عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-20, 09:40 PM   #23

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

( أردال هل جننت ... ان لم أكن أعرفك حق المعرفة لقلت أنك تريد تسليمنا لهم .... هل تريد منا ان نجعلها تختبئ داخل جحر الأفعى .... هنا بمنزل العائلة ؟!!!!! .... أنت ماذا يحدث معك لا بد وان تكون قد جننت ؟! )

كان آسر يتحدث بعدم تصديق و هو ينظر من بعيد الى هذا القصر الفاره الذى يشبه المتاهة من داخله و خارجة .... و الذى لا يستطيع الناظر اليه ان يحدد مساحته فكيف له ان يفعل وسكانه لا يعلمون جميع مخابئه .... هذا القصر الذى يتحاكى عنه العديد من الناس و عن هيبته و غرابته ....... ليباغته أردال قائلاً

( كم أنت احمق يا آسر ..... هنا هو المكان الوحيد الذى لن يبحث به قادير عنها و عنك .... خاصتاً و أنت هنا أمام عينه..... هل تعتقد شخص بجبروت ابيك سوف يفكر اننا سوف نخترق حصنه المنيع بهذا الشكل ؟!)

التفت آسر لينظر الى تلك التى تتحامل على جسدها لتقف و هى تخرج من السيارة لتواجه مصيرها الأسود ... تقدم نحوها ليلتقط جسدها الهزيل قبل ان يتهاوى فلم يكن منها سوى ان تستكين بين يديه بتلك اللحظة

( هياااا آسر أمى تنتظرنا بالداخل سوف تستخدم طريق خلفي لا يعلم بوجوده أحد حتى عمي نفسه )

اتسعت حدقتى كل من آسر و نارفين ليهمس له آسر

( هل أخبرت الخالة ( بهار ) )

( لا تقلق آسر انها سوف تساعدنا أنت تعلم انها لن تُفشى عن ولديها )

( لا لا أردال لا اقصد هذا لماذا أدخلتها بهذا الامر ان أبى )

ضحك أردال ضحكة هازئة و هو يقول

( انت حقاً احمق هيا آسر الا ترى انها لا تستطيع ان تقف على قدمها.)

***

( أردال ما هذا المكان ؟؟!!! ...... انها المرة الاولى التى اراه بها ..... هل هذا المكان يوجد داخل منزلنا ؟!! )

( هل تعلم يا بنى انها المرة الاولى لى أنا أيضاً ان ارى هذا الجزء من المنزل )

توجهت أنظار الجميع الى تلك السيدة التى لايبدو على هيئتها انها تجاوزت العقد الخامس من عمرها بجسدها الذى يبدو ممشوق بمثل سنها هذا و شعرها البنى الذى يختفى منه الشيب و ملابسها الأنيقة التى تدل على أصالة ذوقها ..... لم تنتظر منهم أى ردت فعل لتتجه نحو نارفين عاقدة حاجبيها باندهاش و هى تقول

( هل هى نارفين !!!! )

أومأ أردال لها برأسه .... لتمد لها يدها بحنان استغربته نارفين و استغربت شعورها بمدى صدقه لكنها لم تستطيع ان تفكر أكثر ...... لترتمى بجسدها الى تلك السيدة التى لا تعرفها من قبل و تبدأ بنحيب لم ينتهى سوى بنومها أو هروبها من هذا الواقع على تلك الأريكة التى تحتويها هذه الغرفة الغريبة التى كانت تقف أمامها منذ قليل ....... خرجت بهار بهدوء من الغرفة المعزولة بعيداً عن العيون و القابعة باحد زوايا القصر البعيدة و التى لم تكن تتكون سوى من أريكة بسيطة و عدة كراسى و حجرة جانبية اتخذت كحمام لتلك الغرفة ...... لتجد بانتظارها زوجان من العيون ينظران لها بتعجب

( انها منهارة ..... لن أستطيع ان اتركها هنا وحدها !!)

( أمى لا تفعلي لن تستطيعي البقاء هنا لن نلفت الأنظار لنا .... لقد تركت حراسة كافية من اجلها )

وجهت بهار أنظارها القاسية نحو آسر للمرة الاولى بحياتها و هى تحدثه بالم

( لماذا فعلت هذا آسر ... كيف تفعل هذا بفتاة صغيرة مثلها كيف اصبحت هكذا انها .. )

( خالتى أرجوكِ لا تفعلي أنا مستعد ان أفعل اَي شئ لحمايتها .... لكننى لا أستطيع ان أقف أمام أبى أنتِ تعرفيه )

خرجت كلماته مهتزة باهتزاز نبراته .... ليتفاجأ بها و هى تقول

( أنت ماذا تقول آسر يجب ان تدخل هذه الفتاة العائلة كي تستطيع حمايتها يجب ان تحمل اسمك يا آسر انها تحمل طفلك كيف سوف نقف أمام والد ميرال الان و نخبره بهذا الأمر ؟! ... أنت ماذا فعلت آسر ياالهى انها صغيرة بنى كيف أصبحت عديم الضمير الى تلك الدرجة لتلعب على فتاة بذلك الشكل هل ربيتك هكذا ؟!! )

( الله اعلم أننى أريد هذا أكثر من اى شئ لكن ميرال و والدها لن يقبلوا بهذا .... فهم أرادوا معاقبتها فقط لاننى أحبها و الان طفلي ... يجب ان نخفي ذلك عنهم سوف يقتلوه !! )

صمت دام عده لحظات لم يقطعه سوى نبرات أردال و هو يردد بحده

( لماذا لم تُفكر هى بذلك قبل ان تتخلى عن شرفها يجب ان تتحمل نتيجة فعلتها )

ارتدت رأس بهار الى الخلف من عنف و قسوة كلمات ابنها لكن قبل ان تتحدث سبقها صوت آسر المتالم و هو يردد

( توقف أردال أنت لا تعرف شئ انها ليست كما تظن ... انا السبب انا من ... )

قطعت بهار حديثهم و هى تردد بعطف تعى تاثير هذه الكلمات عليه

( أردال انها تحمل طفل من دمنا بنى هل تدرك هذا ؟! )

صمتت تشعر بالام يعتصر قلبها على حال تلك المسكينة لتعود و تهتف أمام ملامح آسر الشارده

( آسر يجب ان تتزوج هذه الفتاة ... لنضعهم أمام الأمر الواقع بنى ! ... أعلم انه لن يكون زواج صحيح !! .... لكن لنفعل ذلك لنجبرهم فى الوقت الحالي و تكتب عليها من جديد بعدما تلد !! )

أخذت بهار تتابع ملامح وجه آسر الذى امتقع بشده قبل ان تخرج حروفه مهزوزة بارتباك متالم صدمها

( ان فعلت أبي لن يتركني ... حتى انه سوف يتبرأ منى ... سوف أخسر كل شئ خالتي !! ..... أنا )

عقد أردال حاجبيه و هو يستمع الى كلمات آسر المتخاذلة تلك ... يشعر بعدم رضى نحو تفكيره ... لكن كلمات بهار التى القتها بغضب دفعة واحدة أمام وجه آسر هى التى قطعت عليهم هذا الصمت من جديد

( لكنك تفضل خسارة رجولتك اليس كذلك ؟! ..... لم اكن اظنك بهذا الشكل يا آسر ... لم اظن يوماً أنك سوف تشبه اباك الى هذا الحد ؟! .... ماذا عن تلك الفتاة هل سوف تتخلى عنها حتى لا تُغضب قادير ... ماذا عن طفلك ؟! )

صمتت بينما اخذ رأسها يتخاذل نحو الاسفل تشعر بمرار يحرق أحشائها على مصير هذه المسكينة ... هل سوف تصبح هى الاخرى ضحية من ضحايا ظلام عائلة الشاذلي ؟!! ..... زفرت بقهر و رأسها يعود ليرتفع بينما هتفت نحو أردال ابنها تترجاه

( أردال بني أنت الوحيد الذى تستطيع ان تقف أمامهم ... يجب ان نفعل ما قلت .. يجب ان يتزوج الفتاة ... انا سوف اتحدث مع قادير فقط احتاج دعمك )

ابتلع أردال ريقه و داخله يضطرب بشكل تعجب منه ... لكنه تقدم ليمسك بكف والدته يردد بخفوت صادق

( أمى يجب ان نفكر بعقلنا لا بعواطفنا ... أنتِ تعلمي أنا لا استطيع ان اجبرهم على فعل شئ ... كل ما استطيع ان افعله هو حمايتها من شرهم ... احاول اقناع عمى ان يدعها و شئنها لكن .... لكن ان يزوجها لآسر هذا مستحيل !! .... عمى لن يتخلى عن مصالحه مع عزام من أجل اى شئ .... حتى من أجل هذا الحفيد الذى ينتظره منذ زمن ... ليس كما تظنين )

صمت ليتنهد بتعب قبل ان يكمل كلماته التى جعلت دمائهم تتجمد

( حتى أنا اظن ان أفضل حل الأن هو إخفاء خبر حملها هذا ..... فعزام لن يدعها ان علم بالأمر .... سوف يفعل اى شئ من أجل إجهاضه ! )

صدحت نبرات آسر برعب و هو يهتف باهتزاز ليقاطع أردال

( لا أردال .... أنا لن استطيع ان اعيش ان حدث لهم شئ ... ارجوج احميه ... انا لا اريد ان اخسر أبني بسببهم كما حدث معك !! .... أنت الذى يعلم اي الم هذا !! ... أرجوك أردال أنت الوحيد الذى تستطيع ان تحميهم )

تابعت بهار ملامح أردال بترقب و كما توقعت شعرت بارتجافه للحظات من كلمات آسر ليتبعها لحظات أخرى من الصمت الذى امتزج مع أصوات هذا الليل المخيف الذى لا يقارن بالخوف الكامن داخلهم لتقطعه هى بصوتها الذى يحمل الكثير من الوقار بعدما اشتعلت أحد اكثر الافكار جنوناً داخل عقلها لتردد بهدوء و جدية أدهشتهم

( حسناً لنلعب معهم بطريقتهم اذاً !! )

رات ملامح كل من أردال و آسر تنتظر حديثها علها تستطيع ان تساعدهم .... لتعود بعدها و هى تردد كلماتها التى صدمتهم

( ننتظر ليومان حتى تسترد الفتاة قواها ، لنُخبرهم بعدها بأمر الحمل ثم نقول لهم انها سوف تدخل كزوجة لأردال !! .... )

***

زفر أردال انفاسه بعنف و هو يُريح ‏ظهره ‏على تلك الأريكة القابعة بزاوية غرفة مكتبه ‏في محاولة منه ليلقى بكل تلك التراهات التى حدثت منذ قليل خلف ظهره ..... لن ينكر ..... لقد تشتت روحه بتلك الأحداث الاخيرة ... ‏لتعود اليه تلك الذكريات من جديد لتداهمه بعنف و قسوة فى هذه اللحظة تحديداً


تقدم بثقل جسده الذي أنهكته الصدمات وقضى عليه هذا الخبر الذي أذاقه معنى الجحيم على الأرض ....... ‏ليرفع عينيه الخاوية من أي مشاعر كخواء روحه حين اقترب من هذا الفراش ‏الذي يحمل تلك المرأة التي كانت أحد أحلامه يوماً والتي جعلته يخسر حلمه الأوحد بهذه الحياة ....

تلك المرأة التى كان خضار عينها يمثل جنته و التى كان يستنشق عبير روحه من خصلاتها ...... رفعت عينيها بضعف لتواجة جسده الذى بدى كجثة أمامها و هى تهمس بضعف بين عبراتها التى انحدرت من زاوية جفنيها بالم

( انا أسفه أردال لم أكن أستطيع الاستمرار )

شعر بغصة مؤلمة بحلقه الجاف و هو يستجمع حروفه الضائعه و كأنها لا تريد ان تتحرر .... ليردف اخيراً بجمود ارتجف له جسدها الممدد بضعف حبها له

( لقد قفزتِ من على الدرج لتقتليه لأنك لا تستطيعين الاستمرار !!!! .... كى تثبتِ أننى لا أستطيع منعك من إجهاضه أليس كذلك ..... قررتِ ان تضحى بحلمنا بكل سهولة )

فتحت فمها فى محاولة لتجيب على كلماته التى أشعرتها بقسوة فعلتها لكنه باغتها بقوله و نبراته القاسية

( حسناً تاليا لقد ربحتِ ... لكِ ما تريدين .... لقد قبلت بالطلاق ... )

اخرجه من شروده أصوات تلك النقرات التي أخذت تخط على سطح مكتبه الخشبي ليفتح عينيه بهدوء يتنافى مع هذه النظرات التي واجهها أمامه وكأنه ‏يواجه بركان على وشك الانفجار ...... ‏عاد لهدوءه مغلقاً عينيه من جديد ليسمع زمجرت أنفاس هذا القابع أمامه يصحبها صوته الذي يتعرف عليه من على بعد اميال وهو يقول بخطورة مربكة لأي شخص الا هو

( ‏أنت من فعل ذلك إذاً أردال ..... ‏أين ذهبت بتلك الفتاة ؟!! )

‏صمت لم يدوم كثيرا ليقطعه قادير مجدداً وهو يقول

( ‏سلمها لى أردال و تنحى جانباً من هذا الموضوع نهائيا ..... أنا أعلم مصلحة آسر أكثر منه )

‏زفر أردال انفاسه بهدوء قبل أن يرمش بجفونه معلنا عن زرقة عينيه التي تشبه السماء المملوءة بالغيوم وهو يقول بنبرات اشتعلت ‏بالاستهزاء

( ‏كما كان الحال معي أليس كذلك !!! ... لماذا لا تدعه يعيش مع من يحب لماذا يجب ان يكون لكل شئ ثمن و مصلحة لديك ؟! .... الا يستطيع ان يكون هذا الثمن هو سعادة آسر يا عمي ؟؟ )

‏خرج صوت قادير هادئ كالثعلب الذي يستدرج فريسة وهو يقول

( ‏أنظر لما أنت عليه الأن أردال وكيف كنت ؟! ...... ‏ان تلك المشاعر التي تسمى بالحب ليست سوى وهم نبدعه نحن ..... ‏أنظر إلى نفسك كيف أصبحت شخصية يهابها الجميع وتذكر تلك الأيام التي كنت تتغنى بها بهذه المشاعر الواهية والتي لم ياتيك منها سوى الغدر ... أنا أريد لآسر الخير و مصلحته مع .... ) ‏

قاطعه صوت أردال الهازء وهو يردد

( مع عزام الصايغ أليس كذلك ؟؟ ...... ‏لكن أرجوك لا تخطئ فأنت تقصد مصلحتك أنت عمي )

‏زمجر قادير ‏قبل أن يتحدث وهو يصك على أسنانه بغضب

( أردال ‏أنت تلعب بالنار !! )

‏تردد صدى تلك الضحكة التي صدرت من أردال ليقول بعدها وهو يهم ‏بالوقوف ليغادر بنبرات تحمل ثقة كان دوماً يبثها به هذا القابع أمامه

( ‏ان كنت تقصد أمر عزام الصايغ فدعه لى ... نحن نجيد التفاهم سوياً ...... ‏فأنت هو من كان يقول دائماً يا عمي إن الرجل الحق يكمل ما بدأ به لهذا أنا لن اتنحى جانباً لن ادع تلك الفتاة لكم ...... عمت مساءاً )

‏خرج تاركاً بركان على وشك الانفجار من خلفه ..... فكان قادير يقبض بعنف على قبضته و هو يتمتم بين شتائمه

( تباً لك آسر ....... لم يكن عليك ان تلجأ لأردال )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً