عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-20, 11:25 PM   #4

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 577
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..]









♥▄الـنـبـ«1»ــضــة▄♥

:
:
:
:

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك..
و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك..
و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا..
و متعنا اللهم بأسماعنا و أبصارنا و قواتنا ما أحييتنا..
و اجعله الوارث منا..اجعل ثأرنا على من ظلمنا..و انصرنا على من عادانا...
و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا..و لا تجعل الدنيا أكبر همنا..و لا مبلغ علمنا..و لا الى النار مصيرنا..
و لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا..

صوت شجي بدعوات طاهرة...راح يتسلل لمسامعها...
ففتحت عيناها تغالب نعاسها...تمد يدها لهاتفها النقال...
لتغلق المنبه...

ابعدت الغطاء عنها بهدؤ...و زحفت بركبتيها على السرير حتى تصل للنافذة...التي توسطت الجدار عند آخر سريرها...

لتفتحها...فيتسلل لها نسيم الفجر المنعش...فتستند على الجدار...تتأمل ما حولها بسكون...

لحظات حتى على صوت الآذان خارجاً...
يملأ روحها...و الكون...إيماناً...و طمأنينة...

رددت بهمس خلف المؤذن...و دعت دعاء ما بعد الآذان...
لتدعي بعد ذلك ربها...خير دينها...و دنياها...

زحفت حتى نزلت عن سريرها...و ذهبت لتشعل الأنوار...و تخرج من غرفتها...لتيقظ أخواتها لصلاة الفجر...
فكما اعتادوا...لن يصحوا على أي منبـه...ما لم يروها هي أتت لتيقظهم...


اتجهت أولاً إلى الغرفة المقابلة لغرفتها...و فتحت الباب بهدؤ...
لتتفاجأ أن الغرفة مضائة...و رأتها تجلس على مكتبها مستغرقة في كتابة شيءٍ ما...


صبـح / السلام عليكم و رحمة الله
سلام ترفع رأسها و تتمطى / و عليكم السلام..صباح الخير
صبح بإبتسامه / صباح الورد..شكلك ما نمتي؟؟
سلام بغيض / ايه النذله منال ما قالت لي عن التقرير المطلوب مننا إلا أمس..و سهرت اخلصه
صبح / الله يعينك..(تتقدم لتقف أمامها) خلصتيه؟ ما تبين مساعده؟؟
سلام مازحه / لا لا وش فهمكم يا قسم رياضات بالكيمياء!
ضحكت صبح / أنتي الخسرانه..يله بأروح اصحي البنات و أصلي
سلام تقف معها / حتى أنا بأروح اصلي و القاك في المطبخ






في غرفتهم المعتمة...إلا من نور بسيط يأتي من إضاءة الممر عبر الباب الذي تركته موارباً...

انهت فرضها...و رفعت يديها للسماء...تناجي خالقها...
و تدعوه بصدق...أن يحفظ بناتها العزيزات...من كل شرٍ لا تعرف عنه...
تخاف على تلك الصغيرات...اللاتي لا يجدن سنداً لهن في هذه الدنيا سوى والدهن...
فلـم يكتب لها الله أن ترزق بإبـن يكن عزوة...و حمى لهن...

نهضت من سجادتها و قامت بطيها...و مشت بهدؤ كي لا تزعج زوجها...
الذي بالكاد غط في نومه...بعد أن رجع من صلاة الفجر...إلى أن يحين وقت دوامه...

ما إن خرجت من غرفتها...حتى داعب أنفها ذلك العطر الصباحي الجذاب...رائحة القهوة التي انتشرت في المنزل...
أخذت نفساً عميقاً تستنشقها وابتسمت بحب...
ها هن فتياتها نهضن كالعاده قبلها...ليحضرن القهوة...و الإفطار...كي لا تسبقهن هي لذلك...
اقفلت الباب بلطف...ذاهبه إليهن...

نزلت على الدرج لترى الصالة الشبه مظلمة و قد تسرب إليها بعض النور من النافذة الواسعة التي اخترقتها زرقة السماء الصافية...
مشت في الصالة نحو المطبخ الذي امتدت أنواره على الممر المؤدي له و أصواتهن تصل إليها شيئاً فشيئاً...

دخلت للمطبخ...و رأتهما مشغولتان بتحضير الفطور...

أم صبـح / صباح الخير يا بنات

التفتتا صبح...و سلام...قاطعات حديثهما...و الإبتسامة تنرسم على شفتيهما...لينطقا معـاً...

/ صبـاح النــور

سلام بإهتمام / وش أخبارك اللحين خالتي؟ عسى احسن؟؟
صبـح تقطب جبينها بقلق / ليه؟ وش فيك يمـه؟؟
أم صبـح / لا يمه ما فيني شي..بس أمس ارتفع الضغط شوي..و ما قصرت سلام قاسته لي..لكن اللحين الحمدلله احسن
صبح بإبتسامة قلقة / الحمدلله
أم صبح / أجل وين ضحى و فجر؟ ما صحوا؟؟
سلام / صحيناهم..بس الظاهر رجعوا ينامون بعد ما صلوا..مع إني أشك إن ضحى صحت من الأساس بأروح اتأكد..(التفتت لصبح) انتبهي للشاهي
صبح / إن شاء الله

خرجت من المطبخ و أم صبح تجلس على الكرسي...و عيناها تتبعان سلام...بسعادة...و رضا...

كلما رأتها بهذا الهدؤ...و الطاعة...يخطر في بالها كيف كانت بمراهقتها...
كم مرت عليها من سنوات كرهتها فيها...و تمنت الخلاص منها...
تمنت أن ترحل لتسكن عند والدتها و تريحها...و تريح البيت...من المشاكل اليومية التي كانت تحدث بسببها...

لكن من كان يصدق...أن تلك النار المستعرة في طبعها سوف تخمد...
و تترك عنادها...و كرهها...و غضبها...
لكي تتحول...لهذه الفتاة الهادئة...المحبة...المطيعة...

حمدت ربها...الذي هداها و ألهمها الصبر عليها...فلم تبعدها عنها...
بل على العكس...احتوتها بين فتياتها...
صبرت عليها...و أحبتها...و اهتمت بها أكثر...
حتى صارت اليوم واحدة منهن...بأطباعها...و بمحبتها...و بسكينتها...

أفاقت من سرحانها...على يد صبح التي وضعتها على كتفها...


صبح بقلق / يمه فيك شي؟ حاسه بشي؟
أم صبح / لا يمه ما فيني إلا العافيه..لا تهتمين
صبح برجاء / خليني أغيب اليوم عندك و........
أم صبح تقاطعها / لا ما يحتاج..بعدين أبوك اليوم ما عنده إلا الحصه الثالثه بيروح لها و يرجع هنا



♥▓♥▒♥▓♥



غرفة أنيقة واسعـة...مترفة بالإكسسوار والزينة...مشرقة بألوان الليمون...كإشراقة...و فرح...من تسكنها...
على سريرها...من بين دماها الحبيبة...تنام فتاة تشبههم...فهي كاللعبة...جميلة...صغيرة...مبت? ?مة...و شقيـة...


دخلت والدتها الغرفة من جديـد...بعـد محاولتان فاشلتان لإيقاضها...ليـومها الدراسـي الأول...في هـذه السنــة...
اقتربت من سريرها...تتأمل جسدهـا الصغيــر...الذي بالكاد تتبينه تحت غطائها الوثير...
و جلست على طرف سريرها بهـدؤ...و رفعت الغطـاء عن وجهها...


لتقابلها إبتسامتها العذبة...و تفتح عينيها الناعستين بشدة من أثر النوم...و تحتضن يدها لتقبلها...و تشدها لصدرها من جديد...و تراها بنظرة متكدرة...آملة أن تقنعها بها...


أم ساري / دامك صاحية ليه ما تقومين من سريرك؟ ما يصير كذا..بتتأخرين على المدرسه؟؟
سُمـو بتثاقل / يمــآآآ فيني نوم..مو لازم أروح اليوم
أم ساري بحزم / صار لك أسبوع غايبه و ما قلت لك شي..اليوم لازم تداومين..كيف بتتعودين على الدوام و أنتي ما رحتي و لا يوم؟ و المسكينه كادي ملت تنتظرك تداومين عشان تداوم!
سُمـو برجـاء / بـس اليوم و خلآص..ما احس إني تهيأت نفسياً !! خلاص بكره..والله بكره اروح
أم ساري تقف/ لا..بتداومين اليوم..و يله قومي لا تخليني ازعل منك
سُمـو ترفع رأسها مرغمة..لتهذر كعادتها / ياااربي يمه..امس احس اني خلصت الامتحانات و نمت و اليوم جايه تصحيني للسنه الجديده..مااادري وين راحت العطله؟؟ يمه وين راااحت العطله؟؟


لم ترد عليها والدتها و خرجت و هي تقفل الباب ورائها منهية أي نقاش...
لترى سمو تلك اللوحة التي علقتها على الباب...و علقت شبيهتها على باب غرفة كادي...قرأت عبارتها بتهكم...(الأولى على الدفعه مو احسن مننا)
كتبتها لتشجيع نفسها و كادي على الإجتهاد في سنتهم الأخيرة في الثانوية...
لكن وعود تلك الليالي الصيفية...بدى من أول يوم مرهقاً القيام بها...


نزلت من سريرها بكسـل...ترفس بقدميها كل ما يواجهها...حتى دخلت إلى الحمام المرفق بغرفتها...


بـعــد..ســـاعــه...~


انتهت من إرتداء زيها المدرسي...و انهت لمساتها الأنيقه على شكلها...و شعرها...
ختاماً...ألقت نظرة رضـى على صورتها المنعكسة أمامها في المرآة...لترسل قبلة في الهواء لإنعكاس صورتها...
قبـل أن تأخذ حقيبتها...و عبائتها... لتخرج من غرفتها...

في الممر...كانت تمشي على مهــل...
قبـل أن تشهق بفـزع...و هي تطير في الهواء...و تبتعد قديمها عن الأرض...

انقلبت شهقتها لضحكة...و هي تضع يدها على كتفه العريضة لتثبت نفسها بعد أن حملها...و يدها الأخرى على صدرها تتحسس نبضها القوي...
انزلت رأسها له...و خصلاتها القصيرة تتأرجح فوق كتفيها لتطل معها عليه...


سُمـو / تميــم!!
تميم بإبتسامته الودودة / صباح النور يا نور الصباح
سُمـو بيدها الأخرى تقرص خده / كان بيكون آخر صبح يا طمطم..أنا لو بأموت ناقصه عمر ترى السبب أنت
تميم بسخرية / إلا أنا على كثر ما اخوف فيك..اشوف قلبك يقوى و لسانك يطول..ما اشوف عليك أي عوارض خوف أو نقص عمر!
سمو / ماشاء اللـه حولي و حواليا


ضحك بمرح صباحي لا يفارقه...و أكمل طريقه يحملها بيد واحدة...و كأنه يحمل ريشة...

هي كانت خفيفة...صغيرة الجسم...بطول معتدل نسبة لسنها...
أما هو فكان...بطول فارع...قوي الجسم...و ضخم البنية...و لكن ليس بسمنة...
جسده يعطيه مظهراً مهيباً...لكن ملامحه الرقيقة...عينيه الضاحكتين...و نظراته الدافئة...
كانت تجعله قريباً من الناس بسرعة...






في غرفة الطعام الواسعة...الأنيقة...جلست الإثنتان على طاولة الطعام الممتدة...الممتلئة...و معظم كراسيها فارغة...

إحداهما كانت تتناول إفطارها بالفعل...لتذهب لعملها...
أما الأخرى فكانت تشاركها الجلوس فقط...فهي لم تعتد أن تتناول إفطارها إلا معه...


التفتتا معاً بإبتسامة...و هما يسمعان صوته العالي يسبق دخوله...
ليدخل...وهو مازال يحملها بذراعه...


تميم / صبـاح الخير على الغاليات
يردون معاً / صباح النور
تميم بعتب مصطنع / مين اللي منكد على العسل و مخليه يصحى وهو ما شبع من نومه؟؟
أم ساري / نزلها تفطر عشان تصحصح قبل موعد المدرسه
تميم مازال يحملها / خليها تفطر على راحتها..تو الناس
سُمـو بدلع / مادري وش فيها أمي علي هاليوم..شكلها بطلت تحبني!
جواهر / أمك معها حق..انتبهي لدراستك..هالسنه ثالث يعني لازم تشدين حيلك..و لا تنزل نسبتك
سُمـو تضرب بكفيها / آآ اللحين عرفت..أنا شامه ريحة محاضراتك يا عمتي بكلام أمي بس ما حبيت اظلمك..لكن أنا قايله السالفه فيها أبله جواهر
جواهر بإبتسامه / عشان مصلحتك يا قلبي..و يله تعالي افطري


انحنى تميم لينزلها...لكنها لم تتقدم للطاولة...


سُمـو / لا بأروح اللحين عشان أمر كـدّويه..و بنفطر بطريقنا..هي لو ما افطرت معي ماراح تفطر في بيتهم


تركتهم...و تميم توجه إلى الطاولة مقابل عمته...ليبدأ إفطاره...
أما والدته...فأخذت هاتفها المحمول...و أجرت إتصالاً سريعا...للخادمه المسنـّة التي ترافق سمو مع السائق..منذ أولى سنوات دراستها...


أم ساري / ألو نينـا......اسمعيني لا تخلين سمـو تطلب قهوة..خليها تطلب عصير..و لا تتأخرون على المدرسه........زين مع السلامه
ضحك تميم / الله يعين هالنينا..سمو من جهه و أنتي من جهه مادري مين بتطيع فيكم؟؟
جواهر / ما عليك أمك متأكده إنها تطيعها هي
تميم / ايه عاد أمي خطيره..مسويه لسمو رقابه عن كثب كل أخبارها توصلها أول بأول..لها الله سلام ما تدرين عنها! أو لا يكون حتى هي حاطه لها جواسيس مخفيين؟؟


تراه والدته بعتب...لترد عمته عنها...


جواهر بإبتسامة محبّة / ما شاء الله عليها سلام كبرت و صارت مره..مو محتاجه رقابه
تميم يضحك / ايـه..سبحان اللي ركدها


انشغل بتناول طعامه...و لم ينتبه للحزن الذي كسى ملامح عمته رغم الإبتسامة التي ما زالت تعلو شفتيها...
ذاك الحزن الذي أصبح جزءً منها...اعتادت عليه...و اعتادوا أن يروه بها منذ سنين...حتى اعتقدوا أنه لمحه من لمحاتها...


لكنها تجاهلت ذاك الحنين العتيق...لطالما دفنته في أعماق روحها بعيداً عن الشعور...
لكي تنخرط في حياتها التي اختارتها...أو اختيرت لها...لم تعد تذكر...
و لا تريد أن تتذكر...و تفتح باباً للشوق لن يجد زائراً يستقبله...و ندماً يرهقها بحثاً عن من تحمله اللوم...


أم ساري / جواهر ما تأخرتي؟؟


أفاقت شاكره من خيالاتها...و رفعت معصمها لترى ساعتها الأنيقة...


جواهر / ايه و الله صادقه..-تلتفت لتميم-..يله تميم خلصت توصلني؟
تميم مازحاً / لو إني ما شبعت..بس واضح إن هاذي تصريفه قويه من الوالده عشان حبيب القلب بيصحى اللحين..و هي ما تبي غيرها يشوفه
أم ساري تتمتم بحب / الله يخليه لنا


ضحك مع عمته...على هذا التصريح الدائم لوالدته...بمحبة والده...و كان سوف يخرج لكنه تذكر شيئاً...


تميم / صح يمه تذكرت..ساري اتصل أمس و قال إنه بيرجع آخر الأسبوع...يقول دق عليك بس ما رديتي
أم ساري / اتصل بعد ما نمت..شفت مكالمه منه يوم صحيت..ربي يجيبه سالم و يريحه أبوك من هالسفرات كل يومين..و الله تعب عليه حتى ما صرنا نشوفه
تميم / قدها و قدود أبوسعود
جواهر بحب / الله يوفقكم كلكم..و يحفظكم سند لأبوكم



♥▓♥▒♥▓♥



خرجتا من البيت معاً...لتتقدم سلام بإستعجال...و تركب الحافلة...و ترمي لهن بسلام سريع...


سلام / صباح الخير يا بنات


لم تهتم إن كانت سمعت الرد...أم لا...لكنها زحفت بسرعة لموقعها آخر المكان...لتمدد ساقيها...بجانب إحدى رفيقاتهن في (النقل)...لتفز تلك من غفوتها...


سلام / بسم الله عليك..كملي كملي نومتك أنا ناويه أنام معك

فرجعت تلك لنومها مبتسمة...و سلام ترمي برأسها على كتفها لتنام هي الأخرى...


كانت رفيقتهما الأخرى...تراقبهما بسخرية...و هي تغلق هاتفها الذي كانت تتحدث به...لتستقبل...صبح...بإبتسامة. ..و حب...


صبح / السلام عليكم
مـي / و عليكم السلام و الرحمه
صباح / وش أخبارك؟
مـي / تمام..و أنتي؟
صبح / الحمدلله..و النايمه وش أخبارها؟
مي تضحك / مادري من يوم ركبت معها و هي على هالحال
صبح تضحك معها / يا حبي لها حنين من عرفتها ما قد شفتها شبعانه نوم..(و تتلفت بإستدراك) هدى غايبه؟
مي / ايه
صبح بقلق / غريبه أمس دقت علي ما قالت إنها بتغيب..عساه خير إن شاء الله
مي / ما ظنيت..يوم وصلنا آخر شارعهم بنطلع شفت الإسعاف يدخل للشارع و الظاهر كان رايح لهم..ما أدري طلعنا و لا انتبهت
شهقت صبح / لآ يكون أبوها صار فيه شي؟ أمس كانت متضايقه عشانه تعبان!!
مي / الله يستر
صبح تخرج هاتفها / بأدق عليها..إن شاء الله ترد تطمنا


كانت سلام مغمضة عينيها...لكنها على عكس رفيقتها التي بجانبها...تسمع كل ما يدور حولها...
ابتسمت بحب...و هي تفتح عينيها لترى قلق صبح...و تسمع دعواتها لوالد هدى...ذاك الذي لم تعرفه مطلقاً...و لم تعرف إبنته سوى الأسبوع الفائت...فهي طالبة مستجدة...انتقلت معهم في هذه الحافلة منذ بداية السنة...


لكنها...صبح...دائماً ما تجعل من شئون كل من حولها...هماً لها...
طيبة...مخلصة...وفية...حنونة...ت منح حباً صافياً...و إهتماماً دافئاً للكـل...


اغمضت عينيها من جديد...و هي تتذكر نفسها بالماضي...مقارنةً بصبح...
سنوات مراهقتها الصعبة...القاسية...تتذكر أطباعها الثائرة دوماً...
تشتتها بين بيتين...في كلٍ منهما...حياة تختلف كل الإختلاف عن الأخرى...
و هي كانت مضطرة للتنقل هنا...و هناك...مضطرة لأن تتوافق مع كل البيئتين...

حتى ضاعت في المنتصف...و أضاعت نفسها...


في بيت والدتها...كانت الحياة أمتع...أسعد...كل ما تريده مجاب..كل ما ترغب بفعله لا يعارض...كل ما تكرهه لا تفعله...
تغرق بالهدايا...و العطايا بمناسبة...و بلا مناسبة...
تدلل من الكل...من والدتها و جواهر...زوج أمها...و إخوتها الأولاد...

الحياة بينهم...كانت محمسة لفتاة بعمرها...لا تجد من يرفض حتى لجنونها أي طلب...
لا سيما حينما كانت تقص ما تراه في ذاك البيت على مسامع صديقاتها...و بنات الجيران...و ترى الغيرة واضحة في عيونهن...و الإنبهار جلياً بملامحهن...


بينما الحياة في بيت أبيها...كانت مملة...ساكنـة...بين أخواتها المطيعات...الهادئات دوماً...
كانت مقيده بقوانين كثيرة...
لا تلبسي هذا...لا تفعلي ذاك...هذا عيب...هذا غلط...
حتى كرهت ذاك البيت...و كرهت كل من فيه...و تمنت أن ترحل عند والدتها للأبد...


فهي بعقلها ذاك...كانت ترى أن تصرفات والدتها...تدل على حبها...
أما والدها...فبالتأكيد يكرهها...لكي ينكد عليها بهذا الشكل...
دوماً غاضب منها...دوماً يصرخ عليها...و يوبخها...


ابتسمت بحب...و إمتنان...و هي تتذكر صبر زوجة أبيها...و حنانها عليها...
حتى صبح بالرغم من أنها كانت أصغر سناً...لكنها كانت أكبر قلباً...و عقلاً...و حناناً منها...

لم يتركوها بمحنتها تلك...وقفوا بجانبها...اهتموا بها...حتى اصبحت ما هي عليه اليوم...


تعرف أن والدتها تحبها...لذا كانت تقدم لها كل شيء تريده...كل شيء يعوض غيابها عنها...
تريدها سعيدة...راضية...لا ينقصها شيء...و لا يهم سوى هذا...لا يهم كيف يصبح سلوكها بعد ذاك...
فأمها تحرص على سعادتها...هي و أختها...و إخوتها...و بقية الناس لاتهـم...

بعكس زوجة أبيها...التي علمتها أن تهتم للغير أكثر...كيف ينظر الناس لها...و الإنطباع الذي تتركه لديهم إتجاهها...
أن تفكر بأخلاقها...بتصرفاتها...و بالسمعة التي يتحدث الناس عنها بها...


سلام / آآآي


كان ذلك...(مطب)...لم ينتبه له...السائق أبوصالح...فارتجت السيارة بقوة...قطعت سلام من أفكارها...و صحت على إثره...حنين...


حنين بفزع / وووش صآآآر؟


ضحكن...و بدأن بتعليقاتهن الساخرة دوماً عليها...
لكن صبح...لم تشاركهن الضحك...و هي ترى شاشة جوالها بقلق...و تكتب رسالة لهدى...تتمنى أن تطمأنها على حالها حينما تستطيع...



♥▓♥▒♥▓♥




نزلت درجات السلم بهدؤ يعكس الهدؤ الذي يلف المنزل حولها...لتجلس على آخرها...تنتظر إتصال سمو...كي تخرج لها...
سندت رأسها على درابزين السلم...يشخص بصرها للسكون الذي يهيمن على كل زوايا المنزل...

كم تكره الصباح...و هذه الصالة الواسعة...الفارغة...التي تسبح بنور شمس...لا يصلها دفئها...أو نورها...


دوماً تصحـو وحيدة...مكتئبة...ساكنة...
لا يبدأ عالمها...و لا تتنفس روحها...إلا بعد أن تراها أمامها...
لتنسى معها...و مع حيويتها...قيوداً من الأسى...و الحزن...تكبّل قلبها...
فتتحول لإنسانه مشعة...بالفرح و الحياة...لكنها حياة تعكسها من روح سمـو فقط...

لتستمد منها...نبضاً...و روحاً...و حباً...و أملاً...


ابتسمت...و انجلت غيوم الحزن من عينيها...ما إن سمعت النغمة المخصصة لسمو تتصاعد من جوالها...
فنهضت مسرعة...لترتدي عبائتها و تخرج لها...






خرجت إليها تتسابق خطاها فرحاً و حماساً...حتى صعدت جانبها في السيارة...و اقتربت منها لتطبع قبلة على خدها...


كادي / صباح الخير
سمو / صباح الورد و العسل و العطر و الفراشات و العصافير
كادي تضرب كتفها / مـا بغيتي تخلينا نداوم
سمو / يوم أقولك تعالي نامي عندي عشان تصحيني غصب أنتي اللي ما ترضين
كادي بهدؤ / تعرفين إني ما أحب أنام برا البيت و اتركهم لحالهم
سمو / أجل ادفعي ثمن تأخيرنا عن الدراسه أسبوع كامل! أووف الله يعين


و غرقتا بالكلام...و الضحك...و حماسهما لأول يوم...
حتى توقف السائق أمام إحدى محلات القهوة...و بدأت سمو كالعادة تتجادل مع نينا على طلبها...


و كادي تسرح بخيالها في ذات الطريق الذي تترد عليه منذ سنتان مع سمو...
تتأمل السيارات...و المحلات...و الناس...
بالعكس من سمو سعيدة بإنتهاء هذه العطلة...و رجوعهم للمدرسة...و قضاء ساعات النهار فيها...و إنشغالها معظم الوقت الباقي بالدراسة...أو الواجبات...


احست بيد سمو تمتد لها...لتتناول ما تعطيها مبتسمة...
و بعد أن اكمل السائق طريقه و التهت نينا بالطريق...و بالتحدث مع زوجها السائق...
أخذت سمو منها...كوب القهوة لتمد لها عصيرها...كما اعتادت أن تفعل...
و كادي تبتسم لرجوعها لذكرياتهم من جديد...


سمو / يله بنتي حبيبتي..تغذي كويس..عشان ما يقولون إني ما اهتم فيك
ابتسمت كادي بحزن مفاجيء / الله يخليك لي


تلاشت البسمة التي ارتسمت على شفتي سمو...تعرف هذه النبرة الحزينة لكادي...
مالذي أثار من جديد تلك الأحزان التي لا تخمد..؟!


و بعفويتها المتهورة...اقتربت منها أكثر و ضمتها بشده...


كادي مختنقة / سموووي وش فيك؟؟
سمو تشدها أكثر / يااااختي أحببببك..و غلاك بالصبح يتفاعل مع الشمس و يصير اغلى
كادي تبعدها بالقوة / والله عليك اوقات تعترفين فيها بمشاعرك!! عفستيني!


اخذت ترتب نفسها...مدعية الضيق من تصرفها...
لكنها كانت تحاول مغالبة دموعها...
فسمو...تفهمها أكثر من نفسها...تحس بها قبل أن تحس هي بمشاعرها...
كل فرحة في دنيتها سببها سمو...
كل ضحكة لها...كل حماس...كل حياة...
كانت سمو سببه...



♥▓♥▒♥▓♥



صحى من نومه متأخراً...متمللاً كعادته...
اتكأ على مرفقه بكسل...ليمد يده الأخرى للأباجورة التي بجانب السرير...و يشعلها...
ليتسرب منها نور بسيط...ينير غرفته الباردة...المظلمة...مع أن الوقت تجاوز ما بعد الظهر...

لكنه لا يهتم...فنهاره يبدأ في الساعة التي يستيقظ فيها...أياً كان ذاك الوقت...حتى لو كان بمنتصف الليل...


نهض من سريره...ذاهباً ليستحم...لكنه توقف متأملاً نفسه بالمرآة التي أمامه برضا...و كثير من الغرور...
لا تفوته تلك الوسامة الآسرة بملامحه...ذاك الجمال...و الكمال...الذي وهب إياه...
مع مستوى معيشته المرتفع...و مركزاً عين له في شركة والده...و إن كان لا يعمل من أجله كما يجب عليه...


كـل هذا كان سبباً أن يرى من حوله دوماً...هم دون مستواه...
و أن يعتاد على نظرات الإنبهار...و الإعجاب...من كل فتاة يمـر بها...

دوماً الكل يطلب رضاه...و يسعد لقربه...
وهو يزيد بهذا تكبراً و غروراً...و أن يأمر فيطاع...و يتحقق له كل ما يرغب...حتى قبل أن ينطق به...


بعـد نصف ســـاعـة...~


خرج من غرفته...تسبقه كالعادة رائحة عطـره الفـاخرة.. القوية...ليتركها تعبق بالمكان حتى بعد رحيلـه...
بكامل أناقته التي تزيد...منظره كمالاً...و تأثيراً...و بعداً...


أخرج هاتفه المحمول...متجاهلاً كل الأسماء التي تملأه...و التي حتى لا يتذكر وجوهاً لأصحابها...
متوجهاً مباشرة لإسمه...
لم يكن مقرباً منه إلا اثنان فقط...و هذا بالأخص...ابن عمته...و الغريب أن تفكيره و أطباعه لا تشبه أفكاره بشيء...لكن رغم هذا...كان الأقرب له حتى من صديقه الآخـر...


فمع أطباعه الصعبة...و مزاجه المتقلب...و غروره الذي أبعد الكثيرين عنه...
بقي سامي...قريباً منه...يتحمله...و لا يبتعد عنه مهما رأى منه...


سامي / هـلا والله
باسل بإبتسامة نادرة / أهلين..صباح الخير
سامي بضحكة و يرى ساعة يده / صباح! يله حسب توقيتك نجامل و نقول..صباح النور
باسل متجاهلاً سخريته / ويـن تبي نفطر؟
سامي بدهشة مصطنعة / زين بعد تشاورني بالمكان! لكني أفكر اللحين بالغداء..و افطرت من خمس ساعات


تنهد بملل...لا يترك سامي تلك الملاحظات...و إعتراضاته المبطنة...


باسل ببرود / أنا ما أفطرت..و بتفطر معي..ألقاك في الكوفي القريب من جامعتك يا أستاذ..بـاي


كان في هذه الأثناء ينزل الدرج...ما إن وصل إلى الصالة الواسعة و تعداها...
حتى سمع صوت والدته قادماً من المطبخ تتجادل مع إحدى خادماتها...
تغاضى عن وجودها...و خرج من المدخل للفناء الخارجي...


لم يكن يوماً ذاك الإبن المحب...البار بوالديه...أيضاً لم يكن عاقاً...أو جاحداً لهما...
لكنه لا يتحلى بذاك الإهتمام...و العطف...و المراعاة لرضاهم...و السؤال عنهم...
كثيراً ما كان يدخل للمنزل...و يخرج...و بالأيام لا يصادف أياً منهما...و لا يسأل عنهما...
لأنه لم يهتم يومـاً...إلا لشخص واحد فقط...هو بــاسـل...



♥▓♥▒♥▓♥



خـارج أرض الوطن...بعيداً بأميال عن حرارة صحراوية اعتاد جسده عليها...كما تبعد برودة قلبه زمناً عن تلك المشاعر التي طالما استوطنت دفئه...


كان في جناحه الفندقي الفاخر...وحيداً...هادئاً...
مازال يرتدي بيجامته السوداء...و يقف أمام النافذة الواسعة المفتوحة يستنشق الهواء البارد...
جسده الطويل يميل وهو يستند بكتفه على حافة النافذة المفتوحة...و يرتشف كوباً من القهوة الثقيلة التي فاحت رائحتها القوية في أرجاء المكان...لتزيل عنه آثار نوم استفاق منه لتوه...
كان يراقب بعينين نصف مفتوحتين الشوارع...و السيارات...و يتابع روؤس الماره بسيرها...و لكن فكره أبعد ما يكون عن ما يراه...


أنهى بالأمس إجتماعاً ناجحاً...
و بعد ساعتان سوف يوقع العقد...ليتبقى له إجتماعان خلال هذه الأيام...يبصم عشراً أنه سوف يتمها بنجاح...ليعود إلى الشركة...بإنجاز عظيم يعرف أنه سوف يبهر والده...
و يجعله يستحق مركزه الجديد كمدير تنفيذي للشركة بجدارة...لتكون هذه أيضاً دفعةً أخرى منه للشركة...لتتقدم نحو الأفضل...


إذا توقف الأمر على عقله...و تفكيره...فهو بالتأكيد يحسن التدبير متى أراد...و يضمن بالألف النجاح...
إذن لما حين تعلق الأمر في القلب...وجد الفشل مزمن لمشاعره..؟؟


أغمض عينيه...و تنهيده عميقة لطالما حاول أن يكبتها...تصدر من أعماق قلبه...
وهو يتذكر تلك الزهرة الحمراء...المخملية...
التي زرعها في قلبه...و التي طالما سقاها حباً لا ينضب...تلك التي لم ينزف شعوره إلا لها...
زرعها في داخله سنوات ليحصدها أخيراً...بُعداً...و رفضاً..!!


آآه كم اشتاق...و تاق إلى لحظة يضمها فيها إلى بيته...و قلبه...حتى احترقت عواطفه من زفرات الرفض...و الأسى...و الغضب...
لتستحيل إلى شوك و لهب...يدمي...و يلهب أنفاسه مع كل شهيق...حتى اضرمت النار في قلبه...ليلفظها مع آخر رمق له...
و يزهق أي شذى لذكرى عبقت بروحه عنها...


نعـم...لقد انتهى من الإنسياق وراء ذلك السراب...
لا وجود لها منذ سنوات حتى في أحلامه...
لقد كفكف خيبته...و زفـر حنينه...و عــاش بعدها بلا قلب...


هي اختارت أن تموت في قلبه...و تميتـه معها...
فلن تحيى به من جديد..و لـن يحيى بعدها...


هذا كان مجرد ماضي...
فقد انتهت منذ زمن بعيد لحظات ضعفه...
لكل وقت إحساس...
و هو أنهى ذاك الوقت...و تلك الأحاسيس...



♥▓♥▒♥▓♥



فـي نهــاية اليــوم..~



عـاد إلى المنزل في وقت متأخر...يتوق لسريره...و ينكد عليه خاطراً...أنه يجب عليه النهوض مبكراً بعد هذه السهرة الطويلـة و المفاجأة...التي أصـر عليها...بـاسل...


لكنه ما إن دخل إلى المنزل...حتى جذب مسامعه صوت التلفاز يتعالى من الصاله...التي مازالت أنوارها مشتعلة...
ليبتسم بهدؤ..وهو يتوجه إليها...
كيف نسيها..؟؟
بالتأكيد هي لن تنام حتى تراه قد عاد إلى المنزل...
و تسأل إن كان تناول عشائه أم لا؟؟
و إن كان يريد شيئاً؟؟
و بأي ساعه سيصحو في الغد؟؟
و هل تجهز له الفطور أم كالعادة سيخرج مستعجلاً و لن يكفيه الوقت ليتناوله؟؟


دائماً تردد ذات الأسئله...ليكن جوابه...
لا لا يريد أي شيء...


لا يرغب أن يحملها أي مسئولية مازالت صغيرة عليها...يريدها أن تركز على دراستها و لا تشغل بالها بالبيت...و به...
فهناك الخدم حين يحتاج لأي شي...فلما تتعب نفسها بكل شيء..؟؟


دخل إلى الصاله...وهو يراها تجلس على إحدى الكنبات...ترفع قدميها عن الأرض و تسند على ركبتيها دفتراً أزرقاً صغيراً...استغرقت في الكتابة على صفحاته بشرود...
حتى إنها لم تشعر بوقوفه بجانبها للحظات...

التفتت لا إرادياً...بعد أن احست بظلاله الذي انعكس عليها...لتفز قليلاً و ترفع رأسها لتراه... فتقفل دفترها و تضعه بجانبها...


كادي بعتب / ســـامي! حرام عليك من وين طلعت؟؟
سامي يبتسم لها بعطف / صار لي وقت واقف..و لا حسيتي فيني
كادي / امم تعشيت؟
سامي / ايه..
كادي ترى ساعتها / الوقت متأخر..و أنت بكره عندك محاضره بدري؟ وين كنت؟؟
سامي يرمي بنفسه على الكنبه بجانبها / كنت سهران عند باسل
كادي تكح بغثيان مصطنع / أووه ياربي..مادري كيف تتحمل و لد خالك هذا!
سامي بعتب / ترى ما أرضى عليه
كادي تبتسم له / الله يعينك على ما بلاك

سامي يمد يده ليأخذ الريموت...و يقفل ما تشاهده...أو لم تشاهده...

سامي يقف / يله نامي..الوقت تأخر..-و يكمل بعتب-كم مره اقولك لا تنتظريني يمكن اتأخر و أنتي اللحين وراك دراسه
كادي تقف معه / ما فيني نوم..نمت الظهر..يعني عادي لو سهرت شوي


يكمل في نفسه...وهو يصعد معها الدرج...و يده ترتاح على رأسها الصغير...(ولو ما نمتي يعني ما كنتي بتنتظرين؟ ادري إن لو فيك نوم الدنيا بتعاندينه وتنتظرين)



♥▓♥▒♥▓♥



تلكـ كانت أولى النبضـات..تحـوي بعـض قلوبهـم النـابضة..
فـي نبضـات قـادمة...سنتـعــرف عليهـم أكثــر
و نتـعرف على قلـوب أخــرى...سـوف تشـاركهـم النبــض...~



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღبإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 01-06-22 الساعة 07:26 AM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس