الموضوع: عهدي أنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-20, 05:16 PM   #1

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
Rewitysmile1 عهدي أنا




بالفصل الاول:
قبل سنوات....
قرية التل الاسود او قرية العدنانيين كما يطلق عليها اهلها اقوى واكبر واغنى القرى بالبلاد تحكمها عادات و قوانين يحرص شيخها ذو الفقار العدناني على تنفيذها و عدم تخطي حدودها
حال النساء بهذه القرية كحال باقي القرى بالمنطقة فالمرأة مواطن من الدرجة الرابعة هذا اذا صح ان نسميها بالمواطن فللأسف الاحصنة و الدواب تحتل مكانة اهم منها و الأسوأ انهن اعتدن على هذا الوضع حتى اصبح طبيعيا
الشيخ ذو الفقار يحكم هذه القرية بيد من حديد لا يجرأ اي أحد على معارضته او حتى مناقشته في اي قرار يتخذه لذلك كان المجلس العشائري الذي يضم سادة القرية والذي يعقد للتشاور كقلته فالحكم اولا واخيرا للشيخ ذو الفقار .
قسوته و صلابته كانت تتلاشى عندما يكون برفقة زوجته حبيبته وابنة عمه نوايا يتحول الى رجل رقيق و حنون كل غايته خلق ابتسامة على ثغر حبيبته و ام ولديه منذر صاحب العشر سنوات وخولة ذات الثمان سنوات
انهارت سعادته بعد ان توفيت نوايا بعد اربعين يوما من ولادة ابنه الاصغر التي اصرت ان تكون هي من تسميه على عكس ما اعتادوا ان الاب هو من يسمي اولاده الذكور
شاهين ابنه الصغير والحبيب و كيف لا وهو يشبه والدته بكل شيء يملك نفس عيونها العسلية و نفس لون شعرها الاسود ونعومته صورة مصغرة عنها .
كانت خولة تحبه كثيرا وتعتبره ابنها رغم صغر سنها اما المنذر فقد كانت غيرته منه تزيد كل يوم و في كل موقف يلمس تفضيل والده لشاهين عليه رغم كده بالعمل واهتمامه بالأرض التي زاد محصولها منذ ان تولى شؤونها

كلما كبر شاهين كبرت معه رغبته للتعلم والاستكشاف و كلما تعلم اكثر كلما فهم و ازداد وعيه ليتمرد على عادات وتقاليد قريته الظالمة و كلما ازداد اصطدامه مع اخيه و اتسعت الهوة اكثر بينهما .
الميزة التي يتمتع بها شاهين و التي لا يستطيع احد انكارها انه كان تاجرا ذكيا و مفاوضا داهية اذا دخل صفقة يخرج منها بعشرة اضعاف الربح المتوقع لذلك اعتمد عليه والده بأمور البيع والشراء بباقي القرى والقبائل بهدف تحقيق مكاسب اكبر من جهة و ابعاده عن امور القرية كونه كان يلمس منه بذور المعارضة . وفي احد الايام امره والده بشد رحاله الى قرية جوما القريبة منهم للاتفاق مع شيخها على شراء كميات من الملح حيث كان يعتبر من المواد الغالية و المهمة
عندما وصل الى منزل الشيخ ضرغام وعرفه بنفسه رحب به ترحيبا يليق بابن الشيخ ذو الفقار واصر على ان لا يتحدث معه باي امر من امور التجارة قبل ان يتلقى واجب الضيافة ، وصل الى مسامع شاهين اثناء تناولهما الغذاء ضجيج من الخارج
-ما هذا الصوت يا شيخ ضرغام؟
اجابه وهو يلوك قطعة اللحم و يده تمسك بقطعة اخرى اكبر
-البارحة صدر حكم طرد بحقيرة عاهرة واليوم موعد التنفيذ
نفض يديه عن الطعام و اتجه الى النافذة ليرى امرأة ملابسها ممزقة و الدماء تسيل من جرح غائر بجبينها غطت كامل وجهها واثار الجلد واضحة بصورة مؤلمة على ظهرها وتحاول جاهدة ان تحمي بجسدها الطفل الصغير الذي تحمله كي لا بصيبه حجر طائش من الاطفال الذي يرمونها بالحجارة و خلفهم رجال القرية مهللين ، لم يحتمل ذلك المشهد و اندفع كالطلقة خارجا من منزل الشيخ الى الساحة ليقف بين المرأة والجمع الغفير و صاح بصوت جهوري
-ما هذا الذي تفعلونه بحق الله
ليجيبه صوت احدهم
-ومن انت ايها الغريب؟
جاءهم صوت الشيخ ضرغام من الخلف
-انه ضيفي السيد شاهين ابن الشيخ ذو الفقار ،( اقترب من شاهين شاقا طريقه وسط الحشد ) تعالى يا بني ودع الرجال ينفذون الحكم
نظر له باشمئزاز وقال بصوت غاضب
-رجال ؟ وهل من الرجولة التنكيل بامرأة و كشف عورتها امام كل اهل القرية ايا كان الذنب الذي اقترفته ، اين نخوتكم و شهامتكم
بدأ الشيخ يغضب
-اسمع يا فتى لا تتدخل فيما لا يعنيك و لتدخل الان الى الديوان لننهي اتفاقنا وبعدها تعود الى قريتك
-لا يوجد اي اتفاق بيني و بينك و لا يشرفني ان اضع يدي بيدك
هاج الرجال وبدأوا بالصراخ و حاول بعضهم التهجم عليه بالعصي بينما هو ظل واقفا شامخا حاملا عصاه بوضعية التأهب .
الشيخ ضرغام يدرك قوة عشيرة العدنانيين و لو مس ابن كبيرهم باي سوء فلن تكفيهم رقاب كل اهل قرية جوما فداءا له
لذلك حكم عقله و رفع يده يوقف رجاله
-اكراما لوالدك سأدعك تخرج سالما و سأتغاضى عن وقاحتك
-ما كنت لاسميها وقاحة يا شيخ يا كبير القرية يا من تعرف حدود الله وعلى كل حال لن اخرج دون المرأة و الطفل
لم يمهله الرد و ركض الى باب منزل الشيخ ، فك رباط حصانه و سحبه خلفه ، ساعد المرأة التي لم تتوقف عن البكاء حتى اعتلت الحصان و مد لها الطفل و سحب حصانه مبتعدا تحت انظار الجميع دون ان يجرؤ احد على ايقافه

عندما ابتعد مسافة كافية توقف عن السير و ساعدها للترجل عن الحصان بعد امسك عنها الطفل
-لا داعي للبكاء يا سيدة انت الآن بخير
-الله وحده سيجزيك عن انقاذك لنا، انا لا اعرف كيف اشكرك
-الشكر لله وحده وكما قلت لهم مهما عظم ذنبك فلا يحق لهم ان يتصرفوا بذلك الشكل .
-كل ذنبي ان..
قاطعها
-ان لا اريد ان اعرف ،
قالت بانفعال
-يجب ان تعرف ، انا لست عاهرة مثلما كانوا يهتفون ، انا اشرف منهم ومن نسائهم و هذا ذنبي الذي عوقبت عليه
-حسنا لكن اهدئي من فضلك
بدا كانها لم تسمعه واسترسلت تحكي وتفضي بما في صدرها
-زوجي يعمل دليلا لقوافل التجار وقوافل الحج وقد ذهب هذا العام الى الحج منذ اكثر من بضعة شهور و طيلة هذا الوقت كنت اتعرض لمضايقات سرمد ابن الشيخ ضرغام وطبعا من المستحيل ان افتح فمي و اشتكي و اكتفيت بتجنبه و اخذ حذري منه لكن ذلك لم يردعه بالعكس تمادى الى درجة انه تهجم علي داخل منزلي ، اخطأت عندما دافعت عن نفسي و صرخت طالبة النجدة
ازداد بكاءها و همست بصوت مختنق
-اخبرهم اني انا من استدرجته الى منزلي و اخبرهم كذبا اني صرخت عندما رفض اعطائي المال ، طبعا صدقوه فهو ابن الشيخ و ما انا سوى زوجة صاحب دكان صغير ، جلدوني و احرقوا منزلي و الباقي انت تعرفه.
كانت الدماء تغلي بدماغه وقبضته تشتد كلما استمرت بالكلام وقبل ان ينطق سمع حركة من خلف الاشجار كانه هناك من يسترق السمع ، اشار لها بالتوقف واقترب من مصدر الصوت وقبض بيده على ذراع ذلك الملثم
-من انت ولماذا تتجسس علينا، هل ارسلك ضرغام ؟
جذب اللثام عنه ليتجلى امامه القمر بل الشمس في ضياءها و دفئها ، وجهها الابيض كبياض الياسمين و عيونها الخضراء التي اسرته منذ اللحظة الأولى و تلك الشفتان المكتنزتان اشبه بحبة الكرز
انتشله صوت السيدة التي هبت واقفة من سحر هذه الفاتنة و صاحت متفاجئة
-سيدة جورية !!!!
سحبت ذراعها من قبضته وتنحنح هو بحرج
-اسف
تجاهلته ووجهت كلامها الى ريحانة
-سامحيني يا ريحانة لم استطع انقاذك
-لا باس يا سيدتي الحمدلله الذي ارسل هذا الشاب بالوقت المناسب ( التفتت الى شاهين ) هذه السيدة الصغيرة جورية ابنة اخ الشيخ ضرغام
-اسف ظننتك ...
قاطعته
-غير مهم ايها الغريب
-اسمي شاهين
ظلا ينظران الى بعضهما البعض للحظات قبل تبعد عيناها عنه وتقول لريحانة وهي تضع رداءا على كتفيها يسترها
-ماذا ستفعلين الآن
-سأذهب الى اختي بديار بني مروان
تدخل شاهين بالحوار
-انها بعيدة عن هنا ، مسير عشرة ايام على الاقل ولن تستطيعي الذهاب بمفردك
اضافت جورية
-هل لديك اقارب بمكان قريب
-ليس لي احد سوى اختي
حسم شاهين امره وقال
-انا سآخذك الى اختك اذن
تحرجت منه فهي لا تريد ان تثقل عليه
-لا اريد ان اثقل عليك ايها الشاب يكفي ما فعلته من اجلنا
لكنه اصر وابى الا ان يكمل ما بدأه
-لن يكون ضميري مرتاح اذا تركتك تذهبين بمفردك، انتظريني هنا سأعود الى قريتي لأحضر العربة والزاد وسنشد الرحال قبل مغيب الشمس بإذن الله
شيعته جورية بنظرة اعجاب عندما امتطى حصانه ببراعة وانطلق به كالبرق.
عندما عاد كانت مازالت جورية لم تعد الى القرية لم تشأ ان تذهب قبل ان تطمئن عليها وهو ايضا كان يدعوا ان يجدها عند عودته ، رغبة خفية بالنظر الى تلك العيون اعترته طول الطريق
احتضنت ريحانة وقبلت الصغير واعطتها كيسا من المال
-قد تحتاجين الى شيء بالطريق
مد شاهين يده معترضا يد جورية و رعشة سرت بجسده عندما لامس اصابعها وشعور بالرضا تملكه وهو يشاهد حمرة الخجل تغزو وجنتيها لكنه قال بثبات
-انا سأتكفل بها و بما تحتاج بسفرها هي والصغير احتفظي بمالك .
عادت الى قريتها وكل تفكيرها مع ذلك الغريب لتهمس بصوت غير مسموع
-شاهين !!!!
نفس الشيء بالنسبة له ، لم يصدق ذلك الاضطراب الذي حل بنبضه فور رؤيته لجورية ، اه يا جورية ماذا فعلت بالشاهين .
****************
بقي على ديار بني مروان مسير يوم لكن الشمس اوشكت على المغيب لذلك فضل امضاء الليلة ايضا بالخان رغم اعتراضها ليكرر نفس الجملة التي يرددها عليها منذ ان شدا الرحال
-لن اغامر بالسفر ليلا و انتما برفقتي ، ان امنت شر حيوانات البرية فلن آمن شر قطاع الطرق
وصلا الى الخان و كالعادة اخذ لها غرفة هي والطفل الذي اخبرته انه اخو زوجها من زوجة ابيه وبعد ان اطمأن عليها واكد عليها ان لا تفتح الباب لاحد غادر ليحضر لهم الطعام .
في طريق العودة من السوق لاحظ جلبة قرب الخان و سأل احد الرجال الذين كانوا واقفين يتابعون ما يحدث بعيون فضولية
-انه فتى مصاب بوباء خطير ، اللهم احفظنا و يبدوا انهم سيحرقونه
قال بصدمة
-يحرقونه ! حي ؟؟؟
-نعم انه الحل الوحيد قبل ان ينتشر الوباء
لم ينتظر حتى يسمع بل شق طريقه وسط الازدحام حتى وجد نفسه امام فتى نحيل اصغر منه ب خمس او ست سنوات لم يتجاوز الرابعة عشر مقيد وملقى على الارض بينما اربعة رجال ضخام يقومون بوضع الاخشاب و الحطب غير مهتمين بتوسلاته
-ماذا تفعلون ؟
قالها شاهين وهو يوزع نظارته بين الفتى والرجال الذين قال احدهم بصلافة
-و ما شأنك انت ؟
بينما قال احدهم
-هذا الفتى مصاب بوباء ونحن نحاول التصرف كي لا يعدي القرية
ارى انه على ما يرام وجهه لا يحمل اي بقع
عاد الضخم الصلف
-انظر الى يده و ستعرف
انحنى شاهين جالسا القرفصاء بجانب الفتى و مد يده ليمسك بيد الفتى يتفحصها
اوقفه الضخم
-ماذا تفعل ايها الغبي الست خائفا من العدوى
تجاهله و نظر الى يد الفتى التي كانت متورمة بشكل مخيف و مزرقة وتملأها تقرحات كريهة استطاع ان يعرف ان الوضع هنا ليس وباء ، لم يكن ليخفى عليه الامر وهو من قرأ ودرس الكتب طبية منذ سنوات و خولت له رحلاته مخالطة الاطباء و العطارين والاستفادة من علمهم .
هب واقفا
-هل انتم اغبياء الا يوجد طبيب بهذه القرية
قال الضخم بعد ان بدأ صبره ينفذ
-و لما الطبيب الم ترى علامات الوباء
صاح بوجهه
-ايها الجاهل انه ليس وباء انها غرغرينا وعلينا نقله الى الطبيب فورا
اجابه ببلاهة
-غر...ماذا ؟
صاح بهم
اين الطبيب يجب ان تبتر ذراعه قبل ان تمتد الى باقي جسده
كان الجميع في دهشة مما يقول هذا الشاب وكرر سؤاله بحدة اكبر
-اين طبيب القرية يا قوم
قال احد الحاضرين
-للأسف قريتنا لا يوجد بها لا طبيب ولا حكيم ، اقرب طبيب لنا بديار بني مروان
شتم بداخله فهو لن يستطيع اخذه الى هناك وترك ريحانة و الطفل بمفردهما و بنفس الوقت لن يستطيع الانتظار الى الصباح لنقله معهم ، بعد دقائق من التفكير حسم امره....

*****************
اجفلت من الطرقات و سالت بتوجس
-من هناك
-انه انا شاهين احضرت لكما الطعام
نهضت بسرعة لتفتح له الباب
-تأخرت كثيرا ، ما بك تبدو متعبا
قال بابتسامة متعبة وهو يناولها الطعام
-أظنني سأغير نشاطي من التجارة الى الحكامة
عقدت حاجبيها بعدم فهم لكنه قال
-عمت مساء اراكما صباحا
ظلت واقفة تحدق به لكنها ابتسمت له
-عمت مساءا
عاد الى غرفته ونظر وتمدد على السرير وهو غير مصدق انه اقدم على هذا الفعل ، لقد بتر ذراع الفتى بنفسه لكنه لم يملك حلا اخر ، لم يعرف كيف قفزت تلك الفتاة الى مخيلته ليبتسم وهو يهمس جورية و يغط بنوم عميق .
تسلل خيط الشمس ليداعب جفنيه ، ابتسم مرة اخرى وهو مغمض عينيه غير راغب في الاستيقاظ من هذا الحلم الجميل الذي كانت بطلته تلك الجورية ، فجأة قفز من السرير كالملسوع وهو يستغفر الله و يستعيذ من الشيطان ، سمع طرقات الباب
-اسف يا ريحانة لقد سرقني النوم
-لا باس سأنتظرك بالأسفل
-لا .انتظريني بالغرفة
-حسنا
توضأ وصلى الفجر ثم غير ملابسه و خرج مسرعا الى منزل الفتى وبصورة ادق لم يكن منزلا بل كان كوخا من القصب ، دخل بعد ان فتح له شاب تبدوا عليه الطيبة تعهد له باللامس بالاهتمام به كونه يتيم ولا احد لديه ،سأله شاهين باهتمام
-كيف حاله اليوم
-مازالت حرارته مرتفعة و لم يتوقف عن الهذيان منذ الامس
اعطاه الكيس الذي يحمله و قال
-قم بغلي هذه الاعشاب و اعطه كاسا كبيرة مرتين باليوم و استمر بالكمادات ( اخرج بعض القطع النقدية من كيسه ) و اشتري له طعاما و فواكه
-هذا المال كثير يا سيدي
ابتسم شاهين وربت على ذراعه
-لا ليس كثير وانت ايضا تتعب وتحتاج الى مكافأة ، سأغادر الآن وسأعود بعد يومين و ان شاء الله اجده قد تحسن
************************
و هاهو قد اوصل الامانة الى اهلها و سلم ريحانة الى اختها وزوجها ، اصر زوج اختها على ان ينال واجب ضيافته ثلاثة ايام رغم ضيق حالهم وبساطة عيشهم لكنه شاركهم الطعام و امضى بمنزلهم ليلة واحدة واعتذر بكل تهذيب كونه يجب ان يعود الى قريته
عند باب المنزل وقفت ريحانة واسرتها تودعه بينما حمل هو الطفل و دس خلسة بعض المال بجيب جلبابه دون ان يراه احد كي لا يحرجهم وقالت ريحانة بامتنان
-لقد انقذت حياتنا ولا ادري كيف سأرد هذا الدين
انزل الطفل على الارض و ربت على رأسه قبل ان يقول دون ان تفارق وجهه الابتسامة
-لا داعي لرد اي شيء فقط لا تنسيني من الدعاء
-سأدعو لك كل يوم وبكل صلاة حتى اخر يوم بحياتي
صعد الى عربته واستدار بها وقبل ان ينطلق اوقفته ريحانة واسرعت راكضة اليه
-مالامر يا ريحانة هل تحتاجين شيئا
-اريد منك معروفا اخر اذا تكرمت علي
-اطلبي ما تريدين
اريدك ان تقابل السيدة جويرية
تهللت اساريره لكنه اخفى ذلك جيدا وقال
-لكنني لا استطيع الدخول الى قريتكم مجددا ثم لماذا سأقابلها
قالت مسرعة
-لا داعي كي تدخل القرية لتقابلها فهي تذهب كل مطلع الفجر الى الوادي الغربي لجمع الاعشاب الطبية
لم يستطع منع الابتسامة الصغيرة التي غزت ثغره من الظهور عندما قال
-وماذا سأقول لها
-اطلب منها على لساني ان تخبر زوجي اني بريئة ومظلومة و اني حافظت على شرفه في غيبته
ظهر التأثر واضحا بعينيه وعاهدها على ان ينفذ طلبها الاخير
-سأبلغها يا ريحانة برسالتك اطمئني .
ثم انطلق عائدا الى قريته لكن قبل ذلك عليه التوقف ليكمل ما بدأ
وصل الى قرية الفتى الذي بتر ذراعه و اثر ان يزوره في كوخه ليطمئن عليه ، كان قد تحسن قليلا لكنه كان حزينا و بائسا لدرجة كبيرة
-احمد الله يا عابد لقد لطف بك في قضاءه و ذراع افضل من روح
-الحمدلله على كل حال يا سيدي لكن من سيشغلني الان و انا....
لم يستطع المتابعة بعد اختنق الكلام بحلقه وسالت دموعه على خده
-لا تبكي يا عابد كلما اغلق بابا فتح الله برحمته ابواب
مسح دموعه بباطن يده وتمتم بخفوت
-ونعم بالله
-اذن ما رأيك ان تسافر معي الى قريتي مؤكد انني سأجد لك عملا هناك
رفع راسه اليه بسرعة وظهرت على وجهه ابتسامة متوترة
-حقا؟!! هل انت جاد يا سيدي
- ان كنت توافق طبعا و تستطيع السفر
اجابه بلهفة
-طبعا موافق و لما لا اسافر انا لا احد لي بهذه القرية
وهكذا رافق عابد شاهين برحلة العودة التي استغرقت وقتا اقصر من رحلة الذهاب .




روابط الفصول

الفصل الأول .... اعلاه
الفصل الثاني والثالث .... بالأسفل

الفصل الرابع والخامس نفس الصفحة
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر والحادي عشر نفس الصفحة
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر ج1
الفصل الثالث عشر ج2 والرابع عشر ج1 نفس الصفحة
الفصل الرابع عشر ج2
الفصل الخامس عشر ج1
الفصل الخامس عشر ج2 والسادس عشر نفس الصفحة
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون ج1
الفصل العشرون ج2
الفصل الحادي والعشرون ج1
الفصل الحادي والعشرون ج2
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون ج1
الفصل الثالث والعشرون ج2
الفصل الرابع والعشرون ج1
الفصل الرابع والعشرون ج2
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون ج1
الفصل السابع والعشرون ج2
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون ج1
الفصل الثاني والثلاثون ج2 والثالثه والثلاثون










التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 23-03-22 الساعة 12:05 AM
وداد ألبوران غير متواجد حالياً