عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-20, 04:54 PM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



،,


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الورد
شحالكم شخباركم عساكم بخير ؟
جمعة مباركة على الجميع .. صلوا على نبينا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
....
اممممم حابة انوه على شي قبل لا ندخل في الفصل بنوتات
بخصوص جملة "ماضٍ يتحدث"
عندما اذكر الماضي يا بنات
مو شرط الذكر يكون ع لسان حد من الشخصيات
مرات يكون ع لساني انا الكاتبة (اذكر احداث قديمة تناسب الموقف الحالي وذلك لتوضيح بعض الغموض والأسباب والخ)
ومرااات ع لسان الشخصية اللي تسترجع الذكريات
فـ مرة هيك ومرة هيك ... وصلت الفكرة يا جميلات ؟ 



،,


شي ثاني .. احم ..
هاذي خاطرة بـ قلم صديقتي شهد (باتمانه) دخلت صمصومة قلبي وحبيت تشاركوني رايكم فيها 

..

إلى : من يُنبتون زهورا/حُبًا في أرجاءِ العالم البائس !
أنتم ابتسامة هذه الحياة المكفهرة ، ومُسكن لآلامها المُستمرة . تلك التي أندلعت من الحروبِ في البلدانِ .
فخلّفَتْ من قصفها مئاتُ الجِيث المترامية علىْ الطُرقاتِ !
ودمائِهَا التيْ وَسمَت مبانيِهَا، فهنا يقطن الشهيد!
وهناك عنوان فقيد الرجل المُسن ، دموعه لم تنضبْ منذ أن رحل . يسامر جدرانه ويقُصّ عليِهم حكايات لم تكن !
أنتم ابتسامته فقولوا له حُسنى .
،
أنتم يا من تنبِتون زهرًا / حبًا هدهدة على أكتافِ عجوزِ ثكلى لم يُعطِهَاْ الله ولدًا ! تجد في قصةِ زكريا بارقة أملٍ
فلربما يآتيها " يحيى " على استحيا وهي عجوز عقيم !
أنتم ابتسامتها فقلوا لها حُسنى .
،

أنتم يا من تنبِتون زهرًا/ حُبًا حنان ليتيمةِ فقدَتْ أباهَا وودعت معه كل ما تتمناه . أنتم منديل دمعتها التي تفر من عينيها عندما تجيب أحدهم وهي تشير للسماءِ " ماما تقول : أبي عند ربي لأنه يحبه " !
أنتم ابتسامتها فقولوا لها حُسنى .
،
أنتم ابتسامات كل هذه الوجوه البائسة
فاسيروا في الأرضِ وازرعوا من حولِكم أزهارا ينتشر عبيرها
بين الأرجاءِ لِيمحُو كل هذه الآلآم .

#شهدْ_الديحاني ♥️
٢٠٢٠/٦/٢٤م


ووووويلا ع البارت
(ماوصيكن بالتعليقااااااااات)

قراءة ممتعة



،,



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



،,



الفصــــل_الرابــــع




نظر للأسفل نحو يديها اللتان تلاعبان بدلال صدره الأسمر العاري ........ ثم قال بصوت خافت هادئ: ليش ما بغيتي تقضين الأربعين في بيت هلج ؟

رفعت اهدابها إليه لتثيره كما اعتادت دوماً بلون عدساتها اللاصقة التي تضعها في عينيها الحلوتان ..... وهمست برقة: ليش حبي ...... ما تباني ؟!

حرّك كتفاه ببراءة وقال: لا بس مستغرب ... ظاريه تقضين الأربعين عند هلج
(ظاريه=متعودة)


اقتربت منه وهي تحرك عيناها للأعلى: امممممم بس جيه ..... مابا اخلي البيت واسير عنكم

قال بذات نبرة الاستغراب/البراءة: ترى المسك هنيه

ثارت اعصابها .......... ومن غير ان تشعر كزت على اسنانها وهي تقول: ها بيتي مب بيت مديه

فـ زمت فمها بحنق ما ان قال بحزم جاد: ها بيتج وبيتها وبيتنا يميع

ردت وهي تسبل اهدابها وتحدّق بأصابعها الراقدة على صدره: بس انا ام عيالك ... يعني ها بيتي انا

انزل يدها عن صدره وهو يهتف بقسوة ..... وبنظرة مشتعلة: اسمع منكر ايديد يا سعاد

: ها الصدق .... مب انا ام عيالك !!

قاطعها موبخاً إياها بنظرته الصارمة المشتعلة: على عيني وعلى راسي لجنها هي حرمتي قبل لا تصيرين انتي حرمتي وام عيالي

انفعلت وهي تهتف بحقد عارم: وانا حبيبتك قبل لا تكون هي حرمتك ولا نسيييييت !!!

زجرها بغلظة: سعاااد

انخرس لسانها وهي تتنفس بعنف .... باستياءها وغيرتها وغضبها ومكانتها المُهددة بالتضائل والزوال !

سألها بحاجبان معقودان وهو يرفع ذقنها له: سعاد شو اللي جالبج مرة وحدة !!

اشاحت وجهها عنه بـ ضيق شديد .... ليهتف مستنكراً: سعاد ارمسج انا

قالت بحدة: ماشي

واستدارت لتتركه لكنه امسك بمعصمها يمنعها من الذهاب

ليسألها هذه المرة باهتمام صادق: شبلاج ..... حد مزعلنج !!

اجابته بنبرة مباشرة متحدية: هيه ... انت مزعلني

رفع حاجباه قائلاً بدهشة: ليش انا شو سويت !!

لا تريد ان تخبره انها ترى العشق بعيناه لـ ام المسك ........ رغم وضوح مشاعره لها الا انها تقسم انه هو ذاته لم يلاحظها الى الآن بالشكل الجاد الجلي المثير للجنون ..!
لا تريد ان تخبره كي لا تقحم نفسها بأمور لن تجلب لها الا مزيداً القهر والحزن !

ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول مغاضبة ومقهورة: نسيتني من يوم حملت .. لا قمت ادلعني ولا اطلعني شرات قبل

هزاع باستنكار رقيق: افاااا انا نسيتج يا ام عبدالله

: هيه

لمس وجنتها بنعومة .. ليقول بـ صوت صادق حنون مُحب: ما عاش من ينساج .... انتي الخير والبركة والغلا كله

رمقته بـ عدم تصديق .... لكنها تنهدت برقة بعدها وقالت تتسائل بوجع: صدق ؟

ابتسم لها تلك الابتسامة التي تذيبها على الدوام .... ثم قال مؤكداً بقوة: هيه نعم

عضت على شفتها السفلية بخجل .... وقالت بدلال: اثبتلي

: على هالخشم .. اللي تامرين به يصير

هتفت بعد تفكير قصير: أبا اسافر

هزاع ببسمة حانية: حاظرين ... خلصي الأربعين وفالج طيب ... نسافر انا وانتي والمسك والعيال

تراجعت وهي تهتف بصدمة تفجرت بالغضب: شو انا وانت والمسك والعيال !!!!! .. اقولك أبا اساااااافر ... يعني انا وانت بسسسسس

رمقها ببرود وقال: ماشي سفر رواحنا ......... تحيديني مرة سفرتج روحج بليا المسك والعيال

قالت بملامح عابسة منزعجة وهي تكاد تنفجر بكاءاً: بس انا أبا هالمرة اسافر رواحنا هزاااااع حرام عليك

: رواحنا !!

ردت بعناد مقهور: هيه

رفع حاجباً ليقول بنبرة لاذعة مستفزة: انزين مثل ما تبين ..... لكن الشهر اللي عقبه بسفر المسك روحها وبخلي العيال عندج

شهقت بحدة وقالت: نعممممم !!!

فـ اسكتها فجأة بزمجرة قاسية: سعاااااااااااد ......... من كانت له امرأتان فمال إلى احداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل .......... تعرفين هالحديث الشريف ولا ما تعرفييييييينه !!!

اشرت بيدها بانفعال وهتفت بجرأة بالغة وتحدي عاصف .. تريده ان ينطقه .. تريد ان تمشي به الى حافة الاعتراف وينطقه عل الذي سيقوله ينافي مخاوفها ويطفئ ما يتلظى في روحها: اعرفه ........ شرات ما اعرف انك مايل لي انااااا .. بكل نصخ فييييك مايل لي انا من قبل حتى ما تااااااخذها

انخفض صوته الا انه حافظ على صرامته: في المشاعر بسسسس ..... ولا الأمور الثانية حد الله ما بيني وبينهم

قالت بنبرة ساخرة وهي تحاول اكثر سبر اغواره: في المشاعر بس !

اشاح بوجهه عنها وكأنه لا يرغب ان يريها ما يظهر على وجهه من مشاعر هوجاء

: بكل شي هزاع ... بكل شي ........ حتى الليل

سار باتجاه فراشه ليغلق الموضوع فـ قد وصل بهما النقاش لـ طريق لا يرغب بسلكه ابداً: شحقه هالرمسه الحينه !! صكي السالفة ابرك

اشتعلت النيران بجوفها وهي تقول من بين اسنانها: انت تباها ............ تموت وتخليك تلمسها

أكملت بحرقة رغم انه اصبح الآن تحت لحاف الفراش غير مكترث "ظاهرياً" لما تتفوه به بجنون وفي هذه اللحظة الغريبة من الصراحة:
ولولا انها تعاملك شرات اخوها الصغير وما تشوفك اكثر من اخوها ربيّع جان من زمان يايبه منك ياهل .. هي ما تباك ..... بس انت تباااااااااها ...... واشوف هالرغبة المينوووونة بعينك كل يوووووم

ظلت تتأمله ساكناً تحت الفراش ... وعندما لم يعقب على ما تفوهت به ...... أغلقت أضواء الغرفة بغضب ومن بعدها الباب من خلفها بحدة

لتتركه اسفل اللحاف يبتلع غصة رجل تذوق الصد المرير بأنعم صوره
بصورة الحسناء ابنة عمه "مديه" !




في الخارج



ضربت فخذها بقوة وهي تشتم نفسها بعد ان فقدت سيطرتها على انفعالها واعصابها

تباً
ما كان عليها التفوه بكل ما كان يجيش في صدرها ... لقد "بطَت الجربة" رسمياً !

اوففف .. ليتها ارتضت بفكرة السفرة الجماعية ولم تحتج بتلك الطريقة النسوية الثرثارة الغيورة !



،,




ماضٍ يتحدث



سمعت بسبسة ماكرة من بعيد ... من خلف احدى أشجار الغاف المتيبسة المتينة: بس بس يا عويد البان يا خلي

شهقت بحدة طفولية لتهتف بإسمه مذعورة: سهيييييييل

ركضت نحو اخيها وعمه بارتباك خائف: سهيييل منصووور ... انخشوا انخشوووا ...... يديه صياح عرف انكم سرتوا وادي بو الين ومتحلف فيكم بيصلخكم بالعسوووو ويخليكم تقيلون تحت الشمس الحارة

منصور بهلع: منو خبر ابوووويه !!!

اجابته بغضب حاقد: ربيّع الحمااااااااار

غمغم منصور بحقد مشابه: الكككككلب

اشر نحو ابن أخيه وهو يلومه بحنق: كله منك انت ..... شحقه تخبرررررره !!!

سهيل بقهر: خليته يحلف ما يخبر يدييه

: منصوروووووووووه ......... سهيلوووووووووووه


انتفض الثلاث ما ان سمعوا صوت الجد وهو يصرخ منادياً منصور وسهيل

ربطت ثوبها "المتسخ من اثر اللعب" حول خصرها النحيل بصبيانية ...... ليظهر سروالها الطويل الأبيض الساتر لساقيها ....... قبل ان تصيح هلعة وهي تركض بجنون: الشرررررررررررررده

واخذ الثلاث يتراكضون مبتعدين عن الجد وغضبه الناري ..... حتى اختبأوا داخل احدى البيوت المهجورة

منصور بلهاث: شو بنسوي الحينه !!

سهيل بلهاث مشابه: ماشي الا انتم هنيه يلين ما يقيل يديه الظهر

حرابة: اففففف حر هنيييييه

منصور بغيظ: وشحقه أصلا تيين ويانااااا !!

وضعت يدها على خصرها وهي تلسعه بلسانها السليط: ماييت ويااااك ييت ويا اخووويه

سهيل بعتاب: ليش لحقتينا حرابه الحينه يديه بيهازبج ويانا وانتي مالج ذنب

حرابة بغضب/بمشاعر حارة: عاااااااادي .... المهم أكون ويااااااااك

: حراااااااااابة

اتسعت عيناها وهي تقول: ها صوت مديووووه

منصور باستهجان: يا حبيبي كملت

دخلت مديه المنزل المهجور ومعها روزه

برقت عينا حرابة بحماس: ورووزه بعد !!! ياهوووووووووو اكتملت الشله

مديه ببراءة ... وسذاجة: ربيع مب هنيه كيف اكتملت !!

حرابة بحقد: لا تيبين طاري هالكلب ... هو اللي فتّن على منصور وسهيل وقال حق يديه انهم ساروا الوااادي

روزه بذهول غاضب: الفتّاااااااااااااان ..... اكررررررررررهه

هو ...... كان يحدق بها بافتتان غريب ..... يحدق بكل نظرة تخرج من مقلتاها

بكل حركة تصدر من شفتيها الغاضبتين

بكل احمرار ينضح من وجنتاها الطريتان كحلوى القطن الشهي

ولا يعلم ان نظراته كانت مفضوحة تماماً لعمه منصور ............. واخته الصغيرة حرابة



،,



حاضرٌ يتحدث



انتصف الليل في سيريلانكا



غضنت جبينها بنعاس ما ان صدح رنين هاتفها يعلن قدوم اتصال في وقت غير مناسب ...... الا انها ما إن رأت الاسم ... علمت ان أوقات الاتصالات غير المناسبة تأتي فقط من الأشخاص المزعجين !

: خير

: الظاهر حلى لج اللعب الماصخ مع ريلج

نزعت عن ساقيها اللحاف لتعتدل جالسة وتقول بسخرية متهكمة: أي لعب ماصخ واي ريل ....... لا يكون تقصد روحك ؟؟

: بعدني ما طلقتج

قالت بنزعة تحدي وقوة انثوية جبارة: بطّلّق ...... غصب طيب بطلق يا ربيّع

ربيّع: محد يروم يغصبني على شي ماباه

روزه بازدراء: خلك مع نفسك المريضة ... ان طال الزمن ولا قصر ... بطلق يعني بطلق

قال مقاطعاً ازدراءها غير مبالياً لكل ما تتفوه به: ليش مسافرة بليا شوري !!

روزة باستهزاء: هاللي خلاك ادق عليه واتوعيني من رقادي !!

هتف من بين اسنانه بحدة: رووووزه

أبعدت هاتفها عن اذنها وهي تقول بحدة اشد من حدته: وصمه ان شاء الله ... صميتي اذنيه

صاح مزمجراً: ليش مساااافره بليا شوووووري !!!!

: انا مالي رمسه وياك .... ول عن ويهي وسر جابل خمرك وخياسك ولا والله بخبر يدي صياح عنك وبقوله انك تحشرني بتلفوناتك
(ول = اذهب لكن بأسلوب محتقر غاضب)

بعد آخر مشاجرة كبيرة حدثت بينها وبين زوجها ..... حكّمت جدها بينهما واخبرته بكل ما يفعله ربيع بها من ضرب واذلال واهانات
فـ اجبره الجد ان يبتعد عنها والا يقترب منها الا برضاها .. والا يحاول مضايقتها كيفما كان

لو انها طلبت من الجد تطليقها من ربيع لكان قد طلقها منذ زمن بعيد الا ان أمها هي من اجبرتها عاطفيا الا تفعلها

مسكينة أمها .......... ما زال لديها امل ان يتغير ربيع في يوم من الأيام


قال وقد شعر بالإهانة من تهديدها واستصغارها من شأنه: لا انتي ولا يدج ترومون عليه تسمعين

حركت فمها بكره لتقول ساخرة باستفزاز واضح: يالله .... خفت منك يا اسد .... أقول ........... مالت عليك وعلى ويهك .... زول يعلك السقمممم


وأغلقت الهاتف بوجهه


الوغد
ألا يكفيها عذاباتها الماضية معه !
ألا يطمح قليلاً ان يضع بعض الرأفة بقلبه ويعتقها لوجه الله تعالى !

خمس سنوات قضتها بكل مرارتها معه
وها هي السنة السادسة والسابعة تقضيهما مرتبطة به "بالاسم" معتقدة انها سترتاح بعيدة عنه الا انها آمنت ان الطلاق هو الحل النهائي لخلاصها منه

في اول ثلاث سنين ............ كانت غير مستعده لإنجاب الأطفال وكانت ممتنة لله انها لم تحمل خلالها لأنها كانت مشغولة مع آخر شهور تخرجها ونيلها شهادة البكالوريوس ثم دخولها مرة أخرى الجامعة لتنال شهادة الماجستير ...... وايضاً كانت تعاني تقلبات الزواج مع ربيّع حيث انها ذلك الوقت لم تكتشف بعد انه يشرب الخمر من وقت لآخر

بعد الثلاث سنوات ........... بدأ الهمز واللمز من حولها يتصاعد حيث ان الجميع كان يتوقع من روزه انجاب الحفيد الأول لابن صيّاح الأكبر شاهين "أبا ربيّع"

ولشدة إصرار والدتها وقلقها المستمر عليها قررت ان تفحص الا ان الفحوصات اكدت سلامتها من أي عيب

وعندما طلبت من ربيّع ان يفحص هو الآخر استشاط غضباً وصرخ بوجهها مؤكداً بوقاحة انه تام الرجولة وان العيب بالتأكيد ليس منه

بعد اشهر طويلة ... وفي احدى الليالي الكئيبة ..... اكتشفت تعاطيه الخمر ما ان لمحته يدخل المنزل وهو يترنح ويضحك بشكل مريب مقزز

عندها علمت ان العيب منه .... خاصة وانها قد قرأت في احدى المجلات الطبية ان شارب المسكرات يكون عرضة بنسبة كبيرة للصعوبة في الانجاب

وتأكدت من هذه المعلومة من طبيبتها الخاصة

بالطبع ...... وبعد اكتشافها موضوع شرب زوجها قررت ان تأجل الحمل ...... قررت الا تسمح بوجود رابط بينهما الا عندما تتأكد ان الأخير قد تاب مما يفعله

وواجهته ................. واجهته بالمعنى الحقيقي والقوي .... وهددته ان لم يترك الخمر ستذهب الى جدها وتخبره .... وانها ستخبره كذلك ان عيب الانجاب منه لا منها

خاف وارتبك ..... ووعدها ان يترك الشرب ..... وبالفعل تركه لكن فقط لعدة اشهر لا تتعدى السنة

وبعد ان اكتشفت روزه انها حامل .... اصبحت المشاكل بينهما أصبحت لا تُطاق

حتى وصلت للضرب والشتائم وقذف اللعنات هنا وهناك

في شهرها الأخير حملت نفسها ببطنها الكبير وذهبت لمنزل والدها

الى ان ولدت الصبي

والى الآن


ولم يجبرها احد على العودة إليه حتى والدها وعمها شاهين خاصة بعد كلمة ابيهم الشيخ صيّاح للجميع واجباره ربيّع على الا يتعرض لها الا بعد ان ترضى عنه ويترك معاصيه وافعاله المقرفة المشينة

أقفلت عيناها رافضةً تذكر تلك الأيام البغيضة ....... حتى سطع وجه احداهن امام عيناها

" مـــب اخـــــتي "
" مـــب اخـــــتي "
" مـــب اخـــــتي "

ارتعش فكها لوعةً .................... ووجعاً

اشتاقت لـ تلك التي كانت تتقاسم معها روحها مع روح مديه "ام المسك"

هي .... ومديه ..... وحرابة

كن ثلاث أرواح في جسد واحد لا يفترقن

رغم ان حرابة كانت تصغرها سنة كاملة وتصغر مديه سنتان ....... الا انها بـ قوتها وجديتها وعقلها الفذ كانت تنافس الكبار بالحديث والافعال

صحيح ان حرابة تغيرت كثيراً بعد وفاة سهيل الا انها كانت لا تزال محافظة على الاخوة معهما ..... تقوم بزيارتهما ولم تفكر في يوم بالانقطاع عنهما

لكن بعد زواجها من ربيّع

آآآآآآآآآآآه

لا تريد تذكر ذلك اليوم

كان يوماً مريعاً بحق

رأت وجهاً بشعاً من حرابة لم ترغب في يوم برؤيته

ولن ترغب برؤيته مجدداً !



: ماماااااااا

التفتت بقلق نحو صوت صغيرها حامد .... اقتربت منه وهي تقول بصوت امومي حنون: ما نمت حبيبي !!

قال الصغير وهو يحك عينه بقوة: خالي فهد سكّر الليت

نست ان تخبر خالها فهد ان ولدها يخاف النوم في مكان مظلم ........... وحتى ان اُطفئ النور بعد ان نومه فإنه ينهض مفزوعاً يبكي الى ان تُشعل أضواء الغرفة

يبدو انه التجأ اليها مفزوعاً بعد استيقاظه من النوم واكتشافه ان المكان حوله اصبح مظلماً

: تعال حبيبي نام عندي

غرق جسده الصغير بين جنبات جسدها الحنون ونام بعمق

ويا ليته اعطى والدته حينها قليلاً من نومه هذا ولم يتركها أسيرة الارق طوال الليل

صباح اليوم التالي .... تلقت اتصال من والديها يطمئنون عليها وعلى من معها ثم تلقت بعدها اتصالان احدهما من خليفة شقيقها الأكبر والثاني من هزاع شقيقها الأصغر الذي يصغرها بـ ثلاث سنوات

وعند المساء تلقت اتصالاً من أمها ريسه ..... والتي اخذت تنصحها عدة نصائح تساعدها على إتمام مشروع عطرها الجديد بـ شكل جيد وسلس ..... اذ ان أمها ريسه لديها خبره كافية في هذه الأمور لأنها تهواها شخصياً وتهوى ممارستها من وقت لآخر



،,



يوم الخميس



قالت وهي تنزع برقعها عن وجهها بعد عودتها من الخارج: كوتشي طاعي منو يدق الباب

تقدمت الخادمة من الباب ... وفتحته ليطل ربيّع بثوبه الأبيض ونظارته الشمسية من خلف الباب

كوتشي: ماما هذا بابا ربيّع

قال ربيّع بفظاظة للخادمة: خوزي خوزي حرقتنا الشمس

وقفت امه ريسه وهي ترمقه بجفاء ولوم ......... وما ان لمح تلك النظرة بعيناها حتى لانت ملامح وجهه "بحزن زائف"

وقال يلومها يثير عاطفتها: بعد انتي بتروغيني !!

مع نبرته الرقيقة ونظرته التي ذكرتها بـ ربيّع الطفل ..... تنهدت بإرهاق عاطفي ..... وقالت بحدة ناعمة: ما يروغونك الا بسبة فعايلك يا ربيّع

: امايه انا ياي اريّح عندج

عند كلمة "امايه" ............ لان قلبها ورقت نبضاته: دش فديتك دش

بعد ان جلس قربها .... سألته باهتمام صادق: شبلاك .... منو مضايقنك ؟؟

نزع عن عيناه نظارته هاتفاً بقهر محافظاً على توازن صوته: عايبنج اللي تسويه روزه فيه

قاطعته موبخة بقسوة: ما هو انت ما تعطيها فرصة تشوف منك شي زيييييين

رمى هاتفه على الطاولة امامه وهو يهتف مغتاظاً: ما معطتني جيمة يا امييييييه .... تخيلي ما عرفت انها مسافره الا من ابووويه

زفرت من انفها باستياء ...... لتسمعه يردف بحدة: منو الغلطان الحينه انا ولا هي !!

قالت بصرامة وهي تأشر بسبابتها ووسطاها: انتو الاثنينه غلطانين

هتف بغضب حارق: انا سنتين مخلنها على راحتها ... سنتين امايه
لين متى يعني خبريني !!!

غمغم وهي تهز رأسها بقلة حيلة: لا حول ولا قوة الا بالله

اكمل وهو يضرب ظاهر أصابع يده اليمنى على باطن يده اليسرى: وفوق ها تفضحني جدام اليميع وتسافر بليا شوري وشاله وياها ولديه وخالها

قالت محاولةً تهدئته: خلاص انت هد الحينه وانا بفكر بحل لهالسالفة

قال زافراً أنفاسه بعصبية بالغة: ما صرت اتحمل امايه دخيلج رمسي يديه

رفعت سبابتها ...... لتقول بحزم شديد: برمسه ..... بسسسس

: بس شو

ريسه بريبة: الشرب .......... ودرته !!!!

ارتبك ...... لـ تضطرب اعصابه ونظراته

فـ علمت الحقيقة ........ فـ قالت بنظرة قاسية مستهجنة: وتباني اسعالك عسب ترد حرمتك يا ربيّع !!!!

قال وهو يشيح عيناه عنها: أحاول اودره .... والله أحاول

وقفت ريسه لتهتف بنبرة عاصفة: مافي تحاول ............. اقطعه مرة وحده ولا انا اللي بخليك غصب اطلقها

قال برضوخ ...... وغيظ متراكم في الروح: ان شاء الله

رفعت ذقنه بحدة نحوها ...... قبل ان تقول امام عيناه بنبرة مباشرة قوية: اوعدني

ربيّع: خلاص اوعدج ما بشرب مرة ثانية

: احلف

انزل يدها عن ذقنه وهو يقول بـ عصبية خفيفة: والله يا امايه خلاااص ما بشرب مرة ثاااانية

رمقته بريبة مطولة ملؤها الشك ...... قبل ان تومئ برأسها بهدوء وتقول: زين ......... انت سر شوف يدك لان البارحة زقرك وما شافك وانا هاليومين بحاول ارمسه على سالفتك انت وروزه



،,



قالت بنبرة خالية من المشاعر وهي تخفض رأسها من خارج سيارتها ...... لتهتف الى الجد الصامت طيلة الدرب الطويل من ابوظبي الى الوادي المنشود: ما بتحوّل !!
(ما بتحوّل = ألن تنزل)

ظل الجد يحدق امامه ممسكاً بعصاه الواقفة بين ساقاه

ألف شعور يعتريه الآن ....... وأول شعور ترأس صفحة قلبه هو ...... "الاختناق"

رباه ...

يختنق بفاجعته التي لم تمت

ينغمس بوحل مأساة لم تكتمل اركانها الا بعد اشارة من يده !!

ينهمر مع سقيا عذاب كانت بلاءاً له ولقلبه الموجوع

يتلوى كمداً ..... وكلماً ......... مع صوت ريح الوادي الخافت .... بـ رمله الحار ......... وبـ جنّه المتطايرين من أعلاه الى اسفله

اختناقه زاد ............ والصوت الذي كان يجري في صدره بدأ يثير صداه في اذناه .... يحاول صده لكنه لا يستطيع

لو كان يستطيع ..... لاستطاع صده منذ خمسة عشر سنة !

" اذبحوووووه ...... اذبحوووووه ولا تخلون الشيطاااان يوقف بينكم وبين شرررررع الله ورسووووله .......... اذبحووووووه"





ماضٍ يتحدث



اقترب منه حفيده الذي اصبح يخطو نحو سن الشباب "والذي يرى به ابنه المتوفي احمد"

: سم الشيخ

قال الشيخ آمراً بهدوء: سهيل خذ صندوق الربيان ووده بيت عمك خلف بوالشريس

قفز ابنه منصور وهو ينوي المساعدة: ابويه انا بوديه .... سهيل ما يعرف بيتهم

خدش الجد جلد ابنه بنظرة قاسية ووبخه: انا ارمس سهيل ما ارمسك

اومئ الشاب برأسه ليقول مطيعاً: ان شاء الله يديه

ثم نال هو الآخر من نظرته جده الخادشة الذي قال بنبرة ذات معنى: ما بتسألني وين بيتهم !!

ابتسم له حفيده بـ دفء وقال: اللي يسأل ما يضيع انت ارتاح ولا تستهم بشي امره

ثم حرك يده فوق جيوب ثوبه باحثاً عن مفتاح سيارة المنزل القديم ولم يلقاه .............. فـ قال لجده بعفوية: يديه عطني سويج موترك

رفع الجد حاجباً ليهتف بحزم: لا .... سر مشي

منصور بارتباك: ابويه بيتهم بعيد كيف بيسير مشي

نهره اباه بقسوة وقد ذاق ذرعاً من تدخلاته المستمرة بينه وحفيده: والله يا منصور ان ما صخيت الساع بييك صطااااار يلف ويهك لف

اعطى سهيل نظرة مطمئنة لـ عمه الذي لم يكن ليتدخل الا لمحبته له وقلقه الطبيعي عليه ..... ثم قال لجده بهدوء: ان شاء الله تامر يديه

اشر الجد نحو قدماه وهو يقول بصوت مرعب مهيب: اباك عندي قبل اذان المغرب تسمع يا سهيل

: ان شاء الله الغالي


لكن يومها لم يعد الا بعد آذان المغرب ...... ورأى جده ينتظره امام الباب يجلس فوق مقعده الخشبي الضخم الذي يعتاد دوماً الجلوس عليه ويشرب القهوة متأملاً الجبال والنخيل حوله لكنه هذه المرة كانت ينتظره ولم يكن يجلس لمجرد التأمل والتفكر بمخلوقات الله

سأله بعيناه المظلمتان المرعبتان: جيه تحيرت !!

لثم رأسه جده قبل ان يقول: مساك الله بالنور طويل العمر ....... ريت مريض ووديته الدختر

رفع الجد حاجباً وهو يقول بنبرة لاذعة: منو الاهم يدك ولا الغريب !!

اجابه سهيل بسرعة ومن غير تردد/خوف: يدي ....... بس يدي يعل عمره طويل ما بيستويبه شي ان تحيرت عليه شوي
بس الغريب يمكن يموت وهو طايح بدمانه

أعطاه نظرة من اسفل اهدابه وهو يقول بمكر غير ظاهر: منو قال ............ ودوا القلب !!

انتفض حفيده بصدمة ملؤها القلق .... وقال مشتعلاً: محد عطاك اياه !!!

هرع باتجاه الباب وهو يردف برعب: وصيتهم قبل لا اظهر ان تحيرت يعطونك إياه

اشر جده للأسفل وهو يأمره بالجلوس ويحاول قدر الإمكان كتم ابتسامته الحانية الساخرة: ايلس ايلس عطوني إياه

وقف امام جده وهو يقول بصوت ما زال مرتعباً قلقاً: يديه ليش تروعني الله يهداااك !!

: هههههه
علوم الريال الحينه !!


تنهد بصوت غير مسموع ...... وقال: الحمدلله بخير باجر بسير ازوره

سأل الجد باهتمام: شبلاه !!

حرّك سهيل شعره الى الخلف وهو يهتف بنبرة تشوبها بعض التعب: حد داعمنه وشارد

اومئ الجد رأسه بتفهم ..... ليقول بعدها بصوت حازم ملؤه الدفئ/الود: سر تسبح وتغسّل ... بيحطون العشا عقب شويه

: ان شاء الله

سأله الجد قبل ان يختفي من امام ناظره: سهيل صليت ؟!

ابتسم الشاب وهو يقول: هيه الحمدلله ... الله يتقبل منا ومنك ان شاء الله

الجد صيّاح: اللهم آمين






في ليلة أخرى



فتح باب السطح الخشبي العتيق باحثاً بعيناه عنه .... الى ان وجده

يقف هناك حاملاً بيداه منظاره الأسود .... يراقب كما اعتاد كل سنة موعد ظهور نجم سهيل

لمحه يزيح عن عيناه المنظار ...... ويتثاءب بنعاس شديد

قبل ان يحك شعره بإرهاق .... ويقرر الجلوس ليكمل دراسته على ضوء المصباح

كل هذا يحدث امام الجد من غير ان يحاول اظهار نفسه

لطالما عشق تأمل سهيل وتأمل حركاته ...... حماسه ......... شغفه ............ واعماله القريبة من النفس

بعد دقائق من تأمله ............. اكتشف ان حفيده دخل في سبات عميق فوق كتابه

ابتسمت عيناه بحنان فيّاض واقترب منه بهدوء وحذر ........... بعد ان نزع من فوق حبل الغسيل غطاء صوف كبير ناشف دافئ ..... ويغطي ابن ابنه بها .......

جثى على ركبة واحدة امامه وهو يمسد شعره الغزير بـ محبة خالصة ....... مغمغماً بخشونة صوته المبحوح:
يالله يا مفرج الاكراب .... تفرج ابنا بـ طلة سهيل ... وتسعد خواطرنا بـ نسيم براده




يدعو رب العباد للعباد بطلوع نجم سهيل ......... اما هو فـ كلا
هو لديه سهيـلـ (ـه)
لديه من يسعد خاطره ويشعر ان اكرابه كلها تنجلي بمجرد الإحساس بطيفه
هو لديه سهيل بن احمد
ومن لديه سهيل بن احمد ............ فـ أيامه كلها غنّاء بـ المطر والبرد الجميل والهواء العليل !






حاضرٌ يتحدث



: يالشيخ .............. تسمعني ؟؟

نظر نحوها بجمود ............. بقلب يصرخ بالألم/العذاب !

: ما بتنزل !!!

اومئ برأسه بصمت ........... ونزل من السيارة

اما هي ظلت واقفة قرب باب سيارتها حتى انها لم تلتفت لترى القبر

رأفةً بقلبها الذي ما زال بجراحٍ طرية لم تندمل .......... ولن !
مخافة الا تمسك جماح مشاعرها وتصرخ ..... وتنوح
اجل ... سهيل هو المُستنثى في كل شيء في حياتها
هو فقط من يستحق "ان رغبت بسماع آهٍ من فؤادها" ان تبكي لأجله !
لكن ليس هنا .... ليس عند قبره ابداً !




وهو ... في كل خطوة يخطوها بعصاه ..... كان يخطو خطوةً نحو الجحيم

خطوة يقبر معها من جديد ضحكات سهيل ... ولمعان عيناه .... وقرب روحه

وخطوة تليها يقبر معها كل ذكرى جمعتهما معاً .... في هذا الوادي الضخم

يقبر معها وجه احمد الذي لطالما رآه بعينا حفيده

عند بزوغ اسم احمد ارتعدت اوصاله وتوقف ... لم يكمل رغم ان القبر المقصود اصبح قريباً منه عدة امتار فقط


اتاه صوتها الخشن من بعيد: يديه

قال بصوت متحشرج ...... جامد ......... موجع حد القسوة: مـ ..... ماروم


اختناقة صوته عند كلمته الأخيرة اربكت حصونها لكنها الآن هي ابعد ما يكون عن التعاطف والرحمة

جدها لم يرحمها فـ لمَ هي سترحمه الآن بتعاطفها معه ...... لمَ !!!

قالت باقتضاب وهي تنظر له بنظرة خاطفة وترجع انظارها للأرض الخاوية امامها: قبره جريب ... ما بقى شي تحمل

تعلم انه قصد ألم روحه لا ألم ساقاه لكنها تعمدت اشعاره انها لم تفهم ما يقصده بكلامه

ربما قسوة
او ربما .......... حقد دفين على فعلته التي لا تُغتفر !


اخذ عدة انفاس صعبة عنيفة ..... واكمل ...... حتى وقف امام القبر

ظل يحدق به لدقائق طويلة جداً

رفع كفوفه المتجعدة المرتجفة ... وامنيته فقط الدعاء لساكن القبر بالرحمة

بملاقاته في جنات النعيم بعد الممات ... بـ التسامر معاً على سرر متقابلين في الفردوس الأعلى

لكن لم يستطع ....... الماضي هو من حال بينه وبين همسات قلبه الملتاعة

انزل يداه خائباً بائساً ..... ليعود ويقبض بشدة على عصاه ....... ثم يعود ادراجه الى سيارة حرابة

قبل ان يدخل للسيارة من جديد ..... قال بجمود: روّحنا

لكنه وقف ما ان سألته وهي توليه ظهرها: ليش !!

عرف ماذا عنت بـ "ليش" ..... ليقول بصوت بعيد ..... بعيد جداً وشديد الظلمة:
غلط

: غلطته تستاهل هالموتة الشنيعة !!


اغلق عيناه برعشة تكاد لا تُرى ...... اجل
لقد علم انها رأت ما حدث ليلتها !
فقد رآها وهي تنظر لما يحدث خلسة وسط الظلام .... ويالشدة جبروته .... لم يكترث حينها بنتاج ما حصل وما سيحصل في روحها الهشة من عُقد ومشاعر منفصمة غير سويَة !
هذا كان سرهما الصغير ..... والاكبر !


هتف ببحة كانت ستخرج مرتجفة لولا القسوة التي ظهرت فجأة بصوته: وزود

: شو سوى !! ولا تردون تقنعوني بسالفة انه جاتل واحد واستحق الموت

رد عليها باقتضاب: رمستج هاي ما تودي ولا تييب الحينه

نظرت له من فوق كتفها ... وقالت ساخرة بمرارة: اذكرك يا الشيخ !! لأنك الظاهر نسيت

مع استمرارية صمته المعتم ..... اردفت بحرقة: اذكرك انك انت اللي هددتنا ما نسألك عن أي شي صار واللي بيسأل بتتبرا منه !!
صح انا مب من صلبك ........... بس خفت تمنعني عن شوفة امايه ريسه وامي نورة


عند آخر اسم نطقته حرابة .... ساد الظلام كل كلامها السابق الغاضب بعيناه ولم يبق منيراً ساطعاً الا اسمها هي .... همس بشوق غريب: نورة

حرابة بنبرة خلت من الرحمة والشفقة: هيه .... امي نورة اللي لين يومك ها تصيح ولدها الوحيد .... امي نورة اللي فقدت بصرها من زود حزنها على ظناها

سألها بذات مشاعر الشوق الجياشة: شحوالها !!

رفعت اعلى شفتها باستهزاء ..... وردت بجفاء: عايشة بعدها

انزل عيناه لثوانٍ ...... بينما اردفت حرابة بانفعال ..... بقلب يبكي كمداً وروح تنوح فقداً: عنده قبره اسألك .... ليش جتلتوه !!

تردد السؤال برأسه كـ تردد ألسنة النيران

ليتردد شريط مشوش طويل امام عيناه المشيبتان المرهقتان

شريط يحوي صورة جثة صغير ميت امامه ... بدمائه واعضائه المقطوعة بشكل متوحش مخيف

يحوي صورة أخرى لـ اب يبكي بلوعة على ابنه المراهق الذي أصيب بمرض نفسي متأزم

وصورة كذلك لـ اخ يهدد بصراخ ووعيد بـ قتل الذي يهدد حياة شقيقه المُعاق

وصور كثيرة ....... مشينة ........ تعذيبية حد الموت !


اهتزت عصاه وهو يشعر بروحه تتصلب من جديد على حبال الموت ..... ليقول بصوت مبحوح مكتوم: روّحنا يا بنتيه .... روّحنا


أكانت تتوقع غير رده هذا !
يالسذاجتها !





في السيارة



اشر بعصاه نحو اليسار وهو يقول: وديني صوب عمج يابر بسلم عليه

رمقت الجد صياح ببرود ......... لتقول: يديه بيت عمي يابر على يمينا مب يسارنا

غضن جبينه وهو يرص على عيناه بـ حيرة .......... وقال مغمغماً بخفوت: ها !!

حرابة: اقولك بيت عميه يابر على يمينا مب يسارنا

قال مؤكداً بثقة: لا بنتيه على يسارنا

رمقته بنظرة مظلمة هادئة وقالت بثقة: لا الغالي على يمينا

بعد مرور خمس دقائق قالت وهي تؤشر بأنفها نحو الخارج: هاذوه ها

هز الجد رأسه بتوتر وقال: صدقج بنتيه

رمقته باستغراب بارد وقالت: يلا وصلنا



،,



عند احدى البحيرات في نوراليا (سيريلانكا)



كانت تحادث خالها الصغير فهد على الهاتف: حبيبي فهد انتبه على حامد ولا تخليه يشرب كولا اوكي !!

..

: هيه هيه خله يلعب قد ما يبا إلين ما اخلص اجتماعي مع صاحب المصنع

..

: لا تخاف عليه يا قلبي .... ان بغيتك بتصلبك

..

: الله يحفظك .. حط بالك على روحك وعلى حامد
مع السلامة



مشت على طول خط الطريق المحاط بالحدائق الخضراء الجميلة والبحيرة الصافية المنعشة للفؤاد ..... الى المصنع

احبت ان ترى طبيعة نوراليا المعروفة بالجمال الأخاذ وهي تمشي بدل ان تراها من وراء نوافذ السيارة

حركت عيناها بريبة وهي تشعر بأحدهم يتبعها
سرت قشعريرة على ظهرها اثر إحساس يخبرها ان احدهم خلفها يرغب بلمسها .... بل بالانقضاض عليها !

ومن غير ان تشعر استدارت للخلف بحدة ... بحركة دفاعية عفوية !

لترى في نهاية المطاف .. رجل يعطي ولد صغير مثلجات وهو يبتسم له

زفرت بتوتر واكملت سيرها بعد ان شخرت بقهقهة مرتبكة تسخر من نفسها

يبدو ان نتائج فلم الرعب الذي شاهدته البارحة بدأت تظهر بوادرها الآن !

وقبل ان تلتقط أنفاسها بعد ان آخر جملة هتف بها عقلها .... شعرت بقبضة تنكمش حول ذراعها وتجرها بشراسة وتدفعها الى زاوية مظلمة اسفل جسر صغير للمشاة يقع امام البحيرة تماماً

قالت بهلع خاص والرؤية امام تتشوش بسبب سرعة من يجرها خلفه: مـ منوو...

: اششش

بما تبقى من قوة لديها ... دفعت يد الرجل عنها وهي تصرخ برعب .... بغضب ...... بارتباك بالغ

وتراجعت عنه حتى اصطدم جسدها بصخور الجسر الصلبة


صدرها يعلو ويهبط بهلع عاصف .... وبسبب نظارته الشمسية .......... وظلال الجسر التي تغطي اغلب تقاطيع وجهه

لم تتمكن من رؤيته بوضوح

قالت بشراسة وهي تحاول العبور من امامه كي تخرج للنور .... متحدثةً بالعربية من غير شعور فـ رعبها حينها انستها الإنجليزية تماماً: انت منووووو .... خوز عنننننننني

شهقت بصدمة ما ان سمعته يقول بـ صوت جاف غليظ: لا تظهرين ولا بيجتلونج

الصوت تعرفه ....... وتعرف عن يقين نبرة التسلط والغلظة المستفزة فيها

قالت بحدة .... وشراسة عاتية: انننننننننننت

اتسعت عيناها بقوة لتردف مقهورة من وقاحته وتجرأه على لمسها:
انتتتت .... انتتتت ما تستححححي
وبعدين ليش تلاحقني ... انت منووو !!

نزع عن عيناه نظارته وهو يجثو قرب نبع ماء عذب اسفل الجسر .......... اخذ بكفوفه بعض الماء ورشه على وجهه ومسح بها رأسه وشعره الأسود الفاحم .... ثم مرر يده المبتلة على لحيته ...... كل هذا يحصل امام ناظرها وهي تشاهده بغضب عات واستنكار

وقف بعدها ليلتفت إليها ويقول بصوت ثلجي خشن: ماقدر اخليج بعيدة عن عيني
لازم اتمين معاي يلين ما تردين البلاد



طنين ...
هذا ما اخذ يتفجر بـ جسدها واذنيها
طنين جبار مريع !
هل ما تراه حقيقة ....... ام تتوهم !
انه ..... انه ..........


قطع تسلسل افكارها المضطربة .... وكسر نظرتها الفاغرة المتسعة ....... وهو يحرك عيناه بضجر ويقول ساخراً: هيه نعم
انا محمد






نهايــــة الفصــــل الرابــــع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس