عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-20, 03:15 AM   #3

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(3)
ينتفض للوراء كاتمًا شهيقه... ومن بعد الرقبة المقطوعة هناك.. لا شيء... ترجع الكاميرا إلى الرأس المعلّق ـ مبتسمًا ـ في الفراغ.

"ما بكَ؟ لماذا تلبكت هكذا حين ’لم ترَ‘ جسدي؟"
لا يجيب، يتراجع بكرسيه حتى يفقد توازنه ويسقط إلى الأرض، فيكمل التراجع زحفًا، تقول مطمئنة:
"حسنًا، ما دمت خائفًا هكذا سأريك جسدي."
يواصل تراجعه الحثيث بظهره حتى يصطدم بشيء، يصرخ، ويلتفت للخلف، فيعلو صراخه أكثر: إنه جسدها، غالبًا جسدها، فكيف يتيقن طالما الجسد من دون رأس!؟
تضحك ضحكة رنانة:
"هاه! هل أعجبك جسدي؟"
تتساقط ملاءة سوداء عن الجسد، فيقف متغنجًا في فستانه المجسّم واضعًا ذراعيه حول خصره ومدبدبًا بقدمه. ينقل الرجل بصره بين رأسها على الشاشة، وجسدها الواقف أمامه.. لا يدري إلى أين يتراجع، لا يملك إلاّ أن يصيح:
"أرجوكِ! ارحمي عجوزًا في سنّي!"
تلك العبارة التي لم تثر إلاّ ضحكها:
"لا تقل ’عجوز‘، ألم تقل عمرك ثلاثين؟"
"ما الذي تريدينه مني؟"
"أريد أن أمنحك ما تستحقه"
يتحشرج صوته:
"ممـ... ما أستحقه!!"
تقول ببساطة:
"نعم، فلقد أخذتُ مقابل عملي، ويجب أن أؤده على أفضل وجه."

يتراجع الجسد قليلاً ليمنحه مجال رؤية أفضل، يخلع الحذاءين ثم يبدأ العرض بحركات مغرية، تصاحبها نغمات خلخال.
يلتفت إلى وجهها على الشاشة، فتغمز بعينها وترسل قبلة. لا يستطيع أن يتقبل شيئًا من هذا، لا يستطيع أن يتحمل شيئًا من هذا، يخفي وجهه بكفيه ويصرخ:
"كفى! كفى! من أنتِ، وماذا تريدين مني؟"
"تؤ!"
تطلقها بدلال، بينما يذهب الجسد ليجلس على مقعد:
"كان هذا مُحبِطًا"
ثم ترفع ساقًا فوق ساق، وتقول:
"لم تكن هكذا زمان، لقد تبدلت كثيرًا عن ذي قبل، ولو كان هذا العرض قد وقع قبل خمسين سنة من الآن ما كنت لتكتفي بالمشاهدة مرعوبًا"
يخفض كفيه عن وجهه، ويرفع رأسه إليها من موضعه على الأرض:
"أتقولين بأنكِ تعرفيني منذ زمن؟ فمن أنتِ؟"
"دقق جيّدًا في ملامحي، فقد تكون معرفتنا قصيرة لا تتجاوز سبع الدقائق، لا قبل موتي، ولا بعده، ولكنها بما يكفي جدًا، لكي أذكرك ما بقي ’لك‘ من العمر"
تقترب بوجهها من الشاشة من جديد، أكثر، وأقرب شيء، يضيّق عينيه بشده، ويشده بصره إليها، قبل أن تتسع عينه إلى مداها:
"إنها أنتِ.. أنتِ حسناء محطة الرمل. يااه!! كم مر من العمر!"
"صدقت، عمر طويل، لم أعش منه شيئًا، ولكن أتظن أن ذاك العمر الطويل قد مُنِحته اعتباطًا؟ ألا تؤمن بأنك هنا بانتظار شيء ما يجب أن يقع قبل أن ينتهي عمرك؟"
"شيء مثل ماذا؟"
"مثل... عطية يجب أن تأخذها، رسالة يجب أن تصلك، أو مهمة...."
يقوم الجسد، ويقترب تجاهه فيما تقول بحسم:
"أو مهمة يجب أن تساعدني لأتمها اليوم."
ينظر إلى الجسد ويقول بخشوع:
"أتقصدين المهمة التي أخذتي ثمنها؟"
تدوّي ضحكتها، فيما يهتز جسدها لها:
"بالتأكيد لا، بل أقصد المهمة التي ثمنها عمرك."
~


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس