عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-20, 11:24 PM   #3

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26




♥▄ نـبــض مـضـــى ▄♥




قبـــل (40) سـنــه..~



في زمانٍ مضى...
ببساطة أيامه...بعمق مشاعره...و ما حمله من عبق الذكرى...
بيوت تلاصقت...و مشاعر تآلفت..
آمال...و أحلام...و طموحات...و أمنيات...
بعضها خذلت...بعضها تحققت...
و الكثير توارى في القلوب آملاً النسيان...





دخل شاب في منتصف العشرينات من عمره...لتلك الباحة الرملية الواسعة...
التي جمعت...بيت والده...و بيت عمته المطلقه مع بناتها الثلاث...و بيت عمه...الأخ الغير شقيق لوالده و عمته... مع ابنيه...


تسلل لسمعه خربشات خلف شجرة السدر الضخمة كاد يلتفت إليها...
لكنه انشغل عنها ما إن وقعت عيناه على شقيقته المدللـه...تلعب وحدها بالرمل...ليتوجه لها على الفور...


سعود / جواهر! وش تسوين بهالشمس؟


ما إن اقترب منها و رأته...حتى نفضت الرمل من بين يديها...و من ثيابها...
لتقفز و تتعلق به بفرح هاتفةً بإسمه...وهو يضمها إليه بكل حنان...و حب...


هذه الطفلة الصغيرة بالأمس بلغت عامها الرابع...
شقيقته...التي أتت لعائلته كهدية مفاجئه...
فلا أحد علم بإحتمالية وجودها...إلا يوم ولادتها...


ظن الجميع أن والدته وصلت سن اليأس...حتى هي كانت تظن ذلك...متجاهلة إحساسها بأن هناك طفل ما ينمو في أحشائها...
لكنها خجلت من مجرد التلميح بتلك الفكرة...
لكن هذه الفكرة سرعان ما أعلنت رفضها لهذا الكتمان لتخرج للدنيا صارخةً بوجودها...


لكنها فقدت والدتها بعمر السنتين...لتحرم من حنانها...
فيعوضها هو عن كل ما فقدته...


دخل حاملاً إياها...
تاركاً خلف غفلته..عينا عاشقه و قلب يهيم فيه بكتمان...


ليقابل في الداخل...أخواه الأصغر منه...مساعد...و الأصغر سالم...و شقيقته ذات الـ11 عاماً...جميلة...


سعود يضع جواهر في حضنها / لا تخلينها تطلع بالحوش هالوقت..وين أبوي؟؟

جواهر / نوره بنت عمتي تعبت و أبوي و عمتي راحوا يودونها المستشفى

سعود / لا حول و لاقوة إلا بالله..الله يعافيها..أجل روحي نادي موضي و بدريه يتغدون معك لا يجلسون لحالهم بالبيت




♥▓♥▒♥▓♥




توالت الأيام رتيبة...و الأحاسيس كامنة في صدورها...
أو قد يكون ظهر ما يوحي بها...لكنه مازال يحاول تجاوز أسوار اللامبالاة...أو هدمها...





بدأت تتضح له مشاعر إبنة عمته موضي إتجاهه...
و يعلم يقيناً لا شك فيه أنه مجبر على تقبلها يوماً ما...لأن والده لن يرضى بإبعاد بنات أخته عنها...و لا عنه...
لكنه لا يجد بداخله لها...سوى ما يشعر به إتجاه شقيقتيه...
الأخوه...الإهتمام...و الحنان فقط...


لا يعرف ذاك الحب الذي يتحدث عنه صديقه المولع بإبنة عمه...
ذاك الفرح الذي يلوح على وجهه مع ذكر إسمها فقط...
تلك الأنفاس اللاهثة التي تضج من صدره...حين تمر من أمامه...


دائماً كان يظن أن صديقه لابد مصاب في شيء ما بعقله...
حتى ترتبط جميع أفراحه و أحزانه بفتاة...


حتى أصابه اليوم ما أصاب صديقه...
و علم أن الإصابه ليست في العقل...إنما في القلب..!!


كان يرفع يده لمقبض الباب حتى يفتحه ليلج إلى بيتهم...
قبل أن يُفتح الباب فجأه و يقابله وجه فتاة عذب...باكي...


كانت وجنتاها غارقه بالدمع...و أسنانها البيضاء الصغيرة تعض على شفتها السفلى بقلق...
اتسعت عيناها النجلاوتان وهي تستوعب وجوده...
و ارتدت خطوتان للوراء حتى كادت تتعثر بعبائتها الطويلة...لتسدل بيدها البيضاء الرقيقه غطاء وجهها على جمالها العذب...
و هتفت بخوف...و خجل...و صوت مهتز الحروف...ارتجف له قلبه...


/ نوووره تعبانه..و ما فيه غير جميله ادخل لهم بسرعه ببيت عمتك


ما إن انهت كلامها حتى تنحت جانباً...تنتظر منه أن يتحرك...
بالكاد استوعب ما سمعه منها...متجاهلاً تأثير وجهها...و صوتها...و الموقف ككل...
ليستحث خطى سريعة...متوترة...إلى بيت عمته...


و لكن ما جعل قلبه يجاري خطواته بالتخبط...
خطواتها التي احس بها ورائه...


دخل إلى الصاله لتهتف جميله بإسمه مرتاحه...


جميله / سعووود الحمدلله إنك جيت..نوره تعبانه لازم نوديها المستشفى


التفت ليرى بدرية...و جواهر تجلسا باكيتان...


سعود بتوتر / و البنات نتركهم لحالهم؟ وين موضي؟

جميله تتذكر الفتاتين الصغيرتين / راحت مع عمتي و ابوي السوق!


أتاه ذات الصوت المرتجف من ورائه...لتتصلب أطرافه...


/ أنا اجلس معهم



و هذا ما حدث...


أسندتا نوره حتى سيارته التي كان ينتظرهما بالقرب منها...ليهب بسرعة يفتح لهما الباب حين رآهما...
لينطلقا بعد ذلك تاركينها خلفهما...
لكنه كان يحمل صورتها بين ناظريه...و صوتها المرتعش يتردد على مسامعه...



بعد ساعة...و حينما كانت نورة في غرفة الفحص...



سعود / مين البنت اللي تركتي البنات عندها؟ ما أذكر في حارتنا بنت صغيره!

جميله / هاذي جارتنا الجديده من شهر انتقلوا..بيت عبد الرزاق..أكيد شفته؟

سعود / ايه بس سمعت إنه ما يجيه عيال!!

جميله / صح..العنود بنت أخو زوجته..يتيمه مالها غير عمتها اللي تكفلت فيها بعد وفاة أهلها

سعود بشرود / يتيمه! الله يعينها

جميله بإعجاب واضح بصوتها / ما شاء الله عليها هالشيء مو مأثر فيها أبداً..شايله بيت عمتها فوق راسها..حتى عمتها و زوجها هي اللي تخدمهم و مو مقصره فيهم أبداً..ما تشكي و لا تنزل نفسها لأحد..نفسها عزيزه لو شفتها و جلست معها تقول عنها بنت عز مو وحده ياله لاقيه بيت و لقمه تسد جوعها


بدت دقات قلبه وهو يستمع لشقيقته...و كأنها تضرب صدره من قوتها...
تلك فتاة لم يعرف مثلها...بشقيقتيه...و بنات عمته اللاتي يعتمدن عليه بكل شي...





و كانت تلك الصديقة الوحيدة التي امتلكتها أخته...
و الجارة الصغيرة الوحيدة التي تسكن الحارة...
و الوحيدة التي احتلت قلبه...
لتتغير الدنيا بعينيه...و تتغير آماله...وأحلامه...و يرتبط كل صغير و كبير بها...
كيف لا...و هو يرى صدى مشاعره تنعكس فيها...بنظرات تسرقها إليه...بنبرة صوتها حين تلقي عليه كلمتان تسأل بهما عن أخته...




♥▓♥▒♥▓♥




لكن أياً من أحلامه...أو أحلامها لم تتحقق..!!
أيضاً أحلام تلك العاشقة له في الخفاء...





كان يجلس مع عمته مزنه...تلك التي يعتبرها أم ثانية له...و هي تعتبره ابناً لها...و تحبه أكثر من أخويه الآخرين...


مزنه بتردد / يمه سعود..أبوك كان يبي يكلمك في الموضوع..بس أنا طلبته أنا اللي اقولك

سعود / خير يا عمتي قولي اللي تبين

مزنه / أنت تعرف إنك أنت و اخوانك مثل عيالي..الله عوضني أنا و بناتي فيكم عن أبوهم و عن العيال اللي ما قدرت اجيبهم

سعود بموده / و حنا عيالك يا عمتي..و مهما سوينا ماراح نلحق جزاك و اللي سويتيه لنا..بعد وفاة أمي الله يرحمها

مزنه بحزن / الله يرحمها...لو كان الحال غير الحال..والله كان خطبت لك أحلى بنت تشوفها عينك كان دورت اللي تستاهلك و تستاهل غلاك عندي..بس مثل ما أنت ولدي..-تطفر عيناها بالدمع-نوره بعد بنتي و أبي لها أحد اضمن انه يراعيها و يحن عليها و يتحمل تعبها


صمت بصدمه...
الكل كان يظن أنه سيتزوج موضي...
لا يدري لما لم تخطر في باله نوره...
أ لأنها مريضة...؟؟
أم لأنها تكبره بخمس سنوات..؟؟


كان يعلم إستحالة زواجه من العنود...و موضي في انتظاره...
نعم كان يبني معها حلم آيل للسقوط في أي لحظة...
لكنه أراد و بشده أن يعيش أياماً على سراب هذا الحلم...


لذا كان في عرض عمته الزواج من نوره...وقعاً أخف من الزواج بموضي...


نوره فتاة طيبة...متفهمة...حنونة...التعب يشغل أغلب أوقاتها...لينهكها...
بعكس أختها العاشقة له...و التي سوف تطلب ما يقابل هذا الحب و الإهتمام الذي تغرقه به...
لن يغيب عن إحساسها...بروده...و ولعه بغيرها...
لن ترضى بالقليل...لكن نوره سترضى...


سعود بثقه / ما عاش اللي يردك يمه..أنا اللحين اخطبها من أبوي..و اروح لأبوها بعد..و اوعدك يمه ما تشوف ضيم..و لا شي يضايقها


كان صادقاً في هذا الوعد...
فنوره تستحق أن يعاملها بطيب و إحترام...سيغرقها حناناً و رعاية...
مالم يستطع إغراقها حباً...





قلبان تلقى صدمة هذا الخبر بمرار...و وجع...و عظيم صدمة...
و الإثنان تجرعا السكوت قهراً...


لتكمل العنود ما تبقى من حياتها...تحاول قدر الإمكان عدم لمحه في أي مكان...حتى في قلبها...
تناست ذكراه...و ماجمعها به من إحساس عذري لم تعبر عنه بكلمات...أو فعل..
حبهما بدأ و انتهى صفحة بيضاء لم يكتبها شيء...


موضي كان قهرها أكبر...و أعظم...لأنها كانت متيقنه أنه ملك لها...
لذا رفضت أخاه مساعد حين تقدم لها...لن تتزوجه لكي تبقى في ذات البيت مع سعود...الذي أصبح الآن زوج شقيقتها...
لن تتحمل أن ترى خسارتها تعلن أمامها كل يوم...
سترحل لتنسى...
تزوجت بآخر...رغم إعتراضات خالها...و والدتها...لكن عنادها كان أقوى...
لترحل...فاتحة المجال لمساعد ليتزوج هو أيضاً بأخرى من خارج العائلة...




♥▓♥▒♥▓♥




لم تمر سوى خمس سنوات...
لتنتقل نوره إلى رحمة الله...تاركة إياه خلفها...شاب أرمل مع ابن لايبلغ من العمر سوى سنتين...


ليواكب هذا الحدث...سلسلة إختلافات كثيرة...أصبحت موضي تأتي على إثرها كل يومان إلى بيت خالها غاضبة من زوجها...
و الذي كان دائماً يأتي لإسترضائها...و يأخذها مجبورة معه إلى بيته...


ليوقن سعود...أنها ستتطلق قريباً...
و ستكون عثرة أصلب هذه المره في طريق قلبه...و أحلامه...


لكن رحمة ربه به كانت كبيرة...ليأتيه الخلاص على يدي عمته...بدون عناء يتكبده...
هي من أبعدته عن أحلامه سابقاً...لتمهد الطريق سهلاً اليوم له...


مزنه / يمه سعود أنت كفيت و وفيت..و أبد ما قصرت..نوره الله يرحمها ماتت و هي راضيه عليك و تدعي لك..و مثل ما طمنت بالي..أنا بأريحك و اطمن بالك..و بكره إن شاء الله اروح اخطبلك العنود..و اسويلكم زواج كل الناس تتكلم فيه


كبيرة هذه الفرحه على قلبه كي يحتويها...
أن تتحقق تلك الأحلام السرابية...بدون تعب...أو ألم...


مزنه تعلق على صدمته / أنا كنت باتنقى احسن بنت من معارفنا بنت أصل و فصل تليق بغلاك عندي..بس جميله قالت لي إنك من زمان خاطرك بالعنود..و الله يعظم شانك مثل ما عظمت شاني..و رديت هوى نفسك عشان ما تردني


ابتسم بحنان لها...وهو ينهض ليقبّل رأسها...و في قلبه إمتنان بثقل الجبال لها...


سعود / الله يخليك لنا يا عمتي..ما قصرتي يمه





و تطلقت موضي...و لكن بوقت متأخر..!!


فسعود كان قد عقد قرانه سريعاً على العنود...
إحساسه كان أكيداً بطلاقها...و معرفته المسبقه بأحلامها...و رغباتها...جعلته يعجل هذا الزواج بحجة أن ابنه يحتاج لرعاية أم...


استبد بها الغضب...و الكره...و الحقد...
تركته على مضض مجبره من أجل أختها فقط...و لم تنسه يوماً...
كان و مازال الرجل الوحيد الذي يسكن قلبها...و سيظل...


تركت زوجها الطيب...العاشق لها...من أجل ذاك الحب القديم...
لتأتي فتاة بائسه تسرقه منها...
هي تأخذ رجلاً ملكها..!!
تربي ابن أختها..!!


لكن هذه المرة لن تسكت...
رفضت...و غضبت...و صرخت متحججه بمستوى الفتاة المتدني...و أنها لا ترغب أن تكون هي الأم البديلة لإبن اختها...
لكن والدتها وقفت في وجهها...لقد حرمته من فرحته مرة...و لن تخذل تلك الفرحة التي حيت في وجهه مرة أخرى...


لكن موضي لم تقتنع...و لم يخف حقدها ذرة على تلك الدخيلة التي تسكن بينهم...


تفرغت لهما لتفتعل مشاكل يومية...حولت حياة البيت بأكمله...و حياة سعود و العنود خاصة إلى جحيم...


خلافات حاده تحدث بينهما يومياً...تزعزع فيها صبر العنود...و إحتمالها...


تنبذها من بينهم بحجة مستواها المتدني...
تعايرها دوماً بعدم إنجابها للأطفال...و بضرورة زواج سعود من امرأه قادرة أن تجلب أخاً و أخت لإبنه الوحيد...الذي حرصت كثيراً على أن تكون الأقرب له...و تبعده عن العنود...




♥▓♥▒♥▓♥




هُدرت خمس سنوات من حياتها و أياً من تلك المشاكل التي اختلقتها لم تنفعها...
فتجرعت الكره هي فقط...لتبقى بخذلانها وحيده...


بعد زواج شقيقتها الصغرى بدريه بإبن عمها الأصغر سالم...و زواج جميلة و رحيلها مع زوجها...
و إنجاب العنود لطفلها الأول...يتبعه الثاني...فالثالث...





لم يتبقى سواها في بيت والدتها وحيده...
تسمع...و تراقب يومياً ما ترفل به العنود من حب و حنان و فرح...
كانت هي أولى به...


تمر الأيام...و العنود حولها أبنائها الثلاث...و حب سعود...و حماية والدتها...و تعلق جواهر الشديد بها...و هي بعيده عن كل من كان قريباً لها...


لذا بدأت تبحث لها عن جبهة دفاع تستند إليها...
و لم تجد سوى خالها...الوالد الحقيقي الذي عرفت...
بالأخص و هي تتذكر أنه لم يقتنع بزواج سعود من تلك المرأه إلا بعد إقناع والدتها الشديد له...و ترى دائماً كيف يعاملها ببرود...و تباعد...


فبدأت بالمكائد...و الخطط...و التحايل على خالها حتى اصدر قراره...


أبوسعود / بنت عمتك مطلقه و كلام الناس كثير..الحريم قاموا يعايرونها بجلستها في البيت معنا و أنت مو محرم لها..ما أحد بيخطبها و هي من سنين تدخل و تطلع قدامك..أنت أولى فيها


سعود بضيق / يبه بس أنا متزوج و......

أبوسعود يقاطعه / تزوج مره ثانيه أحد قال لك تطلق العنود؟ أنت رجل عندك خير و مو قاصر عليك شي تاخذ ثنتين و أربع بعد


لا ليست هذه الحياة التي يريدها...و أكثر يعلم أن العنود لن تقبل بها...
إنها بالكاد تصبر من أجله على ما تحملها موضي يومياً..من غلط...و إهانات...و مشاكل...


سعود و رأسه مخفض / اعذرني يبه..ما أقدر اتزوجها..مابي اظلمها معي و أنا عارف إني ما اعتبرها إلا أخت لي..إن شاء الله يجيها نصيبها الـ....

أبوسعود بغضب عاصف / تردني يا سعود؟؟


آلمه غضب والده عليه...و لكنه أمل أن يهدأ مع الأيام...ليفهمه...و يستسمحه...
لكن الغضب داخله لم يخمد...و هناك من يغذيه بحطب الكره يومياً...
حتى بات والده لا يتحدث إليه...و يذيق العنود كأساً أثقل من الصد...و الغضب...و الحقران...


عاشا أياماً صعبة...أدت إلى خلافات كبيرة بينهما...
مراراً كان ينام خارج البيت...ليرتاح من كل تلك المشاكل التي اثقلت كاهله...


حتى حدث أمرٌ ما...
أمل من كل قلبه أن يعيد الراحة لباله...و يعم عليهما الهدؤ الذي لم يعرفاه يومـاً...
فصديقه خطب ابنة عمته موضي...و هذا حل سيرضي جميع الأطراف...لأنهم لن يجدوا فيه سبباً يرفضونه من أجله...


لكن هناك طرفاً...لم يرضى به أبداً...
و عندما ايقنت إستحالة أن تكون لسعود...قهرها فرض عليها أن تفرق بينهما...
مادامت لن تعيش السعادة...فستحرمها عليهما أيضاً...


موضي باكية أمامهم جميعاً / كذا يا خالي هاذي آخرتها..أنا اللي كنت اعتبرك أبوي أكثر من أبوي الحقيقي..انذل في بيتك كذا..سعود اللي كان طول عمره سندنا و حمايتنا..عشان يرضي زوجته يروح يدلل علي عند أصدقائه..كأني عاله عليكم

سعود يصرخ بغضب و صدمه مما يسمع / مــوووضي!!!

موضي كاذبة / أنا سمعتها هي اللي قالت لك..و أنت وافقتها عشان تريحها مني


نعم...لقد اشعلت ناراً لا تخمد...
ابسطها الصفعة التي تلقتها العنود من أبيه...


لتتوالى النكبات بعدها...


يعظم الخلاف بينه و بين أبيه...حين كذب موضي بما قالته...


و تعتب عليه عمته أيضاً...لترحل إلى بيت زوجها بعد أن ارجعها له بإصرار من موضي التي رحلت منذ تلك الليله إليه...


لتختم مصائبه...بإصرار العنود على الطلاق...بعد إهانات والده المتكرره لها...
لترحل تاركة إياه مع أبنائها الذين رفض رحيلهم معها...آملاً في ردها عن هذا البعد...
لكنه لم يردعها...




♥▓♥▒♥▓♥




لم يتبقى سواه...و والده...و جواهر...و إبنا عمه الغير شقيق يسكنون تلك المنازل الكبيرة...الخاوية...
ليعيش حياته بعدها...بمرار...و سأم...

مازالت ترفض الرجوع إليه حتى بعد أن استرضاها خلسة من وراء أبيه...
و لا يلومها لرفضها...لأن والده يصرح مراراً بعدم رغبته في رجوعها...و يعيبها حتى أمام أبنائها...





عاد إلى البيت الخالي من الحياة...منذ أن خلا من وجودها...


ليلمح جواهر خارجة من منزل عمة العنود...لا يمر يوماً إلا و هي تزورها...فالعلاقه بينهما علاقة أخت بأخت...أو بالأصح أم و ابنه...
و هذا ما يملأه أملاً أن يحن والده بيوم على العنود...ولو من أجل جواهر فقط...


كان يبتسم بأمل وهو يراها عائدة...لكن إبتسامته انمحت وهو يرى أحد ابنا عمه...و صديقه يسيران خلفها يتكلمان بشيء ما لم يسمعه...و هي تحث خطاها السريعة...الخائفة إلى البيت...


هب غاضباً نحوهما...ليتعاركون على مرأى من جميع الجيران...
فيصل الخبر إلى والده...


أبوسعود بغضب / فضحتنا بين الجيران..أنت صاحي رجال وش كبرك تضرب لك عيال أصغر منك! من يوم راحت عنك هالمره و أنت مو صاحي..اسمع يا تتعدل و....

سعود بقهر / يبه كانوا يمشون وراها! هاذي مو أول مره اشوفه يطالعها

أبوسعود / ما كان يعرف إنها هي..و اسمعني عيال عمك لا تتعرض لهم أنا اعرفهم طول عمرهم ما يرفعون عينهم فينا..و جواهر مالها طلعه من البيت بعد اليوم..هذا اللي أخذناه من هالعنود المشاكل و خراب البيوت و تفريق الأهل


هذا ما أصبح يجنيه من والده...حتى تصرفاته الصحيحه...أصبحت مغلوطه بنظره...


و انقطع الأمل الذي كان يرجوه...
فلم تعد جواهر مطلقاً لزيارة العنود...و انقطعت أخبارها عنه...




♥▓♥▒♥▓♥




مرت السنه عليه صعبة...لا يطيق أحداً...
خاصه بعد أن سمع خبر زواج العنود..و أدرك خسارتها للأبد...


لتسؤ الحياة بينه و بين والده بعد إصراره على زواجه من ابنة تاجر يعرفه...فتصبح الحياة معه مستحيله...


فشارك الذين رحلوا الرحيل...و استقل في بيت لوحده مع أبنائه الصغار...
منبوذاً من أبيه...و عمته...و شقيقاه...
ليتشتت وحيداً عن ذاك السور الذي جمعهم دوماً...




♥▓♥▒♥▓♥




و إن كان ابتعد عنهم بسبب مشكلة...فقد عاد إليهم بعد تلك المصيبة التي حدثت...


ذاك القهر..؟؟
تلك المعاناة...و الوجع..؟؟
كادت أن تكلفه حياته..!!


لتمر أيامه بعد ذلك أمر...و أقسى...و أصعب...
ملونة بالندم...و الوجع...و لوم الضميـر..




♥▓♥▒♥▓♥




نبضات نُسجت في أيام تلك القلوب..

عاشت...و عانت...بُنيت...طُمرت...

لكن هل تنتهي؟؟

هل تنجلي؟؟

:
:

أم ستثور من جديد لترثها قلوب أخرى..؟؟

فتستوطن الصدور...!

و تحكم المشاعر...!


♥▓♥▒♥▓♥







ونبـضــت السنــواااات



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 27-03-22 الساعة 08:56 PM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس