عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-20, 10:07 PM   #647

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العشرون

الوعد

حين تعد شخصاً بوعد أو حين تعد نفسك ثم تعجز عن الوفاء بالوعد فهذا لايعني أنك خلفت وعدك وأنك من المنافقين...
أحياناً كثيرة نَعِد ونحن واثقون من التنفيذ ولكن هناك فجوة بين مانَعِد به ونتخيل أننا تستطيع فعله وبين قدرتنا علي التنفيذ وقت أن نُوضع بالفعل في الموقف...
هناك فجوة بين مانقوله ومانفعله ...
ليس تناقضاً ولا نفاقاً ولكن لأن الكلام يختلف عن الفعل
ورغبتك تختلف عن قدرتك الفعلية
ورأيك حين تقف في بدايه العلاقات تتخيل وتتوقع وتُنَظِر يختلف عن رأيك حين يُلقي علي عاتقك الأمر كله
ورأيك الصارم في مشكلة غيرك بالتأكيد سيتغير حين توضع أنت فعلياً في نفس التجربة
ونصائحك الفذة وقتها لن تُفيدك...
نحن ماهرون في نصيحة الآخرين أما حين يتعلق الأمر بنا فننسي في ثانية المثاليات التي نصحنا بها ما أن نتعرض إلي ضغط الموقف الذي لانشعر به إلا حين نتعرض له فعلياً...


أستلقت أماني علي فراشها بغرفة نومها في حين أستلقي هو بجوارها بتعب ووضع رأسه علي صدرها...
أحتضنت رأسه بكفيها أما هو فكان شارداً فيما حدث اليوم لفريدة .....
يشعر أنه يدور في دائرة مُغلقة ...
مشاكل عمر لاتريد أن تنتهي ...
وفريدة لن تتحمل هذا الضغط وهذا ماشعر به اليوم..... يخاف عليها أن تتأثر علاقتها بتيمور بسبب تدخل عمر الدائم ....
ومن يستطيع منعه وبينهما أولاد...
زفر بضيق واستمر في صمته فمسدت أماني علي رأسه بحنان ولم تجد كلمات لتدعمه كعادتها...
بل صمتت لأنها هي من كانت تحتاج للدعم
لقد شعرت اليوم أنها غريبة عن المكان الذي كانت فيه ..لا هي مثلهم ولا من سنهم ...
لم تشعر معهم بالألفة بل شعرت أنها تريد أن تختفي من المكان كله
هل ستبقي هكذا طوال الوقت...
هل ستبقي هذه المشاعر تحاصرها من كل أتجاه
أدركت اليوم فقط أن نظرتها لأمر زواجها منه كانت نظرة غير واقعية......
حين كانت خارج التجربة كانت تنظر للأمور بشكل مُختلف تماماً عن الآن....
هاهي تعترف لنفسها أن المشكلة ليست بفادي
ولا بأخوته... ولا بالناس ....
المشكلة بها هي ....
هي من لاتثق في نفسها....
هي من وعدت نفسها ووعدته في بداية علاقتهما أنها ستحاول أن تكون له ومعه وتتجاهل كل الناس وتحارب أفكارها البالية
وهي من تشعر الآن أنها لا تستطيع
ولكن عليها مقاومة هذا الشعور حتي لاتخسره...
عليها المواجهة والتخلي عن جبنها وضعفها ...
شعرت بثقل رأسه علي صدرها فابتسمت رغم صراع أفكارها
تشعر أنه طفل صغير يحتاج إلي الأعتناء به....
أجمل مافي علاقتهما أنها تشعر معه بكل المشاعر التي تفتقدها فهو الزوج... والحبيب... والأبن

***************
الأيام...

الأيام كفيلة بأن تغير المشاعر وتُقَلِب القلوب...
وليست وحدها الأيام من تفعل ذلك ولكن القلوب المُحبة....
بالحب تستطيع أن تأسر من حولك
وهذا ماحدث معه ...
جذبته وأسرته بأبسط طريقة وهي التلقائية ...
مافي قلبها كان يخرج بتلقائية وبغير تصنع فوصل إلي قلبه أيضا بتلقائية...

جلست نسمة بجواره علي الأريكة وهما يشاهدان فيلم السهرة ...
لقد بدأ في التعافي بعد وعكته الصحية الأخيرة وأكتشافهم أن لديه جرثومة في المعدة وتتطلب علاجاً طويلاً...
وفترة مرضه هذه جعلتهم يقتربون من بعضهما البعض بشكل أكثر....
جعلته يراها بشكل أعمق
أما هي فلم تضيف لها هذه الفترة سوي أن جعلتها تتعلق به بشكل أكبر وهي تري محاولاته الجادة للأقتراب منها ... كانت تشعر في بعض الأحيان أنه بدأ في التجاوب معها من نظرة أو من كلمة...

نظر إليها وهي تجلس بجواره ترتدي منامة قطنية أنيقة مغلقة من جميع الجهات ورغم ذلك كانت رائعة وهي تبرز منحنياتها بدقة...قال لها وهو يراها تتابع التلفاز بشرود :"في ماذا تفكرين؟.."
نظرت إليه بعينيها الحانيتين وابتسمت قائلة:"لا شيء...أتابع الفيلم..."
ثم عادت إلي المُتابعة بنفس الشرود...
أما هو فكان يتابعها هي
لقد أصبحت ملامحها محفورة في ذهنه ...
أصبح لايري غيرها
يشعر أن أي ملامح لأمرأة أخري سواها أصبحت مشوشة في ذهنه...
وتسائل ...هل من الممكن أن تسكن عقولنا ملامح لسنوات وسنوات ثم فجأة تختفي لتحل محلها ملامح أخري؟
جاءته الأجابة بسرعة من قلبه وهي نعم....
تأمل جانب وجهها الجميل هكذا بدون أي ألوان وتسائل لما تصر علي التزين وهي بالخارج ؟...
هو بالطبع لم يكن يُفضل أن يعطيها مجرد أوامر لطريقة لبسها أوهيئتها ففضل أن ياتي الأمر بالتدريج وها هو قد نجح في الفترة الماضية في جعلها تلتزم بالحجاب بشكل أفضل ولغت فكرة ربطه للخلف وإظهار عنقها ...
قال لها وهو مازال ينظر إلي جانب وجهها بأعجاب:"نسمة هل لي أن أسألك سؤالاً.."
ألتفتت إليه بابتسامتها العذبة التي تزين وجهها دائما...
أبتسامتها التي لم تبخل عليه بها رغم جفاءه وجموده معها مايقارب الشهرين هو عمر زواجهما وقالت:"تفضل..." قال لها وهويضيق عينيه :"لماذا تتزينين وأنتِ بالخارج أنتِ جميلة دونها لما لا تحاولين ترك هذه العادة.."
قالت له بتساؤل وابتسامتها تتسع:"أنت تري أنني جميلة دونها؟؟"
قال لها بجدية:"أنتِ جميلة في كل الأحوال ولكن بدونها أشعر أنكِ علي طبيعتك أكثر..."
قالت له وقد أشبع حديثه جانب من أحساسها بأنوثتها:"أنت تعرف أن أي أمرأة تكون حريصة علي أن تبدو بأحسن صورة لذلك لا ضرر من بعض الألوان التي تداري شحوب الوجه أوالهالات التي حول العين أو بعض الخطوط الصغيرة التي بدات تظهر علي الوجه ..."
أدار وجهها إليه فاستقرت أنامله علي وجنتها وقال لها باستغراب :"عن أي علامات تتحدثين أنا لا أري أي شيء... هل تتوهمين؟"
قالت له بهدوء وعضلة في وجنتها ترتجف أثر لمسته:"لا... لا أتوهم كما أنني لا أري نفسي جميلة ...أنا عادية لذلك أضع القليل من الألوان التي تحسن الصورة قليلاً..."
نظر إليها مبهوتاً من أهتزاز شفتيها ....
وإلي نبرة الشك في صوتها ...
وشعر بالجزع ما أن مرت علي ذهنه خاطرة أن يكون ابتعاده عنها هو من جعلها تظن هذه الظنون ...
أهتزت حدقتيه وهو ينظر إليها وهي صامتة فقط تنظر إليه...
نعم مالذي سيجعل أمرأة جميلة مثلها تظن في نفسها هذا سوي غباءه وتقصيره معها...

ولكن يعلم الله أنه ما أبتعد عنها نفوراً منها أو عدم رغبة فيها ولكن أبتعاده كان لأنه لم يرضي لها فُتات مشاعره في لحظة اعترافها بحبها له شعر أنها لا تستحق أن تكون درجة ثانية في حياته ....
لاتستحق أن تكون مها الأولي وهي الثانية...
بمشاعرها له التي كانت حبيسة قلبها لسنوات...
شعر أنها تستحق أن ينتظر قليلاً وهي لاتعرف كيف كان هذا الإنتظار قاسياً علي رجل مثله ولكنه لم يكن يرغب أن تكون هي مجرد زوجة يقضي معها حاجته بشكل عملي إنما أرادها حبيبة ...
ولكن هذا التذبذب الذي يشعر به الآن في نظرتها إليه وأهتزاز صوتها جعله يعرف أنه تأخر ...
ولكن لا بأس...
تأخر ونال ما كان يريده ...
تأخر هو في تحليل مشاعره وتقدمت هي للدرجة التي كان يريدها لها ...
أصبحت هي الأولي ....
أصبحت هي التي في مخيلته...
لايوجد شبح لأمراة أخري الآن...
شعر باختلاجة قلبها ووجد نفسه دون أرادة منه يضع كفه خلف عنقها ويجذبها نحوه ثم يميل علي شفتيها يُقبلها برقة مُتناهية...
أما هي فأسبلت جفنيها تلقائياً ما أن شعرت به يُطبِق علي شفتيها بهذه الرقة والعذوبة ...
يغمرها بهذه المشاعر التي لم تتخيل أن تعيشها معه يوم...كان رقيقاً معها وهو يبثها حبه وأشواقه ...
كأنه يعلمها درساً من دروس الحب وما أن أبتعد عنها مقدار نفس واحد حتي شعرت بالخجل الشديد منه وهمت بالفرار من أمامه فجذبها إليه مرة أخري وضمها اليه بشوق وهو يحرك يديه علي ظهرها صعوداً وهبوطاً يسحب رائحة العود خاصتها إلي رئتيه بشوق
لم يكن يدرك أنه وصل معها إلي هذا المدي....
ليس هذا فقط بل شعر أنه يريدها كزوجة...كحبيبة... أبتعد عنها فجأة فشعرت بالأحباط وهو يبتعد عنها هكذا وأغمضت عينيها بألم ...
ظنت أنه أندفع معها ليس أكثر وأنه سيعود لجموده معها ... وتسائلت هل مازال يحب طليقته كل هذا الحب ولا يستطيع أن يقربها هي ولكنها لم تجد الوقت للأجابة فقد مال عليها وحملها فجأة وقطع المسافة من حجرة المعيشة إلي حجرة النوم عدواً وأغلق الباب خلفه....
وأغلقت عينيها خجلاً ولم تفتحهما ثانية...

حين نحلم بأجمل الأحلام نكون مُغمضي العينين..
لذلك آثرت أن تغمضهما فربما تكون تحلم وهي لاتريد أن تصحو من هذا الحلم...
*************

صباح اليوم التالي


أنتبه جزأ من وعيها قبل أن تستجيب عينيها وأسترجعت تفاصيل الليلة السابقة بالتفصيل....
لا تصدق نفسها.....
لا تصدق أنها عاشت هذه المشاعر معه وهو الذي كان بعيداً بُعد نجوم السماء...
هاهو أصبح لها ..لم تشعر للحظة وهو معها أنه مُجبر...لم تشعر أنه لايريدها أو أنها مفروضة عليه بل شعرت بصدق مشاعره وأحاسيسه معها فهل هذا حصاد الصبر؟
لا تعرف لما لاتريد أن تفتح عينيها
هل تخاف أن تصحو وتراه حُلماً....
نعم ربما حُلماً
لا.... ليس حُلما ...تشعر بذراعيه يحيطان بها...وتشم رائحته بالقرب منها
لا ليس بالقرب منها فقط
أنها تنام فوق ذراعه وهو يبدو أنه مستيقظاً ...
تشعر بشفتيه تداعبان شعرها....
أبتسمت وفتحت عينيها أخيراً فلابد أن تفتحهما
وما أن فتحتهما ورأته ينظر إليها هذه النظرة الجريئة حتي أغلقتهما مرة أخري ودفنت وجهها في صدره ...تحتمي به منه.....فضحك عالياً وقال لها:"أفتحي عينيكِ..."
فتحت عينيها ببطء لتجد نظرة غريبة عليها منه...
فهو يبتسم ملأ شِدْقيه وعينيه أيضا تبتسمان
وجهه كله كان به شيء جديد...
أما هو فكان يشعر بتخمة....
تخمة في المشاعر….
قالت له وهي تحاول أن تتغلب علي إحراجها من مواجهته :"أنا جائعة ....سأقوم لأعد الأفطار...نظرت إليه فكان ينظر إليها نظرة غير بريئة فأردفت: ألا تشعر بالجوع؟؟"
أبتسم قائلاً:"بل جائع ...جائع جداً ...."

بعد وقت طويل وكانا لايزالا في فراشهما رن هاتف عبدالله فتجاهله فقالت له وهي تتحسس وجهه بأناملها وكأنها تستكشفه لأول مرة:"ألن ترد؟"
قال لها :"لا لن أرد ...ربما يكونوا يريدونني في الجامعة وأنا لن أذهب اليوم؟."
قالت له ببراءة :"لماذا؟؟."
قال لها وهو ينظرإلي كل لمحة في وجهها:"ألا تعرفين لماذا؟"
أخفضت وجهها عنه وهي تشعر إنها تكاد تذوب من فرط السعادة فعلي صوت هاتفه مرة أخري فالتقطه ليجد عمر هو المُتصل فأجابه قائلاً :"ماذا تريد علي الصباح هكذا ...ألم تكن مُسافراً اليوم؟؟"
تنحنح عٌمر وقال له بتهذيب ليس من عادته:"سأسافر بعد عدة ساعات ولكن أريد ان أطلب منك شيء..."
أعتدل عبدالله قائلاً:"تكلم ماذا تريد؟"
تنحنح عمر قائلاً:"رؤي هي وأمي أصبح مكوثهما معا وحدهما صعباً وكما تعلم أنا مٌسافر ورؤي مُصرة أن تذهب إلي بيت والدها ولا أريد أن أترك أمي بمفردها.."

فهم عبدالله قصده فقال له:"لا طبعا لايصح أن تجلس بمفردها سأأتي وأأخذها لتبقي لدينا لاتقلق..."
قال له عُمر بنبرة إرتياح:"حبيبي ياعبدالله أشكرك..أنا سأوصلها إلي عندكم قبل أن أسافر مُباشرة.."
أغلق عبدالله معه وكتم أحباطه داخله فهو كان يُخطط لأشياء كثيرة اليوم ...قص علي نسمة ماحدث وقال لها بلهجة عملية وهو ينفض الفراش بعيداً:"هيا لنتناول الأفطار قبل أن أنزل..."
أتسعت عينيها قائلة:"ألم تقل أنك لن تذهب اليوم؟"
قال لها بلهجة مرحة:"تذكرت أشياء هامة....وأيضا حتي تجلسي مع والدتك قليلاً فلكما فترة لم تتقابلا...."
أومأت له برأسها وأبتسمت أبتسامة صغيرة وأخذ هو منشفته وأتجه إلي الحمام ....
ورغم أنه يري أنه بالطبع فعل الصواب بترحيبه بها فلم يكن يفعل غير ذلك...ولكن هذا لم يمنع الخوف من أن يتسرب إليه ...فهو يعلم أنها لم تكن مُرحبة بزيجتهم فهل ممكن بوجودها بقربهم ومتابعتها لحياتهم عن قرب أن تؤثر علي نسمة ...
أم أن نسمة حبها له قويا وسيظل قويا حتي النهاية

*****************
أغلق عُمر الخط مع عبدالله وهو يشعر بالضيق لأنه وٌضِع في هذا الموقف المُحرِج... أستدار حول نفسه بمقعده الدوار في غرفة مكتبه في منزله وعاد بذهنه لأول أمس

أول أمس
كان الثلاثة أولاد يجلسون بجوار جدتهم صامتين .... يعلمون أن ما أن يعرف والدهم بأمر زواج والدتهم فإن هناك حتما مشكلة كبري ستحدث .....
أخذ عبد الرحمن يفكر هل تم بالفعل عقد القران أم أنه تم تأجيله ....وتمني في نفسه لو كان عُقِد وأنتهي الأمر
قالت لهم كريمة وهي تهم بالقيام :"سأقوم لصلاة المغرب ثم نظرت إلي سمر وسهر قائلة:من ستصلي معي"
قامت البنتان خلفها حتي تتوضئان أما عبدالرحمن فكان صلي بالفعل ما أن أذن المؤذن

كانت رؤي تضع اللمسات الأخيرة على الطعام الذي أشتروه من الخارج كالعادة ....
وكان عمر يجلس في غرفة مكتبه يقوم بعمل بعض الاتصالات الخاصة بعمله.....
وما أن أنهت كريمة والبنات الصلاة وخرج عمر من مكتبه حتي بدأت رؤي في وضع الطعام بمساعدة سهر وسمر وما أن أكتملت المائدة حتي قالت رؤي لعمر :"هيا حبيبي الطعام جاهز.... "
نظر إليها عمر بضيق فقد نبهها مراراً أن تقوم بدعوة والدته علي الطعام أولاً ولكنها دائما تنسي...."
زفر زفرة مكتومة وقال لوالدته :"هيا أمي...."
قامت كريمة وهي تفهم جيداً أن رؤي تتجاهلها
وجلسوا جميعاً حول المائدة

بعد إنتهاء الطعام بدأ الأولاد الثلاثة في حمل الأطباق إلي داخل المطبخ....
نبهتهم فريدة إلي هذا الأمر كثيراً ألا يكونوا ثقالا في أي مكان يتواجدون به ولايدعوا أحدا يتضايق منهم
قال عمر لرؤي وهو يتجه نحو مكتبه:"حبيبتي من فضلك الشاي لي في مكتبي ولأمي هنا لدي عمل هام ساعة بالضبط وسأخرج للجلوس معكم..."
إبتسمت له رؤي إبتسامة صفراء ....
لما يُغْلِق هو علي نفسه غرفته وهي مطالبة بالجلوس مع أسرته التي لا تطيق أي منهم ... ويطلب منها خدمتهم أيضا ....يكفي أنه يرفض أن يحضر لها خادمة مُقيمة وترسل لها أمها خادمتها مرتين أسبوعياً لتقوم بعمل ماتحتاجه ...
دخلت إلي المطبخ بعد أن أنتهي الأولاد من حمل كل الاطباق الي الداخل وقامت بعمل كوبين من الشاي وهي تتأفف وما أن إنتهت حتي دخلت إلي غرفة المعيشة فلم تجد كريمة ووجدت الثلاثة أولاد في الشرفة فوضعت كوب الشاي خاصة كريمة بعنف علي المنضدة الصغيرة حتي تساقطت بعض القطرات علي المنضدة ولم تنتبه أن نظارة كريمة الطبية ذات الزجاج الرقيق كانت في نفس المكان وتناثرعليها الكثير منه حيث كانت تملأ الكوب عن أخره
ثم دخلت إلي حجرة المكتب ووضعت كوب عمر أمامه بهدؤ ومالت علي مقدمة المكتب قائلة بدلال :"متي ستنتهي ؟..."
رفع نظره إليها وابتسم ابتسامة رزينة وفتح فمه حتي ينطق ولكن الكلمات توقفت علي لسانه وهو يسمع صراخ أمه فهرع إليها بسرعة وهي خلفه فوجدت كريمة تقف في منتصف غُرفة المعيشة تمسك نظارتها العتيقة في يدها وتنظر إليها بجزع والثلاثة أولاد يقفون في الشرفة ينظرون إليها بلا فهم فقال عمر وهو يقترب منها:"ماذا بك أمي ....ماذا حدث؟"
قالت كريمة بحنق:"من وضع كوب الشاي هنا؟"
قالت رؤي ببساطة:"أنا..."
قالت لها كريمة بعينين مُتسعتين وبصوت غاضب وهي تُشير إلى الشاي المسكوب حول الكوب:"وهل هكذا يوضع الشاي... ثم أشارت إلى نظارتها التي شُرخ زجاجها قائلة بغضب:أنتِ كنتِ تقصدين أن تفعلي هذا بنظارتي"
قالت لها رؤي بحنق :"ولما سأقصد؟...."
قالت كريمة بكل الغضب المكبوت بداخلها طوال الشهرين الماضيين:"لأنك ببساطة لا تحبينني ولا تستسيغين وجودي هنا....أنا أفهم ذلك جيداً..."
نظرت رؤي إلي عمر وقالت بهدوء حتي لاتفقد أعصابها أمامه:"أنا لم أقصد ذلك ...ثم أن نظارتها هذه قديمة لها سنوات فطبيعي أن يحدث لها ذلك ....بالتأكيد عمرها الإفتراضي إنتهي..."
قال عمر في محاولة لفض النزاع:"لا عليكِ أمي من الغد يكون عندك أفضل منها ... بالتأكيد رؤي لاتقصد..."
قالت له بحنق:"بل تقصد ...."
نظرت رؤي إلي كريمة نظرة حارقة وقالت ببرود وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها :"حسناً كما ترين...."
ثم تركتهم ودخلت إلي غرفتها وأغلقت الباب بعنف في حين كان الثلاثة أولاد مصدومين من الحوار والصوت العالي فمالت سهر علي سمر قائلة وهي تجز علي أسنانها:"هل لكِ دخل فيما حدث؟"
لكزتها سمر بمرفقها في ذراعها قائلة:"أصمتي ...ماذا لو سمعك أحد...ثم ألست واقفة معكم من قبل أن تضع هذا الشاي المنحوس ولم أدخل للداخل....ثم أردفت مُتهكمة:هل أطير مثلاً.... "
قال عبد الرحمن بخفوت :"هل تريدون الحق"
مالت أختيه عليه فأردف هامساً:يبدو أن أمي نفدت بجلدها من هذه المهاترات والمشاحنات التي لا تنتهي ....فجدتكم ماشاء الله صحتها جيدة ويبدو أن الفراغ يخلق لديها طاقة هائلة تريد أن تفرغها كل فترة..."
ضحكت البنتان عليه في حين كان أنتهي عمر من مُراضاة أمه ودلف إلي رؤي التي كانت تجلس علي طرف فراشها تحترق من الغضب فقال لها مُعتذراً :"أعتذر نيابة عنها" ثم قبل رأسها فقالت له بصوت عالي :"عمر أنا لن أستطيع التحمل أكثر من ذلك"
فقبل وجنتيها برقة قائلاً:"ومن أجلي..."
قالت وقد هدأ غضبها قليلاً:"عمر الوضع أصبح صعبا"
مال علي شفتيها بقبلة ناعمة ثم قال لها وهو يجذبها إلي صدره:"هيا حتي تراضي أمي أنتِ الصغيرة وبالطبع لن تعتبي عليها... هيا حبيبتي حتي عندما أسافر أكون مُطمئناً عليكما وأنتما تجلسان معا..."
أبتعدت عن صدره وقالت له بحزم:"حين تسافر أنا سأذهب بيت أبي أجلس هناك وأعتقد أنه لايصح أن تجلس والدتك هنا بمفردها لذلك أقترح أن تذهب عند نسمة..."
قال لها مُعارضاً :"من قال أنك ستجلسين هناك وأنا مُسافر"
قالت له بهدوء مستفز:"أبي......أبي من قال ذلك... لذلك إن كان لديك إعتراض حدثه "
ثم قامت لتبدل ملابسها لملابس خفيفة حتي تنام ....
نظر إليها بغيظ ولكنه لم ينطق بحرف....
ثم استقام وخرج ليجلس مع والدته وأبناؤه وهو يشعر بالحنق منها

*****************يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس