عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-20, 04:32 AM   #10

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
*************
من منا تمنى أن ينول حقه ولم ينله؟!
كم شخص رأى حقه يُهدر وعجز عن مناصفته؟!
ما عدد من تخشمت عضلات قلبه وهو يبكي ودموعه لا ترحمه ولا تتركه بلا هوادة وهو يرى سيلان حقه لا أحد يدافع عنه؟!
الرحمة والضمير هبة من الله لا يعطيها إلا لمن يستحق وتلك العملة أصبحت نادرة فِي زمن تغلب فيه عُماة القلب ومُنازعين الروح عن الضمير الحي والفطرة السليمة!
ملخص الرواية من بدايتها لا تترك نهايتك بيد أقرب أحباءك فالطعن يأتي منهم قبل الغريب!
*******
بدأت الفتاتان يتجادلات بعنجهية مُتناسيين وضع القضية ومتذكرين وضع عدم إخبارهم لبعض، صاحت "يمنى" بغضب أحرق دواخلها جعلها تستشاط كبركان نار توالت صيحاته:
- أنتِ إزاي متقوليليش..؟!
لتبادرها "مريم" بنفس اللهجة التي تجعلها تنبض نارًا وتضخ ضيقًا:
- وأنتِ إزاي برضو متقوليليش..!
أنتفضت "مريم" عن موقعها وغادرت والغضب يحرقها ويمزكها إربًا بدون أن يرحمها حتى، وقامت بنفس تلك الطريقة "يمنى" وأوصدوا غرفتهم بعناية وقبلها أغلقوه بشدة كاد أن يتحطم فيها؛ ظلوا يغمغمون وطرقات قلبهم تتضاءل حركتها فيساهمون فِي النوم ولو قليلًا..
وهمسات الظلام تلاحقهم من أبعد بقاع الأرض أتت إليهم تحاول إراقة نومهم ولكن بالأخير فشلت..

**********
تمايلت تموجات النهار لتسطح على وجه "يمنى" جعلتها تتمايل فِي الفراش وهي تتذكر أحداث البارحة؛ أنتفضت من النوم مفزوعة عاقدة العزم على ما يدور بعقلها ويجب عمل "المجلس"...
للحظة فقط تذكرت تلك الكلمة لتجعلها تغوص بخلايها تُذكر نفسها ماذا يُعد ذلك المجلس؟
لهمسة واحدة علمت من هو الخطأ وما هو صوابه...كان يجب إحلال المجلس لتعلم الأسرار المدفونة داخل شقيقتها..
تنهيدة طافت بعبق ذكريتها جعلت الأنشودة وروائح الماضي تعود...
كم عدد المرات التي فعلوا فيها ذلك ال"مجلس" كان ذلك البند من تلك الإتفاقية...إتــفــاقــيــ� � تــــؤام!
وكان ذلك البند عبارة عن جلسة بنهاية الأسبوع يروي فيها التؤام ما حدث له منذ أن عقد آخر مجلس من صبيحة الأسبوع الذي يسبقه...كان عبارة عن كما يدعون -فضفضه- يرمون ما بجعبتهم ليرووا ظمأ الحزين الذي تضج شفاهه بحديث الكلام..
تتذكر آخر مرة عقد فيها ذلك المجلس كان من سنوات عديدة تخطت حاجز الخمس سنوات الفائتة ليدور الحل داخل ذهنها ويصنع لها كافة الحلول لعقد السلام فيما بينهم فخرجت الشفاهه تحدث نفسها بدون أن يعي العقل بإنفلات الأمور عن زمامها:
- عرفت الحل...لازم أكلم شوية مع مريم.
فور إنتهائها بإلقاء آخر كلمة نهضت من فراشها متوجهة نحو غرفة شقيقتها.

بعد مرور دقائق معدودة أجتازت لغرفة شقيقتها تقرعه عليها ولا فائدة للولوج بسبب إنه موصود.
ضربت الباب وحنجرتها يعلو منسوبه تدريجيًا:
- أفتحي يا مريم...عايزة أتكلم معاكي شوية.
وبالفعل إنصاعت بما قالته لها "يمنى" لتفتح بؤرة الباب بتمهل وتديره بحذر فسقطت أولى نظراته على شقيقتها التي تجاور الباب..حركته بتمهل ثم فتحته على مصرعيه..
دلفت "يمنى" بالداخل وثم حلت عقدة لسانها وتفوهت بهدوء يستنبط داخلها:
- تعالي نتكلم شوية وهحكيلك الموضوع كله وإيه التفاصيل وإيه سبب تولي القضية دي وأنتِ نفس الكلام؛ موافقة؟
هزت رأسها بتفهم فولجوا للداخل يجروا تفاعلتهم مع الموضوع ويكشفوا عن سبب رغبتهم وتعلقهم بذلك الموضوع خصوصًا...

*******
-المهم مصلحتي تبقى موجودة وقت ما أخلص العملية دي.
بادر بها شخصٌ ما، لتُجيبه إمراءة قسمات وجهها مُتهجمة مُصاحبة بالإيماءة:
- مصلحتك هتوصل أول ما تخلص العملية.
هبت تنهض عن موقعها وكادت أن تغادر المكان ليتشدق بلهجة غريبة:
- على فكرة يا أستاذة قتل التؤام هيخلي الشرطة تفكر فيكِ وتحقق معاكوا ولو مسكوني هعترف بكل حاجة.
نظرت له والغضب يتفاقم معها والخبث يدثر داخلها:
- متقلقش من الناحية دي أنا مظبطاها كويس، عيب ده أنا أتعلمت منهم الصنعة صح.
تبدلت ملامحه ليطرق دون أن يهتم بحديثها:
- تمام أبعتيلي الرسالة بليل على ميعاد العملية وموقعها.
بآخر كلمة هزت رأسها وغادرت وغادر هو تباعًا لها ولم يعبء ولم يشغل باله من هؤلاء...وماذا فعلوا لها لقول ذلك..أهتم فقط بجشاعة الأمول ولم يطرأ فكره ما المشكلة..هو رجل المهام لا يفكر ولا يخطط يُنفذ فقط.

*************
تقابلا عند ذلك الكافيه ورحبا ببعضهم لتدلف هي ويليه هو...وبالمقابل جلست أولًا ثم هو..
بدأ بجملته المعتادة والمعهودة:
- تشربي إيه يا أستاذه يمنى؟
هزت رأسها باللامبالاة متُشدقة دون أن تُعير للموضوع إهتمام:
- أي حاجة...أستاذ سعيد أنا مش داخلة أشرب أو لأ...عايزاك تبلغني بكل التفاصيل عشان القضية بعد بكره وعايزة أعرف هقول إيه للمحكمة.
أومأ بإيجاب فأطرق بإيجاب ولم يترك كلمة ما بجعبته يحتفظ بها:
- مفيش مشكلة أستاذة يمنى...مش هيفرق...هحكيلك كله.
وبدأ بسرد ما فعله منذ بدايته فِي ذلك المجال لحتى ذلك اليوم...حركت أهدابه ليأردف مُتابعًا:
- عندي إستفسار...لو التهمة ثبتت عليا إيه العقوبة؟
تداركت أفكارها قليلًا تفكر بالإجابة فغمغمت بها له:
- مبدئيًا اللي قولته هيحسن موقفك فِي القضية..والمفروض مباحث الأموال أصدرت قانون العقوبات 1/3/1943 صادر في 340 مرسوم ومدة العقوبة تتراوح من 10 أيام لثلاث سنوات؛ وعشان تطمن نفسك أقصى حاجة هتحصل هي غرامة ما بين ألفين تلاته لخمسة مش كتير يعني.
هز بتفهم وبآخر كلمة هي قذفتها أرتدت نظراتها ثم نهضت مُتشكرة له:
- شكرا لحضرتك...عن إذنك.
نهض مُسرعًا وتسابق الكلام على شفاهه وهو يؤكد عليها:
- متأكدة من كلامك يا أستاذه يمنى؟
أومأت بإيجاب واستطردت ببعض الكلمات التي كانت تحتوي ببضعة غرور:
- لو مكنتش متأكدة مكنش زماني بنيت أسمي يمنى عبدالعزيز ولا كان عندي بدل المكتب ألف، المهم تيجي أنت فِي ميعاد الجلسة عشان متحصلش مشكلة.
غادرت المكان بهدوء وهي تضع قدم أمام أخرى وتتحرك صوب سيارتها.

**********
- يا أستاذ ممدوح الموضوع محتاج تغطية كبيرة جدًا..محتاج برامج وصحافيين ومكاتب وعدد كبير عشان الموضوع يترفع لقضاء الدولة.
بادرت بها"مريم" وهي تحدق بمديرها لينشأ قوله الإعتراضي والغير مُتفهم:
- لا لا لا بتقولي إيه؟...الموضوع مش محتاج للحاجات دي أنتِ بس تعرف الأخبار فِي الخفاء وتجهزيها وقبل ما تحصل المحكمة تطلعي فِي بث وتقولي كل الحقايق وبالتالي هتحصل شوشرة فِي الموضوع ويلبس هو فيها.
أعجبتها تلك الفكرة التي حفظتها بعد إلقاءه عليها وهتفت بتسم وسعادة:
- شكرًا يا أستاذ خالد...بس ليا طلب عندك.
- اتفضلي.
بادر بها وضُيقت حدقتاه لتتسع إبتسامتها الصفراء التي لا تبشر بالخير:
- لغايه دلوقتي حضرتك رافض تقول السبب.
أطلق تنهيدة حُملت بين طيات الآلام لسنوات وعثر عليها بين ضجيج روحه وشرنقات قلبه بذلك اليوم لم ترحمه فخرجت إجابته لجميع تساؤلتها:
- الحكاية كلها أبوه خان أختي وخد كل أملاكها وهي وقفت تضدنا عشانه لما خد أملاكها وذلها معرفتش ترجع لينا والكل يعاتبها وشافت أسهل قرار ليها تنتحر...
صدمة أعتلها...كيف لتلك المرأة العشرينية أن تموت بتلك السهولة...
كيف لم تنتظر أن ترى حقها يأخذه رب العباد بإنهيار آمبراطورية المرياني مما دفعه بالزواج من إمراءة أكبر منه تذله وتُهينه وبالأخير أنجبت منه للحفاظ على أملاكها...
وكم من الآه المتحشرجة لثمت داخلها لتصبح وصمة ألم لن تستطيع إزالتها...
تنفست الصعداء وهي تحدثه وعباراتها أحتوت على البكاء والإرهاق:
- أنا آسفة...بعتذر مكنتش أعرف.
هز رأسه بتفهم وهو يقول وتحول حديثه لفحيح الأفعى:
- إعتذارك ده هيبينلي فِي الجلسة.
أومأت بإيجاب والفرح يتقافز بأطراف مقلتيها وأطرقت بهدوء:
- متقلقش يا أستاذ ثق فيا!
نهضت بآخر كلمة وكادت أن تذهب ولكن منعها حكاية تداركت بعقلها فأرادت أن تقول:
- صحيح يا أستاذ أنا مقولتلكش اللي قالتهولي يمنى...ممكن يساعدنا أوي.


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس