عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-20, 02:00 PM   #714

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد الفجر

كانت تستلقي في فراش وثير مُغمضة العينين بنصف وعي ....
جزأ من وعيها يحاول النهوض وهي تشعر بجسدها وتحركه...
وجزأ آخر مُستسلِم للطفو علي سطح ماء البحر المُنعش....
موجة عالية ترفعها... وموجة هادئة تجعلها تطفو بخفة ..ورائحة البحر التي تتسلل عبر أنفها تملأ صدرها بهواء مُنعش وصوراً متداخلة تمر أمام عينيها فتبتسم دون إرادة منها إلي أن فتحت عينيها لتجد أن كل مامر عليها من صور وأحاسيس ليست حُلماً
لتجده مُستلقي بجوارها تتوسد ذراعه وذراعه الأخر يحيط خصرها بقوة حتي وهو يغط في نوم عميق....
للمرة الثانية وهي تراه نائماً ....
رفعت كفها ومسدت علي شعره المصفف بعشوائية مُحببة إلي قلبها ونظرت بدقة إلي وجهه المُسترخي وهو نائم وهي تشعر بالإرتياح أنها أخيراً أصبحت زوجته ....
وهي التي ظنت أنها لن تحب ثانية ولن تتزوج ثانية

لتدرك مؤخراً أن الإنسان ربما يعيش عُمراً كاملاً مع شخص ويكتشف بعد ذلك أنه أبداً لم يعش وتُحسب عليه مشاعر أنه عاشها ليجد في النهاية أنه لم يعش حين يجد المشاعر الحقيقية يكتشف كم كانت المشاعر القديمة مُزيفة وهذا الشعور في حد ذاته قاتلاً ...

أدركت مؤخراً أنه ليس معني أن أحدهم تركك أو قل شغفه بك أن هذا ينطبق علي الجميع ...أنك أصبحت منبوذا من الجميع بل أن في نفس اللحظة التي يتركك فيها يكون هناك آخر ...في مكان آخر ينتظرك...يريدك...
في الوقت الذي تصبح فيه غير مميز عند أحد فأنت مُنتهي الشغف لشخص آخر ربما لم يساعدكما القدر علي اللقاء ...
تأملت جانب وجهه من هذا القرب وقبلت وجنته برقة
ثم أزاحت ذراعه الثقيلة التي تطوقها وقامت من جواره بخفة ودخلت الحمام المُلحق بالغرفة الخارجية
أخذت حماماً دافئاً وأرتدت منامة حريرية باللون الكريمي صدرها مشغول بوردات رقيقة مُفرغة باللون الوردي بحمالات رفيعة تتدلي علي جانبي كتفيها ووقفت أمام المرأة تجفف شعرها بالمجفف وأخذت تتسائل وهي تنظر إلي نفسها منذ متي وهي لم ترتدي مثل هذه الملابس؟ وجاءتها الإجابة صادمة
منذ سنوات ...

أنهت تجفيف شعرها وتصفيفه وخرجت إلي الغرفة الخارجية المُلحقة بغرفة النوم وأضاءت مصباحاً خافتاً وفتحت النافذة المُطلة علي شاطيء البحر مباشرة ونظرت إلي البحر من علي هذا الأرتفاع...
وهي تملأ رئتيها بالهواء وتشعر لأول مرة منذ سنوات بهذا الشعور بالأرتياح
نظرت خلفها إلي المقعد فوجدت سترة تيمور التي بها هواتفهم فمدت يدها وأخذت هاتفها وعادت إلي النافذة مرة أخري وفتحته لتري إن كان هاتفها أحد فلم تجد أي مكالمات وردت إليها أو رسائل...
وفجأة وجدت من يحيط خصرها من الخلف فأجفلت ولكن ما أن شعرت به حتي إسترخت مرة أخري فقال لها وهو يُقبل شعرها :"ماذا تفعلين هنا ؟"
قالت له بابتسامة هادئة وهي تنظر إلي البحر الممتد أمامها :"قلقلت من نومي فلم أحب أن أزعجك..."
قال لها:"حين لم أجدك ظننت أنني أتوهم كل ماحدث منذ ساعات ...فقمت مٌسرعاً أبحث عنكِ.."
إبتسمت قائلة:"نفس ماحدث معي بالضبط..."
قال لها بصوت أجش من أثر النوم وهو يطوقها بذراعيه بقوة:"تزداد غلاوتك يوماً بعد يوم يافريدة..."
قالت له بهمس:"حقاً..."
قال بجوار أذنها:"هل عندك شك...."
قالت له وهي تملأ رأتيها بالهواء المُنعش المُشبع برائحة البحر :"لا ولكني ظننت أن الصعاب التي كانت أمامنا ربما تجعل حبك لي يضعف..."
قال لها بصدق :"بالعكس... الشخص الذي نعاني حتي نصل إليه ويكون الوصول إليه صعباً تزداد غلاوته أكثر لا تقل... ومن أتي غاليا يظل طوال العمر غالياً..."
زادتها كلماته ثقة وسعادة فقال لها وهو يديرها حول نفسها لتواجهه :"لم تقولي لي كيف كانت هذه الليلة بالنسبة لكِ؟"
قالت له بخجل وصدق في آن واحد :" كانت من أجمل أيام حياتي ..."
ضمها إليه بقوة فقالت بجوار أذنه بتردد :"هل لي أن أسألك نفس السؤال..."
قال لها وهو يمسد علي شعرها :"كانت من أجمل ليالي حياتي علي الأطلاق حبيبتي وأنتِ كنتِ كقطعة سكر ذابت في يدي ما أن لامستها..."
شعرت بالخجل ودفنت وجهها في كتفه ....

قالت له بأسف وهي ترفع وجهها إليه:"الفجر أذن منذ قليل وكنت أريد أن نصلي معا بالأمس..."

قال لها بسرعة:"مازلنا فيها أنتظريني قليلاً حتي أأخذ حماماً سريعاً وأتوضأ ونصلي ركعتين معا قبل صلاة الفجر...."
وماهي ألا دقائق حتي كان يقف علي سجادة الصلاة وهي خلفه مرتدية إسدال الصلاة ويصليان معا ركعتين وما أن أنتهيا حتي ألتفت إليها ووضع يده علي رأسها مُردداً بصوت هاديء عميق:"اللهم إني أسألك خيرها وخير ماجُبلت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ماجُبلت عليه..."
شعرت بالسكينة وهو يضع يده علي رأسها ويدعو لهما وقالت له بصوت رقيق وهي تجلس أمامة مُباشرة علي سجادة الصلاة:"تيمور لا أريدك أن تغضب مني يوماً..."
قال لها وهو يثني ساقيه تحته:"أنا لا أغضب منكِ أبدا ً حبيبتي وإن حدث تأكدي أنه يكون من وراء قلبي...." قالت له وهي تتشبث بيديه:"أتمني أن تكون حياتنا كلها سعيدة أشعر أن ليس لدي طاقة لأي حزن ..."

قال لها وقد أستشعر قلقها :"بأذن الله حبيبتي تكون حياتنا بهذا اللون ثم اشار إلي الإسدال الوردي الذي ترتديه...ثم أردف بتردد:ولكن يافريدة وارد في أي حياة زوجية أن يحدث خلافات بسيطة...ولكن أي شيء نحله بيننا لا ندخل به أحداً أيا كان وهذا إن حدث لن يقلل من حبي لكِ ثم ضغط علي كفها قائلاً:أنتِ أستوطنتي قلبي وإنتهي الأمر..."

إبتسمت له ثم قاما لصلاة سنة الفجر وبعدها ركعتي الفجر ...كانت تشعر بالتأثر وهي تقف خلفه وتستمع إلي صوته في قراءة القرأن وكان يشعر بالراحة أنه أخيراً غزا هذه القلعة الحصينة التي كانت أبوابها مُغلقة في وجهه طويلاً
و ما أن أنهيا صلاتهما حتي كان سواد الليل ينزاح ليحل محله بصيص من ضوء الصباح فنزعت عنها إسدال الصلاة وقالت له وهي تتجه إلي النافذة مرة أخري :"أجمل مشهد أعشقه بشدة هو مشهد الشروق وطبعاً سيكون بمنتهي الروعة مع البحر أعشق هذا المشهد ياتيمور سأنتظره هنا"
وقف خلفها مرة أخري وأحاط خصرها بذراعيه قائلاً:"وأنا أعشقك حبيبتي...ثم ردد في سره وهو يُقبل شعرها:اللهم لك الحمد "
إستندت برأسها علي صدره وأخذا يشاهدان معا القمر المُكتمل الذي كان يزين السماء ويذكرهما باكتمالهما ببعضهما وهو يختفي بالتدريج بعد أن كان ضوءه ساطعاً ساحراً ليحل محله ضوء النهار برائحة نسيم الصباح يعقبه شروق الشمس وإنعكاس شعاعها الهاديء علي ماء البحر الممتد أمامهما ....

من أجمل البدايات هو بداية يوم جديد خاصة حين يكون معه ميلاد حب جديد ...
علاقة جديدة ...
مولود جديد....


*****************

حياتنا محطات ...طفولة... شباب...رشد...شيخوخة
وكل محطة نجد بها مايسرنا ومايضرنا ...
نتحامل علي أنفسنا حتي تمر الصعاب...
ونمنح أنفسنا أملاً بأن القادم حتماً أجمل ...
وننتظر أن يَمُر المُر من حياتنا لنجد في النهاية أنه مر العُمر

وقف في الحمام أمام المِرأة يتأمل خصلات شعره البيضاء الطاغية علي سواده وأخذ يتذكر نظرة الإنكسار في عينيها وهي تترجاه أن يعيدها....
لم يخطر بباله يوماً أن يكون ذلك الرجل الندل الذي يطرد زوجته من بيته بعد عِشرة أعوام طويلة وهو يعلم أن ليس لها بيت أب تذهب إليه ولا لها بيت أخ....
ولكن الضغط الذي وُضِع فيه طوال حياته والكبت الذي عاني منه هو الذي أدي إلي هذا الإنفجار ....
توضأ ببطء حتي يلحق بخطبة الجمعة والصلاة وقال لنفسه حتي يُخفِف عنها :" كُن شهماً يا إبراهيم للنهاية ...أعِدها ....أعِدها حتي ولو بشكل صوري .....لن تتحملها رؤي التي جاءت إليك بنفسها وقالت لك مايعني هذا ... ولن تتركها تجلس عند نسمة فلن يتحملها زوجها وليس مُجبراً علي تحملها ...."
إنتهي من الوضوء وخرج من الحمام علي غرفة المعيشة فوجد عبدالرحمن ينتظره فقال له باستكانة:"هيا بُني حتي لا نتأخر علي الخطبة ..."
كان عبدالرحمن قد توضأ من قبل وأرتدي جلبابه الأبيض كجلباب جده...نظر إليه جده بدقة وهو يراه أصبح شديد الشبه بوالده وابتسمت عيناه لهيئته هذه...
كان يراه رجلاً صغيراً ...
يبدو أن كريمة كان لديها حق ...
هؤلاء الأطفال يحتاجون من يُعشش عليهم ...
يحتاجون أن يروا حياة طبيعية أمامهم حتي لا تنطبع في أذهانهم صورة واحدة وهي أن كل البيوت مُفككة....

قال عبدالرحمن وهو يُشير إليه :"جدي أنا جاهز أين ذهبت؟؟"
قال له إبراهيم وهو يستفيق من شروده:"لاشيء بُني هيا بنا..."
قالت كريمة التي تستمع إلي حديثهم وهي تقف في المطبخ:"سأعد الأفطار حتي تأتوا..."
لم يرد عليها إبراهيم وأخذ عبدالرحمن وتوجه إلي المسجد....
خرجت كريمة من المطبخ فوجدت سهر وسمر تجلسان كل منهما تمسك هاتفها في يدها فبعد أن باتتا ليلتهما مع فدوي نزلتا صباحاً إلي جدتهم التي قالت لهما :"هل حدثت أحداكن والدها اليوم؟هل تعرفن هل سيأتي أم لا ..."
قالت سمر :"حدثته علي الواتساب فقال لي أنه مشغول اليوم لديه مقابلة هامة ولن يأتي..."

جلست كريمة علي الأريكة وأخذت تنظر من نافذتها علي الشارع الواسع أمامها...
لقد إشتاقت إلي شقتها ..وإلي فراشها ..وإلي الحي....
صعب أن تعيش حياتها كلها في مكان وتُجبر علي تركه بهذه الصورة ....
لو يعلم إبراهيم كم الإذلال الذي عاشته لما كان فعل مافعل...
لقد ذُلت أكثر من مرة خلال الفترة الماضية
ذُلت حين طلقها بعد هذا العمر أمام أبنها وأحفادها وفريدة
ذُلت حين طردها من منزلها الذي عاشت فيه مايزيد عن أربعون عاماً
ذٌلت حين جلست مع رؤي في بيت واحد وتحملت برودها وعجرفتها معها وهي تري نظراتها المُمتعضة من جلوسها معها والكارهة لها شخصياً
ذُلت حين جلست أسبوعاً كاملاً عند عبدالله وكان يحرجها بذوقه معها وهي التي قالت في حقه ماقالته ووصل إليه هذا الكلام...
وذُلت حين أتت لإبراهيم صاغرة حتي تعود إلي بيتها وتستعيد مكانتها ....
كل هذه الأحداث حدثت في شهرين فقط ....
ستون يوماً ولكنهم مروا عليها كأنهم ستون عام...
ستون يوم بعدد سنوات عُمرها كاملة...
فرت دمعة من طرف عينها فمسحتها بسرعة وجلست تستمع إلي خطبة الجمعة من النافذة فالمسجد الكبير لايبعد عن منزلهم إلا بضع خطوات وصوت الخطيب يصل إليها واضحاً جلياً

في المسجد...

جلس إبراهيم وبجواره عبدالرحمن يستعدان إلي سماع الخطبة بعد رفع الأذان وبعد جلوسهما وجد عبدالرحمن من يحشر نفسه بجواره قائلاً بخفوت :"أفسِح قليلاً ياعبووود لا أجد مكانا ..."
إبتسم عبدالرحمن إبتسامة ملأت وجهه كله وهو يري فادي يجلس بجواره يمازحه... يشعر أن فادي ليس خاله بل صديقه المُقرب أو شقيقه الأكبر ...
الحقيقة أن كل من له علاقة بأمه هو يعشقه
إعتلي الخطيب المنبر فإستمعا جميعاً إليه وبعد الحمد لله والثناء عليه والصلاة علي رسوله إفتتح خطبته قائلاً

إعلموا يرعاكم الله أن ديننا يحث علي العفو والتسامح قال الله جل وعلا:"فمن عفا وأصلح فأجره علي الله إنه لايحب الظالمين"
وقال سبحانه:"وسارِعوا إلي مَغْفِرَة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين*الذين يُنفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"
كما جاء في صحيح مسلم:"وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا"
فالعفو ياعباد الله حث عليه ديننا وله ثمرات جليلة من أهمها أن من عفا عن عباد الله عفا الله عنه فمن أراد أن يغفر الله له فليغفر لعباده ويتعامل معهم بالعفو والتسامح وغض الطرف ومُقابلة الإساءة بالإحسان ...والعفو ياعباد الله إنتصار علي النفس وعلي الشيطان فالشيطان أعاذنا الله وأياكم منه يريد تفريقنا ويريد الخلاف والشقاق الذي يقع أحياناً بين الأقارب والأهل ......

كان إبراهيم يستمع إليه بإنصات وعلي شفتيه إبتسامة تعجب وقال لنفسه :"حتي الخطيب يحثني علي مخالفة هوي نفسي... يبدو أن الكون كله مُتحالف ضدي ..."

أما كريمة التي كانت تجلس وتستمع إلي الخطبة من شرفتها فجال بذهنها سؤالاً وهي تنظر إلي البنتين وتتذكر حديثها معهم حين كانوا جميعاً في بيت عمر :"هل حقا ساهمت هي فيما حدث من تشتت هؤلاء الأولاد؟ هل حقا لها يد في طلاق أمهم؟...وتسائلت ...ماذا كان عليها أن تفعل وهي تري أبنها في هذا الوقت مٌتمسكاً بزواجه من رؤي؟..
وتسائلت أيضا لما لاتشعر بأنه سعيد رغم أن رؤي هي إختياره الذي تمسك به... وهل إذا عاد أبناؤه إلي حضنه ثانية سينصلح حاله وتري سعادته في عينيه من جديد؟؟
وتسائلت أيضا:"هل وقوفها مع عُمر في زيجته وعدم معارضته يستوجب أن تعفو عنها فريدة وتُسامحها؟ وهل إذا حاولت أن تُصلح ما أفسدته الأيام بين ولدها وزوجته تكون بذلك كفرت عن تقصيرها معهم؟؟
***************
بعد أن أنهي فادي صلاة الجمعة وصعد إلي شقته كانت فدوي تضع طعام الأفطار علي السفرة
وجهها يبدو عليه الإرتياح فمنذ الأمس و الصفاء الذي يعمها داخليا يظهر جليا علي وجهها وكل ملامحها
قالت له:"ما رأيك هل أتصل بالأولاد ليصعدوا ويأكلوا معنا؟..."
قال لها وهو يُقلب في هاتفه:"لا فدوي أتركيهم مع جدهم وجدتهم حتي لايقولوا لانريد أن نتركهم عندهم .."
قالت له:"حسناً..."
وما أن إلتفتت حتي تُحضر باقي الأطباق حتي سمعته يقول في الهاتف:"أهلاً دكتور عمر كيف حالك؟؟"
عادت إليه وهي تحدجه بنظرة نارية وقالت بهمس:"ماذا ستفعل؟... ليس الآن...."
فأشار لها أن تصمت وأكمل حواره قائلاً:"الحمد لله بخير ...كنت فقط أريدك في أمر هام...."
قال له عمر وهو يتمطي في الفراش في غرفة رؤي في منزل والدها بعد أن قامت هي للتو من جواره :"وأنا أيضا أريدك في أمر هام ...ولكني لست مُتفرغ اليوم.." قال فادي بنبرة ظاهرها الجدية والتفهم وباطنها السُخرية :"أعلم بالطبع مشاغلك وأعلم أنك غير متفرغ ولا أريد مقابلتك اليوم بل أأخذ موعداً ربما يوم الأثنين أو الثلاثاء.."

قال عمر وهو يتثائب :"والله يافادي أنا بالأمس فقط أتيت من السفر و حدثوني من الجامعة وكلفوني بالسفر لمؤتمر هام خارج البلاد وسأسافر ثانية في الغد ....مارأيك تقول لي في الهاتف..."
قال فادي بهدوء:"لا يوجد مشكلة أنتظرك حين تأتي .."
قال عمر:"ولكني غالباً سأتغيب قرابة الثلاثة أسابيع ..." زفر فادي قائلاً:"حسناً ...لاتوجد مشكلة حين تأتي نتحدث..."
قال له عمر بصوت هامس وهو يشعر برؤي تتحرك خارج الغرفة :"حسناً فالموضوع الذي أريدك فيه أيضا لا ينفع في الهاتف ....حين أأتي لنا حديث طويل بأمر الله...."
قال فادي :"حسناً..."
قال عمر بهمس:"كنت أريد أن أتحدث إلي فريدة حتي أخبرها بسفري وأوصيها علي الأولاد.."
قال فادي بجمود:" لا... فريدة لاتحتاج توصية علي أبناءها...وحين تريد أي شيء حدثني أنا..."
مط عمر شفتيه بازدراء وقال لفادي:"حسناً فادي ...كما قلت لك حين أأتي لنا حوار..."

أغلق فادي معه فجلست فدوي بجواره قائلة:"أقلقتني ...ظننتك ستقول له...."
قال لها بجدية:"لابد أن يعرف مُبكراً يافدوي كنت سأقول له ما أن تأتي هي من اجازتها ولكنه هو الآخر مُسافر لعدة أسابيع..."
قالت له بارتياح:" حمداً لله أنه مُسافر...أنا من الأساس أخشي معرفته ...."
قال لها بسخرية:"سيعرف... إن أجلاً أو عاجلاً سيعرف ...ثم إنني أريد أن يعرف حتي أكسر خوف فريدة بمعرفته فحدوث الأمر خير من أنتظاره..."
**************
ما أن أنهي عمر مكالمته مع فادي وأغلق الخط حتي إتصل بفريدة ولكنه وجد هاتفها مُغلقاً فاتصل بأمه حتي يطمئن عليها فنسمة أرسلت له رسالة صوتية وقصت عليه ماحدث بالأمس وما أن ردت عليه حتي قال لها:"كيف حالك حبيبتي..."
قالت له وقد أعدت الطعام بالفعل ووضعته علي المائدة :"بخير حال حبيبي كيف حالك أنت..."
قال لها باهتمام:"سمعت من نسمة ماحدث..... وللعلم أنا كنت سأأتي إليك لأأخذك لولا أن عرفت بمقابلة هامة كانت في المساء وبعدها عرفت من الجامعة أن موعد سفري في الغد صدقيني لم أكن أعلم أنني سأسافر ثانية بهذه السرعة..."
قالت له:"لا عليك بني وأنا في الأساس لم أكن لأعود معك ثانية..."
قال لها بضيق:"لماذا أمي ؟ هل مازلتِ غاضبة من رؤي؟"
كانت قد عادت إلي المطبخ لتحضر الخبز فقالت له بصوت مُنخفض:"لا حبيبي ولكني لن أرتاح إلا في بيتي..."
قال لها باهتمام:"وماذا فعل معكِ أبي؟"
قالت له وهي تستند علي منضدة المطبخ:"لم يفعل شيء ولم يقل شيء..."
قال لها وهو مازال نائما في الفراش:"وكيف ستجلسي معه بهذا الوضع...؟
قالت له:"مازلت في عدتي ياعمر لاتقلق وربك يحلها من عنده...والدك طيب وقلبه أبيض ربما مع الوقت يهدأ ويتقبل الأمر.."
زفر بضيق ثم قال لها:"عبدالرحمن عندك؟"
قالت له:"نعم .."
في نفس اللحظة دخلت عليه رؤي وقالت له:"هيا حبيبي الغداء جاهزاً .."
فقال لأمه:"حسناً أمي سأكلمهم لاحقاً وقولي لعبدالرحمن إن إحتاجوا أي شيء في غيابي يقولوا لجدهم ..."
أغلق معها وقام مع رؤي ليتناول الطعام معها هي ووالديها
***************يتبع




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس