عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-20, 01:46 AM   #17

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

في المساء
بمقلتين مقلوبتين كان جالسا يناظرهما مباعدا ما بين ساقيه ويديه في جيبي جلبابه البسيط .. بينما الصمت الرهيب يعم الجلسة بشكل مضحك .. فازدادت حرارة وجنتي اسراء وهي تتطلع بعينيها العسليتين في والدها الجالس أمامها بهذا الشكل وضحكة تريد أن تفلت منها بينما هرش طلال في رأسه بحرج وبعض الضيق وسأله للمرة العاشرة تقريبا" كيف حالك يا عمي؟"
أجابه هلال بنفس الاجابة" بخير والحمد لله .. كيف حالك أنت "
من المطبخ نادته نصرة "يا هلال .. يا أبا كريم"
بشفتين مزمومتين وضع هلال قدميه في الخف وتحرك متبرما يترك الصالة متجها نحو المطبخ.. فاستقبلته نصرة بتوبيخ هامس "ماذا هناك يا رجل هل ستكبس على أنفاسهما طوال الوقت؟"
هتف باستنكار" وهل تريدين مني أن أوصلهما لباب غرفة النوم واغلق عليهما !.. ألا يكفي بأنه يحدثها طوال اليوم في الهاتف .. هذا الولد لا ارتاح له .."
اسرعت نصرة بوضع كفها على فمه لتسكته وهي تقول بتوبيخ هامس "اخفض صوتك يا هلال سيسمعك .. أنا فقط أقول اتركهما بضع الدقائق وحدهما فهما في صالة البيت ليسا في غرفة مغلقة عليهما"
ناظرها هلال بمقلتين مقلوبتين لثوان ثم نادى خلفه" يا كريم"
عقدت نصرة حاجبيها ..فأتى كريم مسرعا ليقول له هلال مشيرا له بعينيه" اذهب واجلس في الصالة .. تفهمني أليس كذلك"
بابتسامة محرجة هز كريم رأسه مختلسا نظرة سريعة نحو أمه قبل أن يذهب ..فعاد هلال ينظر إليها بتحدٍ صبياني جعلها تضرب كفا بكف وتنظر للسماء وتشتكي في صمت ..فمط هلال شفتيه وقال وهو يستدير "انتهي من هذا الطعام حتى يأكل ويغادر ..أنا متعب بشدة من العمل وأريد أن أنام"
اسرعت نصرة بمناداته قبل أن يغادر فاستدار إليها بملامح متسائلة.
اعتراها الارتباك الشديد .. فمنذ أمس وهي مترددة في إخباره بأنها ذهبت لمحل جابر ولا تعرف هل تخبره بأنها بالفعل قد اختارت وبأنه وعدها بتخزين البضاعة باسمهم أم تحاول أن تقنعه أولا ليذهب معها وكأنها المرة الأولى ؟..والسؤال الأهم هل سيخبره جابر بما حدث؟.
عادت تستبعد من رأسها الخاطرة الأخيرة ..فهي تثق في أن جابر رجل حكيم وذكي ولن يتحدث مع هلال من تلقاء نفسه .
ضيق هلال عينيه وسألها باندهاش "هل ناديتني لتسمعيني سكاتك يا نصرة؟!"
جبنت نصرة من إخباره.. فأسرعت بقول أول ما جاء إلى رأسها "ما هي احوالك في العمل الجديد؟"
لاح الضيق على وجه هلال ورد بوجوم" أنا غير مرتاح بالمرة يا نصرة ..أشعر بالمهانة وأنا اتلقى أوامر من شاب أرعن في العشرين من عمره لا يحترم سن ولا يحترم أحد ..لكني أصبّر نفسي على أمل أن يشفى والده وينزل للعمل ..فالرجل صحيح سخيف ومتعجرف كابنه لكنه على الأقل يتعامل بمهنية اكتسبها بخبرة السنين"
اشفقت نصرة عليه.. فربتت على صدره مشجعة وهي تقول "أعرف يا هلال بأنك غير مرتاح ولا أجد ما أقوله لك إلا أن أدعو بأن يرزقك الله برزق أولادك"
أومأ هلال برأسه بغير رضا واستدار مغادرا المطبخ بعد أن قال "اسرعي في الطعام يا نصرة أنا صدقا متعب جدا وأرغب في النوم مبكرا .. فاليوم اضطرت لحمل الاخشاب مع العمال لغياب بعضهم "
شعرت نصرة بالشفقة عليه وبالخزي من نفسها أكثر.. فهذه أول مرة تخفي عنه شيئا أو تفعل شيئا دون علمه ..لكن عناده بشأن التعامل مع جابر هو ما دفعها لفعل ما فعلت فهو الحل الاسهل والأقرب من المنطق والذي سيرمي من فوق اكتافهم نصف الحمل تقريبا .. فرفعت نظرها للسماء تقول" حِلّها من عندك يا رب أنا تعبت من التفكير"
في الصالة نظرت إسراء لكريم الجالس أمامهما على نفس مقعد والده يلعب على هاتفه ثم سألت طلال في محاولة منها لفك جمودها معه "ماذا فعلت في مشكلتك مع المدير؟"
رد هلال مطمئنا "لا بأس أصريت على أن أوضح له سوء الفهم مثلما نصحتني وهو تفهم الأمر"
غمغمت إسراء" الحمد لله"
تسللت يد طلال ليضعها فوق يدها الموضوعة بينهما على الأريكة فأسرعت بإبعاد يدها بحرج وهي تختلس النظرات لكريم المستغرق في اللعب ثم عادت لطلال تحدجه بنظرات موبخة جعلت الأخير يبستم بشقاوة وهمست بلهجة حازمة "قلت لك لا أحب هذا يا طلال .. لو كررتها صدقني ....."
قاطعها طلال يرفع كفيه في الهواء مستسلما وهو يقول بسرعة "آسف ..آسف يا أبلة ( ثم أضاف بلهجة ذات مغزى) صبرني يا رب على الأيام المتبقية"
بلهجة عملية وببعض الحرج قالت اسراء "طلال أريد أن أتحدث معك في موضوع ..وفضلت أن يكون وجها لوجه"
عقد طلال حاجبيه وقد شعر بالقلق من جديتها ..لتقول اسراء" أنت تعلم بأن مهلة الشهرين هذه لن تتيح حتى لأغنى العائلات تجهيز إحدى بناتها بكل شيء ..وتعرف أيضا حالة الغلاء في البلد هذه الأيام .. لهذا أنا اشترطت على أمي ألا تشتري إلا الأساسيات .. بالطبع لن نقل في التجهيز عن أساسيات البيت العصري لكن ما قصدته بأني لا أريد أن أدخل في سباق ..كم غسالة أحضرت وكم ثلاجة وكم فوطة وهذه الامور (وبلعت ريقها تكمل )ولأكون صادقة ..لو كانت حالتنا المادية تسمح بشراء أكثر من ذلك لم أكن لأفعلها ..فأنا أرى أن ما يحدث حاليا هو نوعا من المبالغة المقيتة التي يجب أن نكف عنها"
اتسعت ابتسامة طلال وقال" الحقيقة أنا لا افكر في هذه الأمور ولا أركز فيها (واكمل بلهجة حارة شقية ) أنا كل ما افكر فيه هو اليوم الذي ستكونين فيه حلالي حتى لو سنُزَف في الشقة فارغة"
اختلست النظر لكريم ثم أطرقت برأسها بخجل شديد قبل أن تتنحنح وتستحضر حزم المعلمة وتقول "ووالدتك؟.. أنا أخشى ألا يعجبها ذلك مثلما لم يعجبها حفل الخطبة"
رد طلال " بصراحة أنا لا أعرف رأي أمي .. ولا أذكر يوم زواج أخي حمدي ماذا كانت تفاصيل الزواج خاصة وأنه قد حدث منذ عدة سنوات لكن ما أنا أكيد منه أن الأمر سيمر كما مر يوم الخطبة إن شاء الله "
قالت اسراء بإصرار" لكني قلقة يا طلال"
قال طلال مطمئنا "لا تشغلي بالك سأتحدث معها في هذا الأمر"
بلعت اسراء شعورها بالضيق وبغصة مُرة في حلقها وأطرقت برأسها شاردة ..فبرغم من صدقها في أنها لا تحب المبالغة ولا ترغب في أن تدخل في منافسة سخيفة للمفاخرة بما ستجهز به بيتها .. لكن ضيق الحال سيجعل الجميع يخمن بأن ذلك بسبب ظروفهم المادية التي لم تعد تخفى على أحد.. وليس لأنها جادة في رغبتها في عدم الدخول في منافسة مع أحد ..
ليتها ميسورة الحال لتقف بكل شجاعة وتصر على ما تنويه دون أن يعايرها أحد بضيق الحال .
قطع شرودها دخول والدها وهو يقول بابتسامة صفراء مصطنعة "إسراء أمك تغرف الطعام ..هلا ساعدتها؟.. فلابد وأن طلال قد شعر بالجوع "
××××
بعد يومين
مساء
أغلقت ونس باب غرفتها عليها وعادت للهاتف بحيرة تزداد كل دقيقة .. تكاد تجن وترسل لشامل على الواتساب .. خاصة حينما علمت بأنه قد غادر مجددا وبأنه يأتي ليوم وليلة أو أكثر كل اسبوع ثم يعود للعاصمة .
أمسكت بالهاتف وباندفاع تعبت من إيقافه كتبت على الواتساب " مساء الخير "
انفجرت ضربات قلبها بعنف وهي تحدق في الرسالة التي وصلته وظلت تنظر في الهاتف كل دقيقة لترى إن كان قد قرأها أم لا .
في المطعم كان شامل يقف في المطبخ مع الطباخين يخبرهم بآخر التعليمات قبل إعادة افتتاح المطعم في اليوم التالي بعد توسعته وتجديده بينما كامل في صالة المطعم يتابع مع العاملين ترتيب المقاعد وديكور المكان .. لينتحي الأول بعد قليل جانبا ويخرج الهاتف من جيبه يضحك من نفسه ساخرا مما يفعله من سلوك مراهقين صغار على مدى يومين وهو يتطلع في الهاتف كل ساعة تقريبا متأملا في أن ترسل له ونس أية رسالة.. وتسارعت دقات قلبه حينما وجد رسالة على الواتساب من رقم غير مسجل ..
دقق في الصورة الرمزية للرقم فوجدها صورة حديقة من الورد مختلفة الألوان .. فكتب بسرعة "مساء النور "
انتفضت ونس بمجرد أن أضيئت شاشة الهاتف معلنة عن وصول رسالة وحين قرأتها انفجرت دقات قلبها بعنف شديد .
كتبت " هذا .. أنا"
ابتسم شامل وكتب " مرحبا يا .. أنتِ"
كتبت " هل تعرف من أنا ؟"
اتسعت ابتسامة شامل وكتب "أمممم.. دعيني أفكر "
باندفاع كتبت" هل هناك أكثر من فتاة تراسلك ؟"
قهقه شامل وانفجرت ضربات قلبه فحك جبينه غير مصدق لما يحدث معه فهو ليس غشيما وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها مع فتاة لكنه يشعر بالفعل بأنها المرة التي.. (لم تحدث له من قبل) .
كتب شامل " وهل هذا يهمك؟"
ساد الصمت لبرهة قبل أن تكتب ونس لتداري اندفاعها " لا .. لا يهم "
كتب شامل بمكر " إذا لمَ كنت تسألي ؟"
ارتبكت ونس وتركت الهاتف تقضم أظافرها .. إنها ترغب في أن تكون تلقائية معه .. تريد أن تتتبع شعورها تجاهه .. وفي الوقت نفسه تخشى بأن يظنها فتاة سهلة ومنحلة ..
أضيئ الهاتف باستلام رسالة جديدة فأسرعت بقراءتها " ألا زلت موجودة؟"
غلبها الاندفاع وغلبتها تلقائيتها فكتبت "سألت لأني كنت أريد أن أعرف هل ستعرفني دون أن أخبرك أم لا "
ترددت قليلا ثم ضغطت على زر إرسال.. فابتسم شامل وكتب بمشاكسة " وهل هذا يهم ؟"
ساد الصمت للحظات فهرش شامل في رأسه وهو يشعر بقلة صبره في انتظار ردها .. وتأكد له بأن ما يحدث معه يحدث معها هي الأخرى .
كتبت ونس " يهمني أكثر مما تتصور "
بمجرد أن قرأها شامل أسرعت ونس بحذفها ثم ضربت رأسها بيدها عدة مرات موبخة بينما رفع شامل حاجبيه وهو يرى الرسالة التي حذفت من أمامه .
صوت كامل من خارج المطبخ يناديه "شامل تعال لحظات أريدك "
فصاح الأخير " قادم "
قبل أن تكتب ونس له " لا بأس انس الأمر"
كتب شامل لينهي حيرتها " أجل أعرف بأنك ونس الشقية "
اتسعت ابتسامتها وهزت قبضتيها في الهواء بانتصار .. ثم ألقت بنفسها للخلف على السرير ترفع قدميها في الهواء بالتبادل بسعادة قبل أن يضيء الهاتف من جديد فاعتدلت تلتقطه وهي ترفع عن وجهها شعرها الكستنائي المموج ثم تقرأ " كيف حالك يا ونس؟"
كتبت بحماس " أنا بخير .. كنت أريد أن اسألك عن روابط المواقع الأجنبية التي حدثتني عنها "
كتب شامل يرد " حاضر .. هلا اعطيتني بضع ساعات فأنا مشغول في ترتيبات المطعم الخاص بي لأن إعادة افتتاحه غدا وهناك الكثير من العمل لإنجازه "
كتبت ونس " لا بأس سأنتظر منك الرد .. آسفة على الازعاج ( وجه محرج مغطى بكفين ) "
كتب شامل " لا يوجد أي ازعاج أبدا ..لنتحدث فيما بعد .. سلام "
كتبت ونس "سلام"
ثم عادت لتستلقي وتحدق في سقف الغرفة الذي أكلته الرطوبة تضع كفها فوق قلبها وتتنهد بحرارة تنافس حرارة وجنتيها وهمست في سرها " اليوم لن أنام .. لربما أرسل لي في وقت متأخر وأنا نائمة "
أما شامل فأعاد الهاتف لجيبه يحدث نفسه" تبدو مختلفة على الواتساب .. بل تبدو أكثر رزانة وهدوءً"
جاءه صوت كامل من بعيد عصبيا " يا شامااااال "
هدر شامل بانزعاج وهو يتحرك ذاهبا إليه "قلت حاضر يا زفت حاضر "
×××××
في ساعة متأخرة من الليل
في الظلام.. وعلى صوت حشرات الليل ونقيق الضفادع تحرك ذلك الظل .. يمشي بالدراجة بجوار الترعة برتابة وبطء .. حتى توقف بجوار أحد الحقول .. ليتحرك ظل ذلك الشخص الذي فوق الدراجة ويكور قطعة من القماش رائحة البنزين تفوح منها بقوة .. فيخرج ولاعة ويشعل طرف القماش قبل أن يلقيها بأعصاب باردة على أحد الحقول..
وظل ساكنا لثوان يشاهد النار التي بدأت تأكل في جزء من المزروعات قبل أن تتحرك الدراجة بهدوء ويواصل طريقه مبتعدا.
بعد دقائق كان أحد الاشخاص يطلق صفيرا متتاليا قبل أن يطلق صوته صائحا "حريق .. حريق في حقل أولاد عابد "
نهاية الفصل التاسع
مع حبي
شموسة






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس