عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-20, 06:35 PM   #6

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

المقدمة

يلهث بقوة وهو يقف يلتقط أنفاسه .. يحنى جسده ليتسند براحتيه على ركبتيه ، يتنفس بقوة وهو يشعر بعضلات جسده تئن .. تزار .. تصرخ فيه أن يتوقف عن ايلام جسده بهذا الشكل ولكن عقله يعيد عليه ذكرى سابقة .. قديمة ولكنها لازال جرحها نازفا .. حارا .. موجعا ، اغمض عينيه فيتردد صوتها مخترقا سمعه من جديد " أنت لا تعرف .. لازلت صغيرا لتدرك هذه الأمور"
عبس بغضب كما فعل قديما وهو يبحث بعينيه عن الخطأ الذي حدث جعلها تتبدل هكذا لتتبع بغرور لا تملكه ولكنها لجأت إلى جيناتها كما يبدو فترفع رأسها بعنجهية وتختتم حديثها معه ببرود : لا تشغل رأسك بهذه الأمور فقط عد إلى عملك وسط الصحراء فيبدو أنك اصبحت تفهم لغة الخيول والجمال أكثر من البشر .
***
يقلب جواز سفره بين كفيه ينظر إلى موعد تذكرة طائرته القريب ، يزدرد لعابه ببطء وهو يفكر فيم سيواجه حينما يعود إلى الوطن فيرتجف صدغه رغم عنه وعيناه ترف بألم يدلك جانب فكه وهو يشعر بقبضة الآخر التي ضربته من قبل وهي تحط من جديد على جانب وجهه فيتراجع للخلف خطوتين وصوت الآخر يهتف بفحيح جاد ونظرات تومض بالخطر : ابتعد .. اسمعت ؟! لا أريد ا أن أراك قريبا منها ثانية ، بل لا أريد أن أراك ثانية ، أنت ليس بمؤتمن ولا مرحب بك في بيتنا أبدا .
احقتن وجهه بقوة وهو يستلقى على الأريكة من خلفه فيغمض عينيه وهو يستعيد طيفها .. عبيرها .. همسها .. ضحكها .. حتى صمتها ليتأوه بوجع وهو يدلك قلبه بلمسات خفيفة من كفه وهو يهمس له بأنهما عائدان لها !!
***
يعمل بجد على إحدى القطع الميكانيكية بين يديه ، يفكر وينفذ ويلهث بتعب وهو مستلقي تحت الآلة الضخمة ، يصلحها بيديه ، رغم وجود الكثيرين من العمال حوله ولكنه لا يريد ، بل يريد إرهاق ذهنه .. عقله .. جسده بهذه النومة الغير مريحة ، هذه الحالة اصبحت تنتابه كثيرا وخاصة مع تقاطع طريقيهما سويا ، فهو يراها كثيرا وكلما رآها تذكر أنها كانت محقة ، بأنه لا ينتمى إلى هذه الأرض يتنفس بعنف تحت الآلة ويقبض كفيه بقوة على المعدات التي يستعملها وهو يتذكر كلمات أخرى أتت جادة ومن اقرب الناس إليه وهو يحدثه بهدوء قاصدا التخفيف عنه ولكنه نحره ببطء : لن يقبلوك فانت لست مصريا خالصا ، جدتك ليست مصرية.
زأر عقله فيضرب مؤخرة رأسه بالأرض من تحته وهو يستعيد نظراتها الرافضة وهي تخبره منذ أن كان صغيرا بأنه ليس مصريا ولكنه كابر وعاند وتمسك بحلم استيقظ على كونه كابوسا يصاحب الباقي من حياته !!
***
يركن رأسه إلى الخلف يغمض عينيه ويدور بكرسيه الوثير ، يجلس خلف مكتبه يتحكم في إمبراطورية عائلته ، يكفيه أن يشير بسبابته أمرا فيطاع على الفور ولكنه غير راضيا .. غير هانئا .. ليس سعيدا.
روحه تئن بوجع وقلبه يخفق بألم كلما التجئ إلى نفسه تذكر صراخها في وجهه ، قبضتيها اللتين ضربته بهما وهي تصرخ بكراهيتها له ، ينتفض جسده وصوتها يعاد حادا قويا في ذاكرته : أنا اكرهك ، انت تفسد حياتي كلها كلما اقتربت مني ، ابتعد لا أريدك أن تقترب مني ، أنا اكرهك .. أكرهك .
اطبق فكيه بعنف لينتفض واقفا يدور من حول نفسه كليث حُبس في غابة واسعة خضراء يانعة ولكنه يظل محبوسا .. سجينا .. مقيدا لها !!
***
يبتسم ويما برأسه لكل من يقابله يتحاشى نظرات الفتيات واعجابهن البالغ به ، يزفر ببطء وهو يحاول التأقلم على اعجابهن به ، نظرات التملق والافتتان ، ابتسامتهن المشجعة والبريئة ، ولكنه لا يستطع أن ينغمس فيهن ولا يستطيع أن يمنع نفسه من البحث عنها في كل الوجوه ، ابتسامتها المرحة وتورد خديها ، هي الوحيدة من نظرت له بطبيعية دون أن تكن أي تكلف أو وله ، بينما كان هو مدله بها .. يحفظ تفاصيلها .. يعشق وجودها ، لتصدمه حينما صارحها بحبه لها أنها لا تريد حبا ولا عشقا ، بل إنها ابعدته وهربت منه حتى لا يجرفها في تيار حبه لها ، لقد حافظ على مكانتها في قلبه منذ كان صغيرا لينتظر وقتا مناسبا فيصارحها بمكنونات صدره و يا ليته ما فعل !!
***
ينغمس بموسيقاه المنبعثة من جهاز يشبه الجرامفون ولكنه حديث رقمي يعمل بإبرة من أشعة غير مرئيه تقرا ما ضغط في ثناياه البلاستيكية ، يهز رأسه بحركة رتيبة ويدع عقله يغوص في احلام بعيده ، تداعب نفسه بشوق وتتمناها روحه في لهفة ، فيرى بعد أعوام قليلة وهو يحصد جوائز كثيرة يجنيها بسبب كده وتعبه وإخلاصه لحلمه وامانيه ، ليفيق من حلم كاد أن يتحول إلى حقيقة على صيحة ابيه الغاضبة تقتحم أحلامه النابضة فيزفر بتعب وهو يتحاشى مقابلة والده التي طالما تتحول إلى مشادة كلامية غير ناضجة !!
***
يضيق عينيه وهو يركز بصره على ما يفعله بذهن متقد ونظرة ثاقبة وكفين ماهرين ينهي اجراء إحدى العمليات الجراحية المميز فيها ، بل هو ذائع الصيت رغم صغر سنه في تقنيات جراحية استحدثها هو بسبب نبوغه وحبه لعمله ، يبسم بمهنية وهو ينهي العملية بنجاح ليرفع رأسه وعينيه الغامضتين بلونهما البني الغامق تنضح بذكاء ومكر يمتزجان وهو يبتسم لزميلته الجديدة من طلبت نقلها خصيصا لمكان عمله حتى تصبح شريكته تتعلم منه وتضيف للفريق الطبي هنا ، ولكن حينما رآها للمرة الأولى علم سبب وجودها من حوله فيراقبها بتسليه وينتظر بصبر نتيجة المباراة القائمة !!
***

يتقلب بفراشه فيحرك ذراعيه بعشوائية يبحث عنها بجواره ليعبس بضيق وهو يكتشف خلو الفراش من حوله ، لتنفرج اساريره عن ابتسامة عذبه وهو يشتم عبيرها يهفو من حوله حينما دلفت إلى غرفتهما ، تتحرك برقة وهي تسير على رؤوس اصابعها حتى لا تقلق نومه ، تكتم انفاسها وهي تقترب منه فيغمض عينيه باستكانة افتعلها لتجلس بجواره في أريحية قبل أن تقترب فتطبع قبلة عميقة على وجنته لتوقظه ، تتسع ابتسامته وهو يشعر بقربها فيحاوطها بذراعيه يضمها إليه في تملك وهو يدعو الله سرا أن تظل بجواره .. معه ..مليكته ويعد نفسه دوما أن يكون ملكها الذي يستحقها !!

انتظرونا في الغد
مع اول فصول من حبيبتي
كونوا بالقرب دوما


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس