عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-20, 02:24 AM   #82

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//



الفصل التاسع عشر
البارت الثاني

ظلت واقفه للحظات لم ترمش حتى ، لا تدري هل هو حقيقه ام خيال !! هزت رأسها لتنفض عنها هذا الهراء ثم نظرت إليه بحدة : نعم !
رعد : ابغى اكلمك ممكن ؟
روان : مابيني وبينك كلام ، اتوقع .
رعد : بس انا ابغى اكلمك .
روان : مو فاضية ..
اغلقت الباب بوجهه وقلبها يتراقص برعب ما الذي اعاده !!!

//

وضعت لينا البطريق في مكانه ثم جلست وهي تتظر إليها : وما عرفتي ايش كان يبغى ؟
روان : لا ..
لينا : ليش احسك خايفه ؟ انتِ مو مستعدة تواجهيه ؟
روان : ما ادري ، ما توقعت اني حرجع اشوفه او يحاول يكلمني بعد اللي صار .
لينا : ما قد حطيتي احتمال انه ممكن يصالحك ؟
روان احتقنت عينها بالدموع : ما ادري ، يعني هو تزوج وحدة كان يحبها ، فحسيت انه مستحيل يرجع .
لينا : هل عمرك تمنيتي انه يرجع ثاني ؟
روان سكتت واغمضت عينيها تتنفس الصعداء : يوحشني احياناً .
لينا : ايش كان شعورك امس ياروان ؟ بعد ما شفتيه او وقت ما شفتيه وكلمك .
روان : اول ماشفته انصدمت ما استوعبت ، بس بعد ما عدا الموقف حسيت بشعور حلو ... شعور كأنه شعور الانتصار .. حسيت انه جاي لي وهو مكسور ، نظرته كانت مكسورة ، متردد .. حسيته بيعتذر ومنعته عشان احس بشعور اني اخذت حقي منه .. ما ابغى ارجع له بس ابغاه يتعذب لأنه عذبني .
نزلت دموعها بلا مقدمات وهي تكمل : شهرين وانا قلبي يتقطع عليه .. اتخيله مبسوط ومخليني انحرق ، قلتيلي المفروض ابطل احس بأي شعور ناحيته واتخطاه بالمرة ، انا ما قدرت .. هو طوال الوقت في بالي ، يوجعني قلبي لاني اشتاق له ، ما اعرف ليش احيان افكر واقول يمكن انا ما عطيته فرصه يبررلي اللي سواه .. ما ادري ليش انا قاعدة استنى تبرير اصلاً ، وهذا اللي يحرقني اكثر ..
لينا : لسه تحبيه ؟
روان : ما اعرف .. امس فرحت لأني لمحت الكآبه بوجهه ، ما احس اني لو كنت احبه راح افرح بكآبته !
لينا زمت شفتيها بتفكير : طيب ليش ما خليتيه يكلمك ؟ خايفه تضعفي ؟
روان بدفاع : لا طبعاً قلتلك ابغاه يتعذب ما يلقالي طريق ، ابغى الكلام يتكسر على طرف لسانه ولا يلقى احد يسمعه ، ابغى تبريراته واعذاره تحرقه ويموت عشان يقولها لي ولا اسمعه .. ابغى يجيني وقلبه بيده عشان يقنعني ولا اهتم .. ابغى يحس ان قلبه قاعد ينعصر وينقبض ، يمكن وقتها يحسس بشعوري ....
بكت بحرقة : تعورني فكرة اني لما اعطيته قلبي وحياتي وحبي وافكاري وعقلي واحلامي وكل شيء ما شافني .. ما انتبهلي .. ما بادلني بنفس الشعور .. ولا احترمني ولا قدر اللي عطيته .. وفوق هذا كسرني ، ما كان مهتم الا لانانيته ونفسه ما فكر فيا ولا بالموقف اللي حطني فيه .. تعبني .. انا ماعمري انجرحت من احد قده ، ولا خاب ظني بأحد قده ، على قد الحياة الزباله اللي عشت فيها من نبذ واستحقار وذل واهانه وخيانه وجحدات ، الا ان مافي ولا حاجه اثرت علي زيه ، لينا والله حبيته من قلبي تعلقت فيه تأملت فيه كنت كل يوم لما احط راسي بصدره احس تعب العالم طاح مني ، ارتاااااااح وهو جنبي ، حتى لما اصحى واشوفه نايم جنبي احس قلبي ينشرح ، فيه حاجه برعد كانت تحسسني براحه وان كل شيء بخير وكل شيء راح يكون احسن ، انا مو عارفه ليش وثقت فيه لهالدرجة او ليش فتحت له قلبي لهالدرجة ، انا كنت متأكدة وواثقه انه مو شخص عادي .. يالينا انا مو قادرة اطلعه من بالي لسه كأن الموضوع صار امس ، انا هديت ونسيت او تخدرت فترة وتوقعت اني تعديته بس رجعلي الالم اقوى او يمكن وجهه امس ذكرني بكل شيء .. ما ابغى ارجع له ما ابغى يراضيني ابغاه يتعذب وبس


عادت إلى الفيلا وآثار البكاء واضحه على ملامحها .. هبت رياح خفيفه اسقطت حجابها المهمل من راسها واستقر وشاحها على كتفها .. وخصلات من شعرها تداعب وجهها .. مشت دون اكتراث وهي ترى البستاني يسقي الاشجار الخضراء بعد انتهائه من تشذيب الاشجار ..
وبمجرد اقترابها من باب الفيلا الداخلي سمعت صوته من خلفها يتحدث مع البستاني .. دخلت الى الفيلا بسرعة وسما التي خرجت من دارها للتوّ بإبتسامه خفيفه ارتسمت على شفتيها عند رؤيتها لروان : رجعتي ، كيف كان الموعد ؟
روان تحاول الهرب قبل ان يدخل رعد : حلووو ، بعدين اقولك عنه دحين بطلع اغيّر ..
قاطعتها سما بفرحه : بيان صحيت من الغيبوبة قبل شوية كلمتني .. راح ترجع تتصل وتبغى تكلمك لانها كانت بتكلمك وقلت لها انك مو موجودة ..
روان : الحمدلله على سلامتها ، ولدوها ؟
سما بضحكه : لالا لما جا خالد بيوقع صحيت هي ، فما وقعوا ولا شيء وهي رفضت تولد قيصري لما صحيت .
روان : الحمدلله تطمنتي عليها وطمنتيني ، خليني اطلع اغيّر وبعدين نكلمها .
سما : طيب ياروحي .
بمجرد ان استدارت لتصعد دخل رعد لكنها مشت بأقصى سرعة دون ان تنظر إليه .. اقترب رعد من سما وعينيه متعلقه على روان الى ان اختفت من امامه ثم تنهد ، سما : كلمتها ؟
هز رأسه بالنفي : تتحاشاني .
سما زفرت بضيق : والله ما اعرف ايش اقولك بس الله يهدي نفوسكم .
رعد بترجي : كلميها عشان خاطري بس خليها تسمعني على الاقل .
سما : والله انا حلفت اني ماراح اتدخل بينكم مرة ثانيه ، معليش رعد حل مشاكلك معها بنفسك انا مو ناقصه يصير بينكم شيء واتورط انا ما ادري اوقف مع مين !
رعد : بس شوفيها مااااتبغى تكلمني خير شر تتحاشاني وامس لما رحت لها الغرفة صكت الباب بوجهي ، يعني ايش اسوي كيف اكلمها !
سما : مالي دخل فيكم .. محد قالك تكبّر المشكله لهالدرجة , وبعدين على اساس اللي سويته فيها شويه ؟
رعد : يااااا الله والله غلطة .
سما : عذر اقبح من ذنب ، كل شيء ينغلط فيه الا الطلاق يا رعد .
رعد : يا ماما لا تصيري حتى انتٍ ضدي !
سما : انت بتحاول تقنعها ترجع وتقنعها بسهام ؟
رعد تنهد بحيره : والله مو عارف بس ابغى اكلمها وخلاص .
سما : وسهام ؟
رعد : ما قلتلها اني برجّع روان صراحه .
سما : يا الله منك تبغى تجيب لنفسك مشاكل من تحت الارض ، عشان كذا ما ابغى اكلم لك روان .
رعد : ايش اسوي ؟ انتِ قوليلي ايش اسوي ؟
سما : ما ادري يا رعد .. ماعندي شيء اقوله لك بس انا متأكدة مليون بالميه ما حترضى روان ترجعلك ومعاها طبينه .
رعد : اطلق ؟
سما : انت عندك الطلاق لعبه ؟
رعد : افففف ايش اسوي طيب ؟ بنجن من التفكير ومو قادر اوصل لشيء غير اني ابغى اكلم روان دحين وبسس مو قادر افكر بشيء ثاني .
سما : وبتجلس هنا لين ترضى روان يعني ؟
رعد : لا يكون ما عاد مرحب فيّا هنا ؟
سما : عادي البيت بيتك طبعاً بس لا تضغط على روان يارعد البنت فيها اللي مكفيها .

بعد مدة من الزمن وروان تجلس بجانب سما بيدها الهاتف تتحدث إلى بيان بإبتسامة لطيفة تزيّن شفتيها : وايش راح تسميها ولا لسه ما قررتوا ؟
بيان : والله محنا عارفين واحس مافي اسم عاجبني صراحة , مدري مدري اصعب فقرة فقرة الإسم .. أحس خلاص اذا ولدتها بشوف ايش يناسب لوجهها .
روان : مابتكون ملامحها واضحة !
بيان : مو لازم تكون واضحة بس بشوف ايش اول اسم يخطر ببالي وقتها او ببال خالد , خالد طفشني يبغى يسميها ديمه على اسم اخته كأن مافي اسم الا ديمه وانا ما ابغى اكرر ولا اسم نعرفه .
روان : ياليل ذي الحركات بس .. امم شرايك بإسم لُبنى ؟
بيان بتفكير : اممم ام لبنى .. لالا ما حبيت , خلاص ما بفكر خليها لين تجي .. إنتِ قوليلي كيف حالك وكيف الدكتورة النفسيه معاك ؟
روان : كويسه الحمدلله لطيفه وكويسه .
بيان : وحاسه انها تساعدك جد ؟
روان : ايوة والله تساعدني كثيـــــر .
بيان : شرايك تجي عندي بالنرويج .. والله احس بتنسي ام المشاكل والهموم والأحزان خصوصاً اني عايشه بالريف .. يعني تخيلي تصحي الصباح على اصوات العصافير واول ماتطلعي ريحة الورد والزرع تستقبلك .. هذا غير المنظر اللي يفتح النفس .. وهذا غير عن النهر اللي جنبنا والله راح تنفتح نفسك وتغيري جو .
روان ابتسمت : بالله ساكنه بريف ؟
بيان : ايوه والله .. حتى عندي جارة عجوزة تربي خرفان وعندها حاجه للموية يشربو منها الخرفان دايماً يجيبوها بأفلام الكرتون بس ما اتذكر ايش اسمها ..
روان : ماعندكم بير ؟
بيان : لا مافي بير فيه نهر .. وورد والله انك اذا جيتي صدقيني بترجعي انسانه ثاااااااانيــــــه فكري فيها .
نظرت روان إلى سما للحظات ثم قالت : بس انا عندي مدرسة .
بيان : يابنتي اسبوعين ما بتأثر على دراستك .. تعالي خذيلك فترة نقاهه هنا وارجعي .
سما : والله فكرة ها كيف تروحي ؟
روان بتردد وحيرة : مدري بفكر .
بيان : يلا عاد تعالي ونسيني انا ما عندي احد هنا وبالمرة نتعرف على بعض أكثر وعن كثب .
قطع عليهم صوت رعد الصادر من خلفهم وهو يرى بيان بشاشة الهاتف : بيـــــونه الحمدلله على السلامة .
بيان بضحكة : هـــــلا رعـــودي الله يسلمك .
شعرت روان بالإرتباك عندما علمت ان رعد يقف خلفها مباشرة وانحنى إليها أكثر ليرى الهاتف بوضوح , لدرجة ان وجهه أصبح بالقرب من كتفها وتشعر بحرارة جسده وانفاسه , انقبض قلبها وتخشبت وهو يتحدث مع بيان لم تستطع حتى تحريك رأسها خشية ان تصطدم به ..
بيان : قول لي كيف حالك رعد ؟
رعد : الحمدلله , ولو ترضى بكون بأحسن حال .
عقدت بيان حاجبها بعدم فهم لكن روان استشاظت غيظاً منه : ماما امسكي .
اعطت سما الهاتف بسرعة وقامت من مكانها بغضب .. رعد : يا رواااان .
روان : كل تبــــن , مو تزوجت وطلقتني ليش راجع !
رعد : والله اني آســـــف .
مشت بغيظ لتغادر المكان قائلة : مدري وين اصرف اسفك هذا .
اغلقت الباب وهي تستند عليه ودموعها تنزل بغيظ وخوف من المشاعر التي اجتاحتها .. لا تريد ان تسمعه لكنها بدأت تخشى من تصرفاته الغير متوقعه ، هي دائماً تخطط لأنها لن تستمع إليه عندما يطلب منها ذلك ، لكنه يأتيها بطرق غير متوقعة تثير ارتباكها وغضبها .

نزلت وهي تجر حقيبتها مرتديةً عباءتها ، سما وقفت بإستنكار : وين رايحه ؟
روان : بجلس عند البنات لحد ما تنتهي عدتي ، عشان الاخ رعد لا يفكر ولا واحد بالميه انه ممكن يرجعني على ذمته لأن هذي بأحلامه والله ، حسباله انه لو رجع هنا واقابله بوجهي 24 ساعة اني بحن وارجع ؟ لا والله انه انعاف ولا انا يا متخلف تجيبلي ملابسي بأكياس زبالة وتتزوج علي بعد شهر بس من زواجي ؟ ماخليت ولا بقيت كلمة تجرح الا وقلتها لي , وجاي بكـــــل ثقه تعتذر ، متوقع اني باخذك بحضني واطبطب عليك واقولك لا ياحبيبي ماصار شيء ؟ والله يارعد انك بتحلم فيا ولا تلاقيني .
رعد : والله اسف اعرف اني استعجلت بكل شيء وما فكرت بولاشيء بس عطيني فرصــ...
مشت دون اكتراث وحاول اللحاق بها حتى خرجت من باب الفيلا امسك بيد حقيبتها لتقف ، استدارت إليه بحدة : ما تفهم ماعندك كرامه ؟ يارعد ما ابغاك انا مااااااا ابغااااك ولا بسمعك ، ولا يهمني اعرف ايش دوافعك ، لأنك بالحرف قلتلي انك مغصوب علي .. حاولت تحبني وتجبر نفسك علي ولا قدرت ، عايرتني بالاحداث انت حتى ماعمرك سألتني ايش كانت قضيتي اصلاً بالضبط ؟ ما اهتميت وبأول مشكلة بيننا عايرتني بالاحداث ، ما بقيت كلمة ممكن تكسرني ما رميتها ليا .. وكانت بيني وبينك شعرة احترام وقطعتها بأكياس الزبالة ، تعتذر على ايش اصلاً ؟
رعد بإستياء : على كل شيء ياروان انا والله حبيتك وأحبك وما زلت احبك ما كان قصدي اهينك او اجرحك او اضايقك او اكسرك او اي حاجه من هالقبيل بس ...
روان : ماقصدت بس سويـــت سويت كل اللي ما كان قصدك تسويه , خلاص اسكت ما بسمع منك شيء ، ارجع لسهامك اللي تشوف حياتك معاها واخترتها بنفسك محد غصبك عليها .
غادرت وتركته خلفها يحترق من الحسرة على ما قاله لها ، كلماته تدور في رأسه مراراً وتكراراً .. يشتم نفسه آلاف المرات لأنه عاداها تلك الليلة ولم يفعل كما تفعل هي عندما يغضب فتعانقه .. لم يكسر حدة جدالهم بعناق كان من الممكن ان يغيّر مجرى الاحداث بالكامل ..

مرت أيّام على وجودها مع الفتيات .. لم يكن حالها افضل مما كانت عليه سابقاً بل بدؤوا يشعرون أنها جُنّت ..
تبكي طواااال النهار ، وبالليل اصوات الموسيقى تصدح في غرفتها ..
دخلت العنود عليها بإنزعاج لتطلب منها خفض الصوت لكنها توقفت بإستنكار وهي ترى روان ترقص رقص حيوي مجنون شرقي على اغنية حزيـــــــــنه .
العنود : هذي اغنية ينرقص عليها ؟
لتجيب روان : اجل ابكي عليها ؟ يا حبيبتي احرقي سعراتك بدال ماتحرقي قلبك على اللي مايسوى وبس .
ضحكت العنود رغماً عنها : اخاف ابني احلامي على ريان ويطلع اخس من اخوه .
روان : كل الرجال مجانين لاتبني احلامك على احد ، وريان ادشر واحد من اخوانه شوفيني قلتلك وانتِ حره .
العنود : شكراً لك طمنتيني حسبي الله ونعم الوكيل .
اقتربت روان منها وهي تتمايل على الموسيقى : تعالي ارقصي معايا .
العنود : لا شكراً بنام بس ارخي الصوت صجيتيني .
اغلقت روان الاغنية : نامي عندي اليوم ما ابغى اجلس لوحدي انا كل ما اختليت بنفسي اتذكره ويضيق صدري .
عنود وهي تلقي بنفسها على السرير : اناااااا حنام بجهة الشاحن مالي دخل .

في الظلام الا من اضاءات شاشات هواتفهم ، روان اغلقت هاتفها متسائلة : كيف نسيتي سراج بهالسرعة ؟
العنود : لان ما كان بيننا شيء يُذكر واحس اني تسرعت اصلاً بإني اقوله اني احبه .
روان : لسه تحبيه ؟
العنود : امممم مدري ما يخطر على بالي كثير
ثم اغلقت هاتفها هي الاخرى واستلقت على ظهرها : الصراحه هو رجع كلمني بعد ما بلكته بكم يوم جاني بحساب ثاني قالي انتِ والله مافي منك وخرابيط كثيرة وبالنهاية قال ، الشيء الوحيد اللي يخليني ما اقدر اشوفك الا اختي هو ان آسر كان يحبك فما حسيت انها ممكن تضبط بيننا خصوصاً ان ابوي مايدري اني لقيتك .. المهم قال كلام ماله داعي وبلكته برضو وخلاص انتهت علاقتنا التعبانه ذي .
ضحكت روان لكن سرعان ما انكسرت ابتسامتها بتنهيدة : احس اني مربوطه مو قادرة امشي اكمل حياتي ولا قادرة ارجع اتقبله .
العنود : والله اشوتك لو رجعتي له اصلاً ، هذا المفروض اول ما يقول حرف تصفقيــــــــــه قليل الادب المتخلف ، لاااااتنســـــــــي انه اهاااانك وتزوج عليك وعايرك بحياتك لا تنسي انه طلقك ووصلك للاكتئاب .. هذا المفروض ما تنزل دموعك عشانه ابـــــــداً , عاد لاتصيري حساسه ويــــن روااااان اللي مايبكيها شيء المتبلدة السايكو ويـــــــنها ؟ رجعيها لان نسختك هذي الحساسه تخوفني اكثر من النسخة السايكو اللي كنت اعرفها . روان ضربت رأس العنود بخفه : اسريلك بس قال سايكو قال مافي سايكو الا انتِ والله .

\\

قبل ان انسى .. سارة ذهبت لتعيش مع والدها في منزل ذكرياتها المريعة ، تحدثت مع والدها عما حصل وما كان منه الا ان يقول : حسبي الله ونعم الوكيل عليهم حسبي الله , ماكان فيهم خير لي كيف امنتهم عليكم بس ماكان بيدي شيء .. امي كانت عارفه بخبثهم عشان كذا خلتك عندها , بس سهام شمعنى سهام أخذها ابو لمياء؟
سارة : لان زوجته قالت تبغى تخلي سهام عندها بما انها اخت لمياء بالرضاعه ولمياء وحيدة ماعندها لا اخوان ولا اخوات , عمي ماكان يبغى يتكفل فيها أصلاً بس زوجته اصرت عليه .. زوجة عمي تحب سهام لأنها بنتها .. تهاوشوا اعمامي فيني كل واحد يرميني عالثاني ولا واحد راضي ياخذني (تنهدت) وجات جدتي وهم يتجادلون فيني قالت ومين قال اني بطلّع سارة من بيتي .. سارة ماهي بحاجتكم لا انتو ولا منّتكم خلوا بنتي عندي ولا احد له دخل فيها , وبس عشان كذا جلست انا عند جدتي .
امسك بيدها بأسف : انا اسف يا ساره , اسف لأني ماحسبت حساب التشتت اللي وصلتكم له بسبب طيشي .
سارة ابتسمت : والله روحي رجعت لي لما دريت انك حي ما تدري قد ايش فرحت , الله يطول بعمرك ولا يحرمني منك ابداً .
والدها بإبتسامة : الله يسعد ويفرج على اللي تكفلوا بخروجي وييسر عليهم امورهم ولا مين كان يتوقع ان بعد كل هالسنوات بتندفع كفالتي واطلع من ناس ما اعرفهم لكن اخواني ولا واحد فيهم سأل , لا وموتوني .. تواصلين سهام ؟ هي تدري اني حي ؟
سكتت سارة للحظات لا تدري ماذا تقول : ما اتواصل معها كثير واكيد انها مشغوله بحياتها عشان كذا ما زارتك .
والدها : يعني تدري اني حي ؟
سارة اومأت رأسها بالإيجاب : ايه , لا تاخذ بخاطرك عليها انت عارف انها لسه عروس وكمان الجو مشحون ببيتهم لأن لمياء مسجونه بتهمة قتل وحسيت انها ماتبي احد يدري عنك من اعمامي يمكن هم قايلين لها شيء عنك !
تنهد بضيق : حسبي الله عليهم الله يتولاهم هذا اللي اقدر اقوله .


مرت الأيام حتى اعتادت هي عليه واعتاد هو عليها ، كان الطف واحن بكثير مما توقعت ، وكانت هي اكثر ود ولطف معه ، كانت تشعر طوال الوقت بالراحه والامان وهي بجانبه ..
لكن لم يدم الأمر على حاله طويلاً ف جابر اصرّ انه يريد خطبتها من والدها ولا يطيق الانتظار أكثر ..
وتمت خطبتها هي وجابر قبل ايام قليلة جداً ، حفله صغيرة اقامتها سارة في المنزل بمناسبة عقد قرانها ثم بدأت بالانشغال في تجهيز ماتحتاجه ل "الدبش" وتجهيز جناحها الذي ستعيش فيه في فيلا عائلة جابر بمساعدة ديمه شقيقة جابر التي طارت من الفرحه لأن سارة ستعيش معها في المنزل وأخيراً ستصبح لديها صديقة جديدة ..

في هذه الأثناء أيضاً ، لم يتبقى الكثير لجنى التي عادت إلى الشقه والابتسامة تزيّن شفتيها ..
روان : وين رحتوا ؟
جنى : ولا مكان بس تعشينا ورجعنا ، ابشششششركم ما حيأجل الزواج .
روان بإستغراب : ليش هو كان بيأجل ؟
جنى : ايوة مو لان بيان كانت بغيبوبة وكانو منشغلين بموضوعها هي واللي حاول يقتلها ف كان يقول لي مو ضابطه يكون زواجنا بعد كم اسبوع وعمتي بغيبوبة والعايلة كلها حايسه ومنكده .
العنود وهي تحسب : اففف يا سرعة الايام باقي بس اسبوعين وافتك منك !!!!
روان : وعبدالرحمن حيروح معاكم شهر العسل ؟
جنى بإستياء : رواد ما رضي .
العنود : شوف ذي الدلخه لا وزعلانه انه مارضي ، طبعاً ما يرضى ليش يرضى شهر عسل هذاااا شهر عسل لكم انتو الاثنين بس ، تخيلي عاد شهر عسل مع طفل يا ساااااتر يالقروشه .
روان : صح والله احس مايصير .
جنى : يا بنات والله احس مو مطاوعني قلبي اروح بدونه ، ورواد مرة مرة رافض وتخاصمنا عالموضوع كم مرة ويقولي ماهو طااير ومحنا طايرين شهر وحنرجع وماهو عند احد غريب وهو متعود على جوانا وتمارا ما حيفقدك لاتخافي ، يقهر .
العنود : والله من جد ماعندك هرجة ، يا حبيبتي انا لو عندي ولد وبسافر ايطاليا والله لا انسى خلفتي كلها ، قال قلبي ما يطاوعني قال .
جنى : مدري بس انا خايفه شويه ان رواد يحاول يمهدلي اصلاً ان عبدالرحمن مايعيش معانا !
روان : لا عاد مستحيل يسويها .
جنى : والله مدري احسه يغاااااار من عبدالرحمن كأنه عدوه او كأنهم ند بعض اصلاً ، ودايماً يقول لي انتِ مايهمك الا عبدالرحمن وانا بالطقاق ما اهمك ، وكل مشاكلنا عشان عبدالرحمن .
العنود : بدون زعل ؟ انتِ تبالغي بعبدالرحمن ولا بالله قوليلي كم مرة طلعتي مع رواد بدون عبدالرحمن ؟ ولا مرة .
جنى : الا مرتين .
روان : مرتين يالظاااالمه كثر الله خيرك والله .
العنود : اندري عنها ، واحد طالع مع خطيبته ، تجيبي ولدك معاك او تطلبيه يجيب ولدك ليـــــــش ؟ انتِ بتتعرفي على رواد ولا على حمني ! ما صارت من حقه يزعل .
جنى : ما جربتو تصيروا امهات لا تتفلسفوا ، والله ما حتطاوعكم قلوبكم تخلوهم .
وضعت روان يدها على بطنها قائلة بحالميه : يا الله لو اني حامل ...
قاطعتها العنود بإستهزاء : كان طالت عدتك اكثر .
روان : لاااااا اعوذ بالله احسن اني مو حامل بس والله نفسي اجرب شعور الحمل وان فيه نونو في بطني , ابغى احس بحركاته والله احس الشعور حلو حلو مرة ودااااافي صح ؟ .
جنى : يمكن صح ما احس اني متذكرة فترة حملي صراحه .
العنود : عاد مصيرك تحملي هذي دورة حياة البشر زواج حمل ولادة فما يحتاج تستعجلي .
روان : نكـــــاده نكــــاده هالعنود .
جنى : ما حترجعي لرعد؟
روان : لا طبعاً والله لو يبقى الاخير بالكوكب ما حرجع له ، ارجع له واشقي عمري معاه وتصير عندي طبينة ليش ؟ لهالدرجة اكره نفسي وبعذبها ؟
جنى عقدت حاجبيها : مو طلق سهام ؟
روان بإستغراب : مين قال ؟
جنى : انا اسألك .
روان : ما ادري عنه بس الخبيث له فترة نايم عندنا بالفيلا مقابل وجهي 24 ساعة عشان كذا طلعت من الفيلا .
العنود : طيب يا ذكيه ليش جالس عندكم بالفيلا اذا ماهو متخاصم مع سهام ؟
روان : مدري عنه مو ناقصني الا اني اشغل نفسي بحياته والله عاد مو فاضية اتطقس احواله .
جنى ابتسمت : لا ياشيخه ، ماتدري انها ببيت اهلها يعني ؟
روان : ما ادري .. ولا بعرف .
جنى : حتى لو طلقها ماحترجعي ؟
روان : انتِ مين مسلطك علي اليوم ؟ اقـــــووووووووول لايكون ارسلوك تجسي النبض ترى اعرف حركااااتهم والله ياويلك اذا وقفتي بصفهم .
ضحكت جنى بشدة : لا والله محد ارسلني انا قاعدة اسألك بس .
روان : طز فيه ماني راجعتله ، بس خليني اخلص العدة والله لاتزوج واقهره .... لا لحظة لحظة من جد هو طلق سهام ؟.
جنى : طلاق طلاق ما اعرف بس اللي اعرفه ان لها اسبوعين وشوي وهي ببيت اهلها .
روان : ماعرفناله ذا المعتوه قلنا انا مغصوب علي طيب وسهام ؟ والله من جد مريـــــض .. تدروا شكلي برضى عليه واوافق ارجعله واخليه يتأمل فيا واسحب عليه أحس كذا نفسي اغبنه يا بنات ساعدوني .
العنود : هيــــــــه قلت ابغى السايكو روان مو الوسواس الخناس .
جنى قاطعتهم فجأة بوجه مندهش : بنـــــــااااات تذكرت حاجه وقفت قلبي .
العنود : ايش ؟
جنى : تتذكروا زمان مرة قبل شهور لما قلتلكم اني صادفت واحد بالشارع وحكّيت سيارته بمبرد أظافري وطلع هو نفسه رواد فاكرين ؟
روان : ايـــوة ؟
جنى : طبعاً انا طوال الوقت كنت عارفه انه رواد بس كنت ادعي انه مايعرفني , هذا غير اني ولا مرة شفت سيارته هذيك اللي حكّيتها ف مرة نسيت الموضوع , واليوم لما طلعنا طلعني فيها وانا قلبي يرقع نفسي اسأله وين كانت السيارة طوال هذي المدة , المهم المهم واحنا بالسيارة وعبدالرحمن يحوس فيها عصب عليه رواد وقاله لاااااا تعدملي ام السيارة زي ماسوت أمك , وربي يا بنات طاااااح قلبي ..
روان : طلع يدري ؟؟؟؟
جنى : ايوة وسااااااكت ما قد كلمني حتى وجيت بسوي نفسي غبية واقوله ايش سويت ؟ قال ترى ادري انك نفس اللي حكّت سيارتي بمبرد أظافر .
العنود بضحكه : ما هزئك مع ولدك ؟
جنى : لا طبعاً بيهزئ على موضوع صارله شهوووور , ما قال شيء بس انا اعتذرت أصلاً .

*****

في غرفتها ووالدتها تعطيها الدواء وكوب الماء , بلعت الدواء وارتشفت نصف الكوب وعيونها مليئة بالدموع من فرط التعب .
وضعت والدتها باطن يدها على رأسها : حرارتك احسن من امس , اسويلك اكل جيعانه ؟ تراك ما اكلتي من الصباح .
هي : لا احس راسي مصدع بنام .
والدتها : مو انتِ لو تبطلي بكا كأنك طفله كان مازاد تعبك وزكامك , تراك كبرتي ياميهاف بالله لو تزوجتي وجبتي بزوره لسه بتجلسي تبكي كل ماتعبتي ومرضتي ؟
ميهاف بتهكم : ليش ممنوع الامهات يبكوا ؟
فادية : والله حتبكي كثير لو بقيتي على حالك هذا .
ميهاف : اصلاً انا ناوية ابكي كل مايبكي ولدي نشوف مين يبكي اطول .
فاديه بضحكه : الله يشفيك بس , ترى ام داني رجعت اتصلت وانتِ لسه مارديتي .
ميهاف بإستغراب : ارد على ايش ؟
فاديه : ماشاء الله انتِ اصلاً نسيتي ؟ يا بنت من اسبوع مو قلتلك ام داني بتخطبك لداني ولا لأ ؟
ميهاف : يااااا الله يا ماما انتِ لسه عندك امل تزوجيني , وبعدين قلتلك ما ابغى اتزوج خلاص .
فادية : يا ميهاف لمتى بتجلسي متعقدة من اللي صارلك مع عثمان ؟ شوفي الولد راح بحال سبيله وانتِ خلاص انسيه لاتجلسي تفكري فيه كثير .
ميهاف : ماما والله مصدعة مالي نفس اتكلم .
فادية وهي تقوم من سرير ميهاف : طيب على الأقل شوفة يمكن تغيري رأيك .
ميهاف : اشوفه وانا كذا مزكمه ؟ هو يطالع فيا وانا اجلس امخّط هههههههههههههههههههههههه
فاديه : بلا غباء يعني لما تتعافي , يعني اقولها تجي عالاسبوع الجاي وتكوني انتِ متعافيه ان شاء الله .
ميهاف : والله يا ماما سوي اللي تبغيه انا بنام لما اصحى يصير خير .
خرجت فاديه وهي تطفئ النور وتغلق الباب لتنام , لكن بمجرد ان اغلقت الباب بكت ميهاف
هل سينتهي بهما الحال لأن يشقا طريقان مختلفان هي وزياد ؟ هو شق طريقه ويبدو انه تخطى قلبها لكنها ما زالت تشعر بالأسف , لطالما كانت تتمنى لو انه الشخص الصحيح الذي ستحبه لباقي عمرها لكنها فرطت به .. لم تعد تدري هل احبها فعلاً ام لا ..
تقابلا قبل يومين في منزل فجر عندما عادت فجر هي وميهاف من المؤسسه الى منزل فجر التي دعت ميهاف على وجبة الغداء معها فلم تعدها إلى منزلها , أصلاً بدأت فجر تتعامل مع ميهاف وكأنها فرد من العائلة..
كان زياد موجوداً برفقة نايا ورند أيضاً موجودة .
الستائر الموازية لمائدة الطعام جميعها مفتوحة لتكشف عن النوافذ الكبيرة التي خلفها وتتخلل اشعة الشمس على الطاولة ..
لم تكن تشعر ميهاف انها بحال افضل من السابق , بل تزداد حرقة كلما رأتهم سوياً نايا وزياد .
كانت مائدة الطعام متوسطة الحجم تشمل 6 كراسي حولها , كرسيين في كل جانب من رأسها .. وكرسيين على اليمين وكرسيين على اليسار ..
زياد يجلس في مقدمة الطاولة وبجانبه على اليسار نايا ثم ميهاف ..
وامامهما فجر ورند .
سقط المنديل من يد نايا بينها وبين ميهاف لكنها لم تستطع الإنحاء لالتقاطه وما كان منها إلا ان تقول : حبيبي ميهاف ممكن تجيبيه ليّا مو قادرة اجيبه (ثم اكملت بحرج) بطني صاير عائق .
الطلب بسيط جداً وعاديّ , لكن ميهاف بلا وعي منها رمقت نايا بنظرة شرسه جداً جعلت نايا تلمس أذنها بحرج : اوك مايحتاج بآخذ واحد ثـ...
لم تكمل جملتها الا وميهاف تضع المنديل بجانب صحن نايا بصمت وتكمل اكلها بهدوء شديد .
ليقول زياد والضيق بادٍ عليه : تراها بس طلبت مناديل .
ميهاف رفعت بصرها تنظر إليه : وانا قلت شيء ؟
زياد : شفيك تعطيها بدون نفس ؟ كأن احد غاصبك .
نايا بهمس : زياد ماصار شيء .
ميهاف بغيظ : وكيف اعطيها وكأن محد غاصبني ؟؟ ابوس المناديل ولا اعتذر منها لان منديلها طاح منها اخ زياد ؟
فجر : خير خير شصار يعني ؟
زياد بغضب : شوفيها كيف تعامل يسرى كأن ذابحتلها أحد .
ميهاف بغضب اكبر : انا ماتكلــــــمت .
فجر قائلة لزياد : اقول ماصار شيء بس لا تكبر الموضوع جد ميهاف ماتكلمت ولا قالت شيء .
زياد : ليش منتي شايفه نظراتها وحركاتها !! من اول مرة شافتها فيها وهي مدري شفيها على يسرى (ثم قال موجهاً كلامه لميهاف) ترااااها زوجتــــــــي وما ارضـــــى أحد يعاملها بوقاحة .
تجمعت الدموع بعيني ميهاف بقهر وقامت من المائدة ,لتقول فجر بنفس اللحظة : والله ماتقومي .
ميهاف : والله ما اجلس , انا اسفه ما ابغى ازعلك بس ما حجلس .
بمجرد خروجها عن حدود نظرهم فجر بتوبيخ : عجبـــــــــك ؟ ارتحت يعني لما بكيتها ؟ اشبك عليها ؟ ايش سوت ماسوتلك شيء .
رند : يا ماما لاتتعبي نفسك عليه مجنون .

بالخارج كانت تبكي بقهر واقفة امام المسبح ترتدي عباءتها ووشاحها على اكتافها , مسحت دموعها عندما شعرت بقدوم احد من خلفها .
ضمتها من جنبها قائلة : لا تاخذي بخاطرك يا قلبي والله اني شرشحته لك بس لاتزعلي نفسك عليه .
ميهاف بصوت بالكاد يُسمع : عادي ما صار شيء , يس لا تخليني اجي وهو موجود ممكن ؟
فجر : حاضر , لا تزعلي ميهاف والله ماتدري قد ايش تعني لي وازعل اذا شفتك متضايقه .
ميهاف : ابغى ارجع راسي يعورني , اذا فيه شيء مهم خلينا نأجله لبكرة عادي ؟
فجر : طبعاً عادي بس ما حتطلعي وانتِ زعلانه والله .

بعد فترة من الزمن وميهاف تقف بمنتصف المكان وفجر بجانبها تشير بعينيها إلى زياد الواقف أمامهم , ليقول زياد بنبرة ثقيلة بااااردة : معليش .
فجر فتحت عينيها بقوة مشيرةً الى زياد ان يكمل كلامه .
زياد بإستغباء : ايش اقول ؟
فجر عضت شفتها السفلى بغيظ منه : اعتذر وخلصنا .
زياد زفر بضيق : آســـــف .. كذا تمام ؟
فجر : لــ..
ميهاف بضيق هي الأخرى : خلاص .
مشت بضيق وجلست بجانب رند قائلة بهمس : يرفع الضغط .
رند بهمس : قلتلك ترى واضح عليك كارهتها ماسمعتيني , المهم ترى بنفسجيه بتمرني بعد شوية وقلتلها انك عندنا فقالت اقولك لاتروحي بدري بتشوفك .
ميهاف : والله مالي نفس اشوفها نكّد علي الله يقلع راسه بس .
رند : اوك حقولها مالك نفس تشوفيها .
ميهاف : لا يا حيوانــــه .
رند : اجل اجلسي شويه زياد شويه وحيمشي أصلاً .
ميهاف وهي تنظر لزياد بطرف عينها وهو يقول للخادمه ان تعد الشاي : اي مرة واضح صراحة , اقولك انا بجلس بغرفتك فوق لأن اصلاً ماما قالت بتمر تاخذني فما حستنى مجيد .
رند قامت معها بحماس : صـــــح تعالي تعالي بوريك الأشياء اللي اشتريتها واشتريت شنط الدبش .
زياد وهو يراهما مغادرتين اشار لرند لتقترب منه ثم قال لها : خذي يسرى كمان خليها تتسلى .
لتقول نايا بسرعة خوفاً من رفض رند : لالا خليني هنا تعبانه مافيا امشي .
رمقت رند زياد بنظرة غريبة ثم اشارت له بحركات لم تفهمها نايا لكن زياد ضحك قائلاً : انقلعي بس .

عادت ميهاف من منزل فجر ذلك اليوم وهي ستموت من الغيظ والقهر من تصرفات زياد الغريبة .. ما كان منها إلا ان تحاول تخفيف حدة ضيقها بالاستحمام خرجت بعدها لكنها تشعر بنـــــاااااار مشتعلة بصدرها خصوصاً انها مازالت تفكر في الموقف الذي وضعها زياد فيه , للتو فقط طرت في بالها ردود قويــــة تتمنى لو يُعاد الموقف لتقولها عوضاً عن البكاء .. شتمت نفسها على بكائها السريع في تلك اللحظة ..
تمددت على السرير لتنام واستيقظت اليوم التالي بجسد سااااخــــــن جداً كالنار .



في ذلك اليوم عندما صعد زياد إلى داره ليجد نايا قد بدّلت فستانها لقميص واسع مريح , وبمجرد دخوله قالت بتساؤل : ليش كل ماجينا تكون ميهاف موجودة ؟ هي تجيكم كل يوم ؟
زياد : ما ادري عنها .
نايا : تقربلكم ؟
زياد : قلتلك صحبة رند بس .
نايا : بينك وبينها شيء ؟
جلس زياد على سريره : ليش جالسه تحققي ؟
نايا : مو تحقيق بس انت ماتكون طبيعي لما تكون ميهاف موجودة , انت طوال الوقت سافهني الا لما تصير ميهاف موجودة سبحان الله تصير تمــــــوت فيّا , لا تحسبني ما لاحظت .
زياد : طيب والمطلوب يعني ؟
نايا اقتربت منه وهي تجلس بجانبه وتمسح على صدره بتودد : هي اللي مانع نفسك مني عشانها ؟
زياد : لا طبعاً بس وخري .
نايا وضعت راسها على كتفه وبدأت تتحسس جسده برقه : اثبتلي .
زياد نظر إليها بنظرة باردة : ما عاد تأثري فيا ترى .
نظرت نايا إلى موضع يدها بإبتسامة انتصار : واضح .
ابعد يدها عنه وقام : ماراح يصير اللي تبغيه ولا تحلمي , انتِ عارفه اني لا يمكن ارجع اكرر اخطائي معاك بالذات , انا بس بستنى لين تولدي وبعدها إذا كنـــــتِ صادقه وولدك مني ف بسجله بإسمي وخلاص , واذا ماكان مني انا فكل الأحوال مطلقك .. فلا تتوقعي اني خلال هالفترة حفكر فيك كزوجة حتــــى , انا اتمنى اني ماعرفتك ولا شفتك ولا توصل فينا الحياة لإني انجبر اكون معاك تحت سقف واحد عشان بس اريح قلبي واثبت اني مستعد اتحمل طفل جا نتيجة لحظة ضعف مني , واثبت ان ضميري موجود وماني نذل وحقير لدرجة اني اتجاهل ولدي .
نايا : وضميرك هذا صحي فجأة ؟ ولا هي ميهاف اللي صحته لك ؟
زياد : هذا عاد شيء مايخصك .
نايا : زياد فكر فيها انت مو خسران شيء وين المشكله لو عاملتني كزوجة لين اولد طالما بالنهاية انت راح تطلقني وبرضو خلال هالفترة انت حتى مو قادر تكلمها .
زياد بإستهزاء : وانتِ راضيه تكوني مؤقته ؟
نايا هزت كتفها بلا مبالاة : انا أحبّك واي شيء ممكن يريحك بتقبله .. ماتوقعت ان هالنوع من البنات يجذبوك .
زياد : عادي الإنسان يتطور مو كل مرة بيختار ...
قامت وهي تقطع كلامه بقلبه خفيفة طبعتها على شفته , امسكت بكلتا يديه ووضعتهما على جسدها هامسه : انا حبيبتك الأولى وهذا اللي ماراح تجادلني فيه , وكل مرة تروح فيها لغيري حترجع , لأني الأولى بحياتك ولأني تجربتك الأولى اللي عمرك ماحتنساها , لا تقاوم هالحقيقه يازياد , لأنك ماحتتعداني .
لم تنفك عن لمس وجهه .. رقبته .. جسده , لم تتوقف عن الهمس بعبارات تعلم مدى تأثيرها عليه , لم تتوقف عن إيضاح استسلامها التام له ليفعل مايشاء , حتى بدت ملامحه ترق .. ووعيه يغيب .. حتى اقتربت قليلاً من شفتيه ليسبقها هو بخطف قُبلة ..
ابتسمت عندما دفن وجهه برقبتها وهو يستنشقها بعمق , اغمضت عينيها بنشوة , مر الوقت حتى مضت نصف دقيقة وانفاسه تزداد حرارة ..
لم يدم الامر طويلاً ..
عانقته أكثر لكنه دفعها بعينين مليئتين بالكره : انا أكرهك افهمي , انتِ تجربتي الأولى بس اسوأ تجربة .. ماراح انساك لأني ماراح احاول انساك وبحاول اتذكرك طول عمري عشان ما اطيح على اشكالك من جديد بس لا يمكن ارجع , انتِ الغلطه اللي دفعت فيها كرامتي عشان اصلحها , مو عشانك ولا عشان اللي انت حامل فيه لأني واثق انه مو مني , بس ميهاف ماتستاهل واحد زاني .

\\

رفعت رأسها من المغسله وقطرات الماء تتساقط من وجهها .. خرجت من الحمام لتصلي الظهر وبعدها اخذت مصحفها لتقرأ آياته علّها تطمئن .. علّ قلبها يهدأ .. علّها تشعر بأن الله بجانبها وتشكو له بما تشعر .
خرجت من دارها بعد ذلك عندما شعرت بتحسّن مزاجها وجسدها بدأ يستعيد نشاطه , رأتها فادية التي تقف بالمطبخ لتعد وجبة الغداء , تهلل وجهها بإبتسامة واسعـــــة : صح النــــوم .. تعالي .
ميهاف : صحّ بدنك .
اقتربت منها واخذت فادية تتحسس جبينها : لا مرة حرارتك نزلت الحمدلله , كويــس لأني اتفقت مع ام داني تجينا الاربعاء .
ميهاف بعد لحظات من الصمت لتستوعب من جديد من هي ام داني ؟ : يا ماما مين داني ومين هذي اصلاً ؟ قد شفتها ؟
فادية : امممم كنا نزورها وانتِ صغيرة بس ما اعرف اذا تتذكريها او لأ , يمكن إذا شفتي تتذكريها .
ميهاف : وايش اللي ذكرها فينا بعد ذي السنوات ؟
فادية : النصيــــب أكيد .
ضحكت ميهاف على تفاؤل والدتها ثم قالت بجدية : انا موافقة اشوف داني لكن بشرط .
فادية : ايش شروطك كمان ؟
ميهاف : ماراح اوافق عليه او ارفضه بعد الشوفة على طول احتاج وقت اتعرف عليه فيه ابغى فترة خطوبة , ما ابغى تخلوها بس شوفة واستخارة اذا ارتحت وارتاح ويلا نعقد , لا ابغى اعرف اخلاقه .. تفكيره .. اسلوبه .. ابغى اعرف مين دانــــي اللي حعيش معاه , ما ابغى اكتشف بعد العقد انه نسخة ثانية من عثمان .
فادية : واذا ما كانت عندهم ذي العادات ؟
ميهاف : الله يستر عليه حرفض .
فادية : خير ان شاء الله .

يوم الأربعاء .. بعد صلاة المغرب .
تشعر أن الأرض والجبال والسماء والكواكب والكون بالكامل يجثوا على قلبها , دخلت والدتها : ميهاف اشبك الأدمية تسأل عنك .
ميهاف بترجي : ماما ما ابغى خلاص خليهم يروحوا .
فادية بغضب : تستهبلي ! قومي يا ميهاف قبل لا تعصبيني .. خمسه دقايق والقاك برا لا حتى مو خمسة دقيقة وحدة لو ماجيتي والله ماحيصيرلك خير .

*****

بالخارج .. واقفاً امام موظفة الإستقبال التي ظلت عيونها متعلقه بشاشة الحاسوب قائلة : كانت تزوره بس ما كانت تسجل مواعيدها وهو ما كان يدخلها بمواعيد .
سلطان : ما كان فيه شيء غريب من ناحيتها ؟
سكتت الموظفة مترددة , ليقول سلطان : انتِ تدرين اني جاي احقق مو جاي اتلقف بالنهاية بدر موقفينه عن المزاولة ف تكلمي وساعدينا .
الموظفة : هو الغريب انها تجي بدون مواعيد ويستقبلها بدر ويخلينا نكنسل المواعيد اللي تصادف نفس الوقت , كنا نشك انها حبيبته او شيء من هذا القبيل , حاولنا نشتكي لما حسينا بغرابه بالموضوع بس ما عندنا دليل , وكل مرة نشوفه يطلع شايلها ويطلب مني اغطي عليه .. كان الموضوع يخوف وهي بكل موعد تطلع من مكتبه وهو شايلها احنا ما كنا قادرين نحط احتمال غير انه يستغلها جنسياً , ورفعنا بلاغ مجهول ولما فتشوا الكاميرات بمكتبه ماكان فيه شيء مهم غير انها بكل مرة تنام بوسط كلامها بشكل مفاجئ .. وكان بدر بس يطلعها يوصلها لبيتها , وكان عذره انها تعاني من مرض يخليها اذا زادت حدة مشاعرها تفقد وعيها , كلنا كنا شاكين انه يكذب لأن بدر عمره ما كان انسان مريح , بس ماقدرنا نثبت شكوكنا بشيء .
سلطان : ما قد صار أي شيء غريب بينهم طيب ؟
سكتت للحظات تفكر : لا ماقد لاحظنا عليها هي شيء , بس آخر مرة جات فيها تخاصمت معاه , وطلعت وهي تبكي وتصرخ وانه استغلها وما عاد شفناها جات مرة ثانية .
سلطان : انتِ قلتي انكم لما قدمتوا بلاغ مجهول ضد بدر فتشوا كاميرات مكتبه ولقوها تنام بوسط حوارهم صح ؟
الموظفة : ايوة .
سلطان : هالتسجيلات وينها ؟ احنا فتشنا المكتب اكثر من مرة مافي ولا تسجيل فيه ارجوان .
الموظفة : ما اعرف .. انا اخذت اجازة فترة وناوبت عني موظفة ثانية ف يمكن هي تدري وين راحت التسجيلات .
سلطان : صحيح انا اول مرة اشوفك , طيب مو مشكلة انا حدخل للمكتب وابغى اطلع وانتِ مجهزتلي ملف لمياء , ابحثي عنها بالملفات اللي قبل سنتين ابحثي بالأرشيف ..
: اوك .. اكتبلي اسمها هنا لو سمحت .
دون اسم لمياء الرباعي بورقة وتركها على الطاولة ودخل إلى مكتب بدر ..

خرج سلطان من مكتب بدر مستاءً لأنه وللمرة الثالثه لم يجد أي شيء يبحث عنه في مكتب بدر ، وقف عند الموظفة مجدداً ينتظرها إلى ان انتهت من مكالمتها ثم قالت : مالقيت ملف البنت اللي تدور عليها واضطريت اسأل صحبتي اللي ناوبت عني ، قالت الملف ااخذه محقق اسمه هاني .. مو انت ؟
اغمض سلطان عينيه بغيظ وزفر ، شد على قبضته لثوان ثم قال : طيب ، شكراً ماقصرتي .
خرج من المشفى قاصداً مكتب هاني بمنشأتهم .. دخل دون ان يطرق الباب والعبوس يعتلي وجهه ..
اغلق هاني الملف الذي بيده ثم نظر إلى سلطان : الباب زينه ؟
سلطان : ليش اخذت ملفها من العيادتين ؟
ابتسم هاني : وهل تتوقع بخليك تستغل ملفاتها بقضيتها ؟ سلطان اصحى على نفسك انت ليش تحاول تبرئ مجرمه !!
سلطان : طالما البنت مريضة نفسياً انت عارف ان...
قاطعه هاني بغضب : ممكن ماتدخل عواطفك على حساب اوادم ماتوا بأبشع الطرق !! وعشان ايش ؟ عشان صاحبهم اللي بالنهاية سحب على خطيبته وعليهم ؟ يا سلطان انت ماتخاف طيّب اذا طلعتها تئذيك ؟ هذي محد يقدر يئتمنها اذا مو لأنها مجرمه ، لأنها مريـــــــــضه نفسياً على قولتك .. سلطان انت عارف لو رئيسنا اكتشف اللي تبي تسويه انت فراح تكون العواقب اسوأ من وجودها بالسجن .
سلطان بقلة صبر : خلصت مواعظ ؟ اوك اعطيني الملفات .
هاني : ترى من صالحي انهم يوقفوك واترأس انا القضية ، بس سلطان انت تدري بمكانتك عندي ..
سلطان : اجل لاتتدخل ، وهات الملفات
هاني تكتف : حرقتهم .
سلطان امسك ياقته بغضب : تستهبل ؟؟؟؟
هاني ابتسم بإستفزاز : الله لهالدرجة ؟
تركه سلطان : هاني ابعد عن طريقي احسنلك ، لمياء تخصني ، قضيتها تخصني ، انت مجرد مساعد ، المفروض ما تتصرف اي تصرف بدون علمي وامري أنااا ، وطالما عندها ملفات ف حتى لو اشتكيتني للرئيس مو طايلني بشيء بالعكس هذا بيكون بصف لمياء .. لاتنسى ان الملفات مو مزورة ، وبعدين انت ليس مشخصن الموضوع اللي ماتوا من اهلك ؟ لا ، اجل خليني .
اتسعت احداق هاني بصدمه من اخر عبارة قالها سلطان ، ليقول بغضب : هذي مو طبيعة شغلنا ياسلطاااان ، يعني احنا بس اللي يقتلون اهالينا هما اللي نطبق عليهم الحكم والشريعة والباقيين لا ؟
سلطان : هاني لاتطولها وين الملفات ؟
هاني زادت عقدة حاجبيه اكثر : سلطان ..
لم يكترث سلطان وقاطعه وهو يتجه الى مكتبه يبعثرها باحثاً عن الملفات .. هاني : لا انت جنيت رسمي .
وجد سلطان مايريد ، اخذ الملفات وغادر المكتب .. ليزفر هاني بضيق من تصرفات سلطان الصبيانية المفاجئة له .

معلومات إثرائيه :

* عائلة هاني وعائلة سلطان كانا متجاوريين بالمنازل منذ زمن ، لكن عائلة هاني انتقلت

* منزل سما التي تعيش فيه الآن هي وسلطان هو منزل والدهم بالاساس ..

//

: مااابغيتي تردي ، حرام عليك قطعتي قلبي من الشوووق ياروان .
ابتسمت روان وهي تضع هاتفها امام وجهها بإستقامه : معليش احتجت فترة بُعد عن العالم .
تمارا التي تظهر على شاشة الهاتف : يا روحي مايحتاج تبرري لي خذي وقتك لحد ما تحسي نفسك أحسن ، ماعلينا كيف حالك ؟
روان : الحمدلله كويسه ، انتِ كيفك ؟ وايش شعورك وانتِ كلها كم يوم وتصيري جامعيه ؟
ضحكت تمارا : والله الصراحه متوترة متوتررررة ، اخاف يطقطقوا علي بنات الجامعه وانا سبك ما اعرف شيء .. اخاف من جد حستنى جرس الفسحه او انادي الدكتورة ابلة يوووووووه والله خوف مو طبيعي .
ضحكت روان : هالله هالله ما تسمي الكافتيريا مقصف .
تمارا : يووووووووه هذي راحت عن بالي الله يستر بس والله لو احد ضحك علي ببكي .. الا قوليلي انتِ حتداومي اول اسبوع ؟
روان : مالي نفس الصراحه ، مالي نفس اقابل الناس واتعرف من جديد ، الله يسامح امي قلتلها خليني بمدرستي الا مصره على الاهليه عشان المعدل .
تمارا : ترى احسن لك لان من جد درجات القدرات التحصيلي سبراااايز ف عالاقل تكون درجات المدرسة حلوة عشان الموزونه .
روان : الله يعين بس ، وينها جوانا ؟
تمارا : بغرفتها .. انتِ بالفيلا ؟
روان : لا عند عنود وسارة .
تمارا : اووه ، كيف حالها عنود ؟
روان : الحمدلله ..
تمارا : ما اعرف اذا عادي اسأل او لأ ، بس هل كلمتيها يعني على ريان ؟
روان : هل ريان كلم امك ؟
تمارا بحيرة : لا ، هو لسه بالنرويج مارجع ، ويمكن يطوّل لأن بيونه مو باقيلها شيء وتولد .
روان : طيب انا اكلمها على اي اساس ؟ تخيلي لو تبني احلامها عليه وامك ماتوافق ايش الفايده ؟ ولا تخيلي يرجع من النرويج متزوج ؟ ما بحطم البنت ، ف خلاص لما يرجع ويكلم امك يصير خير ان شاء الله .
تمارا شعرت بحدة مزاج روان من ردها ، فلم تُرد جدالها .. عم الصمت بينهما لثوان قليلة .. حتى بادرت روان قائلة بتردد : سهام ... تزوركم ؟
ابتسمت تمارا حتى تحولت ابتسامتها ضحكه : طلقها تخيلي .
روان عقدت حاجبيها بصدمه : اما ليش ؟ لا مو ليش بس مدري ..
قاطعتها تمارا عندما شعرت بتورط روان وفضولها في آن واحد : ماعليك بقولك بقولك ، اكيد تدري عن موضوع لينور مايحتاج اعيده لك بما انها رجعت لكم ، ثاني شيء تعامل سهام مع رعد سيء سيء سيء لابعد درجة ممكن تتصوريها ، لدرجة تخيلي ما زارونا إلا مرتين بس يا الله يا روان كمية سلبية بسهام مو طبيعية هذا غير الهياط وغير ثقالة الدم ، من جد الادمية يا ساتر اعوذ بالله بس ، ماعندها اخلاق ، كل ما جاتنا تهزئ برعد قدامنا ، لا مو تهزيء بس كذا اسلوبها سيء ، هذا وهم عرسان وهذا اسلوبها .. تخيلي كان بيأكلها وهي هزت الملعقة طاح الاكل عليها يا انها طااااارت فيه والله ان حرفياً احنا واحنا مو عايشين معاكم بس حسينا بفرق بين رعد وهو معاك ورعد وهو معاها ..
تخبطت ملامح روان في هذه الاثناء وتشابكت مشاعرها ، اكملت تمارا : هذا كوووم وانها زعلت من رعد لانه رجّع لينور عندكم لان حضرتها مفتريه بالادمية كوم ثاني ، رعد دافع عن لينور ف هي زعلت وراحت بيت اهلها ، صراحة رعد جلس اسبوع وشويه ما فكر حتى يراضيها ولا جاب بسيرتها (ثم تحولت نبرتها للاستعطاف) ما كان على لسانه غيرك ويقول حس وكأن ربي بلاه بسهام عشان يحس بقيمتك .
روان : يوفر احاسيسه بجيبه انا ما حرجع له .
تمارا : والله يعني ما بتدخل بحياتكم بس ما يستاهل فرصه ؟
روان : انتِ الظاهر ماتدري كيف طلقني الرمه ، ويستاهل طاح على شاكلته بس لا يفكر يرجعني .
تمارا : انتِ تدري انه قاعد عندكم بالفيلا ؟
روان : وانا ليش طلعت من الفيلا ؟ لأني ابغى اقطع امله فيا يا تمارا ، طاب خاطري من رعد ما ابغاه ولا ابغى اشوفه ولا ابغاه يحاول حتى يعتذر .
سكتت تمارا للحظات ثم قالت : ماعلينا المهم إنه قبل كم يوم ابوي هزأه لانه معلق بنت الناس ومايرد لا عليها ولا على اهلها ف أبوها كلم بابا وبابا سفّل برعد .. وراح رعد يراضيها ....
زفرت روان بضيق : طيب ؟ وما رضيت وطلقها ؟
ضحكت تمارا : هو قيده رايح لها مغصوب عشان اهلي لا يطيروا فيه ، بس لما جا يراضيها شرطت عليه ما ترجع الا اذا جابلها شغالتين بدال لينور وسواق لانها تبغى ترجع لشغلها .
روان : وماعجبته شروطها وطلقها !
تمارا : طبعاً لا ، هو ماعنده مشكله مع الخدم انتِ اكيد عارفه ، بس هو مشكلته مع تعامل سهام معاهم اقسم بالله تعاملهم كأنهم عبيد وجواري عندها مافي اخلاق والله اعوذ بالله ، وهي شرطت الشرط كأنه تحدي انه ما يقدر على فراقها وحيسويلها اللي تبغاه .. بس هو سحب عليها ، الم***ن ماطلقها كذا بوجهها ! لا راح المحكمه طلقها بدون ماتدري ..
وجاتها رسالة بالجوال من ابشر انها تطلقت ، لو تشوفيــــــها كيف انهبلت وابوها اتصل على ابوي يسب ما خلا ولا بقى شيء ما قاله ، رعد ما يرد على احد يدري انه جاب العيد ، والبجيحه تسبنا انا وجوانا وامي تخيلي ترسل لنا واتساب تسبنا وتدعي علينا ان اكيد احنا اللي محرشينه عليها سبحان الله ما شافت اخلاقها ما غير بترمي غلطها علينا ، والله من جد تجيك التهايم وانت نايم .
روان : اخوك متخلف على فكرة وجبااااااااااان ليش ما طلقها بوجهها ليش يتعمد يسوي حركاته الوسخه هذي ؟ انا ما بدافع عن سهام بس رعد واااطي .
تمارا : والله مدري عنه اسأليه ، هو حالياً مايرد على احد (ضحكت) اصلاً شكله لغى رقمه لأن مقفل الرقم طوال الوقت ، وابوي يتصل على سما وتقوله رعد ما بيكلم احد ، بس صراحه محد شارهه على طلاقه من سهام لان كلنا شايفين هي كيف عديمة اخلاق وكنا مستغربين كيف رعد يحبها ... تغيرت ملامح روان واشاحت وجهها عن الهاتف للحظات ثم قالت : ما اعرف ايش اقول بس يستاهل .
تمارا : كلمك ؟
روان : مين ؟ رعد ؟ ايوا ، بس قلتلك احسن له ينساني لأني من جد عافته نفسي ، انا استاهل واحد احسن من رعد ، واحد حتى لما احط قلبي بيده ما يئذيني ، معليش يعني لأني اتكلم عن اخوك بهالطريقة بس هذي الحقيقه ، رعد مجنون وما يستاهل .
ابتسمت تمارا : بس كنتوا لايقين لبعض كنت احب اشوفك معاه ، والله ياروان ما شفتي الفرق وهو معاك وهو معاها .. وهو معاها نص ابتسامه مافي الا لو ابتسم لانه متفشل من حركاتها بس .. بس تتذكري اول مرة زرتونا فيها بعد زواجكم ؟ كان هااادي ورايق كل ما جات عينك عليه ابتسمتوا ....
قاطعتها روان عندما انقبض قلبها بضيق : بيان قالتلي اجيها النرويج اجلس عندها فترة يمكن ارتاح لا هو اكيد اني حرتاح بما انها بريف ، ف ايش رايك ؟
تمارا : حلو روحي تغيري جو .. بس متى اذا المدرسة حتبدأ بعد كم يوم ؟
روان : افكر اسحب اول اسبوعين واسافر ، بس محتارة .
تمارا : والله لو مكانك بروح بدون ما احتار وطز بالمدرسة ، بس مااااش التفلت ذا وانا مستجدة بالجامعة ماينفع .

*****

اغلقت هاتفها وانهارت بالبكاء لاتشعر بشيء سوى الاختناق .. تزوج زياد وستتزوج هي من شخص لا تعرف عنه سوى اسمه " داني " بالرغم من وسامة داني واناقته الواضحه عليه حتى في جلسته ، تهذيبه في الحديث لكنها ظلت تفكر في زياد .. قلبها متعلق به بشكل لم تتوقعه إطلاقاً .
لم تكن تتخيله زوجاً لها فعلاً لكن الآن لاتريد سواه ..
بعد لحظات دخلت والدتها لغرفتها مبتهجه لكن ما إن رأت وجهها الباكي حتى قالت بفزع : اشبك ايش صار ؟
ميهاف : ما ابغى اتزوج .
فادية : يا بنت انتِ اشبك ؟ ما مداك ماصارلك يومين شفتيه على طول رفضتي ؟ استخيري طيب على الاقل !!
ميهاف : انا بدون استخارة وبموت من الضيقه والخنقه ، يا ماما خليني ما ابغى اتزوج انتِ تبغي تفتكي مني ؟ حروح انام بالشارع اذا ما تبغيني بس لاتغصبيني اتزوج .
فادية : ايش الكلام دا يا ميهاف ؟ انا مو سألتك قبلها ووافقتي انهم يجو وشرطتي انو تكون فيه فترة خطوبة ؟ دحين صرت انا اللي غاصبتك ؟
ميهاف : الله يخليك قوليلهم اني مو موافقه خلاص ما ابغى حتى خطوبة ما ابغى اتعرف عليه يا ماما انا مو مرتاحه .
فادية جلست بجانبها تمسح على ظهرها : يا ماما يا ميهاف اعطي الولد فرصة طيب ، هما وافقوا على شرطك ، يمكن مع الايام تغيري رأيك .. ما تدري يمكن هذي الضيقه لأنك بس خايفة تتكرر نفس خيبتك بعثمان ، بس صدقيني داني غير بالعكس انا وافقت عليهم لانهم ناس فاهمين وواعيين ومعيشين بناتهم احسن عيشه .
ميهاف : يعني لا احاول اقنعك بالرفض صح ؟
فادية : تعرفي عليه واعطيه فرصة لو اسبوع بس ، بعدها اذا رفضتيه بعذر مقنع ما حغصبك طبعاً ، وبكل الاحوال استخيري يا بنتي .
سكتت ميهاف عندما شعرت ان الأمر واقع لامحاله ، لم تتوقف عن البكاء بقهر .. لو أنها لم تجادل زياد لما وصل الحال ما هو عليه الآن " هذا ما خطر في بالها بهذه اللحظه .

في فيلا فجر ، ورند تجلس على الاريكة بحيرة تتحدث بالهاتف : طيب اذا انتِ ماتدري ايش تسوي انا ايش بيدي اسويلك ؟
ميهاف باكيه : قوليلي ايش اسوي ؟
رند : مالك الا تتعرفي عليه وبعدها تعذري بأي عذر وافقعي .
ميهاف : يارند قلبي يتقطع يتقطــــــع احس مو قادرة اتقبل اني ارجع اشوفه ، احس اني قاعدة اخون زياد اووو مــــــدري مدري مو قادرة افكر بشيء .. طيب لو تزوجنا بس انا لسه احب زياد هذي ما حتعتبر خيانة لداني طيب ؟ يااااااا الله .
رند : لا حول ولا قوة الا بالله قلتلك تعرفي عليه وافقعي لا توافقي ، طالما امك مو مقتنعه برفضك اللي ماله عذر ، حطي فيه اعذار بس بعد ما تتعرفي عليه عشان تقتنع امك .. ( ثم ابتسمت قائلة ) وعلى طاري زياد اكتشفت انه ما ينام مع نايا .
عقدت ميهاف حاجبها : شدراك ؟
رند : ياحبيبتي انا رند لا تستهيني فيا .
ميهاف : لا من جد شدراك ؟
رند : اول حاجه زياد قد قالنا انه ماتزوجها الا عشان يلغي شعوره بالذنب باللي سواه .. ثانياً قال لو كان فيه احتمال انها حامل منه ف بيكون منطقي انه متزوجها قدام الناس وعشان كلام الناس وكذا .. ثالث شيء هو قال انه مايحبها وبس فترة ويطلقها .. راااااااابع شيء هما نايمين عندنا من كم يوم وشكلهم مطولين ، وطوااال الايام اللي هما فيها عندنا كانت نايا تنام بغرفة زياد بس زياد احزري وين كان ينام ؟
ميهاف : عندك ؟
رند : لا عندك .
ميهاف : مو وقت هبالتك .
رند : والله من جد بغرفتك ، يعني غرفتك اللي كنتِ فيها ببيتنا كم مرة صادفته يدخل ويطلع منها بالصباح وهو باين دوبه صاحي ، ف استنتجت انه ماينام معاها .
سكتت ميهاف للحظات : عادي مو شرط نايم بالغرفة اللي كنت فيها يعني لسه يحن ، اكيد ماله مكان ثاني اصلاً .
رند : محد قال انه يحن بس اقولك انهم مايناموا سوى .
ميهاف : هرجتك بايخه ترى وما تواسيني بالعكس قاعدة تزيديني قهر .. رند لو يحبني ليش ما يكلمني عالاقل .
رند : اقول انتِ اللي المفروض تكلميه وتعتذري لانه اكيد زعلان منك ، ولا لا يكون حسبالك بقولك انتِ صح ؟ لا والله صح ان زياد غلط بس ياميهاف الموضوع قديـــــــم وهو حبك ف تستاهلي محد قالك ترجعيه لنايا بنفسك .
ميهاف : يااااربي منك رند ابغاكِ عون صرتي فرعون ، المهم انا حققل لان الاخ داني حيجي ، ادعيلي .
رند : الله يكتبلك اللي فيه الخير ....

عندما اغلقت رند الخط دخل زياد في نفس اللحظة وفي نفس اللحظة تساءلت فجر التي كانت تجلس بأحد الارائك : كنتِ تكلمي ميهاف ؟
رند : ايوة .
فجر : ان شاء الله طيبه ؟ لها كم يوم اكلمها تعتذر تعبانه .
رند : شوويه نفسيتها تعبانه
جلس زياد بجانب والدته واكملت رند : لانها انخطبت لواحد وامها ماتبغاها ترفض قبل ماتتعرف عليه .
فجر : طيب ؟
رند : وبس هي تعبانه من الموضوع ما تبغى تتزوجه ، لكنها قفلت لانه بيجيها .
بهتت ملامح زياد وعقد حاجبيه : ماتبغى تتزوجه ليش يجيها ؟
رند : لانها وافقت تتعرف عليه وتكون فيه فترة خطوبة بينهم يتعرفوا فيها وبعدين يقرروا اذا يناسبوا بعض او لأ .
زياد رص على اسنانه بغيظ : ..

قال تعالى : (فَقُلتُ استَغْفِرُوا رّبكُم إنّهُ كَانَ غَفّارا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر البارت يوم الخميس الموافق :
28-9-1441 هجري
21-5-2020 ميلادي






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس