عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-20, 09:50 PM   #22

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

3-الشبح الأسود
سارت خلف الحاجة وسيلة وكل خلية من خلاياها تكاد تهتف برغبتها في الراحة والنوم.. فقد مر على اخر مرة نامت فيها بعمق ما يقارب الثلاث ليال منذ جاءها ترشيح سفرها وهي تدور حول نفسها توترا لتنجز اكبر قدر من أعمالها المؤجلة وتنظيم مواعيدها و حقيبة سفرها قبل الموعد المحدد و أخيرا جاء ذاك الخبر القاصم للظهر بظهور عفيف على عتبة دارها يخبرها بفعلة اخيها لتسرع بالاعتذار عن سفرها لظروف طارئة و تأتي لتلك البلاد البعيدة التي ما وطأتها قدماها من قبل في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه مع ذاك الذى يدعوها للعشاء على مائدة داره في تلك اللحظة ..
وصلت لتلقى التحية في شرود و جلست على طاولة الطعام التي تتسع لعدد كبير من الأفراد .. و وجدت عليها ما لذ وطاب من أصناف الطعام التي يسيل لها اللعاب .. لكن هي لا ترى أمامها الان الا دفء الفراش ودثاره ..
كما ان طعام كهذا كفيل بإصابتها بالعديد من الكوابيس لسوء الهضم و هي اكتفت الليلة من نصيبها من الكوابيس بعد ذاك الذى رأته في اول تلك الليلة الميمونة .. تطلع اليها عفيف بتعجب هاتفا :- ايه يا داكتورة .. اكلنا مش عاچبك ولا ايه..!؟.. نجيبوا لك غيره ..!؟
هتفت هي في رفض :- لااا .. غيره ايه ..!!.. ده جميل جدااا تسلم أيد الخالة وسيلة .. بس انا مش متعودة ع الاكل ده بالليل .. فمعلش اعفينى واستأذنك ارجع المندرة ..
نفض يده من طعامه الذى كان يلتهمه بشهية كبيرة ونهض على عجل هاتفا :- اتفضلى يا داكتورة .. أوصلك ..
هتفت دلال بإحراج :- لااا .. خلي حضرتك مرتاح انا عرفت طريقي .. متقلقش ..
هتف بأريحية :- على راحتكِ يا داكتورة .. دِه بيتك ..
ثم نادى الخالة وسيلة بصوت جهورى جعل دلال تنتفض لتظهر الخالة بسرعة كعادتها ليؤكد عليها هاتفا :- من دلوجت وطالع هتبجي مع الداكتورة ف المُندرة لو احتاچت اى حاچة تاجي جواام .. و تخليكِ بايتة معاها كل ليلة عشان متبيتش لحالها .. واذا كان على كمال لما يرچع من مدرسته هايبجى معاي متجلجيش ..
سألت دلال بتهور دون تفكير اوعزته لتشوشها نتيجة رغبتها الملحة في النوم والراحة :- مين كمال ..!؟..
لم يجبها احدهما للوهلة الأولى لكن الخالة وسيلة إجابتها :- دِه واد ولدي يا بتي .. هو اللي بجيلي من ريحته ..الله يرحمه
صمت عم المكان و لكن الخالة وسيلة اومأت برأسها موافقة على كل حرف نطق به عفيف دون ان تعقب بينما شكرته دلال داخليا في امتنان خاصة بعد ان امر الخالة وسيلة بمصاحبتها في المبيت .. الان فقط ستنام ملء جفونها .. و ستحظى بنوم هانئ بعد ما حدث معها اول الليل في تلك الغرفة العجيبة التي دخلتها صدفة ولا تعرف هل كانت كوابيسها داخلها صدفة أيضا ..
*******************
استيقظت من نومها على صوت طرقات وضوضاء تأتى من أسفل حجرتها مباشرة .. تنبهت انها نامت لفترة طويلة اكثر من المعتاد .. اطلت برأسها خارج أسوار شرفة غرفتها لتجد بعض من الرجال يحملون تلك المقاعد التي كانت موجودة في غرفة الجلوس او المقعد كما اطلق عليه عفيف بيه أمس يبدو انه يعمل على ترتيب تلك الغرفة لتليق بغرفة للكشف كما اخبرها البارحة .. ارتدت ملابسها على عجل وتوجهت للأسفل ليقابلها هو بنظرته الغامضة والواثقة دوما..
تطلع لحظات لمحياها وهي تهبط الدرج في هوادة كأميرة متوجة و لكنه تنبه لنفسه فعاد يغض الطرف عنها حتى وصلت وألقت التحية في ثبات هاتفة :- شايفة ان حضرتك بدأت بدري وبتجهز الأوضة للكشف كمان ..
هتف عفيف مؤكدا وهو يتجاهل النظر اليها معطيا جل اهتمامه للعمال وعملهم :- اه .. جلت خير البر عاچله واهو نشوف ناجصك ايه يا داكتورة عشان نچيبوه ..
ابتسمت في هدوء :- تمام .. انا هكتب لحضرتك أسماء الأجهزة و المعدات الطبية المطلوبة وبإذن الله أفيد البلد الفترة اللى قعداها معاكم ..
وصمتت فجأة لتهتف في وجل :- مفيش اخبار عن نديم يا عفيف بيه..!؟..
تنهد في ضيق هامساً :- لو فيه اخبار حضرتك اول واحدة هتعرفيها .. بس مفيش .. حتى مهوبش ناحية شجتكم اللي ف مصر..
تنبهت لتسأل متعجبة :- وعرفت ازاي ..!؟..
أخيرا استدار لمواجهتها في ثقة تثير غيظها :- اني سايب اللى يتابع شجتكم هناك لانه اكيد هيلف و يرچع لها مهما بعد .. هو هيلاجي مين يوجف چنبه الا اخته .. ولما يعرف انك هنا .. هاياجى چرى على ملا وشه .. معلوم ..مش معجول يسيب اخته تدفع تمن غلطته السودا لحالها ..
هتفت دلال ساخرة :- وافرض عرف ومجاش .. هتعمل ايه ساعتها ..!؟..
ظهرت ابتسامة ساخرة على جانب فمه ثم هتف واثقاً :- مياچيش كيف يا داكتورة ..!؟.. لو بيعزك و بيخاف عليكِ كد ما بتعزيه وخايفة عليه .. يبجى هاياچي وهو بيرمح كمان..
تنهدت في ضيق وهي متأكدة ان كل كلمة نطق بها عفيف هي صحيحة تماما و ان أخيها لن يتورع عن المجئ الى عرين الأسد بقدميه متى علم انها هنا وانه قد تم استغلالها من اجل البوح بمكانه الذى لا تعرفه بالفعل .. نظرت اليه بغيظ وهي تكاد تنفجر قهرا من كم الثقة الذى يعترى كل حرف ينطق به .. يا له من رجل ..!!.. لا عجب من هروب اخته بعيدا عن سيطرته الخانقة ونظراته الواثقة حد الغرور والتي تخبر الجميع انه على علم بمجريات الأمور وكيف يمكن ان تسير على افضل وجه دون تدخل احدهم .. وأخيرا تنهدت وهمست برجاء داخلي متضرعة :- ليتك لا تظهر يا نديم ولا تقرب الشقة مهما حدث فأنا قد احتمل ما يمكن ان يحدث لى هنا ولو بقيت مائة عام و لن احتمل ان يصيبك مكروه مهما كان من هؤلاء القوم والذين على ما يبدو ليس لديهم اى عزيز اوغالي يبقون عليه .. وعلى الرغم من غيظها وضيقها من ناهد اخت عفيف والتي هى سبب هذا البلاء الذى حل بأخيها الا انها شعرت ببعض الشفقة تجاهها فماذا سيكون مصيرها اذا ما وقعت هى الأخرى بين يدى عفيف ورجاله والذى ينتظر ظهورهما بفارغ الصبر حتى ينقذ شرف عائلته !؟..
تنبهت من خواطرها على نداء عفيف هاتفا :- الاوضة چهزت يا داكتورة ادخلي شوفيها لو ناجصها حاچة ..
اومأت برأسها و على شفتيها ابتسامة باهتة بقلب منقبض خوفا على اخيها الغائب الذى لا تدرك له مكان اوملجأ يمكن ان تستنتج انه لجأ اليه...ثم ردت بكلمات مقتضبة وتوجهت حيث تركت حقيبتها الطبية على احدى المناضد لتتناولها رغبة في فتحها والتأكد ان الأجهزة الأولية التي ستحتاجها داخل الحقيبة بالفعل ..
حاولت مرارا وتكرارا ان تفتح الحقيبة لكنها ابت ان تُفتح ..
ليدرك عفيف حيرتها ليهتف في تساؤل :- خير يا داكتورة .. الشنطة مالها ..!؟..
تناولها منها رغبة في فتحها لكنها رفضت ان تبوح بسر مكنوناتها لأى منهما .. لذا هتف عفيف لأحد رجاله الذى لبى على الفور ليأمره هاتفا :- روح چيب الواد خرابة طوالي على هنا ..
اندفع الرجل ملبيا الامر على وجه السرعة لتهتف دلال بشك :- هو خرابة ده اللى المفروض انه يصلح الشنطة حضرتك ..!؟..
قفزت ابتسامة على شفتيّ عفيف لتعليقها الملئ بالسخرية على اسم خرابة ومدى تناقضه مع اي إصلاح يمكن ان يأتي من قبله ..
ليهتف مؤكداً وقد تنبهت ان تلك الابتسامة المتوارية قد غيرت في ملامحه الكثير :- متخافيش يا داكتورة .. دِه واد چن .. هيفتح الشنطة ف لحظة ومن غير ما ياچى چنبها اويخربها.. متجلجيش..
ابتسمت ساخرة :- لا طبعا .. أخاف ازاي وانا خرابة بذات نفسه اللي هيفتح لى الشنطة ..!؟..ده انا طايرة من الفرحة ..
يتبع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس