كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ? العضوٌ???
» 329422 | ? التسِجيلٌ
» Nov 2014 | ? مشَارَ?اتْي » 1,814 | ? دولتي » | ?
نُقآطِيْ
» | ¬» | ¬» | ?? ??? ~ | | آلَفُصّلَ الرابع
❤❤❤❤❤❤❤
بعد حديث والدته عاد فخار أدراجه للمنزل و هو يشعر باضطراب و ربما غضب شديد من حديثها، ما الذي تعنيه أنه يقع في حب الفتاة، هى مرتبطة و هو متزوج و يحب زوجته، هو يحب أماني، لطالما أحبها، صعد لغرفته يبحث عنها يلتمس منها بعض الطمأنينة بعد حديث والدته التي زاد من توتره " أمنيتي "
هتف يناديها لتجيب أماني بلهفة من داخل غرفة نومهم " هنا حبيبي "
دلف للغرفة ليجدها مضجعه على الفراش تتصفح بعض المجلات التي تقضي وقتها تتصفحها لتبعد عنها ملل انتظار عودته و كونها لا تستطيع الذهاب لمكان وحدها، فربما مرضت فلا تستطيع التصرف وحدها لذا تظل جالسة في المنزل لتقضي وقتها في ملل قاتل، اتجه فخار إليها فتركت ما بيدها و اعتدلت على الفراش فاتحة له ذراعيها لتستقبله، أندفع فخار يحتويها بحنان و هو يتمتم بحرارة " اشتقت إليك أمنيتي "
زادت أماني من ضمه تشعر بالاضطراب في صوته و توتر جسده سأله بقلق " حبيبي، هل أنت بخير، تبدوا قلق، هل حدث شيء في العمل، خالتي بخير "
طمأنها فخار برفق فهي ليست في مجال لتحمل القلق " أنها بخير أمنيتي , لا تقلقي "
سألته باهتمام و هى تضع راحتها على وجنته " لم صوتك حزين هكذا , هل مازالت غاضب مني لفعلتي فخار ألن تسامحني أبدا "
أمسك بوجهها بين راحتيه بحزم لينظر في عينيها الحزينة بقوة قائلا " حبيبتي لو سمعتك تقولين هذا ثانيا عندها سأغضب منك بالفعل , أنت حبيبة طفولتي و مراهقتي و شبابي أمنيتي كيف أغضب منك لشيء فعلته معي دون قصد , ثم أنا أعدك ابنتي الصغيرة هل هناك والد يغضب من ابنته مدللته لشيء "
قالت أماني باكية " و لكن حين يكون ما أخفيته عنك يتوقف عليه حياتك معي لك كل الحق في الغضب و عدم مسامحتي و لكني أنانية عندما يتعلق الأمر بك فخار , أنت حب حياتي فألتمس لي العذر "
ضمها فخار بحنان و شعور بالذنب يجتاحه للومها و لو قليلا علي حالهم و ما وصلوا إليه " حبيبتي لو شعرت أني غاضب أو ظننت أني ألومك لشيء فهو ليس ما يدور في عقلك بل لكونك أهملت رعاية أمنيتي و هى كل ما تهمني في هذا الكون , يحزنني أنك تعانين و أنا عاجز عن رعايتك و تقديم المساعدة لتتحسني و لو قليلا , يحزنني أني لم أجعلك أسعد زوجة في الكون كله "
قالت أماني بحزن " لا أريد أن أكون سبب في أي حزن لك فخار , و يكفي وجودك بجانبي و لكني أريد سعادتك أنت أيضا و هذا ما يحزنني و يمزق قلبي لعجزي لفعل ذلك "
أكد فخار بحزم " و من أخبرك أني لست سعيد بوجودك في حياتي فقط , نسيت أنت هى أمنيتي الوحيدة "
ضمته أماني باكية " أسفة , أسفة فخار على كل شيء , لعدم عيشك حياة طبيعية معي و كونك تتألم من أجلي , و أني لا أستطيع منحك الأطفال كأي زوجة طبيعية , أسفة "
تمتم فخار بحزم " كفى حبيبتي لا تقولي هذا و إلا بالفعل غضبت منك " أضاف باسما " ما رأيك تريدين الذهاب لمشاهدة فيلم "
ابتسمت أماني بفرح " نعم و ستحضر لي علبة بوشار كبيرة و لوحين من الشوكولا كما كنت تفعل من قبل "
قال فخار بمزاح " أنت طماعة أمنيتي إلا يكفي أني سأجعلك تشاهدين الفيلم "
ردت ضاحكة " و أنت أصبحت بخيلا منذ تزوجنا فخار و لا تحضر لي الحلوى كما كنت تفعل "
ضحك فخار بمرح و قال " ألا تعلمين أني كنت أغويك لتقبلي الزواج بي . هل رأيت الصياد يطعم السمكة بعد صيدها "
ضربته على كتفه قائلة بمرح " يا لك من بخيل منافق لو علمت ما تزوجتك "
ضحك فخار و قال بمزاح " هل ستنهضين لترتدي ملابسك أم أعد في طلبي "
نهضت أماني مسرعة و قالت بمرح " بل سأستعد سيطول عمري إن حصلت من البخيل على شيء "
تركته و ذهبت لتستعد فتلاشت ابتسامة فخار ليرتسم الحزن على وجهه و تمتم بخفوت " سامحيني أمنيتي هذا خارج عن إرادتي "
قالت يقين بضيق " حسام لا أريد الذهاب لمشاهدة شيء , أرجوك لنعد للبيت فالوقت تأخر "
قال حسام و هو يحثها على التحرك " يقين أخبرتك أني أخذت إذن والدك و هو يعلم أين نحن , رجاء لا تجادليني كثيرا فبالنهاية سترضخين لي "
رمقته يقين بضيق و ردت ببرود " لتعلم سيد حسام أنا لا أرضخ لشيء على غير إرادتي , لذلك إذا كنت تريد زوجة خاضعة خانعة تقول نعم لجميع أوامرك فلتراجع نفسك لن تجدها متوفرة لدي "
قال حسام بضيق " لم كل هذا يقين فقط لكوني أريد أن أشاهد فيلم معي خطيبتي "
ردت يقين ببرود " بل لكونك تنتظر مني الموافقة على ذلك كأمر مسلم به "
" على الزوجة طاعة زوجها يقين ألا تعرفين ذلك " قالها ببرود
" الزوجة سيد حسام و ليست الخطيبة " قالت بلامبالاة
سألها بضيق " ماذا تعنين يقين "
أجابت بصبر " يعني أنا لم أصبح زوجتك بعد لذلك لا أظن أنه يجب على إطاعة أوامرك "
قال حسام بحنق " لم كل هذا فقط لرؤيتنا ذلك الفيلم البائس معا "
أجابت يقين ببرود " ليس الفيلم بل الطريقة في الطلب و قولك أنه على تنفيذ أوامرك و الرضوخ لك , لماذا هل تظن أني بلا عقل حتى أسير خلفك كالشاة "
هى حقا لم تعد تتحمل الأمر , لها شهر كامل و حاولت حقا حاولت أن تتقبل خطبتهم فلم تستطع , هو لم يمس قلبها و لو قليلا لتعطي نفسها فرصة لتحبه , لقد اكتشفت أن الحب لا يأتي بالإقناع , أن تقنع نفسها لتحبه فيحدث هذا ببساطة , لا تريد هذه الزيجة التقليدية تريد أن تختار زوجها بنفسها و ليس أن يختاره لها أحدهم , تريد أن تحب و بجنون و أن يجرفها كالطوفان و يضربها كالإعصار تريد أن تغرم حتى النخاع , قال حسام ببرود " حسنا يقين , لا أظن أنك لا تريدين السير لا أمامي و لا خلفي , يمكننا العودة للمنزل إذا أردت "
أومأت يقين برأسها قائلة بهدوء " حسنا , شكرا لتفهمك "
قال حسام بسخرية " ستجدينني متفهما أكثر مما تظنين صدقيني "
عاد أدراجهما للمنزل بصمت , ليوصلها حسام و ينتظرها لتصعد قبل أن يرحل مسرعا دون أن يوصلها لباب المنزل كما كان يفعل من قبل , دلفت لغرفتها بصمت بعد أن ألقت التحية على والديها في الخارج و عقلها يشغله عشرات الأسئلة عن كيفية اخبارهم بأنها لم تعد تريد الزواج من حسام , و تلاشي غضبهم حينها
ألقى أمامها بكومة من الملفات لتصدر دويا خافت كان قادر على انتشالها من شرودها , سألها بحدة " هل تظنين أنك في منزلك لتجلسي تفكرين في حبيبك آنسة يقين , هذا مكان عمل و ليس استراحة لتشردي في أحلامك الوردية "
نظرت إليه يقين بتعجب و ضيق , ماذا يقول هذا الرجل أحلام ماذا هذه , و حبيب ماذا , احتقن وجهها بشدة عندما انتبهت لظنه أنها تفكر في حسام , سألت بتوتر " ماذا هناك سيد فخار هل تريد شيء أفعله لك , هل هذه الملفات تحتاج للعمل عليها "
رد فخار بحدة " لكم من المرات سأخبرك أن اسمي فخار بفتح الفاء و الخاء و ليس بضمهم , ألا تتعلمين أبدا " يشعر بالضيق و الغضب و هى فقط كانت كبش فداء له ليصب جام غضبه عليها , قالت باعتذار و عيناها تغشاها الدموع الحبيسة " أسفة سيدي لم أسببه لك من ضيق , هل تريد شيء بخصوص العمل "
هل هذا شعور بالذنب لحدته معها , تبا لذلك فخار ما ذنبها هى إذا كانت حياتك أنت ليست وردية كما قلت لها للتو , قال بضيق
" لا يقين , ليس هناك شيء , يمكنك أن تعودي لشرودك كما كنت "
تركها ليعود لمكتب والده و يبدوا عليه الغضب , تعجبت لذلك و شعور بالحيرة و الحزن يجتاحها هل هى سبب غضبه هذا , هل ضايقته دون قصد , تعلم أنها بالفعل كانت شاردة و لكن ليس من أجل حسام , بل من أجل المواجهة المرتقبة مع والديها عندما يعلمان أنها تريد ترك حسام , هل تذهب إليه لتخبره أنها ليست شاردة كما يظن بها , تغيرت ملامحها للقنوط لتعقد حاجبيها بضيق , لم تبرر له , هل يهمها ذلك , عادت لتعمل على الأوراق أمامها و نحت من عقلها أي شعور بالقلق لم سيأتي تاليا , خرج فخار ثانيا من المكتب و وقف أمامها بتوتر قائلا " هل تناولت الغداء "
توترت ملامحها , لم يسأل يا ترى , قالت بهدوء مدعي " نعم سيدي فعلت , هل تريدني أن أطلب لك الطعام هنا "
قال فخار بحزم " لا بل ستأتين معي سنتناول الغداء معا في الخارج فليس هناك عمل كثير "
قالت بتردد " لا سيدي لا أستطيع الذهاب معك خارج الشركة هذا لا يصح , أعتذر منك "
قال فخار بحزم " بل ستأتين يقين هذا أمر , فأنا مللت جلوسي هنا "
قالت برفض " أسفة سيدي أخبرتك هذا لا يصح , و أوامرك للعمل فقط و ليست لشيء خارجه "
سألها بضيق " لم أنت عنيدة هكذا , ماذا تظنين أني سأفعل بك في الخارج , هل سأكلك أنت مثلا "
زمت شفتيها بتوتر فتنهد فخار باستسلام " حسنا أطلبي لنا الغداء سنتناوله في مكتبي سويا , هل هذا يناسبك "
ردت بضيق " أخبرتك أني تناولت الطعام سيدي "
رد فخار بغضب " هذا أمر يقين , عشر دقائق تأتين أنت و الطعام "
و هذا ما فعلته بعد خمس عشر دقيقة كانت جالسة أمامه في مكتبه تفض علب الطعام , و تضعه أمامه أخذت شرائح الخيار و الخس و البصل و وضعتها في طبقها و أعطته شرائح الطماطم و الفلفل الحلو , قالت بهدوء " تفضل سيدي تناول الطعام "
قال فخار باسما " أراك تتذكرين يقين "
قالت بلامبالاة و خفقة هاربة تخبرها أن حديثه مس مشاعرها بتذكيرها تلك المرات التي تناولا بها الطعام معا " لقد تناولت الطعام معك أكثر من مرة لذلك أتذكر بالطبع "
رمقها فخار بهدوء وجنتها السمراء المحتقنة و شفتيها الخالية من الحمرة و لكنهما مغريتان و عيناها السوداء الواسعة برموشها المسدله تلامس جفنيها برقة , وجد نفسه شاردا في تفصيلها و هى تتناول طعامها بهدوء غير منتبهة لنظراته , سألها بهدوء " ما أخبار حبيبك يقين , متى ستتزوجان " قرع قلبه بغضب فزم شفتيه بضيق بعد إلقاء سؤاله , رفعت نظراتها إليه باضطراب و قالت بضيق " هو ليس حبيبي سيدي أرجوك عندما تتحدث عن خطيبي قل خطيبك و ليس حبيبك أنها كلمة وقحة و أنا لا أحبذها أو أحبها "
رمقها بتفحص و سألها بتصميم يريد أن يعرف ما بينها و خطيبها حقا و هل وقعت في حبه بالفعل " هل أحببته يقين , هل ستتزوجينه قريبا , هل سمحت له برؤيتك دون حجاب "
أكدت يقين لنفسها و هى تحضر جوابها له أنا غاضبة أنا غاضبة , لا يجب أن يحادثني بهذه الطريقة , أو يسألني عن شيء يخصني " ماذا يهمك لتعرف سيدي أعتقد أن هذا ليس من شأنك "
قال فخار بقسوة " نعم بالطبع ليس من شأني "
عادت لتتلاعب بطعامها و قد تلاشت شهيتها منتظرة أن يخبرها أنه أنتهى لتنصرف لمكتبها , سمعت صوته يسألها بتوتر " لماذا لم ترتدين محبس خطبة للأن يقين "
رمقته بجمود و أجابت بنبرة غاضبة و بها بعض اليأس و نفاذ الصبر " لأني لا أريد حقا أن أرتديه سيدي , أنا لا أريد أن أتزوج حسام , لم أحبه كما أخبرتني أني سيمكنني أن أفعل لو أعطيت نفسي فرصة معه , أنا حقا لم أستطع أن أحبه , هل هذا يجيب عن كل تساؤلاتك سيدي أنا لم أكن شاردة في حبيبي كما ظننت بل في أبي كيف سأخبره أني لا أريد الزواج من حسام هل فهمت الأن سيدي " انهت حديثها بصراخ و هى تنفجر باكية لتخفي وجهها بين راحتيها بألم , قرع قلبه بقوة , هى لا تحبه إذن , لا تفكر به كما ظن بها و هو يراها شاردة , هى تريد تركه و لم تحبه , ماذا تنتظر بعد فخار أن يذهب حسام , و يأتي حسام أخر , قال بخشونة " كفى بكاء يقين , لم أنت حزينة إذا لم تكوني تحبينه , إن أمر والدك سهل فلتخبريه ببساطة و هو لن يمانع تركك له هذا أفضل من عيش حياة تعيسة معه فقط لترضي أبويك "
رفعت راحتيها عن وجهها الباكي قالت بعنف " الحديث سهل سيدي فلتأتي و تخبره أنت بنفسك إذن "
اقترب فخار منها خلف المكتب و نظر في عيناها بتصميم قائلا بخشونة " لو فعلت هل تتزوجيني "
فغرت فاه و ارتسمت الصدمة على وجهها و شحبت حتى ظن أنها ستفقد الوعي من شدة صدمتها , لم يمهلها لتفيق ليعجلها بما جعلها تغمض عيناها و هى تشعر بالدوار من حديثه عندما قال " أنا أحبك يقين و أريد الزواج بك "
فتحت عيناها لتجد رؤيتها مشوشة و لسانها يلتصق بحلقها غير قادرة على النطق , هذا الرجل مجنون , أنه متزوج , هل يمزح معي نهضت بترنح و هى تحث قدميها على الابتعاد عنه متمتمه بخفوت " أنت مجنون و أنا لن أجيبك "
وجدته مشرفا عليها قبل أن تخرج من المكتب متصدر الباب بجسده لم تعلم متى وصل إليه قبلها , قال فخار بصدق " لقد فكرت كثيرا بك يقين , أنا حقا أريد الزواج بك , لم لا نتعرف على بعضنا بترو و سأفعل كل ما يرضيك , أنت لا تحبين خطيبك يقين "
صرخت به بعنف " و لا أحبك لأوافق "
قال يجيبها بثقة " سأجعلك تفعلين , سأجعلك تحبيني يقين , سأجعلك تغرمين بي حتى النخاع "
كانت مذهولة حقا , ماذا يقول هذا الرجل سيجعلها ماذا و زوجته هل نسي وجودها , اقترب منها خطوة فتراجعت مرتجفة , قال بصدق " أحبك يقين "
أجابته صارخة " أنت متزوج "
قال فخار بقوة " و لن أتركها "
رمقته بجمود . لن يتركها , مؤكد يحبها , لم يطلب هذا الطلب المجنون إذن , و كأنها ستوافق على طلبه و تلقي شروطها " و من طلب منك أن تفعل "
زفر فخار بقوة و قال بصبر " حسنا هل لك أن تعودي للجلوس لنتحدث "
رمقته بغضب هل يظن أنها ستعود و تجلس لتحادثه , هل يظن أنها ستظل هنا بعد ذلك , قالت بحدة " أنا لن أظل هنا لثانية واحدة , أنا أستقيل من عملكم هذا سيدي , سأرحل و الأن و أنت عد لزوجتك يا سيد فهي لا تستحق خداعك لها "
كاد فخار أن يمنع رحيلها و يمسك بذراعها و لكنه تراجع ليبعد يده سامحا لها بالخروج قائلا بحزم " أنا لن أتراجع يقين , أخبرتك أني أريدك زوجتي , رحيلك من العمل يؤكد لي أنك لست منيعة تجاهي كما تريدين أن تظهري لي , أنت تهتمين لأمري أيضا و تريدين الهرب من مشاعرك هذه "
توقفت تنظر إليه بشرر , حسنا هى ستظل لتظهر له أنها بالفعل لا تكن له أي نوع من المشاعر غير البغض لهذا الخائن , ثم أن السيد رحيم سيعود بعد يومين و هى تعمل معه هو و ليس مع ولده الوغد هذا " حسنا أنت معك حق في شيء واحد هو أن تركي العمل هروب و لكن ليس من مشاعري و ليس كما تظن بالتأكيد بل هو من أجل والدك رئيسي فأنا أعمل معه هو و ليس أنت جيد أنه عائد بعد غد لترحل من هنا و لا أراك ثانيا "
تركته و أغلقت الباب بعنف خلفها و عادت للجلوس خلف مكتبها و هى ترتجف من الغضب و ربما من شيء أخر
**
تهالك على مقعده بتعب ليغمض عينيه بإرهاق , هل كان عليه أن يقول ما قاله يعلم أنها لن توافق , فلم فعل ذلك , تبا لي و لغبائي و لقلبي الذي وضعني في هكذا عذاب , كلما راها شاردة أشتعل غضبا و هو يظن أنها تفكر في ذلك الرجل , و يزداد غضبه و هو يظن أنها أحبته حتى أصبحت تفكر به طوال الوقت , كلما تأجج هذا الغضب داخله ذهب مسرعا لأماني لعلها تعيد إليه صوابه , فتكون نتيجة ذلك أنه يزداد يأسا , هو يريدها يحبها لم لا تفهم ذلك , و لكنها معها حق هو متزوج و لن يترك زوجته لم تقبل بمن هو مثله , و لن يوافق أحدا من عائلتها بالتأكيد , فهي كما أخبرته ابنتهم الوحيدة و يريدون لها الأفضل , و من وجهة نظر الجميع ليس هو , هل كان يفهم اهتمامها به بشكل خاطئ إذن , الاهتمام بطعامه و راحته و تطبيبه عندما يصاب بذلك الصداع , كل هذا كان مجرد واجب تقوم به نحو مديرها فقط , والدته هو يحتاج لوالدته , نهض ليخرج من المكتب دون أن يلقي عليها نظرة واحدة حتى لا يجد نفسه يسألها لم لا تقبل به , لم لا تحبه , هل لكونه متزوج , هو ليس الرجل الوحيد الذي يتزوج امرأتين و ثلاث و أربع , و لكن يبدوا أنها هى من تريد أن يكون زوجها لها وحدها كالكثيرات , قاد السيارة لمنزل والديه مسرعا و صدره منقبض و أنفاسه تخرج ثقيلة لا يكاد يشعر بها تعبر أنفه كأنه لا يتنفس و هناك عند والدته سيجد الهواء ليعود و يتنفس من جديد , صعد لغرفتها بعد أن توقف أمام المنزل , و طرق غرفتها بهدوء لا يشعر به حقا , قالت سميحة بهدوء " أدخل فخار أنا مستيقظة بني "
دلف للغرفة ليجدها على فراشها يبدوا أنها استيقظت منذ بعض الوقت , قال بصوت أجش " أمي "
نظرت إليه سميحة بتفهم , قلبها يحادثها أن هناك أمر جلل يحدث مع وحيدها , قالت برفق " تعالى حبيبي أجلس جواري "
تقدم منها فخار ليجلس على طرف الفراش بصمت و وجهه يخبرها بالكثير , سألته بحنان " ما بك حبيبي هل أنت متعب من العمل سيعود والدك بعد يومين و يخف حملك حبيبي "
رفع عيناه إليها لتجد نظراته جامدة و دموع حبيسة تأبى أن تهطل ليظهر لها ضعفه , رغم حاجته لتضمه لصدرها الأن , قال بتحشرج " أنا بخير أمي لست متعب من العمل "
سألته بحزن " مما أنت متعب فخار أخبريني لعلي أريحك بني , هل أماني بخير "
ما أن ذكرت أماني حتى وجدته على صدرها يدفن وجهه به و هو يجهش بالبكاء كالطفل الصغير و ذراعيه حولها يلتمس بعض الحنان , صعقت سميحة لبعض الوقت و تركته يفرغ انفعالاته حتى يهدئ قبل أن تسأله عما أوصله لهذه الحالة , هدء نشيجه فضمته برفق ليظل مستند على صدرها " ماذا بك حبيبي أخبرني بما يتعب قلبك بني " سألته بحنان و هى تمر براحتها على وجنته لتزيل دموعه , ظل صامتا و فقط يتنهد بألم مستسلما لتشديد ذراعيها حوله , عادت سميحه لتسأله بحزن " فخار , هل الأمر متعلق بأماني بني أرحني "
هز رأسه بعنف ليخرج صوته مخنوقا " أنا أحب فتاة أخرى أمي , أحب فتاة غير أماني "أضاف بيأس
ابتسمت سميحة بحزن , فهو لم يقل غير ما كانت تعلمه و تشعر به منذ أتى ذلك اليوم يخبرها عن صديقه ذلك و من وقتها و هى تنتظر مجيئه ليخبرها و ها قد جاء و منهارا أيضا , سألته باهتمام " و هل هذا يحزنك لهذا الحد , ألا تحبك بدورها "
قال بمرارة " و لن تحبني يوما أمي , بل أنا واثق أنها تكرهني الأن و تعتبرني رجل حقير خائن ينظر لغير زوجته "
قالت سميحة بهدوء " إذن هى تعلم أنك متزوج , هذا شيء جيد أنك لم تكذب في هذا الشأن "
أومأ فخار برأسه و أجاب بحزن " جيد لماذا و ما الفائدة هى أبدا . أبدا لن تحبني "
سألته والدته و هى تملس على رأسه برفق " هل أنت متأكد أنك تحبها فخار , هل تحبها كأماني أم تريدها فقط لتعوضك عن ما تفتقده مع أماني هناك فرق بين هذا و ذاك بني "
ظل فخار صامتا لبعض الوقت يفكر في ما يشعر به حقا تجاه يقين , ليجد أن شعوره هذا ليس كشعوره تجاه أماني , هو يغار عليها , يشعر بالغضب من كونها مرتبطة بشخص أخر , ربما لأن أماني و منذ الصغر كانت له , لم يشعر بالتهديد كونها ستضيع من يده , تماما كما يشعر مع يقين , و لكن هل يرغبها جسديا كما تحاول والدته أن تفهمه أنه يريدها لذلك فقط , لا , بالتأكيد لا بل يريدها كلها ملكا خاصا له وحده نعم يرغبها بل و يحترق لذلك و ما يأجج ثورته أنه يعلم أنها ستكون لشخص أخر غيره هو , خرج صوته مختنقا و هو يجيب والدته " أحبها , أحبها هى و ليس جسدها كما تظنين , حبي لها ليس كحبي لأماني أنه شيء أخر أشعر به لأول مرة "
قالت سميحة بحنان " لم أظن بني فقط أردت أن أعلم أنك لا تظلم إنسان أخر معك فقط لتشبع رغباتك , و لكن لم تقول أنك لم تشعر بذلك من قبل "
قال فخار بمرارة " لأني أشعر بالغضب عندما أرها مع خطيبها "
سألته سميحة بصبر " هى مخطوبة إذن , كيف تفكر بها فخار و هى ليست لك " أضافت بحزن
رد بصوت بائس " غصبا أمي , حدث على حين غفلة مني , هذا ليس بيدي صدقيني "
تعلم ذلك جيدا و من منا يستطيع التحكم في خافقه هذا ليس بأيدينا , قالت بحنان " تسألني النصيحة فخار "
أومأ براسه بصمت " أنساها بني , هى ملك شخص أخر ليس من حقك أن تفعل "
قال بعنف " هى ستتركه , أخبرتني بذلك "
كانت سميحة تريد أن تعلم حقا ما دار بينه و تلك الفتاة ليصل لحالته تلك التي أتى عليها , و لم يقول أنها لن تحبه يوما هل لكونه متزوج أم هو فعل شيء معها , قالت سميحة برفق " فخار بني لم لا تخبرني بكل ما دار بينكما لعلي أجد حلا لمعضلتك "
زفر بحرارة و ليشعر بالإرهاق فجأة كأن طاقته قد نفدت , قال بتعب يشعر برأسه ثقيل " أمي أريد النوم على قدميك قليلا كما كنت أفعل , فأنا متعب كثيرا و أعدك سأخبرك بكل شيء فور أن أستيقظ "
قالت سميحة بحنان " أفعل حبيبي , لا بأس و سأنتظرك لتنهض "
وضعت يدها على جبينه عندما وضع رأسه على قدميها فشعرت بالدفيء , سألته بقلق " لم أنت دافئ بني "
رد بنعاس " أنا بخير لا تخافي أمي "
مرت بيدها على شعره و سألته بحنان " ما أسم معذبتك فخار "
رد بلسان ثقيل و هو يغرق في النوم " يقين "
🌸🌸🌺🌺🌹🌹🌸🌸🌺🌺🌹🌹 |