عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-20, 02:37 AM   #24

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي

🌸الفصل العاشر🌸
(العروس المتمردة )
{من أنت؟}
خيم الصمت على رحلتهما إلى المطار ، الألم الذي بدا في عيني بيرك استحوذ على أفكار ايجة وقد أصبحت تلك اللحظة الحدث الأهم في حياتها.
كان انتباه بيرك مركزا طيلة الوقت على القيادة على الأقل بدا مركزا تماما على هذا الأمر،
وصلا إلى المطار أخيرا بعد أن كادت تشك بوصولهم بسبب طول الطريق ...
نزل بيرك من سيارته كان هناك رجلا بانتظاره عند باب الدخول سلم عليه بيرك واعطاه مفاتيح السيارة وساعده الرجل في تنزيل الحقائب ....
ثم شكره بيرك وودعه ، قاد بيرك عربة الحقائب بنفسه الى الداخل فور دخوله اقترب منهم أحد الحمالين وأخذها منه ..
كانت ايجة لاتصدق ماتراه ...
قالت: من هذا الذي أخذ السيارة!
اجاب باختصار ونفاذ صبر : صاحب السيارة ..
وصلا أخيرا إلى شباك التذاكر كان بيرك قد حجز لكلاهم تذكرتين في درجة رجال الأعمال ولكنها تذكرت أنها لم تخبره من أين مدينة هيا إذا كيف عرف هذا ؟؟؟
انتهى من ختم جوازات السفر ... وتوجها سويا نحو صالة الانتظار الخاصة برجال الأعمال ..
امسكت ايجة بكتفه لتوقفه
-توقف! مابك بيرك! وكأنك تفر من الموت ؟؟ ماذا يحصل؟ لا أعرف مابك لست على مايرام منذ خروجك من البلدية !! هل تحاول الظهور أمامي كلائق ..
تلك السيارة! الخاتم الماسي ! تذاكر لدرجة رجال الاعمال ماذا تعتقد أنك فاعل!
رد باختصار: أقوم بدوري فقط ايجة يجب أن يعرف جدك أنني ثري ويصدق هذا لن تقدميني له كرجل معدم بالتأكيد و توقفي عن الأسئلة يا سيدة فلست بمزاج جيد لأرد عليكي ..
استدار ليكمل طريقه نحو صالة رجال الأعمال ولكنه شعر بيدها تمسكه مجددا ...
-هل تفعل هذا لأني أصبحت زوجتك ! هل تعتقد أنني س......
قاطعها بعين محترقة غضبا : تقصدين أنني زوجتك يا زوجي العزيز؟ لا أعرف اي جنونا هذا الذي قمت به ؟
دعيني وشأني ايجة ولا تتحدثي حتى نصل !!
تركته ايجة وشأنه بعد أن شعرت بالصدمة من غضبه كانت ترا سابقا منه الاحتقار والبرود ،الاشمئزاز ولكنها الان تراه غاضبا بطريقه لم تراها سابقا هل كل هذا لأنه تزوجها؟؟ هل يكرهها إلى هذا الحد!!هل فرقته عن حبيبته يا ترى!!
وصل إلى صالة رجال الأعمال وجلس على مقعده
جلست جواره مترددة تنظر حولها وضعت قدما فوق قدم وبدأت تحرك قدمها العلوية بسرعة لشدة توترها ...
لن تبكي ايجة .. لن تبكي ... لن تبكي ..
لم تستطيع أن تقاوم أكثر نهضت بسرعه وتوجهت إلى دورات المياه ...
دخلت الحمام وجلست تبكي بصوت مكتوم فوق المرحاض خوفا من أن يسمعها بيرك فيستهزأ من بكائها لقد جلبت المذلة لنفسها فهاهي ايجة ابنة فاروق يلديز يقوم بإهانتها رجل معدم بلا أي مال او علم
يشعرها كأنها كلبة او حيوان ضال حتى أنه كان يعامل البطة خاصته بشكل الطف .... هل هيا كريهة لهذه الدرجة ؟ الا يحتمل البقاء معها شهرين فقط؟

استعادت ايجة رباطة جأشها بعد أن افرغت دموعها وغضبها داخل ذلك الحمام
خرجت بعد أن قامت بخلع ذاك الفستان الأبيض الخاص بالزواج الكاذب
كان بيرك يجلس على المقعد يقرأ الصحيفة , كان يجلس بطريقة جعلت قلبها يغوص في بطنها !! هل هذه الجلسة لعامل صيانة؟؟
لمرة واحدة بدت معتدة بنفسها وسمحت لنفسها بابتسامة صغيرة.
ـ هل تريدين أن أطلب لك الطعام؟
في الواقع لم تأكل شيئا منذ الصباح والعشاء مع جدها لا يزال بعيدا، غير أنها لم تحتمل فكرة الطعام، لا سيما وأن معدتها منقبضة وجسمها كله متشنج.
فهزت رأسها نفيا وقالت:" إن كنت أنت جائعا فيمكنك أن تطلب "
شد على شفتيه من دون أن يجيب، يبدو أن رحلتهما ستكون امتحانا طويلا وصامتا لإرادة كل منهما.
لم يعجبها صمته، فقد وجدت ذلك فضا ولكن هل يمكنها أن تلومه؟ فهو ليس سعيدا بما فعله من أجلها، لأنه لا يحبها وها هما الآن متزوجان.
حاولت أن تستعيد رباطة جأشها لتوجهه، مصممة أن تفصح له عن امتنانها.
ـ بيرك... أعرف أنك قلت لي ألا أشكرك، لكن...
ـ ايجة!
ـ لا تقاطعني!
رفعت يدها وتابعت كلامها رغم أنها لاحظت أنه ناداها باسمها
ـ أنا أدين لك بالشكر وسوف أشكرك، شئت أم أبيت
قاومت السحر الذي كان ينضح منه رغم عدائيته تجاهها أما هو فبسط أصابعه وكأنه يزيل التشنج منه..
-اسمع بيرك ! كل ما أريد قوله هو أنه إذا كان ثمة طريقة أرد بها جميلك، فلا تتردد بإطلاعي عليها أعني، إذا كنت بحاجة إلى أعمال صيانة، فسيسرني أن أعرفك على أصدقائي يمكنني أن أشهد على جودة عملك، كما يمكنني أن أفعل أفضل من ذلك ، بوسعي إعفاؤك من الضرائب لمدة سنتين إذا شئت.
ـ لا تتسرعي بقطع الوعود!
ـ لا تكن عنيدا ، لم لا؟
-عشاؤك المهم مع جدك الليلة ، ما الذي يضمن أنني لن أسبب لك الخزي؟
هل كان حقا قلقا من ألا يكون على قدر المستوى المطلوب؟
يا اللسخف! هي لم يساورها أي شك في ذلك!
ـ أنا لست قلقة، بيرك!
وابتسمت له بتعبير لم يكن أكثر صدقا من هذه اللحظة
وبخت نفسها، آملة أن تمحو عن وجهها تلك الابتسامة السخيفة.
حاولت أن توجد بعض الثقة والاحترام بينهما، فتابعت قائلة له:" أنت ذكي ومثقف أكثر من أي شخص أعرفه"
وأخيرا قالت له بصوت عال:" أنا أثق بك"
ـ ثقتك تثلج القلب.. عزيزتي!
قال ذلك وهو ينظر إليها بعينين آسرتين!
نهض بيرك ليطلب فنجان من القهوة ليقطع الكلام معها .. كان غاضب من نفسه لدرجة أنه كان ينفث لهبا كيف سمح لنفسه بأن يقبل الزواج منها ! فتاة تعرض عليه الزواج من أجل المال فقط؟ حتى أمه لم تكن بهذه الدناءة كيف حصل ذلك؟ هو اذا متزوج بامرأة تعتبره رجلا دون المستوى، لجأت إليه في اللحظة الأخيرة لتستغله والأسوأ من هذا كله أنه جاراها في خطتها. لماذا؟ ما الذي دهاه؟والأكثر من هذا أنها تثق به كثيرا ولم يتبقى على معرفتها الحقيقة سوى سويعات قليلة .....
تذكر كيف غضب عندما تركها على الشاطئ، مساء الجمعة الفائت وغضب عندما قدما أوراقهما تحضيرا للزواج، وغضب أيضا عندما وجد نفسه عائدا إلى المنزل ليصطحبها إلى مقر البلدية.
لم يكن ذلك ما اتفقا عليه، ولكنه شعر بحاجة لرؤيتها وعندما رآها... يا إلهي كم بدت جميلة! كانت صورة للعروس الطاهرة وتعذب كثيرا وهو يحاول أن يبعد يديه عنها في الواقع لم يستطع ذلك تماما، فقد حاول أن يمسك بذراعها ولكنها صدت، مذكرة إياه كم كان اختيارها سيئا، عندما رسا عليه.
أما أثناء انتظار القاضي، فكان يغلي ويعيش صراعا مع نفسه لأنه أصر على التصرف بحماقة عاد لوعيه عندما بدأ ذلك الصوت يعلن عن رقم الرحلة ..
أخذ قهوته وبدأ بحتسائها ..
ايجة : الن ننهض!
بيرك: انتظري ايجة سيصعد الجميع ثم نحن عزيزتي في درجة رجال الأعمال استرخي فحسب ..
انهى بيرك قهوته ثم نهض وجمع اغراضه وانطلق خلف رجل الأمن الذي وقف بانتظارهم ...
رجل الأمن : تفضل سيد.....قاطعه بيرك : حسنا نحن قادمان شكرا لك ...
......................
أليس من الغرابة أن تتغير الحياة فى لحظات ؟ فكرت ايجة بذلك وهى تأخذ مكانها فى القسم المخصص لرجال الأعمال فى الطائرة بجوار بيرك الصامت طوال الوقت .
تفقدت ساعة يدها عندما أعتذر القبطان عن التأخير فى الإقلاع و أعلن أن الوقت المتوقع لوصولهم إلى طربزون هو السابعة ونصف.
تساءلت أن كانت ستتمكن من الوصول إلى منزل جدها فى الوقت المناسب..
التفت لتنظر لزوجها الغريب الجالس جوارها بعد أن دغدغت الرائحة الرقيقة لعطر ما بعد الحلاقة أنفها مما جعل أحاسيسها تتمايل
راحت تختلس النظر إليه من حين إلى آخر : بنية وجهه الوسيمة القوية الصارمة ، كثافة شعره الأسود المتدلي على كتفه , تفصيلة سترته الحريرية ...
لاحظت أيضاً طريقة تبسم مضيفات الطيران و هن يمرن بجانبه هذه المرة الأولى التي تكون معه في مكان عام وبناء عليه أدركت أنه رجل أعتاد أن تلاحظه النساء ، كيف لا وهو بهذا القدر من الوسامة والجاذبية .. اللعنة عليه ..


بعد أن حلقت الطائرة واستوت في مسارها أخرجت ايجة من الجيب الخاص بالكرسي الذي أمامها ، المجلة الخاصة بمبيعات الطيران
تظاهرت أنها لا تنصت لتلك المضيفة التي تتحدث مع بيرك وتضحك معه وهو مرحب تماما لحديثها اللطيف بينما هيا لا يستطيع النظر اليها ...
بعد مرور بعض الوقت وصلت وجبة الغذاء لم ترغب ايجة بأن تتناول أي لقمة فقد كانت تشعر بالضيق يكاد أن يخنقها ...
وأخيرا نهضت مستأذنة للذهاب إلى الحمام..
تمايلت الطائرة قليلا أثناء وقوفها فكادت تقع ولكنها استندت على الكرسي ثم مالت مجددا مما جعل ايجة تفقد توازنها وتقع فوق فخذ بيرك تماما...
استمرت ايجة بجلستها فوق بيرك ويداها تمسكان بكتفه حتى لا تقع استمرت الطائرة بالميلان المتكرر مما جعل ايجة تتشبت في كتفه وتغرز اضافرها في سترته . ورأسها فوق كتفه..
أما يدين بيرك فاستقرت فوق خصرها لتثبتها وتلصقها الى صدره ..
استقامت الطائرة أخيرا فيما بقيت ايجة بلا حركة ابعدت رأسها عن كتفه ببطئ حتى أصبح وجهها مقابل وجهه وتقابلت اعينهم ...
كانت عيناها تتجول في وجهه الوسيم عيناه الآسرتان .. قساوة ملامحه ، أما هو فلم يبعد عينه عن شفتيها فكر بيرك انها اذا لم تنهض حالا لن يكون مسئولا عن تصرفه ... دغدغت انفه رائحة الفراولة التي تفوح من شعرها ..
أما عطرها النسائي المثير فقضى ما تبقى من المنطق تأمل في لحظات عينيها الخضراوتين لم يرى عينين بهذا الجمال والنقاء ..
تسللت اليه ذكرى قبلته عند الشاطئ ، مذاق شفتيها المثير ، كم تمنى أن ينعش ذاكرته ويقبلها مجددا
عادا لوعيهما عندما سمعا صوت المضيفة مخاطبة المسافرين : نحن بخير ياسادة .. مطبات هوائية لا أكثر..
وأنت ياسيدة هل أستطيع خدمتك ؟
نهضت ايجة عنه مذعورة بعد أن عادت لها ذكرى ذلك العناق ..
شكرتها ايجة وتوجهت نحو دورات المياه بسرعة فقد شعرت أنها تحترق ...
اغلقت الباب واستندت عليه واضعه يدها فوق صدرها لتهدئ من روعها فتسللت إلى أنفها رائحة يدها الممتلئة بعطره الرجولي وقفت أمام المغسلة وغسلت يديها بقوه مرات متكررة و تشمها في كل مرة ..
ملأت يدها بالصابون وغسلتها ثم وضعت من ذلك العطر الصغير في حقيبتها ...
خرجت من الحمام وعادت إلى مقعدها بعد أن هدأت قليلا وقفت أمام بيرك وابتسمت ..
بيرك : لما تقفين هناك الا تريدين الدخول ؟
ايجة : بلى ولكن قدمك !؟
نهض بيرك من مكانه ووقف ليفسح لها المرور ابتسمت له شاكرة ثم دخلت وجلست بمقعدها جوار النافذة حاولت التركيز على مابيدها ..
في النهاية قررت أن تضع السماعات لتسمع بعض الموسيقى ....
أما بيرك فمنذ مغادرتها إلى الحمام وهو مضطرب ويشعر بحرارة داخل جسده شعر برغبة سادية باللحاق بها وتقبيلها بل أكثر من هذا أيضا ولكن في كل مرة يحاول العودة لوعيه فهذا زواج لعبة فقط
أنت مجرد عامل صيانة وإذا ماعرفت الحقيقة ستكرهك اكثر
رآها وهيا تضع السماعات في أذنها فشعر بالراحة ووضع سماعته هو أيضا ليسترخي ..
لم تستطيع ايجة التركيز إطلاقًا فنزعت سماعتها وفكرت بموضوع تتحدث عنه ...
قالت أخيرا: حسنا إذا !!! ماذا سنقول لجدي؟
رفع بيرك سماعة واحدة عن أذنه..
قال باندهاش: هل قلت شيئا ؟
ابتسمت ايجة وهيا تنظر لعينه : أجل قلت ماذا سنقول لجدي ! يجب أن يكون كلامنا ومعلوماتنا متوافقه الا توافقني الرأي؟ كيف تقابلنا ! كيف أحببنا بعضنا ؟؟
بيرك: لا داعي لهذا ايجة ..
ايجة: لم أفهم !!
بيرك : ستفهمين قريبا عزيزتي والآن دعيني لأنام أفضل لكلانا صدقيني..
زمت شفتيها بغضب ونزعت السماعة بقوة عن أذنه..
قالت: تحدث معي بيرك قلت لك ماذا سنخبر جدي؟
بيرك: لن أقول شيئا ايجة أنت من ستقولين، لن تحتاجي للكذب اخشى هذا ..
رفع اصبعه بينما هو ينظر اليها استأذن منها بإيماءة وأخذ سماعاته وأعادها إلى أذنه واضعا رأسه للخلف وترك ايجة تنظر اليه غاضبه من بروده ...
لم تدرك ايجة مقدار الوقت الذي مضى في الرحلة ، فقد نامت بعمق كأنها لم تنام منذ أشهر ...
لم تستيقظ إلا عندما أضاءت إشارة وضع حزام الأمان و وأعلن القبطان أنهم يتهيأون للهبوط..
رفعت رأسها الذي كان فوق ذراع بيرك العريضة ..
ابتعدت فزعة تمتمت :"آمل أننى لم أسبب لك الملل أو التعب..
ابتسم وقال بدون أن ينكر ماقالته: لا بأس فأنا كما قلتي سابقا مجرد زوج اشتريته بمالك .. إذا لا مانع من استخدامك لذراعي أو أي جزء من جسدي...
شعرت بالصدمة من كلماته المبطنة فقالت : تذكر عزيزي أنك ترفض المال إذا أنت هنا بملئ إرادتك وليس بسبب مالي ..
بيرك : ولكن هذا لايمنع أنك من عرض عليا أن قوم بدور زوجتك أقصد زوجك ...
نظرت اليه ايجة بحقد ... ونظرت إلى النافذة .. رافضة أن تجيبه
انطفأت إشارة وضع حزام الأمان فوقف الجميع للملمة أغراضهم و لاحظت ايجة أنه لا يزال في مكانه ينتظر أن ينتهي الجميع عندما فرغت الطائرة تماما وقف وجمع اغراضه من الدرج العلوي ثم نهضت بعده ..
تراجع فى وقفته ليسمح لها أن تتقدمه خلال نزولهما من الطائرة لاحظت ايجة فيما كانا يمران من الباب أن مضيفة الطيران ثبتت نظرها عليه فقط دفعها فضولها لإلقاء نظرة سريعة إلى الخلف فلاحظت ان المضيفة وضعت يدها على كتفه لتستمهله و تقول له شيئاً ما ربما تقول له على سبيل المثال : هل ترغب فى أخذ رقمى؟ كما فكرت ايجة بجفاء ولكن ماشأنها بالتأكيد لن تنتظر منه أن يكون مخلصا لها وبالتأكيد تلك المضيفة لم تتجرأ لتضحك معه بتلك الطريقة الا وقد شجعها على ذلك التصرف الدنئ ..
أما هو فلم يكن يأخذ بعين الاعتبار أنها ترافقه بل أكثر أنها زوجته ولو أمام الناس .
جعلتها هذه الفكرة تتابع سيرها من دون أن تنظر إلى الخلف
لفحتها برودة طربزون ... مع أنه شهر مايو ولكن هذه هيا طربزون لا تتأثر بالصيف إطلاقًا فمعظم فصول السنة باردة كثيرا .. كانت تعرف هذا لذلك جلبت معطفها الذي ارتدته ما أن خرجت من الطائرة لم تلتفت للخلف لترى ان كان بيرك يسير خلفها ام تراه لا يزال يطبق تلك المضيفة ..
حملت ايجة جواز سفرها وهى تسير عبر المطار العصرى توجهت نحو سير استلام الحقائب وأخذت حقيبتها وتوجهت للخارج غير ابهة ان كان بيرك حولها أو لا ..
سمعت بيرك يقول خلفها مباشرة : مابك تركضين كالهاربة ! انتظري زوجك !! قد يرانا جدك في الخارج ويكشف أمرنا..
لم تنظر ايجة باتجاهه فقد كانت غاضبة كثيرا من تصرفاته منذ خروجهم من البلدية .. شعرت بيده تقبض على كتفها بقوة ..
قال : عندما اتحدث معك انظري لي سيدة ايجة!!
ايجة: وإذا لم أفعل! ها ؟ توقف عن إلقاء الأوامر سيد بيرك وتحدث معي بطريقة لبقة ... أما عن جدي فلن يكون هنا سينتظرني في المنزل كما قالت أمي..
بيرك: ومن سيكون في استقبالنا؟
ايجة : يبدو أن هذه التمثيلية تروقك أيها السيد .. ماذا توقعت أن تأتي العائلة كلها لاستقبالك! ونذهب بسيارة خاصة إلى القصر ؟ اعتذر ولكننا سنذهب بسيارة أجرة والآن هل يمكنك ترك يدي!
شعر بيرك بيده التي تمسك ذراعها بقوة فتركها وهو يشعر بالغضب يغلي من رأسه واصلا إلى أسفل قدمه من هذه الفتاة المستفزة المغرورة ...
لكن ما ان تتجاوز هذا الباب الخاص بمغادرة القادمين حتى تتحول الى اشلاء مبعثرة..
نظر الى وسط عينها الخضراء ثم ابتعد عنها قبل أن يشعر بالضعف .
عادة ما يكون هناك العديد من سيارات الأجرة المنتظرة خارج هذه المطار أما اليوم فلم تجد أي سيارة استدارت تنتظر قدوم بيرك ..
نظرت للخلف لايوجد اثر له ثم سمعت صوته من داخل تلك السيارة الليموزين السوداء التي ظهر من خلف نافذتها ..
فتح نصف النافذه: هل تبحثين عن أحدهم؟
ايجة: أنت ؟ ماذا تفعل هنا؟ أنزل من السيارة قبل أن يراك أحدهم ويتهمك بالسرقة..
بيرك: تعالي من الجهة الأخرى ايجة سيد جمال افتح لها الباب الآخر رجاءًا ...
هذه الصفعة الأولى... جلست ايجة جواره لاتصدق ماتراه ... اغلق جمال الباب وتوجه ليجلس خلف المقود
ايجة: بيرك أنت مجبر أن تعطيني تبرير لما يحصل هنا!!
كان بيرك ينظر للنافذة ولم يجبها.. ثم أغلق الستار العازل بينهم وبين السائق ... بزر التحكم جواره ..
وفجئة هجمت على سترته وأمسكت ياقته لتديره باتجاهها.. اقتربت منه حتى التصقت به
-من أنت؟ ها من أنت!
نظر بيرك ليديها التي تمسى ياقته: أنا بيرك زوجك الذي تزوجتني ل..... حسنا تعرفين باقي القصة على أي حال..
ايجة: أقصد ماذا تفعل أيها اللعين ! ها ؟ هل تحاول أن تصيبني بالجنون ؟
احاط بيرك بخصرها وألصقها به ونظر اليها باحتقار واضح وهو يتأمل تفاصيل وجهها الغاضب تمتم قائلا؛
( أحاول أن اليق بالدور سيدة ايجة ! لما أنت غاضبة)؟
وضعت ايجة ذراعه على كتفه تحاول ابعاده ولكنه الصقها اكثر واستمر في تأمل وجهها ، عينيها ،شفتيها ، وجنتيها.. وكأنه يحفظ ملامحها.. شعرت بالاحمرار يغزو وجنتيها..
قالت: توقف عن النظر الي بهذه الطريقة أيها الوغد ! من أين لك هذه الأموال؟ هل سطوت على بنك! ها ! أم أنك فردا في عصابة مافيا ! اخبرني؟ ثم هل من الممكن أن تبتعد عني أكاد أن اختنق ..
بيرك وهو يبتسم : لا تحاولي مجددا سحب ياقتي سيدة ايجة سينتهي الأمر بك كل مرة بهذه الطريقة هذا أولًا .. أما ثانيا ! فلم أسرق ولست عضو في عصابة لكن رغبتك في البحث عن عريس لتغيظي جدك بأي طريقة جعلك تغفلي عن السؤال عني! واستنتجت أنني عامل صيانة وضيع تتصدقين عليه بأن يكون زوجك .
نظرت ايجة اليه متفحصة وتمتمت ؛ حسنا دعني اولا ...
تركها بيرك فابتعدت عنه وقامت بترتيب ملابسها ...
وشتمت في سرها غاضبة من تصرفة الغير لبق..
أكملت؛ أما ثانيا .. حسنا فمن أنت إذا !!!
ابتسم بيرك وعاد ليعدل جلسته ويتكأ على المقعد لم ينظر اليها ، قال؛ أنا زوجك فقط هذا مايجب أن تعرفيه حتى الان ، وسأقول لك أمرا أخير سأحرص على أن أجعلك تندمين لأنك تزوجتني بتلك الطريق أعدك بهذا

شعرت ايجة بالخوف من كلماته الجادة.. فنظرت اليه
وقالت: ماذا كنت تريد ؟ أي طريقة تحبذ ؟؟ هل تفضل أن اركع على قدمي وأقدم لك خاتم الزفاف ؟
ضحك بيرك وقال: هذا ماكان ينقص فقط.. يمكنك تلاشي الأمر على أي حال افعلي هذا أمام جدك بعد قليل لتكملي لوحة الزوجان العاشقان ..


الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً