عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-20, 12:57 AM   #87

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//


الفصل العشرون
الجزء الثالث

دفعته بقوة ، صحيح انه لم يتأثر من دفعها له لكنها استطاعت التخلص من عناقه ، ابتعدت عنه مسرعة وهي تستدير قائلة : اسف بتهوّن علي حاجه ؟ يارعد انتهينا من اسفك وانتهينا من زواجنا وانتهينا من كل شيء ، خلاص ياخي كمل حياتك وسيبني اكمل حياتي لاتصير واقف فيها لا انت اللي مرتاح ولا مريحني ، انت اللي اخترت نوصل لكذا ف خليك قد اختياراتك انت مو بزر تغلط واسامحك وليتها اغلاط ممكن اتجاوزها انا ..
رعد بإصرار : بس انا آسف ..
روان والدموع تتدافع إلى عينيها : ومين ينسيني كلامك ؟ مين ينسيني الأيّام اللي كنت فيها متأكدة انك تخون بس تجاهلت لأني أحبّك , مين يعوضني عن كل ألم حسيت فيه بسببك وانت ولا مهتم .. تبغانا نرجع ؟ ليش ؟ عشان ارجع أشوف رسايل تعذبني وابلعها عشان ما نتمشكل !! انا ليش أصلاً كنت ساكته ؟ ليش كنت متأملة انك ممكن تشوفني وممكن تحس فيا بدون ما اعاتبك او اكلمك ..
رعد اقترب منها قائلاً : والله بعوضك ..
روان بضجر : خلااااااص قلتلك طابت نفسي منك أنا مااا أبغاااااك .
غادرت المكان بسرعة قبل ان يطول جدالهم ، لا تريد ان تبكي امامه او ان تضعف ، او ان تتهاون في موقفها ..

لماذا جئتنِي الآن،
الا يَكفيك ماكان؟
فتحت الجرح ثانيةً،
فذُقت المرّ الوان
اتسأل انت عن حالي،
وهل يعنيك من عانى؟
حسبنا الحُب قد ولى،
وان الحُزن قد بانَ.

*****

في جدة ..
دخلت إلى الديوانية بخطوات مترددة , رفع بصره ينظر إليها بحاجبين متعاركين , وضع كوب الماء على الطاولة أمامه ووقف
لم يكن منها وهي قريبة منه سوى أن تعانقه قبل ان يتفوّه بأي كلمة : وحشـتني .
رفعت رأسها تنظر إلى وجهه : انا ما وحشتك ؟
ابتعدت عنه وعقدت أصابعها في حين أنه جلس وربّت على المكان بجانبه لتجلس : اجلسي .
وعندما طال الصمت بينهما قالت : انا آســـفه والله بـ...
قاطعها : خلاص خلصنا من هذي السيرة , المهم إنك عارفه غلطتك وما أبغاها تتكرر منك ..
رند : والله وعـــــد مو بس عشانك , بس أنا أصلاً من زمان قايله اني ما عاد بنزل وجهي .
رشاد : ماعلينا دحين انتِ من جد حامل ولا يعني إستدراج ؟
رند : استدراج بعينك انا منكوبة وانت حسبالك استهبل .
رشاد بضحكه : امانه حامل ؟
رند بإستياء : والله حامل حللت مرتين وكلها ايجابية .
رشاد : ياعيني على اللي بتصير ماما .
رند : بلا عباطه رشاااد ايش نسوي ؟ لسه الزواج بشهر 4 ومحد يدري حتى ماما ما قلت لها خايفه اكلمها .
رشاد : مو لازم تقوليلها طيب ..
رند : حتى لو ماقلتلها حتلاحظ خصوصاً إني كل ماشميت ريحة الأكل اتضايق واحس بغثياااان..
رشاد إبتسامه : ماتتوحمي ؟
رند : انت ليش ماخذ الموضوع ببرود كذا ومبسوط ؟؟
رشاد : انتِ اللي ليش زعلانه ؟
رند : مو زعلانه بس .. رشاد غلــــط ايش بيكون شكلي اذا اهلي عرفوا ؟ ولا بيوم الزواج يا سلام بطني قدامي .
رشاد : طيب شرايك نقدم الزواج ؟
رند : واذا ماما سألتني عن السبب ؟
رشاد : اممم مااعرف قوليلها ... والله مدري .
رند : صـــح تذكرت انت ميلادك بشهر 2 نخلي الزواج بيوم ميلادك .
رشاد : بس ما اتوقع يصادف ويكند !
رند : خلاص خليه بويكند نفس اسبوع ميلادك اتفقنا ؟ وانا بحاول اخلص دبشي بدري , يـــــوووووه مدري ايش الفايده قاعدة اشتري ملابس وماحقدر ألبسها .
رشاد : طيب وين المشكلة اشتري ملابس حمل .
رند : يا سهولة الموضوع عندك !!!
رشاد : والله انتِ اللي تبالغي يعني انا زوجك انتِ ليش متوترة كذا !!
رند : زوجي اوكِ بس مافي ولا وحدة انزفت وهي حامل , الناس ايش بتقول عني ؟
رشاد : يا عمري ايش عليكِ من الناس ؟ مو خلاص قلتلك نقدم موعد الزواج , وبعدين انا مبسوط إنك حامل (ثم اكمل بتهكم) عشان ماحيكون فيه سفر وشهر عسل .
رند : والله مو على كيــــــفك وإنك راح تسفرني لو اني بالشهر التاسع كمان قال مافي سفر قال .
رشاد بضحكه : لا ماينفع خلاص بعد الولادة نسافر .
رند : رشــــااااد (ثم تذكرت) أصلاً حجزت .
رشاد : أقدر أأجل .
رند : والله نتضارب والله .
رشاد : خلاص مو دوبك ماصارلك شهرين راجعة من المالديف ..
رند : المالديف غيـــر انا بسافر معـــاك .
رشاد : طيب بعد الولادة نسافر احنا الثلاثة .
سكتت تنظر إليه بإستياء بينما ضحك هو : ايش ليش تطالعيني كذا .
رند : والله لاطلع هرمونات الحمل عليك .
رشاد : ههههههههههههههههههه

\\

طرقت الخادمه الباب وأذنت لها بالدخول , وقفت الخادمه عند باب الجناح قائلة : مدام , سير عبدالله برا .
عقدت فجر حاجبها وهي تضع كأس العصير على الطاولة : ليش ؟ طيب رند موجودة او زياد ؟
الخادمه : ايوه بَت إن ذير روم , بس سير عبدالله يبي مدام فجر .
فجر انزلت قدمها من فوق الأريكه وارتدت حذائها المنزلي وقامت من مكانها : اوكِ ضيفيه على ما اجي انا .
خرجت الخادمه وبقيت فجر في دارها لتبدل ملابسها , ألقت نظره أخيره على نفسها في المرآة ثم خرجت بعدها ..
وقفت عند مدخل الصالة وهي تراه يشرب الماءعلى مهل .. تنفست بعمق ثم ظهرت امامه بمظهرها الراقي المعتاد : هلا عبدالله في شيء ؟ اتوقع ان عيالي كلهم بالبيت ورند كويسه وزياد مافيه الا العافيه وكل شيء تمام !!
ابتسم : وأحد قال غير كذا ؟
فجر : شدراني انا ما اشوفك الا إذا كانت فيه مشكلة بيني وبين عيالي وتجي تاخذ فيها دور المصلح الإجتماعي .
عبدالله اعتدل بجلسته وهو يتحمحم : صراحة ماطلعت عن دوري كثير كمصلح إجتماعي .. بس هالمرة عيالنا برا الموضوع , جيت اكلمك بخصوص اللي قالته نور ..
لتقول فجر بسرعة : عادي انا ادري ان نفسيتها تعبانه وما تضايقت منها ولا شيء عادي ما يحتاج تعتذرلي عنها وانا ما اخذتها على محمل الجد لا تخاف ..
عبدالله : طيب ماتشوفي ان كلامها صح ؟
فجر : لا طبعاً مو صح , نور عمرها ما دخلت بيننا وعمرها ما ضرتني ولا ضرت عيالي بشيء , انت ايش قاعد تقول أصلاً !!
عبدالله : مو هذا قصدي بس .. ما تشوفي إن خلااص .. ضاع عمرنا واحنا نكابر ؟ صح نور ما دخلت بيننا بس أنا أصلاً عمري ما كنت شايف نور لأن انتِ اللي كنتِ بيننا .
فجر بصدمه وارتباك : انت سامع نفسك ايش قاعد تقول ؟
عبدالله اكمل بلا اكتراث : وكل مرة اشوف فيها نور واحس اني عاجز احس فيها واسأل نفسي انا ليش دخّلتها بهالمعمعه وليش اظلمها ؟ انا عارف اني كنت ظالمها طوال الخمس سنوات اللي كانت فيها جنبي وانا مو قادر احس ولا قادر اشيلك من بالي واتهنى بقربها هي .
فجر : وقررت إنك تموتها مرة وحدة لما تشوفها طايحة بالمستشفى وحضرتك جاي لطليقتك تكلمها عن مشاعرك واحاسيسك صح !
عبدالله : انا عارف ان هذا مو وقت مناسب لي عشان اجيك واقولك هالكلام بس انا ما ابغى يروح اكثر من اللي راح , خمس سنين وانا على امل اني حنسى وما نسيت بس خلاص ما عاد لي نفس اقاوم اكثر .
اخفضت رأسها والدموع تغرق عينيها , تشعر بالدوار من فرط الصدمه والارتباك , لا تعرف بماذا تجيب ..
عبدالله امسك بيدها .. اقشعرّ بدنها أكثر لم تستطع حتى رفع رأسها ولا التحدث وكأن لسانها انعقد : ايش رايك ؟
شعر بإرتجاف اطرافها بينما اخذت تقول هي بنبرة مهزوزة : ما اعرف .. ما اعرف يا عبدالله ما اعرف , ما خطرلي ولا واحد بالمية ان بعد هالسنين كلها بترجع .
عبدالله : بس كنتِ عارفه اني أحبّك ..
قاطعته ودموعها تهلّ على خدها : بس انت ما تحملتني , ايش يضمنك إننا إذا رجعنا ما راح يتكرر نفس الشيء .
عبدالله : لأننا اكبر , ولأننا عرفنا اغلاطنا ؟ ما ادري يا فجر , بس انا نفسي نرجع ..
فجر نظرت إليه بعيون غارقه بالدموع : وترجع تخاصمني عالحجاب , وعلى وقتي اللي يروح في الدوام والسفرات ؟ وحياتي اللي ما فيها استقرار ابداً ؟ وبتجلس كل شويه تقول لي خففي مكياجك .
عبدالله ابتسم : حتى هالمشاكل وحشتني ..
اشاحت عنه بإستياء : أصلاً انا تحجبت حتى سفراتي قلّت , حتى وقت دوامي حددته أصلاً شغلي اخذ من عمري كثير .
عبدالله : ايش قصدك .
فجر غطت وجهها باكيه : مااا ادري أنا ليش اقولك دا الكلام بس ......
قطع حديثها صوت زياد وهو يقول بترحيب : يااا هلا بأبوي وانا اقول البيت منوّر ..
مسحت فجر دموعها بسرعة , بينما قال عبدالله مبتسماً : هلا حبيبي زياد , كيف حالك ؟
زياد قبّل رأس ابيه لكنه لمح وجه امه الباكيه : بخير الحمدلله .. قطعت عليكم حاجه ؟
قالت فجر بسسرعة : لالا يا ماما اجلس , ابوكم جاي يشوفكم .. انا بروح اناديلك رند .
عبدالله اومأ رأسه بالإيجاب .. وغادرت فجر ..

بعد نصف ساعة تقريباً وهو يجلس معهم ويتحدث إليهم ويسأل عن احوالهم , لم تفارقهم الإبتسامة رند وزياد يتحدثون إليه بحماس ورند واضعةًرأسها في حضنه تريه صور فستان زفافها : شرايك بالله مو حلو ؟
عبدالله : مرة حلو , يا الله يا رند مرة كبرتي وصرتي عروسه وعجزتيني .
ضحكت رند : بابا شرايك انت اللي تزفني لرشاد وقت الزفة ؟
عبدالله بتهكم : لا وبعدين الناس يحسبوني انا العريس واغطي على رشاد .
زياد : وانا ليش ما ازفك كمان ؟
رند : مع نفسك بابا يكفي .
فجر : وانا يعني مو عاجبتك ؟
زياد : لا تزعلي انتِ زفيني انا بزواجي .
ضحكت فجر : ليش ليش كلكم تتزوجوا بنفس الشهر وتخلوني ؟
زياد : ترى كنا متفقين انا ورشاد نتزوج بنفس اليوم بس بنتك خربت الخطه .
رند : والله تنقلع ما ابغى انا وميهاف نكون بنفس اليوم طيب انا بشوفها وهي عروسه .
زياد : من زين يومك يعني !
اخذوا يتخاصمان رند وزياد بهباله , إلى ان قالت رند لوالدها : بابا ايش هدية زواجي ؟
زياد : ترى لو جبتلها حتجيبلي تعدل بيننا حتى لو اني ولد وهي بنت .
ضحك عبدالله : شكلي ححجزلكم بنفس الفندق ..
رند : لا يابابا لاتنشبني فيه بشهر العسل خلوني افتك منه .
زياد : انا اللي بفتك منك ياغبيه .
عبدالله : انتِ قولي ايش تبغي هديتك ؟ وانت كمان ؟
زياد : ابغى سيارة جديدة سيارتي سويت فيها حادث قبل يومين .
رند : وانا كمان ابغى سيارة زيه وابغى اللوحة تكون بإسمي ر ن د .
زياد : قهــــــــــر اسمي مو بثلاثة حروف , خلاص الله يعين ابغى بإسم فجر .
رند : مرة ماشاء الله البر حتى بالسيارة ليتك تسمع كلامها بس .
فجر : اي والله ..
ضحك الجميع ليقول زياد بإستياء : يا ماما اوقفي معاي مو مع ذي البزره .
فجر : والله كلكم بزران على ذي السخافه ..
قطع عليهم عبدالله وهو يقول : يلا خلاص انا لازم امشي تأخر الوقت .
رند : ليش ماتجلس عادي احنا ما ننام بدري ..
عبدالله : انتِ عندك دوام واخوك كمان ..
رند بسخريه : إيوة صح نسيت انه صار اكبر واحد بالمدرسة .
زياد : كلي تبن الواحد ما يكمل تعليمه عندكم .
رند : الله والتعليم اللي يسمعك يقول دراسات عليا اخرتها عايد ثالثه ثانوي بعد ما انطرد عشرين مرة .
عبدالله : يلا خلاص يابابا انتبهوا على نفسكم وان شاء الله ازوركم مرة ثانيه ..
بعد أن سلّموا عليه واوصلوه إلى باب الفيلا وهم يودعونه كعادتهم , نظر إلى فجر نظرة أخيرة قبل ان يذهب : وانتِ فكري ورديلي , استنى ردك فجر .
سكتت دون ان تجيب وخرج هو , نظر الإثنان الى والدتهم بصمت , لتقول هي : نعـــم ؟
زياد : انا قلبي قالي ان فيه شيء ابوي ما جا عشاننا .
رند : ترديله على ايش يا ماما ؟ (ثم ضحكت بحماس ) لا يكــــــــوووون نفس اللي فبالي .
فجر : وايش اللي فبالك ست رند ؟
رند : يعني كلام نور كذا ولا كـ...
قاطعتها فجر عندما استوعبت ان رند كانت موجودة في ذلك اليوم لتقول بملامح مرتبكه : مــــالك شغل يا ملقوفه .
ذهبت فجر بسرعة قبل ان تمارس رند أشنع صفاتها بالتحقيق إلى ان تصل إلى إجابة شافيه ..
بينما قال زياد لرند : ايش ايش صار ؟ شكلو من جد نفس اللي فبالك عشان كذا عصبت .
رند بإبتسامه واااسعه : لو من جد نفس اللي فبالي والله بتكون صدمه .

*****

في مركز الشرطه أخذوا إفادة خالد الذي سرد لهم كيف رأى الجثث عندما ايقظه جابر من نومه .. واخرجوه من غرفة التحقيق ليدخل بعدها جابر ، وما إن جلس حتى بادر المحقق بسؤاله عما حدث وكيف رأى الجثث وهل يعلم اذا كان هناك عداوات بين والده واي احد من الممكن من يُشتبه به في هذه الجريمه البشعة ..
ليبدأ جابر قائلاً والدموع تنهمر على خده مجدداً دون توقف : انا كنت صاحي اراجع لإختباري سمعت صوت امي وابوي بالصالة ، استغربت انهم صاحيين بهالوقت المتأخر ، طلعت من غرفتي لقيت ابوي طالع ويقول لها خوفك مو منطقي الادمي يبيني بموضوع ضروري .. خرج من الفيلا وامي ما كانت مرتاحه سألتها أنا ابوي طلع يقابل مين ما ردت كانت غريبة خايفه وكأنها عارفه باللي راح يصير ..
المحقق : وبعدين ؟
جابر : تأخر ابوي مرت نص ساعة وما رجع وانا دخلت لغرفتي ولما خلصت مراجعتي طلعت مرة ثانيه قبل ما انام ما اعرف ليش وقتها جاني فضول اشوف ابوي اذا رجع او لا لكني مالقيت امي .. قلبي قرصني رحت لغرفتهم ما لقيتهم حسيت بخوف ، ما اعرف ليش بس جاني شعور غريب خلاني اطلع من البيت واول ما طلعت من باب الفيلا شفت ثلاثه يجرون بالحديقة وطلعوا بسرعة من الفيلا وما كان باين منهم أي شيء ، انقبض قلبي رحت ادور عالحارس مالقيته ..
المحقق : وبعدها ؟
جابر : بعدها رحت اجري للمكان اللي كانوا فيه الجهه اللي كانوا فيها كان فيها بيت شعر و ....
اختنق وسكت يمسح دموعه مازال يشعر أنه يحلم ، لا يستطيع تصديق أن ماحدث حقيقي وكل هذا الالم الذي يشعر به حقيقي أيضاً !!!
اغمض عينيه بقوة يمسح دموعه التي لا تكاد تتوقف ، خلع نظارته وظل يفرك عينيه علها تتوقف عن ذرف الدموع ..
المحقق : جابر كمل كلامك .. انت اول واحد شفت جثثهم صحيح ؟
جابر : امي ما كانت ميته .. كانت تنازع روحها ..
فتح عينيه لكن وجهه تجهم وسكت اخذ ينظر الى المكان بطريقه غريبه ..
المحقق عقد حاجبيه : كمل ..
جابر اخذ يلمس الطاولة : انت ليش طفيت اللمبة !!!!
المحقق نظر حوله : جابر ! الغرفة منوّره ..
جابر عاد يفرك عينيه ويفتحهما مراراً لكن السواد طااااغي والرعب بدأ يدب فيه قام بهستيريا : وانا ليش مو شايف شيء !!!
قام المحقق : جاابر .
جابر نقل نظراته بسرعة للمكان حاول الرمش مراراً ، يشعر برمشاته لكنه لا يرى شيئاً : تكفى قول لي ان انت اللي مطفي اللمبه ..

اخرجوه من غرفة التحقيق إلى المشفى ، للحظات ظن المحقق أن جابر يتهرب لكن ما إن كشف الطبيب عليه حتى قال : عمى مفاجئ .. سببه صدمة العين الأكسجين نقص بشكل حاد على عيونه ..
مصيبه أخرى حلّت عليه ، فقد والديه وبصره في نفس اليوم ..
خرج من غرفة الطبيب وهو لم يعد يشعر بأي شيء ولم يستوعب حتى ما قاله الطبيب !! جلس على الكرسي بهدوء تااام وكأنه فقد حتى الإحساس ... جلس بجانبه المحقق يحاول مواساته بعبارات بسيطه ، لكن جابر ظل صامتاً لم يجبه وكأنه لم يسمعه أصلاً ..
تنهد المحقق ورفع رأسه عندما أتى أحد الأطباء وهو يقول : تعرضت للإعتداء قبل ما تنقتل ..
اغمض جابر عينيه بقوة انفاسه تعلو وتتخبّط بعشوائيه ، يشعر بالغلّ ، بالحقد ، بالقهر ، بالغضب ، بالحزن ، بالخوف ، بالرغبه ....
الرغبه في الثأر .. افكاره تتلاطم في رأسه ، ألف فكرة وفكرة ، لا يدري ما الاصعب بينهما ؟ التأقلم على فقدان بصره ام فقدان والديه , ام حقيقة ان والدته تعرضت للإعتداء قبل موتها ؟ يشعر باليأس حرفياً ..


في أحد الأيّام ..
ظل فاتحاً عينيه ينظر إلى السقف وهو لا يرى إلا الفراغ .. لم يعد يعلم كيف سيمر يومه او أيّامه المقبله جميعها وهو فاقد لبصره ، قال الطبيب أنه يجب أن يجري عملية ليستعيد بصره لكن .. كم سيستغرق من الوقت ؟ اشياء كثيرة تشغل باله واشياء كثيرة أصبحت بلا معنى .. الحزن يخيّم عليه ما الفائدة من ان يرى مجدداً المنزل بدون والديه ؟
تمنى لو انه فقد بصره قبل ان يرى الجثث بذلك المنظر !
قطع افكاره صوت خالد وهو يقترب منه : جابر .. عمي تحت يسأل عنك .
جابر بصوت ثقيل : قوله نايم .
خالد : هو اصلاً يحسبك نايم وقال لي اصحيك ، ومعاه المحامي ..
قعد جابر بضيق : هذول ما عندهم احساس ؟ ما صدقوا ابوي يموت عشان يجو يسألوا عن الورث ؟ خالد ولا احد اهتم بالقضيه ولا كأنه اخوهم , الوحيد اللي اهتم هو عمي طلال هو الوحيد اللي وقف معنا بس الباقيين ! تعرف عمي فارس وش قالهم لما قالوله انه مات مقتول هو وامي ؟ قالهم عاد شوفوا كان متورط مع مين ، ولا مين يصدق ان كل هالفلوس من مصنع بلاستيك وبس !!! عارف ايش يعني ؟ شكك بنزاهة ابوي حتى وهو ميّت ...
جلس خالد بجانبه : جابر انا ما اعرف اواجههم لوحدي ، هما ما جو عشان الورث هما جايين عشان الوصايه ..

بعد مشادات كلاميه بين جابر وعمه انتهى الامر بينهما حين قال المحامي : طالما بلغ السن القانوني هو يحق له الوصايه على اخوانه ، حتى لو رفعت قضيه ..
عمه : بس هذااا اعمى !! كيف بيراعي اخته .
جابر : وانت بتخاف على اختي اكثر مني ؟

مر شهر على هذه الحادثه لم يستطع الثلاثة التأقلم على الوضع لكنهم يحاولون .. يحاولون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي جداً .. شهر وعمومتهم يتناقشون في ما سيفعلونه بمؤسسة أخيهم ومصنعه .. والفيلا التي يرونها كبيرة جداً على ان يعيش فيها هؤلاء الثلاثه الصغار ، حتى ان احد اعمامهم اقترح عليهم ان يعيش معهم لكن جابر رفض بشدة قائلاً : الفيلا باللي فيها لنا ، محد له حق عندنا ، وان كان على نصيبكم بالمؤسسه والمصنع فهذا حقكم .. اذا تبون تبيعون المصنع والمؤسسه وتتقاسموا نصيبكم لكن قبلها ابغى اعرف نصيب كل واحد فيكم بالهلله قبل ما تتصرفوا بأي شيء ..

لكن وبدون مقدمات اختفى جابر عن المنزل ما يقارب الاسبوع تاركاً لخالد رسالة قال فيها : انتبه على ديمه بغيابي

دون زيادة او نقصان ، الموضوع اثار قلق خالد لأنه لم يكن يعلم إلى متى سيغيب جابر ، واثناء غيابه زارهم عمومته اكثر من مرة يحاولون فيها اقناع خالد أن يتحدث إلى جابر ليبيع الفيلا والمصنع والمؤسسه بأسرع مايمكن .. حاولوا الضغط على خالد واغرائه لكنه كان خائفاً من اخذ أي قرار بدون جابر .. فتى لا يتجاوز الرابعة عشر من عمره انى له أن يقرر شيئاً مصيرياً كهذا !

عاد بعدها جابر عودة غيرت مجرى كل شيء حتى مظهره الهزيل الكسير المكتئب قد تغيّر .. وكأنه تبدل من شخص لشخص آخر ، وكأنه انسلخ من نفسه .. واقفاً امام الباب بحقيبته الكبيرة عانقته يدا ديمه الصغيرة ذات الاربعة اعوام : زاااابيْ .
حملها بين ذراعيه ضاحكاً وهو يقبّلها : يا روح جابر انتِ ..
خالد : وين رحت ؟
جابر : انا آسف كنت مضطر أخليكم ، قول لي ايش صار بغيابي ؟
تحدث خالد معه عن زيارات عمومتهم لهم ومحاولاتهم في اقناعه في التحدث إلى جابر ليوافق على بيع مايملكون ، اختفت ابتسامة جابر للحظات ثم قال : ماراح يبيعوا شيء ولاا شيء حتى المؤسسه والمصنع ..
خالد : بس مين حي....
جابر قاطعه : انا قررت اداوم بالمؤسسه ، كلمت محامي ابوي وطلبت منه يعلمني على كل شيء من بكره .. خالد لازم نحاول , اذا اعمامي باعوا المصنع والمؤسسه من وين بيكون لنا مصدر دخل ؟ ابوي ما بنى هالمؤسسه وكبرها خلال يوم !! ابوي ضيع نص عمره عليها ، حراام تروووح .
خالد : بس والمدرسة ؟ والجامعه ؟ وعيونك ؟ كيف راح تدير مؤسسة وانت اعمى وفوقها ماتعرف ولا حاااجه .
جابر : قلتلك راح يكون معاي المحامي .
خالد : واذا المحامي بكبره طلع نصـ...
قاطعه : خالد لا تشغل بالك انا فكرت ولقيت ان هذي انسب طريقة ممكن نعيش فيها وكل شيء له عقبات واحنا ماحنعرف معادن الناس الا لما نجربهم .
خالد : واذا اعمامي طالبوا بنصيبهم ؟ جابر انت راح تدخل نفسك بمشاكل كثيييرة معاهم .
جابر : راح اعطي كل واحد نصيبه ، المحامي قدرلي نصيبهم وتخيل ان اصلاً اثنين من اعمامي لهم نصيب اما الباقيين مالهم شيء من الاساس .. فالخسارة حتكون اكبر علينا لو انباعت املاك ابوي .

اكثر ما اغاظ عمومته هو عناده واصراره على ارائه ، عوضاً عن انه قال لهم بالحرف " مالكم شيء عندنا ، ونصيب عمي باسم وعمي طلال راح يوصل لهم ، اما انتو مالكم شيء " رغم اعتراضهم على كلامه واصرارهم على ان لهم الحق في نصف المؤسسه والمصنع الا انه واجههم بالاوراق الرسمية والمستندات .. نزاعات لا حصر لها قد حدثت ، ليهُم جابر بطردهم من الفيلا .
وإقالة كل من له صلة قرابة بهم من المؤسسة .. حرفياً اعلن الحرب على عائلة والده بشراسه عندما علم أنهم يحاولون التحايل عليه ..
الجدير بالذكر أن عمومته حاولوا اغواء المحامي ليقف في صفهم ، لكن المحامي قد كان صديق مخلص لوالدهم فلم يرضى بالاذى لأبنائه جابر وخالد وديمه

\\

في الوقت الحالي ..
أغلق الخط بإنزعاج من صوت الطنين الذي صدر فجأة .. أبعد الهاتف عن أذنه ظل ينظر إلى الهاتف للحظات حتى قطع عليه صوت سارة وهي تناديه وتشير إلى أحد التحف الموجودة هنا بمركز إيكيا : شوف هذا يناسب أحطه عالتسريحه احس بيعطي شكل حلو ولا ايش رأيك ؟
جابر وضع هاتفه بجيبه بعد أن اغلقه : حلوو , طيب شوفي هذا لايق أكثر ..
سارة بحيرة : مو عارفه الإثنين حلوين , ايش رأيك آخذ الإثنين لو سمحت ؟
ضحك جابر : خذيهم , خلاص خلاص ما خليتي ولا تحفه الا واخذتيها خلينا نروح لهذيك الناحيه شفت شيء هناك عجبني .
مشى الإثنان سارة تنقل نظراتها بين القطع بينما جابر كان ينظر إليها بحيرة وتردد , وبدون سابق إنذار : تحسي انك ممكن تكرهيني بيوم من الأيّام او تتغيّر نظرتك لي إذا عرفتي عني شيء ما ناسبك ؟
ساره : اممم زي ايش يعني ؟
جابر: مدري بس انتِ عارفه لكل واحد فينا ماضي مايحب يتذكره بس هل تحسي ان ماضيّي ممكن يأثر على علاقتنا ؟
ساره نظرت إليه : لا طبعاً انت قلتها كل واحد فينا له ماضي وإذا انت تقبلت ماضيّه انا ليش ما اتقبل ماضيك .
جابر : مهما كان ؟
ابتسمت بإرتباك من جديته : ليش هو لهالدرجة سيء بنظرك ؟
جابر : تقريباً ..



ساره : هل مثلاً بنصدم انك متزوج بالسر مثلاً قبلي ؟ او عندك ولد هنا او هنا ؟ او شيء من هذا القبيل ؟؟
عقد حاجبه بإستغراب : لا طبعاً مو كذا مو هذي مشاكلي !
ساره : اجل خلاص عادي بتقبّل أي شيء طالما بعيد عن العلاقات المشبوهه والحرام .
ضحك جابر بشدة : بس هذا هو الماضي اللي ممكن يخوفك ؟
ساره : صراحه ايوة انا طول عمري اخاف ارتبط بواحد وفجأة اكتشف انه نسونجي وله علاقات كثيرة وممكن يكون عنده عيال وهو مايدري .. مافي اخس من هذا النوع من الرجال اللي مايملي عينه الا التراب حرفياً ..
جابر : لالا تطمني مالي بهالاشياء بس انا بتأكد انك حتكوني معايا دايماً مهما صار .
ساره : ترى بديت توترني فيه شيء لازم اعرفه عنك انا ما اعرفه ؟
جابر : راح اقولك عنه عشان تكوني عارفه وبس , لكن توعديني راح تفهميني !
عندما جلسا بأحد المطاعم لتناول وجبة الغداء .. والتوتر بادٍ عليها : جابر والله قاعد تعذبني قول ايش الموضوع ؟
جابر تنهد بعمق قائلاً : انا قلتلك امي وابوي كيف ماتوا , بس اللي ماقلته اني كنت اعرف اللي قتلهم لكني مابلغت عنه ولا جبت سيرته بالتحقيق .
ساره : ليش ؟ غطيت عليه ليش ؟
جابر : بالبداية لأني ما كنت متأكد انه هو بس بعدين لما تأكدت كنت احتاجه احتاج انه يساعدني ..
ساره بصدمه : تحتاج واحد قتل اهلك ؟ وتغطي عليه ؟ وانت شايف الطريقة اللي ماتوا فيها اهلك قدام عينك !! المشكله ان اهلك ما ماتوا بحادث مدبر مثلاً ولا ماتوا بطريقة هيّنه عشان انت تتغاضى عنه بس لأنك احتجته ! لا ماتوا متعذبين ..
سكت وهو يمسح وجهه بيديه : ساره الموضوع ماكان سهل علي عشان تلوميني ؟ اكيد كان صعب علي اني احتاج نفس الشخص اللي غدر فيا عشان اقدر ارجع اوقف من جديد , اكيد اني كنت كاره الحاجه اللي حدتني عليه , بس صدقيني ما كان بيدي شيء اسويه !!
غطت وجهها بكلتا يديها تحاول استيعاب الأمر , هل كان احتياجه له أقوى حتى من موت أهله بيديه ؟
سارة : مو قادرة استوعب ايش الحاجه اللي بتخليك تتستر عليه ! وتتجاهل دم امك وابوك ؟
زفر جابر بضيق واستند على الكرسي : انا ما تجاهلت دمهم لا تظلميني , ولا مر علي موتهم مرور الكرام , ولا تنازلت عنهم ولا نسيتهم .. بالعكس أنا ....
سكت وهو يضع يده على جبينه بحيره : ما اعرف ياساره ..
لمحت إحمرار عينيه وكأن دموعه تدافعت إلى عينيه , لا تعلم ماذا تفعل الأمر أكبرمن ان تحاول مواساته مثلاً !! او ان تخبره بأن مافعله هو الصواب !!
مر الوقت بينهما بهدوء مزعج جداً , لم يتفوّه أحدهما بأي كلمة إلى ان عاد كل واحد منهما إلى منزله .

\\

طرق الطاولة بأصابعه وقاطع حديث عماد قائلاً : اسمع انا مو قادر استوعب ولا كلمة من كلامك يا عماد عقلي مشوّش مرة ..(ثم اقترب منه هامساً بطريقة اربكت عماد) أبغاك تاخذ جوالي تفحصه , لأنه مراقب , ابغى تعطل لي كل برامج المراقبة وتزيدلي الحمايه وتحجب رقمي او تجيب لي رقم محجوب أصلاً .. وكمان اجهزة المكتب , انا مو متطمن .
عماد : قصدك انهم عرفوك ؟
جابر : لا ما اتوقع هما .. الأكيد انهم الشرطة .
عماد : جابر تتوقع انهم وصلوا لبتال طيب ؟
جابر : لا لو وصلوا له ما كان تعنّوا بالاختراقات هذي ! حاول تدبر لي رقم محجوب عن الشبكة ابغى اتواصل مع بتال خلال هاليومين .

*****

في الجامعه .. ميهاف برفقة ارجوان : بالله ميهاف انا محتارة والله وشايله هم ..
ميهاف : انا لسه مو داخل راسي انتِ ليش ماقلتيلها من البداية طيب ؟
ارجوان : ايش عرفني إن بيتطور الموضوع بيننا لإني اتزوج اخوها ؟ المشكله ان تميم يدري بس ياسمين لا ولما كلمت امي لورا قالتلي مو لازم يعرفوا اهله بس احس لا غلط , لأن مو لازم وقت العقد ابوي يكون موجود ؟؟؟ وما ابغى اطلع كذابة بعيون ياسمين ولا امها .
ميهاف : هما متى حيجوكم ؟
ارجوان : المفروض كانو حيجونا قبل اسبوعين بس امهم اعتذرت واجلت الموعد لان عندها موعد ثاني لمدري ايش ، وعلى اساس حيجوا نهاية ذا الاسبوع ..
ميهاف : طيب يعني هي تحسبك يتيمه ؟
ارجوان : اتوقع ايوة تحسبني وحيدة ويتيمه وان لورا امي بس انا ما قد جبت سيرة ابوي اصلاً فما ادري هي ايش تشوفني ..
ميهاف : سهله طالما انتِ من الاساس ماقلتي شيء ف عادي تقدري تصدميها ان عندك اب لكنه متزوج وحدة ثانية وعايش معها وانتِ ماتدري عنه ولا يدري عنك وان عندك اخت عايشه مع ابوك وبس .
ارجوان : وتحسي انها ما حتزعل ؟
ميهاف : والله مدري .
ارجوان : ياااااربي تراها حسااااسه .
ميهاف : عشان كذا اكره تصير صحبتي اخت زوجي ..
قطع عليهم رند : وليش ان شاء الله .
ميهاف فزع : بسم الله ايش جابك !
رند : ليـــــش كنتِ بتحشيني براحتك ؟؟؟
ميهاف : لا والله انا ما اعتبرك صحبتي احسك اخت .
رند : رقعيها رقعيها ، ماعلينا ، بنات والله تعبااااانه تعبانه عندكم شيء بعد نص ساعة ؟
ارجوان : انا لا .
ميهاف : انا راجعه بعد شوي .
رند : طيب بنفسوجه تحضريني ؟
ارجوان : الله يقلع ذا التشويه بنفسجيه ارحم .
رند : ههههههههههههه طيب عمتي بنفسجيه تحضريني ؟؟ ابغى ارجع للبيت انااام والله هلكانه حضريني بليييز .
ارجوان : يا سلااام انتِ تنامي وانا احضر بدالك .
رند : بليز بليـــــز والله ما حنساك من دعواتي .
ضحكت ارجوان بشدة : تكفيــــن يالدعوات بسس ، كنتِ سهرانه ؟ وجهك مممرة ذابل ومصفر اشبك ؟
رند : بالله ما احزّن ؟ ماتحسي ان نفسك تداومي بدالي اسبوع وتخليني ارتاح ؟
ارجوان : لا عاد مصختيها .
ضحكت رند وقالت ميهاف : تكلمتوا ؟
رند : تصالحنا واتفقنا نقدم موعد الزواج عالشهر الجاي .
ارجوان : احح ليـــــش ؟؟ مو المفروض بعد 3 شهور .
رند : ما ابغى اطيح من عينك بس انا حامل ..
ارجوان : وتتتتتت ؟؟؟
ضحكت رند بينما قالت ميهاف : لا واضح تصالحتي حتى مع الحمل .
ارجوان : لا لحظه استنوا !! انتِ ليش تقوليها بذي الراحه ؟
رند : ايش تبغوني اسوي ؟ ابكي ؟ خلاص يعني قدر الله اني احمل .
ميهاف وارجوان بنفس اللحظه : لا يا شيــــــخه !!
رند : هههههههههههه والله يعني محد يدري غيركم ف خلاص عادي وابوه مبسوط ف ليش ازعل ، بس المهم يارب ماما ما تعرف وياليت ما تقولوا لياسمين عشان ما تجيبوا فيا العيد إذا ياسو قالت لأمها وامها مايحتاج يوم المنى اللي تتشمت فيه على ماما .
ارجوان : الله يرزقني قوة القلب ذي يا بنت ايش التبلد هذا .
ميهاف : لا يغرك ما شفتيها كانت تبكي لما قالتلي وبتموت من الخوف بس شكل رشاد من جد هون عليها .
رند : تخيلوا انه انبسط مرة وهذا اللي صدمني وحسسني ان الموضوع تافه ما يستاهل الخوف وبعدين ايش الغريب بالموضوع المفروض تكونوا متوقعين طالما انا دايماً اخرج معاه و##########
اغلقت ارجوان أذنيها ورفست قدم رند بخفه : خلاص يا وصخه مايحتاج التعمق ذا .
رند بسخريه : لازم اعلمك قبل ما تتزوجي المنحوس تميم .
ارجوان : والله ما المنحوس الا رشاد ربي ابتلاه فيك .
ضحكت رند : امانه اسمحيلي اقول لياسمين والله احس لساني يحكني ابغى افتّن عليك .
ارجوان : قوليلها واقولها انك حامل ونشوف مين حيتورط اول .
ميهاف : يا عمري يا ياسمين مخبيين عليها اشياء كثيرة ، بس اذا مو هي اللي عرفتك على تميم انتِ كيف عرفتيه ؟؟؟
رند : الظاهر حتى انتِ ارجوان مخبيه عليك !!
سكتت ارجوان وقالت ميهاف : عادي اذا ما بتقولي ماني ملقوفة زي وحدة بحرف الرند !!!
رند : صرت انا الملقووووفه ياااااا هوووفاا
ميهاف : لا يع لا تقولي هوفا
ارجوان : هو مو سِر عليك بس ماني متأكدة انك حتستوعبي اللخبطه
ميهاف : ياخي انا مستغربه من حاجه ، اتذكركم ما تطيقوا بعض كيف فجأة صرتوا قراااب وسحبتوا على ياسمين ؟
ارجوان : يع لاتذكريني كنت حرفياً اكرهك يارند .
ضحكت رند بشدة : والله انك كنتِ تعجبيني من اول لحظه شفتك فيها بس ما اعرف اعبر ..
ارجوان : الله يبعدنا عن اعجابك اجل ، اذا كنت اعجبك وتعامليني كذا اجل لو تكرهيني ؟؟ وربي ساااايكو ، تخيلي ميهاف كانت مستفزة لابعد حد ما تتصوري فد ايش بجيحه ووقحه وشيء شيء ما ينطاااااااق .
ميهاف : اجل كيف فجأة حبيتوا بعض ؟
رند : والله من جد فجأة ما اتذكر كيف .. بس اتوقع اتوقع ان انا اللي بديت اعدل اسلوبي معاها لما شفتها من جد تكرهني .
ارجوان : او يمكن بعد موضوع تميم ؟ لما جيتك ؟
رند : لالا ما اظن احس من قبلها بدت تتعدل علاقتنا ولا لو علاقتنا وقتها خربانه ماكان جيتيني تحكيلي .
ارجوان : اممم صح برضو .
رند قامت : المهم انا بروح لاتنسي تحضري محاضرتي بمبنى 9 ..

*****

في احد المستشفيات الخاصه بالنرويج ..
قال الطبيب :" هناك تحسن ملحوظ جداً في حالته ، كما أنه بدأ يستجيب للعلاج بسرعة ليس كما كان سابقاً "
هو : " هل استطيع رؤيته إذاً ؟ "
الطبيب : " نعم إنه مستيقظ "
رفع حاجبيه : " جيد جداً لقد افاق من غيبوبته "
الطبيب :" نعم منذ يومين تقريباً "
دخل بخطوات ثقيلة إلى الغرفة ، نظر إلى الجسد الهزيل الملقى على السرير .. حرك صاحب الجسد رأسه بإتجاهه ليتعرف على الزائر ، لكنه لم يعرفه .. اقترب منه اكثر فأكثر حتى وقف بمحاذاته بالضبط انحنى إليه بإبتسامه بسيطه : الحمدلله على السلامه ... مازن
مازن بنبرة مُتعبه : الله يسلمك .. انتَ مين ؟
سلطان : انا ؟ انا سلطان أخو بيان ، تعرف بيان صح ؟
انتفض جسده لذكرها وتجهم وجهه : ليش جاي ؟
سلطان : جيت اتطمن على صحتك بس ..
مازن : انا ويني ؟ بالنرويج ولا وين ؟
سلطان : شفيك لا يكون فاقد ذاكرتك ؟ اكيد بالنرويج وين بتكون يعني !
مازن : انت ليش جاي ؟
سلطان : زي ماقلتلك جيت اتطمن على صحتك ، لا تخاف انت بس كمل علاجك وبعدها لنا كلام ثاني ياا مازن بس صدقني ربي راحمك وراسلني وانا صراحه ما احب اكون ند لشخص بالياااالله يتحرك ، عشان كذا ابغاك تتعافى وتكمل علاجك وكل حاجه راح تمشي بالقانون ..
عقد مازن حاجبيه والخوف بدا على وجهه : ليش ما خليتوني اموت !!
سلطان : لان هذا اللي تبغاه انت ... واحد انتحر بس ما مات ليش احنا نخليه يموت ؟ واحنا نبيه يتعذب .. والظاهر الحياة هي اكثر حاجه تعذبه ف راح تعيش ان شاء الله ، عارف ايش اللي حيخفف عليك الحكم ؟ ان بيان ما ماتت وبنتها ما تضررت ولا كان قسماً بالله لا اخليك تتمنى الموت كل دقيقه ..

\\

أثناء وجبة الغداء قال سلطان : مازن فاق من غيبوبته ..
تجهم وجه خالد واختفت ابتسامته : شفته ؟
سلطان : ايه زرته اليوم بشوف كيف صار ..
قاطعه خالد : انا مو فاهم انتم ليش جالسين تعالجوه الآدمي كان يبي يموت بيان وانتم بكل بساطة جالسين تعالجوه ؟
سلطان : لأن ما حنستفيد لو ما كان بينه وبين الموت الا شعره ينسجن من هنا ويموت من هنا , ما نبيه ينسسجن الا وهو بكامل صحته عشان يكون واعي وحاسس عشان فعلاً يتعذب .
خالد : يا طول بالك بس انا بسوي نفسي ما سمعت شيء عشان لا يرتفع ضغطي من افكاركم هذي ! والله لو علي يا سلطان ان حتى السجن ما راح يبرد كبدي فيه , نفسي ارفع عليه قضية بالسعودية عشان يقصوه وارتاح .
سلطان : مب على كيفك يقصوه طالما ما ماتت .
خالد : حتى لو تعزير !!
ضحك سلطان : الا تبي تموته انت .
ارادت بيان تغيير مجرى الموضوع عندما لاحظت تعكّر مزاج خالد بسيرة مازن : سلطان ما ودك تحكيناا عن قضاياك ، ما مرتك قضيه غريبة خلال الفترة اللي راحت ؟ حينها تذكّر سلطان شيئاً وهو أن جابر الذي يحاولون الايقاع به شقيق خالد لا احد يعرف بالمركز ان هناك صلة قرابة بين سلطان وجابر ، ولا يودّ سلطان إخبار خالد وبيان بالإشتباه في تورط جابر بأحد قضاياه ، لكنه تذكّر شيئاً آخر وتهلل وجهه بضحكه : بيااااان والله ماراح تصدقي مين شفت بعد كل هالسنين !!
بيان : مين ؟ نوّاره ؟ ولا ..
سلطان : لالا وين نوّاره تلاقيها تزوجت ، شفت هااني الصدمه مو هنا الصدمه انه مساعدي ..
اختفت ابتسامة بيان وهي تقول بإرتباك : ما اتذكره .
سلطان : يااااهووو هاااني ولد جيراننا .
بيان : ما اعرف شكلي نسيته ما اتذكره ، المهم ماعلينا كلمني عن اي قضيه ..
سلطان بإصرار : يا هوو نسييينا هااني والرسايل والحركات .
اصفر وجه بيان : رسايل ايش ؟ ايش تقول انت ؟
كتمت سما ضحكتها على وجه بيان الذي بان عليه الرعب ، سلطان صغر عينيه : اقول لا يكون تحسبيني ما ادري عن الرسايل اللي ترسليها له ذيك الايام ..
بيان : يااا كذاب لو كنت تدري ليش سكت ؟ ما كانت بيننا رسايل ولا حاجه .
سلطان : اقول ترى طرف ثقه اللي قايل لي ..
بيان بغضب : ومين الثقه لايكون اخته رنّوو !!
سلطان بسخريه : الصراحه إيوه ...
قاطعته بيان : كذابه برضو انا ماا قد ارسلت لهاني رساله .
سلطان : اوكِ خلينا نعتبر كلامك صح بس كتبرئة ذمه فيه رساله رانيا ما اعطتها هاني وانا اللي رديت عليك برساله ...
بيان تجهم وجهها اكثر : اي رساله فيهم يا مل### .
سلطان : مو قلتي ما قد ارسلتي ليش انخبصتي ..
شعرت برغبه عارمه في ابراحه ضرباً لأنها لم تستطع تجاهل نظرات خالد التي اخترقت رأسها وفي نفس الوقت وضعها في موقف سخيف جداً : خلاص عاد ايش ذكرك فيهم .
سلطان : ولا شيء بس لما شفت هاني تذكرت ..
بيان : واذا كنت من جد من جد صاادق ليش ما قلت شيء وقتها ؟
سلطان : لاني ما كنت متأكد عشان كذا اخذت الرساله من رنو ورديت عليك بشوف ردة فعلك..

)للتوضيح ، رانيا شقيقه هاني كانت بالسابعة من عمرها ، وبيان وسلطان بالثامنه عشر ، وهاني بالعقد الثاني)

بعد ان انتهوا من وجبة الغداء وخرج سلطان من الباب الخلفي المطل على المسبح ..
لحقت به بيان بغيظ : الله يقلعك ياسلطاااان الله يقلعك قول امين !!! يعني يااا غبييي انا ابغى اغير موضوع مازن عشان خالد تروح تكلمني عن هااااني ؟؟؟؟
ضحك سلطان بشدة : لا تقوليلي ما يدري !
بيان : ماااا يدري ياااا ننننذل مايدري ما قلتله ، انا ايش اسوي فيك ؟؟
سلطان : عادي ايش بيقول ؟ كنا مراهقين يعني مو معقوله بيزعل على حاجه صارلها 12 سنه ..
بيان : وانت كان لازم تتلكع وتذكرني بالرسايل والخرابيط ذي ما كنت تقدر تنطم يعني ؟
سلطان : شدراني ما قلتي لي انه مايدري .
بيان : لا يا شيييخ عيوني جاها شد عضلي وانا اغمزلك وااشر لك تسكت وانت مستمر ولااااا كأنك شاايف ، الله لا يللللعنك يا سلطان يا نكبببه انا مااا صدقت افتكيت من شر ماازن ومشاكل ماازن تجيني انت بذكريات هاني .
سلطان بجدية : بيان خالد يتواصل مع اهله ؟
بيان : طبعاً ، ليه !
سلطان : اخوه جابر قبل كم شهر جا النرويج صح ؟
بيان : ايوة جا عشان يسوي عملية لعيونه والحمدلله نجحت .
سلطان : وبس ؟
بيان : ايوة وبسس ، ليش تسأل ؟
سلطان اشار بعينيه ساخراً : شوووفي الحب شكله يستناك ..
نظرت بيان خلفها عبر الباب الزجاجي المؤدي لصالة الفيلا ووجدت خالد يمشي بإتجاههم وينظر إليها ، بمجرد ان وقعت عينها عليه اشار لها بأن تدخل ، حينها قالت بيان لسلطان : الله لا يوفقك قول امين .
اتت إليه مبتسمه : عيوني .
خالد : البنت لها ساعة تبكي مو راضيه تسكت شوفيها ..
نظرت إليه للحظات وكأنها تقول " بس هذا اللي كنت بتقوله ؟"
خالد : اشبك واقفه ، شوفييها .
استوعبت بيان صوت طفلتها وذهبت لتحملها من سما ..

\\

قبل سنوات ..
مرت الايام والايام ..
حتى انقضى العام لم يكمل جابر دراسته ولم يجري عملية استعادة بصره ، لا احد يعلم لم يرفض إجراء العملية لكنه تأقلم جداً على وضعه .. بالرغم من الصعوبات التي واجهها في بداية عمله في المؤسسة الا أن المحامي كان يقف بجانبه خطوة بخطوة ..
بعد عام من جميع هذه الاحداث ..
وخالد في الصف الاول ثانوي عاد من المدرسة والقى بجسده على الاريكه ، تغير كل شيء من حوله الا شعوره هو ما زال يشعر بالفراااااغ ولم يستطع التأقلم على اي شيء ، يشعر بالوحدة لأن جابر اصبح مشغولاً طوال الوقت ..
تمر بينهم ايام دون ان يراه حتى ، يشعر وكأنه فقد 3 وليس اثنان فقط .. انقلب على شقه الايمن وهو يرى ديمه تفتح حقيبتها وتخرج اقلام التلوين ، ليقول : ليش ما تغيري لبسك اول ؟
ديمه بحماس : المِس ادتني حلاوه عسان انا قلت الايقام من واحد الين حمسه بسيعة . (الابلة اعطتني حلاوة عشان انا قلت الارقام من واحد الين خمسه بسرعة)
ضحك خالد : والله ؟ شاطره ديومه .. طيب روحي غيري مريولك عشان نتغدى ، روحي شوفي نانا فين عشان تغيّرلك .
قامت ديمه تنادي بصوت عال : نااانااااا انا زيــــــــت .(جيت)

في غرفة ديمه ..
مشطت شعرها بشرود .. بينما ديمه تتحدث إليه وهي ترفع اصابعه في وجهه : هدا ايس ؟
خالد : قولي هذا كم مو هذا ايش ؟
ديمه : تيب هدا تم ؟
خالد : اثنين .
ديمه : ودا ؟
خالد : خمسه .
ديمه فردت يدها الاخرى : وهااااادا ؟
خالد : عشره .
سكتت ديمه تفكر : كيف عرفت ؟
خالد : انا تعلمت .
ديمه : تيب تعيف الحيوف من أ إليـــــــــــــن زيم ؟
خالد : تعرفي انتِ اسمك يبدأ بحرف ال ايش ؟
ديمه : داء .
خالد : دال يا ذكيه مافي حرف اسمه داء .
نظرت ديمه إلى مربيتها التي انتهت من تصفيف شعرها : نانا بنتي بحيف الايش ؟
ضحكت المربية : بنتي انا ؟ بحرف الميم .
خالد ابتسم : كم عمرها ؟
المربية : لسه دوبها اولى ابتدائي اكبر من ديمه بسنتين .
خالد : ليش طيب ماتجيبيها معاكِ تتعرف على ديمه ؟
المربية : اخاف اذا جبتها ما يذاكروا يجلسوا يلعبوا .
خالد : طيب عاادي ديمه تطفش لوحدها ، جيبيها يتسلوا وعشان تلعب برا بالمراجيح حتنبسط .
المربية : ما اعرف بشوف .

بفستانها الابيض تدور حول نفسها ثم ركضت بسرعة عندما اتت فتاة اخرى تركض خلفها ، تجريان وتضحكان .. المربية : يا ماما انتبهي لاتطيحي .
ديمه توقفت بتعب ورفعت يدها الصغيرة بالهواء : استوب استوب ناحد استياحه
تنهدت الفتاة الاخرى بقوة : حتى انا تعبت .. ديمه قولي راااء .
ديمه : يااء .
: راء راء اررررررررنب .
ديمه : أيــــنب .
ضحكت الفتاة ساخره : ماتعرفي ، طيب قولي رمان .
ديمه : يُمّان .
ضحكت اكثر : ايش يمان ر م ا ن .
ديمه : يوووووه حلاس ماعيف .
الفتاة : حتى حرف الخاااااء ما تعرفي .
عقدت ديمه حاجبها : تيب قولي الايقام من واحد الين حمسه .
الفتاة : سهــــــــــل مررة (ثم بدأت بالعد من واحد الى عشرة ثم إلى خمسة عشر لتغيظ ديمه) شفتي انا اعرف انا ذكيه .
ديمه : حتى انا دكيه حالد يقول ..
ثم راحت تجري الى خالد : حالد انا دكيه مو ؟؟
خالد : صح انتِ ذكيه مرة .
نظرت اليها بإبتسامه انتصار : شفتي .
خالد : ليش ما تلعبوا بالمراجيح ؟ تخافي من المرجيحه ؟
الفتاة هزت رأسها بالنفي : ديمه نروح نلعب بالمرجيحه ؟
ديمه : انا اول انتِ دفيني بعدين انا أدفك موافقه ؟

في الوقت الراهن ..
في النرويج يجلس على السرير يتأمل الصورة .. مرت بيان من امامه وهي تضع صغيرتها في السرير ثم تنهدت : يا الله والله كسر خاطري ..
خالد : مين ؟
بيان : رعد .. (جلست بجانبه)
خالد : روان متى طيارتها ؟
بيان : عالساعة 10 الصباح ان شاء الله .. اتفقنا اننا نخلي رعد يوصلها يمكن يتكلموا ويتصالحوا .. هذي صورة مين ؟
خالد : ديمه .
بيان : واللي جنبها مين ؟
خالد : ميهاف بنت مربيتها ..
اخذت بيان تتأمل الصورة : سعودية ؟
خالد : ايوة .
بيان : جميله ماشاء الله ملامحها نااعمه .
ابتسم خالد بعفويه : بس ملامح لكن لو تشوفيها كيــــــف كانت ملســـونه , نفسي اشوفها كيف صارت لما كبرت ...
بيان : نعم ؟ وليش ان شاء الله ؟ ايش دخلك كيف صارت ولا كيف ما صارت .
ضحك خالد وسكت للحظات ثم قال : مين هاني يا بيان ؟

*****

ثم مضت الايام بعد ذلك بسرعة ورتاااابه بلا شيء يذكر سوى خطوبة أرجوان وتميم .. ظنّ كليهما أنهما اجتازا الموقف الصعب عندما علم اهل تميم ان والد ارجوان حي يرزق لكن لم يكترثوا للامر ظناً منهم انه ترك حضانة ارجوان للورا بسبب زوجته الأخرى ، لا احد يعلم حتى الآن ان لورا ليست بوالدتها سوى تميم ...

في نفس يوم عقد قران تميم وارجوان ..
بعد ان وقعت ارجوان على عقد النكاح .. وضعت القلم بمنتصف الكتاب ومدته لوالدها الذي اخذه وراح بدوره ليعيده إلى المأذون ..
عانقت لورا ارجوان ودموعها تهل بفرحه غامره : مبروووووك ياروحي .
ارجوان : الله يبارك فيك .
ياسمين : مبروك مبروك مبررووووووك واخيراً صرت اخت زووووجك اخييييراً صرنا عايله وحدة واخيييييراً حعرف كل تحركااااتك واصير عمة عيالك اخيراً اخيررراً .
ضحكت ارجوان : غيرت رأيي بعد هالكلام وين العقد اشقه بس .



ياسمين : والله اشق رااااسك اخخخخييييراً حنتقابل كل يومين .. ياربي والله فرحااااانه .
ارجوان : وخري بس خليني اسلم على امك .
ياسمين : قصدك عمتك .
ضحى بإبتسامه : الف مبروك يا حبيبتي الله يسخرلك تميم ويسخرك له ويتمملكم على خير .
ارجوان : اميين يارب .
لورا : تعالي اجلسي جنبي انا مو مصدقه انك حتروحي وتخليني .
ياسمين : تكفييين خاله لوررا لاتخليها تحزن وتحلف ما تتزوج .
جلست ارجوان بجانب لورا التي مسحت على رأسها : والله لو بيدي مازوجتها .
ارجوان : لا تحسسيني اننا ماعاد حنتقابل ترى لسه حتشوفيني كل يوم لحد ما يجي يوم الزواج ، وبرضو حتى لو رحت بيت ثاني انا حزورك ما حقطعك والله .
لورا : والله توعديني ما تقطعيني حتى لو بعد ما تجيبي بزورة وتكبري وتنشغلي بحياتك ؟
ارجوان : اكيد والله انتِ امي .
لورا حاولت التوقف عن البكاء لكنها لم تستطع لا تدري اهذه دموع الفرحه ام الحزن على اقتراب فراقها لارجوان ، نظرت إلى ضحى : بنتي بعيونكم يا ضحى ما اوصييكم .
ضحى : طبعاً ما يحتاج توصينا احنا صرنا اهلها برضو .
بعدها بفترة قصيرة جداً غادر المأذون ووالد ارجوان وايضاً والد تميم واخوه بدر وعائلتهم ..
بإستثناء تميم الذي طلب من لورا رؤية ارجوان قبل ان يغادر .
لورا : خلاص اجلسي معاه شويه وبعدين نتكلم .
ارجوان : لازم اجلس معاه دحين ؟
لورا : ماتبغي ؟
ارجوان : خايفه ايش اقول ؟
لورا : مو لازم تقولي شيء هو اكيد بيتكلم يعني ، روحي يا ماما ما حياكلك .
تنفست ارجوان بعمق ودخلت الى المجلس الذي يجلس فيه تميم : السلام عليكم .
تميم تهلل وجهه بإبتسامه واسعة : وعليكم السلام .

بالخارج رفعت هاتفها ولم تلبث كثيراً حتى قالت : خلاص سوي اللي قلتلك عليه وانتبه ما ابغى ولا مخلوق يعرف باللي يصير غيري ..

\\

بعد اسبوع تقريباً من عقد قران تميم وأرجوان ، طلبت خولة من تميم رؤية خطيبته ارجوان والتعرف عليها ..
وبينما ارجوان تجلس على الاريكة في فيلا خولة .. تتبادل الاحاديث العشوائية البسيطه معها ..
اقتربت منها الخادمه لتناولها كوب الشاي لكن الخادمة لم تشح عينها عن ارجوان التي شعرت بغرابة تصرف الخادمه ورفعت رأسها لتُصدم ..
هي نفس الخادمة التي كانت تحضر الفطور لدار تميم وتراها عنده كل يوم لمدة اسبوع ، الخادمة الوحيدة التي تعرفها ك إيرام ..
بلعت ارجوان ريقها بإرتباك وبسرعة اشاحت عينها عن الخادمه واخذت تضحك على حديث خولة لتخفف من توترها وخوفها من ان تفضح الخادمة امرها امام خوله ..
لم يدم الأمر طويلاً حتى قامت خولة مستأذنه : دقيقه يا قلبي واجي ..
تميم : خذي راحتك ..
بمجرد ان خرجت خوله نظرت ارجوان الى تميم برعب : تميــــم الخدااامه احسها عرفتني !
تميم : اي خدامه ؟
ارجوان : اللي جابتلي الشاي قبل شويه جلست تطالع فيا مو هي نفسها اللي كانت تشوفني عندك تحت ؟؟؟؟
تميم : لااااا عااااد انا كيف نسيــــتها !!!
قام تميم بسرعة ليتحدث مع الخادمه قليلاً ويتأكد ان كانت قد تذكرت ارجوان ام لا ، لكنها بالفعل تتذكرها ..

المهم أن حتى هذا الامر لم يكن بالامر الجلل . ما يستحق الذكر هو ان لورا بعد عقد قران ارجوان بلّغت عن عملية اختلاس من حسابها البنكي ، وعند تتبع امر الاختلاس ألقي القبض على والد ارجوان الذي كان يتقاضى المال كل شهر من لورا مقابل بقاء ارجوان عندها .. لم يكن سكوتها عن الامر من البداية مجرد رضى بل كانت تخطط للنيل منه ، وانها لم تكن تسجل الاموال التي تُسحب منها كل شهر ولا تأخذها الا بطرق ملتويه ليبدو الامر وكأنه اختلاس فعلاً ، وتوقعه في شرّ اعماله ، وما دفعها اكثر للابلاغ عنه وتنفيذها لمكيدتها هو معرفتها بما فعله امجد بشقيقته " فاديه " وانه اخذ حصتها من ورث والدهم بدون وجه حق ، وسرق أيضاً ما تركه زوجها " والد ميهاف " من ميراث بسيط .. وطبعاً لاتعلم ارجوان ان لورا وراء سجن والدها ..

*****

بالنسبة لوالدتي فجر التي تحدثت إلى والدي عن رغبتها في التكفل بتكاليف علاج نور بمشفى آخر ، علّها تستعيد عافيتها اذا ارسلتها لاحد الاطباء الجيدين في علاج الاورام الخبيثه .
لم يعترض والدي بشرط ان تقوم فجر بإقناع نور بنفسها ..
وبعد محاولات عديدة في إقناع نور وافقت واشترطت هي الأخرى أن تعرف اولاً إن كانت فجر ستعود لعبدالله ام لا ..
نور : ريحيني يا فجر وقولي انك موافقه .
فجر : نور ايش رأيك بعد ماتقومي بالسلامه اكون انا فكرت بقراري تمااام واقولك عليه اتفقنا ؟
نور : لا يافجر اللي باقي اقل من اللي راح ليش تضيعي عمرك وانتِ تستنيني اتعافى وانتِ عارفه ان المرض اخذ مني كثير .. عبدالله قول لها ، قول لها انك تبغاها وانك لسه تحبها وماتغيرت مكانتها بقلبك ابداً خليها توافق يمكن هي ما بتصدقني !!!
فجر : نور ياروحي ..
نور بدون اكتراث : قووول لها ليش سااااكت قول لها اني حتى لو تعافيت هذا ما حيغير شيء من شعورك ، قول لها انك تخاف تفقدها أكثر مني ، قول لها انك طوال الخمس سنوات حبها زاد ما نقص منه شيء ، قول لها انك تحب عيالك بس لانهم منها وانا متأكدة ان من رحمة ربي علي انه مارزقني بأطفال لانك ما راح تحبهم زي رند وزياد وحتى طلال !!! انتو ليش ما بتريحوني ؟؟
فجر : لهالدرجه رجوعنا انا وعبدالله لبعض بيريحك ؟
نور : على الاقل ما راح احس اني خربت بينكم ! وخليت رجوعكم مستحيل .
ظلت فجر صامته للحظات ثم نقلت نظراتها بين عبدالله ونور : اوكِ اللي تشوفيه ، انا موافقه ارجع لعبدالله وانتِ تكملي علاجك بمستشفى ثاني فيه دكتور شااطر ومعروف للاورام .. نور انا ابغاكِ تتعافي ..
ابتسمت نور ودموعها تهل على خديها : ما يهم ، المهم اني حتى لو مت عبدالله ما حيحس بالوِحده .
عندما حان موعد الجرعة خرج الاثنان من الغرفة بطلب من الممرضه لترتاح نور بعدها ..
وبعد لحظات قليله من الصمت وفجر شاردة الذهن قال عبدالله : انتِ فعلاً موافقه ولا تسكتيها ؟
فجر نظرت إليه : ليش ؟ هو انت سحبت كلامك ؟
عبدالله : لا طبعاً بس اتأكد .
فجر : انا كنت افكر كيف اقولها لك بشكل مباشر بس ما عرفت .. وحسيتها فرصة عشان اقولك اني موافقه نرجع بس انت اللي حتفاتح رند وزياد بالموضوع لو سمحت يعني !

لا أستطيع ان اصف لكم تعابير وجهي انا وزياد عندما أخبرنا والدنا بقراره هو وامي بالعودة إلى بعضهما البعض , الإبتسامة الواااااسعة والصدمه في آن واحد .. كانت فرحتنا غـــامرة جداً , والحقيقه اننا نسينا في لحظتها أمر نور , رنـد : أخيــــــراً أخيــــــراً أخيــــــــراً تحقق حلمي .
زياد : كان من زماااان طيب ليــــش استنيتوا 5 سنين ؟
رند : لحظة احس ان عقلي متوقف مو قادرة استوعب , يــــس اخيراً الحمدلله .
ذهبت كالمجنونه لمعانقة والدتي وانا أصفق بحماس وابكي ثم قبّلت والدي , كانت تصرفاتي غبيـه لكن لم أجد طريقه مناسبه أعبّر فيها عن فرحتي بهذا الخبر ..
رند : لحظـــة لحظـــــة دحين انا حتزوج وزياد حيتزوج وانتم كمان ياسلام سنة الأفراح .
زياد : متى راح تعقدوا ؟
رند : ايش رايكم تسوو زواجكم معايا ؟ عادي حسمحلكم بس زياد لا .
فجر : روحي عني قال زواج قال راح نعقد وبس ونحتفل حفلة صغيرة بيننا .
رند : حتى انا وزياد مو معزومين ؟
زياد : والله لأنشبلكم حتى لو ماعزمتوني .
فجر : انتو ليش اغبياء ؟ قلتلكم بيننا يعني انا وانتو وابوكم !
رند : ســـوري من الفرحة طار عقلي .
زاد كرر سؤاله : متى متى حتعقدوا ؟
عبدالله : ان شاء الله بالمغرب بعد بكرة .

*****

لحظة لنعد قبل ذلك إلى النرويج ..
في اليوم الذي يسبق موعد رحلة روان ..
صباحاً ..
نزل من الدرج .. لكنه قبل أن يضع قدمه على الأرض رأى روان تقف امام خالد تتحدث إليه .. لم يكن يستطيع سماع ما تقوله روان لكنها ما لبثت كثيراً حتى ذهب خالد وذهبت خلفه مغادريْن من الفيلا ..
عقد رعد حاجبيه وما كان منه إلا أن نظر حوله ليجد والدته ووالده يشربان الشاي بالخارج امام المسبح ، وفي الجهه المقابلة في الصالة تجلس سما بمفردها ..
ابتسم وهو يتجه إلى سما : صباح الخير عالحلوين .
سما : صباح النور يا ماما ، صح النوم .
رعد : صح بدنك ، فطرتوا ؟
سما : لالا لسه بس الظاهر امك وابوك فطروا .
رعد سكت للحظات بينما سما عادت تقلب في صفحات المجلة التي بيدها : ايش تقرئي ؟
سما : ما اقرأ قاعدة اتفرج على تصاميم الشتا الجاي .
رعد : سلطان وبيان ما قاموا ؟
سما : سلطان خرج ، بس بيان الظاهر ما صحيت .
رعد سكت بتردد .
وضعت سما المجلة بجانبها ونظرت إليه : ياخي قلبي مو مطاوعني ترجع روان بعد يومين راح تجلس بجدة مع مين !! وكم مرة اكلم المديرة تمدد لها الاجازة وترفض لانها خلاص اخذت 3 اسابيع ..
رعد : هي وين راحت ؟
سما عقدت حاجبها : مين ؟
رعد : روان وين راحت ؟
سما : نايمه اظن ما شفتها .
رعد : بس انا شفتها كانت واقفه برا عند الباب مع خالد وراحت معه ...
سما : غريبة ما انتبهت لها ولا جات كلمتني .
رعد : تعرفي ايش كانت الرسالة اللي جاتها ؟
سما ضحكت بعد ان تذكرت : قصدك رسالة ماثيو ؟
تجهم وجه رعد : ايه .
سما : لا , سألتها بس قالت بتقولي بعدين .
رعد : وانتِ من جد عادي عندك تتعرف عليه او تكون بينها وبين هالماثيو علاقة ؟ تعرفي انه حرام ..
سما : تبغاني اعيد الكلام اللي قلته لميار لك ؟ كنا نستهبل يا رعد .
رعد : بس الرسالة مو استهبال .
سما : بس احنا ماندري ايش المكتوب !
رعد شد على قبضة يده ، وقالت سما : لو فعلاً روان حبته هو او غيره انا ما حوقف بوجهها يارعد ، خليها تتعداك اذا بترتاح نفسيتها هي ، وكمان خليني اقولك ان اثنين من صحباتي اول ما عرفوا انها تطلقت خطبوها وحدة تبغاها لاخوها والثانيه لولدها ، بس انا ما كلمت روان قلت ابغاها ترتاح نفسياً واذا اذا خلصت عدتها على خير بكلمها ....
رعد بصدمة وغضب : كيـــــف تقوليلي هالكلام وانتِ عارفه اني ابغاها ولسه متعلق فيها ، يعني فوق إنك رافضة تكلميها لي وتقنعيها كمان تبغي تفاتحيها تتزوج غيري ؟؟
سما : رعد انا آسفه ، انا مع اللي تختاره روان سواء انت ولا غيرك ، انا ما راح اجبرها ..
رعد : انا ماقلتلك اجبريها انا قلتلك بس كلميها ، سما حرام عليك انا ليل نهار افكر كيف اقنعها وارجّعها عشان انصدم انك اصلاً واقفه ضدي !
سما : رعد افهمني انا مو ضدك ، بالعكس لو روان بترجعلك والله بيكون يوم المنى لي بس هذا مايعني اني حزعل اذا اختارت غيرك ! خليها تمشي في حياتها زي ما مشيت انت .
رعد : وميييين قالك اني مشيت انا بحياتي انا حياتي كلها وقفت بسببها انا ماعاد اعرف انام ولا اقوم زي الخلق ، ولا اعرف افكر بشيء غيرها وتقوليلي مشيت بحياتي !!! سما لا تقوليلها هالكلام لا تكلميها باللي خطبوها ولا تكلميها بشيء ، ولا تعطيها امل بإنك موافقه على اي احد ، لا توقفي معاي بس لا تصيرري ضدي .
سما : بس ....
قام رعد بغضب وغادر المكان ، صعد قاصداً غرفته لكن بيان صادفته بالدرج ، انتبهت على تجهم وجهه وغضبه وتجاهله لها حين قالت باسمه : يا صباااح الخير .
ليقول ببرود : صباح النور .
ثم اكمل الصعود
طرقت الباب ثم دخلت ، لتجده يقف امام نافذة غرفته الكبيرة ، المطله على المسبح ، نظر إليها : هلا بيان ، فيه شيء ؟
بيان : انت اللي فيك شيء ؟
رعد : لا .
اقتربت بيان منه حتى وقفت بجانبه وهي تضع يدها على كتفه : رعد مو على بيان !
رعد تنهد بإستياء ، بيان : قول لي يارعد ايش اللي مضايقك ؟
لم يتحدث ، امسكت بيده ومشت الى ان اجلسته على سريره وجلست بجانبه : تكلم اسمعك .
رعد بعد صمت طويل : أحبّها بس محد راضي يفهم اللي احس فيه يا بيان حتى سما .. ما ابغى روان تفكر بغيري انا ابغاها ، بس سما اشوفها قاعدة تشجعها تروح عني .. بيان والله ضايق خلقي اعرف اني غلطت بحقها واهنتها بس والله اني ندمان واعتذرت بس البنت ما بتسمعني .. انا مو عارف ايش اسوي ! وفوق كذا خلصت عدتها ..
بيان : رعد شيل موضوع العدة من بالك ، دامك تبغاها مرة ، حاول مرة واثنين والف مرة تعتذر وتكلمها لحد ما ترضى .
رعد : حاااولت حاااولت البنت ما بتعطيني مجال ولا فرصة ، وفوق كل هذا سما بتكلمها على اثنين متقدمين لها ، هذا غير هالماثيو اللي معرفينها عليه ، انتم مين مسلطكم علي .
ضحكت بيان بشدة مما جعل رعد يستاء اكثر ، لكنها ظلت تعتذر من بين ضحكاتها قائله : والله مو قصدي اضحك بس مافي شيء بينها وبين ماثيو والله ما شافته غير مرة ياجماعه انتو ليش مكبرين الموضوع ؟
رعد : والرسالة يا بيان ؟؟
بيان : عبرلها فيه عن اعجابه فيها وانه بيتعرف عليها وبس .
رعد بإستهزاء : وبس كأن هذا مايكفي يعني ؟
بيان : رعد حبيبي لا تشوف لا ماثيو ولا غيره عقبه بطريقك ، طالما تبغى روان ، الغي كل الناس اللي بينكم وحاول تكلمها حتى لو رفضت مصيرها تسمعك ..
رعد : بيان انتِ مو فاهمه ...
بيان : لا فاهمه وعارفه اللي صار بينكم ، وادري انك تزوجت عليها بشهر ماشاء الله عليك وجاي بكل وساعة وجه تقول انك تحبها ، بس هذا مو مهم ، المهم انك من جد تحبها يارعد ، واذا من جد تحبها حاااااااول لا توقف .
ظل رعد صامتاً في حيرةٍ من امره ، لتقول بيان : رعد انا خالد قاطعني 8 شهور لعلمك يعني او بالاصح ماكانت مقاطعة بس ما اعرف اوصفها لك ، علافتنا صارت باردة رسمية غريبة مرة ..
رعد بصدمة : وين متى ؟
بيان : امم يمكن قبل ثلاثه او اربعة شهور بس تصالحنا ..
رعد : كنتم متقاطعين حتى وانتِ فاقدة ذاكرتك يعني ؟
بيان : امم لا وقتها هو كان زعلان مني بس انا كنت فاقدة ذاكرتي ما اعرف عن اللي صار بيننا لكن كانت علاقته فيني رسميه لدرجة اني ما كنت ادري انه زوجي !
رعد : ايش السبب ؟
اخذت بيان تسردله ماحصل بإختصار ، وكيف انها عانت مع خالد بعد عودة ذاكرتها ، وكيف انها كانت خائفة من انقلاب مشاعر خالد نحوها .. ثم ختمت كلامها مبتسمه : بس كل هذا رااح وصار ذكرى وشوفنا رجعنا ..
رعد : ما اعرف يا بيان ، ماني مستوعب هرجتك وماني متأكد اذا كانت روان تحبني لدرجة انها ممكن تسامحني وتتغاضى عن اللي صار .
بيان : اذا عالحب ! تحبك ، بس حاول فيها صدقني بتلييين .. احنا مشاعرنا مرهفه عاد .
ضحك رعد ثم تجهم من جديد : هي قالتلك شيء عني ؟
بيان : دايماً تلمح انها مو قادرة تنساك بس .
رعد : يا بيان والله العظيم اعشقها بس ابغاها تعطيني فرصة والله كل اللي صار حتنساه .
بيان : هذا الكلام تقوله لها مو لي .
رعد بخيبه : اخاف اني تأخرت ، هي قالتلك ايش كان مكتوب بالرسالة ؟
بيان : ايوه بس يعني قالت ان ماثيو قال انها عجبته وانه يبغى يتعرف عليها اذا ما كانت مرتبطه وحط رقمه اذا حبت ترد عليه .
رعد بقلق : وردت ؟
بيان : ما اعرف .
رعد وهو يهذي : اكيد ردت ولا ايش كانت تبغى من خالد ، اكيد كانت تبغاه يوصل رسالتها لماثيو ، يااااااا الله .
بيان : شدخل خالد !!
قام رعد بتوتر وهو يمشي بالغرفة بلا هدف بأفكار متضاربه : انتِ متأكدة انها ما قالتلك ايش رأيها بالموضوع ؟


على شاطئ البحر ، تجلس وهي تتأمل امتداد البحر ، بشرود .. ستعود غداً إلى جدة لتواصل حياتها من جديد ، ستعود لتبدأ مرحلتها الدراسية الأخيرة في مدرسة جديدة مجدداً ..
ستكرر الأمر مرة أخرى ، تحاول خلق صداقات جديدة ، ينتابها القلق حيال الأمر .. وحيال المستقبل .
تنهدت ثم تمددت على الرمل تنظر إلى السماء ، كلما شعرت أن افكارها بدأت تترتب يبعثرها رعد من جديد ..
قامت وقعدت مجدداً لاتدري كم مضى من الوقت وهي هنا بمفردها على الشاطئ .. قامت وهي تنفض الرمال عن ردائها ...
بمجرد ان عادت إلى الفيلا وجدت الجميع ، مشت سما إليها : وين كنتِ ؟
روان : صباح الخير .
سما : صباح النور ، وين كنتِ ؟
روان : رحت امشي عالشاطئ ، ليش فيه شيء ؟
سما : لا بس خوفتيني عليك اتصلت عليك مارديتي ..
روان : جوالي بالغرفة ما اخذته ...
مرت ميار وهي ترمقها بنظرات استحقار ، لكن روان حاولت الا تكترث ، وقالت : انا بطلع انام ، ما اخذت كفايتي بالنوم ، لاتصحوني عالغدا ..
صعدت وبمجرد ان مرت من الطابق الذي فيه غرفة رعد ، صادف صعودها خروج رعد وبيان من الغرفة : رواااااان .
توقفت عندما سمعت نداء بيان لها واستدارت : هلا بيان .
بيان بإبتسامه : ما خليتينا نشوفك عالفطور !
روان : فطرت قبلكم ..
بيان : كأنك صايرة تتغلي علينا ؟ ولا لا يكون بتعاقبينا قبل ماترجعي لجدة ! روان : والله حشتاقلك انتِ وماريا .
بيان مسحت على عضد روان : يا عمري والله وانا حشتاقلك ، بس ان شاء الله ما حطول واجي جدة بعد نفاسي ، ماعلينا كنت بسألك (اتسعت ابتسامتها وهي تنظر لرعد ثم نظرت إلى روان مجدداً) ايش رديتي على ماثيو ؟
روان هزت كتفها بلا مبالاة : مارديت .
بيان : ليش ؟
روان : انتو ماخذين الموضوع بجديه زااايده ، وانا عني مالي خلق اعطي الموضوع اهميه وبعدين ماني فاهمه وجهة نظر ماثيو هل هو يتوقع اني حوافق ادخل معه بعلاقة ونشوف اذا نناسب بعض او لأ ، او هل حتجاهل اختلاف عاداتنا وحياتنا ودياناتنا وكل شيء واعطيه فرصه ؟ (ثم اكملت بلهجه غريبة) الواحد ماله خلق يدخل بعلاقة نسبة فشلها اعلى من نجاحها محد له خلق يحزن مرتين .
بيان مسحت على خدها برقه : ياروحي .
روان : انا حطلع انام وقلت لماما اني ما بتغدى معاكم ، معليش .
بيان : مو مشكله بس العشا غصباً عنك تكوني موجودة عاد بكرة حتروحي ف على الاقل تعشي وافطري الصباح معانا .
روان : ان شاء الله ..
غادرت روان بينما نظرت بيان لرعد الذي تنهد براحه : ارتحت ؟ كلمها .



قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .


حُرّر يوم الأربعاء الموافق :
10-11-1441هجري
1-7-2020ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس