عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-20, 09:09 PM   #807

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع والعشرون
سمع صوت خطوات آتية من خلفه فظن أن عوض قد استيقظ لكنه سرعان ما تجمد مكانه وهو يسمع اسمه منطوقا بلهجة غير عربية وبهذا الصوت الذي لم يسمعه منذ ترك أمريكا ..فاستدار بسرعة ذاهلا يحدق بغير تصديق فيمن وقف أمامه .
أخذ ينظر بدهشة لوجه ستورم مدير أمنه لتزداد حدة دهشته وهو يرى خالد يطل من خلفه مبتسما وهو يلحق به ملقيا السلام فنقل عينيه بينهما محاولا الفهم قبل أن يسأل بتوجس :
" ستورم متى حضرت ولمَ؟! ( لينقل عينيه لخالد سائلا باستنكار) وكيف تحضره هنا لابد أنه مراقب!! "
اتسعت ابتسامة كلاهما وستورم يقترب قائلا بسعادة :
"لم يعد هناك ما يقلق سيد آسر اي خطر يمكن أن يهددك أنتهى تماما بإمكانك العودة لحياتك بشكل عادي ، لقد اصريت على الحضور بنفسي ، وطلبت من السيد خالد أن أكون أنا من يبلغك ( ليصمت للحظة قبل أن يضيف بتوضيح ) ...مارجريت قُتلت...كانت تختبئ لدى أحد رؤساء العصابات الصغيرة والتي هاجمت الشرطة مقرها وحدث تبادل لإطلاق النار وأصيبت بطلقة وهي تحاول الهرب ...السخرية بالأمر أن الشرطة لم تكن ذاهبة للقبض عليها بل لم يتخيل أحد وجودها هناك.. لكن يبدو انها ظنت العكس وحاولت الفرار ...لقد تأكدت أنها كانت تعمل بمفردها وأن من كانوا يساعدوها هم تلك العصابة التافهة وليس رجال المافيا الذين القوا بها وتجاهلوها بعد أن انتفت حجاتهم اليها حينما ابرموا اتفاقهم معك ... وهكذا لم يعد هناك أي خطر يهددك الآن"
تطلع آسر بغير تصديق في وجه ستورم ثم نظر لخالد الذي اتسعت ابتسامته لتؤكد له ما سمعه للتو .. فأغمض عينيه للحظة ثم رفعها للسماء شاكرا الله بقلبه قبل أن يفتحها بعد قليل مبتسما وهو يقترب من ستورم مادا يديه مسلما عليه قائلا بمرح :
" سعيد برؤيتك ستورم ...شكرا لإخلاصك ولكل ما فعلته ...سيكون لك مكافأة قيمة على كل جهودك معي الفترة السابقة "
بادله ستورم السلام وهو ينظر له بارتباك وبعض الاحتقان بينما يقول :
" لا داعي لأي شكر سيد آسر هذا عملي ...وأنا لا أريد اي مكافآت اضافية ..انا ...فقط ...آ ..آ "
تردد ستورم وتأتأته جعل آسر يرفع حاجبه متعجبا ...فحارسه العملاق كالغوريلا والذي لم يره مبتسما الا نادرا بملامحه الحادة الغير مقروءة دوما.. كان يبدو كطفل مرتبك يدور بعينيه يمينا ويسارا ويعض شفتيه ووجهه يكاد يشبه الدراق من شدة الاحتقان مما جعل آسر يسأله ببعض القلق :
"ماذا هناك ستورم ...هل حدث شيء آخر ...هل يوجد اي تداعيات لقصة مارجريت"
سارع ستورم بالنفي وهو يقول :
" لا الأمر لا علاقة له بها ..اخبرتك هي انتهت ولم يعد هناك اي خطر لقد تأكدت بنفسي ...الأمر يخصني أنا ..هناك طلب لي فقط لا أعرف كيف أطلبه "
تطلع آسر لحالته بتعجب وهو يسأله:
"ما هو طلبك ستورم ..قل ما تريد ...تعرف أنك لست مجرد مدير امن لي ...بل أنت احد القلائل الذين أقدرهم واثق بهم "
أطرق ستورم للحظة ونظر بطرف عينيه لخالد الذى ابتعد خطوات ليجلس على احد المقاعد تاركا لهم الفرصة للتحدث بحرية وهو يدعي الانشغال بهاتفه ليعود برأسه لآسر قائلا بخفوت :
"سيد آسر أعرف أنك أنهيت كل أعمالك بأمريكا بل بكل ما له علاقة بفروع السلسلة ونقلت كل نشاطك هنا لمصر .. وأعرف أن لديك فريق أمني مميز هنا من أهل البلد ...وطبعا هم اقدر على تأمينك وتأمين نشاطك هنا بحكم معرفتهم بالبلد واللغة ...لكن أنا كنت ارغب بالاستمرار بالعمل لديك حتى لو كحارس خاص إن لم يكن كمدير جهازك الامني "
رفع آسر حاجبه وهو ينظر لستورم بتعجب وسأله بعدم فهم:
"ستورم ..أنت أحد افضل رجال الأمن الذين عرفتهم ..وأنا واثق أن هناك مئات العروض التي ستنهال عليك للعمل مع أهم الهيئات والشركات الكبرى بالولايات ...لقد حاول بعض كبار رجال الاعمال سرقتك مني للعمل لديهم اثناء وجودك معي ...فلم تترك كل هذ وتقبل أن تترك بلادك وتأتي لهنا لتعمل لدي بمنصب اقل من مؤهلاتك ..( ليميل وجهه بابتسامة ساخرة وهو يغمزه قائلا بتهكم مرح) لا اظنك واقع بغرامي يا رجل أعرف انك لست شاذا وتعشق النساء"
أحتقن وجه ستورم اكثر وهرب بعينيه وهو يقول :
"لست أنت بل مريم "
ارتفع حاجب آسر حتى كاد يلامس شعره وهو يسأل بشك :
"مريم من ..تقصد مديرة مكتبي بأمريكا"
ليهز ستورم رأسه وهو يرد بوله
"نعم هي مديرة مكتبك ورئيسة فريق السكرتارية ..مريم "
أتسعت عيني آسر وهو يسمع اسم سكرتيرته بتلك اللكنة ... مريم الثلاثينية السمراء الجذابة ذات الاصول المصرية والتي تجيد اللهجة المحلية كأهلها رغم ولادتها بأمريكا بعد هجرة والديها لكنها ظلت على صلة بأقاربها هنا وايضا كانت اسرتها حريصة على تعليمها اللغة وربطها بأصولها مما جعلها الأكفأ لتولي كل المعاملات التي لها علاقة بفروع السلسلة بالدول العربية ...ليذم فمه قليلا وهو يتطلع في ستورم مفكرا في مدى تنافر هذا الثنائي العجيب ...فمريم الصارمة التي كان ستورم نفسه ينعتها بالمتزمتة المعقدة شديدة الالتزام حتى أنها كانت ترفض أى عمل يكلفها به يوم الأحد حتى لا يتعارض مع موعد القداس بالكنيسة ... ترتبط بستورم !!... العازب الازلي الساخر الذى يرى النساء تسلية فراش ممتعة وينفر من منظومة الزواج وفكرة الارتباط بشريكة واحدة!! ..
هز رأسه وهو يفكر أنه لم يتخيل أن مريم عندما طلبت أن تنتقل معه لهنا وهو ما اسعده لكفاءتها ستكون سببا لجذب ستورم معها فاتسعت ابتسامة آسر حتى تحولت لضحكة مكتومة وهو يقول بغير تصديق :
" أنت ومريم! ..يا الهي ..كيف لم انتبه ...لقد كنتما كالزيت والنار ولا تكفون عن التشاحن ...لم اتصور ابدا ان يكون بينكما قصة حب"
زفر ستورم بحنق وهو يقول:
"للأسف لا يوجد بيننا قصة...الأمر من ناحيتي أنا ..هي ترفضني ...تقول أني رجل فاسق ...وترفض أي ارتباط بي ... حتى أني واثق أنها طلبت الانتقال لهنا حتى تبتعد عني ...لكني مصر على تغيير رأيها حتى لو تبعتها لآخر العالم لأثبت لها حبي وتمسكي بها ... إنها الوحيدة التي أسرت قلبي ...لم أتخيل يوما أن اقع بعشق فتاة مثلها.....لكنها اسقطتني من عليائي ...رفضت كل تقرباتي ...لقد اصبحت بسببها أداوم على قداس الكنيسة ( وتنحنح بحرج ) رغم اني لم ادخلها قبلا ...وابتعدت عن كل علاقاتي السابقة ...ورغم ذلك ظلت تتجاهلني ولا تصدق تغيري ...لتنتهي بالهرب مني لهنا ..."
وتطلع في عيني آسر الذاهلتين ثم اشاح بأنظاره يضيف بحرج شديد :
"لقد حاولت نسيانها بعد سفرها لكني لم استطع...لم عد اطيق حياتي السابقة لم استطع النظر لامرأة اخرى ...لذ قررت أن اتبعها وأظل ورائها حتى تقتنع بحبي لها وتوافق على الزواج مني ...أعرف أن مثلها لا طريق لها سوى الزواج ( لتغيم عيناه بهيام فاضح لا يتناسب مع هيئته وهو يقول) إنها نقية وطاهرة ...لم اتخيل يوما أن اعشق فتاة مثلها لدرجة الاستعداد لترك كل شيء والركض ورائها لنهاية العالم "
ابتسم آسر وربت على كتف ستورم قائلا بتفهم :
"الحب الحقيقي يغيرنا يا صديقي ...حارب لأجلها ولا تتركها حتى لو حاربتها هي ...وبالنسبة لطلبك ...يسعدني أن تعمل معي ...يمكنك الالتحاق بدورات لتعلم اللغة العربية وستبقى مديرا لأمني ومسئولا عن تأمين الفندق ..طبعا لن يكون اجرك كالسابق فأنت تعرف الاوضاع الحالية ...لكن بكل حال الحياة هنا اقل كلفة ...كما سيكون لك مقر اقامة بالفندق مع الطاقم الاداري حتى تقرر مكان اقامتك فيما بعد "
اتسعت ابتسامة ستورم وشكره بقوة لينظر لخالد الذى ما زال يدعي الانشغال بهاتفه رغم ثقته أنه سمع حوارهم ليقول به باحترام :
"شكرا سيد خالد سأسبقك للسيارة "
اومأ خالد برأسه والقى له المفاتيح سائلا:
" هل ستستطيع الوصول لمكانها فهي مركونة بعيدا عن المنطقة"
هز ستورم رأسه مؤكدا:
"لا تقلق سيد خالد لدي ذاكرة قوية فيما يخص الاماكن والاتجاهات "
وتحرك تاركا كلاهما ينظر للآخر بصمت للحظات قبل أن يقف خالد متحركا ناحية آسر وهو يقول:
"مبارك انتهاء مشكلاتك آسر ...هيا يا ابن عمي ..أجمع حاجياتك لنذهب ..آن آوان عودتك لحياتك وعملك ...لقد تعبت يا رجل من حمل عبئ عمالك فوق ما لدي ...همس قاربت على قتلي بسببك فأنا لا أكاد ادخل المنزل الا لأنام كقتيل "
أخذ آسر ينظر لخالد بغموض جعل خالد يتوجس وهو يشعر بما ينتويه ابن عمه ليهز رأسه رفضا وهو يقول مستنكرا:
"لا آسر ..إياك وما آراه بعينيك ...سبب بقائك هنا انتهى ...والحمد لله أن هذ حدث بهذا التوقيت ...بقائك هنا الآن ليس في صالحك ولا صالحها ..هي حاليا حزينة ومجروحة وتحتاج للوقت لتلملم شتات نفسها"
انفجر آسر هاتفا بحنق وحرقة:
"الوقت هو ما اضاعها مني سابقا ..ولن اعيد الخطأ ..أعرف أنها لابد حزينة ومجروحة لكني لن ابتعد ...سأكون جوارها الملم شتاتها واداوي وجعها حتى لو كانت غاضبة سأتحمل واحتويها بكل ما فيها "
قطب خالد ورد عليه باستنكار رافض:
"آسر كف عن تهورك وجنونك ...نحن هنا في مصر ...بحارة شعبية ...لسنا بأمريكا حيث لن يهتم احد بأي تقارب بينك وبينها ...هنا سيأكلونها حية لو لمحوا مجرد نظرة بينكما ...سيسلخونها بألسنتهم ويتهمونها بالفسق والفجور وعظائم الأمور لمجرد شبهة ... وربما نسجوا قصصا حولكما تتهمها بأنها تطلقت بسببك او لأجلك ...الناس هنا مختلفين عن من أعتدت عليهم"
صرخ آسر:
"أعرف ولا أهتم"
ليرد عليه آسر بحدة:
"يجب أن تهتم ...لأن سما ستهتم .. اسرتها ستهتم ...هنا العائلات تكون لُحمة واحدة اي مساس بفرد منهم سيمس البقية اي كلمة تمسها ستدمر الجميع وهي أولهم...اياك أن تبدأ محاولتك للرجوع لها بكسر لن يجبر لها او لأهلها ستكون وقتها قطعت كل الخيوط التي يمكن أن تجمعكما يوما"
زفر آسر أنفاسه باختناق قبل أن يغمض عينيه ويتجه للسور ممسكا بحافته ومطرقا للحظة قبل أن يستدير ناحية خالد سائلا:
"هل عرف أحد بأمر انتهاء مشكلتي"
قطب خالد سائلا بتوجس:
" أحد مثل من ؟!"
ليرد آسر بفقدان صبر:
"أي أحد خالد ...تعرف من أعني فكف عن التلاعب بي ...سامح أو سيد ..او حتى زوجتك همس "
ليرفع خالد حاجبه قائلا
" لا لم أخبر أحد ...اصلا ستورم وصل من عدة ساعات فقط وما أن ابلغني وطلب الحضور لك حتى سارعت لهنا دون أن ابلغ احد "
ابتسم آسر بمكر جعل عيني خالد تتسع بتوقع ليهتف باستنكار:
" يا الهي أيها الأحمق ...تريد البقاء هنا بحجة استمرار التهديد ...ألم تكن غاضبا وناقما بالبداية وتتمنى انتهاء لوضع بسرعة للعودة لحياتك الآن ترغب بالبقاء في هذا المكان الذي كنت تكرهه!!!"
لم يرد عليه آسر الذى استدار ناظرا له مربعا يديه بغرور وتحدي وهو يرتكن بوسطه على حافة السور وترتسم على فمه ابتسامة جانبية
فهز خالد رأسه غيظا وهو يقول بتهكم:
"ايها الأحمق وما فائدة بقائك هنا ؟!!"
هز آسر كتفه وقال ببرود:
" أنت قلت منذ قليل أن اي تحرك لي ناحيتها سيكون مرصود ومحل شك ...لكن وجودي هنا والسابق على حضورها سيجعلني اتواجد في محيطها دون اثارة النظر والشبهة (وهز كفه وهو يضيف بمكر) ولا تقلق أنا سأخلق الظروف والفرص للقاء بحيث لا يكون في الأمر ما يثير ...لكنها ستراني هنا معها وحولها دائما ...ستعلم اني هنا لأجلها ولن ابتعد ...ستكون لي يا خالد ...بأي شكل واي حالة ستكون لي "
زفر خالد بضيق واخذ يفكر للحظات بقلق فيما يمكن أن يحدث لو أنتبه سيد لمشاعر هذ الأحمق الذي يظن لمسألة سهلة ..لكنه يعرف عناد قريبة فقال بفقدان حيلة :
"وإلى متى من المفترض ان تبقى هنا مدعيا استمرار مشكلتك ملقيا عبئ عملك على كاهلي...لاحظ أن شهر رمضان سيبدأ بعد ثلاثة ايام ..( ليضيف ساخرا ) طبعا الأمر لا يفرق معك فانت لا تصوم اصلا "
لتلتمع عيني آسر بطريقة اثارت انتباه خالد وهو يقول بحماس:
"أعرف أنه بعد يومين و ثلاث حسب رؤية الهلال كما أخبرني عوض...لقد كنت اراقب الاطفال والشباب بالحارة على مدى الايام الماضية وهم يقومون بتعليق كل هذه الزينات ..(مشير برأسه ناحية الشارع بالأسفل بإعجاب وهو يكمل ) وعوض تحدث عن الاحتفالات خلال لشهر.. وايام السحور الجماعي لرجال الحارة .. وأن العادات تلزم المعارف بأن يقومون بدعوة بعضهم على الافطار ...واخبرني ان سيد يدعوه عدة مرات برمضان ..( ليضيف بمزيد من الحماس ) ولابد سيدعوني معه أليس كذلك ؟! ( وقطب متذكرا جملة خالد فأضاف معترضا) ثم من اخبرك أني لن اصوم؟! ...ربما لم اكن افعلها سابقا ...لكني تغيرت ...صدقني خالد ...تغير الكثير في وفى فهمي وقناعاتي ...الحياة هنا علمتني الكثير ...اتعرف اني اصبحت اصلي بانتظام "
اتسعت عيني خالد وهتف متفاجأ:
"حقا؟! ..أنت !!!...لا أصدق ... "
اتسعت ابتسامة آسر وهو يقول:
"ولا أنا كنت سأصدق لو أخبرني أحد أني سأفعلها قبل مجيئي هنا ...لقد شعرت براحة وسعادة منذ بدأت الصلاة ...كما اصبحت اذهب مع عوض للمسجد ...هناك شيخ رائع يعطي دروسا بالمساء تعلمت منه الكثير "
واقترب من خالد قائلا ببعض الخفوت :
"تخيل يا خالد لقد اكتشفت انني كنت ارتكب ذنوبا كثيرة جدا بالماضي دون أن أشعر .. ليس فقط شرب الخمر وترك الصلاة والعلاقات بل اشياء اخرى لم اتصورها ذنوب اصلا "
سأله خالد مستهزئا :
"مثل ماذا يا شيخ آسر؟!"
تجاهل آسر سخريته وهو يخبره ما عرفه مؤخرا:
"مثل الاغتسال من الجنابة ..كنت سابقا عندما اقيم علاقة ادخل لأستحم فقط ...لم أكن اعرف ان للأمر شروط وطريقة ونية وطريقة للاستحمام الشرعي من الأمر للرجال والنساء لقد تضايقت جدا من نفسي لكل تلك المرات التي كنت اتحمم بها خطأ بعد العلاقة "
ارتفع حاجب خالد ورد ساخرا بهزء:
"غضبت للمرات التي تحممت خطأ دون أن تقوم بشروط الغسل الصحيح من الجنابة بعد العلاقة ..ولم تغضب من نفسك لأنك كنت تقيم علاقات غير شرعية !!!!!... حزين على ذنب جهلك بالغسل الصحيح ..ولست حزين لأنك كنت ترتكب كبيرة الزنا !!..أتريد أن تجنني يا رجل!! "
اغتمت ملامح آسر ورد عليه باختناق :
"بل حزنت وندمت يا خالد ...لقد طلب مني الشيخ عندما صارحته بماضي أن اجدد النية واغتسل واعيد نطق الشهادة واتوب عن كل ما فات مخلصا النية بالتوبة لله وعدم العودة ...وقد فعلت ..أنا نادم حقا ...وارغب بالفعل أن اتعلم ديني وان لا ارتكب الكبائر والاخطاء ..اعلم أن طريقي طويل وصعب ...لكني انوي الاستمرار "
نظر له خالد للحظات ليتأكد من صدقه .. ثم اتسعت ابتسامته وهو يقترب منه ليشده محتضنا بسعادة ويربت على كتفه مهنئا قائلا براحة:
"لقد اسعدتني كثيرا يا اسر ...انت بداخلك أنسان جيد ...أنا سعيد بهذا التغيير ..ولأجل هذا فقط سأساعدك واتحمل عملك لكن فقط حتى نهاية الشهر الكريم ...وأعمل حسابك بدئا من أول يوم في العيد ستستلم أعمالك"
اتسعت ابتسامة آسر وبادله الاحتضان قائلا :
" لا تخشى شيئا ...هو فقط شهر ...بجميع الاحوال شريكي بالسكن سيحضر اسرته هنا بعد العيد ولابد لي من ترك المكان "
وابتعد خطوة يداري تأثره وهو يقول :
"شكر خالد ...شكرا لكل شيء ...لقد أثبت لي أهمية دعم العائلة وضرورة وجودها ..شكر يا ابن العم "
بادله خالد الابتسامة المتأثرة وهو يشيح بيده بينما يتجه للخارج قائلا:
"هذا حق العائلة يا رجل ..أنت فقط من كنت تنكره سابقا (واستدار أمام باب السطح ليغمز له بشقاوة قائلا) ثم من يدري ربما نكون (عدايل) قريبا "
وتركه هابطا لأسفل تاركا آسر حائر بمعني (عدايل) تلك التي قالها خالد !..
**********


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس