ... هل تحبين أن تحبسي بقفصٍ مثله طوال عمرك"
تلكأت يمنى... وهي تقضم شفتيها بتوتر
" لكن "
أمسكت ديالا يدها و اخذت القفص لتضعه أرضا...اما الصغيرتين فكانتا تراقبان تحركاتها بدقة ... قالت ديالا وهي تبتسم بسعادة ... وقلبها يختض وكأنها هي من ستحرر من هذا الحبس
" سنحرره سويا .... حتى يصبح سعيدا .... ضعا يديكما فوق كفي وسنبدأ العد "
أمسكت الطائر بيدها... لتجتمع كف الصغيرتين معها وكأنهما يساعدانها ...
" حسنا "
تلك اللحظة الذي طار بها العصفور محلقا وهو يحوم فوقها كأنه يشكرها لأنها أعطته حقه المسلوب ...
للحظة تمنت و أرادت أن تتمسك بقدميه وتهرب معه .... اشرأبت رقبتها وهي تراه يعلو ثم دماء أردّته ... و سقط على الأرض
ميتا مع ابتسامتها الي اختفت مع الطلق الناري !
" مسكين من يظن أن بالحرية أمانًا يحميه من لقاء حدفه .... "
تلك السحابة السوداء التي تغيم فوق رأسها ذلك الشبح الذي يرعبها في كل طرفة عين
إن مؤيد السفاح ليس بشريا ... بل هو قاتل للسعادة لا يعرف سوا الأنا .. هادم اللذات و صفر الإنسانية!
يده لازلت مرتفعة بالمسدس الذي اطلق به .... اما الفتاتين هربتا مذعورتين من المشهد !
و ديالا لازالت قابعة أرضا...
دونا كما أرادها دائما .... لينظر لها من علياءه !
وكلماته بانت أكثر وقعا عليها من دوي الرصاص ... لتبقى جامدة باهتة وكأنها الطلق أصاب قلبها .

****************************

كرسيها الهزاز لا يساعدها لترتاح بل يزيد من توترها
....لم تنم تلك الليلة .... وأفكارها التي نظمتها حتى النهاية دخلت بدهاليز ومتاهات لا قرار لها ... شعرت أن كل شيء خططته سيذهب هباءً ...
في الوقت التي كانت به ابنة عمها عاقرا عن الحمل ..
في ذات الوقت التي قررت سراب أن تفك قيدها... أتت معضلة اخرى كبلتها
بكاء ديالا البارحة لم تفهم أسبابه هل كان يأس المساجين من خلاء السبيل أم لأن فطرت الأمومة بداخلها تحققت اخيرا بعد سنوات و قد ظنت أن رحمها صحراء قاحلة لا تينع!
نهضت متحركة الى غرفة ملاذ ... ولا تعلم اليوم ما بها ليست سراب الوالي من تسلم ذاتها لما يعتمل بقلبها ....
لكنها اليوم بدت كأنها بخطر تتوقع حصول شيء سيء!
"ملاذ "
لكنها لم تسمع ندائها نائمة بعمق بعد تعب اضناها... نظرت إلى انتظام تنفسها ... لتجس بيدها حرارتها التي انخفضت للحد الطبيعي..... فتقع عينيها إلى علبة الدواء المفتوحة لابد أن نهلة سقتها دوائها!
رفعت الغطاء المنحسر لتغطيها جيدا به ....
بعد لحظات من جلوس سراب أمامها رمشت ملاذ و جفنيها المثقلان يتفتحان بصعوبة عصية...
تترقب سراب صحوتها مغتاظة.... من طريقة استيقاظها وهي تفرك عينيها مرارا تتمسح كالقطط ثم تبتسم لمن يقابلها
" صباح الخير "
ابتسمت سراب تلك الابتسامة الجانبية الساخرة التي تشتهر بها لتقول بصوتها الابح
" سندخل على المساء.... كيف تشعرين "
نظرت ملاذ لها مليا ... ثم عدلت من جلستها ... لتقول بهدوء خافت بسبب نومها الطويل
" بخير الحمد لله "
كانت عينا سراب بتلك اللحظة شاردة ... متباعدة... وقلبها اليوم يرسل إشارات منقبضة لتشعر ......و كأنها بخطر
" وجهك يبدو شاحبا "
وصوت ملاذ الذي نبهها أن تتجلد أكثر. . الا تبدو مكشوفة ... لتقول سراب بتلقائية
" اشتقت للخيول "
رأت سراب تغضن جبين ملاذ قرفا .... والتي رفعت الغطاء على جسدها أكثر.... لتتخفى به رويدا
نطقت سراب بصوت تحاول جعله طبيعيا قدر الإمكان
" هل تودين الذهاب معي؟ "
وقبل أن ترفض ... تذكرت المرة الأخيرة.. عندما رافقتها .... مستذكرة اللقاء الأول لها مع أيوب
وقبل أن تخرج سراب هتفت ملاذ بحماسة الذكرى
" نعم "

*************

نظرات نهلة الغير راضية عن خروج ملاذ التي لازالت لم تشفا جيدا ...
لكنها أثرت الصمت أمام حبيبة جدها !
توقفت فريدة بجانب سراب لتقول بصوت منخفض
" وانا اريد الإتيان معكن "
وقبل أن ترد سراب قاطعتها نهلة معترضة
" لا ... أنتِ لديك دروس "
ترقرقت عيني فريدة لتقول بتوسل
" امي أرجوكي "
لكنها قالت وهي تجحد سراب بنظراتها
" لن يعجب أمجد خروجك دون إذنه "
عرفت سراب ما ترمي إليه زوجة عمها فقالت بفتور وهي تتلاشى النظر إليها
" ابقي يا فريدة … واسمعي كلمة أمك و خذي الأذن من اخيكِ "
شددت على كلمة اخيك قاصدة استفزاز نهلة التي قالت معاتبة
" وانت الا يجدر بكِ ذلك ؟ "
لكن سراب أولتها ظهرها بتحقير... متجاهلة زوجة عمها بأسلوب وقح قائلة ببرود جّم
" هيا أريام لنخرج "
فغرت نهلة عينيها.... و التي أخذت تتمتم ساخطة من أفعالها التي لا تطاق !
بالطريق شعرت باهتزاز هاتفها وهي تقود سيارتها ثم نظرت إليه لترى إسم " شهم " ردت عليه بعد أن ركنت سيارتها جانبا
" مرحبا... أنستي اعتذر عن الازعاج "
قاطعته بصلف متعجل ليختصر
" هل من جديد "
هز رأسه بنعم.... كأنها تراه ليقول مؤكدا بثقة
" نعم على كل حال أنا اقتربت من منزلك !"
بإستياء حالها قالت بتسلط
" إذا إستدر وعد ادراجك أنا خارج البيت "
لكن شهم ظل محافظا على صبره... ليقول بروية
" متى ستعودين "
ثم صحح قوله
" أقصد أريد رؤيتك ... سأحصل على الأرض خلال أيام! "
هتفت سراب وقد بدأ توترها يتفتت لتقول أمره حتى يكمل واجبه....ضاحدة فرحتها المبطنة حتى لا يبان واجب فعله عظيما
" سأُملي عليك مكاني تعال إلى هناك "
وأغلقت الخط !
أما ملاذ كانت مسافرة بأمنية لقاء وحيدة ....
تريد صدفة واحدة مجددا تجمعهما سويا كتلك المرة
ترضي قلبها الذي يدق الآن على سيرته !
بعد نصف ساعة بينما هي تمسك بالخيول بمهارة ..
لتتمشى بهن بسرعات مختلفة دون امتطاء
نزل شهم من سيارته... و توقف عند الحاجز الخشبي ... ينظر إلى سراب بانبهار حقيقي ...
بينما يلمح فتاة أخرى بقربه لم يتمعن ملامحها جيدا....كان تمسك بالحاجز الخشبي بتوتر !
اقترب لجانبها ونظره ما زال مصوبا اتجاه سراب ...
التفتت ملاذ إليه
ليقول شهم مبتسما بهدوء خفي وهو يلمح وقفة سراب البادية بها كفارسة قوية ببنطالها الجلدي الاسود ...
لاشيء يميزها إلا داخلها الواثق و المعتد بنفسه .... وربما خارجيا شعرها الأحمر
بياضها بشرتها كان ناصعا و كأنها أروبية ....
فحسب ما علم به شهم من خلال بحثه !
أن سراب لديها جذور غربية من وجهة الام... وهي الأكثر شبها بجدتها الاجنبية أيضا!
الغريب أن كل المعلومات التي جمعها عنها مكشوفة ... ولا ريب بها !
التفت إلى الفتاة الأخرى ... ثم كشر مفكرا اين رآها ؟
ليقترب ملقيا التحية عليها... لتردها بحياء !
فقال بلباقة اتقنها " انا شهم .... يبدو انك تعرفين الآنسة سراب جيدا"
ارتاحت أساريرها قليلا لتقول بنبرة هادئة
" نحن بنات عموم "
وسهم فجائي اخترق رأس شهم
أوراق عدة... صور عديدة معلقة نصب عينيه.... ودوائر حمراء
كيف له ألا يذكرها
" أريام عمران شاهر الوالي "
هي سر الوالي الحقيقي الفتاة المجهولة نسبيا... وبمعلومات خفية ... !
صوت صهيل الخيل جعله يترقب قدوم سراب التي لمحته لتعطي خيلها لسائس وتتقدم باتجاهه
!
وقوف شهم بجانب ملاذ هكذا يجعلها تشتم رائحة لا تعجبها ولن تتسرع بتفسيرها فدور شهم بات قريبا على الإنتهاء !
لازال يترقب وصولها مبتسما بحماقة...
لحظة هل يظن أنه سيربكها بلحيته الشقراء الداكنة ... او تشتيت ذهنها بعينيه الخرفيتين !
نعم هو نجح بداية بهذا الجانب لكنه غبي.. سراب عندما تفتن تصبح شديدة الفظاظة ... !

********************

جالسة على سريرها تحتضن ساقيها وهي تهتز للأمام والخلف ..... ستجن حتما ستجن !
لازالت الصغيرتين تبكيان بخوف ... تعيدان وتزيدان بما حصل معهما!
وهي أيضا تود البكاء.... أغلقت اذنيها بكفيها تمنع وصول نحيبهما الخائف ...
رسالة على هاتفها فتحت محتواها ... لتشرق دواخلها

" سأحصل على الأرض خلال أيام ... و سنتخلص من الختيار ال**** وتباشرين بمعاملة طلاقك... كل شي خططته بشكل جيد ... صبرا سأجعله يموت قهرا أمامك "

دفع مؤيد الباب كأنه بحرب .... وجه الوحش يزداد سوادا... عيناه تنذران بكمين ما !
قال بجمود دون أن يبدي شيئا لها
" ارتدي ملابسك سنخرج "
صدرها بدأ يرتفع وينخفض من دخوله ... .. لتقول بارتعاش
" إلى أين؟ "
قال حانقا وهو يجز على أسنانه
" لديك نصف ساعة فقط "
بدائرة الكره حيث وضع اسم أمجد على قمتها يبدو أن سراب ابنة عمهم ستطغى على تلك الدرجة!
بدأ مؤيد يسبها بأفظع الألفاظ تلك اللعينة الحمراء هل تتذاكى عليه!
البارحة مساءً التقى مع شهم الجابر .... الشاري الذي سيدفع مبلغا جيدا للأرض بهدف استثمارها …. لكن الشك الذي بداخله....
الأسئلة الكثيرة التي طرحها لنفسه أن الغالبية تعرف ان هذه الأرض للوالي
فلماذا أتى إليه ؟؟
شكوكه اللحظية جعلته يبعث شخصا لمراقبته .. ليصعق الآن عندما أخبروه بلقاء شهم وسراب بمزرعة الخيول!

ضرب أمجد بغضب جده عرض الحائط!
بحث عن رقم عمه الجديد دون كلل ...
ليتصل عليه مرارا دون إجابة … فقرر تسجيل رسالة صوتية ... يقول بها باستاء و عصبية جلية
" عد للقصر عماه ... ابنتك مريضة جدا ...وتهذي باسمك إن كانت تهمك ولو قليلا اسال عنها .. قم بواجبك "
لكنه لم يلقى أي رد... .
أعاد الاتصال ... لترد عليه إمرأة بصوت مائع جعل الدماء تغلي بجسد أمجد مجددا!
فقال هادرا
" من انتي ؟؟ "
ردت بضحكة وقحة لتقول بمساخة
" انا حورية الدنيا والجنة... "
فقال غاضبا... عاجزا عن كتم
نيرانه.
" أعطني عمران "
فردت بذات الوقاحة وهي تخفض صوتها
" عمورة يستحم الآن "
وضحكة أخرى ماجنة جعلته يرمي بالهاتف بعيدا !
يهمس بسره حانقا
"ابنته تبكيه وهو ... وهو "
لم يصدق جده عندما أخبره ان لا شي بالدنيا يمنع عمران عن ابنته سوى متعته !

**************
دفعها أمامه حتى كادت أن تقع
والف سؤال ... والف شريط يدور بمخيلتها عم يريده بها !
قالت بارتعاش وهو يصفع الباب من جهتها
" ماذا هناك "
لم يجبها ... كان يقود بسرعة خيالية .... يتعمد ارعابها ... واللعب على أوتار نفسيتها المشتدة
صرخة أه اطلقتها وهي تحتضن معدتها ... ليخفف من سرعته دون النظر إليها....
ما إن وصل لوجهته ....حتى انتزع هاتفها
يفتش به وهي بدأت كفأر حبس بمصيدة ...
وجهها أصبح اصفرا .. ونوبة غثيان آخرى بدأت تشعر بها
بحث بسجلات الهاتف... ينظر لكل اتصال لهما بيومه وساعته
فتش تطبيقات المراسلة على هاتفها
ثم توسعت عينيه
"" سأحصل على الأرض خلال أيام ... و سنتخلص من ذلك الختيار
ال**** وتباشرين بمعاملة طلاقك... كل شي خططته بشكل جيد ... صبرا سأجعله يموت قهرا أمامك "
هدر بتساؤل " لماذا ؟ "

ارفقها صفعة جعلت جبهتها ترتطم بمقدمة السيارة أمامها .. شد مؤيد شعرها للخلف ليقول وقد فقد أعصابه ….
" تودين الطلاق.... ستأخذين ابني ام ....... ابنة عمك الحقيرة ستجعلك تجهضينه.... هذا الطفل حلمي .... تودين قتل حلمي! "
صرخ بقوة ويده الأخرى قبضت على فكها لتشعر ببطن خديها ينغرسان بأسنانها .... اغمضت عينيها لتصرخ متأوهة من قبضته ....
لكنه شدد أكثر لتصرخ بآه متوجعة !
لينفض رأسها بقوة معيدا اياه للوراء ..... صراخ بها أمام وجهها
" آه ؟.... آه ماذا تعرفين عن الوجع "
صرخت به وهي تبعد يديه
" اتركني ... "
لكنه رد بوحشية..... ارعدت أوصالها
" لاااا ... انا قدرك وانتي لي ... لا يفرق بيننا الا الموت ... ونصيب كل من يفكر بذلك الموت أيضا "
شهقت وحدقتيها تهتز رعبا .... لتقول بخوف
" ماذا تقصد "
تركها ليقود السيارة .... متقدما من مكان سراب وشهم الواقفين ... وقبل أن ينزل سحب مسدسه ... لتمسك ديالا يده بفزع
" لاا....لا تفعل "
ابتسم ابتسامة مقيتة تحمل كل معاني الكره و الافتراس
" بل سأقتلها و أمام عينيك .... لنرى كم ستخسرين بعنادك "
بكت .... لتقول بتسليم و توسل
" اسمعني... هذا كان قبل معرفتي بالحمل... انت اهنتني … وهي قُهرت لأجلي.... دعنا نعود وأقسم لك اني سأكلمها امامك وأقول لها اني لك ... ولن اتركك "
نحيبها ازاداد وهي تعلم فشلها بإقناعه ... دموعها لن تقف بوجهه
دنا مؤيد ليهمس امام خدها ... وشفتيه تمشي بدروب وجهها ليقبل زاوية فمها بقوة
" هي جَنت على نفسها ! "
لم تشفع عيني ديالا لها.. نزل مؤيد من السيارة.... ليحبسها بها مؤمننا السيارة جيدا
وهنا جُنت ديالا و أخذت تطرق على الزجاج بجنون وتصرخ !
مستمتعا بعجزها و بصراخها المكتوم …. استدار وهو يأخذ وضعية التصويب بمسدسه
ليهمس بخفوت
" اصرخي لن يسمعك أحد ....
لن يقدروا على اخذك! "

*************
سيارات الإسعاف تلمع لتدخل ألوانها من زجاج المنزل ....
تحقيقات كثيرة .... ختمت بمن اشعل الغاز بالغرفة ؟ ....
الآم قاتلة ! أم الصغير مريض نفسي مما عاشه وفعلها

دخل احمد إليها قائلا ببرود ميت وهو يتأمل حالتها المنهارة برأسها المطأطأ

" اذهبي سراب ولا تعودي ... هل تودين أن يكبر ابنك عارفا أن امه حاولت قتله "

صمتت وعينيها تدمع بغلالات و دموع كثيرة تتجمع وتنهمر تباعا
" سأمنح الطفل الذي ببطنك إسمي لأخرج من خطيته .... لكن لا تعودي للبلد ! "
صوت شهقتها عندما استيقظت من النوم … تنادي ابنها بارتياع... " أيوب " ثم شعرت ب " كريم " الذي
اقترب لحضنها يتمرغ به .... وهي تشتم رائحة أخيه به !
تبحث عم فقدته ولا يعوضه سنين مضت ...
"موقنة أن الوجع يزاد ولا ينسى مع مرور سنوات !"

انتهى الفصل


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس