عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-20, 10:01 PM   #25

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

لا تعرف كيف نهضت من فراشها لتجد نفسها تقف في ردهة المندرة حائرة بين الغرف الكثيرة المتناثرة أبوابها على جانبيها .. وأخيرا سمعت هناك من يناديها .. توجهت بكليتها باتجاه الصوت الضعيف الذى يناديها بإستماتة .. تحركت في آلية تجاه احد الأبواب والذي لم يكن الا تلك الغرفة التي نامت فيها سهوا ليلتها الأولى هنا بالنعمانية ..
فتحت باب الغرفة في ترقب ليطالعها الظلام الدامس للوهلة الأولى وفجأة يشع ضوء غريب يبدأ في الظهور على الفراش ليكبر بشكل مبهر كان يغشى عينيها عن رؤية ماهية ذاك الشئ المضئ الا ان الصوت الضعيف ذاك والذى استمر يناديها طالباً للمساعدة بدأ في الظهور بقوة الان ..
لا تعرف كيف واتتها الجرأة و الشجاعة لتتقدم داخل الغرفة تجاه ذاك الضوء الساطع حتى اذا ما وقفت قبالته تبينت انها امرأة تجلس على طرف الفراش تمد لها يدها .. ولم تتردد هى لتعطيها تلك اليد لتنهض من على فراشها لتتبين دلال انها امرأة حبلى .. همست لها في رجاء وبنبرة ضعيفة :- خديني من هنا ..
اومأت دلال برأسها موافقة و أسندت المرأة وهما بطريقهما للخروج من الغرفة ..
خطوات بسيطة حتى ظهر ذاك الشبح الأسود الذى يقف على عتبة الباب يمنع خروجهما .. لم تتبين ملامحه لان الضوء كان يغمره من خلفه لكنه يبدو كظلا لعفيف ..
تمسكت بها المرأة المجهولة في وهن .. وهى تضع كفها الطليقة على بطنها المتكورة .. همست بشئ لم تستوضحه دلال والتي حاولت وأصرت على الخروج من الغرفة مهما حدث مع المرأة المسكينة .. لكن ذاك الشبح الأسود كان الأسبق ليجذب باب الغرفة مغلقاً إياها و صدى ضحكاته يهز أركان المندرة جميعها حتى ان دلال نفسها لم تتوقع منه ذلك فهتفت صارخة ليفتح لهما الباب و يطلق سراحهما لكنه لم يكن ليسمع احد .. وعم الظلام من جديد حتى ان نور تلك المرأة بدأ يخبو رويدا رويدا حتى اختفى تماما وتلاشت هى معه ليسود الظلام الدامس من حول دلال .. لتصرخ في فزع ..
كانت صرختها تلك مدوية مع انتفاضة أيقظتها والخالة وسيلة .. لتتطلع حولها في ذهول لتدرك انه كابوس اخر لا تدرك كنهه ..
ابتدرتها الخالة وسيلة مندفعة اليها بكوب ماء هامسة :- بعد الشر عنيكِ يا بتي .. استعيذى بالله و خدي اشربي ..
تناولت دلال كوب الماء لترشف منه القليل ثم اعادته لكف الخالة وسيلة التي ربتت على كتفها في حنان هامسة :- جومي يا بتي .. أتوضي وصلي وادينا بجينا الصبح واني هنزل احضر لك الفَطور التمام ..
ما ان همت الخالة وسيلة بالرحيل حتى أمسكت دلال بكفها كطفلة تتشبث بكف أمها هاتفة :- لااا .. خليكِ معايا يا خالة لحد ما ألبس و ننزل نحضر الفطار سوا ..
ربتت الخالة وسيلة على كفها المتشبثة بها هاتفة :- وماله .. استناكِ .. بس شهلى عشان عفيف بيه مبيحبش أتأخر عن فَطوره ..
هتفت دلال بوجل :- هو هيفطر معانا ..
اكدت الخالة :- معلوم .. ياللاه بس .. همي انتِ وانا مستنياكِ اهااا ..
أسرعت دلال في مهمتها وخرجت معها لتتوجه لتحضير الإفطار و مرت بجوار الغرفة وهى في سبيلها لنزول الدرج لترتعش لاأراديا ..
تنبهت الخالة وسيلة لتسألها في اهتمام :- مالك يا بتي ..!؟.. فيكِ حاچة ..!؟..
تنهدت دلال مفضية للخالة وسيلة بكابوسها العجيب والذي لا تعرف له تفسيرا ..
امتقع وجه الخالة وسيلة مع انتهاء دلال من سرد حلمها .. لتربت على كتفها وتهمس بصوت تحمل نبراته قلق مبهم :- خير يا بتي .. خير ..
وضعوا الاطباق على طاولة البهو الواسع داخل البيت الكبير وما ان انتهت كلتاهما من وضع اخر الاطباق حتى ظهر عفيف من اعلى الدرج متوجها إليهما .. هبط الدرجات في تؤدة مثيرة للأعصاب واخيرا اصبح قبالتها ليهمس بصوته الاجش الذى يعبق الجو حولها بسيطرة عجيبة تجبرها ألا تنتبه إلا لنبراته القوية وتفاحة ادم الراقصة بحلقه :- صباح الخير يا داكتورة ..
اومأت هامسة بحشرجة عجيبة على صوتها :- صباح الخير ..
جلست على احد المقاعد على جانب الطاولة الكبيرة والتي تصدّر هو بطبيعة الحال مقعدها الأساسي على رأس احد أطرافها ..
بدأ في تناول الطعام بشهية معتادة و هي التي تشعر منذ الصباح ان بجوفها نار تستعر ..
تنبه انها لم تمد كفها للطعام بعد فهتف متعجبا :- طب ايه يا داكتورة!؟.. البيت بيتك منتيش محتاچة عزومة ..يعني جلنا العشا ماشي طب والفَطور كمان ولا انتِ حالفة ما تكلى من اكلنا .. !!..
هزت رأسها نافية :- لا ازاي يا عفيف بيه .. بس اصل مش متعودة أفطر .. أدى كل الحكاية ..
أشار للطعام بتأكيد هاتفا :- مدي يدك بس كُليلك لجمتين هتلاجي نفسك اتفتحت ..
نفذت بآلية وهي تضع الطعام بفمها مختلسة النظرات اليه في غفلة منه تتذكر حلمها الليلة الماضية وشبحه الأسود لا يفارق مخيلتها .. وأخيرا تنبه هو لنظراتها المختلسة ليهتف متعجباً :- خير يا داكتورة بتطلعيلي كنك بتشوفيني لأول مرة..!؟ ..
تدرج الأحمر ليكسو خديها بإحراج واضح وما كان لديها المبرر الكافي لتنقذ نفسها من سيل نظراته التي غمرها بها بدوره ..
لكن الخالة وسيلة تدخلت وهي تضع أكواب الشاي على الطاولة هاتفة :- اصلها حلمت بيك الليلة اللي فاتت ..
وليتها ما تدخلت .. هكذا هتفت دلال في سرها لاعنة نفسها ألف مرة انها حكت للخالة وسيلة حلمها الغريب ذاك رغبة في ان تجد تفسيرا لديها .. لا ان تضعها الان امام المزيد من سيل النظرات المسيطر ذاك و قد ضاقت عيناه متعجباً ليهتف أخيرا ساخراً :- حلمتي بيا ..!؟.. حاچة چميلة والله ان حد يحلم بيك ..
هتفت في غيظ بغية رد اعتبارها :- مكنش حلم حضرتك .. كان كابوس..
انفجر ضاحكا على غير عادته حتى كاد يغص في احدى اللقيمات التي كانت بالفعل في حلقه وأخيرا هتف وهو يتناول كوب الشاي يرتشف منه رشفة سريعة قبل ان يهتف :- كِده يبجى ظبطت يا داكتورة ..اصلك حلم دي غريبة حبتين ..
ظنت انها ستقتص منه جراء إحراجها الا انها على العكس أصبحت وسيلة لتسلية صباحية غيرت مزاجه للافضل حتى انه نهض مغادرا وهو يجذب عباءته من على أطراف كرسيه الذى كان يتسيده منذ لحظات ليندفع للخارج ليطالها منه همس منتشي وهو يترنم على غير عادته المتجهمة بكلمات أغنية شهيرة هامسا :- بحلم بيك اني بحلم بيك ..
ظلت تتطلع الى مكانه حيث غاب منذ لحظات في ذهول واضح لتغير مزاج هذا الشخص الاغرب على الإطلاق .. ليعاجلها مناع مخرجا إياها من شرودها هاتفا :- الحريم بره ع البوابة يا داكتورة .. ادخلهم ولا لساتك بتفطري ..!؟..
هتفت لمناع :- دخلهم يا مناع .. انا خلصت ..
ونهضت من مكانها متوجهة للمندرة لعلها تجد ما يلهيها عن تذكر ذاك الكابوس ورد فعل صاحبه الأعجب على الإطلاق ..
*********************

نهاية الفصل الثالث


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس