عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-20, 10:47 PM   #6

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
****************************
سألوا يومًا ما هو كنز الدنيا فأجابوا بالأهل .
وأعادوا السؤال مرة آخرى لتكون الإجابة الأم ويليها الأب..
كرروا كرة السؤال ليُجيبوا بالأخوات..
القلب لا ينقسم ولا يتفرق ولا يحدث له هشاشة..نحن من أبتدعنا ذلك لنُداوي جراح بعضنا...
ونحن من أخترعنا أن الحب هو ما بين زوجين ولكنه بالحقيقة والأدق بين الأخوات..
فما أدراكم بحقيقة شقيقتين خُلقا من رحم واحدة وبنفس الوقت..فما مقدور حبهم لبعض؟!
*************************
فِي نسمات الليل الهادئة...

...كانت تركض بقدر ما أُوتيت من قوة..ظلت تتلفت بجميع الإتجاهات ومقلتيها لا تتركزان على جهة واحدة، بدأت آثار الإجهاد تظهر على سرعتها وتباطؤ تنفسها..وتسللت طيات الخوف زاحفةً على جسدها، لتعلوا شرنقات ضغطها تزداد دون أن تترك بالًا بما يحدث لها، وضجيج صوتها يتدارك بين الأرجاء ولكن لا مُنقذ لها!
ليّحدث ما كان مُتوقعًا بسقوطها على بضعة نباتات نَمّت على الأرض، أطلقت الآه المتحشرجة بجوفها مُتلمسة قدميها بيداها بصراخ هستيري..
ليأتي من خلفها رجلٌ حامل خُطاف وعيناه لا تُنذران بالخير، إنخفض نحو مستواها وأشهر خُطافه وقام بتفكيكها أربًا..
دوى صوت "يمنى" بتلقائية لتُغمص مقلتياه بكفاها وهي تسرق النظر للحظات ثم تعود كفايها لموضعهما، هرعت "مريم" تاركة ما كانت تفعله بالمطبخ لتأتي لها في سرعة، تحركت صوب المكان لترى "يمنى" واضعة يدان على عيناها أمام التلفاز ويبدو أنها صاحت بما يكمن بمكنونها فقد...ربما لرؤية مشهد "رعب"، وضعت إحدى يداها على جانبها وقد أرتسمت علامات الإستفهام على وجهها مُصاحبة لعلامة الغضب مُتشدقة:
- ليه صرختي يا يمنى؟
- اتخضيت من حاجة وخلاص.
بادرت بها بعدما أزالت يديها وهزت رأسها ببلاهة ليظهر الإمتعاض على وجه مريم وقد بدا على حديثها الناري:
- اتخضيتي؟...هو أنتي بتخافي أصلا؟!....يارب صبرني باللي بلتيني بيه.
في نهاية حديثها وضعت اليد الآخرى على وجهها ليأخذ الوجه الغاضب قسمات وجهها، أنتشلها من بركة ثورانها صوت يمنى التي شرعت بــنوبة خوف مرة آخرى:
- حسبي في فأر جنبك.
أمتلأ بأركان الغرفة صراخ "مريم" التي نظرت لجميع الجهات لترى أيوجد شئ ولكن حظها العسير لم تجد، عادت نظراتها لشقيقتها، وكما توقعت واضعة كفها على فاهها تحاول التحكم في ضحكتها، هتفت "مريم" والضيق يأخذ مجراه مرة آخرى عليها:
- هاهاها ظريفة...هو أنتي شايفة نفسك ظريفة على كده؟..بالعكس أنتِ بتثبتيلي قد إيه أنتي هبلة.

تخشمت عضلات "يمنى" تدريجيًا وقل الضحك وتبدلت ملامحها فورًا لأثر الإمتعاض؛ فقالت ونبراتها علت وزادت عن منسوب حنجرتها:
- نعم يا دلعادي..أنا هبلة؟!...طيب أنا هبلة سبنالك العقل والمفهومية تتشبرقي بيهم...وملحوظة أخيرة مسكوكي الطبلة.
وبآخر كلامها تركت المكان وغادرت، ولجت لغرفتها وأغلقته بصوت عالِ كادت أن تُفتك به، وبدأت هسترية الضحك تعلو من نبراتها.
**********
تخللت غرفتها نسمات الشمس الدافئة، لتتسطح على وجهها لتغرقها بنهم تجعلها تستفيق من صوت زقزقة العصافير التي تتواجد جانب غرفتها.
طردت الكسل المتواجد بجسدها وحركت أصابعها لعينيها ثم أنتفضت لتقوم بفروضها وأدت ما كان يجب عليها.
تحركت صوب غرفة شقيقتها، قرعت الباب ثلاث مرات ثم دلفت جلست بجانبها وملست على خصلات شعرها، أتجعت فشفاهها نحو أذني أختها وأستطردت بصوتٍ عالٍ:
- يا يمناااااااااااااا؛ قومي فزي.
أنتفضت بفزع ثم تعثرت وهي تحاول تلملم شتات نفسها وسقطت على الأرض، حاولت "مريم" التحكم بضحكتها الهستيرية ولكن فشلت، نظرت عبر الجهة الآخرى من الفراش رأت "يمنى" متعثرة بالأرض ومستلزمات السرير تلتحف بها-اللحاف- تحاول النهوض ولكن لا محالة، دوى ضحك مريم، والغضب يتفاقم على ثغري "يمنى" التي تشتعل بما فعلته بها..

------------------------
بعد بضعة دقائق أستطاعت النهوض، أستطردت بُحبيبات الغضب المتجمعة على جبينها بهيئة عرق بارز:
- أنتِ طبيعية؟....مريم إياكي تعمليها تاني يأما هعرفك الهزار صح...فاهمة ولا...؟!
لم تستطاع تمالك نفسها بعدما أحكمت ضحكتها والآن تفاوتت وعلت لتصبح شظية صراخ عالية مُتنسجة من الضحك المتفاوت:
- هو أنتِ بتستهبلي؟!...أوقف!!..لا ده فِي أحلامك..وعمري ما هوقف فقرة الضحك الصباحية دي بسببك..
-طيب أنتِ اللي جبتيه لنفسك.
بادرت بنفس نبرات شقيقتها، ثم أضافت مُتابعة بنفس الحنق:
- ومتبقيش تزعلي لما أبقى أهزر زيك كده!
هزت رأسها وهي تتفهم عبارات أختها، حاولت إلهاء ما فعلته بشقيقتها..حاولت تغيير الموضوع:
- اه صحيح يا يمنى...نور سكرتيرتك أتصلت بيا على واحد حجز بمكتبك وطلب شخصيًا أنك اللي ترفعيله القضية مش المتدربين.
أرتسم وجهها بعبارات ممزوجة ببعض التعجب ويليها الإستفهام:
- أزاي مش فهمه..وضحي أكتر.
أومأت بتفهم لتُجيب على سؤالها:
- يعني المكتب بتاعك دخله شخص طلب من سكرتيرتك أنك أنتِ اللي ترفعيله القضية مش المتدربين بتوعك.
هزت بتفهم، ثم نهضت ومقلتيها تتلفتان بكل مكان لم تترك إنش، لتتشدق بهمهمات:
- تمام هشوف موضوعه، هقوم أصلي بس دلوقتي ونفطر أنا وأنتِ وأروح أشوفه.
بعد إنهاء حديثها تركتها مريم وذهبت لإعداد الفطور لهما، أمسكت الهاتف الجوال "مريم" لتُشغل بضعة نغمات تسمعها وقت إعداد الفطار ولكن نغمة آخرى غير التي تُفَعّلها داهمت نغمات الهاتف، أنتشلها الصوت ونظرت على رقم المُتصل..إنه رئيسها بالمــجلة!
أمسكت بقبضتيها الهاتف ورفعت السماعه ليُجيب هو دون إلقاء السلام كعادته:
- مريم...عايزك في مكتبي كمان ساعتين قبل ما يبدأ دوام شغلك..أظن الموضوع اللي هوكله ليكي كان نفسك فيه من زمان.
أتسعت حدقتيها من الصدمة لتتشدق بدون أن تترك للعقل خيار:
-حاضر يا أستاذ، هخلص وأجي.
---------------------------------
تجمعت الفتاتان معا على الفطور وبدأ الإثنتان بالتسامر معّا لتبدأ سلسله حكايتهم الا متناهية متناسين عبء العالم على كاحلهم وزمرة شبابهم قد أينعت في شبابها وهم معا...صُدقت المقولة...التؤام تؤام روح وقلب وفكر ومشاعر.
**********
توجهت "يمنى" صوب المكتب التي هي تقطن بمسكنها بجانبه؛ ألقت السلام عليهم ثم نظرت بنظرة ذات مغزى لـــ"نور" ودلفت بداخل مكتبها.
تحركت السكرتيرة مُنصاعة تجاهها وخفقان قلبها يضخ بدرجات مأهولة، جلست بالمقعدها ثم هزت رأسها بإغلاق الباب، بعدما فعلت ما تُوليَّ عليها تهجمت نبرات "يمنى" وهي تقول بإستفهام:
- مريم قالتلي أن فِي موضوع ضروري عايزة تقوليه ليا؛ إيه هو؟
أخذت الشهيق ويليه الزفير، وتمتمت ببضعة كلمات نسجتهم بصعوبة:
-آ...أستاذ سعيد المرياني صاحب سلسله شركات المرياني مرفوع عليه قضية نصب من قبل العملاء اللي بيتعامل معاهم.
هزت رأسها بتفهم وأشارت لها لُتكمل:
-والشركة اللي رافعة قضية أسمها شركة الرحاب، رئيسة مجلس الإدارة رحاب وديع أختها وئام وديع المحامية.
أنطلقت شرارات الغضب لتطل عليها من أعلاه لأخمصها بالضيق الذي أستباح أن يتخلل لعقدة جسدها ويطلق شرار التوتر والعرق لتنغمس بدوامة تمنت لسنوات عديدة أن تُمحى تلك الذكرى من ذهنها..
-مالك يا يمنى؟....ده أنتِ اليمن والسلوى المفروض تبقي هينة مش عسيرة...!
بادرت بها "وئام" لتجعل الآخرى أستشاطت غضبًا ولكن تذكرت المقولة "من لا يرحم لا يُرحم" لتندرج مقولة آخرى تذكرها بكتم غضبها "الصبر باب من أبواب الجنة" لتهدأ من روعها وتختار فئة الصامتون، أردفت ال"وئام":
-مالك يا بيبي؟...القطة كلت لسانك؟!...أوووه نسيت أنتِ كتومة طب عمومََا يا حلوة أنا قولت للميس أنك زهقتيني روحي كلميها.
هزت رأسها وتركتها تحترق بداخلها وتتأجج النيران بخلايها دون رحمة وذهبت لمُعلمتها التي فور رؤيتها لها صاحت بها دون أن تُراعي صغر سنها:
-أزاي تزقي زميلتك...ليه بتعامليها وحش وهي طيبة معاكي؟
أتسعت حدقتيها من الذهول لتتشدق ولم تترك للعقل بإجابات آخرى:
-أنا يا ميس اللي بعاملها وحش!!...أنا....
لتقطع حبل حديثها المعلمة بصفعة دوت على خديها أصدرت أنينًا يتلاطم بين الخبايا لينشأ هسترية بكاء مُصاحبة بإغماء عليها.....

-هاتي ملفه...أنا هتولى القضية دي وكلمي الأستاذ عايزة أعرف منه معلومات زيادة.
بادرت بها فور خروجها من تلك البركة الأليمة، أنصاعت لكلام مُديرتها وغادرت لإحضار الملف.

**********
ركبت سيارتها ثم وضعت السماعات بأذنها وفَعلتّ الأغاني ووضعت الهاتف على المنضدة الخاصة به وبدأت تنسجم وتُتمتم ببضعة كلمات مصدرها الأغنيه.
توجهت للجريدة وهمسات التفاؤل تتقافز على ذهنها ولكن للحظة ساورها القلق وبعض الضيق توقفت بالسيارة ونهضت تاركة إياها مُصطفة بالطريق، أوقفت الأغاني؛ ثم أتصلت بــ تؤامها تُحدثها بقلق يحتل باطنها:
-أزيك يا يمنى.
ردت بخفوت وبنبرات ضيق غير ظاهرة:
-بخير يا مريم؛ خير فِي إيه؟
هزت رأسها بالنفي وهي تجيب بكلمات صحيحة:
-لا يا يمنى أنتِ مش بخير شكلك زعلانة....أنا حسيت بيكي.
تنهدت بعمق ثم زفرت بضيق كان يعلو نسبيًا:
-وئام رجعت التاني.
تذكرت تلك المشاهد "مريم" لتأردف "يمنى" دون أن تعطي لها فرصة بالذهاب لها:
-متقلقيش يا مريم أنا هتصرف...بس أنتِ وصلتي ولا لسه؟
هزت رأسها بإيجاب تُجيب سؤالها:
-وصلت أنا قدام الجريدة.
-طيب حلو هحكيلك سبب رجوعها لغايه ما تروحي مكتبك.
بادرت بها، أكتفت "مريم" بالإشارة والتفهم ولم ترد لتُتابع "يمنى" سرد ما حدث لها.

قبل أن تقرع باب مكتب المدير أستطردت بحنو:
- تمام يا يمنى...طب يلا هقفل عشان قدام مكتب المدير.
- طيب سلام.
هتفت بها بتلقائية وأغلقت الهاتف، أستجمعت رباطة جأشها ثم قرعت الباب ليسمح لها المدير بالولوج، ألقت عليه السلام بإبتسامة مُصطنعة مُتألمة ليُجيبها بنفس الترحيب؛ ثم تحدث بنبرة التشويق:
-أكيد أنتِ عايزة تعرفي إيه سبب طلبي ليكي وبالميعاد ده.
هزت رأسها ليُتابع بخفوت:
- قبل كده طلبتي تتابعي قضية شخص أسمه محمود من حوالي سنتين ثلاثة صح؟
حاولت تذكر من هو "محمود" يتواجد العديد من الأشخاص بهذا الأسم؛ أسرع هو الآخر بالإجابة عن سؤاله:
-لما كان متهم بجريمة قتل وأنتِ أصلا مكنتيش بطيقه...جريمة قتل علا؛ أفتكرتيها؟
أومأت بإيجاب فور تذكرها من هو فردت بلهفة:
-طب إيه مشكلته دلوقتي؟

حرك رأسه بالنفي ليجيب على سؤالها مغمغًا:
-مش هو...إبنه اللي مرفوع عليه قضية..معلش الأباء بيورثوا الأبناء أفعالهم.
بآخر جملة أشرقت ضحكته التي كانت لها معنى من حديثه، لم ترد عليه نظرت له فقط تحفيزًا لإكمال حديثه، فـــبدأ بتلو المعلومات بأكملها...
قفز سؤال داخل عقلها لتتفوهه شفاهها متسابقة على الحديث:
-أستاذ...هو حضرتك ليه مش بتحب العيلة دي وخصوصًا محمود؟
ليتنهد بعمق مذكرًا نفسه بالذكريات ليتشدق بلهجة مُقتضبة:
-عشان هو كان زوج أختي...


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس