عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-20, 03:16 AM   #5

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(5)
تدوّي ضحكتها، فيما يهتز جسدها لها:
"بالتأكيد لا، بل أقصد المهمة التي ثمنها عمرك."

تسقط رأسه بين كتفيه، ويجهش بالبكاء:
"ومن نافلة القول أنكِ ستقتلنني، ستقطعين رأسي كما قطعتُ رأسك"
يقترب الجسد منه، فيرتعد محاولاً التراجع في مجلسه إلى الخلف، لكن الجسد يرفع يده مربّتًا على كتفه:
"إهدأ، إهدأ، أنا لا أخطط أبدًا لأن أقتلك، أو أقطع رأسك"
يتوقف عن البكاء فجأة وينظر إلى الفراغ في موضع الرأس ذاهلاً:
"حقًا!؟"
يمد الجسد يده إليه يقيمه ويتحدث الرأس:
"دعنا فقط نتبادل بعض الحديث"
يسلمه الجسد إلى مقعد وثير، ويجلس فوق المقعد المواجه له، يطول الصمت لدقيقة كاملة، يتحاشى العجوز النظر إلى الرأس، كما يتحاشى النظر إلى الجسد القابع أمامه، يرتبك العجوز من موضع الرأس غير الموجود، يرتبك من النظرات التي قد كان يوجهها إليه لو كان هنالك، الكلام الذي كان ليقوله، الاتهام الذي لم يوجهه إليه، الانتقام الذي لم يتوعده به، والسؤال الذي لم يسأله، يعذّبه الصمت حتى يهتف:
"كانت عندي أعذاري... كنت أخدم البشرية"
ثم يزفر وينظر للأرض:
"كان ذلك في الستينات، كنتُ محض عطّار في دكّان أبي، وكان شغفي أكبر من هذا بكثير، كنتُ أعشق الطب، ولفشلي في الالتحاق به اضطررت لدراسته بالخارج.
في روسيا، كان الاهتمام يتزايد بالتجارب العلمية لخدمة البشرية، واستطعت أن أنال ثقة أستاذي فمنحني سره، وعملتُ مساعدًا له في تجاربه المحرّمة لإطالة العمر، وقد اكتفيتُ من التجارب على الكلاب والفئران، ورفض هو التجارب على البشر، فكان لزامًا أن أستقل بتجاربي.....
ليس الأمر شخصيًا، بل أنتِ بالذات تعلمين أني حزنتُ لوفاتك، ولكن ما حيلتي، فقد كنتُ مهووسًا بإطالة العمر"
تقول:
"وقد منحك الله ـ جزاء هوسك ـ عمرًا طويلاً، أنا كذلك عشت عمرًا طويلاً من الألم في السبع دقائق التالية لموتي، كما عشتُ عمرًا طويلاً من الأمل في العدالة السماوية بعد موتي "
يرفع الجسد ساعته إلى موضع رأسه، ويقول:
"والآن، وبعدما قد بقي سبع دقائق فقط على موعد وفاتك الطبيعية، فقد حان الوقت لتحقيق العدالة"
يرتبك، تنتفض أعصابه:
"ولكن، لكن، أنتِ قلتِ بأنك لن تقتليني"
يهب الجسد، يستخرج حبلاً فيقيّده به في مقعده:
"صدّقني، كان هذا موعد وفاتك الطبيعية، أُلهِمته في عالمي الآخر"
تستخرج سكّينًا عملاقًا، فتتعلق به عينه ويصرخ:
"قلتي بأنكِ لن تقطعي رأسي"
ترفع السكين إلى مداها قائلة:
"صدّقني، أنا لن أقطع رأسك، أنا سأقطع كل جزء آخر من جسدك، من القدم وإلى العنق، ولن ألمس حتى الرأس"
ثم تهوي بالسكّين..
وبالنهاية، يلتف الجسد بالملاءة السوداء، ويغادر، فيما لا تزال تدوّي بأذنه أصوات التقطيع والصراخ.
(تمت)


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس