عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-20, 03:02 AM   #1

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 اغوار جاري * مميزة ومكتملة *








مساء الخير احبتي ومتابعيني

في خضم الظروف التي نمر بها وتجتاح العالم بأكمله اتمنى لكم دوام الصحة والسلامة واتقدم لكم برواية جديدة في سبيل قضاء اوقات مسلية لتخفيف من وطأة الظروف العصيبة وان شاء الله نجتازها جميعا على خير ما يرام


الرواية حصرية للمنتدى وتحت عنوان "اغوار جاري"

اتمنى لكم متابعة حسنة ورفقة جميلة








اغوار جاري


الفصل الأول ....

لذة العزلة


لا تريد ان تفكر لا تريد ان تسترجع ولو مشهد واحد او بحة صوت او همسة او دمعة او حتى بسمة وكأنها تريد ان تعطل ذاكرتها لفترة لا تعرف مداها ولم تقرره قد تطول لأسابيع بل ربما لأشهر هذه خطتها الحالية ان تحصر كل ذكرياتها وماضيها في صندوق عميق محكم وتقفل عليه بمفتاح ضخم دون ان تحتفظ بذلك المفتاح بل ترميه في كومة قمامة نتنة بحيث يصعب عليها نبشه لو اضطرت الى ذلك يوما!
ان تضيع المفتاح هدفها لكن لا بأس بالاحتفاظ بذلك الصندوق لأنه جزء من حياتها لا تستطيع نكرانه لتحتفظ به في زاوية معتمة من قلبها وتركنه لمدى غير معين كأنه قطعة اثرية مهمة وغالية رغم بشاعتها تلزمها بالاحتفاظ بها كي لا يضيع ماضيها! كي لا تكون بلا جذور ولو كانت تلك الجذور هشة.
مع انها ليست واثقة من نجاح خطواتها وربما قد تفشل وصور ومواقف واحداث ستقتحم رأسها وتفرض عليها لزوم الخوض بها ولو لدقائق لكنها دخلت في ذلك التحدي مع نفسها ومنحت شخصيتها فرصة للتكوين من جديد .... ليست استسلاميه ربما هذه الصفة الوحيدة التي تفخر بها .... ليست متشائمة تماما بل دائما تبحث وسط العتمة عن مصدر للنور ولو ضئيل كي تنفذ منه الى عالم اخر جديد رسمته بمخيلتها .... عالم وحيد .... عالم جامد .... عالم مبهم .... الوحدة .... العزلة .... هذا كل ما تريده .... ان تبحث عن نفسها .... ان تلملم شتاتها .... ان تنصت الى الصمت حولها .... ان تستمع الى همهمات أعماق روحها ان تصالح مشاعرها واحاسيسها التي تشعر بعطبها .... الامل .... يوجد الامل بداخلها لكنه ضائع لا تعرف له مكان .... تريد ان تبحث عنه في اغوارها ولو وجدته ستمسك به بحنو كجنين في طور التكوين وتساعده على النماء وتمده بكل المقومات كي ينشأ ويترعرع في ارض خصبة ليولد وتولد معه شخصيتها الجديدة.

تطايرت خصلات من شعرها البرتقالي المصبوغ وضربت وجنتيها الشاحبتين برفق بفعل نسمات الهواء الرطبة التي تداعب جبينها العريض من نافذة سيارتها الغير واثقة من جدارتها كي توصلها الى المكان الذي تقصده .... الشعور الوحيد الذي يلح عليها الان هو الامل بالوصول قبل حلول الليل .... الليل! .... اه إحساس مزعج انتابها إحساس كئيب فوضوي شتت نظراتها حتى استقرت على المرآة الجانبية وتطلعت الى الطريق الذي تركته خلفها .... انه طويل جدا ومبهم المعالم شجيرات تضاءلت رويدا حتى اختفت ومعالم ضخمة أصبحت بحجم النقطة ولم تعد تراها .... كل شيء اجتازته قد ضئل حجمه حتى انحسر واختفى وكأنه تعبير ورسالة مهمة لها
عندما دخلت الأرياف بعد ساعات من القيادة تغير كل شيء .... اشعة الشمس بدأت كأنها تريد ان تودع اركان السماء لكنها خجلة من الانسحاب وتجمع ما تبقى من خيوطها باستحياء وبرودة منعشة غزت الأجواء وصوت الطيور أصبح عاليا ومشوشا كأنها تتبادل مع بعضها تحية المساء كي تلجأ الى اعشاشها وتنعم بالصمت بعد رحلات مجهدة من العناء الممزوج بالمرح طوال ساعات النهار
صوت نباح الكلاب اثار بداخلها مزيج من الخوف والأمان معا!
الخوف من الوحشة من الشراسة والحدة
والأمان المنبعث من الشعور بالحراسة بالوفاء بالولاء
هي هكذا دائما بداخلها مزيج إحساس بين اليأس والامل!
عندما تطلعت بعينيها عبر المرآة الامامية اجفلت! كأنها تلقت صفعة نبهتها وخطفتها من الانجرار بالأفكار الخيالية الغير واقعية شمس وطيور ونسيم حتى كادت ان تنسى انها موجودة في السيارة!
بللت شفتها الرقيقة بلسانها وهي تتأمل الهالات البنفسجية تحت عينيها ثم تجولت بشعرها المربوط الى خلف رأسها بإهمال وقد فررت الخصلات من الماسكة كالسجينات!
انها بحاجة الى النوم .... الى الطعام .... الى قراءة صفحات من كتاب ضخم جدا لا ينتهي حتى يسقط من يدها دون ان تنتبه لأن النوم قد سرقها عنوة
لا تريد ان تتخيل شكل ذلك المأوى ولتترك نفسها تأخذ نصيبها من الدهشة من شكل المفاجأة التي تنتظرها .... ومهما كانت النتيجة ستلبي غرضها لأنها بالاول والأخر جاءت لغرض العزلة .... الابتعاد عن كل شيء .... عن اسمها عن شخصها عن وضعها الاجتماعي وحتى عن شكلها .... انها وصلت الى هنا وهي انسانة أخرى بهيئة أخرى بشخصية جديدة بقلب في فترة نقاهة بلا أحلام بلا امنيات بلا استكشاف .... انها جاءت لتنعم بالصمت والسكون وخدر المشاعر!

سمعت صوت قرقرة معدتها وتذكرت انها لم تأكل شيء منذ ساعات طويلة رغم ان حافظة الطعام قربها تحوي بعض الفطائر والفواكه لكنها الان تتوق الى مشروبات ساخنة وتمنت ان تصادف مقهى او محل استراحة لتتناول القهوة الساخنة التي تفضلها الان وبشدة
بقيت تراقب جانبي الطريق المستقيم وابتسمت مع نفسها على سذاجتها أي مقهى ومطعم انه طريق زراعي وقريبا ستجتاز الشوارع الغير معبدة التي بدأت تلوح لها!
الغروب منظر رائع لكنها لا تفضله ومع ذلك فقد جذبتها المناظر الخيالية حولها ان هذا كل ما تحتاج اليه بالفعل فضاء واسع وبيوت صغيرة بعيدة جدا متناثرة على مسافات .... صوت خرير الماء يداعب اذنيها لكنه يحيرها من اين ينبعث؟ اين ذلك الجدول؟
تطلعت بالخريطة التي في هاتفها وايقنت انها قريبة من الهدف؟ .... لقد وصلت أخيرا يا سحاب!
انعطفت الى شارع غير معبد ووعر جدا واهتزت الأشياء في سيارتها حتى سقطت حافظة الطعام تحت المقعد الجانبي وشعرت سحاب بخطورة قسوة الشارع على سيارتها التي تبدو كسيدة متقدمة بالعمر.


كل العلامات التي لديها تدل على ان تلك البناية الصغيرة المعتمة التي تقع على مرتفع بسيط من الأرض والتي بدأت تقترب منها بالتدريج هي غايتها!

قبل ان تصل الى المكان المقصود أوقفت سيارتها وسحبت نفسا عميقا ثم انزلت نافذتها الى اخر مدى ودارت ببصرها هنا وهناك .... نباح ونباح لم يتوقف مما اثار قلقها ان كل ما يهمها الان انها متوجهة الى النقطة المعنية وخشيت ان تكون قد ظلت الطريق!
لمحت محل بقالة على مسافة بسيطة وسهم يشير الى ان هناك مخبز بالقرب والذي جعلها تستاء ان شبكة الانترنت توقفت عندها لكن لا بأس ربما انها بحاجة الى ذلك وربما سترمي هاتفها بالكامل ولا تجعله يستحوذ على اهتمامها مطلقا لأن لا شيء مما تركته خلفها يستحق ان تتابعه او تنتظره.

بدأت الأمور تتضح أكثر نعم يا سحاب انه هو .... هو ذلك المنزل الذي تقصدينه وتريدين ان تهربي عنده من عالم كامل .... انه ذلك الإرث الذي ربما هو الحسنة الوحيدة التي قدمها لك والدك ولم تكوني تعلمي انه سيأتي اليوم الذي سيقذفك الزمن بقبضة عنيفة اليه
لطالما كنت تجدينه شيء تافه لا أهمية له بل وتسخرين منه منزل حقير بالي في اقصى الأرياف حتى انك لم تفكرين يوما باستكشافه ولم يثر فضولك الاطلاع عليه حتى انك لم تذكرينه امام احد وذلك ما يميزه اليوم .... انه المنفى .... نعم هذا ما اشعر به انا نفيت نفسي الى ابعد نقطة وباختياري وأستطيع ان أتذكر ابي اليوم بالرحمة والامتنان لأنه وهو في العالم الاخر قد مارس دور الابوة والحماية
ورغم سيئاته الكثيرة الا انه استطاع ان يجعلني أفكر بإمكانية التغاضي عما سببه لي من متاعب.
ترجلت من سيارتها بعد ان ركنتها تحت ظل شجرة وبدت بمظهرها كأنها بنت مراهقة مع انها تجاوزت السادسة والعشرون قبل اشهر الا ان هيأتها بالسروال الأصفر المتوسط الطول الذي يظهر ساقيها الطويلتين التي تعلنا عن رقة بشرتها ونعومتها وحذائها الرياضي الأبيض مع جوارب قصيرة صفراء وكنزة باللون البني الفاتح قد اضفت عليها مظهر الفتيات اللاتي لاهم لهن سوى بالعبث والمغامرات الاستكشافية والسفرات المدرسية!
لا تعرف لماذا اختارت لباس كهذا؟ تمرد؟ شرود؟ ام رغبة بحرية الحياة والتغيير؟
صعدت التلة وقد أنهكها الطريق وداهما دوار مقزز وجعلها تتخيل ابريق من القهوة الساخنة يغلي على الموقد بانتظارها وما ان رفعت بصرها حتى قطبت جبينها .... واستذكرت القول ليس كلما يتمناه المرء يدركه اذ وجدت منزل بالقرب وتخيلت ان تكون هناك امرأة بدينة لها سبعة أولاد اشقياء سيسلبون منها اخر امل لها بالسكينة وروائح الطهي الخانقة ستنبعث كل مساء الى نافذتها وتشعرها بالغثيان المقليات الغير صحية من بطاطس محمصة بالزيت واطباق المعكرونة الغارقة باللبن

تأملت المنزل المظلم وقد اعترتها الكآبة لوهلة وشعرت بشيء من الامتنان لقرب ذلك المنزل جوار بيتها فمن السيء ان تمكث في دار منعزل في مكان نائي وكأنها مسنة مصابة بالجرب على الأقل ان الإحساس بوجود أناس بالقرب سيضفي عليها شعور من الأمان.

أخرجت المفتاح من جيب سروالها وابتسمت وهي تضعه في الباب الأخضر نعم كل ما تعرفه عن ذلك المنزل انه اخضر وهذا ما سهل عليها عناء الحيرة والبحث والا لذهبت الى ذلك المنزل المجاور منزل المرأة البدينة ذات الأولاد السبعة .... أطلقت تنهيدة سأم خافتة من خيالاتها الاستباقية وخشيت ان يكون بدلا من المرأة البدينة عجوز مسن على كرسي متحرك تسمع تجشأه بين الحين والأخر وصوت طقم اسنانه وهو يلوك الخبز المحمص وتتناثر بقاياه على حجره .... كفي يا سحاب عن السذاجة وانتبهي لما امامك.
سعلت وامسكت عنقها عندما فتحت الباب من رائحة الرطوبة العفنة الخانقة التي انبعثت من الداخل المعتم وكان ذلك مؤشر محزن ومحبط لها واستعانت بارتباك بمصباح هاتفها الذي ظنت انها ستتخلى عن فائدته ورميه بأي ركن من اركان المنزل المريب هذا.

هالها المنظر هالها كل شيء في الداخل .... غبار .... غبار .... ستائر سميكة جدا كأنها تعود الى الزمن المنصرم!
طاولة خشبية متآكلة الاقدام يغطيها الغبار وحولها أربعة كراسي رهيبة باللون القرمزي!
آه .... هذا أكثر ما نطقته سحاب عندما وضعت يدها على ازرار المصابيح ووجدتها معطلة .... ظلام سافر!
رغم رفضها لما وجدته الا ان بداخلها إمكانية تقبل وتأقلم وارهاصات ألفة تتلاعب بداخلها مع الأركان والمحتويات حولها

درج كبير عليه مقتنيات والدها على ما يبدو .... اريكتين متقابلتين من قماش القطيفة القرمزي الغير محبذ لديها .... مكتبة مستطيلة ببابين تضم كتب ربما تعود محتوياتها الى حقب تاريخية والذي تستهوي كبار السن على الاغلب!
كم تمنت ان تصل الى هنا في وضح النهار لكان الامر اهون عليها من شعور الفزع الذي سيطر عليها الان وهي تشاهد أنواع الزواحف والعناكب هنا وهناك!
سارت على السجاد المغبر الذي اختفى لونه بخطوات مترددة تاركة الباب الخارجي مفتوح على مصراعيه وسلطت مصباح هاتفها الضعيف الذي ينبأ بانخفاض البطارية على بقية الأبواب حتى وجدت حجرة صغيرة جدا مستطيلة الشكل تعلن انها المطبخ السحيق بأدواته الفقيرة وثلاجة قزمة!
ثم وجهت المصباح الى الناحية الأخرى لتجد غرفة نوم لا تقل عن الاخريات بقدم اثاثها حتى انها تخيلت نفسها امرأة بحدبة تسند نظارات مقعرة على اعلى انفها المجعد .... التفتت بفزع وانتابها الخوف من وقع الاقدام التي سمعتها تقترب حتى انها تراجعت وتعثرت بطاولة صغيرة وسقطت ارضا محدثة ضجة عالية واجفلت من صوت غريب ينادي عليها باللص!
سمعت وقع الاقدام يقترب من الباب الخارجي حتى اخفت وجهها بذراعها عندما سلط عليها مصباح قوي الانارة من الباب الخارجي يرفقه صوت رجولي رخيم بث الرعب بأوصالها "من انت؟"
وساد الصمت! كأن الدهشة غزت الرجل المقتحم أيضا!
لم تتمكن من رؤية شيء والنور القوي يخترقها وكل ما قالته: "لست لص .... لست لص"
عندما ازاح فوهة المصباح عنها ببطء انزلت ذراعها وتراءت امامها هيئة رجل ضخم البنية بلحية كثة لم تتمكن من رؤية تعابيره وملامحه بسبب الظل الذي يغطي وجهه لكن الذي جعل قلبها يطرق بشدة البندقية الذي كان يحملها!





متابعة قراءة وترشيح للتميز : مشرفات وحي الاعضاء
التصاميم لنخبة من فريق مصممات وحي الاعضاء


تصميم الغلاف الرسمي : Heba Atef


تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف :كاردينيا73
تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا73

تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : DelicaTe BuTTerfLy

تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا73

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا73
تصميم البنر الاعلاني :
DelicaTe BuTTerfLy






الفصل الأول .... اعلاه
الفصل الثاني .... بالأسفل

الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون الأخير





الإلكتروني عندما تسلم الكاتبة ملف الرواية






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 20-08-20 الساعة 11:44 AM
هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس