عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-20, 04:57 PM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




،,



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



،’



الفصــل الخامــس




اشرت نحوه وهي تقول بصدمة تخللها ارتباك واضح: ا ا محمد ما غير ولد الإمام عبدالكريم

رفع بطاقة امام عيناها بحركة مهنية سريعة .. لم تلمح خلالها الا اول كلمتين "الملازم اول" : هيه نعم

سألته وعقلها يحاول جمع الأمور المشتتة امامها: انت تلاحقني !!
ردد كلمتها ساخراً: الاحقج !! هاي تنقال حق الشباب الشوارعية مب حقي يا .... ام حامد

برقت عيناها بالذهول ...... ويعرف اسم ابنها ايضاً !

عيناه لم تحيدا عن تقاطيع وجهها ذو الجمال الغريب عن بنات بلدته القديمة ... جمال كان لن يلاحظه لولا ثرثرة والدته المضحكة وهو مراهق "روزه تشبه بوسي ايام شبابها"
سألها حينها ببلاهة المراهقين الجامدين في حياتهم "منو بوسي !!"
لتجيبه امه بضحكة مجلجلة وهي تدعو الله الا يسمعها زوجها الامام كي لا يقتلها " بوسي حبيبة نور الشريف هههههههههههههههههه"


رجع لأرض الواقع وقال محيداً بعيناه مرغماً:
ماقدر ادخل في التفاصيل الحينه .... بس بقولج شي واحد افهميه ولا تخلين الصدمة تشل تفكيرج ..

اكمل وهو ينظر لعيناها مباشرةً: شي ناس يبون لج الأذية

وعندما لمح آلافاً من علامات الاستفهام حول وجهها .... اردف بعدم صبر: صدقي ... ولو ما بغيتي تصدقين برايج

شخرت باستهتار لتقول بصوت احتد رغماً عنها: مينون يتكلم وعاقل يسمع

عندما تأكد ان المكان قد خلى كلياً من الناس .... قال مولياً ظهره لها ووجهه كذلك: بطوّف لج الاهانة هالمرة

اشتعلت روحها قهراً/استنكاراً: لا والله ..... شوفو منو يتكلم !!
ما جنك اهنتني وقللت من جيمتي يوم زخيتني وتعديت الادب معايه
ما تعلمت يا آدمي الاخلاق والأصول !

أعطاها نظرة خاطفة كالصقيع ........... وقال: لا ما تعلمت ولا علموني ... ابويه طول عمره انشغل بخدمتكم وما لقى وقت يفضى يربي عياله

شهقت بـ صدمة من وقاحته الشديدة وانحطاط سلوكه ... لتقول بعدها مستهجنة: خدمتنا !!!! انت ما تستحي ترمس عن ابوك جيه !!
ابوك الله يرحمه ويبيحه كان امام مسيد الوادي ..... لو خدم الله يرحمه في حياته فـ هو كان يخدم بيت من بيوت الله وضيوفه

تأملها هذه المرة بتمعن .... وحذر ......... واشياء أخرى لم يفهمها !

لأول مرة منذ سنين طويلة يقف امامها بهذا الشكل الجلي ويتأملها دون خوف او قلق ..... ليس هي فقط بل كل أبناء آل صياح

سنين قضاها يراقب من بعيد أبناء آل صياح وهم يلعبون ويمرحون قرب الوادي ولا يتجرأ على الاقتراب منهم بسبب منع والده له بحجة انه ولد فقير شقي وسريع الغضب ..... فـ ان حدث ولعب معهم وأصاب احد ابناءهم بسوء فإنه لن يسلم من شر آل صياح وجبروتهم

روزه ........ ومن لا يعرف روزة ذات البشرة البيضاء وشعرها البني الفاتح كـ حقول القمح المشرقة .... شعرها المختبئ الآن اسفل حجابها الأبيض المحكم ...... من لا يعرف روزة الطفلة المنتعشة التي ما ان تخرج من المنزل حتى تسبقها رائحة الورد الطائفي والياسمين


ذات يوم فكّر في لحظة ذهول مستنكر وغضب طفولي

هل الفتاة تستحم داخل بركة عطور كل يوم !!

خرج من بحر تأمله آثراً السكوت متعمداً متجاهلاً كلامها السابق
فـ هي كالجميع ............ لا تعرف حقيقة اباه !

قالت وهي تشيح عيناها عنه بازدراء: انا بطلع ولو فيك خير وقفني

وبالفعل خرجت من تحت الجسر وقلبها يشتم اشنع الشتائم لما فعله بها قبل قليل

اوقفها كلماته الصارمة: انا ماقدر اخليج
انتي في خطر ...... وولدج بعد

استدارت نحوه بعنف لتقول صائحة بهيجان: اللي يلمس ولديه بججججتله



ترتجف .... ولا تكاد تستوعب كلمة واحدة !
مالذي يحصل معها بحق الله !
من هذا الشخص الذي امامها ... لا تكاد تعرفه بهيئته المظلمة هذه ! ومن هم الذين يريدون اذيتها والحاق السوء بها وبأسرتها !
ام ان هذا الرجل ليس بأكثر من مجنون !!!



من فرط ذهولها وهلعها لم تشعر بنفسها وهي تدفع كتفه بشراسة وتردف من بين شرار عيناها:
خوز عن ويهي مابا اسمع خبالك زوووود

واخذت تمشي بغضب حتى تجاوزت الجسر والشارع الصغير قربه الى ان وصلت امام بقالة صغيرة

من امام البقالة رأت امرأة يظهر على هيئتها اثار الفقر المدقع ..... تحمل بين يديها فتاة صغيرة ويبدو انها ابنتها

منظرهما البائس المثير للعاطفة أثر بها وازال بعض من غضبها ...... فأخذت تبحث في حقيبتها عن بعض المال لتعطيها إياه

وهي تبحث .... كانت تعبر الشارع الصغير لتصل إليها

لكن صرخته من افجعتها وجعلتها تصرخ قبل حتى ان تشعر بقبضته حول جسدها وتزيحها بعنف من الشارع



،,



صباح يوم الاثنين



دخل شركة ابوالشريس بـ حلته الرجولية الأنيقة
يلبس سترة سوداء وبنطال اسود .... وقميص قطني ابيض تحت السترة تظهر تفاصيل خصره النحيل العضلي ومعدته المسطحة الصلبة

هو ليس من الذين يهوون لبس الثوب الاماراتي التقليدي الا في المناسبات والاعياد .. وهذا الامر بالذات ما يبغضه اباه صيّاح منه ويثير استنكاره على الدوام

بعد دقائق كان امام مكتب السكرتير ويطلب الاذن بالدخول

عندما دخل ألقى السلام بصوت رنان رخيم: السلام عليكم ورحمة الله

وقف غابش له وهو يجيبه بابتسامة اخوية لطيفة: هلا هلا مرحبا السلاع .... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تبادل الاثنان سلام الانوف ..... قبل ان يؤشر له غابش يطلب منه الجلوس ويقول: حياك حياك ايلس

منصور مجيباً بفخامة: الله يحييك ويبقييك يا بوعبدالرحمن ... يطولي بعمرك

جلس غابش امامه وهو يهتف: عمرك اطول ... شحالك منصور وشحال هلك وشيبانك ؟!

: كلهم بخير وسهالة ربي يعافيك ويسلمك .. ومن جداك يا خويه ؟!

غابش: امرره طيبين وما نشكي باس الحمدلله

رفع هاتفه ليقول لسكرتيره بحزم: القهوه والفوالة يا راشد

بعد شرب القهوة والتلذذ بأكل الرطب الشهي .... قال منصور لـ غابش مستفهماً:
آمرني غابش بغيتني في حاية

غابش بثقة: هيه نعم ..... سمعت بمسابقة ناشيونال جيوغرافيك للفلم القصير .. وسمعت بعد انك ناوي تدخل فيها

رمقه منصور بتعجب فـ اردف غابش موضحاً: اخبارك تارسة الجرايد المحلية والسوشيال ميديا ما شاء الله

اومئ برأسه متفهماً ليجيب وهو يهز كتفاه: والله ناوي بس حالياً اظن السالفة هاي صعبة شويه

غابش: افا ليش !!

منصور: اولا مالي ذيج الخبرة في البحر والسمج والنباتات البحرية .... لان مثل ما تعرف الفلم عن الحياة البحرية
وانا ريال عشت اغلب سنيني بين اليبال والبراري والغابات ... ثانياً ما لقيت البيئة المناسبة للتصوير

غابش: بس الفلم ها لو فزت فيه بيوديك فوق .... اللي اعرفه ان الجايزة بتكون برنامج واقعي كامل يبثه الاعلام الامريكي ووسام تميز تستلمه من مدير جامعة جنوب فلوريدا

منصور بجدية وبنبرة واقعية: هيه نعم .... بس شرات ما قلتلك ناقصتني الخبره في مجال تصوير البيئة البحرية ... رحم الله من عرف قدر نفسه

اردف وهو يؤشر نحو غابش بحزم: شو خص هالموضوع بالحاية اللي طلبت شوفتي عشانها !!

زم غابش فمه بشكل جانبي وهو يفكر قبل ان يرد على منصور: حاب اساعدك في هالمسابقة .... ولا تحاتي الخبره عندنا ناس مختصين مواطنين يقدرون يساعدونك

منصور باستغراب: وشو تستفيد انت !!

ابتسم غابش بثقة وقال: سمعة وبزنس ... غير انك شخص ناجح وانا من عادتي احب اتعامل مع اللي يسعى للنجاح ويقدر جيمته

عندما شعر بالحيرة وهي تشتعل شيئاً فـ شيئاً بـ عينا منصور ..... اردف وهو يمعن النظر به على نحو مبهم: ها شو قلت !!

منصور: خل افكر

غابش: فكر وخذ راحتك

اومئ منصور برأسه .... ليهتف بعدها متسائلاً بنبرة اخوية ودودة: انزين خبرنا ....... شحوال الوالد والوالدة ؟!

غابش: كلهم بخير وعافية ... وبنت عمك ام غابش ترى تتنشد عنكم وتتشره
ابتسم بـ ود لذكر اسم ابنة عمه التي هي بمثابة امه لفارق السن الكبير بينهما: ههههههههه على العين والراس بنت العم وباذن الله لي زيارة خاصة صوبها


فجأة ظهرت صورة امرأة على شاشة التلفاز الذي كان على الوضع الصامت

همس منصور بعفوية ..... وببسمة خفيفة: والنعم بـ بنت ليث ... يعل بطنٍ يابها الجنة

رمق غابش شاشة التلفاز بنظرة خاطفة غير مكترثة ..... ليسمع منصور يقول مجدداً: اكيد انتو فخورين بها

سأل غابش وهو الآن لم يستوعب سؤال منصور: منو هي !!

اشر منصور بأنفه نحو الشاشة ليقول: بنت عمتك .... حرابة

هز غابش رأسه بذات مبالاته المعدومة الباردة وقال:
عادي

رفع منصور كلا حاجباه وقال: شو عادي !! هاذي حرابة بنت ليث

طرق بقلمه الفخم الطاولة الصغيرة امامه وقال متسائلاً بصوت فيه من الحذر الكثير: تعرفها !!

منصور بعفوية: رابي وياها ... شرات اختي وزود
ختيه ريسه مربتنها بحسبة بنتها ويانا ..... وهي تكون ......... ا ا ا .....
احم .... تكون اخت ولد اخويه الله يرحمه بالرضاع

غابش: اهاا

منصور بتعجب: يعني ما تعرف ؟!

غابش بنبرة ثلجية: لا ... توني اسمع منك

منصور بذات تعجبه واستغرابه: بنت عمتك هي .. كيف ما تعرف !!

كتم غابش سخريته بجدارة ليقول بصوت هادئ "ظاهرياً":
انا ما عرفت ان عندي عمة اسمها عفرا الا من كم سنة بس

منصور بصدمة: في ذمتك !!

غابش بابتسامة مقتضبة: والله .... على العموم ..... فكر باللي قلتلك عنه وردلي خبر

اومئ منصور برأسه وقال: ان شاء الله



،,



ألقى التحية العسكرية عليها ... ثم قال: سيدي ... اجتماع طارئ مع القيادة العليا بعد ساعة

اعطت نظرة سريعة لـ مساعدها قبل ان تقول بصوت هادئ تتعمد بث الخشونة به في مكان عملها: عندي علم مسبق ... تقدر تروح تكمل شغلك

: حاضر سيدي ..... بعد اذنج

بعد دقائق طويلة في كتابة المسودة الأولية للدورة التي ستقوم بالاشراف عليها الشهر القادم ....وضعت القلم على طاولة مكتبها وهي تمسد ظهرها بإرهاق

تنهدت بخفوت .... ثم حملت قبعتها وهاتفها

وخرجت متجهةً لغرفة الاجتماعات

بعد ما يقارب النصف ساعة

خرجت ومعها زملائها من أصحاب الرتب العالية

سألها احد زملائها باهتمام: ها حرابة .... بتخاوينا اليمن !!

حركت كتفيها بـ برود .... وقالت: لين الحينه ما وصلتني الأوامر ... بس ماعتقد لأنهم سلموني دورة الشهر الياي

قال زميل آخر قربهم: سمعت ان شي أوامر عليا تمنع العنصر النسائي يشترك في تحالف اليمن

وقفت وهي ترفع حاجباً .... وظهر عليها الغضب البارد

رفع يده بارتباك .... وقال بصدق: هاللي سمعته حرابه لا تفهميني غلط

أكملت سيرها وهي تقول بغلظة: سواء اشتركت معاكم ولا ما اشتركت .... بإذن الله منصورين على من يعادينا ويعادي اخواننا اليمنيين

بعد ان ابتعدت عنهم .... قال الثاني للأول بحنق متوتر: يا ريال هالحرابة ما تساعد الواحد يفتح معاها حوار ولا يناقشها بشي ..... تزيّغ اعوذ بالله

قال الأول بقهقهة خافتة: خلها انزين في حالها ... انت مب مجبور ترمسها



،,



نوراليا ............ في احدى مشافيها الحكومية




هرعت نحو محمد وهي تحمل الصغيرة بهلع: شو صاار !!!

محمد: للأسف توفت

صاحت بصدمة موجعة: شوووووو !!!

محمد: ما قدروا ينقذونها ... ياها نزيف داخلي قوي من الدعمة

من غير ان تشعر .... انهمرت دموعها وهي تحتضن بقوة الصغيرة التي لا تفهم أي شيء يحدث امامها يا ربيييييه .... كله مني اناااااااااا كله منيييييييي

غضّن جبينه مستنكراً ..... ليقول بصرامة: استغفري ربج يا روزه ... ها اجلها ... ولو ما خوزتج عن الموتر جان انتي رحتي فيها

حركت رأسها يمنةً ويسرة وهي تقاطعه بحرقة متحشرجة: محمد انا السسسبب ..... الحرمة يوم شافتني امشي صوبها عسب اعطيها البيزات من فرحتها حطت بنتها على الأرض ويت تربع صووووبي
ولو تميت مكاني جان الموتر ما دعمها هي بدااااااالي

زفر من انفه بـ قهر داخلي عاصف ...... ليقول مهدئاً إياها قدر المستطاع: اذكري الله ... اذكري الله .... لا منج السبب ولا منها .. ها امر الله سبحانه

سألته وعيناها غدتا بلون الدم من اثر الدموع: عرفتوا منو الريال ؟؟

محمد بقسوة: قلتلج إياها قبل وارد اعيدها .... شي ناس يبون لج الأذية

صرخت به بوحشية من غير ان تشعر ..... فـ حزنها على الام المسكينة المتوفاة جعلها تشعر بسوء عظيم وهستيرية موجعة: كل السبه مننننننننك .... منك انننننننننت ..... مابا اشوووفك عقب اليوووم تسمممممعني !!
وهالناس اللي ترمس عنهم لو فكروا يأذوني او يأذون ولديه وخالي بحط كل الذنب عليييييييييك

وتركته وهي تشتعل بغضب ناري ومعها الصغيرة بين يديها

لكنه لم يأبه لها ولا لصراخها وغضبها ....... ذهب خلفها وهو يهتف بنبرته القاسية التي لا تلين بسهولة: شو بتسوين في الياهل !!!

صاحت به حاقدة غاضبة وهي تكمل سيرها بسرعة وهيجان: ماااااالك خصصصص

أمرها بزمجرة مرعبة: اوقفي روووزه ورمسيني

صرخت به للمرة الثالثة وهي تكاد تشوه وجهه بأظافرها الطويلة: خوز عن ويهي مابا اشووووفك قلت

: يا روووووزه

التفتت نحوه وهي ترمي نيرانها عليه بحدة: وين بوديها يعنننني !!!
بخليها عندي يلين ما ايون أهلها وياخذونهااا

انتفخت اوداجه غضباً ..... ليقول بعدها بصوت لاذع قاسي: لو معطتني فجه ارمس جان قلتلج ان ما عندها اهل

اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول: شوو !!

: الضابط اللي كان في موقع الحادث حقق في هوية الام المتوفية وقال انها يايه من بلدة بعيدة وهي وحيده في نوراليا ... محد وياها الا بنتها

مع آخر كلمات محمد ...... اخذت دموعها تتساقط مرة أخرى ... نظرت للطفلة التي من فرط تعبها توشك ان تنام بين ذراعيها: وهالمسكينة وين بتروح الحينه !!

اجابها ببساطة: بنعطيها الشرطة وهم بيتكفلون فيها

شهقت مفجوعة وهي تهدر: تخلي ياهل صغيره عند الشرررطة !!! ما تخاف الله !!!

سألها ساخراً: وين تبين تودينها يعني !

روزة بـ ذهول مستنكر وخوف امومي بحت: ما بخليها عند الشرطة حرررررام ..... هاي ياااهل

: لا تسوين فيها مصلحة اجتماعية الحين .... انتي في بلاد مب بلادج ... وما تعرفين حد هنيه .... كيف تخلين ياهل غريبة اتم وياج !!

رفعت الطفلة التي رغم نعاسها كانت تشعر بالهلع الفظيع والضياع المثير للبكاء: حرام طاع كيف خايفة وماسكة فيني محمد .... ماقدر اخليها قلبي بيعورني

امرها بقسوة: روزه طالعيني

لم تنظر نحوه بل ظلت تهدأ من روع الصغيرة التي ترتجف بين يديها كالطير الصغير الجريح

: اقولج طالعيني

نظرت نحوه بخوف ..... بشتات ..... برعب حقيقي !

محمد بحزم هادئ متعقل: ما بنعطيها الا حق ضابط كفو وزين وبنخليه يوعدنا انه يرجعها لأهلها ..... وعشان تطمنين اكثر بناخذ رقمه ومتى ما وصلت عند أهلها يعطينا خبر
شو قلتي !!

تأملت الصغيرة المرعوبة بحزن وحنان مليئ بالقلق ........... قبل ان تومئ برأسها برضوخ وترضى بالأمر الواقع



،,



في احدى مكاتب شركة موانئ ابوظبي الكبيرة
بعد صلاة الظهر



دخل مكتب والده بعد ان فتح له مدير المكتب الباب طالباً منه الدخول بتهذيبٍ جم

: السلام عليكم

اجابه اباه وهو ما زال غارقاً في دراسة الأوراق التي امامه: هلا غابش وعليكم السلام .... ايلس ايلس
شوي وبخلص الأوراق اللي بإيديه

هتف غابش ببروده المعتاد ..... وهو ينزع عن عيناه نظارته الشمسية: خذ راحتك ما ورايه شي

بعد دقائق ..... نزع عن عيناه نظارته الطبية وقال: شحالك ؟!

غابش: الحمدلله


أبا غابش بحزم مهني: وشو الشغل وياك ؟!

غابش: تمام .... آمر طويل العمر ..... شو بغيت مني ؟!

رمقه اباه بتمعن مطولاً وهو يتذكر النقاش الذي دار بينه وبين زوجته على الهاتف قبل سويعات ..... قبل ان يخرج صورة من درج مكتبه ويضعها فوق الطاولة امام ناظر غابش

فتاة بلباسٍ عسكري وبجانبها اثنان احدهما وزير والآخر عقيد في الجيش

سألها بنبرة تشوبها الكثير من الحذر: تعرفها ؟!


اخفى غابش ذهوله من غرابة اليوم ..... قبل ان يرص على عيناه ببرود ساكن ويقول بهدوء ومن غير لفٍ او دوران:
هيه .... حرابة بنت ليث الـ....
بنت العمة

برقت عيناه بسخرية باردة واكمل: العمة اللي ما جد شفتها لا هي ولا عيالها

سأله والده متجاهلاً بتعمد سخريته الواضحة ........ ابنه بكلماته السابقة يلومه من غير ان يشعر وكأنه كان السبب في تشتيت العائلة: شو تعرف عنها !!

رد رافعاً حاجباً: مثل أي مواطن عادي
ماعرف الا انها الطيارة الوحيدة اللي قدرت تقصف الإرهابيين في العراق مع التحالف العربي

قاله له محاولاً فحص نبضه، وما يدور في خلده: ماياك فضول تعرفها عن قرب ؟!

شخر بصوت غير مسموع ..... ليرد بقسوة: خل اييني فضول اعرف امها اول عسب اييني فضول اعرفها

رمقه والده متسائلاً مخفياً حزنه العميق في جوفه .... ليسأل سؤالاً غير متوقع: ما تحب عمتك !!

رفع حاجباً وقال: سؤالك غريب وانت اللي تعرف الحوى وعروقها .... انا لا أحبها ولا اكرهها .... يوم اعرفها اسألني هالسؤال

ظل ابوه قابعاً في محراب الصمت الموجع ...... ليردف ابنه بنفاذ صبر:
بوغابش شو تبا تقولي بالضبط خلك صريح ما عليك امر

نطق اباه فجأة امام عيناه وبنبرة مباشرة حازمة، فالخطة التي رسمها مع زوجته يجب ان تبدأ والآن: أباك تاخذها

اتسعت عينا غابش مندهشاً ليقول: منو !!

: منو بعد .... حرابة

رمقه مطولاً بطريقة مظلمة مبهمة ثم وضع اصابعه على ذقنه وحركها فوق جلده ذهاباً وإياباً
قبل أن يقول محدقا بالصورة: تعرف زين اني مابا اعرس
ولو نويت ما باخذ وحده شرات بنت اختك

أعطاه والده ابتسامة قاسية .... وقال: ترمس وجنك واثق انها بتوافق عليك

تغيمت عيناه وهو ينظر إليه .... ثم قال ساخراً: وشو اللي يعيبني .... مب قد المستوى ولا شو !!

اسند أبا غابش ظهره على ظهر كرسيه وقال بمكر غامض: لو شفتها بعينك ... بتعرف شو قصدي

ترك غابش صورتها فوق طاولة المكتب .... ليسأل والده فجأة:
عمتي عفرا كم عندها !!

تجاهل سؤال ابنه الذي أتى في غير وقته ...... ليجيبه بصبر تام "نادر ما يظهر منه نحوه": حرابة وظبية .... وكان عندها ولد قبل حرابة بس توفى الله يرحمه

سأل محاولاً ربط اوراق النقاش ببعضها: مسمتنها على يدوه الله يرحمها !!

أبا غابش: هيه

وقف غابش بعدها .... ليسمع اباه يسأله بعيناه المعتمتان: شو قلت !!

حرك جانب فمه ببرود .. وقال: خلني افكر

كتم ابتسامة خبيثة كادت تتسع فوق شفتاه ليسأله بعفوية "ظاهرية": غيَظت يوم شككت بكفائتك جدامها !!

طرق على مكتب والده عدة طرقات خفيفة قبل ان يقول بصوت هادئ رخيم تخلله بعض الغرور الفطري:
مع السلامة بوغابش



وتحرك متوجهاً نحو الباب

هنا ..... ابتسم والده بخبث واخذ كل راحته معها

سيلتفت
سيلتفت الان



التفت غابش لوالده فجأة .......... وقال:
ابا رقم عمتي عفرا

اخفى ابتسامته بسرعة .... وقال: بطرشه لك على الواتس

اومىء غابش برأسه بهدوء وخرج من المكتب



،,



ليلاً



لا تعرف أفعلاً سيساعدها اخاها في تغيير وظيفة ابنتها او سيتجاهل مطلبها الوحيد منه

تنهدت بخفوت وهي تتوسل الله الا تعلم حرابة بما فعلته ... فإن علمت ستقلب الدنيا عليهم فوق رؤوسهم ولن يسلموا من نيران غضبها

لكن لا ........... لن تتراجع .......... ابنتها يجب ان تغير وظيفتها كي تتمكن من الالتفات لنفسها والاهتمام قليلاً بحياتها الشخصية وانوثتها الضائعة

زمت فمها بتفكير وقررت الاتصال بـ ريسه كي تخبرها عما حصل معها عند اخاها الأكبر عبدالرحمن

بعد السلام وتبادل الحال والأحوال .......... قالت لها ريسه بصوت جاف: عرفتي شو صاار !!

ام حرابة: لا ... خير ان شاء الله

ريسة بنبرة ميتة: الشيخ صيّاح ....... خلى بنتج توديه قبر المرحوم

شهقت ام حرابة مذعورة مصدومة: حللللللفي

: والله

ام حرابة بذهول: حرابة ما خبرتني

ريسه: ولا خبرت حد ...... تعرفين كيف عرفت !!

ام حرابة: كيف !!

: خديجة يارتنا في بيتنا الجديم عطتني العلوم ... تقول شافت ابويه وهو واقف عند القبر يوم كانت تمشي صوب الوادي عسب اطرش غدا حق ابوها في السوق الجديم

ام حرابة: شو وداه هناك !!

ريسه: الله العالم

ضربت ام حرابة فخذها وهي تندب بقلق وخوف: يا ويلي عليج يا بنتيه .... ثرج حاطه في فوادج وسااااكته

فجأة ... همست ريسه بقلب ينوح وروح تصرخ وجعاً: حرابة تحترق من داخل يا عفرا ... دخيلج ان قدرتي تريحينها شوي من اللي هي فيه لا تقصرين

ام حرابة: سايره اشوفها الحين

ريسه برجاء: وطمنيني عقب

ام حرابة بتحشرج: ان شاء الله

بعد ان أغلقت الهاتف .... همست بـ وجع خالص على ابنتها التي كانت تعشق اخيها المرحوم سهيل: يا عمري عليج يا حرابه ... يعل الويع يقطع فوادي ولا يجيس نبضن فيج
خل اسير اشوف شبلاها





في الطابق العلوي



طرقت الباب بهدوء وهي تنادي:
حرااااابة ...... حروبه امايه فجي الباب

عندما سمعت صوت رشاش الماء القادم من الحمام علمت انها تستحم

فـ قررت الدخول وانتظارها في الداخل

خرجت حرابة بعد خمس دقائق من الحمام وهي تنشف شعرها الأسود الغزير بمنشفة كبيرة غامقة اللون كـ باقي الغرفة بـ لون حائطها واثاثها البسيط البعيد كل البعد عن لمسات الانوثة/انتعاشة الصبا

قطبت حاجبيها متسائلة: خير امايه

تلألأت عينا والدتها بالدموع ..... وارتمت بحضن ابنتها بقوة

اتسعت عينا حرابة بارتباك .. وقلق .. لتسمع أمها تهتف بحشرجة وبكاء: فديتج يا روح امج .. فديتج .... داسه كل الويع في فوادج وساكتة

توترت وشعرت بالخوف على أمها .. فـ سألتها بحيرة:
امايه فديتج شو صاير ؟؟؟

: انتي وديتي يدج صيّاح قبر المرحوم !!!

تجمدت عينا حرابة وتراجعت وهي ترمي المنشفة فوق سريرها ...... لتقول باقتضاب: هيه
منو خبرج !!

ام حرابة: ريسه ... تقول وحده من الحريم شافتكم هناك عند قبره

حرابة بصوتها الجاف الغليظ: هالحريم ما يصكن حلوجهن موليه

سألتها أمها بوجع يشوبه القهر: ليش ما بغيتينا نعرف !!!

ردت بنبرة ثلجية جافة: لأنه مب شي مهم

: سهيل مب شي مهم ؟!

أغلقت عيناها بقوة ..... ثم همست بسرعة: امايه دخيلج

: طلعي اللي في فوادج يا قلبي .. انا امج ... لو ما رمستي وظهرتي اللي في فوادج حقي ... حق منو بتظهرينه !!


لانت تقاطيع وجهها بأسى مريع ............ مريع حد الموت !

ثم اقتربت من النافذة لتقف امام السماء الداكنة الخالية تماماً من النجوم ..... حتى من القمر المختبئ خلف الغيوم

همست بـ صوت خافت ........ أليم حد العذاب: هزرج بييني قلب اشوف سهيل هالسنة وهو يبرق في السما !!
(هزرج= أتعتقدين)


وضعت يدها على كتف ابنتها ولم تقاطعها ........ فـ همس ابنتها المعذب يعتبر من النوادر وستخسر الكثير ان قاطعت هذه اللحظة

: 15 سنة .....


صوتها غدا مختنقاً .......... غليظاً ............ قاسياً: 15 سنة وانا أحاول اشوفه
بس قلبي ما يطاوعني ............ ما يطاوعني موليه
تـ .... تعرفين متى آخر مرة حاولت اشوف نيم سهيل !
(نيم = نجم)


بلعت ام حرابة غصة كبيرة ..... لتسألها بخفوت: متى !!

: ليلة موته

وضعت أمها يدها على فمها كي لا تشهق ألماً

اردفت هامسة بنظرة مظلمة جامدة "ميتة": كنت اترياه اييني عشان نشوفه مع بعض .... كنت اترياه أيي ومعاه المنظار عسب يراويني النيم منه
بس هو ما يه ....... وانا ما شفت النيم هاييج الليلة
ما شفت سهيل ...... ولا مطلع سهيل



من غير ان تشعر ام حرابة بنفسها ... كانت دموعها تتساقط بشكل جنوني فوق وجنتيها

ثم همست بصوت مختنق باكٍ: الله يرحمه

: تعرفين امايه

نغزت قلبها بذات جمودها ..... الا ان سبابتها كانت ترتعش !

: سهيل .......... نار في قلبي ما بتنطفي


عندها .......... لم تتحمل أمها الحوار المؤلم والاعترافات المؤذية للفؤاد/الوجدان ......... خرجت بسرعة من الغرفة وهي تكتم شهقاتها الحادة المرتجفة

فـ قبل كل شيء ....... من كانت تتحدث عنه ابنتها هو ابنها الذي ارضعته من حليبها وسقته الحنان من وريدها ..



،,



نوراليا
امام بوابة الفندق



هتفت ببرود موشحةً وجهها عنه: شكرا اخوي محمد تقدر تروح الحينه

قال باصرار استفزها حد اللامعقول: تذكري ان عيني ما بتفارقج يا ام حامد

رفعت عيناها الى السماء وهي تزفر مقهورة .......... ثم قالت بحدة: يا رب صبرني .... ممكن تفهمني ليش هالمحاتاة اللي مالها داعي .... ياخي اعتقنننني
والله ما ايوز هاللي يستوي جدام رب العالمين ... انا حرمة معرسة وام عيال وقبل كل شي بنت عرب وناااااااس واخاف الله .... ترضاها على اختك يا محمد ترضاااااها !!

رفع حاجباً بغضب بارد وقال: نحن ما نسوي حايه تخالف شرع الله .... وبعدين قلتلج اسبابي ... شي ناس يبون لج المضرة .... تبينهم يمسونج بسو واسكت !!
لا والله

زفرت من انفها وقالت محتدة: شدراك ان حد يبا يضرني
شو السبب خبرني !!! الحمدلله ما من عداوة وكره بيني وبين حد

: مب لازم تعرفين
ثم اردف بصوت صقيعي مستفز: بتاخذين وتعطين معاي وايد ام حامد !!

غضنت حاجبيها وقالت ساخرةً بعصبية: لا والله .. حلوة هاي ملاحقني من مكان لمكان وعقب يستنكر اذا سألته شسالفة

لم تكن تشعر بنفسها وهي تتكلم بصوت عالي ... حتى ادركت ان الناس من حولها بدؤوا يحدقون بهما
فخافت ان يكون من بينهم احد يعرفها آتٍ من البلاد ... فتظهر بمنظر مشين امامه

امسكت جماح غضبها ... ثم اشرت بيدها نحوه وهي تقول بسخرية لاذعة: اشكر فيك نبلك واخلاقك بس ما بيصير شي لي ولهلي لو ربك مب كاتبه .... خل قلبك يستريح

: ماماااااااا

شهقت برقة ما ان اتاها صوت ابنها من بعيد

مشت نحو خالها والصغير ...... حتى وقفت امامهما وهي تهتف براحة .... فـ بعد كل شيء لم يمس احد خالها وابنها بسوء: حبايبي تولهت عليكم

فهد: ونحن بعد

نظر خلف كتف روزه ليضيف متستفهماً: منو الريال اللي كان وياج !!


"كان!!"


التفتت للخلف مستغربة وادركت ان محمد قد اختفى فجأة

عادت انظارها نحو خالها وهي تجيب متلعثمة: أ أ ها واحد مضيَع .... يسأل وين اقرب مصرف هنيه ... جان ادله على المصرف اللي سرناله انا وانت البارحه

فهد: اهااا


دخلت الشقة .. مع ابنها وخالها ......... واعدت لهما بعض شطائر الجبن الخفيفة قبل ان تقرر النوم علّها تُبعد كل ما حدث معها اليوم عن بالها

فتحت عيناها وحدقت بالسقف مطولاً ....... لا تعرف لمَ انقبض قلبها فجأة على تلك الصغيرة

يا ترى ما حالها الآن !!!

صحيح انها في الشرطة الآن ومن المفترض انها آمنة مع مأكلها ومشربها الا ان شيئاً ما يجبرها على القلق

تذكرت ملابسها المهترئة والمتسخة ... فـ زادت مشاعرها سوءاً وضيقاً

ظلت على هذه الحال دقائق طويلة جداً ... قلقة خائفة مرتبكة ... وتشعر بالمسؤولية نحو طفلة كانت سبباً غير مباشراً بيتمها اليوم

لا ارادياً ... نهضت حاملةً حقيبتها وحجابها ........ قبل ان تخرج متسللة كي لا يراها خالها او صغيرها





اخذت تتمتم بخفوت آيات السكينة بقلبها وتدعو الله ان يحفظها من ايدي السكارى المجانين والمتسولين المخيفين .... تعلم ان خروجها في هذا الوقت خاطئ لكن ما الحيلة وقلبها يصرخ رعباً على تلك الصغيرة المسكينة !!


بعد دقائق من السير على الاقدام وصلت لمركز الشرطة الذي كان يبعد عن الفندق عدة شوارع فقط

ابتلعت ريقها بسرعة واحكمت حجابها على رأسها ... ثم اقتربت من الباب الكبير للمركز

تراجعت متسعة العينان وهي تنظر من بعيد للشرطي الذي يمسك بالصغيرة ويدفعها بقسوة لشرطيٍ آخر

وضعت يدها على قلبها وألف فكرة مرعبة تسيطر على دماغها

اقتربت اكثر حتى يصل لها حوارهما ....... وانفجعت مما سمعت

صحيح انها لا تعرف الا القليل من اللغة السيلانية .... والتي تعلمتها في الحقيقة من خادمة المنزل العجوز قبل سنوات طويلة مضت ومن العمالة المساعدة في المحلات الشعبية والتي كانت تستعين بهن لاتمام مشاريعها العطرية

الا انها التقطت بعض الكلمات المفهومة هنا وهناك ..... وبعض الكلمات الإنجليزية البذيئة التي لا ينطق بها سوى الحثالة والمنحرفين اخلاقياً !!

وضعت يدها على فمها ما ان ترتبت الجمل بعقلها شيئاً فشيئاً

رباه

يريدون بيع الصغيرة لـ احدى دور البغاء !!

ويلي ............ ماذا سأفعل الآن !!

محمد ..... اجل محمد

لكن كيف سأجده بحق الله ........ كييييييييف !!!

تباً له ..... ألم يقل انه لن يبعد عيناه عني !!

اين هي عيناه الوقحتان المتلصصتان الآن !!




: يعني سويتي اللي كنت متوقعنه منج

قفزت بهلع ما ان اتاها صوته من الخلف .... هرعت نحوه وهي تهتف بأنفاس متقطعة: الحمدلله انك ييت ... إلحق على الياااهل يبون يبيعونها حق بيت دعااارة

هتف مصدوماً: شدراج !!!

: سمعتهم والله بذنيه هاييل .... إلحق محمد عليها دخيللللللللك

نظر محمد حوله وهو يسأل: وين ساروا !!! من أي درب !!!

اشرت نحو بوابة صغيرة كانت على يسار المركز مجيبةً برعشة: شفتهم يطلعونها من هاك الباب

توسلته مضيفة: دخيلك محمد ... دخيلك لا تخليهم يودووونها

امرها محمد بقسوة: خلج هنيه ولا تتحركين .... تسمعين !!

هزت رأسها هلعة وهي تهتف خائفة: ا ا ان شاء الله



،,



دفع الرجل برقة كتف ابنته آمراً إياها بحزم ناعم: شهد سلمي على عمج منصور ... قوليله السلام عليكم عمي منصور

قالت الصغيرة بخجل طفولي لذيذ لصديق والدها: السلام عليكم عمي منصوي

تأملها بافتتان ....... وتأمل فيها تلك البراءة المتفجرة بالرقة/الدلال الفطري

سخر منها اخاها الذي يكبرها بأعوام قليلة: ههههههههههههههه انطقي الراء زين فضحتينا

تلألأت عينا الصغيرة بالدموع واختبأت خلف ساق والدها غاضبة

نهره والده بحدة: سعيد يوز عن اختك عيب

لكن الأوان قد فات ... فـ الصغيرة قد دخلت في موجة بكاء مقهور حاد

حملها منصور مشفقاً عليها واخذ يهدأها بصوت هادئ حنون: لا لا ما يصيحون حبيبي .... ما يصيحون

اخذت تتذمر ببكاء وهي تغطي عين واحدة بظاهر كفها: كله يعيب عليه سعّود ... والله بخبر عليه مامااااااااااا

رمق منصور اخاها سعيد بتأنيب ... قبل ان يقول لها مشجعاً: انتي عيبي عليه بعد

شهد بذات بكاءها وغضبها الطفولي: هو يتكلم زين بس انا ما أتكلم زين

كتم ضحكته بقوة لأنها ختمت جملتها وهي تحاول ضرب شقيقها

بعدها امر منصور ابن صديقه بحزم كتم معه ابتسامته المتفكهة: سعيد قول حق شهودة آسف

ابتعد سعيد وهو يصيح بنبرة مغيظة ضاحكة: ماباااا هههههههههههههههههههه

زاد من حدة عيناه وهو يأمر الفتى بالاعتذار: سعيد

: خلاص خلاص آسف

شتمته بحقد: حماي واحد

نهرها والدها: شهوده عيب

عض منصور شفته السفلى وهو يتأمل المشاحنة بين الأخ واخته ........ وتذكرها

رغم عن كل شيء تذكرها ......... هي فوق النسيان ......... فوق الذاكرة .......... هي فوقه بكل نصخ فيها وفيه





ماضٍ يتحدث

أمريكا – ولاية فلوريدا





طرقت نافذته بقوة: يا اخ يا اخ

انزل نافذته قاطباً حاجباه بتعجب

: يا اخخخخ

رمقها بغباء مصطنع ليقول ساخراً: ايوه يا اخت

سألته وهي تؤشر بيدها بحدة: وين يايح ؟؟؟

هتف باستنكار: نعمم ؟؟

كررت بصبر نافذ حاد: وين يايح بسيعه قووووول

احتدت نظرته وهي يقاطعها بقسوة: انتي منو عسب ....

قاطعته وهي تتذمر بصوت عالي:
استغفي الله العظييييم

ومن غير ان تعيره اهتمام قفزت داخل سيارته ..... في المقعد بجانبه .... وأضافت آمرة بوقاحة:
ودني شايع 33 بسييييييعه

اتسعت عيناه بذهول مستنكر وقال:
يااا

توسلته بعيناها الخضراوتان الفاتنتان: الله يخليييييك بسييييعه قبل لا يزخوووووني

وتحرك ..... مجبوراً بطريقة متوترة حائرة خرقاء

امرته بغضب يشوبه الخوف: بسيعه بسيييييعه

اخرسها وقد ثارت اعصابه واحقاده عليها .. فمن هي لتدخل سيارته عنوةً وتأمره بوقاحة ان يفعل ما تطلبه:
جب انزين خليني اركز

: انت ايييه ليش تقولي جببب

التفت نحوها بحدة هادراً باستهجان: حادرة موتريه غصب وتزاعقين عليه !

شهقت وهي تلتفت للخلف ...... ثم هتفت بصوت غاضب متوسل خائف: بسييييييعه

هتف بقهر ماكن: لا حول ولااااا...

قطع كلامه صوتها الخافت وهي تلتفت حولها برعب: يا يبي يا يبي شو اسووووي

لم يتحمل ...... انفجر ضاحكاً عليها ولم يشعر ابداً بالحرج من انفلاتة ضحكته

اشرت لليمين بتوتر شديد: لف يمين لف يمييييين


اخرسها حينها بعنجهية وما زالت بقايا ضحكته تسود تقاطيع وجهه: اعرف الدرب صخي

صاحت محذرة إياه: في سيايه جدامك شووووف

منصور بعصبية: جججججب

سكتت ... ليس لأنه امر بذلك ..... انما لأنها كانت لاهية كلياً عنه وعقلها بأكمله مع الرجال الذين يلاحقونها في الخلف

امرته ان يتوقف امام احدى العمارات ...... فـ توقف بحدة وترجلت من السيارة بسرعة

دخلت العمارة .... وهو ...... ولسبب لم يعلمه ...... تحرك مبتعداً عن العمارة الا انه توقف بمكان آخر وظل يراقب الوضع من بعيد !

رآى رجال مفتولي العضلات يدخلون العمارة ..... فـ زاد استغرابه وفضوله



بعد ربع ساعة ...... خرج الرجال من العمارة .......... وبعد خروجهم بخمس دقائق خرجت هي !


زم فمه بتفكير .... قبل ان يخرج من سيارته ويسير باتجاهها ...... حتى وقف امامها بجسده الطويل

ناداها كما نادته هي اول مرة: يا اخت

تهلل وجهها وهي تهتف بعفوية: اوووه انت بعدك هنيييه !!

سألها ببرود: ليش كنتي شاردة عن هالناس !!

استفزها بنبرته المتسلطة الوقحة فـ زجرته بحدة: وانت شو يخصصصصصك !!!

: لي خص دام حدرتي موتريه غصب وخليتيني ادخل في سالفه انا مالي خص فيها

قالت مستنكرة: نعممم !!!!
ما دخلتك في اي ساااالفه .. اللهم بغيت منك توصيله بس

مد يده نحوها فسألته متعجبة:
شو ؟؟؟

: فلوس التوصيلة

شهقت برقة لتقول باحتقار:
ما تستحي تطلب فلوس على توصيلة بنت
وين اليجوله وين الشهامة !!

حرك يده غير آبهاً لأي كلمة قالتها:
الفلوس

زمت فمها بغضب ...... ثم تذكرت انها لا تحمل في جيبها الآن اية نقود ...... فقالت بحدة: ماعندي شي الحينه .... ولا حتى فلسسس

رفع حاجباً ببرود وقال: مب مشكلتي

زفرت بقهر وهي تهتف بنفاذ صبر: يا اخخخ

أكملت وهي ترفع حاجبيها بتعجب: الا تعال .... شو اسمك انته ؟؟

ذهل من جرأتها فقال مشمئزاً: انتي ما تستحين ؟؟

قالت وهي تضع يدها على خصرها: مب قاعده اغازلك اناااا ....... شو اسمك ؟

أجاب بغطرسة ..... وضجر: منصور

: يا اخ منصوووووي ....... شوف ....... بعطيك يقمي وعقب دق عليه عشان نتفاهم

منصور برفض ساخر: لا ابويه .... لا ابا يقمج ولا ابا اتفاهم
عطيني بيزاتي الحينه وخليني اتوكل

: والله العظيم مب ناوية اسيق بيزااااااااتك
خذ يقمي وانا اوعدك اكلمك ... سايه يوم توعد توفي

نطق الاسم بتعجب اخرق محاولاً ترجمة الكلمة بداية الامر: سايه !!!

تجاهلته وهي تفتح حقيبتها وتخرج منها ورقة وقلم ... كتبت اسمها الكامل عليها ورقمها

"سارة عبدالرزاق الـ.."

ثم طوت الورقة ووضعتها في يده بخشونة

قبل ان تبتعد عنه مهرولة وملوحة بيدها له .... وتصيح بشقاوة: سي يووو منصووووووي



حاضرٌ يتحدث



: عمي منصوووووووي

هتف بشرود للصغيرة: لبيه حبيبتي

سحبته من يده وهي تقول: تعال ألعب معانا في اليمل وسولي قصي

ابتسم بـ حنان عبق لها .... لينجر خلفها طواعية من غير معارضة

الأطفال هكذا ..... يجعلونك "بـ فتنة السماء فيهم" تنجر خلفهم وتعود سنين طويلة للوراء متذكراً اياماً هي الاغلى والاجمل والاطهر في روحك



،,



مساء اليوم التالي



في وقت فراغها "النادر" تحب الاختلاء بنفسها والذهاب الى السينما ومشاهدة فلم ما ... وبالفعل انهت آخر اشغالها واتجهت لأقرب مركر تجاري على طريقها

هناك ... اشترت تذكرة لها .... ثم علبة ماء دافئة وفشار بنكهة الكراميل ..... ودخلت قاعة السينما

بعد عشرة دقائق من جلوسها ........... شعرت بأحدهم يجلس قربها .... كانت امرأة الا انها لم ترى ملامحها ابداً فـ الظلمة المحيطة في المكان حال بينها وبين ذلك

: السلام عليكم

ردت حرابة بـ تهذيب: وعليكم السلام

: ان شاء الله الفلم يسوى اشرد عن ربيعاتي وادخله غصبن عنهن ههههههه

رمقتها حرابة باستغراب بارد ...... لكن وما ان ابصرت بسمة الفتاة المشعة البريئة الظاهرة بسبب ضوء الشاشة الساطع حتى وجدت نفسها تبتسم بـ لطف نادر ما يخرج منها ... وقالت: ان شاء الله

ثم صمتت

: اممممم يقولون الفلم مقتبس من قصة حقيقية

حرابة لا تحب الثرثرة ..... تكرهها في الحقيقة .... خاصةً من الاغراب ............. لكن الفتاة اجبرتها على الالتفات نحوها مرة أخرى وتقول بـ هدوء تام بعيداً هذه المرة عن الابتسام: هيه ... احداثها صارت صدق قبل اكتشاف النفط

: اهااا

وصمتت الفتاة مما جعل حرابة تحمد الله وتشكره في قرارة نفسها

عند منتصف الفلم ...... صرخت الفتاة فجأة: واااااااااااااي

انتفضت حرابة وهي تقول بعفوية مرتبكة: شبلاج ؟

: ما شفتي الحوت كيف ضرب المركب ! .... يخووووف

اعتدلت حرابة بجلستها رامقة إياها بضجر .... لتصمت بعدها ولم تعلق

بعد انتهاء الفلم ..... اضيئت الانوار ........... التفتت الفتاة نحوها قبل ان تقول منبهرة: ما شاء الله .. انتي حلوة وايد

رمقتها ببرود خاطف وهي تحمل حقيبتها السوداء الا ان لسانها توقف عن الإجابة

فـ من كانت تتكلم عن "الحلاوة" ...... تحمل كل جينات الجمال والفتنة !

يكفيها عيناها الكبيرتان واللتان تقريباً تحتلان معظم تقاطيع وجهها الأبيض الدائري

انزلت حرابة اهدابها وهي ترد هامسة بمجاملة: تسلمين من ذوقج

وابتعدت عنها متجهة نحو الخارج الا ان الفتاة لحقتها وهي تهتف بلهفة: لحظة لحظة ممكن سؤال ؟

رمقتها بغرابة وتوقفت لأجلها

سألتها الفتاة بضحكة خجولة: شو اسمج ؟
هههههههه الصراحة ارتحت لج واباج تساعديني بشغلة ضرورية

ردت حرابة بصوتها الخشن المعتاد: حرابة ليث

فـ اردفت وهي ترفع حاجباً بنظرة متمعنة: انتي مب من هل البلاد ؟

: ليش ؟

ردت بعفوية انما حازمة متشككة: مب غروراً او تكبراً مني لا سمح الله ..... بس الصغير والكبير في هالبلاد يعرف منو انا

: لا انا إماراتية بس عشت كل حياتي في هولندا

مدت يدها لتضيف ببسمة حلوة: جواهر سعود الـ...

بادلتها حرابة سلام الكفوف وقالت: تشرفنا اخت جواهر

جواهر: ما بعطلج .. بس ممكن تساعديني بشغلة دام انج اعلم بالبلاد اكثر عني

حرابة: آمري

: ما يامر عليج ظالم .... ممكن تخبريني كيف اروح شارع الدفاع من هالمول ؟

هتفت حرابة موضحة: شارع الدفاع داخل مدينة بوظبي .... وهالمول برع المدينة ..... عشان ما تتخربطين بطرشلج اللوكيشن احسن

استلت هاتفها وهي تكمل بصوت هادئ: عطيني رقمج

اعطتها جواهر رقمها ... لتصلها بعد ثوانٍ موقع الشارع التي ترغب بالذهاب إليه

شكرتها جواهر بامتنان: تسلمييين والله ما تقصرين .... انا باجر عندي مؤتمر في فندق على الكورنيش بس قبلها أبا اشوف كمن محل في هالشارع بس ما ادله

هتفت حرابة بشبه ابتسامة: ولا يهمج جواهر .... عيال البلاد كلهم في خدمتج

جواهر: من طيب اصلكم والله .. يلا مع السلامة

لوحت لها وذهبت

رمقتها حرابة عدة لحظات ..... قبل ان تهز كتفيها ببرود ....... وتكمل سيرها للخارج



،,




خرج من منزل عمه "منزله السابق القديم" واضلعه تتعارك حول صدره مرارةً وعذاباً
دخوله هذا المنزل كان لابد منه
فـ كم سينتظر اكثر لزيارة عمه المريض وهو الذي لم يره منذ مدة طويلة !
لكن ................... لمَ العذاب لا يعتقه لوجه الله !!
لمَ يالله !!

كان يسير وعيناه على الأرض ..... لا يريد ان تقع عيناه على أي شيء مس قديماً رائحة ذلك الغالي
ذلك الراحل القابع بالوجدان
ذلك القتيل "الذي قتلهم برحيله !

آه يا انت
رحيلك كسر وآه
رحيلك فقد وبكاء
رحيلك عمراً نسى الاحساس وتبنّى الخواء




لكنه ... وعند مشارف الوادي ... توقف

مرتجفاً ... تائهاً .......... وصريع موتٍ لم يمس عظامه الى الآن !

كان يرتجف فعلياً .... يمشي ولا يعرف أيكمل خطواته نحو الجحيم ام يعود ادراجه ويتناسى كل شيء كما حاول بقسوة تناسيه 15 سنة كاملة !
لكنه ظل يمشي ..... ويمشي

تارة يسمع ضحكات سهيل

وتارة اخرى صرخات

ولعنات




انتفض فجأة بمكانه خارجاً من شروده الظلم ..... وهو يستدير للخلف

ليرى رجل طاعن في السن .... مرعب الشكل حد السماء/الأرض

علامات الشقاء والضنك تغزو محياه بوحشية

حتى ان منصور من غير ان يشعر همس:
اعوذ بالله .... ها انسي ولا يني !!


اقترب الرجل منه وهو يسأل بعيناه الجاحظتان الزرقاوتان "ازرقاق شمل كل عينه وليس القصد انه صاحب عينان زرقاوتان": وينه

تلعثم منصور وهو يبتعد عن الرجل بريبة والى الآن يشك ان كان آدمياً او من الجن: منو !!


فتح الرجل فمه ليخرج منه دماء كالسيل ....... وكرر سؤاله على منصور وقد تقدم اكثر فـ اكثر: و...ويييييينه !!

وقف منصور بقوة وأبى التراجع اكثر ........... فـ ان كان الذي امامه جني ......... فـ هو قد تعامل مع الكثير من الجن في صغره ........... أليس هو ابن وادي ابوالجن قبل كل شيء !!

ركز ناظره على الرجل ثوانٍ معدودة ........ عندها شعر أنه رآه بمكان ما لكن لا يتذكر اين بالضبط !!
غير ان هيئته المرعبة المريعة وتصرفاته المشككة بآدميته جعلاه يشك هو شخصياً بما جال في باله

قال بنبرة حادة: شو انت ! انسي ولا يني !



: ويييييينه


فجأة ركض نحوه ... ظن منصور انه سيهاجمه فأخذ وضعية الدفاع الا انه انصدم ما ان انكب الرجل الكبير على الأرض مقبلاً رجلاه بجنون


اخذ يتوسل لمنصور بنبرة هستيرية مرتعشة لا تمت للعقل بصلة: قوله يسااااامحني
قوله يحللني دخيلك
قوله يحررني من هالعذاااااااااااااااااااا ب
انا اموووووت
امووووووت

دفعه منصور مرعوباً .... ف الرجل كان بحق كمن خرج للتو من جهنم !!

بلا ايّة مبالغة


سأل ووجهه اصبح شاحباً مصفراً: مـ منوووو !!!


لم يجبه الرجل بل ظل يضرب برأسه الأرض ويصرخ ملتاعاً متعذباً: انا امووووت
اموووووووووووت


قال منصور بعصبية تشوبها الحيرة والتوتر والضياع: يا بويه اذكر الله اذكر الله
خبرني شبلاااك


اخذ الرجل بعدها يصرخ بهستيرية وبكلمات غير مفهومة .... وهو يتقلب كالمجنون امامه

ظل على هذه الحال ثوانٍ حتى استكان .............. ثم قام بجمود وابتعد وكأنه اصبح آدمياً غير الذي كان

منصور ............ ومن هول ما رآه ........... شعر ان دمه قد جف من جسده تماماً

رن هاتفه فجأة ........... فـ كانت مديه ابنة أخيه شاهين

ام المسك: منصووووري

: احم .... هلا فديتج

ام المسك: وينك ابا اشوفك ...... انا الحينه عند امايه ريسه

رد عليها بلعثمة ..... واختناق: اناا .... ا ا ياي ياي في الدرب

سألته بقلق: شبلاه حسك ؟؟

اكملت متسائلة وشعور القلق فيها يتزايد: انت وين ؟

: قريب قريب ... يلا مع السلامة

رفعت حاجبيها بحيرة ... قبل ان تقول بخفوت: مع السلامة




نهــاية الفصــل الخــامــس




،,





هالله هالله بالتعليقات بنوتات والتحليلات الكونانية
فرحوني شوي ... انتو كرماء وانا استاهل




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس