عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-20, 05:01 PM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صلوا على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآل محمد



،,



وهذا نص جميل نفتتح به بارتات اليوم يا عسولات ...



في داخلي .. شيءٌ عميق .. يتربع على عرش كبير في منتصف قلبي .. يملك تاجًا مُبهرًا يتلألأ في عتمة صدري .. تخرج منه فراشات صغيرة فيفتح لها شراييني .. شريانٌ شريان .. و تحلّق إلى النور بعد طيات من الظلمات .. أراقبها من ركنٍ قصي ، أرغب باللحاق بها .. اتوق للتحليق بعيدًا عن شرنقة الظلام التي تحيط بي .. ولكنه قد قام بتكبيلي سلفًا .. و أصبح يتحكم فيّ كيف يشاء .. تارةً يرخي الخيوط من حولي حتى أرى النور فأرغب في أن أسيرُ إليه .. حينها يعود فيطبق عليّ مجددًا و يشد وثاقي حتى لا أرى سوى الظلام الحالك .. أراقب رفرفات جنحان الفراش .. و اشعر بها تضرب في أضلعي بقوة موجعة .. ولا استطيع اللحاق بها .. فإلى أين المصير ؟؟

#طعون




،,




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصل_السادس





متوترة ... حائرة ... مضطربة ....... أصبحت في هذه الحالة البائسة منذ ان اتصل بها ابن اخيها الكبير يلقي السلام عليها ويطلب مقابلتها

كان لطيفاً معها في الحديث ..... مهذباً ..... راقياً بصورة مبكية !

يالله .................. أكانت قد حلمت بهذا أيام عز خلف ابوالشريس ومجده العتيد !

بالطبع لا ...... وابداً

هي كانت فقط تحلم بمقابلة ابيها بوجهه البشوش وتقبيل رأسه وهي تسمعه يتمتم بكلمات الحب/الفخر لها

الا ان حلمها كان ولا يزال ينوح حسرةً في لب روحها المخدوشة !


غابش ........................ اسمه فاخر

أيكون لقاءه فاخراً كذلك ام سيخيب ظنها كما كان والدها يفعل على الدوام !

لا لا ..... لمَ يخطو خطى جده ان كان سيطلب مقابلتها .... وفي منزله !! .... لكن لمَ منزله بالذات ؟!

هو حتى لم يسمح لها بدعوته الى منزلها ؟!

غريب هذا الغابش ..... واتصاله اليوم اغرب ...... الا انه الاجمل


التفتت لخادمتها وقالت بهدوء اخفت خلفه توترها الطبيعي ولهفتها العظيمة: شيري .. خلج مع الدريول انا نص ساعه ورادتلكم

نزلت من السيارة "الواقفة في وسط باحة المنزل" ما ان لمحت شاباً طويل القامة عريض المنكبين يفتح باب منزله بنفسه

ويقترب منها ببسمةٍ مشعة تعلو تقاطيع وجهه

إلهي .............. وكأنها ترى اخاها عبدالرحمن قبل خمسة وعشرون سنة امامها

اقترب منها وهو يسلم بصوت رجولي مجلجل فخم: حيهممم وسهلا ..... حييييهم وسهلاااا

قبّل رأسها بتهذيب جم ... ليكمل تحت نظراته الساقطة على عيناها المتلألئتان بالدموع: يالله انك تحيي هالشوفه في ذمتيه

همست بـ صوت خرج مختنقاً رغماً عنها .... منبهراً رغماً عن قلبها الملتاع: غـ غابش

لمست صدره بأصابعَ مرتعشة ............... لتسمعه يردف ببسمة كانت كابتسامة البدر ليلة اكتماله: بشحمه ولحمه ..... غابش بن عبدالرحمن بن خلف بوالشريس




لم تستطع التفوه بكلمة من هول المشاعر الهائجة في روحها/وجدانها ........ ومن غير ان تشعر ... وضعت برقة رأسها على صدره
وانخرطت في بكاء رقيق موجع حد العذاب !


احتضنها برفق ... ورغماً عنه تأثر ... والدته قصَت عليه منذ زمن بعض ما حدث لعمته في صغرها وصباها وشبابها ..
جده خلف بوالشريس قد خلّف رمادات من القلوب المحترقة خلفه !
رحمك الله واباحك يا من اصبحت تحت التراب ..


ادخلها منزله وقد كان سبب دعوته لعمته في منزله فقط ليتجنب العزائم والرسميات وذبح الذبائح .... كان يرغب برؤيتها في مكان هادئ ولوحدهما .... على الاقل كـ بداية للتعارف واخراج تراكمات النفس وحساسية سنين البُعاد ..



،,



قالت لجدها بحنق ناعم .... حنق لا يصل حتى لمعناه الحقيقي من طريقة كلامها الساذجة الطيبة: ليش دوم تهازبني يدي ترى ما استاهل !!

رمى علبة الدواء بعيداً .... امام ناظرها وناظر خادمه الهندي عبدالله ...... ليهدر بحدة: لأنج صدعه .... خوزي مناك خوزي مابا الابرة هوَنت

رمقته بحزم ..... وقالت معترضة بأسلوب استفزه اكثر واثار اعصابه:
لا يا تاج راسي لا ..... غلط اللي تسويه .. ابره الانسولين لازم تاخذها يومياً ولا نسيت رمسة الدكتور !!

صرخ مغتاظاً حد اللامعقول:
طهف يشلج انتي وعبود ودكتورج ... قلت ماباها خلاص زووووولي

حركت رأسها بـ استنكار بارد بشدة ........ وهي تهمس بنبرة ناعمة:
يا ربيييي .... كل ها عشان سألتك وين سرت ويا حرابة هاك اليوم ؟!
ترى عادي مجرد فضول لا اكثر

احتدت نظرته بشكل مرعب وهو يقاطعها بغلظة:
اللقافه مادانيها مديوه

وضعت يدها على خصرها وهي تقول:
اسمي ام المسك

حرك يده بعصبية ليقول باستهزاء قاسي:
مديوه ووايد عليج

هتفت بصوت حاولت إخراجه بحزم اشد الا انها فشلت فـ نعومة صوتها ورقته لا تساعدانها ابداً: يدي

الجد صيّاح بنفاذ صبر جلي: وقفعه ..... ريسه تعالي شلي بنتج تراها قذذذذذذذى
(قذى = مزعجة)


قالت متجاهلة هديره الغاضب/شراسة طبعه: لو خذيت ابره الانسولين بخليك تاكل تمر قوم بن فهيم

وكأن ارنباً صغيراً كان يشتهي قطعة من الجزر اللذيذ ............. هتف بفظاظة رغم ان قلبه يرفرف سعادةً:
ريسه دسته

حركت حاجبيها بشقاوة وهي تقول:
انا اعرف مكانه


صاح مغتاظاً وهو يأشر نحو الخادم بالاقتراب نحوه واعطائه ابرته المعتادة: يلا انزين زولي وخلي عبود يشوف شغله

ضحكت بغنج شقي وهي تخرج من غرفة جدها:
ههههههههههههه رجاله ما تجيش الا بالعين الحمرا



ما ان خرجت من الغرفة حتى سمعت صوت محرك سيارة تقف داخل باحة منزل جدها

شهقت بسعادة وهي تخمن انه بالتأكيد عمها منصور

رباه كم اشتاقت إليه ... ولم يخب ظنها


عدلت حجابها على رأسها وهي تقفز بطفولية امام باب المنزل وتناديه بحماس: منصووووووري

اقتربت بخفقاتِ مشتاقة عندما تأخر عن النزول من السيارة

فتحت بابه وهي تنادي بدلع: عمي منصووووري

انتفضت متراجعةً خطوة كاملة ما ان رأت وجهه الشاحب كـ شحوب الأموات

وضعت يدها على قلبها وهي تهمس بعفوية قلقة: عـ عمي ..... شـ شبلاك !!!



كان يرتجف

بل لا يزال يرتجف ......... ارتجافته لم تهبط وتهدأ حتى بعد قضاء عدة ساعات في السيارة عائداً من وادي ابو الجن الى العاصمة ابوظبي

كررت وهي تقترب منه بخوف عاتٍ: مـ منصور ... شـ شوو

شهقت هذه المرة بحدة عندما لمحت دمعة حارقة تنزل على خده ...... دمعة ترافقت مع ارتجافته الغريبة غير المفهومة وعيناه الجامدتان الميتتان !!!

ما به عمها بحق الله ......... لمَ وجهه وكأنه والعياذ بالله رآى ابليس بأم عينه ولمسه بيداه الاثنين !!

لم تعرف مديه ان منصور كان ما يزال تحت تأثير ذلك الرجل المجهول وتحت تأثير حضوره المرعب/كلامه الأكثر رعباً !

زمليني يا ابنة اخي ...... زمليني يا من كنتِ لي الأخت قبل المهد ......... والرفيقة قبل تشربك الروح بالجسد ....
زمليني واخرجيني مما انا فيه

عرفت ان مصيبة حلّت على رأس عمها والا لما بكى ......... إلهي .............. أيبكي منصور بعد هذا العمر !

احتضنت رأسه بحنانها المتفجر وهي تهمس بصوت مكتوم متهدج خائف: عمي حبيبي شبلاك !! شو مستوي !!!

لم يجبها ...... بل امال جسده نحوها واحتضن خصرها بقوة شديدة !

رباه .... ويبادلها ايضاً الحضن !
لا لا ......... الامر تعدى العقل ...... ما به يا رب البشر/الشجر !


تساقطت دموعها من غير ان تشعر ............ إلطف به يالله .... وارفق بروحه الباكية فإنها نصف روحي



،,




بعد ثلاثة ايام
وقت العصر تحديداً



كان يشرب الشاي الأحمر مع والداه ............... قبل ان ينزل كوبه ويقول بهدوء: وين غيث ورحمة ؟!

اجابته والدته: ساروا قبل شوي دبي ... رحمة تبا تتشرى كمن غرض من وافي مول

اومئ برأسه متفهماً قبل ان يقول لوالده مباشرةً: الوالد

نظر له والده بردة فعل عفوية بينما اردف هو بنبرة مظلمة مبهمة: موافق

: على ؟!

غابش وهو يضع كوبه على الطاولة: على موضوع زواجي من بنت اختك

اتسعت عينا امه صبحة وهي تقول مذهولة: صددددق !!

قال بحزم بارد: بس على شرط

أبا غابش بحاجب مرفوع: شو

هتف غابش وهو يرفع جانب فمه بسخرية مبطنة:
الظاهر تغليها من الخاطر بنت اختك

أبا غابش بتعجب فخم كـ جلسته الرجولية الوقورة: شعنه !!

غابش: لانك مب بالعادة تكون هادي ومتساهل ان شرطت عليك حايه

أبا غابش وهو مازال محافظاً على اناقة وفخامة نبرته: قول شو عندك

قال فجأة بوقاحة باردة وعلى نحو اثار صدمة والداه:
بنت اختك حلوة

فغرت امه فمها بنظرة مضحكة وهي تسأله مندهشة: ها !! ...... وين شفتها انت !!

: في محطة البترول

سأله والده ببسمة خافتة فيها الكثير من اللهفة "المُخبّأة": عيبتك !!!

: إن قلت هيه جذبت وان قلت لا بعد جذبت

أبا غابش: المعنى ؟

هز كتفاه بلامبالاة ليقول: مثل ما يقولون .... مثيرة للاهتمام

حدقت ام غابش نحو زوجها بنظرة ذات معنى ثم سألت ابنها: انزين شو شرطك ؟!

قدّم ظهره الى الامام وهو يسند ذراعاه على فخذاه ويشبك أصابعه ببعضهما البعض: الزواج بيتم بطريقتي انا وبس

هتف أبا غابش بنبرة مريبة فيها الكثير من الحذر: ما فهمت

التمع بريقاً قاسياً امام مقلتاه .......... وقال مجيباً بأعصاب صقيعية حد النخاع: بنفهمك يالشيخ عبدالرحمن



،,



هولندا
في احدى ضواحيها الخضراء المتشربة بجمال رباني لا يُضاهى





يطفو بجسده اللامع على سطح الماء .. مغلق العينان ملتقطاً أنفاسه بشكل عميق كي يهدأ نبضاته التي تسارعت من ممسارته السباحة ساعة كاملة من غير توقف

ببطء شديد .... فتح عيناه وهو يلتقط بسرعة همس خادمته العجوز: سير


ورآها تمد الهاتف للأمام لتخبره من غير كلمة إضافية ان مكالمةً تنتظر الرد منه


قال وهو يغلق عيناه بذات بطءه السابق:
بعد قليل ليتا

اومأت ليتا برأسها بإجلال بالغ وذهبت مبتعدةً عن سيدها الذي ما زال يفترش سطح الماء بتملك سادي فطري

فكل ما حوله هو ملكُ له ..... حتى الضاحية التي يقطن فيها والتي اختارها منذ زمن بعيد ليبني عليها قصره المهيب الضخم !




بعد دقائق طويلة



التقط هاتف المنزل من الخادمة بعد ان رن من جديد للمرة الثالثة ليقول بصوته الغليظ الهادئ:
مرحبا انجلينا

: اهلا بالمتواضع الصامت على الدوام

قال واصابعه تكتب رسالة لأحد موظفيه من هاتفه الشخصي: اختصري الحوار عزيزتي انجلينا

ابتلعت غيظها من برودها وفظاظة أسلوبه لتقول بابتسامة مصطنعة: امممم اعزمني الليلة على عشاء لن انساه

: الليلة لدي عمل مهم لا يقبل التأجيل

سألته بفضول مستفز: ما هو ؟!


رفع حاجباً ..... ليقبل ان يعدّي فضولها وتجاوزها للحدود بمزاجه فقط ....... ثم قال:
سأذهب مع التوأمان لمنزل الجد

تأوهت بحرج زائف: اوووه المعذرة


: لا مشكلة


انجلينا: هل استطيع ان انضم إليكم ؟!


نظر من نافذة مكتبه ...... لتوأماه اللذان يلعبان في الحديقة ..... وفكّر ساخراً

يكرهونها حد اللامعقول فـ كيف يستطيع دعوتها بسهولة لمنزل جدهما !!

قال لها بصوت حازم مباشر: في وقت آخر انجلينا

قالت انجلينا وغيظ داخلي يموج بين عروق جسدها: اوه حسناً


هرع ابنه آدم "الأكبر من الثاني بدقيقة واحدة فقط" نحو والده وهو يصيح بحماس مبتهج: من هذه ابي !! أهي جوجي !!

خرجت نيران من فتحات انفها وهي تسمع ابنه يهتف باسم تلك الفتاة التي تكرهها حد النخاع لكنها سكتت مخافة ان تتفوه بكلام يثير غضب ديدريك منها


أجاب ديدريك ابنه بصبر حنون: لا عزيزي انها انجلينا

عبس ابنه بوجهه متقززاً وهو يصيح مبتعداً: يععععععع

رمق ابنه بذهول شابه الحرج ....... وفتح فمه كي يعتذر من انجلينا الا انه سمعها تضحك برقة وتقول بلطف: لا عليك عزيزي ديدريك

تنحنح بذات حرجه ............ ليقول بعدها بهدوء: الى اللقاء انجلينا

: الى اللقاء

هرع جاكوب ابنه الثاني نحوه ..... وهو يهتف متلهفاً/مشتاقاً:
اريد ان احادث جوجي يا ابي .... اتصل بها...... ارجوك ....... ارجوووووك


تنهد بقلة حيلة ........ واتصل بها مرغماً

رفعت الخط بعد ثوانٍ ....... هاتفةً بنبرة مشاغبة: أهلا بالمتشرد

: مرحباً

وقبل ان يدعها تفهم سبب اتصاله بشكل خاطئ ... اردف بسرعة:
الاطفال يرغبون بمحادثتك

همست رغماً عنها بلغتها الأم: وه وه فديييييتهم

: ماذا قلتي !!

عندما استوعبت ما قالته ..... قهقهت بنعومة لتقول بعينان تلتمعان بالخبث: لن اخبرك ..... هيا دعني احادثهما بسرعة .... فلقد اشتقت لهما كثيراً

،,



ثلاثة ايام وهي ماكثة بجانب عمها ولم تعد لمنزلها ..... ثلاثة ايام وهي بعيدة عن عيناه كما هي بعيدة منذ سنين عن ملمس يداه

رغم هذا كان يأتي يومياً عندها ليطمئن عليها/على عمه منصور

قديماً كان يستغرب حبها الشديد للعم منصور الا أنه فيما بعد قد تفهّم هذا بسبب ارتباط الاثنان ببعضهما البعض منذ مرحلة الطفولة كما ترابط اخته روزة بهما

هو وخليفة شقيقه لم يتربيا على يد ريسه كـ روزه الا ان محبتهما في قلب العمة الكبيرة ليست بأقل من محبة ربيّع .. منصور .. روزة .. مديه في قلبها

ولا ينسى ذلك الراحل الحاضر

سهيل ابن عمه رحمه الله

كان اصغر من ان يعرف أسباب المصائب التي حلّت على العائلة في الماضي
فـ اصبح كبيراً جداً على التساؤل بنفس تلك الأسباب .... فما ان يهم بالسؤال حتى يسكته والداه ... لا لشيء ... فقط رعباً وخوفاً من ردة فعل الجد صيّاح !

ام المسك ... آهٍ منها
ظلّت قرب عمها الذي سقط ضحية حمى شديدة غير مفهومة الأسباب .... حمى جعلت الجد صيّاح يتنازل ويأتي له حتى باب غرفته ليطمأن عليه

الجميع ارتعب
الجميع أصابه الذهول

كيف غدا منصور بهذا الشكل البائس المزري وهو الذي قبل ثلاثة أيام كان كالخيل الجامحة !

سمعوا انه كان في زيارة للبلدة القديمة ... لـ وادي أبو الجن

لكن ......... لكن مالذي أصابه هناك بحق الله !!



تنهد بصوت غير مسموع .... ووقف ما ان اقتربت منه ام المسك وبيدها كوباً من القهوة الكريمية

: تفضّل هزاع ... سويتلك كابتشينو

اخذ منها كوب القهوة الذي يستلذ بطعمه خاصةً ان كان من عمل يدها ..... وهو يتمتم بهدوء: تسلمين

: الله يسلمك

جلس وهو يسألها باهتمام: شو صحته الحين ؟

هزت رأسها بعينان مرهقتان لتقول: الحمدلله اليوم قدر يتغدا من غير ما عزك الله يرجع اكله

تأتأة بحركة تظهر تماماً استياءه وقلقه .... ثم قال: الله يشفيه ويعافيه

بلعت غصة مريرة قبل ان تهمس بصوت شفاف حزين: عمره ما كان جيه

هزاع بيقين: ماجور ماجور ان شاء الله ... ما خبرج شو صار له يوم كان عند يدي يابر ؟

حركت رأسها بالنفي وقالت: ولا طاع يرمس

صمت على مضض ...... ليهتف اخيراً بالجملة التي كانت تطبل في قلبه منذ أيام: بتردين اليوم البيت !!

: ماقدر

كان يريد ان يخبرها بقهر ملؤه الشوق ... ان العمه ريسه بجانب منصور فلمَ يجب ان تظل هي بجانب وتهتم به ... لكنه آثر الصمت كما يآثر كبت مشاعره الحارقة في روحه .. وقال باقتضاب: على راحتج

ابتسمت له برقة حنونة وقالت: روح عند حرمتك وعيالك هزاع .. انت من الصبح هنيه

تتحدث معه بغرابة رغم العفوية الظاهرة في صوتها ....... بإرهاق رغم ابتسامتها المسكية !

ابتسامتها مسكية ....... الا انها باااااااااردة
عديمة اللون/المذاق
مستفزة بشكل يثير اعصابه ويجعله يقفز عليها ويجبرها على التصرف معه بالشكل الذي هو يريده

يريدها حارة ... نارية
ارتعشت جنبات قلبه وهو يتخيل ويتمادى بتخيله ...... رباه لكم يريدها مشتعلة .... جامحة .... عااااتية

يريدها ان تنفض عن نفسها رداء السكون والصقيع لتغرس في صدره خنجر حارق يحرقه ويلهب عواطفه الرجولية التملكية نحوها ....


شعر بالعرق يتجمع على جبينه وبين عروق باطن كفيه .... ربااااه ....... ان ظل اكثر امامها فسيفعل المحظور لا محالة

رحماك يالله ....



همس بإحساس رجولي مجروح: انتي بعد حرمتيه

اتسعت ابتسامتها بصورة بلهاء ............ وقالت: شكراً على تذكيرك لي بالحقيقة المرة هههههههههه

بس انا اختك الكبيرة وبتم

رفعت سبابتها له وهي تنهره برقة باسمة: لا تنسى هالشي

وقفت واكملت: يلا يلا جدامي روح عند حرمتك وعيالك ولا تنسى بوس لي اسمهان على خدودها ... اسميني متولهة عليهااااا


: مدددددددديه


صاحت بصوت عالي كي تسمعها عمتها ريسه: هلا امااااااايه ... يايه يايه

نظرن لـ هزاع وقالت بسرعة: هزاع هاذي امي ريسه تزقرني ... تباني اساعدها في ترتيب حجرة منصور .... يلا اشوفك على خير



لم يكن معها
عقله توقف عن التفكير عند جملة "شكراً على تذكيرك لي بالحقيقة المرة"








وهي ............... ما ان أصبحت في الطابق العلوي

حتى توقفت مرتعشة
لتضع يدها على قلبها النابض بجنون ........ ولتمحو تلك الابتسامة البلهاء عن وجهها

ثم همست بصوت مكتوم ........ مختنق: لا تضعفين ام المسك ........... لا تضعفين



،,



داخل مطار كولومبو بانداراناياكا الدولي



هتف خالها فهد بعدم رضا: روزة عقب الكل بيهزبني ان شافوج رديت بلياج

طمأنته وهي تضع يدها على كتفه: لا تخاف انا خبرت ابويه اني بطوّل هنيه ... وما رمت اخليك اتم ويايه اكثر عسب ما اطوّف عليك رحلة جامعة تكساس
يعني حرام فوق ما انك تعبان على المشروع العلمي اطوّف عليك الجايزة والرحلة المجانية
وحامد ماروم اخليه ويايه بيمل المسكين

نظرت لـ ابنها الذي يرمق الصغيرة بحقد وغيرة وكتمت ضحكتها بقوة

ابنها "ومنذ ان تمكن محمد من انقاذ الصغيرة واصبح مضطراً ان يوافق على مكوثها مع روزة" حتى بدأ رحلة جديدة من مشاعر لم يذقها فيما سبق

الغيرة وحب الامتلاك !!!


وضعت الصغيرة على الأرض لتحمل ابنها بعدها وتقبّله بقوة على خده: منو حبيبي انا !!

اشر على صدره بعنف وهو يهتف بغضب: انااااا

: ههههههههههههههههههههههههه ههه نعم انا اشهددددد .... شوف حبيبي حامد لا تلعوز خالك في الطيارة ..... ويوم توصلون بوظبي كلمني زين !!


هز رأسه واغلب كلمات امه لم يفهمها بل لم يسمعها فـ هو مشغول بإشعار الصغيرة ان امه هي امه هو فقط وليست أمها ... وانها له هو فقط !
بينما الصغيرة كانت تائهة في عالم آخر فهي لا تفهم العربية ولا تفقه لغة الناس الموجودين حولها !



بعد توديعها للأثنان ................. اتاها محمد وهو يهتف ببرود فهو كان رافضاَ فكرة ان يعود خالها وابنها للوطن وتظل هي هنا مع الطفلة: وعلى شو مخططه الحينه مدام روزة !!

رمقته بتجاهل ولا مبالاة بردة فعل طبيعية على بروده ......... ثم قالت بحزم شديد: اول شي لازم نحصل رقم اهل البنت او على الأقل نعرف اسم ابوها ولا حد من قرايبها

: وان ما حصلنا شي من اللي قلتيهم

حملت الطفلة وقالت بصرامة رغم قلقها المستمر من الشرطة الذين يبحثون عن الطفلة ..... معتقدين انها خُطفت: ما برد البلاد يلين ما اسلّم هاليتيمة لهلهاااا بيدي .... ولا تقولي نعطيها شرطة كولومبو لأني مستحيل اخليها عقب اللي صار وشفته في نوراليا ....... وها آخر كلامي يا محمد




،,



وقف رافضاً كل كلمة تفوه بها ابنه للتو: لا ............. لا مكانتي ولا ضميري ولا انسانيتي بيخلوني أوافق على شرطك المينون

هتفت ام غابش غير مستوعبة الى الآن ما قاله ابنها: انت صدق ترمس ولا تمزح

: ما بمزح بهالأمور امايه

عاد بأنظاره الى والده واردف بحزم بالغ: انت اللي بغيتني آخذها من البداية .... شحقه الحينه معترض على الشرط الوحيد اللي بيخليها توافق عليه


أبا غابش هادراً: وشحقه مزهّب الدوا قبل الفلعة .... انت خطبتها وقالت لا !!
يمكن تواااااااافق وبليا شرطك الغريب هاااا

اجابه بثقة عالية وأنفة فخمة: ما بتوافق .... مب انتقاص من شاني اقولها ...... لا ابد ........ بس عرفت صنف بنت اخوك وعرفت انها ما تشوف في الرياييل الا سلعة مالها لزمة ... عسب جيه اقولك من الحينه .... لو تباني آخذها لازم توافق على الشرط

رمقه والده بحدة كحدة السهم السام ...... ليهدر بنبرة مرتابة متشككة: وانت شو مصلحتك ..... شو تبابها لو هي ردتك وما بغتك !!! شو اللي مخلنك اتعب روحك وتربع ورا وحده ما تبا العرس !!

رد على والده بصوت هادئ انما لاذع: وانت اساساً ليش رمستني عنها وطلبت مني آخذها !!

اشر أبا غابش نحوه بقهر هاتفاً بغضب/باستهجان مما يسمعه: لأن البنية دشت خاطري بشخصيتها ومكانتها ورزانتها ... وفوق ها بنت عمتك .... وانا بغيت لك الزين ... وبتغدي حظيظ ان صارت حرمتك يا ولد صبحة

ابتسم غابش ساخراً ........... ليقول بعدها بشموخ وعزة نفس أبية: خلاص عيل وافق على الشرط وخلني حظيظ في دنياي

ام غابش باستنكار بالغ: اللي تسويه غلط يا غابش ... الزواج ما بيمشي بهالطريقة

هز كتفاه ببرود بالغ وقال: ان ما بغيتوا خلاص ..... نسحب كل كلامنا الاولي ..... وبلا عرس وبلا عوار راس

وقف ليترك والداه ... وقبل ان يخرج من المنزل ....... أوقفه والده بقسوة شديدة: ايلس يا ولد ما خلصنا رمستنا

نظر لوالده بنظرة معتمة وقال بنبرة مباشرة مسيطرة لا تقبل النقاش: دام ما تبون شرطي ... فـ انا ما أبا هالخطبة بكبرها

وقف اباه ..... ليتقابلان الاثنان بقامتهما امام صبحة

حدّق اباه به بتمعن ..... بتخوف دفين في روحه ........ وقال مكرراً سؤاله بريبة: شو مصلحتك يا غابش جاوبني ...... انت تخطط على شي ما يعيبني واقدر اشوف هالشي بعينك اللي تبرق مكر الحينه
شو تبا من حرابة ............ شو مصلحتك تاخذها بشرطك المينون هذاك !!!

ابتسم غابش بقسوة ....... ببريق غريب اثار قلق والداه ....... ثم قال ببساطة تفجرت بالسخرية/الاستهزاء:
ولا شي ابد .... بس أبا اكمل نص ديني يالغالي ..... ولا ما يحقلي !!

قاطعه اباه بحدة: تجذب .... اللي بيكمل نص دينه ما بيقول اللي قلته

غابش بنفاذ صبر: الوالد ..... اظنتي قلت اللي عندي ..... غير جيه لا

شربك أبا غابش ذراعاه امام صدره وقال: وانا مب مرتاح لهالشرط وماباه

رفع غابش ظاهر كفاه وهو يقول ببساطة باردة: على هواك ... امرره ما بعترض ... بس تذكر انك انت اللي بغيتني آخذها من البداية

استدار وهو يردف بخفوت: في امان الله

: غااااااابش

كتم بقوة ابتسامته المنتصرة وقال بصوت غليظ جاد عائداً بوجهه لوالده الغاضب: لبيه


رص على اسنانه بقوة

ابنه مجنوووون .... مجنوووووون .... وسيصبح نفسه ان وافق على شرطه

هدر بغضب شديد وهو يوجه كلامه الى زوجته المغلوبة على امرها: عااايبنج اللي يسوييييه ولدددددددج يا صببببحه !!! عااااااااايبنج

وقفت لتقول لإبنها مؤنبة: غابش ترى اللي تسويه ما يرضي حد وقبلها ما يرضي الله ... كيف تباها توافق تغدي حرمتك بجذبة !! ما ايوز يا ولديه ما ايوز
وابوها وامها !! ما حطيت اعتبار لهم !!!

تنهد غابش بصوت لم يتعدا جوفه ...... هو لن يخفي اسبابه عن والديه لكن ليس الآن ... قطعاً ليس الآن
قال بهدوء اخفى خلفه اعاصير من الافكار اللامتناهية: واللي ما بترضونه ما بسويه ..... اعتبروا المسألة منتهية ..... بنت اخوك يا بويه في درب وانا في درب .... وبلا هالعرس بكبره .... مع السلامة


وتركهما خارجاً من المنزل بعد ان اثار حد اللامعقول اعصابهما واغرقهما في حيرة قاتلة وتساؤلات لا تنتهي


ما ان دخل سيارته .............. حتى تذكر ما حصل صباحاً ... في محطة البنزين تحديداً



"



سيارة كبيرة ذات دفع رباعي تقف امامه في المحطة وهو ما يزال ينتظر انتهاء رقم مؤشر البنزين

امرأة بلباسٍ عسكري تخرج من السيارة وتأمر بصوت رنان العامل ان يعبئ سيارتها وتعطيه نوع التعبئة وهي تشيح بوجهها وتذهب بخطوات ثقيلة رجولية نحو مركز التسوق الموجود في المحطة ذاتها

قبل ان توليه ظهرها .. لمح اسمها المكتوب على لباسها

حرابة ليث الـ.....


فـ رص عيناه بحركة غامضة براقة !

وقرر النزول والذهاب خلفها بخفاء !

لمحها امام احد العسكريين في الداخل ........ فـ وقف قرب ثلاجة العصير مدعياً الانشغال الا انه يسمع بوضوح الحوار بينهما

: ا ا سيدي كـ كـ كنت عطشان و و ومريت اخذ ماي بس

اشرت بقلم كان بيدها وحركت به شعره الطويل باستهزاء قاسي: وطبعا بتييني بشعرك المهفهف ها !!

: ا ا لا لا والله كنت بسير الحلاق واحلقه زيرو ... قـ قسسسم بالله سيدي

قاطعته بقسوة لا رحمة فيها: عماااار ...... مليت وانا امشي تسيبك وتأخرك واهمالك للقوانين
بتصطلب وتغدي شرات باجي زملاءك ولا برفع فيك تقرير يعقك ورا الشمسسس !!!

: لا لا ..... والله ماعيدها ..... والله

اشرت بأنفها نحو باب مركز التسوق وهي تأمره بصوت مرعب: جدامي سر رتب شكلك ... واباك في مكتبي قبل لا اوصل انا

هرع نحو الخارج وهو يهتف متلعثماً: ا ا ان شاء الله

غمغمت وهي تقترب من غابش من غير ان تراه فعلياً ... فالاخير كان مولياً إياها ظهره:
رياييل آخر زمن


تصادمت قبل ان تصبح قرب غابش .... بامرأة سمينة

هتفت المرأة بفظاظة: ما تشوفيييين !!!! عمى ان شاء الله

عندما رأت حرابة تلعثمت بخوف:
ا ا حرااابه !!!

رفعت حاجباً ببرود وقالت: هلا بأم حسين

هتفت ام حسين "احدى جارات ام حرابة النمامات" بخوف/ارتباك: ا ا احسبج وحده ثانية والله

: انتبهي لدربج مرة ثانية

ام حسين بلعثمة: ا ا اسفه ... اسفه يا بنتيه ...... العتب على النظر كبرناااا

حرابة بفظاظة: لا ما كبرتي ما شاء الله بعدج في عز شبابج ولسانج يصلخ الرايح والراد


فـ ابتعدت الجارة المرعوبة عن حرابة وهي تعد المئة كي تخرج من المكان من غير ان يُغمى عليها !


رآى كل شيء ..... وسمع كل شيء ...... من غير ان يسمح لها برؤيته

ثم خرج من المكان بعد الجارة ..... متسائلاً بفضول !

هل تعرف هذه الانسانة التي تُسمى حرابة ...... معنى كلمة ........ "انوثة" !

"


،,



مساء اليوم التالي



اجبر ابنة أخيه ام المسك على العودة الى منزلها ...... خاصةً بعد ان تمكن اخيراً من النهوض والتحدث بشكل اسهل من ذي قبل


آه
ليته لم يتبع خطوات قلبه ويذهب للبلدة القديمة
لم يتوقع ان رؤية ذلك الشقي الآتي من جهنم ستفعل به كل تلك الافاعيل
ليس الخوف منه هو السبب ...... وليس هو من يخاف من الجن او شياطين الانس يالله !

يعرف نفسه حق المعرفة ليأكد ذلك .. لكن شيئاً ما معذّب في روحه .... يخبره ان حديث ذلك العجوز المرعب يصل خيوطه الى شخص واحد فقط

سهيل !

رباه ................ طيلة الدرب الطويل من البلدة الى العاصمة وطيف سهيل لم يفارقه

كل شيء تشربك في عقله واصبح كغمامة سوداء امام عيناه

تذكر طفولته معه

مراهقته

شبابه

وووو


وتذكر ذلك اليوم الأسود





ماضٍ يتحدث



انهار بهستيرية مريعة فوق جثته وهو يبكي كـ طفلٍ صغير ملتاع: ما بتحرقوووووووووونه ..... على جثثثثثثثثتي تحرقووووووونه .... سهيل برررررررررريء ........... قسم بالله برررررررررريء .... سهيل ما يسوييييييها يا نااااااااااااااس ....... ورب الكعبة ما يسوييييييييييييهااااااااا ا


صرخ احد الرجال بقسوة لا تُضاهى: شلوووووه عن الككككككلب ....... ويلااااا خلونا نخلص السااااااالفة قبل لا تظهر الشمس ويعرفوون الناس وننفضح امبييييييييينهم ......... يلااااااااااااااا

عاد يصرخ بجنون وبصوت متحشرج متقطع ...... ودموعه قد غطت وجهه كله: خافوووووووا الله تبووووون تجتلوووونه وهو بررررري !!!!! خاااافوا الله حرااااام علييييكممممم

هتف اخاه الكبير شاهين بنظرة تبرق بالجبروت/الطغيان: إلتعـــــــــن ........ خوز يا منيصيييير قبل لا نعقك وراااااااااااه

وبعد جهد جبار من خمس رجال ........ تمكنوا من ابعاده عن جثة ابن أخيه الهامدة وهو يصرخ ويصيح بلوعة/مرارة متفجرتان بالغضب الجنوني

آخر شيء تمكّن من رؤيته .. رجال القبيلة وهم يحملون سهيل ويتوجهون للتنور الكبير ....... لم يتحمل الفاجعة

لم يتحملها

سقط مغشياً عليه ... وكأن بإغماءته تلك كان يرغب بالموت قبل العزيز الغالي ....!





حاضرٌ يتحدث



تنهد بوجع خالص ....... ما كان يدري ان الذكريات ستنهكه هكذا ............. ما كان يدري ان تذكر ذلك اليوم سيجعله طريح الفراش عدة أيام

سنين طويلة وهو يدعس برجلاه على كل ذكرى تذكره بـ نجم سهيل .... بـ حكاويه الشبيهة بحكاوي ألف ليلة وليلة

بـ قهقهاته الطيبة ...... وطرافة صحبته العطرة !


لكن على ما يبدو ان هذه المرة .... كان وقع الذكريات عليه عظيم ....... عظيم حد النخاع !


لهذا قرر ان يبتعد ....... يجب !!


بعد ثلاث ساعات ........ وبعد ان تأكد من نوم امه ريسه

خرج من المنزل واتجه نحو سيارته المركونة تحت المظلات

رمى حقيبة سفره الخفيفة على المقعد الايمن وهمّ بدخول سيارته والتوجه نحو المطار ... فـ في الساعات الماضية اتصل بالمسؤولين واختار مهمة له في تنزانيا كان قد طلب تأجيلها قبلاً لكنه ألغى تأجيلها الآن

لكن سرعان ما التقطت حواسه ظرف كبير فوق مقدمة سيارته

التفت حوله بتوجس حانق .. فـ من هذا الذي تجرأ ووضع ظرفاً فوق سيارته وهي مركونة داخل المنزل !

التقط الظرف بسرعة ..... قبل ان يدخل سيارته ويفتح محتواها

دقيقة حتى انتفضت يداه مذهولاً

وهو يرى امامه امرأة شابة تحمل بين يديها فتاة صغيرة لا يقل عمرها عن التاسعة

من تسبَب بنفضة روحه ليست الصغيرة ..... بل الشابة التي تحملها

كانت ...................... سارة !



،,



كان يمشي حول مكتبه و
يريد رؤيتها ... فقط رؤيتها

يريد اشباع ناظره بوجهها المليح الفاتن

لم يصدق عيناه عندما رآها تدخل من باب المنزل وتلقي السلام عليهم بحماسها واشراقة ابتسامتها العذبة

ولم يصدقه حتى وهي تقترب منه وتقتل روحه التواقة برائحة عطرها وشذاها المغري

اخذ يمشي بـ توتر .. واضطراب .. بـ هيجان على طول غرفة المعيشة الواقعة قرب غرفته


بعد صراع عاطفي هائج ...... خرج من الغرفة ونزل للطابق السفلي


وقف بتردد امام باب غرفتها

رفع يده ... وارتعشت أصابعه ..... هل يستطيع طرق الباب عليها !

هل يستطيع كسر المحظور الليلة ..... ويتمكن فقط من احتضانها !


شكراً على تذكيرك لي بالحقيقة المرة
شكراً على تذكيرك لي بالحقيقة المرة
شكراً على تذكيرك لي بالحقيقة المرة



غصةً حارقة وقفت وسط بلعومه

تقبّل الحقيقة يا هزاع

هي لا تحبك ..... ولا ترى فيك اساساً سوى اخٍ عزيز


فـ ولى الباب ظهره وهمّ بالعودة للأعلى بمرارة .... وحسرة

لكن صعقة كهربائية سرت على طول عاموده الفقري وهو يشعر بـ باب غرفتها يُفتح

التفت بتوتر نحو الباب ........ ليراها تقف امامه




بكامل انوثتها

بلا مبالغة

كانت اشبه بـ حور العين ... عيناها مرسومتان بزينة محترفة خفيفة ... شفتاها تبرقان بلون الزهر الناعم
شعرها ...... آه من شعرها السلسبيلي


من هول ذهوله ........ وصدمته

تراجع خطوتان متوترتان للخلف

المسك .......... تقف امامه بهذا اللباس الأبيض ............... المثير !


المسك ...... التي لا تخرج امامه سوى بـ ثوب طويل وواسع وساتر ........ تتجرأ وتخرج امامه هذه الليلة ....... بـ لباس يحث على الخطيئة المباحة والفساد اللذيذ !!

فغر فاهه مذهولاً منبهراً مضطرباً
ومرتعشاً


بنظرةٍ ساحرة ناعسة مثيرة منها .......... امسكت ثوبه وجرّته نحوها ............ اصطدم صدره بجسدها الغض الطري

فـ ازدادت ارتعاشته ....... وهيجان عاطفته !


لثمت "تحت سيطرته المعدومة واحساسه المنبهر" ...... شفاهه الفاغرة .... بجبروتٍ انثوي جامح

ثم جرّته بقوة الى داخل الغرفة ....... واغلقت الباب خلفهما



: هزززززززززززززاع

قفز بهلع من مكانه وهو يهتف بهذيان مرعوب: مسسسسسسسسسك

صدره يعلو ويهبط بفزع

عرقه يتصبب من جبينه وعروق عنقه المنتفضة .... حتى شعيرات صدره الناعمة

لم يستوعب الحلم .............. الى ان انفجع مرة أخرى من صوت انثوي غاضب حد اللامعقول: وحلماااااااان فيها بعددددددددددد !!!!!
والله ما ايلس دقييييييقة وحده ويااااااك يا هزااااااااااااااااع ..... ووووووالله




سعاد

اجل هذه سعاد

فـ لمَ يرى المسك امامه !!



نفض رأسه يريد ازاحة وجهها البدري من عيناه ... لينهض من سريره وهو يحاول التحدث وسط نعاسه وبقايا حلمه الأبيض الجميل ... وسط ارتباكه واضطرابه الشديدان

هتف بلعثمة .... بارتباك شديد ..... بتركيز معدوم: مسـ.... ا ا ا سـ سعاااااااد .. انتي .. انتـ....

سعاد بأعصابٍ منفلتة تماماً: انا شوووو !!! فهمتك غلط ..... صمخة وما سمعت شو كنت تهذي في رقااااادك !!!
هااا !!!
ما سمعتك وانت تنطق باسمها يوم نشييييييييت !!!!

رفع يده نحوها وهو يحاول افهامها بين تركيزه المبعثر/لسانه العالق المتلعثم: سـ سعاااد استهدي بالله ... حلم هاااا حلللم

لكنها ظلت تصرخ وتلعن وتزبد وتشتم حظها الذي اسقطها عليه ..... وهي تلبس عبائتها وحجابها وتبحث عن حقيبة يدها

وهزاع ...... ومن فرط ارهاقه العاطفي/النفسي ..... جلس على سريره ولم يحاول اكثر اقناعها بالتعقل والحكمة

في الحقيقة ...... كان ما يزال تحت تأثير ذلك الحلم !

خرجت سعاد من الغرفة بغضبها ووجعها وغيرتها المشتعلة

فـ اسقط جسده بلا حولٍ ولا قوة منه ..... على الفراش وهو يغطي عيناه ..... ويهتف بصوت مقهور مكتوم وحاد: ياااااااهي بلشششششششه
استغفر الله العظييييييييم
اففففففففففففففففففففففف







نهايــــة الفصــــل الســــادس





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس