عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-20, 10:13 PM   #648

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ثلاثة أيام

جلست فدوي علي الفراش في غرفة فريدة تفرز كل ما أشترته الأيام الماضية يخص مناسبة يوم الخميس
كانت تشعر بالتوتر فلأول مرة ستري أهل سامر ...
تشعر أنها ستكون تحت المجهر وتخشي من تقييمهم... قالت لفريدة التي تقف خلف ستائر نافذة حجرتها منذ فترة تنظر للأسفل:"فريدة هل هكذا أتممنا كل شيء؟؟"
قالت لها فريدة بشرود:"نعم حبيبتي ....أحضرنا كل شيء"
أستقامت فدوي ووقفت بجوارها فرأت تيمور يجلس في الحديقة مع والده وأخوته ... قالت لها وهي تحيط كتفيها بذراعيها:"هل أشتقتِ إليه؟"
قالت لها وهي تجاهد حتي لاتنزل دموعها:"جداااا يافدوي ...إشتقت إليه جداً "
قالت لها فدوي بحنان :"لما الحزن ألم يرد عليكِ مؤخراً..."
قالت فريدة بصوت مكتوم:"ردود مُقتضبة يافدوي...لا أعرف ماذا فعلت أنا لكل هذا ؟؟"
مطت فدوي شفتيها وقالت لها بتهكم:"ألا تعرفين ماذا فعلتي ...ثم أخذت تعد علي أصابعها: قمتي بالرد علي عمر رغم أنه حذرك من هذا وبالرغم من تواجده معكِ في نفس المكان... وأثناء حوارك مع شقيقه قلتِ له مامعناه أنكِ تسرعتِ في الزواج منه ...ماذا تتوقعين منه أن يفعل؟؟"
ألتفتت إليها قائلة بندم وملامحها يبدو عليها البؤس:"لم أكن أقصد صدقيني... لم أقصد مافهمه ولم يعطيني فرصة لكي أشرح له.."

أما في الأسفل فكان الدكتور فؤاد يجلس مع أبناؤه في الحديقة .....قال تيمور لأخوته وهم يجلسون في دائرة يحيطون بوالده :"هيا ألن تذهبوا إلي بيوتكم..."
قال إياد بمشاكسة:" لما لا تذهب أنت إلي بيتك وأنا أبيت مع أبي.."
قال تيمور باقتضاب:"لأن هذا يومي..."
قال شهاب لأياد وهو يرفع حاجبيه:"أخوك لو يستطيع سيبيت هنا طوال أيام الأسبوع ...ثم أجلي صوته قائلاً:وعلي بلد المحبوب وديني..."
قال إياد وهو ينظر إلي تيمور مُتفحصاً :"لما أشعر أن الجو مُلبد بالغيوم مُنذ يوم الجمعة..."
قال لهم تيمور بمزاج عكر:"يبدو أن كل واحد منكما لايريد الذهاب إلي بيته وزوجته فستجعلوني تسليتكم.."
أستقام شهاب واقفاً وهو يتثائب وقال لتيمور بصوت مٌرهق :"لا لا أنا سأذهب حالاً ...ثم قال لإياد:هل ستذهب معي؟"
قال له إياد :"نعم ثم نظر إلي والده قائلاً وهو يُربِت علي كتفه:هل أخذت كل أدويتك؟"
قال فؤاد وهو ينظر إلي تيمور الذي لم تنخفض عينه عن النافذة العلوية:"لا ...تعال معي قبل أن تمشي وأعطني أياهم قبل أن أنام..."
قال له تيمور باهتمام :"أنا معك أبي...سنفعل ماتريد بعد ذهابهم.."
قال له فؤاد وهو يستقيم ليدخل مع إياد:"لا أنا أريد إياد أبقي أنت..."
أخرج إياد لتيمور لسانه في حركة صبيانية فابتسم تيمور إبتسامة صغيرة
ثم دخل إياد مع والده الذي يعلم أن تيمورعلي خلاف مع فريدة منذ أخر مقابلة فظن أنه ربما يكون يريد أن يتحدث معها ففضل أن ينام هو ويرحل شهاب وإياد ليبقي تيمور بمفرده.....

بعد قليل

بعد أن نام والده ورحل أخوته بدل ملابسه لملابس بيتية مٌريحة وأخفض الأضواء وجلس في الحديقة بمفرده... يشعر بالحنق منها منذ ماحدث في المرة الأخيرة...
يشعر بالغيرة والغضب لأنها تحدثت مع طليقها وهي تعرف أن هذا الأمر يزعجه
يشعر بالاستياء منها لأنها قالت أن زواجهم جاء بسرعة....
شعر أن مكالمة طليقها لها أربكتها....
هل لو لم يكونوا عقدوا القران كانت ستتراجع بعد هذه المكالمة؟؟...
أنها كانت تطير من السعادة معه وبمكالمة واحدة تبدل حالها ...فماذا سيحدث لها عند المواجهة الحقيقية؟
زفر بحنق وعقد ساعديه أمام صدره وهو يشعر بالضيق الشديد
كان ينظر كل دقيقة إلي نافذة حجرتها ورغم أن الضوء مُغلق ولكنه يشعرلا يعرف لماذا أنها خلف النافذة وتراه....
قال لنفسه باستياء:"ومادمت لا تستطيع الأبتعاد هكذا لما كنت ترد عليها ردودك السخيفة حين كانت تحدثك؟"
قطع حديثه لنفسه رنين هاتفه فنظر فيه وكانت هي ففكر ألا يرد ولكنه أقنع نفسه أنها غالباً تراه فرد عليها قائلاً باقتضاب :"أفندم؟"
ردوده هذه تؤلمها بشدة ....
قالت له بصوت مُختنق:"كيف حالك؟"
قال لها بفتور :"بخير هل هناك شيء؟"
قالت له :"لماذا تجلس وحدك ؟"
قال لها ببرود:"نصيبي...نصيبي أن أجلس وحدي... هل تريدين شيء لأني أريد أن أنام؟"
قالت له بصوت مُختنق :"لا "
أغلق الخط وهو يضرب قبضته في المقعد المجاور له عدة ضربات عنيفة...
كان للتو يشتاق لها فلما عندما حدثته فعل هذا؟؟ ماذا يريد بالضبط؟؟
فكر في الأتصال بها ولكنه أرجأ هذا لوقت آخر فالأفضل ألا يحدثها وهو غاضب حتي لايؤذيها بكلماته....
تناول هاتفه وأخذ يٌقلب فيه بلا أهتمام ثم أخيراً فتح تطبيق الأغاني المٌهمل علي هاتفه ...التطبيق الذي تستمع منه هي إلي أغانيها وتقوم بمشاركتها فيعرف مباشرة حالتها في هذا الوقت

بحث عن أغنية قديمة يعشقها هوويشعر أنها مُعبرة عن حالته حاليا ...
قام بمشاركتها أولاً ثم عاد ليستمع إليها فوصلها تنبيهاً بأنه قام بمشاركة منشورا وما أن رأته حتي فتحت هي الأخري الأغنية لتستمع اليها وهي تقف بجوار النافذة

إنسابت في أذنيه كلمات سيد مكاوي وهو يجلس وحيداً في الظلام وينظر للأعلي وملامح وجهه تغني عن أي كلام

وحياتك ياحبيبي.... ريح قلبي معاك
غٌلب الحب معايا وتعب الشوق وياااك
ماتفوتنيش أنا وحدي..أفضل أحايل فيك
متخليش الدنيا تلعب بيا وبيك
خلي شوية عليا وخلي شوية عليك

شعرت بالألم يحرق قلبها وهي تراه يجلس وحيداً يستمع الي هذه الكلمات ..هل هذا هو مايشعر به الآن؟؟؟
أجابت عليها الكلمات التي تجلدها كالسياط

عمر هوانا بيجري بيجري شوف راح منه كام
ساعة شوق ومحبة.... وشهر بعاد وخصام
ويبقا الحب تايه مش عارف أحنا فين
زي المركب ماتبقي محتارة بين شطين
لكن لأمتي ....ياعيوني أنت
نبقي حبايب ومش حبايب لحد أمتي


أغمض عينيه وزفر زفرة حارة وأخذ يضرب قبضته ضربات رتيبة في ذراع المقعد الذي يجلس عليه

أما هي فعند هذه النقطة قررت أن تنزل له حتي لو أستقبلها ببرود أو رد عليها كما رد عليها في الهاتف...
يبدو أنها بالفعل أخطأت دون قصد...
بدلت ملابسها في لمح البصر فوضعت نفسها في بنطال جينز وفوقه بلوزة قطنية متوسطة الطول ووضعت علي رأسها وشاحاً صغيراً ربطته بعشوائية وقالت لفدوي التي كانت للتو ستنام:"فدوي أنا سأنزل عند تيمور..."
إبتسمت لها فدوي قائلة:"خذي مفاتيحك معك لأني سأنام ...وطيبي خاطر الطبيب فهو يٌحبك ولايستحق منك ذلك..."

أومأت لها برأسها وماهي إلا ثواني وكانت ترن جرس شقة الدكتور فؤاد وما أن سمع تيمور صوت رنين الجرس حتي إبتسم رغما عنه وأسرع ليفتح ....
مرعلي المطبخ في طريقه فوضع الهاتف الذي ينساب من خلاله صوت مكاوي علي منضدة المطبخ ثم فتح الباب ليجدها تقف أمام الباب كقطة مؤدبة تشبك أصابعها معا وتعض علي شفتها السُفلي كمن فعلت فعلة...
فوضع يده في خصره واليد الأخري أستند بها علي أطار الباب الداخلي وقال لها بصوت بارد جاهد حتي خرج عكس مايشعر به:"هل هناك شيء؟؟"
قالت له وهي تنظر إليه وقد إشتاقت إليه بشدة:"هل سنتحدث علي الباب؟؟"
زفر زفرة حارة ثم قال لها وهو يبسط ذراعه كله أمامها :"لا طبعا لايصح ...تفضلي..."
دخلت معه إلي الداخل وهي مازالت علي نفس هيئتها كقطة بريئة لم تفعل شيء فوقف مُتخصِراً بملامح مُمتعضة وقال لها ببرود:"ها قد دخلنا ماذا هناك؟؟"
قالت له ببراءة وهي تشير إلي المطبخ في محاولة منها لكسر الحاجز الذي يضعه بينهما منذ ثلاثة أيام:"ألن تدعوني علي أي شيء أولاً..."
نظر إلي عينيها يحاول أن يقرأ مافيهما ثم قال لها بنفس النبرة الباردة وهو يتقدمها:"تفضلي ...ماذا تريدين؟؟"
قالت له بوداعة:"هل لديكم أرز باللبن؟"
لم يستطع أن يمنع نفسه من الإبتسام ...
هاهي تعود إليه وتُراضيه ...
ها هي مُتمسكة به وبحبها له..
وربما هذا فقط ما كان يريد أن يشعر به ...
لملم إبتسامته ولحسن الحظ كان يوليها ظهره ...

رسم علي ملامحه الجدية والتفت اليها قائلاً:"لا ليس لديناً سأحضر لكِ في وقت لاحق...ماذا تريدين غيره الآن..."

قالها وهو يتجه نحو الثلاجة فتقدمت منه ووقفت أمامها قبل أن يفتحها قائلة باشتياق:"إشتقت إليك ياتيمور لما تفعل هذا معي؟"
هاهي تقول تيمور بنفس النبرة المؤثرة التي تجعله يكاد يجذبها إليه ويسحقها سحقاً بين ذراعيه ولكنه تماسك ووقف مُتخصراً حتي يمنع يديه من لمسها وهي بهذا القرب وقال لها بصوت جامد:"فريدة أنتِ أخطأتي في حقي المرة السابقة... أخطأتي حين أجبتِ ذلك الأتصال... وأحرجتيني جداً بين الجميع حين قلتِ أنني تسرعت في الزواج وكأنني أجبرتك وأنتِ لا تريدين ...."

إقتربت منه أكثر وفغرت شفتيها ومسدت بكفيها علي ذراعيه قائلة بصدق :"صدقني لم أقصد كل هذا أنا فقط حين شعرت بالخطر حول أبنائي توترت وطبيعي ياتيمور أن أتوتر هذا رغماً عني..وصدقني حين أجبت الأتصال لم أكن أقصد ألا أطيعك ولكني شعرت أن هناك رسالة يريد أن يوصلها لي وهذا ماحدث بالفعل كما رأيت....تحسست ذراعيه بأناملها برقة أذابت أعصابه ولكنه لم يبدي أي أستجابة إلي أن وصلت إلي كفيه فأحاطتهما بقوتها الواهية وقالت له:"أنت تعلم كم أحبك...ولا أتحمل أن أراك غاضب مني هكذا...."

لمعت الدموع في عينيها فأشفق عليها وكاد أن يجذبها إليه وينهي أي خلاف بطريقته ولكنه أراد أن يكمل مابدأه من أجل مستقبل علاقتهما فقال لها بجدية وهي مازالت تقف أمامه وتحيط كفه بكفها دون أن يستجيب لها هو بضغطة علي كفها تعطيها الأمان أنه سيلين لها :"فريدة أسمعيني ...أنتِ تحبينني أنا أعرف ولكن ربما أكون أنا رقم أثنين في حياتك أبناءك أولاً وأنا ثانيا" ...
هزت رأسها يميناً ويساراً وقالت:"ليس صحيح كلكم عندي في مرتبة واحدة.."
فاكمل بجدية وكأنه لم يسمعها :ولا أستطيع لومك... ولكني أريدك أن تكوني أقوي من ذلك ...نحن تزوجنا وسيأتي وقت قريب وتواجهي وفي نفس الوقت تتمسكي بأبناءك ...وأنا معك وأخوتك معك ... وأبناءك نفسهم معك...فما يحدث من إنهيار كلما أقترب الوقت لا يصح... لابد أن تكوني قوية وتتمسكي بأولادك وبي.....ثم أردف بصوت صلب : أنا أيضا أريد أن أشعر بمدي تمسكك بي وليس أعتقادك الدائم أننا تسرعنا..."

ضغطت بأناملها علي أنامله وقالت له بهمس :"أنا بالفعل توترت وقتها ولكن ماوصلك لم يكن ما أقصده... أنا أحبك ومتمسكة بك وسأواجه الجميع بزواجنا وسأتمسك بأبنائي...فكرة أن يفرض أحد علي الأختيار بين خيارين فراق أحدهما مستحيل أصبحت غير واردة منذ أن دخلت حياتي... أنت قلبت كل الموازين....وغيرت جميع خططي ..."
كلماتها جعلته يلين ونظرة عينيها المُترجية جعلته يهدأ فأردف قائلاً بهدوء:"حسناً فريدة أعتقد أن ماحدث كان لابد أن يحدث حتي نضع النقاط علي الحروف في هذا الأمر.."
صمت وصمتت هي الأخري... ينظران إلي بعضهما فقط هو نظراته بها الكثير من اللوم والعتاب والضيق وهي نظراتها مُعتذرة مُتألمة ليأتي صوت سيد مكاوي الذي لم ينتبها له وهما يتحدثان طوال الفترة الماضية ليقطع صمتهما

الليل بدموعه قاسي وياويلي من ساعاته
والصبر لسة ساكت وياويلي من سكاته
يوعدني بفرحتي واستني بضحكتي
زي الوردة ماتبقي مستنية الندي
وتغيب وتفتكر وتجيني وتعتذر
فين القلب اللي يقدر يستحمل كل ده



نظرت إلي الهاتف الذي ينبعث منه الصوت الدافيء ثم نظرت إليه ووجدت ملامحه مازالت جامدة فاستطالت علي أطراف أصابعها وطبعت قبلة دافئة علي وجنته...ثم أردفت برقة:"أعتذر أن ماوصلك عكس ما أقصده..."
قال لها وهو يشيح بوجهه :"حسناً فريدة أنتهي الأمر.." أبتعدت عنه قليلاً وقالت له بخجل:"أنا قلت لك أن الأولاد لديهم أجازة عدة أيام الأسبوع القادم وسيقيمون عند جدهم...."
قال لها باقتضاب:"نعم أعرف..."
تنحنحت قائلة :"أنت قلت أننا ربما يكون هذا الوقت مناسب لنا أن نذهب إلي أي مكان معاً.."
قال لها وهو يشيح بوجهه بعيداً :"سأري وأقول لكِ..." كان يتألم مما يفعله ولكن في نفس الوقت يريد ألا يتكرر هذا الأمر مرة أخري لذلك رأي أن يكون حازماً معها

قالت لنفسها باستياء:هل سيظل علي هذا الجمود؟؟ ألم أعتذر له...
نظرت إليه وهو يقف أمامها مٌتخصراً ثم قالت له بيأس:"حسنا سأصعد أنا الآن هل تريد شيء؟"
قال لها :"شكراً"
سحبت كفيها من كفيه ببطء ودموعها تهدد بالأنفجار وما أن همت بالأستدارة حتي جذبها من ذراعها حتي عادت تقف أمامه مرة أخري قائلاً وهو يدعي الجدية :"قُلتِ أجازة الأولاد كم يوم؟"
عادت الدماء إلي وجهها مرة أخري والحياة إلي صوتها وأشارت بأصابعها الأربعة أمام وجهه فأردف وقد زال الجفاء من نبرة صوته:أين تريدي أن تذهبي ؟"
قالت له وهي تتعلق بذراعيها في عنقه كالأطفال و تنظر إلي عينيه اللتان تري فيها العاطفة ولكنه يرفض أن يجاهر بها :"أي مكان ...المهم أن أكون معك.."
عند هذه النقطة لم يستطع أن يكمل في جموده معها فأحاط خصرها بذراعيه بقوة هائلة ومال علي شفتيها بنفس القوة ...تعلقت فيه وكأنها كانت عطشي ووجدت الماء ...

أحساسها أنه عاد إليها تيمور حبيبها بعد جفاء الأيام الماضية جعل قلبها يختلج في صدرها بعنف...
وهذا ما أصابه بعد أن منع نفسه عنها لأيام وهو الذي عقد قرانه بهذه السرعة حتي لايسمح لها بالأبتعاد....
كان كلاهما يعيش علي ذكري الليلة التي باتت معه فيها في المشفي... كانت هذه الليلة تحمل لهما معا أجمل الذكريات لتأتي هذه الدقائق ويشعران أن ماعاشوه وقتها لم يكن سوي نقطة من بحر عشقهما ...
أبتعدت عنه بصعوبة وقالت له وهي تدفن وجهها في كتفه :"والدك هنا لايصح ذلك.."

قال لها بصوت خرج بصعوبة وهو يضمها إليه أكثر:"أبي نائم..."
ثم رفع وجهها إلي وجهه مرة أخري ولم يكد يقترب حتي رن هاتفها في جيب بنطالها فانتفضت وأخرجته بسرعة لتجد أن سمر تتصل فردت عليها وأجلت صوتها قائلة :"نعم حبيبتي"
في نفس الوقت الذي دفن وجهه هو في عنقها وأغمض عينيه...فقالت لها سمر التي قلقت من نومها ولم تجدها:"أين أنتِ؟"
قالت لها بصوت ثابت:"أنا عند جدو فؤاد كنت أطمئن عليه..ثم أردفت بسرعة: سأصعد حالاً..."
أغلقت معها لتجد تيمور يتشبث فيها بقوة...فحمدت الله أنهما تجاوزا هذه الأزمة وقالت له وهي تمسد علي مؤخرة شعره بحنان :"لابد أن أصعد.."
فقال لها بصوت مٌتحشرج :"ولابد أن نكون في بيت واحد معا...."
تخللت خصلات شعره بأناملها قائلة :"حسناً أنا مُستعدة..."
إبتسم من نبرة الثقة والعزيمة التي أصبحت في صوتها عوضا ًعن الانهزام والاستسلام والخوف الذي كان يعتريها في الأيام الماضية....
وقال لها:"لقد حدثت مكتب الxxxxات وقلت لهم علي المواصفات التي نريدها وقريباً بأذن الله سنجد مكان يتسع لنا جميعاً....
زفرت قائلة:"بأمر الله...."
قال لها وهو ما زال يحتجزها بين ذراعيه :"سأرتب لنكون معاً من يوم الخميس...نذهب معا إلي أي مكان ..."
قالت له لتذكره :"لا الخميس موعد خطيب فدوي هل نسيت؟...ثم أردفت:نستطيع الذهاب يوم الجمعه.."
طبع قبلة علي عنقها قائلاً:"بعيد يوم الجمعة ...سأأخذك يوم الخميس بعد موعد فدوي..."
قالت ضاحكة :"لا بأس...ثم أردفت :سأذهب مع فدوي من الغد إلي منزلنا حتي نرتبه لأستقبال سامر وأسرته..."
قال لها باهتمام:"ممكن أن تأتي إلي المشفي غداً نصف ساعة قبل أن تذهبي....الجميع يريدون المباركة لنا ..."
قالت له براحة :"حسناً حبيبي ..أتفقنا...ثم قالت له وهي تمرر راحتها علي مؤخرة شعره:أريد أن أصعد..."
قال لها وهو يتشبث بها أكثر:" أصعدي...."
ضحكت قائلة :"أتركني أذن..."
قال لها مُمازحاً:"لم أُضايفك بأي شيء وأنتِ في الأساس دخلتي المطبخ لأضايفك..."
قالت له وهي تنظر إلي ملامح وجهه التي عادت مرة أخري إلي هدوئها وقد أدركت أن تيمور يأتي بالمراعاة والتفهم والاحتواء لا بأي شيء آخر:"كل هذا ولم تضايفني...ثم أنني لم أعد ضيفة أنا أصبحت صاحبة مكان..."
قال لها بصدق:"أنتِ منذ البداية وأنتِ صاحبة هذا المكان وأشار بيده إلي قلبه ..."

****************

في اليوم التالي

ما أن صفت فريدة سيارتها أمام باب المشفي حتي وجدت تيمور أمامها ينتظرها حتي يصعدا معاً ....
كان جميع من عرفوا يريدون المُباركة لهم وكان هو حريص علي أن يعرف الجميع بأمر زواجهما ....
أغلقت سيارتها وما أن هبطت منها حتي وجدته يقترب منها قائلاً بابتسامته الجذابة :"حبيبتي ....."
إبتسمت له قائلة :" لقد تأخرت عليك...أعتذر ولكننا كنا نجهز كل ماسنأخذه معنا من أجل فدوي .."
قال لها وهو يمسح بعينيه علي وجهها الذي أصبح مليئاً بالحيوية :"لا عليكِ...ثم أشار إلي باب المشفي قائلاً وهو يبسط ذراعه أمامها:هيا حتي تجلسي قليلاً قبل ذهابك..."

سارت بجواره ونظرت إلي باب المشفي وإلي الواجهة المكتوب عليها الإسم وتذكرت أول يوم جاءت فيه إلي المشفي...تذكرت إعجابها بالمكان وصاحبه
وقتها لم يكن يخطر ببالها إنها ستصل إلي هذه المكانة في قلبه ذات يوم ...
دلفا معا من باب المشفي وجميع العاملين والموظفين يباركون لها ومنهم من توقف وصافحها مٌهنئاً حتي وصلت إلي المصعد فقال لها :"لا ...نصعد السلالم أفضل .."
نظرت له بعدم فهم فأشار بعينيه لتجد هناك باقات ورود علي يمين ويسار السلالم تصادف أن تكون بنفس لون الورود المنقوشة علي فستانها فابتسمت وصعدت معه خطوة خطوة قائلة وهي تنظر علي الباقات المصفوفة علي الجانبين:"من أحضرهم؟"
قال لها بابتسامة رزينة:"وليد...وماهر ... وهيدي.... وبعض الزملاء"
أومأت له برأسها وما أن وصلا معا إلي مكتبه حتي وجدت الجميع في أستقبالهم
زملاؤه المقربون وليد وماهر وماريان وكانت شادية تضع المشروبات وأطباق الحلوي علي الطاولة التي وضعوها خصيصاً لهذه المناسبة وما أن رأتهم حتي أطلقت زغرودة فوضعت فريدة يدها علي فمها وقال تيمور بسرعة وهو يُغلق باب الحجرة:"ماذا تفعلين ياشادية نحن في المشفي..."
قالت وهي تنظر إلي فريدة بسعادة :"سعيدة من أجلكما مالمانع؟؟"
قال لها تيمور بجدية:"لا ...لايصح ماذا يقول المرضي بالأسفل..."
قالت له بامتعاض:"حسناً يادكتور....مبارك عليكما..."

أحتضنتها فريدة وقبلتها قائلة بهمس في أذنها :"أعلم حبيبتي مشاعرك وأشكرك بشدة.."
في حين أقتربت منها ماريان وبعض الموظفات والطبيبات ليباركن لها....
ثواني ودلفت هيدي إلي الحجرة بعد أن طرقت الباب ونظرت إلي فريدة وهي ترسم علي وجهها إبتسامة أنيقة قائلة بلهجة دبلوماسية:"مبارك عليكِ...ثم ألتفتت إلي تيمور قائلة بنفس اللهجة ونفس الإبتسامة مبارك عليك يادكتور.."
رد عليها كل منهما بابتسامة مُجاملة أما هي فما أن قدمت لها شادية طبق حلوي ومشروباً حتي وقفت بجوار زملاءها وقالت لنفسها بسخرية :"لما التعجب ؟؟.منذ أول يوم وأنتِ تشعرين أن هناك شيء بينهما حتي وإن لم يُظهرا ذلك"...
أما تيمور وفريدة فكانا يقفان متجاورين يتلقيان التهاني من الجميع وعلي وجوههم إبتسامة صافية تترجم مشاعرهما الداخلية تماماً
******************يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس