عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-20, 09:41 PM   #24

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

ألقى آسر بجسده المنهك على احد هذه المقاعد المرصوصة من حول هذا المسبح الواسع و التى تتلألأ مياهه مع الاضواء المشتعلة من حوله دون ان يصل الى عينه سحر هذا المنظر .... كيف له ان يرى اى شئ من حوله وقد تلونت جميع دنياه بالسواد الداكن حتى أصبح الموت هو الشئ الوحيد الذى يتمناه .... فهو يعلم انه لن يستطيع اعادة الزمن الى الوراء ..... زفر أنفاسه بقسوة علها تُطفئ هذه النيران التى تنهش داخله و تحرق روحه .... كيف لم يعى من قبل ان هذا ما سوف يحدث بنهاية المطاف .... أغلق عينيه بعنف حابساً تلك العبرات التى أحرقته أكثر خاصتاً و هى ترفض الاستجابة له لتنزلق من زاوية جفنيه ... شهقه خرجت مكتومة من حنجرته و هو يحاول جاهداً حبس هذه الصرخة الناجمة عن عجزه و هو يرى صورتها أمام عينيه بحالتها المذرية و هى ممددة على ذلك الفراش ..... فتح عينيه كى يمحو هذه الصورة من أمامه لكنه عجز ان يمحوها من مخيلته ........... امتدت أنامله داخل جيب بنطاله ليلتقط محفظته و شوقه الى تلك الأيام يعود مع الصورة التى اخرجها ...... الصورة التى كانت تجمعهم و هو يحملها كالطفلة فوق ظهره بينما كانت هى تتشبث بعنقه ..... نظر بالم الى تلك اللمعة المضيئة داخل عينيها .... البسمة التى كانت تزين وجهها .... لم يهتم أبداً كيف كان هو و كيف أصبح ... لم يهتم سوى لها ... كيف تمكن من ان يسرق ضحكتها و التماع مقلتيها بهذا الشكل ....... أعاد رأسه الى الخلف مجدداً معلقاً عيناه ليتوه بذكريات لحديثهم الاول بهذه الرحلة التى قلبت كيانه و حياته رأساً على عقب .........


لم يكن يعلم ما الذى يجذبه الى هذه الفتاة ..... هل هو غموضها ... أم عزلتها ... لماذا لا يستطيع ان يبتعد بأنظاره عنها .... كم يجذبه منظرها الطفولى هذا و الذى يغلّفه كم هائل من الأنوثة الذى لم يراها من قبل .... كيف تمتلك هذا المزيج الغريب ..... لم يستطيع ان يسيطر على قدماه التى قادته نحوها حيث كانت تجلس بعيداً عن التجمعات و هى تطالع هذا الشاطئ الذى يعد أشهر شواطئ ألسكا الساحرة و الذى امتدت زرقته الى عينيها الصافية ..... جلس بالقرب منها على تلك الرمال الباردة مستنشقاً نسمات البحر المنعشة بهدوء و داخله بخطط كى يلفت أنظارها ... فهو دائماً يعلم كيف يوقع بالنساء و كيف يأسر قلوبهم .... تنهد بعمق معلناً عن وجوده ليهمس بنبرات هادئة وعيناه تتابع تلك الامواج المتراقصة أمامهم

( ذلك البحر الممتد من جرحكَ البعيد الى دمع عيوني ... تراه يبكي فى الليل مثلنا ...... حقاً اتساءل كيف يحتمل البحر كل تلك الهموم التى نلقي بها له !! )

ابتسم آسر داخله عندما رآها تلتفت لتنظر نحوه باهتمام لبعض الوقت ليراها تنهض بهدوء و هى تقول له ببرود كلماتها التى جعلته يقسم داخله انه سوف يوقع بها

( حسناً إذاً لاتركك تشكي همومك له بحرية )

ظهر التحدى جالياً بعيني آسر و هو يتابع ابتعادها السريع عنه ... ليردّد داخله بتحدى

( حسناً إيتها الصغيرة لنرى ).

عاد آسر من ذكرياته و هو يحك مؤخرة رأسه بعنف ... ليحتوى بعدها رأسه بين كفيه بأسى متمتماً بنبرات متحجرشة ( ليتنى لم أفعل .... أنتِ لا تستحقي ما فعلت بك نارفين ... لقد خدعتك ! ... لقد اوقعتك بالفخ بكل دناءة !! ... يااالهى ساعدنى .... ما العمل ؟؟ )

***

ألقى أردال سترته على فراشه ليتخلل شعره البنى الناعم بأنامله بعنف مما يعتمل بداخله ...... و هو يتساءل ما تلك الدوامه التي أصبح داخلها ..... لما أتت هذه الفتاة ..... لتعود له ذكرياته التي لا يكره شئ سواها بهذا الكون ...... و لتقلب حياتهم رأساً على عقب ... أغمض عينه بعنف لينفض تلك ‏الأفكار من رأسه يستمع لصوت رنين هاتفه ليجيب وهو يحاول السيطرة على نبراته حتى لا تخرج غاضبة

( ‏أجل طارق ....... أصبحت الصور معك إذا ؟!!! ...... حسنا أراك غداً ..... وداعا !!) ‏

ألقى بهاتفه وابتسامة رضا تلوح على شفتيه ليقطعها هذا الطرق على باب حجرته لتظهر أمام أمه ‏و التى اردفت بعد عدة دقائق بابتسامة حنونة تملأ ملامحها وصوتها الدافئ

( لا تعقد حاجبيك هكذا يا ولد ....... حقاً تذكرني بأبيك حتى بوقفه )

‏لم يكن أردال يلاحظ وقفته والذي غالباً ما تدل على غضبه حيث كان يضع كفيه بجيب بنطاله و يعقد حاجبيه لتظهر عينيه التي تحمل زرقة المحيط قاسية مترقبة ليميل فمه بشبة ابتسامة وهو يقول

( بما إنني ‏اذكرك به دعيني أقول لك مثلما كان يفعل هو ... أوامرك سيدة بهار .... ماذا تريدين ؟!)

‏نظرت لعينه تلك النظرة التي كانت و سوف تظل أحد نقاط ضعفة لتردف برجاء اسم مكوناً من ستة أحرف فقط ( نارفين )

( ‏أمي لا تفعلي ....... أنا لم اتخذ كلامك على محمل الجد )

تحدث أردال وهو يمارس على نفسه جميع أنواع السيطرة و التحكم بالنفس ..... ليسمعها تردد على مسامعه ذات الحديث مرة أخرى

( ‏أنت لم ترى كيف إنهارت أردال ..... أنهم مجرمون بنى و أنت تعلم هذا ...... أنها كانت ترتجف و تهزى بين يدي ....... انها فى زهرة شبابها .... لقد ارتجف قلبي عليها و أنا ارها تنتفض أثر نفس الكابوس ثلاث مرات في كل مرة حاولت ان تغلق عينيها بها ..... و هى تحلم بهم يقتلون طفلها قبل ان يقتلوها ..... ‏أنت تعلم أردال أن هذا الشعور ...... ) ‏

أرتفعت كف أردال باهتزاز امتزج مع اهتزاز حدقته ليردف وهو يشعر بنبضات قلبه تتسارع داخله

( لن ادع هذا يحدث وعد ..... لكنني سوف أقوم بحل الأمور على طريقتي فاقتراحك هذا لم يكن سوى درب من الجنون ولن يفلح معهم كما تظني ... عمي يعلم جيداً اننى لن افعل شئ كهذا مطلقاً )

حركت بهار رأسها بعجز لتقول بثقة قبل ان تغادر ( سوف تعلم لاحقاً انه هو الحل الوحيد بنى ..... فأنا أعلم من هم جيداً .. يجب ان نكذب هذه الكذبة عليهم حتى نحمى الفتاة )

تراجعت رأسه بصدمه تسللت الى نبراته و هو يردد بذهول

( ماذا بك أمى هل حقاً تريديني ان ادعي الزواج من تلك الساقط... )

ابتلع أردال بقية حروفه بينما أخذ يمسح على ملامحه لكن كف أمه التى التقطت كفه تُناجيه بهمس متالم

( توقف أردال انها ليست كما تقول أنا أعلم جيدا الفرق بين بنات الناس و هؤلاء الساقطات )

ابتلع أردال ريقه بينما تراجع للخلف و هو يزيح كف والدته برفق مردداً

( عفواً يا أمى لكنها تحمل طفل ناتج من علاقة غير شرعية من رجل متزوج ... و هذا يعطى إنطباع عن اى فتاة تكون ! .... )

***

توالت الأيام دون ان تهدأ تلك العاصفة التى ابتلعتهم داخلها بل على العكس كانت تشتد يوماً بعد يوماً حتى أصبحت دائرة مغلقة يدور الجميع داخلها حتى هذا الْيَوْمَ الذى تحولت تلك العاصفة الى إعصار كاد يبتلع الجميع داخله.

دلف أردال أمام عزام القابع خلف مكتبه بثقة دائماً ما تثير حنق هذا الاخر ليجلس بغرور على أحد المقاعد المقابلة لمكتبه الذى يتناسب مع هذه الغرفة الفارهة و التى تحتل مساحة ليست بقليلة من أحد ادوار شركة الصايغ القابضة .... ليجلس بشموخ واضعاً ساق فوق الاخرى

لم يستطيع عزام ان يتحمل هذا الغرور الذى تمثل أمامه خاصتاً مع ذلك الذى يجلس أمامه و الذى كان ولا يزال يطلق عليه " المنافس الشرس "

( هل قررت ان تتنازل عن عنادك و تنضم إلينا أم ماذا أردال ؟؟!!! )

نفض أردال غبار وهمى من على ساقه ... ليلقى بهذا الملف الذى كان بحوزته على سطح المكتب أمام أنظار عزام المتسائلة دون ان يتنازل و يجيب عليه

أنتظر للحظات ليرى بعدها انعقاد حاجبيه و وجهه يكاد ان ينفجر من شدة غيظه و هو يرى ما بداخل هذا الملف ليباغته أردال قائلاً و أكثر الابتسامات استفزازاً ترتسم على ملامح وجهه و شفتيه ... بنبرات أشعلت نيران عزام أكثر و أكثر

( يجب ان تشكرني على تلك الليلة فصورك تدل على مدى استمتاعك .... أليس كذلك سيد عزام ؟! .... لا تنكر أننى أحسنت الاختيار .... حسناً إذاً لما لا تدع لعبة دور الأب الذى يحمى مستقبل ابنته فهو لا يناسبك كثيراً ..... فأنا سوف أعقد معك إتفاق سوف تظل هذه الصور بحوزتي و أعدك ان لن يراها أحد ..... بشرط ان تقنع عمى كى يترك موضوع التخلص من نارفين هذا كبداية .... و عند إذ لن يرى تلك الصور اى مخلوق .... حتى أننى سوف أرسل لك هذه الفتاة مجدداً كشكر منى ... و لكي أكون صريحاً معك .... لقد استمتعت هى أيضاً )

نهض أردال بهدوء و ابتسامته تحتل ملامح وجهه القاسية دون ان يأبى لهذا الذى يستشيط ‏غيظاً ‏و ملامح وجهه التي توحشت بشكل مخيف ليغادر تاركاً إياه يتمتم بفحيح مرعب

( سوف اجعلك تندم أيها الوغد ).

***

صمت غريب كان يصاحب خطواتهم الهادئة ‏القصيرة بهذا الطريق ‏الضيق القابع بهذه الحديقة المهجورة المصاحبة لتلك ‏الزاوية من القصر و التي تحاوط هذه الغرفة التي أصبحت كالسجن لها .... توقفت خطوات آسر الهادئة و التى كانت تتناسب مع حالة نارفين الصحية فهى لم تتحسن كثيراً بالرغم من مرور عدة الأيام !! .. ليلتفت الى الحراس من خلفه قائلاً

( توقفوا هنا قليلاً .... لن نبتعد عنكم )

ليجيبه أحد الحراس و هو يردف

( سيد آسر لقد امرنا السيد أردال ..... )

( حسناً سوف نكون أمامكم هنا لن نبتعد )

لم تتوقف خطوات نارفين معه حتى أصبحت تتخطاه بخطوات قليلة استطاع ان يقطعها بخطواتان سريعتان منه ... ليوقفها و هو يحتوى كتفيها بين يديه مردفاً

( نارفين الم يحن الوقت لنتحدث ؟! )

طالعته بنفس نظراتها الخاوية و التى كانت تقتله بالأيام السابقة دون ان تجيبه ... ليضغط على كتفها بقوة و تملك و هو يردد كلماته التى إعتادت سماعها منه منذ ايّام

( نارفين حبيبتى لا تفعلي هذا أرجوك .... صمتك هذا يقتلنى ..... أنتِ تعلمي أننى أحبك ولا أستطيع ان أتركك ... و أننى سوف أموت ان فعلت .... أنا لم أكن أستطيع ان احميك وحدى لقد كنت خائف ان يقوموا بإذائك .... أنا ابحث عن حل لوضعنا هذا منذ ايّام ... لكننى لم استطيع ان افعل )

اقترب منها بخطواته لينظر لعينيها بعمق باحثاً عن كلماته الضائعة ..... ليهمس بالم احرق حلقه الجاف

( سوى حلاً واحد !! )

شعر آسر و لأول مرة باهتمامها لكلماته .... ليزداد ريقه و هو يقول بتلعثم

( ان ... ان نقول انك سوف تتزوجي من أردال ... انها فقط خدعة سوف نقولها للجميع بشكل مؤقت فهو الوحيد الذى سوف يستطيع حمايتك .... و حماية طفلنا فى الوقت الحالي .... حتى اتخلص انا من ميرال و .. )

لم تعد تسمع أو ترى شئ ..... فقط تشعر ببرودة جسدها و خناجر تنغرس بقلبها بعنف حتى ادمته و ذاكرة هذا المشهد الذى كسرها يعود و يتمثل أمام عيناها ....



( أبى ارجوك دعها تذهب )

( وهل سوف تنسى امرها ان تركتها ترحل من هنا حية )

خرج صوته ضعيف متوسلا و هو يقول ونظرات الانكسار تطل من داخل عينيه ( لا استطيع )

هوت كف قادير بعنف اهتز له المكان و جميع العيون التى اخذت تتابع هذا المشهد فى صمت عدى تلك العيون التى اخذت تذرف عبارات القهر و الزل ..... و صقيع تملك جسده بالرغم من تلك السخونة التى اخذت تتسرب تحت كفه اثر هذه الصفعه المدوية التى تلقها للتو .... مع تلك الكلمات الذى اخذ صداها يتردد بإرجاء المكان و هذا الصوت يمثل اسوء كوابيسه

( الخيار لك آسر اما تلك الساقطة اما ..... لن تكون بنى بعد اليوم .... انا لن اخسر ما خطط له لسنوات عدة من اجل احدى نزواتك ..)

صمت غيم ارجاء المكان للحظات ليعود قادير و يقطعها بشراسة اكبر و هو يقول ( أمامك دقيقة واحدة لتقرر ).




( نارفين ....... نارفين أرجوك لا تفعلي )

هز جسدها الساكن بين يده بهدوء أخافه بل أرعبه ...... ليقطعه صوت أحد الحرس و هو يحدثه

( سيد آسر السيد أردال يريد محادثتك عبر الهاتف الان )

ألقى عليها نظره قبل ان يلتفت الى ذلك الحارس و يلتقط منه الهاتف حتى أستمع الى صوت أردال و هو يعنفه

( أنت ماذا تفعل آسر هل جننت ؟! ... هياااا عد اللى تلك الغرفة فى الحال .... أنت تُخاطر بحياتها الأن أيها الاحمق )

التفت آسر للخلف ليلقى أنظاره عليها ..... ليتجمد للحظات قبل ان يستوعب انها اختفت من أمامه لتتسارع انفاسه و هو يتلفت من حوله و هو يتمتم بذعر

( نارفين !! ....... ناااااااارفين )

( آسر ماذا يحدث عندك ؟!! )

أخذت نبرات آسر ترتجف و هو يردد

( اختفت .... انها اختفت من أمامنا أردال .... )

أتاه صوت أردال الغاضب و هو يردف بحزم

( آسر أهدئ و ابحث عنها أنت و الحرس أنا قريب من القصر سوف أكون عندك خلال دقائق فقط ).


أخذت تتلفت حولها و هى تسارع خطواتها بحذر كى لا تتعثر قدمها بالوحل أو بتلك الأغصان الملقاة باهمال بهذا الطريق المظلم ..... اتكأت بجسدها على أحد الأشجار التى تحاوطها من جميع الجهات لتلتقط بعض من انفاسها المذعورة و عقلها يردد بفزع تلك التساؤلات عليها ..... هل سوف تستطيع ان تنجو بحياتها و بحياة طفلها .... هل سوف تنجو من هذا السجن التى ألقت بنفسها به ..... عادت نبضات قلبها لتتقافز بهلع و عقلها يحثها لتكمل هذا الطريق التى اخترته ..... أخذت تخطوا قدمها بهذا الوحل و عقلها الاحمق يصور لها انها تستطيع الفرار ..... عادت خطواتها لتتسارع و يدها تحاوط بطنها بقوة و عنف وكأنها تحمى جنينها بهذه الحركة الطفولية ....... التفتت الى الخلف بالم و عبراتها بدأت تخط وجنتيها ...... كيف كانت حمقاء الى هذا الحد ..... كيف تصورت للحظة واحدة ان هذا المكان و هذه البلد سوف يكونوا أمانها !! .... انه هو سوف يكون حاميها كيف و هو من جعلها تخسر نفسها ؟!

عادت لتسقط دموعها بالم على أحلامها الضائعة و حبها البائس لتعود بنظراتها المنكسرة الى الامام الى حيث واقعها الأكثر رعباً و الماً مما هربت منه للتو .. و هى ترى خمسة رجال يحاوطُها من كل مكان و هى التى لا تعلم من أين ظهرت اجسادهم بهذا الظلام بينما اخذت نظراتها تخط على هذا السلاح الموجه نحو رأسها لينتفض جسدها هلعاً و إذنها تلتقط تلك النبرات الشيطانية من ذلك الرجل الذى يقابلها و هو يقول

( لقد عثرنا عليها اخيراً ....... حقاً ينتابني الفضول كيف سيقوم السيد قادير بمكافاتنا ..... )

انتقلت جميع العيون الى حيث تلك الصرخة المدوية و التى صدرت من أحد زوايا هذا المكان الموحش من بين عتمة الظلام ... ليتعرف جميعهم على صاحبها و الذى وقف مواجهاً لهذا السلاح الموجة صوب نارفين ليقول من بين انفاسه المتلاحقة و الذى يجاهد لالتقاطها

( توقفففففف ...... اخفض هذا الشئ فى الحال )

اتسعت حدقتى نارفين التى أصبحت تواجه ظهر آسر بصدمة لتنتقل بعدها نظراتها لصاحب هذا الصوت الشيطاني مجدداً و هو يردف بنبرات يملؤها التهديد

( سيد آسر من الأفضل لك ان تبتعد فأنا لدى أوامر بإحضارها حتى ان تطلب الأمر للتعامل معك ..... )

اهتزت حدقتى آسر بالم و هو يشعر بتشبث كف نارفين بذراعه و أناملها تنغرس بعنف داخل جسده وكأنها تترجاه الا يتركها ... الا يكسرها مجدداً ........ ليعود هذا الصوت يداهم اهتزاز روحه بعنف و هو يقول

( تنحى جانباً سيد آسر فأوامر سيد قادير تشملك أنت أيضاً معها لا تضطرني لاتخطاك !!! )

لحظات مرت برعب و الم على كل من نارفين و آسر الذى كانت تتألم روحه و هو يشعر بعنف و قوة ضغطها على ذراعه فلم يكن منه سوى ان يردد عبارة واحدة فقط داخله و هى " كيف الخلاص ! " ......... شعرت بجسدها يتراخى حتى كادت ان تسقط أرضاً فلم تعد قدمها تستطيع ان تحملها أكثر خاصتاً و هى تواجه تلك الابتسامة المرعبة التى بدأت تظهر على ملامح هذا الشيطان القابع أمامهم و هو يردف

( هيا سيد آسر لا تجبرنا أن نتخطاك )

لحظات و ارتعشت كفه هذا الشيطان التى كانت تحمل سلاحه و هو يشعر ببرودة هذا المعدن الذى التصق بمؤخرة رأسه و الذى لم يكن من الصعب معرفة انه سلاح يماثل سلاحه و رجالاً تظهر من العدم ليتضاعف عددهم فى لحظات ليحاوطوا المكان مع أسلحتهم و صوت ثلجي بارد يحمل جميع معانى القسوة فى نبراته و هو يقول بثقة الأفعى التى تحاوط فريستها

( لم أكن أريد مفاجأتك لكنك سوف تضطر ان تتعامل معى انا أولاً ........ هيا ضع أنت و رجالك اسلحتكم جانباً بهدوء )

نظر أردال لأحد رجاله و لم يكن من الصعب على نارفين ان تتعرف على ملامحه فهو نفس ذلك الشخص الذى ساعد بإنقاذها من قبل ليقول

( طارق هيا اجعلهم يغادرون فى الحال )

( سيد أردال إننا ننفذ أوامر عمك قادير أرجوك دعنا نأخذها معنا ..... )

تحولت بلحظة واحدة نبرات هذا الشيطان للرجاء بعد ان كانت تحمل جميع أنواع التهديد و دون ان يقصد ارتفعت أنظار أردال لتتجة نحو نارفين و التى كان جسدها يعلن عن ارتجافه بشكل واضح و يدها التى تحاوط بطنها بعذاب سيطر على ملامحها ..... لكن ما صدمه نظرات الرجاء التى ارسلتها عيناها لعينه دون غيرها .... ليعود صوته الجهوري ليملأ هذا الصمت الذى عّم ارجاء المكان للحظات و هو يقول

( هيا دع هذا السلاح من يدك فى الحال )

لحظات معدودة فقط و بدأت أصوات ارتطام أسلحتهم بالأرض تصل الى إذن الجميع .... لكن لم تكن اعينهم تلتقط هذا الذى كان يصوب سلاحه من بعيد نحو تلك التى ارتخت قواها رعباً و لم يتوقف ارتجاف جسدها لتنطلق هذه الطلقة بلحظة واحدة ليتبعها صراخ دوى بعنف لا يقل عن أصوات تلك الطلاقات التى تبعتها و أصوات لأجساد ترتطم بالأرض .

نهاية الفصل الثاني...

توضيح هام جداً : اصبح مجتمعنا يفتقر للكثير من الاشياء من تعاليم الدين و الشرع .. فاصبح يخطلت علينا الأمر بالكثير من الأمور الهامة ... انا اقوم بتوضيح هذا الجزء لاهميته البالغة فى محتوى القصة بل و اهميته بشكل عام لانه اصبح يحدث دون ان يدرك البعض مدى خطاه او ربما يدركون هذا بالفعل ... لكن بسبب مخاوفهم من نظرات المجتمع .... يحدث بغرض الستر فى مجتمعنا العربي .... لهذا يجب ان اسلط الضوء على تصحيحه بما اننى قمت بذكره .... لا يجوز او يحل زواج الفتاة الحامل من اى شخص سواء من اخطات معه او شخص اخر قبل ان تضع مولودها وان حدث يصبح هذا الزواج باطل تماماً.



انتهى الفصل الثاني



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-08-20 الساعة 10:06 PM
رحمة غنيم غير متواجد حالياً