عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-20, 07:48 PM   #5367

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"الفصل الأول"
اللعبة الأولى «أمنيزيا»....

(قد تظن بأن الغرائب انتهت وكلها أصبحت معلومة، ولكنني سأقول لك بأن الغرائب لها عدد لا نهائي ، فمنها طبيعية قد تم إيجادها واكتشافها ، ومنها ما تم اختراعها لأسباب من الصعب إحصاؤها)

|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||| |||||||



تساقطت قطرات المطر على وجنتي الندية، لتلفحني بعدها نسمات هواء الغابة العليل ، لتتطاير بعدها خصلات شعري السوداء الحالكة، حملتُ حقيبتي الرمادِّية ، ثمَّ تأملتُ السماء التي حجبتها أغصان الأشجار الشامخة ، تنهدتُّ بعمق و أنا أتذكر سبب مبيتي في هذه الغابة لثلاثة أيام ، لأعود أدراجي بعدها إلى القريةِ التي لا تبعد الكثير عن الغابة، بعد مدةٍ ليست بالطويلة ، دخلتُ القريةَ بخطواتٍ وئيدةٍ ، ولكنني توقفتُ باستغرابٍ عندما رأيتُ أهل القرية يركضون والخوفَ بادٍ على محيَّاهم ، لم أكترث ، نقلتُ بصري إلى الصحيفةِ المرماة أرضاً وعليها آثار أقدام جعلتها في حالةٍ يرثى لها، أحنيتُ ظهري والتقطتها ، وبدأتُ بالتهام رؤوس المواضيع في الصفحةِ الأولى بعيناي ، تعجبتُ من أول موضوع وقع عليه بصري (فيروس أمنيزيا) ، لمحت شقيقي جهاد يركض مع الناس ، عقدت حاجبيَّ استغراباً وشعرت بأن هنالك كارثة قد حلت ، ناديته ولكنه لم يسمعني ، لحقته إلى أن توقفتُ أنا وجميع أهل القريةِ أمام بوابةٍ مغلقة ، تعجبت ، فمنذُ متى وهنالك بوابة لقريتنا ؟!،قطع أفكاري صرخات الناس وتوسلاتهم ولكنني لم أفهم شيئاً مما يصرخون به ، التفت يمنةً ويسرةً أتفرس وجوه الناس ، أبحث عن جهاد ولكنه اختفى بين هذا الحشد الكبير من أهل القرية .....


" أخرجونا من هنا ..نحن لم نصب فلمَ تحبسوننا"

"افتحوا الباب أرجوكم افتحوه"

كان هذا كل ما يصرخ به أهل القرية ، استوقفتُ أحد رجال القرية وأنا أقول له ...

"ما الذي يحدث هنا يا أخي ؟"

قال الرجل وهو يبتعد "عليك أن تخرج قبل أن يصبك الفيروس"

قلت باستغراب وقد نسيت موضوع الصحيفة " أي فيروس؟!"

ابتعد الرجل ولم يلقي بالاً على تساؤلاتي ، ماهي إلا ثوانٍ حتى اتسعت بؤبؤتا عيناي دهشةً عندما رأيت أهل القرية بدأو يتهاوون أرضاً واحداً تلو الآخر ، شتتُّ ناظري أبحث عن أخي ولكن أين أجده وسط الزحام ، ما هي إلا دقائق معدودة ولم يتبقى طيف شخصٍ واقف سواي ، اقشعر جلدي ، شعرت بالفزع وأنا أحملق بالناس، أيمزحون ؟، ما الذي يحدث هنا ؟! ، هل ماتوا ، ما هي إلا أسئلة لم أجد لها أجوبة ، اقتربتُ من أقرب شخص لي وبدأتُ أهزُّه و أحاول إيقاظه ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، تعرَّق جبيني ، وتصاعدت الدِّماء في وجهي وأنا أرى جلّ أهل قريتي كجثثٍ هامدة ملقاة على الأرض دون حراك ....

انتظرت لدقيقة....
لدقيقتين....
لربع ساعة....

أبحث عن طيف شخص ينبض بمعالم الحياة ، رغم أنني شعرتُ ببعضهم يتنفس ، ولكن ما من شخص تحرك ، لمحت حركة ، فالتفت للشخص الذي تحرك فكانت فتاة أعرفها حقَّ المعرفة إنها .....، اقتربت منها بخوفٍ وأنا أراها تمسك رأسها والألم واضح على وجهها ، نزلت إلى مستواها ، وبعد دقيقتين بدت وكأنها استعادت وعيها بأكمله ولكنها لا زالت تشعر بصعوبة في التنفس ، والعرق يتصبب من جبينها ....

قلت بخوف "ورد؟ أأنت بخير ؟ مالذي حصل ؟"

نظرت إليّ ثم عقدت حاجبيها باستغرابٍ ولم تنطق بأي حرف.....

كررت سؤالي بتوتر أكبر " أأنت بخير ؟"

همَسَت"من أنت ؟"

اتسعت عيناي لثانية ثم قلت " أتمزحين؟-صمتت وأنا أقول في نفسي وكأنَّ وضعها يحتمل المزاح فأردفت بتوتر - أحقاً لا تتذكرينني ؟ "

لم تتحدث بل شتتت نظرها إلى القرية بغرابة وضيق ، وكأنها لأول مرة ترى القرية ، ازداد انعقاد حاجبيها و أنا أتمعّن ردات فعلها ، سألتها بشك ....

"أحقاً لا تعرفينني ؟ "

وقفت وهي تمسك برأسها ، لتصرخ ورد بضجر " لا أعرفك ..ماذا تريد؟ ...أين أنا الآن ؟"

لم أُجب ، هل يعقل بأنها فقدت ذكرياتها ؟ ، نظرت إلى الناس الذين بدأو بالاستيقاظ ، راقبت حركاتهم ، فكانت كحالة ردات فعلها ، هل يعقل بأنهم كلهم فقدوا ذكرياتهم؟؟ ، توقف تفكيري عند نقطة واحدة ، وأهلي ما الذي حلّ بهم ؟ ، التفت يمنة ويسرة أتفرس وجوه الناس واحداً تلو الآخر أبحث عن ضالتي، ولكن ما من أحد .....

وقفت وتركت الواقفة بجانبي وأنا أتخطى الناس أسير بكل سرعة متجهاً نحو منزلي ، تخطيت عتبات المنزل بسرعة ، فتحت الباب وناديت بصوتي المبحوح .....

" أمي ....أمي...وسن أين أنتم؟ وسن؟"

لم يصلني أي صوت ، كل ما وصلني هو الصمت المخيف ، صمت يؤكد بأن هنالك كارثة حلت على قريتي ، انتبهت إلى الصحيفة التي ما زالت تستقر في يدي ، فتحتها وبدأت أقرأ موضوع الصحيفة ، قرأته بأكمله، نزل علي كالصاعقة، إذن توقعي كان صحيحاً، فيروس أمنيزيا قضى على ذكريات الجميع، تنهدتّ بضيق ، سمعت صوت ارتطام شيءٍ قاسٍ على الأرض تبعه تأوه قادم من غرفة شقيقتي "وسن"، لم أشعر إلا بقدماي تجرانني نحو الغرفة، استقرت قدماي أمام باب غرفتها، فتحته بسرعة وناديتها وزعت بصري على أرجاء الغرفة إلى أن وقع على ذاك الجسد المتكوّر بجانب السرير ، يصدر أنيناً متتالياً ، اقتربت منها والخوف بادٍ على وجهي ، جلست بجانبها لأهمس ....

"وسن؟"

لم تنظر إلي بل زاد أنينها ، وضعت كف يدي على جبينها التمس حرارته ، فكان جبينها يشتعل من الحرارة ، نهضت فوراً وتوجهت نحو الدولاب المركون في زاوية غرفة المعيشة ...
أخرجت منه دواء مخفض للحرارة ، وتوجهت إلى غرفتها واقتربت منها ، مددت لها الدواء فرمقتني باستغراب...

قلت بهدوء " تناولته ، حرارتك مرتفعة "

مدت يدها بتردد وهي توزع نظرها حول المكان باستغراب ثم تنظر إلي ، مددت كوب الماء الذي كان على المنضدة الخشبية وقلت ....

" اشربي"

"من أنت؟"

كان هذا السؤال الذي لم أودّ سماعه منذ البداية، قلت بنبرة أخفيت فيها حزني....

" اشربي وبعدها سأخبرك"

شربَت بهدوء وهي ترمقني بفضول ، وبعدما انتهت سألت بهدوء....

" إذن؟"

تنهّدت ثم قلت "قبل أن تسأليني سأسألك أولاً هل تعرفين من تكونين؟- لم تعطني إجابة بل كانت تصارع ذكرياتها تبحث عن الإجابة، لم أنتظر إجابتها بل أردفت - اسمك هو وسن وأنتِ شقيقتي الصغرى -أردفت- أنا أدعى أمير أكبرك بثلاثة سنين ، لقد فقدتي ذكرياتك إثر إصابتك بفيروس أمنيزيا تقريباً أصاب جميع أهل القرية"

بعد ان أنهيت جملتي هذه انعقد حاجبي "جميع أهل القرية؟ إذن هل أنا التالي؟" ، لقد اقتربت من أختي وكثير من المصابين ،فبلا شك الدور التالي علي،أو ربما قد أصبت بالعدوی ولكن لم تظهر الأعراض بعد علي، أرجعت خصلات شعري السوداء إلى الوراء وأنا أتجنب التفكير، لم أسمع أي صوت لوسن ، فنظرت إليها وجدتها تنظر إلى الكأس الذي بيدها بسرحان...

قلت " سأخرج قليلاً "

تكلمَت بهدوء فلم أسمع ما قالته ،لكنني أومأت رأسي ببلاهة. ونهضت لأخرج وأنا أتنهد بضيق، توجهت نحو البوابة المغلقة التي لا ما زال بعض الناس يجلسون هناك ولكن بصورة متفرقة ويبدون وكأنهم ضائعون ، تفرست وجوههم على أمل بأن أرى جهاد أو أمي بينهم ، مرت دقائق عديدة ولم أجد ضالتي عدت إلى المنزل وأنا أفكر بالأيام المقبلة ، زفرت الهواء من صدري وكأنني أخرج طاقتي السلبية معه....







تابع/⬇⬇⬇⬇⬇⬇


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس