عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-20, 02:49 PM   #241

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحادي عشر

بعد أن ألقي أبراهيم قنبلته في وجه الجميع أصابهم الذهول جميعاً و فغروا أفواههم من الصدمة وما أن تمالكت فريدة نفسها حتي أخذت أبناءها وصعدت بهم مع فدوي الي شقتهم بلا كلام....
وما أن دلفوا الي الشقة حتي قالت فدوي بعدم تصديق وهي ترتمي علي الأريكة :"لا أصدق ما رأيته وما سمعته الرجل ظل صامتاً طوال عمره ليأتي علي أخر أيامه ويُطلقها!..."
جلست فريدة بجوارها وأندست البنتان بجوارهما لايُصدقان أيضا ماحدث أمامهم...بينما جلس عبدالرحمن علي الأريكة المواجهة لهم بوجه واجم..
ربما لأن الموقف ذكره بالفترة التي أنفصل فيها والديه....
فتح فادي باب الشقة بمفتاحه ودلف للداخل وما أن رأهم حتي قال بأبتسامة عذبة:"أشرقت الأنوار... فريدة هانم وعصابتها تنيرون البيت في الأيام التي تتواجدون بها هنا"...
أبتسمت له فريدة بينما قالت سمر وهي تغمز بعينها:"ألم تعرف ماحدث؟"...
قال وهو يُضيق عينيه :"لا لم أعرف "...
جلس بجوارعبدالرحمن ووضع ذراعه حول عنقه فقالت سمر بصوت مُنخفض كمن تفشي سراً:"اليوم كان عقد قران عمتي نسمة ..نحن للتو صعدنا "...
قال لها:"نعم حبيبتي أعرف...ثم وجه حديثه لفريدة قائلاً بعتاب:ذهبتي أذن ولم تستمعي لي"...
قالت فريدة بلين وهي تُشير الي عبدالرحمن بعينيها:"من أجل الأولاد عمتهم كانت تريدنا جميعاً معها يافادي"....
قالت سمر وعينيها تلمعان من فرط الأنفعال:"عمتي نسمة تزوجت وجدي طلق جدتي في نفس الليلة".....
رفع فادي حاجبيه معاً ونظر لفريدة وفدوي قائلاً بشك:"أحقا ماتقوله هذه البنت؟"..
أومأت فدوي برأسها وشبح أبتسامة ظهر علي وجهها وأختفي سريعاً...قال فادي بأهتمام:"كيف ولماذا؟؟
ثم أشار بيده لسمر قائلاً :تعالي حبيبة خالك أجلسي بجواري وقصي علي القصة كاملة "....
قامت سمر بسُرعة واندست بجواره تقص عليه بالتفصيل ماحدث وهو يستمع اليها بأنصات وتعجب بينما عبدالرحمن يُتابعها ويمنع نفسه من الضحك علي أسلوبها المُشوق في وصف الأحداث ...وما أن أنتهت حتي قال فادي ببرود:"سُبحان الله سيُسقي كل ساق بما سقي وعلي الباغي تدور الدوائر"...رفع عبدالرحمن حاجباً مُستنكراً وقال لفادي وهويمُط شفتيه:"لاحظ أنك تتحدث عن جدتي"...
ضربه فادي علي مؤخرة رأسه بخفة قائلاً بسخرية:"تُشعرني أن جدتك الملكة اليزابيث "....
قال عبدالرحمن ضاحكاً ولم يعد باستطاعته كتم ضحكاته:"تعرف أنها تُشبهها بالفعل"...
قال فادي ساخراً:"مُبارك عليك أذن جدتك" ..
قالت سهر بقنوط وهي تُعدل وضع نظارتها الطبية:"وأنا التي كنت حزينة لأن أبي و أمي مُطلقان فيُطلق جدي جدتي"....نظرت فريدة وفدوي اليها في أن واحد ولاحظتا نبرة اليأس في صوتها....
سهر غالباً لا تُعبر عن أنفعالاتها بسهولة عكس سمر ....سهر بها الكثير من السمات الشخصية لفدوي بينما سمر تحمل كل السمات الشخصية لفريدة...
قال عبدالرحمن لأخته مُهونا عليها:"لاتحزني حبيبتي فلي أصدقاء كثيرون وضعهم أسوأ من وضعنا بمراحل هناك أصدقاء لي لايرون والدهم من الأساس وهناك من لايرون والدتهم فالحمد لله "....
صمتت فريدة لاتعرف بماذا ترد بينما قال فادي مُحاولاً أمتصاص التوتر الذي طغي علي الجلسة وهو يدفع سمر برفق قائلاً لها وهو يغمز لها بعينه:"حسناً علمنا ماحدث بتحليل الثرثارة سمر ثم أشار بيده لسهر قائلاً:أريد أن أستمع الي تحليلك العقلاني لما حدث ياسهورة تعالي بجواري وقصي علي أنت الأخري"..
أبتسمت سهر وقامت لتجلس بجواره فأحاط كتفيها بذراعه وبدأت تقص عليه ماحدث بهدوء وروية
******************
ركبت كريمة بجوار أبنها في سيارته وهي تسب وتلعن وما أن أنطلق بالسيارة حتي صاحت فيه بغيظ وحدة:"لماذا أخذتني ؟لماذا جعلتني أترك بيتي ياعُمر؟لقد جُن والدك وكان الأحري به هو من يترُك البيت"...
قال لها عُمر بتوتر وهو ينظر الي الطريق :"أمي أبي ليس في حالته الطبيعية هو منذ فترة وهو وضعه غريب وأنا لاحظت عليه ذلك...أين كان سيذهب هو ؟لن يستطيع أن يجلس عندي أنت تعلمين أنه لايحب أن يذهب عند أحد...أنا أخذتك فقط حتي يهدأ..يومين وتعودي الي بيتك يكون هو قد هدأ"....
قالت بغضب وصدرها يعلو ويهبط من كثرة الأنفعال :"أنا يرمي علي يمين الطلاق للمرة الثانية!"...قال عُمر بضيق:"وأنت أيضا مُخطئة..لما قلتي لعبدالله وقد حذرك أبي؟...ثم أردف بجدية وهو ينظر اليها :أمي عبدالله لاغُبار عليه هو أكثر شخص مُحترم قابلته في حياتي ومادامت نسمة قد أختارته بمحض أرادتها فكان عليك أحترام ذلك"....
قالت بصوت عال غاضب:"أنا لم أقل له شيء هو الذي فهم من تلقاء نفسه"...
نظر اليها بشك قائلاً:"أيُعقل!"....
لم ترد عليه فأردف قائلاً بتساؤل:"أمي لم تقولي لي من قبل لماذا طلقك أبي في المرة الأولي... كنت صغيراً أنا وقتها ولا أتذكر ماذا حدث"....
قالت بمُراوغة:"وهل سأتذكر أنا ماحدث منذ ثلاثون عاماً؟"..
قال بشك:"وهل تنسي المرأة لماذا طُلقت؟"...
قالت في محاولة منها لتغيير دفة الحديث :"أنا لن أتحمل أن أترك بيتي"...
قال لها وهو يمُط شفتيه:"أتركيه عدة أيام حتي يهدأ وسأعيدك بنفسي الي بيتك"...
************
جلست نسمة في غرفة نومها وحيدة..
أسندت رأسها علي الوسادة ودموعها حبيسة في مقلتيها ترفض النزول... نظرت حولها الي غُرفة النوم الأنيقة الخالية الا منها...هل هذه هي ليلة عُمرها ؟....
هل بعد أنتظارالأعوام الطويلة تجلس وحيدة ليلة زفافها وزوجها يجلس حزيناً في غُرفة أخري؟؟....
هل ينتظر الانسان لسنوات ويتمني المُستحيل لسنوات وحين يتحقق تتحول الفرحة الي علقم يقف في الحلق؟
سألت نفسها بحيرة..هل هي كنسمة تستحق كل هذا؟
ماذا فعلت في حياتها!
الحقيقة هي لاتتذكر أنها فعلت شيء كانت دائما مفعولاً به ما أن أتمت الثامنة عشرة وأنهت المرحلة الثانوية حتي قررت أمها تزويجها ...
كانت جميلة وكان العرسان يترددون عليها منذ أن شبت وصممت والدتها علي أن تتزوج كحال بنات الحي اللاتي يتزوجن وهن صغيرات....
كانت من تتجاوز الثالثة والعشرين يقولون أنها كبُرت وكانت والدتها تريدها أن تلحق بقطار الزواج وعندما عارضت حتي تُكمل دراستها أقنعتها والدتها أنها ستتفق مع العريس وأهله أن تُكمل بعد الزواج وهذا بالطبع لم يحدث وزاد عليه المُعاملة المُهينة منه ومن أهله التي لم تتحملها هي لتعود مُطلقة بعد أقل من عام ....
وهاهي زيجتها الثانية التي يبدو أنها لن تُصبح أفضل من الأولي رغم أختلاف الأشخاص ولكن العامل المُشترك هو أمها التي أفسدت حياتها بأن زوجتها لرجل غير مُناسب سابقاً..وعندما جاء الرجل المُناسب أبت الا تضع بصمتها علي الأمر....
تحسست بيديها قماش فستانها الكريمي الناعم الذي لم تخلعه بعد وأستعادت في ذهنها ماحدث مع عبدالله منذ مايُقارب الساعتين ودموعها التي كانت حبيسة أنسابت أخيراً لتُغرق وجهها...
قبل ساعتين
فتح عبدالله باب الشقة بوجوم وبسط يده أمامها لتدخل وما أن أغلق الباب حتي نظرت حولها الي الشقة التي كانت مُشتاقة لأن تراها ...
كانت الشقة أنيقة وفرشها راقي تماماً كما قال والدها .....بالفعل ذوقه رائع في أختيار الاثاث والوان الحوائط فأمامها كانت غُرفة صالون راقية مفتوحة علي غُرفة سفرة كاملة ...كان جميع الاثاث باللون البُني الأنيق ...
ما أن رفعت عينيها اليه حتي وجدت نظرته تائهة حائرة ....كان لايزال يقف في مدخل الشقة ويضع كفيه في جيبي بنطاله ويبدو أنيقاً وجذاباً أكثر من المعتاد قالت له بابتسامة صغيرة :"ماذا بك عبدالله"....
قال لها بهدوء وهو يقترب منها ويجذبها من يدها ليجلسا مُتجاورين علي أريكة الصالون :"خالتي كريمة قالت لي كلمات غريبة لها معني لم أفهمه وأريدك أنت بما أنك أصبحتي زوجتي أن تُساعديني علي فهمه"...
نظرت اليه نسمة بقلق ...لو لم تكن سمعت والدها وهو يُقسم علي والدتها الا تتحدث معه في الأمر لظنت أنها قالت له....ولكن ما أن نطق عبدالله وقال ماسمعه من كريمة حتي هوي قلب نسمة في قدمها وشعرت بالغضب الشديد من أمها ...
قال عبدالله بحذر:"تكلمي يانسمة أنا أعرف أن خالتي كريمة لن تقول ماقالت ألا عندما يكون هناك بالفعل شيء ..أبتسم لها يحثها علي الكلام الذي شعر أنه يقف في حلقها وما أن شعرت هي بهدؤه وأصراره علي معرفة الأمر أضطرت أن تقص عليه الحقيقة لأنه لم يكن يقتنع الا بها وهي لم تكن تستطيع الكذب ولم تكن تعلم أن هدؤه هذا هدوء مُصطنع حتي يعرف الحقيقة فقط ..
وما أن قصت عليه حتي أحتقن وجهه بشدة وكور قبضته بجواره حتي رأت مفاصله تبيض ولم يقُل لها سوي جملة واحدة بوجع :"وهل سأستطيع أن أعيش معك وأنا أحمل ذنبك أنت الأخري؟؟...قديماً أبقيت أمرأة معي عشرة سنوات وفرت بعدها بلا رجعة وها أنا حتي اليوم أحمل نفسي ذنبها فهل سأحمل فوق ذنبي ذنبا أخر؟؟؟"...
قالت له برجاء:"عبدالله لا تأخذ الأمر بحساسية هكذا أنا..."
قاطعها قائلاً بوجوم:"أنا ذهني مُشوش الان أريد أن أجلس بمفردي حتي أستطيع التفكير جيداً
ثم أشار لها علي غُرفة النوم قائلاً بصوت يائس:تفضلي هذه غُرفتك"....
ودخل هو الي غٌرفة أخري مُجاورة لها وأغلق علي نفسه الباب وأخر مارأته من ملامحه قبل أن يُغلق الباب نظرة عين تائهة وملامح وجه ميتة ومن وقتها وهو بهذه الحجرة وهي بهذه الحجرة

***************
بعد ظهيرة يوم الجمعة وبعد أن صلي فادي وعبدالرحمن صلاة الجُمعة في المسجد وأحضروا الأفطار معهم و جلسوا جميعاً علي طاولة الطعام.. قال فادي وهو يضع نصف قُرص الفلافل في فمه :"أنا سأذهب الي مشوار هام ولن أتأخر بأذن الله"...قالت له فريدة وهي تضع الخُبز أمام سهر الواجمة منذ الأمس :"حسناً ونحن أيضا سنذهب الي البيت فالأولاد لديهم واجبات كثيرة ثم غمزت بعينها قائلة:وأعتقد أن الجو هنا سيصبح مُلغماً هذه الأيام وفدوي ستأتي معي ثم نظرت لفدوي التي كانت تلهو بالطعام ولا تأكل شيئاً:أليس كذلك يافدوى؟"...
قالت الأخيرة بفتور :"نعم ماذا سأفعل هنا وحدى؟"...قالت فريدة وهي تنظر لفادي:"حسناً وأنت الأخر أنهي مشوارك وتعال الينا"..
أومأ لها برأسه في حين نظر اليهم نظرة لم يعلموا مغزاها وقال لهم وهو يحك رأسه بسبابته :"مارأيكم لو نذهب لزيارة أبي وأمي في الغد؟"...
قالت فدوي بلهفة:"ياليت "..
وقالت فريدة وهي تنظر لغرفة والديها:"حقاً لقد اشتقت لزيارتهم لم نذهب الشهر الماضي"...
أومأ برأسه بتوتر وهو يفكر كيف سيفاتحهم في أمر زواجه وكيف سيكون رد فعلهم...
سيحكي لهم عند زيارة والديهم رُبما رهبة المكان تٌخفف من وقع صدمتهم قليلاً
******************
بعد العصر جلس الدكتور فؤاد في سريره نصف جلسة...لقد خرج من العناية المُركزة منذ يومين وبدأت صحته تتحسن تدريجياً..
خرج تيمور وشهاب ليستفسرا من الطبيب المُختص عن أمكانية خروج والدهما من المشفي قريباً فقد سأم الأخير من المشفي رغم أن ثلاثتهم يتناوبون في الجلوس معه ولايتركونه وحيداً الا أنه لايحب المكوث في المشفي طويلاً... بينما جلست رودينا زوجة شهاب علي المقعد المجاور لسرير الدكتور فؤاد وبجوارها أختها نورين زوجة أياد قالت رودينا بابتسامة رقيقة:"الحمد لله ياأنكل تبدو بصحة جيدة"....
قال فؤاد بابتسامة صافية :"الحمد لله ياابنتي "...
قالت نورين :"بأذن الله تخرج وتُنير بيتك في القريب "...قال بصدق:"أنا بالفعل أريد أن أخرج لأني أشعر بتعبكم جميعاً معي ولا أريد أن أثقل عليكم والأعمار ياابنتي بيدالله لن يزيدني المكوث في المشفي عُمرا علي عُمري"...
قالت نورين:"أطال الله في عمرك ياأنكل حتي تزوج أبناءنا وتري أبناؤهم"..
قالت رودينا بلهجة خاصة "اللهم أمين.. ولكن يزوج تيمور أولاً... ثم أردفت وهي تنظر الي الدكتور فؤاد :حقاً ياأنكل كلما سألتك عن موضوع تيمور وروفان كنت تقول لي أنه لم يرد عليك فهل حتي الان لم يرد؟"...
قال الدكتور فؤاد بصوت عميق وهو يُضيق عينيه:"تيمور هذا ياابنتي ليس به أمل كلما فاتحته في أمر الزواج بوجه عام لايُعطيني رداً ..ثم أردف مُمازحاً بعيون لامعة :ماذا لو زوجتوني أنا أياها وينوبكم ثواباً في رجل عجوز وحيد "..
قهقهت نورين ضاحكة بينما ناظرته رودينا بغيظ مكتوم في نفس الوقت الذي دخل فيه تيمور وشهاب...
قال شهاب براحة:"الحمد لله ستخرج ياأبي في ظرف يومين"..قال فؤاد :"الحمد لله"...
قال تيمور لشهاب:"هيا أذهبوا أنتم وأنا سأبيت معه اليوم"...قال شهاب بجدية :"أنت كنت معه بالأمس أتركني أنا اليوم"..
ربت تيمور علي كتفه قائلاً:"لا أنا رتبت نفسي علي ذلك ثم أشار بعينه علي رودينا ونورين قائلاً: خذ زوجتك وزوجة أخاك وأنا سأبيت معه"...
بالفعل أخذ أياد زوجته وشقيقتها بعد أن صافح والده وقبل رأسه ...
أخذ الدكتور فؤاد يقلب في هاتفه بينما وقف تيمور ينظر من النافذة وذهنه يعمل بسرعة ..وما أن رتب أفكاره حتي تناول هاتفه وخرج خارج الغرفة وأتصل بفريدة التي ما أن سمعت رنين هاتفها حتي خرجت من الحمام حيث أنهت حمامها للتو كانت تضع منشفة صغيرة علي شعرها المُبلل بينما تحيط جسدها بمنشفة كبيرة.. دخلت حجرتها وتناولت هاتفها وما أن وجدت أن الأتصال منه حتي أبتسمت بحنين ووضعت يدها علي كتفها الأيمن ...
أنتهي الأتصال ولم ترد وكان يعلم أنها لن ترد كعادتها في الأيام السابقة فأرسل لها رسالة قصيرة كتب فيها:"شيري مريضة جداً يافريدة"....
ما أن جاءها التنبيه باستلام الرسالة وقرأتها حتي أتصلت به علي الفور قائلة بقلق ما أن سمعت صوته:"ماذا بها شيري؟"...قال بخبث وبصوت هامس:"أذن كنت تسمعين الأتصال ولم تجيبي؟"...قالت له بتوتر :"لا أبدا لم يكن الهاتف بجواري "...
قال لها وهو يشعر بالأنتصار:"حسناً لاعليك"...
قالت له باهتمام :"ماذا بها شيري؟"...
قال لها بجدية:"كانت مريضة بالأمس وذهبت بها الي الطبيب ثم أردف وهو يُمشط شعره بأصابعه :ولا أستطيع الذهاب للأطمئنان عليها لأني أجلس مع أبي فقلت أن كنت مُتفرغة تأتين لتجلسي مع أبي قليلاً الي أن أذهب أنا لأطمئن عليها أنا أعلم أن الأولاد لا يكونوا متواجدون معك اليوم"...
قالت:"لا هم معي اليوم لأنه حدث ظرف ولم يذهبوا لوالدهم ولكن فدوي معي سأتركهم معها وأحضر ثم أردفت :أنا من الأساس كنت سأحضر حتي أطمئن علي الدكتور فؤاد"..
ضم قبضته ورفعها في الهواء علامة النصر لنجاح خطته وقال لها بصوت دافئ:"سأنتظرك".....
أغلقت معه وأسرعت الي خزينة ملابسها وانتقت فستان طويل رقيق من اللون الأسود أظهر بوضوح رشاقة جسدها وحجاب من اللون الوردي زاد وجهها تورد وجاذبية وحذاء أسود بكعب عالي وحقيبة يد من نفس اللون لطالما أحبت هذا اللون وزادها أناقة وملوكية .....
خرجت الي حجرة المعيشة بعد أن أرتدت ملابسها ووضعت القليل من الكحل وطلاء الشفاه بنفس لون حجابها فوجدت فدوي جالسة علي الأريكة بوجوم لم تُفصح عن سببه رغم سؤالها المتكرر لها ..
أما سهر فكانت تتسطح علي الأريكة وتسند رأسها علي كتف خالتها والأخيرة تمشط لها شعرها بأناملها... بينما سمر وعبدالرحمن يجلسان متجاورين علي الأريكة المٌقابلة ويشاهدون جميعاً مسرحية كوميدية
قالت فريدة لفدوي:"فدوي بعد أذنك سأذهب لأطمئن علي الدكتور فؤاد ولن أتأخر بأذن الله"...
أومأت لها فدوي برأسها بينما قال عبدالرحمن لها:"سأحضر معك أذن"...قالت له:"أنا لن أتأخر ولا أعلم هل سيسمحون بدخول أكثر من شخص أم لا "..
أومأ لها برأسه فأشارت لهم بيدها وخرجت...
بعد ثلث ساعة كانت فريدة تطرق علي باب نفس الحُجرة التي دخلها الدكتور فؤاد الأسبوع الماضي بقلب دقاته مُتسارعة فما أن أقتربت من الحجرة حتي داهمتها بقوة ذكريات ذلك اليوم...
فتح تيمور باب الحُجرة وقد عَلم من صوت طرقتها أنها هي وما أن رأها أمامه بهيئتها الملوكية الملائكية هذه حتي ذاب أمام عينيها الحبيبتين اللاتي أشتاق لهن علي مدار الأسبوع ...لم ينطق بكلمة... فقط نظر اليها بصمت وعينيه تكادان تلتهمانها ....
أما هي فما أن رأته ينظر اليها هذه النظرة المُشتاقة حتي أحمرت خجلاً وأنكمشت في مكانها وأرتفعت ضربات قلبها حتي أصبح صدرها يعلو ويهبط بشكل غير مُنتظم لم يخفي عليه...
ليتها لم تحضر...هذا ماجال بذهنها ..ولكن كيف وهي لم تلقي نظرة علي الدكتور فؤاد منذ يوم الجراحة وكيف وهو قال لها أن شيري مريضة ويريد أن يطمئن عليها...أشفق عليها من هذا العذاب الذي يبدو جلياً علي ملامح وجهها وأفسح لها الطريق قائلاً بصوت مبحوح :تفضلي"...دخلت فوجدت الدكتور فؤاد يجلس في الفراش ويبتسم لها ابتسامته العذبة فأقبلت عليه وقبلت رأسه قائلة بحب:"حمداً لله علي سلامتك ياحبيبي"..
ربت علي كفها قائلاً بعتاب:"للتو تذكرتي حبيبك"....
قالت بسرعة :"أقسم لك كنت يومياً أطمئن من طنط عايدة وأساساً الزيارة كانت ممنوعة في العناية وعندما خرجت أنت من العناية كنت أنا عند أخوتي ثم قالت له بمكر: لابد أن أقص عليك كل ماحدث هناك بالأمس "...
قال لها بفضول :"ماذا حدث؟"...
نظرت الي تيمور الذي كان يشاهدهم وابتسامة حانية علي شفتيه وقالت له وهي تعض علي شفتها السُفلي بأحراج :"تستطيع أن تذهب أنت وأنا سأجلس معه ويمكنني البيات معه لا تقلق عليه..ثم أردفت بنبرة حانية لم تستطع مُداراتها: وأسترح أنت قليلاً "...
قال لها مُشاكساً:"هكذا أذن تصرفوني بالذوق".
أدارت وجهها جهة الدكتور فؤاد حتي لاتواجه عينيه كثيراً وقالت له :"لا أبداً نحن دائما نجلس بالساعات ونحكي في كل شيء فتستطيع أنت أن تذهب الي البيت وتطمئن علي البنات "
قال لها:"حسناً أن حدث أي شيء أتصلي بي فوراً"...
أنصرف وتركها ليطمئن علي البنات فشيري بالفعل كانت مريضة بالأمس وذهب بها للطبيب ولكن عايدة قالت له انها تحسنت ...
وكان يريد أيضا أن يأخذ حماماً دافئا ويُبدل ملابسه التي لم يُغيرها من الأمس والأهم من كل ذلك أنه كان يريدها أن تأتي حتي يحسم أمره معها ولم يجد الا هذه الطريقة التي نجحت كما توقع بالضبط....
جلست هي بجوار الدكتور فؤاد وابتسمت له بحب حقيقي وربتت علي كفه قائلة:"حمدا لله علي سلامتك"...
قال لها بتبرم:"قلتيها لي منذ قليل أحكي لي المُهم"...
ضحكت من قلبها فمادام مُشاكساً أذن هو بخير ...
قصت عليه أحداث الأسبوع بشكل سريع وتوقفت بالتفصيل عند أحداث يوم أمس وما أن أنتهت حتي فغر فمه وقال بذهول :"الرجل الكبير طلق زوجته بعد هذا العمر!ثم قال بثقة:أذن فهذه القشة التي قصمت ظهر البعير...هذا الرجل تحمل الكثير ولم يعد لديه طاقة للمزيد"...
تنهدت بعمق وقالت:"نعم ....الحقيقة كلنا تحملنا منها الكثير"...قال بحنان :"هل مازلتي تتذكرين ماحدث؟ألم تقولي أنك نسيتي؟"...
قالت بملامح وجه عادية :"النسيان صعب ..ربما تجاوزت ماحدث لكني لن أنسي من ظلمني..ثم كسي فجأة الحزن عينيها وأردفت:لقد شعرت وقت ظلمهم لي أنني بلاقيمة...وهذا مالن أسامح عليه أو أنساه لأن هذا أسوء ماتعرضت له في هذه التجربة"...
ربت علي كفها وقال مؤازراً لها:"أسمعي حبيبتي بغض النظرعن أن قيمتك غالية ولايقدر أحد أن يحط منها....ولكني أثق أنك ستجدي من يُقدرك حق قدرك ..أنت كالجوهرة حبيبتي ...وهناك من يكون معه جوهرة ولايعرف قدرها الا بعدما تزول من أمامه لأنه حصل عليها ببساطة ودون جهد ...وهناك من يراها من بعيد ويُقدر قيمتها ويتوق لها وبعدما تصبح في يده يظل يحمد الله عليها لأنه سعي لها ولم يحصل عليها بسهولة"
أبتسمت له قائلة:"حسناً أنا أنهيت جميع حكايات الأسبوع ألا يوجد لديك ماتحكيه أنت؟"....
أدار عينيه يميناً ويساراً وقال بخبث:"زوجتي شهاب وأياد كانتا هنا اليوم ..تصوري مازالتا تتحدثان بشأن تيمور وروفان شقيقتهما" ..
أرتبكت قليلاً وقالت له بقلق لم تستطع اخفاؤه:"حقا؟ألم تقل انك أنهيت الحديث في هذا الامر ؟"...
قال وهو ينظر اليها بتمعن:"حقيقة انا كنت لا أريد أحراجهما فكنت أتهرب أما اليوم فقد قلت لهما الحقيقة"...
قالت وهي تنظر اليه باهتمام:"وماهي الحقيقة؟"...
قال وهو يضيق عينيه:"قلت لهما أنه يحب أخري والأمر مٌنتهي"....
هو في الحقيقة لم يقل لهما هذا ولكنه كان يريد أن يري رد فعلها ليتأكد هل تحب تيمور كما يحبها.. وهاهو يسمع أهتزاز صوتها ورجفة يديها وتغير لون وجهها حين قالت له بصوت هارب منها:"أكرمه الله بكل خير"...
بعد قليل دخلت المُمرضة وأعطته دواؤه وظل يتحدث هو وفريدة حتي ذهب في نوم عميق
**************



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس