الموضوع: إليك
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-20, 12:28 PM   #1

أسماء أيمن

? العضوٌ??? » 471436
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » أسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond repute
Bravo إليك


من وحي صمتك أبعث لك بسلام صامت تقمص روحك وعبر عنك بكلمات متذبذبة الوعي والقصد.. ربما حتى كلمات فقدت معانيها في رحلة تعثر طويلة في قحل ومشقة عابرة للأنفاس والمشاعر.. قاسمتك الأحرف أنها آتية إليك طواعية، لكنها كاذبة.. نعم كاذبة.. فهي قسرا تحركت مني إليك.. وعلى مضض وصلتك.. وكرها وضحت معناها لك -أو معانيها إن صح التعبير ودق-.. معناها ذاك لو تعلم لم يسكنها بيسر ولين.. بل بذلت جهدا كي تكتسبه وتقتنص الأجود من ضمن معاني الكلمات والتعبيرات، لترسل إليك الأغلى على الإطلاق وتتخير لك ما يدخل قلبك مباشرة دون طرقات.
هي عالقة.. في روح البوح. في الحلقوم.. تتخرج.. تتحشرج.. تتشقق.. تنجرح.. تتقطع.. يهزمها الصمت.. تتراجع خجلا وربما خوفا.. تعاود الكرة.. تخرج في محاولة جديدة.. تتعثر وتنهزم على حدود الشفاه وتتقهقر.. تنزل في جوفي حارقة.. تضمر حرارة الكتمان والطي.. تطوي المعاني في حروف الهجاء وتنساها من فرط توترها وتخبطها.. تضحى آثمة إن لم تصلك على عجل وبكل المعاني التي تمنيتها وطالبت بها في كل خطاب.. تلمح طرفها على ظل الشفاة المنفرجة.. تناديها وتسحبها رغما لما علمت بنيتها في الفرار.. احتضنتها بعتب.. ثم قست قبضتيك في عقاب.. وهدرت كلماتك بعنف لا مفر منه إلا الإنصات.. انساقت تحت جناحيك طائعة.. لم تتردد في تسديد قبضة من كلماتك الموجهة إلى قلبها مباشرة.. قتلت روح الصوت فيها.. أدمنت الصمت وما عاد لها من علاج.
امتنع كل دواء عن شفاء فجيعتها في حرفك.. ظنت الأحرف للأحرف تلاقٍ.. ظنت الأحرف تتشابك لتسند بعضها بعضا ويقيم أحدها عثرات من يليه ومن تليه وهكذا دواليك.. ولكن الواقع الحزين تجسد لها في درس شديد اللهجة صعب الفهم دسم المحتوى.. بالكاد استوعبت منه قدرا.. ربما ظنت أنها استوعبته بغباء لا نظير له..
تعود للصمت.. كهف واسع تلجأ إليه كلما رغبت في الهرب وآثرت العزلة.. تترفق بها كل الأحرف إلا أحرفك.. تتلطف بها المعاني إلا معانيك.. تترتب على آثار موقفك انعزالها عنك أكثر.. أرأيت الحال الآن؟!




أسماء أيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس