سبب نزول سورة الضحى أُصيب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بالهمّ والغمّ في بداية دعوته؛ لانقطاع الوحي؛ أي جبريل عنه خمس عشرة ليلةً؛ لحكمةٍ عَلِمها الله -عزّ وجلّ-، وقيل انقطع الوحي اثني عشر يوماً، وقيل خمسة وعشرين يوماً، وقيل أربعين يوماً، فبدأ كفّار قريش، ومنهم زوجة أبو لهب بالاستهزاء من الرسول، وتعييره بعدم نزول الوحي عليه، بقولهم: "ودّعك ربّكَ وقَلاك"؛ أي انقطع عنك، وقيل إنّ السيدة خديجة التي قالت له ذلك ألماً وحسرةً لا سخريةً منه، كما ورد في صحيح مسلم: (أَبْطَأَ جِبْرِيلُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ المُشْرِكُونَ: قدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: [وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى])،[١٦] وورد أيضاً في صحيح البخاري: (اشْتَكَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ -أوْ ثَلَاثًا-، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقالَتْ: يا مُحَمَّدُ، إنِّي لَأَرْجُو أنْ يَكونَ شيطَانُكَ قدْ تَرَكَكَ، لَمْ أرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ -أوْ ثَلَاثَةٍ- فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَالضُّحَى واللَّيْلِ إذَا سَجَى، ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى})،[١٧] وقيل إنّ سبب انقطاع الوحي عن الرسول موت جروٍ تحت الفراش في حُجرته، وبعد تطهير الحُجرة نزل الوحي على الرسول، وقال له جبريل: (إنَّا لا ندخُلُ بيتًا فيهِ صورةٌ ولا كَلبٌ |