عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-20, 11:27 PM   #1066

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

في الحافلة الصغيرة كانت حواء تتململ بانزعاج في مقعدها الغير مريح بتاتا، كانت تلوح بيدها أمام وجهها عسى ولعل تبدد بعضا من هذا الجو الخانق ، ألم يختنق أحد غيرها لما لا يفتحون النوافذ بحق الله !
صرت على أسنانها بغيظ وهي تشتم المرأة الضخمة الجالسة أمامها حتى أن مقعدها مال على ساقيها مسببا لها ألما وصداعا ، متى ستصل إلى بلديتها اللعينة !متى!
تمتمت حواء وهي تغمض عينيها:" يوم عفن!"
بعد مدة ليست بالقصيرة نزلت حواء من الحافلة وهي تتنفس الصعداء.
سألها معاون السائق بابتسامة سمجة:" هل لديك حقيبة؟"
أجابته بصوت مرهق :" لا ليس لدي "
اقترب منها وقال بلهجة أصحاب الشرق :" إذن خذي رقم الهاتف فلقد أعجبتني كثيرا ربما نتحدث لاحقا ونتعرف....وإذا كتب المكتوب تكونين سببا في إكمال نصف الدين"
اخذته حواء وقالت بامتعاض :" انشالله "
ثم تحركت تقطع الطريق تحت نظرات جميع سكان بلديتها الصغيرة، نعم فهم يالاغرابة ينظرون للمرأة على أنها كائن غريب قادم من الفضاء ، فما إن يرو أنثى بملابس عصرية حتى يتسمروا واقفين يحملقون فيها بطريقة قد تكون مزعجة او مضحكة، والحق يقال فإن حواء تجذب النظر بشكلها الغير عادي وملابسها ، ليست فاضحة ولكن ليست بحجاب شرعي كالتي تلبسه فتيات البلدية ناهيك عن شعرها الطويل والمصبوغ بلون بنفسجي لافت جدا .
كانت حواء تمشي في طريق ضيقة وغير معبدة وأمارات التعب والإرهاق تعلو محياها ، متى ستتخلص من هذه البقعة وتعيش حياة تليق بها، صحيح أنها ولدت في دُوَّار ، لكنها لن تموت فيه، هكذا كانت تتوعد نفسها منذ أن وعت على الدنيا.
" هذا ما كان ينقصني " قالتها حواء باستياء ما إن لمحت فتاة قصيرة بوجه مألوف لذاكرتها.
أسرعت حواء من خطاها وادعت عدم رؤيتها ليد الفتاة التي تلوح لها ..التقطت أذناها صوتها المزعج ينادي باسمها، رفعت رأسها للسماء :" يا إلهي الن يخلص هذا النهار فقد أريد أن أنام "
قطعت عليها الفتاة الطريق وقالت وهي تحاول التقاط أنفاسها:" حواء ...كنت أنادي عليك...هل أصابك الصمم"
رسمت حواء ابتسامة بلاستيكية على وجهها ورفعت حاجبيها تتصنع البراءة :" حقا ! لم أسمعك "
قامت الفتاة بسحبها بعنف وطبع اربع قبلات على خدها أم ربما ست وهي تقول بسرعة :" لا عليك، كيف حالك يافتاة...ماهذه الغيبة...لم نعد نراك "
" أنت تعرفين مشاغل الحياة " قالتها حواء وهيا تمسح شكل الفتاة بتقييم ناقد ابتداءا من الجلبابها الاخضر منعدم الذوق إلى حذاءها الأسود المغبر وحجابها الملفوف بطريقة خرقاء يظهر منها خصلة بلون أصفر فاقع واخيرا ولتكتمل المهزلة مكياجها الذي يشبه المهرجين.
" أين ذهبتي ياحواء "
قالت حواء بشرود:" هه؟ ماذا ؟"
" أكلمك وانت لا اعرف بأي أرض، أقول لك مر زمن لم نلتقي منذ الثانوية على ما اظن "
" نعم وقت طويل ، سمعت انك تزوجتي"
" اه طبعا، من جارنا بورويس أنت تعرفين يعمل في التجارة وله مال وفير كما أنه أصبح لي صبيان "
هتفت حواء بمرح منافق:" مرحى لك! محظوظة انت "
لقد نفذت طاقاتها على المجاملة، ارحلي يا غراب ارحلي ! رغم أن ملابسها توحي بكونها ضفدعة مثيرة للاشمئزاز .
" حواء أليس ذاك والدك"
بدا عقل حواء يرسل إشارات تحذير، نظرت لحيث أشارة الفتاة ماكان اسمها مليحة او مديحة شيء كهذا ، إنه بالفعل والدها، لكنها سارعت بالقول:" ليس هو يا مليحة "
" صححت لها الفتاة :" مديحة ..ولكن أجزم انه هو يا..."
قاطعتها حواء وهي تصرفها:" وهل ستعرفين ابي أكثر مني...هيا يامديحة ملاقاة خير، اذهبي لدارك فقد أطلتي على اولادك "
بعد أن تأكدت من رحيل المتطفلة البغيضة التفتت لترى والدها يجلس على صخرة بجانب حائط إحدى البيوت.
اطلقت شتيمة بذيئة:" ماذا يفعل ابن الكلب هنا ...اللعنة على حياتي الأليمة "
تحركت نحوه بغضب ثم شدته من ذراعه بعنف اجفله :" انهض ...انهض لنخلص نفسي ونفسك منك"


سيلينان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس