عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-20, 12:16 AM   #96

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد قليل أسند جابر رأسه إلى حائط المسجد يتطلع في سقفه العالي والثريات البراقة التي تزينه بعد أن فرغ من صلاة المغرب ..
كان مكتئبا يشعر بالثقل والوحدة ولا يعلم مع من يتحدث في أمر حساس كعلاقته بكاميليا .. إنه يكره العنف ولا يتخيل نفسه يوما يضرب امرأة ..يرى في ذلك انتقاصا لرجولته واستعراضا لقوة .. صحيح لا توجد لديه مشكلة في اجبارها على تنفيذ ما يريد ووضع الخطوط الحمراء لها .. لكن مشكلته العويصة تكمن في ذلك الشعور بالضيق الذي بات يلازمه كلما كان معها .
قطع أفكاره ومجال نظره مصطفى الزيني الذي اقترب منه قائلا "ما هذه النظرة في سقف المسجد يا جابر هل تعد الثريا يا رجل! "
انتفض جابر واقفا ليسلم على مصطفى بحفاوة قائلا " كيف حالك يا أبا حمزة "
ابتسم مصطفى مغمغما" في نعمة والحمد لله (ثم تفحصه بنظراته يقول ) ما بك أراك مهموما؟"
لم يعرف جابر بم يرد .. فما يحزنه لا يستطيع مناقشته مع أحد فرد بهدوء" لا شيء .. هموم الحياة"
قال مصطفى وهو يسحبه من يده " أترك أحمالك على الله .. والله ما ضاقت إلا لتفرج .. تعال لدينا جلسة قراءة قرآن حتى صلاة العشاء "
قال جابر مرحبا وهو يتحرك معه نحو ركن آخر من المسجد "أنا فعلا في حاجة لهذه الجلسة (وغمغم في سره ) لعلها تريح لي نفسي وترفع عني همي"
××××
فتحت مهجة باب الشرفة المطل على المسبح الكبير الذي يتوسط ذلك المنتجع الفخم وسحبت نفسا عميقا وهي تتطلع في الأنوار المتلألئة التي تنعكس على صفحة المياه وهدوء المكان حول المسبح في هذا الوقت من المساء .. فاقترب منها وليد يحيطها بذراعيه من الخلف ويطبع قبلة على رقبتها قبل أن يسألها" ما رأيك في المنظر من هنا؟"
قالت بسعادة" جميل جداً أشعر بالحماس ..أريد أن يأتي الصباح بسرعة لأرى المنظر بالنهار"
قال وليد بلهجة ذات مغزى وهو يطبع قبلة أخرى على رقبتها" وأنا أيضا ..أشعر بالحماس ولكني لا أريد أن يأتي الصباح "
لكزته بمرفقها برفق وخلصت نفسها من ذراعيه بدلال لتدخل الغرفة وتقول" ارفع لي الحقائب على السرير لأفتحها وأرتب الملابس في الخزانة "
اقترب منها ليلتصق بها مجددا ويطبع قبلة أخرى على مؤخرة عنقها قائلا" دعي الحقائب الآن فقد وصلنا للتو وعلينا أن نستريح"
افلتت منه تقول مغيظة" استرح وحدك"
عض على شفته يتأمل تفاصيلها بنظرة ملتهبة وهي تبتعد حتى وقفت بجوار طاولة الزينة تخلع من يدها مصوغاتها الذهبية وتقول" أحببت اختيارك للمكان هنا"
سألها بابتسامة " ألم تأتي إلى هنا من قبل؟"
ردت عبر المرآة "جئت للمدينة مع مفرح ومليكة والاولاد ذات مرة وكان مفرح يأتي بي إلى هنا كثيرا وأنا صغيرة لكن كنا نسكن في فنادق أخرى .. هذه أول مرة أسكن في هذا الفندق لهذا أنا متشوقة لتفقد المنتجع "
رد وليد بابتسامة واثقة " إن شاء الله سيعجبك أنا زرته أكثر من مرة "
استدارت تسأله بلهجة ذات مغزى" مع بسمة ؟"
فهم مغزى سؤالها لكنه رد نافيا" لا مع اصدقائي الشباب"
استدارت وهي تغمغم" حسبت مع أختك بسمة لا أعتقد بأنها زارت مثل هذه الأماكن معك "
قال وليد بامتعاض" سنعود للسيرة التي تجعلنا نتشاجر "
قالت ببرود وهي تميل لتحمل الحقيبة الثقيلة بصعوبة "وسنظل نتشاجر ما دمنا مختلفين في النظرة للأمور يا وليد"
اقترب يحمل عنها الحقيبة وألقاها على السرير وهو يقول بغيظ" يا حضرة المُصْلِحة الاجتماعية .. حين تزوجت بسمة من زوجها السابق كنتُ أنا في السادسة عشرة من عمري وبالتالي لم أكن أستطيع أن آخذها إلى أي مكان مثلما كان يفعل معك مفرح الذي يكبرك بخمسة عشرة سنة .. كنت فقط أوصلها من وإلى العاصمة عند الضرورة .. وحين انفصلت هي عن زوجها حدث شرخ كبير في علاقتنا كما تعلمين ..(وأكمل بصوت مخنوق ) هي تغيرت كثيرا وأنا ظللتُ مدة كبيرة مستاءً منها بشدة"
رددت مهجة باستهجان "مستاء !"
نظر وليد للسقف بملل مغمغما " سنعود لنفس السيرة مجددا.. أجل .. مستاء يا مهجة .. أنت تعرفين من كانت بسمة بالنسبة لي ..كنت دوما افتخر بها في القرية .. وأنا صغير لم أكن مميزا في أي شيء أكثر من كوني أخا لفاتنة القرية .. وحينما تزوجت من العاصمة كان الجميع يتحدث عنها .. وإذا بها تصر فجأة على ذلك الانفصال فتتغير النظرة لها .. أنت تعرفين كيف هو الوضع في قرية صغيرة كل أهلها يعرفون عن بعض معظم التفاصيل"
عقدت ذراعيها أمام جذعها وقالت "أنا لا أتحدث عن أهل البلدة يا وليد أنا أتحدث عنك عن دعمك لها"
قال بحنق مدافعا "أنت تعرفين بأني أحبها لكن بعد انفصالها نشأ جدارا بيننا لم أعرف كيف اتخطاه .. صدقيني حاولت وفشلت "
قالت بإصرار " عليك بالاستمرار في المحاولة"
هرش في رأسه وغمغم" المشكلة في أنه حين يحدث شيء مترتب على انفصالها نتشاجر ويقام جدارا جديدا "
قالت بهدوء " سيكون سهلا عليك اختراق كل الجدران حينما تغير نظرتك لها كونها مطلقة يا وليد (وأكمت بلهجة مستنكرة) لازلت لا أفهم لمَ هذه النظرة الدونية للمطلقة؟ .. في السابق كنت أقول ربما سأشعر بما تشعرون به حينما أتزوج وها أنا قد تزوجت ولا زلت لا أفهم لمَ هذا التفريق العنصري بين المطلقة والتي لم يسبق لها الزواج !"
وقف وليد يديه في جيبي بنطاله يطالعها في صمت فقالت مهجة موضحة " أتعرف يا وليد .. رغم ما بيننا من حب وعاطفة قوية .. لا أجد مستحيلا في أن تحدث أية ظروف أو أي سوء فهم أو حتى تدخل من أطراف خارجية تجعلنا ننفصل ..لكن ما أنا على يقين منه وأراه من رابع المستحيلات أن يتركني مفرح لو انفصلت وأصبحت مطلقة أو يخذلني أو يوبخني أو…"
قاطعها وليد حين اندفع نحوها ليحضن وجهها بكفيه قائلا باستنكار هامس "مهجة ماذا تقولين؟!!"
طالعته بعينيها الخضراوين تقول موضحة "أنا فقط اسوق لك مثالا .. أنه رغم ما بيننا من حب قوي وكبير .. لا مفر من النصيب والقدر "
مال عليها يحضنها بقوة قائلا بانزعاج شديد" مهجة أرجوك لا تتكلمي في سيرة الانفصال مجددا "
اتسعت ابتسامتها وهي تستند بذقنها على كتفه وقالت بلطف" إنه مجرد مثال ولا أحد يعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل ..ما أريد أن اسألك إياه هل لو انفصلنا لا قدر الله واصبحت مطلقة ….."
قاطعها يشدد في احتضان جسدها الضئيل بين ذراعيه وهو يهمس "على جثتي .. لن يحدث شيء كهذا إلا على جثتي .. إن أرادوا ابعادك عني فليقتلوني أولا .. وسأموت حينها وأنت زوجتي ..حتى لو كرهتيني يوما .. سأتحمل كرهك لي لكني لن افك ارتباطك بي أبدا أبدا ..الموت عليّ أهون يا مهجة"
حركت كفيها تدلك ظهره بحنان مغمغة بعاطفة جياشة تحملها له والتي تجعلها تتحمل اختلاف القناعات بينهما "يا الهي لقد تزوجت من طفل طويل ورفيع كعود القصب "
لم يرد وإنما شدد من احتضانه لها بانزعاج شديد من سيرة الانفصال .. لكن مهجة لم تستسلم في عرض وجهة نظرها فأبعدته قليلا قبل أن يغلب على الموقف ذلك الانجذاب الجسدي الذي يسيطر عليهما منذ ليلة الزفاف وقالت بصيغة أخرى "دعني اصيغ الأمر بطريقة أخرى .. فلنفترض…."
عبس وليد بشدة ينتظر القادم.. فاتسعت ابتسامتها لتعابير وجهه الصبيانية وأكملت "فلنفترض أنني أنا مهجة كنت مطلقة"
هم بالنطق فأسرعت بالقول " مطلقة من رجل أخر "
كشر وليد وازدادت ملامحه عبوسا فأكملت مهجة " اسرتينا مثلا لم توافقا على زواجنا لأي سبب واجبروني على الزواج من أخر ولم يدم هذا الزواج وانفصلت عنه .. كيف ستكون نظرتك لي؟.. هل ستقل مكانتي عندك ؟.. سيقل حبك لي؟.. سأكون عارا ولن تحاول الارتباط بي( ورفعت سبابتها إليه تقول) وأريد ردا واقعيا لا عاطفيا"
لثوان تطلع فيها بصمت عابس قبل أن يرفع يديه ويحضن وجهها بكفيه ويرد بعاطفة ساخنة كأنفاسه" أبدا وربي.. أبدا .. لن يغير ذلك من قدرك عندي شيء .. رغم انزعاجي من الفكرة والغيرة التي قد تقتلني قتلا وتمزقني لأشلاء.. لكنك ستظلين بالنسبة لي كما أنتِ مهجة الزيني "
رغم تأثرها بذلك الحب الجارف الذي يطل عليها من عينيه الزرقاوين سألته بإصرار لإقناعه بنقطة معينة" لأنني مهجة بنت العمدة أم لكوني ابنة عمتك؟"
مال يحدق في عينيها عن قرب وهمس بأنفاس ألهبت بشرتها" بل لأنك مهجة الفؤاد .. ساكنة الروح .. لأنك مهجة فقط ..مهجة حبيبة وليد "
قالها وانقض يلتهم شفتيها وهو يلصقها به في حضن عنيف .. قبل أن تتسلل يديه لمحاولة انتزاع ما ترتديه .
خلال دقائق كان وليد يستلقي بها فوق السرير وهو يوزع قبلاته اللاهبة على تفاصيلها .. فأسرعت مهجة بالقول بأنفاس متسارعة قبل أن تستسلم لطوفان مشاعره "هذا هو نفس الحال يا وليد مع بسمة .. يجب أن تبقى بسمة عندك كما هي .. سواء كانت متزوجة أم مطلقة .. وعليك أن تكون أنت لها كما سيكون مفرح لي لو بليت بوضع كهذا لا قدر الله "
غمغم من بين قبلاته هامسا " صدقت عمتي حين قالت بأنك تربية مفرح "
ردت بلهجة ذات مغزى وهي تشدد من احتضانه بذراعيها "لا تنس بأنك أيضا تربية بسمة "
قالتها على حافة الإدراك قبل أن يسحبها هو ويحلق بها بعيدا في غفوة من العقل إلى حيث تكون اللحظات استثنائية .
×××××



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس