عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-20, 03:15 AM   #4

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(4)
وإذ تغمض عينيها بالنهاية ساد ظلامًا أوضح نضارة شبابها وأبرزه بالتضاد، لمرة أخيرة.
إنها عطشانة جدًا.. يتنامى إلى سمعها أصوات لا تميزها، أجساد تُلقى على الأرض، ربما. ملابس يتم نزعها، محتمل.. انفعالات مكتومة لا يمكنها الجزم بها.. وليس ذلك ما يشغل بالها، ولكن السؤال، وكما استطاعت السمع، فهل إذا فتحت عينيها الآن سترى؟
ترف أجفانها، تفتح عيونها، لازال الظلام سائدًا لكنها مع هذا استطاعت أن تميز حدود جسد العطار على البعد يفعل فعلة شنعاء بما بدى كحدود امرأة...
تلك كانت صامتة، هل نوّمها مسبقًا، أم ستكون الكارثة أنه قتلها؟
تكاد تصرخ لكنها تتمالك نفسها، لا تريد أن تلفت نظره كي لا يجييء دورها، لن تصدر صوتًا، ستتحرك بهدوء إلى الخارج، ثم لن تلتفت للخلف.
لكنها لا تستطيع الحركة، يرسل مخها إشارات إلى كل عضو بجسدها أن يهب، لكنها لا تصل إلى أي مكان، لابد أنها مقيّدة، تحني رأسها وتنظر إلى جسدها بالأسفل، لكنها لا تجده هنالك، يرتعش رأسها المثبّت إلى طاولة، ترتجف أجفانها وشفاها، ترسل نظرها إلى الجسد الملقى هنالك.. ها قد انتهى العطار من عمله وجلس لاهثًا مفسحًا لها مجال الرؤية: تستطيع أن ترى الآن جسدها البض العاري، من دون رأس.

ينتبه العطار لها، فيشرق وجهه صائحًا:
"هل استيقظتِ؟ لقد أغفلتِ دقيقة لا أكثر"
تريد أن تقول شيئًا، تريد أن تفهم أي شيء... تفتح فمها لتطلق سؤالاً بريئًا، أو سبّة بذيئة، لكن لا يخرج صوت، يهب متجهًا إليها:
"لا أحبال صوتية هنالك، حاولي استخدام الإيماءات."
يتفحص عشرات الأنابيب الداخلة والخارجة من رأسها:
"لا تقلقي، سأحافظ على حياتك بقدر ما أستطيع"
لا تستعب تقريبًا أي شيء.. هل قال قاتلها بأنه سيحافظ على حياتها؟
يصوّب كشّافًا إلى عينها فجأة، تجفل وتغمض أجفانها.. يضع علامة في مفكرته.
يقرّب دبّوسًا من وجنتها فتنتفض وترجع برأسها للخلف، ثم يتجعد وجهها في عذاب مكتوم بينما ينغرس الدبوس بخدّها، ثم يخرج بقطرة من دمائها، يلاحقها بقطنة وعبارة مواساة طفولية، ثم يضع علامة أخرى بالمفكرة.
وبالأخير، يقطّر قطرات من الماء فوق شفاهها، فتلعقها بلسانها في نهم، وتلعق شفتيها ثم تخرج لسانها وتشير بعينها إلى الماء مرارًا، لكنه يبعده ويضع علامة أخرى قائلاً:
"يكفي هذا، استجابة ممتازة للمؤثرات، ومع هذه الأنابيب المغذية أتوقع أن تطول حياتك هذه المرة إلى خمسة عشر دقيقة."
ينظر في ساعته:
"مر منهم ثلاث"
يدير أصابعه مقدّرًا:
"في المعتاد لا يتجاوزن العشر دقائق، لكنك لا تبدين كامرأة عادية... منذ اللحظة الأولى عرفت بأنك عنيدة، عرفت بأنك مختلفة، وقد أعجبني دمكِ الحار."

يتأمل ملامحها في شجن:
"كما أنكِ جميلة جدًا، خذيها كلمة من رجل مولع باثنتين: الطب، والحريم، أنتِ بارعة الجمال"
ثم يذهب يجلس جوار جسدها، ويلقي إليه نظرة قائلاً:
"وجسدك كذلك، أليس رائعًا؟"
تنظر إلى حيث يشير.. يكتسي وجهها بتعبيرات حزينة، وتسقط من عينها دمعة.
ترتج روحها التي لا تعرف أين تقطن، تختلج عضلة بخدّها، تختلج كل عضلاتها، ترف أجفانها رفات قصيرة وسريعة ومتكررة...
ينتفض واقفًا، وينظر إلى ساعته:
"لا، هذا مبكر، سبع دقائق فقط، هذا مبكر جدًا!"
يركض إليها، يتأكد من أوعيته، يثبّت رأسها بيديه، يهتف:
"انظري لي، انظري لي، اشربي هذا"
يقطّر قطرات ماء فوق فمها، لكنها تزم شفتيها بإحكام، وإن اشتهت الماء، فهي تشتهي شيئًا آخر أكثر، شيئًا وحيدًا أخيرًا سيمنحها النشوة في حياتها الأخرى، تنظر إليه من بين رفّاتها، تستجمع ما قد حصلت عليه بداخل فمها، ثم تبصق به في وجهه.
الآن يمكنها أن تُشخِص البصر، وتسلم الروح.
~


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس