عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-20, 12:21 AM   #3363

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

في الثانية بعد منتصف الليل
الهدوء يعم القرية ..
هدوء قاتل مقبض لمن يسير ليلا وسط أضواء ضعيفة خافتة تخرج من الشوارع الرئيسية على استحياء أو من مصابيح بعض البيوت ..
أما على الطرقات .. ووسط الحقول .. فالسكون أكثر رعبا .. و الظلام ممتد على مدى النظر يرهب أقوى القلوب .. ويحسب حسابه أشجع الشجعان ..
وكم من قصص خرجت من رحم هذا الظلام..
ظلام الليل أو العقول أو القلوب فسيطرت على أرواح البسطاء .
ومن ذلك الظلام وعلى صوت حشرات الليل ونقيق الضفادع تحرك ذلك الظل ..
ظل لدرّاجة يبدو على الأرض ضخما مخيفا ويبدو أن راكبها ملثما ..
كان يمشي بالدراجة بجوار الترعة برتابة وبطء ..وظله يعدو بجواره على الأرض حتى توقف بجوار أحد الحقول .. ليتحرك ظل ذلك الشخص فوق الدراجة ويكور قطعة من القماش رائحة البنزين تفوح منها بقوة .. ثم يخرج ولاعة ويشعل طرف القماش قبل أن يلقيها بأعصاب باردة على أحد الحقول..
ظل ذلك الظِل ساكنا لثوان يشاهد النار التي بدأت تأكل في جزء من المزروعات قبل أن تتحرك الدراجة بهدوء ويواصل طريقه .
بعد دقائق كان أحد الاشخاص يمر بالصدفة فشاهد النار من بعيد فأطلق صفيرا متتاليا قبل أن يطلق صوته صائحا "حريق .. حريق في حقل أولاد الجهيني "
×××××
ظهر اليوم التالي :
"إذن فقد خرجت دون إذني مجددا"
قالها جابر لأمه في الهاتف فأجابته " أجل أخذت ميس وخرجت وسمعتها تقول للبنت بأنهما ذاهبتان لبيت خالها بدير "
غمغم جابر بلهجة متوعدة " إذن فهي اختارت وعليها أن تتحمل نتيجة اختيارها .. هذه المرة لن أذهب خلفها ولنرى ماذا ستفعل هي وأهلها "
بتردد غمغمت أم جابر " لكن ميس يا بني .. ابنتك ..أخشى أن .. "
انفجر جابر قائلا "لقد فاض بي يا أمي فاض بي وتعبت .. الله وحده يعلم كم تحملت أنا مالم يتحمله رجل من أجل ميس .. وكم حاولت تقويم اعوجاجها.. لكنها تستغل حلمي عليها وتحسبني ضعيفا .. ورصيدها من الصبر عندي قد نفذ والقادم هي من ستحدده بنفسها "
قالت أمه مشفقة " اهدأ يا ولدي .. اهدأ ولا تعكر مزاجك وليفعل الله ما يريد "
أغمض جابر عينيه بإرهاق يضع سبابته وابهامه أعلى أنفه وغمغم بهدوء "لا تؤاخذيني يا أمي أني انفعلت عليكِ "
قالت أمه متفهمة " لا بأس يا حبيبي أعلم بما تمر به .. المهم .. أنا سأذهب لبيت نصرة.. تعرف بأن خطبة ابنتها اليوم ولا يصح أن نتركها وحدها المرأة صاحبة واجب وابنتها ونعم البنات"
رد جابر بهدوء "حسنا يا أمي وأنا سأنتهي من العمل وسآتي للحفل في المساء إلى اللقاء "
أغلق الهاتف مهموما فلمح عصفور عند الباب وسأله " هل تريد شيئا يا عصفور ؟"
اسرع عصفور يدخل وهو يقول مرتبكا "كنت .. جئت لأذكرك بإيصالات الأمانة والشيكات المتأخرة السداد عند بعض الزبائن ماذا سنفعل معهم ؟"
قال جابر بهدوء" اتركهم الآن لن نفعل شيئا .. فلنصبر على الناس قليلا "
قال عصفور معترضا " لكن لا تؤاخذني يا معلم الناس تستغل طيبتك ولا تواظب على السداد"
ضرب جابر على مكتبه وصاح فيه "مالك أنت بهذا الأمر !.. أنا أدرى بما أفعل"
انتفض عصفور مرتعبا بينما أكمل جابر بعصبية" كلهم ظروفهم صعبة .. إلا اثنين أنا أعرفهما وسأتحدث معهما بنفسي هيا اذهب إلى عملك "
تمتم عصفور برعب "حاضر حاضر "
بمجرد أن خرج ضرب جابر على سطح مكتبه مجددا وزفر بقوة قبل أن يستغفر الله كثيرا وقد أدرك بأن النهاية وشيكة بينه وبين كاميليا ..
إن لم ينصلح حالها وتتعقل.
××××
بوجه مكفهر دخلت كاميليا إلى بيت العسال وبدون أي كلمة جلست في غرفة المعيشة بعد أن نزعت وشاحها وألقته بعصبية على أحد المقاعد .. فلحقت بها وجدان وهي تجفف يدها بمنشفة تقول" خير يا كاميليا ما الذي أتى بك؟"
هتفت كاميليا بغيظ "وهل ستمنعينني من زيارة بيت والدي حسيب العسال يا وجدان!"
قالت وجدان موضحة" أقصد أتيتِ فجأة بدون أن تطلبي من بدير أو عماد أن يرسل لك السيارة .. وتفاجأت حينما وجدت ميس الآن تلعب مع أولاد عماد "
بوجه عابس ومزاج عكر قالت كاميليا "اعطيني الهاتف الذي اعطيته لك حينما تعطل هاتفك أم أنك لا زلت تستخدمينه ؟"
تحركت وجدان تقول وهي تفتح أحد الأدراج" لم أعد استخدمه فعلاء اشترى لي واحدا جديدا (واقتربت منها تناولها إياه وهي تسأل بفضول ) أين هاتفك ؟"
أجابت بعبوس" وقع في الماء وتعطل "
تطلعت وجدان في معصمها المربوط برباط ضاغط وهتفت "وماذا حدث ليدك؟ "
غمغمت كاميليا بنفس العبوس" لا أعرف صحوت فوجدتها تؤلمني يبدو أني حملت بها شيئا ثقيلا .. تعلمين بأن جسدي حساس ولا يتحمل "
غمغمت وجدان وهي تجلس على الأريكة المقابلة" ألف لا بأس عليك "
قالت كاميليا" لقد أرسلت علاء ليشتري لي رقما جديدا للهاتف "
عقدت وجدان حاجبيها وقالت" ولماذا لا تستعيدين رقمك الأصلي؟ .. اذهبي لفرع الشركة بالبطاقة الشخصية وسيستعيدونه لك "
قالت كاميليا بتجهم" الخط كان باسم جابر"
ردت وجدان ببساطة " فليستعيده أبا ميس لك إذا"
اشاحت كاميليا بوجهها واستندت بكوعها المزين بثلاث أساور ذهبية لامعة على ظهر الأريكة تقول بامتعاض "لا أريد منه شيئا"
ضيقت وجدان عينيها وسألتها" هل تشاجرتما ؟"
لم ترد كاميليا ولم تجد ما تقوله فسألتها وجدان" ما السبب؟ تكلمي "
تطلعت فيها كاميليا بجانب عينيها وقالت "لأنه يريدني أن أنجب أخا أو أختا لميس "
قالت وجدان متعجبة " حقه .. البنت في السادسة من عمرها كما أنه لم يعد صغيرا "
صاحت كاميليا بغيظ " إنه يطلب ذلك ببساطة لأنه لن يعاني شيئا ..أنا فقط التي ستعاني من قرف الحمل والوحام وزيادة الوزن وألام الوضع ولزوجة تدفق اللبن "
ضربت وجدان كفا بكف وقالت بلهجة متهكمة" وهل سيحمل هو بدلا عنك يا كاميليا !.. هذه سُنة الحياة وقدر بنات حواء"
بوجه مقلوب عادت كاميليا للإشاحة بوجهها مغمغمة "اسكتي يا وجدان ودعيني في حالي"
قالت وجدان بلهجة محذرة " أنت بهذا الشكل ستدفعينه للزواج بأخرى"
أدارت كاميليا إليها وجهها تقول بحدة " من الذي يتزوج عليّ !!.. أنا كاميليا العسال .. وهل كان يحلم بالزواج مني أصلا !"
شعرت وجدان بغصة في قلبها .. ليتها تملك نصف ثقة كاميليا في نفسها.. فبلعت طعما مراً كالعلقم في حلقها وقالت بصدق " مهما كنتِ.. سيحتاج لولد ذكر يحمل اسم عائلته ويرث كل ما يملك يا كاميليا .. أم أنك تريدين بعد عمر طويل ألا تنالي أنت وابنتك إلا قدرا بسيطا من تركته؟ "
اعتدلت كاميليا وتطلعت فيها باهتمام متفاجئة كيف لم تفكر في هذا الأمر من قبل!..
كيف لم تفكر بأنها لم تلد له بعد ولدا ذكرا ليرث كل ما يملك .. كيف كانت بهذه الحماقة فلم تنتبه..
" أمن الممكن أن يجن جابر ويتزوج بأخرى إن لم ألد له الذكر !"
قالتها بصوت مسموع جعل وجدان ترد "وما الذي سيمنعه .. مهما كنت جميلة ومهما كان يحبك فهو ابن فلاح والولد والعزوة سر قوته وجاهه"
رفعت إليها كاميليا ذقنها تقول بثقة" أخي بدير سيقف أمامه"
عوجت وجدان شفتيها يمينا ويسارا ثم قالت بحرقة قلب "كيف وهو نفسه ينوي بأن يفعلها "
بعدم فهم سألتها كاميليا "يفعل ماذا ؟"
بصوت يخنقه البكاء ردت وجدان " يتزوج بثانية"
حدقت فيها كاميليا تسألها بعدم تصديق "من؟؟... بدير؟!!"
ردت وجدان مؤكدة " أجل"
بذهول سألت كاميليا " لماذا ؟!!"
قالت وجدان بسخرية مُرة " لأنه غارق في الحب "
اتسعت عيني كاميليا الخضراوين وهتفت ذاهلة " نعم!! .. لم أفهم .. هل تهلوسين يا وجدان؟!!... بدير أخي!!!"
شعرت وجدان بأنها بحاجة ماسة للحديث .. بحاجة لمن يؤازرها .. لمن ينصحها ماذا تفعل فتركت مكانها واسرعت نحو باب الغرفة تغلقه ..ثم عادت أمام عيني كاميليا الذاهلتين تجلس بجوارها واغمضت عينيها تتمتم" لابد أن أحكي لأحد وإلا سأموت مقهورة"
صاحت كاميليا بقلة صبر " تكلمي يا وجدان"
نظرت إليها وجدان بعينين تتجمع فيهما الدموع وقالت بصوت مخنوق " اخوك غارق في الحب منذ سنين يا كاميليا هذه هي الحقيقة التي حاولت التعامل معها ولم أفلح"
غمغمت كاميليا باستنكار " الحب !! بدير أخي؟!!.. ومنذ سنين !!"
بحسرة قلب ردت وجدان " أجل سلبت منه قلبه وعقله"
هتفت كاميليا "ما هذا الذي تقولينه؟ ومن هذه؟؟"
بسخرية مرة ردت "حبيبتك ..بسمة الوديدي"
انتفضت كاميليا واقفة وهتفت بصراخ" بم تخرفين أنت!!"
ملأت الدموع مآقيها وردت وجدان " هذا ما أتحمله منذ ما يزيد عن عشر سنوات يا كاميليا .. وأعلم بأنه قد طلب يدها من والدها أكثر من مرة ورفضوه لأنه متزوج"
صرخت كاميليا بقوة "هذا جنون ..أنت تهذين بالتأكيد!!"
انهمرت دموع وجدان وردت بحرقة قلب "ليس جنونا يا كاميليا بل أمر واقع .. أمر مقرف وشديد المرار اكتمه في قلبي .. ولا أستطيع أن أصف لك سعادتي حين علمت بأنها خطبت وستتزوج في العاصمة .. ويوم زفافها كان أسعد أيام حياتي .. ( وأكملت ببطء ) وأتعس أيام أخيك"
ناظرتها الأخرى بذهول غير مصدقة فأضافت وجدان "ظننت خلال الأربع سنوات التي قضتهم بسمة في العاصمة بأنه نسيها .. أو هكذا خُيّل إليّ .. حتى عادت مطلقة وعاد إليه جنونه .. وأصبحت رغبته في الزواج بها أقوى من ذي قبل .. ووصلني بأنه يكاد يتذلل لوالدها حاليا حتى يقبل به زوجا لها "
باستنكار وجنون هتفت كاميليا " بسمة الوديدي تصبح زوجة أخي !!.. هذا لن يحدث أبدا على جثتي إن حدث"
لاح الأمل في عيني وجدان فأمسكت بطارف عباءة كاميليا التي تقف أمامها وقالت بمسكنة " هل تقدرين على إيقافه يا كاميليا؟.. ( وعاد اليأس يتسرب إليها في اللحظة التالية فغمغمت ) لا أعتقد بأن هناك أحدا يستطيع إيقافه لو قرر أمرا كهذا "
مالت عليها كاميليا تمسك بذراعيها صائحة "لماذا لم تخبريني من قبل؟!!"
رفعت إليها الأخرى وجها مغرقا بالدموع واجابت " لا أعرف .. ربما لأني لم أجد فائدة من إخبار أحد فبدير سيفعل ما يريد في النهاية "
قالت كاميليا باستنكار " وأنت هل ستتركينه يفعلها؟"
اعترفت وجدان بخزي " وماذا بيدي لأفعله؟ .. إن ذهبت لبيت أهلي اخوتي سيعيدونني إلى هنا.. وإن اعترضت الكل سيرد بأن هذا حقه والشرع يكفل له ذلك "
جزت كاميليا على أسنانها وتحركت في الغرفة بعصبية تفكر بصوت عال وهي تضرب قبضتها في باطن كفها "وأنا لن اسمح بذلك .. لن اسمح لبنت الوديدي أن تأتي إلى بيت العسال وتنعم بخيره وترفع رأسها أمام الناس .. وخصوصا لو كان ما تقولينه صحيحا وهو واقع في حبها لدرجة أن يستمر على هذا الحب كل هذه السنوات فبالتأكيد سيرفعها فوق الكل وهذا لن أسمح به ما دمت حية واتنفس "
مسحت وجدان وجهها وسألتها بلهفة غريق يتعلق بقشة " ماذا ستفعلين؟ .. أنت لن تقدري على الوقوف أمام بدير ولا أحد سيستطيع الوقوف أمامه"
تكلمت كاميليا بشرود مفكرة " لا تقلقي .. هذا الامر يحتاج لتخطيط ذكي .. وسأريك كيف سأعرقل زيجته بها .. لن أكون كاميليا إن لم أفعل ذلك "
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس