عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-20, 07:22 AM   #102

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت تجلس أمام لوحتها البيضاء ، تلطخها بألوان داكنة ....مشتتة ، كتشتت أفكارها التى تغوص معها فى دوامات حلزونية ...دوامات تبتلعها ....تسحبها لقاع أسود ...ذا ظلام معتم ، زفرت بصوت عالى حتى تغطى على ضجيج أفكارها ، لا تعرف أى جنون تلبسها ...لتوافق على سليم...كازانوفا الجديد ، دون خوان الواحد والعشرين ، وساحر النساء بوسامته الفجة .....وبسمته المهلكة .....وكلماته المغازلة ، ولن تنكر أنه مارس سحره عليها بكلماته التى عزفت بمهارة على أوتار أنوثتها ....و يسحر عقلها ويسكنه...وبدوام قصير يزول السحر ويرحل ،لكن أمام قلبها الموصود بقفل صدأ ....ضاع مفتاحه ...فى غمرة العشق ...يبطل سحره ويقف عاجزاً عن فك تعويذة تحيط بخافقها ....تكبله من عشق جديد ،
غمست فرشتها بحدة داخل لون كئيب ...ككأبة مزاجها الأن ....هى تريد التحرر من ذاك الحب ، قلبها كعصفور ضئيل مسجون داخل أسواره .... يريد التحرر والطيران ولكن أن فتح القفص ...هل سيطير حقاً ،
فاقت من غمرة أفكارها على صوت الباب يفتح ويغلق بحدة ، لتنظر خلفها ....وتراه ....سجان قلبها وساكنه ....كادت أن توبخه لدخوله بدون أستئذان ولكن هالها ما لمحته على وجهه.
كانت ملامحه كملحمه تراجيدية فى القرون الوسطى ....يمثل كل أطرافها جميعاً ،رجلاً أضناه العشق حتى فاض الكيل به ... كان عاشقاً متيماً سيحرم من مليكة القلب.... حبيباً ملكوماً سيتجرع مرارة من كأس لفقد لحبيه لم تعرف أنه بهواها متيماً ، رجل لا يستطيع أن يجعلها له أو يسلمها لغيره و أى معضلة أوقع نفسه فيها، رجل مذبوح الكرامة ومطعون القلب وذليل الروح ....كانت عيناه مطفئتان ، يسكنهما ضعفاً غريب.. أوجع قلبها .....همست بقلق " عمر ...." ، وجه أنظاره لعينيها ....تقف أمامه قريبه منه ولا يستطيع أن يلمسها،و يهمس أمام شفتيها بحبه لأنه كان غبياً كفاية ليتزوج من امرأة لم يحبها عنداً فى أبيه ...لتتحمل عيبه ، وها القدر يعانده ويسقط قلبه فى الغرام سهوة من أخرى ...أخرى أصبح عليه أن يزفها لرجل غيره .....همس بصوت ميت فاقد الروح يسألها وفى سؤاله يستجدى نفيها " أنت موافقة أنك تتجوزى سليم؟!" ،
سرت رعدة باردة داخل جسدها ورغم إضطرابها إلا أنها إجابت سؤاله بدون تردد " أيوة ...." ، ربما هى تفهم سر انزعاجه من يزيد ولكن لا تفهم ذاك الحزن المتغلغل بصوته، لتهتاج عيناه كبحيرة سقطت داخلها حجر كبير مصدره أمواج منزعجة ، وكرجل يقف على حافة الهلاك سألها " حبيتيه ...؟! " ، تلعثمت الكلمات داخل حلقها ...تتمنى أن يكون لديها القدرة على الكذب وتجيبه بنعم لكنها جبنت فهربت من عينيه و هى تغمغم " ما أقدرش اقول أنى حبيته لكن أنا معجبه بيه " ، رجع للخلف فى صدمة كمن بغت بلكمة قوية بوجهه ...وما أن فاق من صدمته ليتقلص وجهه من الغضب ويسألها بأستهجان " معجبة بسليم المحلاوى....أنت عارفة مين سليم ؟!" ، أغمضت عينيها هرباً من توحش عيناه وصوته الصارخ .....لتبلل شفتيها وتجيبه بعدها بهدوء " أيوة ....عارفة مين سليم المحلاوى " ،
لم تكن تعرف بأن إجابتها ستكون من خطت داخل حقل ألغام وداست على أحدهم لينفجر بوجهها " أنا مش موافق على الجوازة ده " ، لتجيبه بأندفاع " بس أنا موافقة على الجوازة ده ومش شايفة مبرر لرفضك " ،
كان يرمقها بذهول كمن يرمق كائن فضائى ....تسأله لما يرفض سليم المحلاوى ...حسناً سيجيبها ، شد من قامته ...ونفرت كل عروق وجهه ويتجه ناحيتها وكلما خطا خطوة لها ، ترجعها هى للخلف فى خوف يزورها لأول مرة من ناحيته ...كان يشبه الرجل الأخضر ، فرغم تهكم عيناه كانتا يغيمان بالسواد ، ليتكلم بنبرة هادئة تشبه الهدوء السابق للعاصفة " يمكن عشان سليم صاحب خمس جوازات عرفى ....ده غير اللى مانعرفهمش ،أو يمكن عشان سليم له علاقات مع ستات متجوزة ....يمكن سليم المحلاوى أكبر زير نساء ممكن تقابليه فى حياتك " ، أصطدمت بزجاج الشباك خلفها ، لتجده أمامها يسند كلا ذراعيه جانب رأسها ويميل برأسه ...وكلماته تخرج من بين أسنانه " تفتكرى الأسباب ده كافية معاكى عشان أرفضه ولا لأ " ، كانت عريضه رفضه جميعها محقاً بها وهذه هى نفس العريضة التى وافقت عليه بها ، سليم لها تجربة إما لاقت النجاح أو الفشل وفى كلا الحالتين لن ينكسر قلبها أو قلبه هو ، تجربة ربما فيها يتحرر قلبها من سجن حبه ، أو تعلم بأنها مملوكة له للأبد فتبعد دون أن تحطم قلب الأخر ، رفعت نظرها إليه باسمة فى محاولة منها لمهادنته ،وبيدها دفعته بصدره بعيداً عنها ....لتشعر بتماوج صدره تحت يديها ...فسحبتها سريعاً وتخرج من حصاره ، ليركز هو بعينيه على موضع دفعها له ...فوق صدره ،، كانت الكلمات تتلكأ فوق لسانها ...لا تريد الخروج من بين شفتيها لتأخذ نفس عميق ، وتدفع كلماتها خارجاً " بس أتقدم ليا أنا " ، تشنجت عضلات وجهه فى محاولة لفهمها ، لترتسل فى كلامها فى محاولة لإ قناعه " سليم عمره ما لمحه ليا بحاجة مش كويسه ....وبالعكس لما حس بحاجة من ناحيتى جه و أتقدملى " ، ليرد عليها بدون تردد بنبرة قاسية " عشان مش هيعرف يوصلك بالطريقة ده " ، فتجيبه مندفعة " وليه مايكونش بيحبنى " ، ضحك بسخرية مريرة ، لم يصدق مدى سذاجتها ...هؤلاء من مثل يزيد ...بعيدون كل البعد عن الحب ....ليسكت وتعلو دقات قلبه لا يصدق أنه يقف معها الأن بدلاً أن يعترف بحبه لها يناقش معها مدى صدق حب أخر ليقول لها بنبرة خشنة تتشبع بمرارة قلبه" عشان أللى زى سليم ....مابيحبوش " ، لتجيبه بعند ومكابره رغبة فى الخلاص من حبه ....حبه هو وليس غيره " كازانوفا حب فرانسيسكا " ، عضت على شفتيها وهى تشعر بالغباء للحظات من تهور كلماتها ففرانسيسكا شخصية خيالية ضفها أحد المؤلفين فى فيلم يتناول سيرة قصة أشهر زير نساء فى تاريخ البشرية ، ليقول لها بصوت بارد " كارمن ...مافيش حد أسمه فرانسيسكا فى حياة كازانوفا ....وكويس أنك عارفه أن سليم شبه كازانوفا فى الدناءة بتاعته....." ليميل عليها ويهمس بكلمات وقحة جعلت الدماء تنضرج من وجهها " رجل ماكنش عنده مشكلة أنه يعاشر بنت و أمها فى نفس الوقت ، أو حتى يعمل علاقة مع بنت عندها 14 سنة "، ليستقيم فى وقفته وهو ينهى حديثهما ويصدر فرمانه " أنا مش موافق على الجوازة دة .....وده أخر كلام " ، ليوليها ظهره ويتجه لناحية الباب ، لترشق ظهره بسهام كلماتها " و أنا مش هتجوز غيرسليم.....حتى لو أنت موافقتش " ، ليرمقها بطرف عينيه من فوق أكتافه وشعر أنه بالفعل خسرها .
ضربت برفضه عرض الحائط ، لم يعرف كيف أقنعت عمته ، بل وأقنعت يوسف أن يسلمها هو لخطيبها ، بعدما رفض هو أن يفعل ....رغم محاولاتها المستميتة معه ، لازال يتذكر لمستها على مرفقه وهى تستجديه بعينيها أن يرافقها فى حفل خطوبتها ليعطيها لعريسها ....يمنحها لرجل غيره ....يتذكر نفضه ليديها كأنتفاضة قلبه بداخله ليقسو عليها ....كقساوتها هى عليه " خلى عزيز ....هو اللى يسلمك ليه " ليرحل مبتعداً فى غلظة ....يرحل حتى يختلى بقلبه ودموعه .
يراها الأن بفستانها الذهبى ....جميلة كجنيات الشمس ....يرى كيف ينظر لها خطيبها بأنبهار و أعجاب صريح ....يلامس أناملها ويلبسها خاتمه .....خاتم يعلن ملكيته لها ، يرى شفتاه تلامس شحمة أذنها ويهمس لها بما جعلها تتورد خجلاً ....يراه يقترب منها ...يلامسها ....ويحيطها بذراعيه فى ضمة تقربها منه ....ويرقصان ....كرقص الدموع داخل أجفانه ....ليرحل بعيداً عن صورتيهما التى أضرمت النيران بقلبه ، دخل غرفته ....ليشعر ببلل وجهه ، يمسح دموع عينيه بدون تصديق ...أنه يبكى .....يبكيها ...أى عذاب هذا كتب على قلبه ....شعر بخطوات ثقيلة فوق أرضية الغرفة ....ليمسح دموعه بكفه ويرفع عينيه لمقتحم غرفته ، ليرى وجه أبيه المظلم كظلام غرفته .....يشعر بأهتزاز جسد أباه غضباً ....كان يرمقه بحنق ...يغرس أصابعه فى لحم كتفيه ....يشده ليقف أمامه منكس الرأس ، فيزداد عزيز جنوناً ....أبنه يقف منكس الرأس من أجل حفيدة كاريمان ....المرأة التى سرقت أبيه وقلبه من أمه ....وتأتى حفيدتها الأن تسرق قلب ابنه ....ليصرخ فى وجه ابنه بحده " أرفع راسك مش ابن عزيز اللى يطاطى راسه عشان واحدة " ، هزه بشدة من أكتافه ، ليرفع رأسه ببطء شديد ودمعة تهرب من سجن كبريائه ....دمعة كانت كصاعقة ضربت رأس عزيز ، كجمرة مشتعلة لظت نيران حقده من الحقيرة الصغيرة ، ليهزه بقوة أكبر وهو يرتجف من الغضب ويصيح بصوت خارج من جب الماضى السحيق " ماتبكيش ....إياك تبكى " ،
" مش قادر .....بحبها ....حاسس أنى هموت " قالها كمن يتلظى بالنيران وهو حياً ، ليقول بعدها بلوم وعتاب حانق " ياريتك كنت خليتنى أتجوزها ....ياريتنى كنت أنانى كفاية " ،
" بس هى مش بتحبك " قالها بسخط،
" كنت هخليها تحبنى ..." قالها بأمل ، بثقة فى قلبه العاشق لها،
" و ....مراتك ؟!" قالها عزيز باتراً أمله ، ساحقه ، صافعه بحقيقة غفل عنها أو تناساها" هتسيب مراتك بعد ده كله " ، ليرفع عمر رأسه مهزوماً فى ساحة نزال خاسر لم يرفع حتى فيه سيفاً.
_____________________________
لتمر الأيام ولايزال قلبه يقيم الحداد على حبه الضائع ، ليأتى اليوم ومعه نهاية خطبة كانت تجربة ....وصيد ....وجراح ثاخنة لقلب أخر،
عاد اليوم من العمل مبكراً ليلاحظ سيارة سليم ....السمج كما لقبه يوسف فى جراج فيلاتهم ، ليغلق باب سيارته بعنف وهى يلقى عليها نظرة حانقة كما لو كان ينظر بها لصاحبها .
دخل من الباب ليجد عمته أمامه فسألها " هو سليم هنا ؟! " ،
قطبت جبينها دهشة من سؤاله لتجيبه بالنفى " لأ ..." ، لتتوقف خطواته وهو يسألها مجدداً " لأ..؟!" ، لتومأ رأسها " أيوة أنا ماشوفتهوش النهاردة ....هو أنت بتسأل عليه ليه!!!" ، زوى مابين عينيه ليسألها مجدداً وهو يشعر بأنقباض داخل قلبه " كارمن فين ؟! " ،
"فى المرسم من الصبح عشان بتجهز للمعرض بتاعها " ،
أستدار عمر على عاقبيه ، متوجهاً لمرسمها وقلبه يزداد أنقباضاً ، ليسرع بخطواته .

يتبع


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس