عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-20, 10:17 PM   #649

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح يوم الخميس

ألتف الجميع حول رضوي وهاني يباركون لهم علي خطبتهم التي تمت بالأمس
كانت رضوي تقف بجواره بين الجميع ولأول مرة منذ فترة طويلة تشعر بهذه السعادة الخالصة ....وهي تري سعادته بها... وحبه لها ...
سعادتها كانت تستمدها من سعادته ...
وأعجابها به أستمدته من حبه لها...

حين يعيش الإنسان لسنوات في صراع داخلي بينه وبين نفسه... ورغباته... ومشاعره ...وأحتياجاته...
في نهاية المطاف يتعب...يسقط...روحه تيأس من كثرة اللهاث فإذا جاءه بعدها فرصة جديدة في الحياة يتشبث بها جيداً...

العاقل هو من يتشبث بها ولا يظل طوال عمره يلهث خلف سراب ...
وهذا مافعلته هي...
نسبة إقتناعها بهاني لم تكن مئة بالمئة ولكنه لم يكن به شيء ترفضه لأجله أو مايمنعها أن تعطي نفسها وتعطيه فرصة خاصة وهو يحبها كل هذا الحب الذي تنحني له إحتراماً....

الحب أنواع....
هناك حب أهوج مجنون يجعلك تلهث خلفه بلا تفكير ....
وهناك حب يدعوك للتأمل وهذا حالها مع هاني...
أخذها إلي أتجاه أخر لم تكن تنتبه له ولم يكن في حسبانها....
جذبها إلي نوع آخر من المشاعر الدافئة ...
مشاعر بلا صراع مع النفس....
بلاخوف ....بلا ترقب

بعد أن بارك لهما الجميع وبدأوا في الإنصراف ...
ظل الأصدقاء المقربون فقط حولهم بجوار مكتب رضوي... كان هاني يقف بجوارها يكاد أن يلتصق بها وإبتسامته لم تفارق وجهه ومزاحه لم يتوقف مع الجميع
تناولت علية يد رضوي ونظرت إلي محبسها وشبكتها بسعادة...
لم تكن نظرتها حاسدة بل كانت مُتمنية لأن يأتي عليها هي الأخري هذا اليوم
كانت منبهرة ببريق المحبس في يد رضوي ...
ظلت ممسكة بيدها هكذا إلي أن قال لها فادي مُتهكماً:"ماذا حدث ياابنتي لما تمسكين يدها هكذا؟" إنتبهت في هذه اللحظة علية لما تفعل فتركت يدها بإحراج وتلون وجهها بالحمرة وقالت وهي تنظر إلي رضوي بخجل:"ماشاء الله جميل في يدك يارضوي بارك الله لكما ..."
قال لها هاني بمودة :"العاقبة عندك ياعلية.."
إبتسمت له بوجه مُتخضب بالحمرة وقالت له بحرج:"أشكرك..."
لم يخفي علي فادي إحمرار وجهها ولم يخفي عليه إشتياقها الذي تخفيه عن الجميع ويبدو جلياً في نظرة عينيها ....
ويشعر تجاهها ب.....
ماذا يشعر تجاهها....
لايريد من الأساس إجابة هذا السؤال....
يحدث أن يكون هناك سؤالاً مُلحاً يأتي علي ذهنك وتهرب من إجابته ....فقط لأنك ترفض الإعتراف بدواخل نفسك ....

العقل الباطن عالم ليس له بداية وليس له نهاية
بوابة ما أن تدخل منها حتي تتوه بين صراعات وتناقضات النفس البشرية...
متناقضاتك كلها ستجدها متشابكة الخيوط
لن تعرف ماذا يؤدي إلي ماذا ....
قليلون هم من تكون المعادلة لديهم بسيطة ومشاعرهم واضحة ....

نهرب من أنفسنا كثيراً ...
ولكن عقلنا الباطن يُخزن كل مشاعرنا ويترجمها علي هيئة أحلام أويظهر في كلمات أوأفعال تصدرعنا بشكل لا أرادي..
أما عقلنا الواعي فيُظهِر لنا مانريد أن نقتنع به لا مانقتنع به حقيقة....
إن أردت الحقيقة...أسأل عقلك الباطن....
وإن أردت الخديعة فأسأل عقلك الواعي....

جلس كل منهم علي مكتبه فألتفت فادي بذهن مشوش إلي علية قائلاً:"علية .....هل قمتِ بطباعة الملف الذي طلبته منكِ؟"
لم ترد عليه وهي تضع سماعات الأذن في أذنها من جهة والجهة الأخري متدلية ....
قال لها وهو يدقق فيها:"علية ألا تسمعيني..."
لم ترد عليه أيضا وهي تستند بظهرها إلي مقعدها وتنظر للجهة الأخري...أقترب منها بخطوة واحدة بمقعده ذو العجلات وتناول طرف السماعة المتدلي ووضعه في أذنه فأجفلت هي ... وإنساب الصوت الناعم في أذنه
"أيوة خطفني بسحر جماله
شوقي باين له وعيني قايلاله ...
خايفة مكنش أنا اللي في باله بعد ده كله ....
حد يقوله...حد يقوله...إني بحبه الحب ده كله...
حد يحنن قلبه عليا أنا مكسوفة أروح له وأقوله..."


نزع السماعة من أذنه ونظر إليها نظرة مُبهمة وقال لها بصوت مُنخفض:"أغلقي هذا... نحن في مواعيد العمل.." قالت له بهدوء :"لا لم تبدأ مواعيد العمل الرسمية بعد..." قال لها وهو يعود إلي موضعه ويشيح بوجهه بعيداً :"حسناً أطبعي لي ماطلبته منكِ لأنني سأرحل مبكراً.. اليوم لدينا مناسبة..."
نظرت إليه نظرة مطولة وقالت له بتساؤل حذر:"مُناسبة تخص من؟"
نظر إلي عينيها المتسائلتين بقلق وقال لها :"خطبة أختي .."
ألتقطت أنفاسها قائلة:"فدوي؟"
قال بابتسامة:"نعم.."
قالت له بود:"مبارك لها..."
قال لها بابتسامة صغيرة:"العاقبة عندك.."
ثم ألتفت إلي جهاز الحاسوب الموضوع أمامه ولكن عقله لم يكن معه أما هي فكانت تتمني في نفسها أمنية لم تعرف هل يمكن أن تتحقق يوماً أم لا...كثيراً مانتمني في أنفسنا أمنيات ولا نعرف هل ستتحقق أم لا...الزمن وحده فقط هو القادر علي الإجابة حين يمر العمر ونتذكر أمنياتنا وننظر حولنا لنراها تحققت بالفعل أم أنضمت إلي قائمة مالم نستطيع أنجازه أو لم يحالفنا الحظ علي تحقيقه
**************
ظهيرة يوم الخميس

الأيام دول
والبِر لايبلي والذنب لايُنسي والديان لايموت فكن كما شئت فكما تدين تدان
وما تجرعه غيرك بيديك بالأمس ستتجرعه أنت ربما من يد أخري ذات يوم


بعد أن أنهي عُمر محاضرته الهامة التي أتي بسببها من سفرته علي الجامعة مُباشرة دلف إلي حجرة مكتبه ولم يكد يجلس حتي رن هاتفه ليجدها رؤي....
أجابها فقالت له ما أن سمعت صوته:"عمر أين أنت عرفت أنك هنا في الجامعة وشاهدت سيارتك.."
قال لها بصوت مُنهك :"أنا في مكتبي..."
قالت له باشتياق :"حسناً ثواني وأكن أمامك..."
وماهي إلا ثواني بالفعل وكانت تفتح باب المكتب وتندفع نحوه باشتياق وما أن أرتمت بين أحضانه حتي أبعدها قائلاً بحزم:"رؤي ..نحن لسنا في بيتنا...ماذا إن دخل أي من أعضاء هيئة التدريس .."
إبتعدت عنه بإحباط قائلة وهي تلوي فمها:"إشتقت إليك ليس أكثر....ثم أردفت:هل لديك محاضرات أخري أم سنرحل..."
قال لها بعينين مُرهقتين :"لدي محاضرة أخري بعدها نذهب حتي نحضر أمي من عند نسمة ونرحل ..."
إنقلب وجهها ما أن أتت سيرة والدته وبدأت حكمة الأيام الماضية وعدم الإندفاع في التراجع فقالت له بوجه مقلوب:"هي لها عدة أيام فقط عند نسمة وكانت عندنا لأشهر ..."
قال لها بصلابة وهو يقف في مواجهتها:"الطبيعي أن تكون الأم في هذه الحالة عند أبنها لا عند أبنتها ..."
قالت له بحنق مكتوم:"أنت تعرف أنني تحملت كثيراً ولم أتكلم .تدخلها في كل شيء وأمتعاضها الدائم..
إحتدت نبرة صوتها وأردفت:ولكن حين يصل الأمر لأن أسمعها بنفسي وهي تُخطط لك لأن تأتي بإمرأة أخري فحقيقي هذا يفوق أحتمالي ...ثم أردفت بعصبية:أنا أري أن تأخذها وتذهب إلي والدك وتضعه أمام الأمر الواقع..."
ضيق عينيه قائلاً بهدوء حذر:"إنتظري... فقط نأخذ جزأية جزأية....ثم أردف وهو يقف أمامها مُتخصراً وطرفي سترته الأنيقة ينحسر للخلف:ماذا سمعتِ من أمي؟؟؟"
قالت له بأندفاع:"هي تخطط معك لأن تُعيد السيدة فريدة إلي عصمتك وأنت لاتدخر جهداً في هذا وحريص علي أن تظهر أمامها في كل المناسبات.."
نظر إلي ملامحها الحانقة وقال لها وهو يمط شفتيه ببرود ويضغط علي حروف كل كلمة:"إن كانت أمي تخطط معي كما تقولين لإعادة فريدة فهي لا تريد أن تأتي بأمرأة أخري في حياتي....رفع سبابته أمام وجهها قائلاً:بل هي تسعي لأن تعيد المرأة الأولي في حياتي إلي موقعها...ثم أردف وهو يسحب سيجارة من علبة سجائره :هناك فرق"

جن جنونها وقالت له بغضب:"أنت تقولها في وجهي بلا استحياء...تريد أن تعيدها؟"
وضع السيجارة في فمه وأشعلها ثم أعطاها ظهره وتقدم من الشرفة الصغيرة المُطلة علي ساحة الجامعة وقال لها بهدوء :"حين تزوجتيني كنتِ تعلمين أنني لي بيت وزوجة وأبناء ووافقتي ولم تشترطي أن أطلقها ولم أقول لكِ أنا إنني سأفعلها.....تصلب ظهره لثانية ثم قال بصلابة:أنا فعلتها تحت ضغط الموقف الذي شاهدتيه بنفسك..."
تقدمت منه عدة خطوات حتي أصبحت تقف بجواره مباشرة ..
ملامحها ممتقعة ..
ووجهها شاحب كالأموات..
ودمعتان متجمدتان في عينيها التي أصبحت شبيهة بقطعتين من الزجاج...
ألتقطت أنفاسها وقالت له بصوت بلا حياة:"هذا يعني أنك بالفعل تنوي علي هذا... ثم أردفت بمرارة:ماذا أعني لك أنا إذن مادمت تريد إمرأة أخري في حياتك...نظرت إليه قائلة بصوت مُتحشرج:ألا تحبني؟"
نظر إليها وإلي أنهيارها الذي تتحكم في نفسها حتي لايحدث بإرادة فولاذية قائلاً:"أحبك...إبتسمت رغما عنها فهي تبتسم دائما ما أن ينطقها...فأردف وهو يزفر زفرة حارة لفحت وجهها:وأحبها....هي الأولي ...هي أم أبنائي... وحين أعيدها فهذا لايُسيء إليكِ في شيء ..."

حين نطق بكلمة أحبها شعرت بنيران الغيرة تشتعل في قلبها.... أما عينيها فقد أظلمتا فجأة أمامه وتحول لونهما الفاتح إلي لون غامق شديد القتامة فربت علي كتفها وقبل جبهتها قائلاَ:"أنتِ كما أنتِ ومكانتك كما هي ...وحين أعيد وضع إلي طبيعته فهذا لايقلل منكِ إطلاقاً..."

نظر في ساعته فوجد أن موعده قد حان فقال لها بجدية مُنهياً هذا الحوار:"أنا أمامي في حدود ساعتين هل ستنتظريني أم تريدين الذهاب مُبكراً .."
نظرت إليه بعيون تملؤها الدموع ولم ترد فقال لها وهو يتحرك للخارج:"لقد تأخرت بالفعل قرري ماذا ستفعلين وأرسلي لي رسالة ...."

أغلق الباب خلفه وبقت هي في نفس موضعها
تشعر أن الأرض تميد تحت قدميها...كانت تسمع منه ومن والدته بعض الكلمات وكانت تربطها معا أما أن تسمعها واضحة وصريحة منه هكذا كان وقعها عليها كالصاعقة ....
سالت دموعها من عينيها كالأنهار حتي إنها لم تستطيع السيطرة علي إضطراب أنفاسها وشهقاتها ...
نظرت من الشرفة الصغيرة إلي الساحة المكتظة بالطلاب أمامها وهي تري الرؤية مُضطربة والصور مهتزة ولأول مرة تشعر إنها ضعيفة ولا تستطيع التصرف
شعرت إنها تريد أن تذهب إلي أمها لتقص عليها ماحدث وتسألها المشورة ولكنها ظلت واقفة في الشرفة الخالية إلا منها حتي لاتخرج أمام أحد بشكلها هذا ...
قررت البقاء هنا حتي تهدأ تماماً ورغماً عنها دموعها كانت تخذلها وتسيل من جديد
ولم تعرف أن هنا في هذه الشرفة منذ خمس سنوات تقريباً وربما في نفس الوقت من العام كانت تقف فريدة في نفس مكانها تتعذب هكذا مثلها في الوقت الذي كانت هي تُحلِق في السماء مع إقتراب موعد زفافها علي عُمر..


************يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس