عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-20, 09:55 PM   #23

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي


استدار مبتعدا تكلل شفتيه الابتسامة على الرغم انه يعلم انها تسخر من ذاك الشخص الذى ما تعاملت معه لتحكم على قدراته لكنه لم يجادلها بل انتظر في صبر حتى ظهر خرابة على باب المندرة و معه ذاك الرجل الذى بعثه لاحضاره والذى اختفى ما ان أتم مهمته ليندفع خرابة لداخل المندرة في اتجاه عفيف بيه يود لو يقبل كفه ليجذبها عفيف في صرامة ونبرة عاتبة لذاك الشاب الذى تعجبت انه صغير بالسن وهي التي ظنته رجل كبير ومخضرم في التعامل مع تلك النوعية من الحقائب الغالية الثمن والقيمة ..شعرت بالضيق لاندفاع الشاب باتجاه كف عفيف الذى كان قابضا كعادته على عصاه العسلية اللون المعقوفة الهامة .. و تطلعت بغضب لذاك الذى كان ينحني امام عفيف ليقدم له فروض الولاء و الطاعة .. هل هذا مفترض في بلد كهذه ..!؟.. هل هذا من عاداتهم و تقاليدهم ..!؟. ام انه خوف و رغبة في مداهنة الأقوى حتى يستطيع ان يعيش بسلام ..!؟..
تنبهت لصوت عفيف الآمر :- اديله الشنطة يا داكتورة متخافيش ..
تعلقت قليلا بحقيبتها ثم مررتها لخرابة وهي تستشعر ان حقيبتها لن تعود كسابق عهدها ابدا وربما تعود قطعة من الخردة لا نفع منها من بين يدى خرابة ..كم شعرت بالأسى لذاك فتلك الحقيبة عزيزة على قلبها ولها ذكرى خاصة لديها فهى من رائحة ابيها الراحل ..
تناول خرابة الحقيبة وكأنه يتناول قنبلة على وشك الانفجار .. عاملها بإجلال واضح وهو يضعها على فخذيه عابثا بأقفالها ليهتف عفيف فيه مشجعاً :- ها يا خرابة .. هتعرف تفتحها !؟.. و لا هتخربها.. و تكسفنا جدام الداكتورة !؟ ..
ما ان انهى عفيف كلمته حتى أطلقت الحقيبة صوت مميز لتكات متتابعة دلالة على انصياعها لتُفتح على يد خرابة الذى جعلتها مهارته تفغر فاها في دهشة وعدم تصديق انه فعلها ..
ابتسم عفيف في سعادة وهو يربت على كتف خرابة الذى انتشى بفعل انتصاره على اقفال الحقيبة التي ما قاومت غزوه لها اكثر من لحظات..
تناولت دلال الحقيبة وبدأت في التطلع لمحتوياتها ليهتف عفيف رابتا على كتف خرابة الذى هم بالنهوض منصرفاً .. ليشيعه عفيف بنظرة استحسان و كلمات مبهمة لم تستطع دلال تبينها ..
هتفت دلال لعفيف :- خسارة الولد ده .. لو كان اتعلَّم .. كانت هتفرق كتير اكيد ..
همهم عفيف هامسا :- كل واحد بياخد نصيبه ..و الحمد لله ان نصيبه چه على كد كِده ..
لترد الكلمة خلفه بوجل :- صدقت .. كل واحد بياخد نصيبه ..
نعم .. كل منا ينال نصيبه من أرزاق الله كافيا ووافيا ولا يعلم كيف يأتيه النصيب ولا متى يأتي.. كل ما يدركه المرء ان نصيبه الذى قسمه الله له سيدركه كالموت لا فرار منه …
********************.
صرخة دوت في جوف الليل كانت كافية لانتزاع نديم من قلب فراشه مندفعاً لحجرة ناهد دون ان يطرق بابها ليجدها لازالت تصرخ مشوشة الفكر :- لااه .. مش انا يا عفيف .. انا اختك .. مش انا ..
جلس نديم على طرف فراشها يهز كتفيها حتى تستفيق لكن نظراتها الملتاعة كانت وكأنها ترى اخيها أمامها الان واقفا يتوعدها حيث تتسمر نظراتها وتهتف صارخة بأسمه ..
هزها نديم من جديد لعلها تصحو من ذاك الكابوس المسيطر عليها بهذا الشكل والمتكرر منذ ايّام ..
هتف فيها رغبة في إيقاظها :- اهدي يا ناهد .. اهدي .. ده مجرد كابوس .. انا نديم .. انا معاكِ متخافيش ..
لحظات من الشرود والتيه مرت و هي لا تجبه وأخيرا بدأت في البكاء عندما تيقنت ان ما رأته لتوها لم يكن الا كابوسها المعتاد منذ غادرت النجع وتركت كل ما يتعلق بحياتها السابقة خلف ظهرها حتى اخيها الوحيد الذى لا تحب مخلوق على الأرض بقدر حبها له ..
أشفق نديم عليها وهي على هذه الحالة من الضعف والهشاشة .. فما مر بهما الأيام الماضية لم يكن سهل على الإطلاق على فتاة مدللة و رقيقة كناهد .. مد كفه ليناولها كوب الماء من الطاولة القريبة ..
امرها في هدوء وهو يقرب منها الكوب :- خدى اشربي .. هاتبقى احسن ..
دفعت الكوب بعيدا في غضب ناري صارخة وهي تنهض من فراشها دافعة الغطاء عنها غير مدركة انها تقف أمامه الان برداء نومها وبلا اى غطاء لشعرها الذى كان يسافر على كتفيها في غضب لا يقل عن غضب صاحبته :- انا مش عايزة أشرب .. انا مش عايزة حاچة .. انا عايزة اخوي .. عايزة عفيف ..
وانفجرت ثانية في بكاء يدمي القلب ولَم يكن بوسعه ما يقدمه في تلك اللحظة الا النهوض في هدوء و الرحيل خارج الغرفة تاركاً إياها لعلها تهدأ بعد قليل وتدرك انه لا يقل عنها حزنا وحرماناً .. و انه شريكها في نفس المركب .. مركب الضياع التي كتبها عليهما القدر ...
**********************

يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 04-07-20 الساعة 02:30 PM
رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس