عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-20, 09:19 PM   #810

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحارة شقة سيد
خرجت صباح من باب الشقة مودعة أم محمود بعد أن ساعدتها بتنظيف المنزل وصنع الطعام رافضة أن تأخذ اي اجر فهي لا تخدم بالمنازل لكنها تفعلها محبة للست سما كما اخبرتها ...لتغلق الباب خلفها وهي تقول بحزن بينما تمصمص شفتيها:
"عيني عليك يا ست البنات وعلى حظك ...كانت زيجة شؤم ...هل مثلك تعاشر الحرباء البخيلة أم سمير ... والله هو رجل طيب لكنه يغور من وجه أمه .. وعلى رأي المثل ( عيشة الخزانة ولا زيجة الندامة ) "
انتفضت فجأة ضاربة صدرها وجاذبة طوق عباءتها تفتل فيه عندما فاجئها صوت آسر المتسائل:
"هل تحدثين نفسك يا صباح؟ ( ونظر لما تفعله في طوق عباءتها فسألها متعجبا) لما تفعلين ذلك؟! "
أخذت تتنفس بضع أنفاس متسارعة حتى هدأت ثم قالت بحرج:
" لقد ارعبتني يا استاذ آسر...سأحتاج لـ(طاسة الخضة) بسببك"
قطب بحيرة وهو يسألها :
" (طاسة) ماذا ؟! ما تكون هذه؟؟!!"
وقبل أن تجيبه جاءهما صوت خشن اشتاقته بشدة يهتف بغضب وهو يهبط من اعلى الدرج:
"ماذا يحدث هنا...لمَ تقفان هكذا ؟! "
أبتسم آسر بمكر وهو ينظر بجانب عينيه لعوض قائلا:
"كنت اصبح على ذات الوجه الصبوح التي تجعل النهار يزداد اشراقا بمرآها "
وكتم ابتسامته وهو يرى تحول ملامح عوض لتشبه ثور تم التلويح أمامه بقماشة حمراء فبدأ ينفخ اللهب من أنفه ليكتفي بهذا القدر من اغاظته و يغمزه قائلا :
"سأذهب أنا لشراء ما نحتاجه يا عوض ..وأنت لا تضيع صباحك والحق (صُبحك) قبل أن يضيع "
ليترك كلاهما يحدق بالآخر ويهبط مبتسما بينما عوض ينظر لها مقطبا للحظات قبل أن يقول بصوت خشن:
"ماذا كنت تفعلين هنا ولم كنت تتحدثين معه؟"
أحتقن وجهها بحمرة اذابت غضبه وهي تجذب طرف وشاحها بأصابعها ناحية فمها وتجيبه بارتباك بينما تتهرب من نظراته:
" والله يا سي عوض لم اتحدث معه ...لقد كنت عند الست أم محمود احضر لها بعض الحاجيات التي طلبتها من امي امس وقابلته اثناء نزولي فكان يسلم على فقط "
نظر لها بحدة قائلا:
"وهل هو من بقية اهلك أو معارفك ليسلم عليك!! ... لا تقفي مع رجل مرة أخرى لا سلام ولا كلام ...ثم ألم انبه عليك فيما مضى أن لا توصلي اي طلبات لأي بيت !!..."
نظرت له قائلة بلوم عاتب:
" نعم ..كان ذلك فيم مضى ...وبعدها اخبرتني أن لا شأن لك بي وأن ..أن .. "
لم تستطع أن تكمل كلماتها وقد تهدج صوتها واحتقنت عيناها بالدموع فأوجعت قلبه وآلمت رجولته التي جعلته يتخلى عنها .. فهبط سلمة حتى أصبح معها على نفس الدرجة و تطلع في دموعها التي تحرقه ثم ضم كفيه بعنف حتى لا تغلبه وتمسها دون حق له فيها وهمس لها بقهر:
"رغما عني يا حبة قلب عوض"
اختضت صباح واتسعت عيناها الممتلئة بالدموع لتحدق به ذاهلة وهي تردد ببلاهة:
" حبة قلبك ..أنا !!..هل قلت ..أنني ..أنا حبة قلـ ب ك......هل معنى كلمتك أنك لن تتركني وسـ ..آآ"
قطعت حديثها منفجر في البكاء أكثر :
فنظر لها عوض بعشق وألم وقلة حيلة ...يتمنى ضمها لكنه لا يستطيع فرفع كفه يشد طوق جلبابه وهو يهتف بوجع:
"لا تبكي يا صباح ...لا تبكي يا بنت...والله دموعك تكوي قلبي ...سامحيني يا حبة القلب ...والله كان رغما عني ...الدنيا ضاقت بي وعلي ...فخفت عليك من ظروفي ...خفت ان أظلمك معي وأنت تستحقين أن تحملي على الرأس وتعيشي ملكة معززة مكرمة مستتة ببيتك مع زوج يحضر لك النجوم من السماء "
مسحت صباح وجهها وعينيها بكفها وتستنشق انفاسها المتحشرجة بالبكاء وهي تقول بلهفة:
"أنا لا اريد نجوما ولا يفرق معي أن اتعزز بالبيت ..أنا سأعمل معك واساعدك و.. "
قاطعها بغضب قائلا بحدة:
"وهل أنا قليل أمامك ..هل ستتزوجين رجلا أم شرابة خرج ...هل أنا من أجعل زوجتي تعمل وتنفق علي بيتي! ..أنا رجل حر .. ولن تعمل زوجتي وتهان أبدا ولو لم استطع أن اكفيك لن اتزوجك "
ليتطلع لنظراتها الولهة وبسمتها البلهاء ...لتنفرج أساريره وهو ينظر لوجهها قائلا مطمئنا:
"لكن الحمد الله الضيقة التي كنت فيها فرجها الله ورزقني برزقك يا صبوحة ..هناك عمل جديد عُرض على رزقه واسع واجره سيساعدنا على الزواج بإذن الله ..أمي ستحضر مع اختي بالعيد وستقيمان معي ...وسأحضرهما لبيتكم لتطلباك من أمك فجهزي نفسك لزيارتنا بعد شهر يا بنت "
انفرجت ملامحها ببشر ونظرت له بلهفة وسعادة وهي تهتف:
"حقا ...هل ستأتي لتخطبني بالعيد حقا ..يا سي عوض !!"
هز رأسه مؤكدا ...فاتسعت ابتسامة صباح أكثر وهي تكاد أن تقفز وتحارب نفسها حتى لا تطلق زغاريد الفرح فتشد وشاحها بشدة دون شعور ليفلت من عقدته وكاد يقع من فوق رأسها بعد أن أظهر أغلب شعرها الاسود المجعد بعض الشيء ...لتتعالى انفاس عوض وعيناه تخونانه وتطلع لها بلهفة وهو يمنى نفسه بيوم تفرد ليلها الأسود لأجله ليتوسده برأسه مرة ..ويفترش صدره مرة ويتلمسه بيده في كل مرة ...
شعر بقرب فقدانه التحكم في نفسه والصبر فخشن صوته يهتف بها بلهجة حازمة:
"اربطي وشاحك جيدا وداري شعرك واياك أن أراك مرة اخرى تحدثين رجالا أو تحضرين طلبات للبيوت أتفهمين"
هزت رأسها بسرعة ولهفة مومئة بخضوع سعيد وهي تعدل وشاحها ليهتف بها عوض ثانية :
"وهيا اذهبي من هنا بسرعة قبل أن يرانا احد ويقول أي كلمة في حقك "
أومأت برأسها مرة اخرى وهي تلتفت نازلة باقي الدرجات تكاد تتدحرج من على السلم وتقفز كل أثنين معا وكل لحظة تلتفت للخلف حتى كادت تقع على وجهها ليتحرك بسرعة وهو يقول ملهوفا :
"احترسي يا صباح ستقعين.. "
اعتدلت بسرعة وهي تنظر له ضاحكة فتوقف مكانه وعاودت هي النزول وقبل أن تختفى ناداها بلهفة :
" صباح"
رفعت له عينيها المتلألئتين بالفرحة ليهمس لها بعشق:
"اشتقت للجرجير (الورور) ..من يدك الريانة "
ضحكت بميوعة جعلته يطلق صوتا خشنا ناهرا من حنجرته فأجفلت ونظرت له بخجل ثم هرولت للخارج بسعادة ..
فرفع يديه محركا جلبابه للأمام والخلف سعيا للحصول على بعض الهواء ليطفئ نار شوقه وهو يهتف:
" يا بوي ...متى وصالك يا حزمة الجرجير والخس الصابح أنتِ "
*****
يتبع
https://www.rewity.com/forum/t455707-82.html



التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 05-06-20 الساعة 09:46 PM
رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس