عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-20, 02:57 PM   #748

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

يوم ترفعك الدنيا إلي السماء لتجاور النجوم
ويوم تخسف بك باطن الأرض
يوم تشعر إنك طائر بحرية في الفضاء الواسع
ويوم تشعر بالإختناق وتعجز أجنحتك الوهمية عن حملك لتحلق ثانية
يوم تشعر أنك ملكتها بقبضتك
ويوم تنظر إلي كفيك لتجدهما خاويتين

وصل فادي بسيارته ومعه أبناء فريدة إلي بيتها كما وعدها فهو لم يحب أن تأتي لتأخذهم هي وتيمور فربما يراهم جدهم ففضل أن يحضرهم هو إلي أن يحين وقت مواجهته بعمر وجها لوجه.....

هبط الثلاثة أولاد من السيارة وكانت فريدة تنتظرهم علي باب الحديقة خاصة دكتور فؤاد وما أن رأتهم حتي هرعت إليهم بشوق وإحتضنتهم جميعا في وقت واحد البنتان كل واحده منهما من جهة وعبدالرحمن بينهما
نظر تيمور إليهم مُبتسماً بحنان فمنذ أن وصلا منذ ثلث ساعة وهي لاتستطيع الصبر وتقف هكذا تنتظرهم علي الباب
أغلق فادي سيارته وتقدم منهم ببطء بينما تقدم تيمور قائلاً بمودة للأولاد:"ألن تصافحوني أنا أيضا ..."
ليتقدم منه عبدالرحمن يصافحه يداً بيد فجذبه تيمور برفق وقبل رأسه في سلام رجولي وصافح الفتيات يدا بيد ...
تقدم فادي منهما مُصافحاً تيمور بوجه مُكفهر وما أن صافح فريدة حتي شعرت به بحال غير حاله أما هو فلم يستطيع المقاومة.....
عند هذه النقطة وفشل في إخفاء مايعانيه فأرتمي عليها وأغمض عينيه كطفل صغير.... نظرت هي إلي تيمور الذي كان يقف بجوارها بقلق وقال لهم وهو يشعر بأن هناك شيء:"تعالوا إلي الداخل...."
جذبت فريدة فادي من يده للداخل بينما سبقها تيمور والثلاثة أولاد وما أن دخلوا حتي قالت له بقلق :"ماذا بك فادي ماذا حدث؟...."
قال لها بعينين زائغتين ووجه أصفر:" لم يحدث شيء هل يبدو علي شيء..."
قالت بنفس النبرة القلقة:"طبعا يبدو ..."
صمت ونظر إليهم بضياع فشعر تيمور أنه ربما يريد الإختلاء بأخته فقال حتي لايحرجه:"حسناً فريدة ممكن أن تصعدوا للأعلي تتحدثان بأريحية أكثر وأنا من الأساس لابد أن أمشي ..."

نظر فادي إلي تيمور نظرة حائرة ولا يعرف لماذا في هذا الوقت علي وجه التحديد تمني أن يكون له أخ قريب منه في السن حتي يحكي معه أدق تفاصيله دون خجل أو خوف من أن يفشي سره فوجد نفسه يقول لتيمور بلا تفكير:"لاتمشي ....."

بعد قليل

كان الجميع يجلسون في شقة الدكتور فؤاد الذي ما أن شعر بتوتر الأجواء وأن فادي يجلس صامتاً هكذا لايريد الحديث حتي إستأذن لصلاة العشاء والسنة ليتركهم يجلسون علي راحتهم بينما طلبت فريدة من أبناءها أن يفتحوا التلفاز ويجلسون في غرفة المعيشة بينما تجلس هي مع زوجها وشقيقها في غرفة الصالون المفتوحة علي غرفة المعيشة ....
قالت له بقلق ونفاذ صبر:"ماذا بك يافادي أوقعت قلبي..."

تجاهل سؤالها وهو ينظر إلي تيمور مُتسائلاً وهو يبدو علي وجهه الهم وذقنه قد استطالت قليلاً :"إلي أي مدي يستطيع الرجل تقبل كذب زوجته عليه؟"
تأكدت فريدة من أن هناك مشكلة بينه وبين زوجته ....
زفر تيمور الذي كان يجلس بجوار فادي علي نفس الأريكة بينما تجلس فريدة علي المقعد المجاور للأخير وقال له:"يستطيع التقبل حين لايمس الأمر عرضه وشرفه...كرامته ورجولته...كل شيء يتم حله مادام خارج هذا الإطار...."
أردف فادي بضياع:"وإذا كان داخل هذا الإطار يكون من أين حدث الخطأ؟"
قال تيمور بجدية:"يكون وقتها الإختيار كان خاطئاً...." وضعت فريدة قبضتها علي فمها....هل ماوصلها صحيحاً هل خانته زوجته؟؟؟
قال تيمور لفادي بلهجة لينة :"فادي إعتبرني أخ كبير لك وقص ماتريد وأخفي ماتريد لن أضغط عليك ولكن لاتبقي في هذه الحيرة كثيراً..."

يحدث كثيراً أن تكتم في نفسك وتظن أنك قادر علي لملمة بعثرتك الداخلية... تظن أن كل شيء سيكون جيداً ... تحاول تجميع شتات نفسك ... ولكن في لحظة واحدة تشعر بالتيه والتشتت
تشعر أنك تحتاج إلي من يدلك علي الطريق الصحيح
أو يساعدك ويمسك لك المصباح لينير العتمة المُحيطة بك ...من يقول لك هل كنت علي حق أم علي باطل...
لأول مرة منذ عدة أعوام منذ أن تعرف علي أماني حتي من قبل زواجهم ...
لأول مرة يتشتت أو يتأزم ولا يلجأ لها
شعر بالخوف في عيني فريدة وبالصدق في عيني تيمور فوجد نفسه تلقائياً يقص عليهما كل شيء منذ معرفته بأماني حتي الوقت الذي عرف فيه كل شيء ...
الصدمة علت وجه فريدة ...أما تيمور
فبعد أن إستمع له بإنصات قال له باهتمام :"حسناً..هل لي أن أسألك بعض الأسئلة؟."
قال له فادي بيأس:"تفضل...."
قال تيمور :"كيف كانت طبيعة علاقتكما هل كنتما سعداء مع بعضكما بلا أي مشكلات وهل كانت حياتكما تسير بشكل طبيعي ؟"
نظر له فادي وهو يمط شفتيه وينظر بطرف عينه نحو فريدة ففهم تيمور إنه ربما يتحرج منها فقال لها بلطف:"فيري بعد إذنك هل ممكن أن تعدي لنا قهوة؟" قالت له وقد فهمت :"حسناً سأجلس مع الأولاد قليلاً ثم أعدها ..."
غمز لها بعينه فاستقامت واتجهت إلي غرفة المعيشة لتجلس بين البنتين وتضمهما وتنظر إلي عبدالرحمن الجالس علي المقعد المنفرد قائلة :"إشتقت إليكم بشدة..."
نظر لها عبدالرحمن وإلي السعادة والإرتياح الباديان علي وجهها وقال لها وقد أقر بالأمرالواقع فيما يخص زواجها:"أنا أيضا إشتقت إليكِ..."
قالت له بلهجة لا تخلو من تأنيب الضمير:"بإذن الله أخر مرة أذهب إلي أي مكان بدونكم..."

أما تيمور فقد أخفض صوته قائلاً:"أنا أسألك فقط لأكون فكرة عن الموضوع ككل...فكما تعلم زواجكما أمامه علامة إستفهام كبري "
قال فادي بوضوح:"نعم كانت علاقة طبيعية وكنا سعداء ومتفاهمان جدا...."
أردف تيمور:"ومالذي جذبك لها دونا عن الجميع بالتأكيد شاهدت فتيات كثيرات؟"
قال فادي بصوت مبحوح:"نعم شاهدت فتيات ولكن لم تجذبني أي منهم...هي فقط وقتها من جذبت إنتباهي بجاذبيتها وعقلها ...كانت تجمع بين العقل والحكمة من جهة والجمال والأنوثة من جهة أخري وهذا مالم أكن أراه في البنات من حولي كانت معظمهن تافهات...."
قال تيمور :"ولماذا لم تسأل عنها ...أعذرني فادي أنت تتحمل الخطأ أيضا فيما حدث.."
قال فادي بأسف:"لم أسأل لأني صدقتها.... لم أشك يوما في صحة كلماتها ...قصت علي كل شيء بوجه بريء وعينان صادقتان..."
قال له تيمور ولم يحب أن يضغط عليه أكثر:"أنا فقط أريد أن أعرف شيء هام كيف وصلت معها لمرحلة الزواج بهذه السرعة؟.ولماذا كان الزواج سريا"
قال فادي موضحاً:"نحن لم نتزوج إلا منذ عامين قبل ذلك كنا مجرد زملاء عمل وقتها لم تكن هي ترقت ترقيتها الأخيرة كانت بالفعل أعلي مني عدة درجات ولكن كنا جميعا نعمل في مكان واحد وكما قلت لك منذ قليل هي من وقفت بجواري بعد وفاة أمي ...دعمتني وطيبت خاطري كنا يوميا بعد العمل نجلس ساعة علي الأقل نتحدث في كل شيء وأي شيء ..كنت أقص عليها أي مشكلة وكانت تحلها بمنتهي الحكمة... في مشكلة فريدة هي من أشارت علي بعرضها علي مٌتخصص حين تعبت وحين كنت أشعر بالضيق من رفض فدوي المتكرر لكل من يتقدم لها كانت هي من تنصحني بالصبر عليها وتنهاني أن أفعل مثل إخوتها وأرغمها علي الزواج حتي لايحدث لفدوي مثل ماحدث لها...إزداد إقترابنا اكثر وأكثر وقد وجدت فيها كل المقاومات التي يريدها الرجل في المرأة ...لم يكن ينقصها شيء في عيني.... إنجذبت إليها وللحظة خفت أن أقع في الخطأ معها لذلك حين عرضت علي الزواج لم أمانع ولم أراه إبتذالا منها فالسيدة خديجة هي من طلبت من رسولنا الكريم الزواج..."
قال تيمور وهو يعقد ذراعيه فوق صدره:"والإنجاب...كيف تخليت عن حلم الإنجاب؟ "
قال له بصدق:"لم أفكر في هذا الأمر... كنت مُتشبع بأبناء فريدة وكان مايهمني أن أجد إمرأة تحتويني وأشعر معها بالأمان أكثر ما أتزوج إمرأة تنجب لي ولايوجد توافق بيننا..."
قال له تيمور وهو يضيق عينيه:"والآن.... هل مازال تفكيرك نفس التفكير؟هل مازلت لا تجد فتاة في سنك تليق بك؟ وهل مازلت لا تفكر في أمر الإنجاب؟"
نظر إليه فادي وإلي السؤالين الذي وضعهما تيمور أمامه ...سؤالين أصعب من بعضهما...صمت...لم يستطع الإجابة فأردف تيمور بتفهم :"عامة لست مُلزم بالإجابة أنا فقط أريدك أن تجيب علي هذه الأسئلة بينك وبين نفسك وإذا كان يهمك رأي فماحدث هذا كان سيحدث في يوم ما ...هذه الصدمة إما كانت هي من ستلقي بها في وجهك أو أنت من كنت ستلقي بها في وجهها يوم تكتشف إنك اخطأت حين تزوجتها..."
نظر إليه فادي بوجه مُحتقن وقال:"أنا لم أكن لأفعلها أبداً.."
قال تيمور بتصميم:"بل كنت ستفعلها يافادي في يوم ما حين تري فتاة من سنك وتحبها أو حين تهفو نفسك إلي طفل من صلبك..إسمح لي زيجتكم هذه لا يوجد بها أي تكافؤ ولا أي مشاعر قامت فقط علي المصالح المشتركة أنت تريد منها شيء وهي تريد منك شيء..."
قال فادي بعناد:"طوال فترة معرفتي بها لم أأخذ منها أي شيء سوي الإحتواء..."
رد عليه تيمور مٌقارعاً:"وهل قلت أنا غير ذلك ..هو الإحتواء ماكنت تفتقده بعد وفاة والدتك التي كانت حصن الأمان لكم وماحدث مع فريدة تلاه تحملك أنت للمسئولية كاملة مسئولية بيت وأختين وثلاثة أطفال...أنت وقتها لم تكن بحاجة لتكوين أسرة وإنجاب أطفال أنت كنت في حاجة لمن تجد لديها السكينة والراحة في ظل هذه الأجواء المشحونة ...كنت تحتاج إلي إستراحة مُحارب في ظل تحملك لمسئولية كبيرة مُبكراً... لم تكن تناسبك فتاة صغيرة تٌلزمك بطلبات وتربطك بأبناء ...وهي كانت بها كل المقومات التي تريدها ...أما هي فكانت كما أوضحت المواجهة الأخيرة تحتاج شاب تعيد معه شبابها المهدور هذه هي المصلحة المُشتركة التي أقصدها ..رفع سبابته في الهواء موضحاً:ولا تظن أنني ألومك أو ألومها فالنفس البشرية بداخلها الكثير من الدوافع التي لا نعرف نحن عنها شيء أحيانا تسلك سلوك وعقلك الواعي يوحي لك بدافع في حين أن الدافع الحقيقي سجين عقلك الباطن ربما أنت نفسك لا تدرك هذا الدافع..."

نظر إليه فادي نظرة تائهة فقال له تيمور:"أنت طلبت مني المساعدة ولم أكن لأتدخل دون طلبك وأنا قلت لك ما كنت سأقوله لأخي إن فعل مافعلته أنت وأنا لا أؤثر عليك لتتصرف تصرف معين ولكني أقول لك رأي فيما سمعت وأنت لابد أن تجلس معها لتسمع منها ربما يكون لديها مبررات لا نعرفها .."

إستقام فادي واقفا في نفس الوقت الذي جاءت فيه فريدة تحمل القهوة فربت علي كتفها قائلاً:"سأمشي أنا...." نظرت إليه وهو يتجه نحو باب الشقة وكتفيه متدليان وشعر قلبها بالشفقة عليه فجلست بجوار تيمور ووضعت الصينية علي المنضدة ونظرت له بأسف في حين ربت هو علي كتفها قائلاً:"هو دخل تجربة أصاب وأخطأ وعليه تحمل تبعات تجربته ...لا تقلقي عليه فهذه التجربة ستعلمه الكثير..."
قالت له باستفهام حين قال أنه أخطأ:"لم يكن هذا رأيك من قبل ألم تقل لي أنه ليس صغيراً وعلينا ان ننصحه فقط ونتركه يفعل مايشاء..."
قال لها موضحاً:"لم يكن معني كلامي أنني أوافقه ولكن لايحق لأي شخص الإعتراض مادام هو موافقا أما الآن فهو الذي جاء بنفسه وطلب النصيحة ...."
أومأت برأسها بأسف ثم قالت له:"ألن تذهب إلي البيت ؟"
قال لها :"نعم سأذهب بعد أن اطمئن علي أبي و بعد قليل سيأتي إليه شهاب..."
همت بالقيام من جواره فوضع كفه علي كفها قائلاً بهمس :"سأشتاق إليكِ بسكوتتي.."
إبتسمت رغم حزنها علي فادي وقالت له:"هيا تيمور إلي بناتك انا سأطمئن علي أبي ثم أصعد .."
إبتسم قائلاً وهو يقوم خلفها:"سأهاتفك في المساء..."


يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس