عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-20, 04:06 PM   #7

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

**الفصل الثالث**
• ساعدني فقط .....و ستعلم إن شاء الله.
أطاعها مستسلما، يقود بها عبر الشوارع الى أن بلغا سوقا كبيرة لصناعة الأثاث أو ما يسمى حاليا بالموبيليا.
ترجلا من السيارة، تقول بنفس حماسها الذي اشتعل في مقلتيها و ابتسامتها المشرقة .
• سأعرفك على أعز أصدقاء أبي رحمه آلله ..... أسطورة صنع الأثاث... يخرج بتصاميم مبدعة كل سنة يزلزل بها عالم أهل الموضات والذوق الرفيع.
أشارت الى محل كبير ذو واجهة راقية ولافتة كبيرة أعلاه مكتوب عليها ....*أثاث المحبة* ...فضحك بمرح يتساءل.

• إنه فعلا صديق لوالدك ..... هل أسسا مشروعيهما معا؟
نظرت الى اللافتة فضحكت هي الأخرى، تجيبه بنفس المرح.
• أجل وسأدع قصة الاسم للعم صادق النجار .... هو سيخبرك بالسبب .
انبهر بالزخرفة والنقوش المختلفة والمزينة بها قطع الخشب التي تحولت إلى قطع فنية تسلب الأنظار وتخلب الألباب.
شمل المكان بنظراته المتفقدة، مساحة واسعة مقسمة الى أقسام مختلفة بين المكاتب والصالونات وغرف النوم . هرولت نحو رجل ستيني بشوش الملامح، أشيب الشعر واللحية الطويلة، قصيرا نوعا ما مما أظهر امتلائه جسمه، تحييه بفرح تلألأت به مقلتيها قبل أن تلتفت إليه، تشير إليه بفخر.
• أحضرت لك موهبة يا عمي ستشكرني عليها كثيرا.
اتسعت بسمة العم صادق فازداد نورا الى نور وجهه المُحبب البشوش، يرد بنبرة لطيفة هادئة.
• خير التفاح توصي بأحد ما؟... هذه سابقة وأنا متشوق لمعرفة السبب.
لمع الحنين عبر نظراتها المتأثرة فاستدرك باعتذار وحنو.
• آسف بنيتي لأنني ذكرتك.
هزت رأسها أن لا بأس والعم مسترسل، يقصد عبد الحكيم.
• والدها من سماها خير التفاح ....لأن الله رزقها قلبا حلوا طيبا مليء بالخير .
أومأ موافقا فقالت تغير الموضوع .
• أنظر عمي ..... أريه القطعة يا عبدُ .... هيا !!
قربها من العم بخجل، يرافق حركاته المترددة بحديثه المرتبك.
• لا أعلم لماذا تظن أن لدي موهبة ما؟... إنها مجرد هواية أجد فيها متنفسا مريحا .... لا غير.
تمعن العم صادق في القطعة قليلا .... ثم سأله باهتمام.
• أين رأيت هذا النقش ؟
سحب سكينه ، يريه إياه مفسرا.
• رأيته في صغري بمحل بضائع عتيقة ..... راق لي النقش على حافته فاشتريته .... لأستعمله في للرسم على الخشب.
رفع العم حاجبيه الأبيضين، دهشة يستفسر بعدم تصديق شمل ملامحه.
• أنت نحتت هذه القطعة .... بذلك السكين ؟
أومأ مقطبا فأردف العم بإعجاب .
• أنت فعلا موهوب .... خامة فنان تحتاج للصقل .
حينها تدخلت تفاح ببسمتها المتسعة.
• ألم أخبرك عمي؟
قلب عبد الحكيم شفته السفلى بعدم تصديق فقال العم مؤكدا .
• أنا لا أجامل بني...... لكن إن عملت بجد و تعلمت أساسات الحرفة ستُفاجأُ بإنجازات نفسك ...وأنا لن أنكر حاجتي لأمثالك .... يسهل تعليمك وسريعا ما ستبدع بلوحات فنية.
تحرك لسانه المعقود بصدمة لم يتخلص منها بعد.
• لكنها مجرد هواية يا عم.
ربت العم على ظهره، يجيبه بحكمة.
• لو عمل كل شخص في هوايته المحببة الى قلبه لكان العالم أفضل ....و لكانت جميع السلع ذات جودة عالية ...... فالله سبحانه خلق كل انسان بموهبة يبرع بها لينفع بها باقي البشر .
تكتف عبد الحكيم يصغي بتركيز وتفاح تؤكد على قول الرجل.
• صدق أبي رحمه الله .... كلٌّ عالمٌ في مجاله.... ها؟... ما رأيك؟..
بحلق فيها بعينين مبهوتتين، يتساءل بتردد .
• و ماذا عن المحل ؟ من سيساعدك ؟
ردت، تهز كتفيها بخفة.
• سأطاب من العم محمد إرسال عبد الحميد إلي أثناء النهار ويمكنك المداومة اثناء الفترة المسائية .
تسمر، يفكر بشرود فأضافت تحثه .
• هيا عبد ... وافق ... خسارة لموهبتك أن تضيع.
ابتسم يومئ بموافقة فصافحه العم صادق، يوصي عليه بالقدوم باكرا كما داعبه بتهديد مازح كونه لن يتهاون معه حتى من أجل خير التفاح .
عادا الى المحل واستأنفا عمليهما الذي هدأ فترة الظهر ليميل على صندوق النقد، يفكر بسهو واجم.
توقفت تفاح عما تقوم به حين لمحت حاله الغريب وتوجهت إليه، مستفسرة بحيرة.
• هييييه !! عبد الحكيم .... ما بك؟... أين سهوت؟
تنبه الى سؤالها فرد بوجوم، باسطا ذراعه اليمنى ليسند بها جسده بسطح الطاولة بينما اليسرى يلوح بها في الهواء.
• أهلي.... أفكر في أهلي يا تفاح .
ضمت حاجبيها، تسأله بإشفاق.
• ألم تحدثهم بعد يا عبدُ؟
هز رأسه سلبا محرج فاستطردت معاتبة.
• لا يجوز ما تفعله يا عبد الحكيم .... هاتف والدتك أو شقيقك على الأقل لتريح قلوبهم ..... حتى والدك أكاد أجزم أنه قلق عليك وبشدة.
لازال على وجومه تابت فاقتربت من الطاولة وأخذت السماعة، تمدها له بتشجيع.
• تشجع يا عبدُ .... و استعذ بالله من الشيطان الرجيم .
رددها بخفوت يمسك السماعة ثم طلب الرقم.
ابتعدت تمنحه مساحة شخصية و قلبه ينتفض مع كل رنة، يوشك على الاستسلام لليأس حين هتفت نبرة قلقة، يعرفها جيدا بقلبه قبل عقله فلم يطاوعه نفسه بقطع حديثها الرسمي.
تسمرت مكانها حين لم يأتها جواب سوى صوت أنفاس متسارعة، متوترة، فهتفت تبتسم بأمل يشوبه الأمل.
• عبد الحكيم بني ... أهذا أنت يا قلب أمك؟.... تحدث أتوسل إليك.
نطقتها بنبرة متهدجة ،باكية، فأسرع يرد بلوعة.
• أرجوك لا تبكي أماه.
• آآآه ...يا قلب أمك .... أين أنت ؟... لم أذق طعما لنوم مذ رحلت و انقطعت أخبارك. ... عد إلي يا حبيبي ...أرجوك.
أسدل جفنيه حزنا، يقول برقة يخصها بها، نبضاته تضرب صميم صدره بالألم.
• لا أستطيع يا أمي .... ليس قبل أن أتبث لأبي أنني لست فاشلا .
شهقت باكية تتساءل بضيق وقلق بالغ.
• ماذا تقصد بني ؟
تنفس بعمق يتخلص من تأثره، يجيبها بتصميم .
• أن أبرهن لأبي .... أن النجاح ليس مرتبطا بالشهادة العلمية فقط بل بحياة المرء.... هو يقرر كيف ينجح فيها ؟...و أي طريق مناسب يسلكه.... لن أعود حتى يشعر أبي بالفخر بي.
حل الصمت عبر الأثير فنادته والدته بشجن.
• ولدي ..... اشتقت إليك.
ليزفر متنهدا بعذاب، يمسح على وجهه يتخلل لحيته التي أطلقها مهملا حتى تهذيبها.
• أنا أيضا أمي ....أشتاق إليكم جميعا ...لكني لن أعود الآن....حين أشعر بأنني مستعد سأعود..... لا تخافي علي ....أنا على أفضل حال ....أمي أستودعك الله .... أحبك .
أنهى الاتصال بقلب يتلظى من الألم لكنه مضطر وسيثابر ويعمل بجهد كي يصنع لنفسه اسما يفخر به والده .
………………….
**بيت آل العلمي**

• أجل كما أخبرتك .... يقول أنه لن يعود حتى يفخر به والدك.... أنا لم أفهم ...هل طلب استعطافا ليعيدوه إلى الدراسة!
أجابها عبد العليم بحيرة سكنت ملامحه الشبيهة بشقيقه.
• لا أمي.... أعلمت المكلف بملفات الطلاب أن يخبرني إذا تم أي اتصال بينهم.
قطبت باستفسار بالغ فهز كتفيه بقلة حيلة، يستطرد برجاء بينما يقبض على كفيها الصغيرين يربت عليهما برقة.
• المهم أننا اطمأنننا عليه وأنه بخير ...... أريحي نفسك و كلي يا أمي ثم نامي قليلا ...صحتك لا تعجبني مؤخرا.
أومأت منسحبة من بهو الشقة فاتجه إلى هاتف البيت، يسجل الرقم الذي هاتفهم منه، يشكر الله أنه رقم تابت ويسهل إيجاد صاحبه.
………………….
**بعد يومين ..... صباحا**

**بيت آل الفاكهاني**
• رمان ؟ خرجاتك كثرت ....ليس مناسبا ما تفعلينه ....ثم ما هذا الفستان؟.. لا يليق بالخروج؟
زفرت بحنق ملول، تتأكد من زينتها على مرآة الردهة قبل أم تلتفت إليها، تسبقها خصلاتها المجعدة الكثيفة حول وجهها الدائري الأسمر، ترد بجفاء سبق خروجها تصفق الباب بكل قوتها .
• أفيقي من أوهامك أختي ....أنت لست والدي .... و لا يحق لك التأمر علينا لمجرد أنك من يسير أملاكنا .
أجفلها الصوت الحاد، يوقظها من صدمة ما قيل لها ومن شقيقتها، لأول مرة تشعر بدموع الحزن تحرق جفنيها لكنها رفعت هاتفها وأرسلت برسالة الى عبدُ بخصوصها تلجم نفسها عن النحيب والشكوة تسرها لربها الرحيم.
تقدمت عبر الشارع، تمشي بخيلاء و ترفع تجهل حقيقة متى اتصفت به أو حل على أخلاقها كل ما تعلمه أنها قامت يوما لتجد نفسها غاضبة ، حانقة، مشاعر قوية تنهش من صدرها دون رحمة و لا تجد لها من صرفة.
توقفت فجأة حين أطل عليها ظلا أسود فرفعت رأسها إليه ليبدأ قلبها في سباقه المعتاد كلما تذكرت وجوده على سطح البسيطة وليس فقط رؤيته.
استجمعت قواها المتعجرفة و قالت تطمس مشاعرها بطغيان جائر.
• ماذا تريد يا عبد الحكيم ؟
ابتسم ساخرا كرد ناسب عجرفتها .
• و ماذا سأريد منك يا ابنة الفاكهاني ؟.
تأهبت بشراسة بينما يتلكأ بتعمد قبل أن يكمل بنفس التهكم.
• سأوصلكِ الى مشوارك.
فتخصرت، تهتف بنزق
• هل أرسلتك حارسا و مراقبا ؟..... اسمع أنت .... لست والي علي ... والدي مات رحمة الله عليه ...و أنا لست بفتاة صغيرة .... ابتعد عني..... و اذهب لتمارس عملك عند أختي.
كلمات بصقتها في وجهه بصلف ثم انسحبت أمام نظراته المتعلقة بفستانها الأسود الضيق.
●استغفر الله.
رددها بخفوت، منزعجا من نفسه ثم استدار متوجها الى السيارة ليلحق بها.
............................
**المشفى**
• مساء الخير .
رفع رأسه من على ملفات المرضى ، متوسطا مجموعة من الطلاب في أحد أروقة المشفى.
اندفعت مبتسمة بإغوائها المعتاد فسلبت كل الأنظار الأنثوية قبل الذكورية، تفسر بنعومة.
• خالي ....أخبرني أنني سأجدك هنا .
تغلب على دهشته، مستعيدا برودة طباعه، يوجه حديته الحازم لطلابه برزانة و جدية .
• كل واحد منكم يتابع الحالة التي أوكلتها إليه ..... يراقب المؤشرات و يدونها .....و إن لاحظ أي أمر مستجد يعلمني في الحال ....أينما كنت ... يمكنكم الانصراف الآن.
هزوا رؤوسهم باحترام ووجل، يتفرقون في لحظة.
التفت إليها يشير الى الطريق أمامه، قائلا بخفوت جاف.
• تفضلي لنتحدث في مكتبي.
تجاهلت جفاءه وبكل جرأة تأبطت ذراعه تجفله بحركتها لكنه لم يكن ليُسَبب فضيحة لهما لذا حافظ على الهدوء والصمت بينما هي تشمخ بأنفها بتكبر أمام نظرات الحسد والإعجاب المحيطة بهما.
أبعدها ما إن دخلا الى مكتبه يوارب الباب، قائلا بحزم .
• أولا.... إياك أن تعيدي ما فعلته الآن مجددا ....... ثانيا ... ما الذي أحضرك الى هنا؟
بللت شفتيها برقة، رافضة الاعتراف بفشل كل حركاتها التي تطيح بعقول الشباب والرجال باستثناء هذا البارد أمامها ليشكل تحديا لكبريائها العظيم، مصرة على الفوز به دون ذكر المكانة التي ستمنح بها الكمال للوحة حياتها الاجتماعية المثالية.
اقتربت منه بجسدها الرشيق تحث بدلة عمل ضيقة، زهرية مكونة من تنورة تتعدى ركبتيها بقليل وقميص عليه سترة قصيرة تبرز رشاقة جسدها ومفاتنا، تتحدث بدلال لا ينكر تأثيره الذكوري به، هذا ما تثيره فيه، مجرد رغبة ذكورية تجاه أنوثتها التي تعرضها أمامه بسخاء مما يدفع به للتساؤل باستمرار، لما يشعر أنها ليست مناسبة؟
لماذا يشعر بأن هناك شيء ما مفقود ؟
فهي جميلة، بل فاتنة وابنة عمته، يعني من دمه، العائلة بأجمعها تبارك ارتباطهما وهو في حاجة ذلك الارتباط ليُحصن نفسه التي أصبحت مع نضوجها تطالبه برغبات فطرية.
يكن يوما ممن يأتون المنكرات، لن يرضى بعلاقة غير شرعية لأنها و ببساطة بالنسبة له كتناول القاذورات.
غير صحي وغير آمن وهو أرقى من أن يقبل على نفسه الدُّنُوْ وإن كان سيشبع رغباته الملحة ففي ظل ما شرعه الله و حلله.
• لما تعاملني هكذا يا عليم ؟...
• عبد العليم يا فاتن .... عبد العليم !!
نطقها ببرودة، فاقتربت منه أكثر ترقق نبرتها وتقلب شفتيها المصبوغة بإتقان، لفتت انتباهه لوهلة .
• أنا ألقبك ...أدللك ... اسم خاص بنا، أنا وأنت فقط.
تنفس بعمق يفر تجاه مكتبه، ينفض تأثير فتنتها عليه، معقبا بجدية .
• فاتن .... الزمي حدودك .... نحن لا يربطنا بيننا أي شيء رسمي.
أخفت إحباطاها جيدا، تتكئ على مكتبه ليظهر مقدمة صدرها الأبيض البض فينتفض غضبا مما تحاول فعله به.
• فاتن .... ما هذه الملابس؟..... تحشمي قليلا.
أجفلت فاستقامت واقفة تتابعه بعينيه يلُفّ حول المكتب، يستطرد بحدة.
• كيف تخرجين بهذه الملابس الضيقة؟.... هل رأتك عمتي ؟.... كيف لم أنتبه قبلا ؟
أخافها تحول الرماد في مقلتيه الى سحابة مظلمة، يضيف بملامح محتدة .
• انا لم أقرر الارتباط بك بعد ...و كونك تتصرفين على أساس المسلم به لا يجعله حقيقي .... أنا أيضا طرف ومهم في العلاقة إذا قررت أن أخوضها.
صاحت، ترافق غضبها بدموع التماسيح.
• أنا آسفة ... إنه حبي الكبير لك ما جعلني أتصرف هكذا.... انا آسفة لأنني أحبك.
زفر يُسدل جفنيه يأسا و ضجرا ثم قال بنبرة حاول جعلها هادئة.
• إهدئي ....أنا أتحدث لمصلحتك.
مسحت دموعها بأناقة تدعي الوجوم، و الحزن الطفولي فاستدرك بتحذير أن رققه مجبرا.
• احتشمي في لباسك ...و لا تخبري رجلا بحبك.... تعامليه هكذا بميوعة قبل أن يقدر الله ويكون زوجك ..... قد يقبل أحدهم ما تعرضينه بسخاء..
أطرق يتفقد هاتفه فرمقته بحقد مغيض، تغير الى وداعة حين عاد للنظر إليها بينما يطلب لها سيارة أجرة، يشير لها لتتقدمه.
خطت تدعي الاستسلام إلى خارج البناية، تستقل سيارة الأجرة بتفكير منحصر حول توعده بفضيحة، تربطه بها الى الأبد إن لم يبادر من نفسه ليتزوج بها.
………………………
*مطعم البحر*
قامت تعدل خصلات شعرها الغجري، تقول بأنفة جديدة عليها لم تستسغها أي من صديقاتها .
• أنا يجب ان أغادر..... تأخر الوقت .
استقمن هن الأخريات، موافقات على أن الوقت تأخر بالفعل.
لكزت إحداهن الأخرى بخفة، تشير الى ركن ما في ذلك المطعم فابتسمن بلؤم صدحت به نبرة احدهن تجرأت بالقول.
• رمان ؟ أليس ذاك الشاب مغتنم ؟
التفتت بحدة تتفحص الشاب المعني فغَشّى السخط والاحتقار ملامحها السمراء لتنطق أخرى بمكر.
• أليس خطيب شقيقتك ؟.... ماذا يفعل مع ابنة السيد منصور؟
رمقتهن بحنق، تجيب من فكيها المطبقين غلا.
• ليس خطيبها .... هي رفضته ..... ترفض الزواج أساسا .
نطقت احداهن، تعقب بلؤم ماكر تهز كتفيها.
• ظنناه خطيبها ...... لذا أخبرناك ... لأننا سمعنا أنه و ابنة السيد منصور يحبان بعضهما و سيتزوجان .
زفرت بغل، تهتف بشراسة أرعبتهن قبل أن تغادر ضاربة الأرض بغضب جارف .
• ليس خطيبها!..... هي رفضته ..... فليتزوج بمن يشاء .... الى الجحيم جميعكم !!!
لم تكد تخطو خارج المقهى حتى أوقفتها نبرة سمجة علقت بذهنها جيدا ولم تنساها كما لم تنسى الإهانة المرتبطة بصاحبها.
• ابنة العم ..... مرحبا ... أنا شاكر جدا لهذه الصدفة السعيدة ..... كيف حالك؟
شردت عنه بنار تحرق أحشاءها، تتساءل لما أحوال الدنيا لا تسر؟
ها هي شقيقتها الطيبة والمضحية، ستتلقى أكبر صدمة في حياتها بسبب الرجل الذي اختارته و وثقت به فخانها بقلب بارد، لقد رأته من قبل لكن لم تشأ استباق الأحكام ، كما لم ترد أن تكون من يصدم شقيقتها .
• يا غزالة .... أنا أحدثك .
تنبهت على قوله فحدجته بنظرات محقرة مستهينة، تهتف بحقد وجدت له متنفسا.
• من أنت لتحدثني هكذا؟..... ابتعد عني..... و ان لمحت طيفي مرة أخرى لا تجرؤ حتى على النظر الي ..... أنت و عائلتك مفضوحة نواياكم وأطماعكم ..... اذهب و ابحث لك عن هدف آخر و انساني! .... لأن السماء بنجومها أقرب إليك مني!
انطلقت كالصاروخ فلم يُعِد التفكير، يقوده جرح كرامته و غله الأسود كَنِيَّتِه و هو يلحق بها فشغل الآخر محرك السيارة يراقب الإثنين معا غير بعيد.
تاهت أفكارها و اشتعلت مشاعرها فالحياة تثبت لها صدق أحاسيسها بأنهن فقدن السند والغطاء الحامي والجميع يراهن عاريات مكشوفات وضعيفات كلقمة سائغة، سهلة المنال .
• أسمعيني ما قلته مرة أخرى ؟
توقفت فجأة ، تعي من فوضى أفكارها على هيئته المنتفضة غضبا لتعود شراستها مضاعفة، تصيح بعصبية .
• أيها الحقير ابتعد عني ..... ألا كرامة لديك ؟
ابتسم ساخرا، يقول بتسلية زائغة بينما يقترب منها.
• طبعا لدي .... و أنت هدرتها ....لذا أريد القصاص منك كي أداوي جرح كرامتي .
همت بالهتاف مجددا قبل أن تكتشف بأنهما وحيدين تماما وسط زقاق مظلم، بلغته بحمقها أثناء سيرها الشارد، تقودها مشاعرها الهائجة.
تلفتت حولها تبحث عن جنس مخلوق في ذلك الزقاق المظلم فاستطرد بخبث، يتسلى بفريسته التي وقعت في شباكه .
• لن ينقذك مني أحد ...... يا غزالتي الشاردة.
رمقته بتكبر تتدعي القوة فلن تمنحه شعور الرضى بخوفها و رعبها الذين يهزان أحشائها برجفةً مؤلمة.
• أحذرك يا راغب ..... فكر جيدا قبل أي تصرف ستدفع ثمنه غاليا .
ضحك بصخب، يقترب منها محاصرا إياها ، فتعود الى الخلف تلقائيا، يهتف بتهكم .
• لا تهددي يا غزالتي ..... فوضعك لا يسمح .
ضمت شفتيها بشدة ، ترمقه بتحد حريص وهو مسترسل بكلمات تسرع من حدة أنفاسه، تعبر عن مدى رغبته التي احتلت مقلتيه الفجتين الزائغتين .
• هل أخبروك من قبل عن مدى جمالك ؟.. و روعة جسدك؟. .... أما العينين و الشعر!... فحكاية أخرى ..... ملابسك ؟
عض شفته السفلى متنهدا بوقاحة يشملها بنظراته الفجة، يردف و هي تجعد أنفها بقرف وغثيان يتصعدان عبر حلقها.
• تُفصّل قدك المياس فلا يمنح للخيال مجالا سوى الاشتعال والمزيد من الاشتعال..... تُرضخين به من يلمح طيفك بكل يسر...
لم تتحمل فصاحت بغضب، اهتزت نبرته بفعل الرعب.
• ابتعد عني ...انت جبان حقير !!
أجابها و قد اقترب كثيرا من وجهها تلفه أنفاسه، المشبعة برائحة الأركيلة .
• انا لست جبانا و لا حقيرا ....و سأثبت لك ذلك ....سأتزوجك .
بُهتت تجحظ بمقلتيها، فأومأ مؤكدا .
• أجل ...بعد أن أنالك الآن.... كي أضمن موافقتك ..... بعدها سنصبح أحلى زوجين .
نطقت بتمهل من أثر الصدمة و الرعب اللذان شلا أطرافها.
• أنت مجنون .... لست طبيعيا!
رفع يده ليلمس وجهها ،هامسا بأنفاس لاهثة.
• ربما ......لكنك حتما ... ستكونين لي .


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس