عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-20, 09:45 PM   #32

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

دخول عاصف اهتزت له جدران الغرفة اثر تلك الصفعة التى تلقها بابها ...... لينهض قادير من خلف مكتبه و هو يرى بهار بتلك الحالة الغاضبة كما لم يراها من قبل و من خلفها مساعدته و التى على ما يبدو كانت تحاول اللحاق بها و هى تتلعثم بحروفها بخوف

( سيد قادير اعتذر لم أستطيع ..... )

توقفت حروفها و هى تتراجع الى الخلف كى تغادر حين ارتفعت يد قادير لتشير لها بالمغادرة ......... ليرى بعدها بهار و هى تتقدم منه و أصابعها ترتفع بتحذير نحوه قائلة بنبرات خافتة قوية

( إلا ابني قادير ...... هل سمعت إلا أردال )

انعقد حاجبي قادير بصدمة شملت ملامحه و هو يتساءل

( هل تعتقدين أننى خلف هذا الأمر بهار ....... ان أردال بنى ... أنا من ربيته ...... كيف ؟!! ..... )

( انظر لى قادير أنا أحذرك هل فهمت .... لا تقترب من أردال .. فحينها لن تجد أمامك بهار التى تعرفها .... لا تجعلني استخدم حقى بمجلس الادارة لأحاربك به ان حصل له شئ بسببك ...... الا أردال يا قادير ... الا أردال )

تعالت نبرات صوته و هو يدافع عن نفسه أمامها و قدماه تتجه نحوها

( بهار هل تعتقدين أننى سوف أهتم لهذا وأنتِ تظني أننى أحاول قتل أردال .... هل فقدتِ عقلك انه بنى ..... أنا ابحث عن الفاعل و سوف اقتله بيدي هاتان ..... هل لازلتِ تشكين بحبي لأردال بعد كل تلك السنوات بهار ؟!!! )

تراجعت بعنف لتبتعد عنه ويدها تعود بتحذير نحو وجهه و هى تردد

( لن أعيد كلامى مجدداً قادير ... الا أردال ..... ودع تلك الفتاة وشأنها فلا تجبرني ان أقف أنا أمامك .... كن رجل بحق لمرة واحدة بحياتك ... تخلى عن قسوتك و عدم ضميرك هذا .... فهى تحمل لك هذا الحفيد الذى كنت تتمناه )

ألقت كلماتها بوجهه دفعة واحدة لتغادر بعدها تتركه يتابع اثرها بذهول و صدمه شلت أطرافه.

***

ارتجاف أناملها و اهتزاز جسدها الذى التقطته حدقتيه لم يجعله يعيد التفكير بما ينوى بل على العكس جعله يعلم ان هذا هو الوقت المناسب فلم يعد لديه الكثير من الوقت

أخذ يتابع إنكماش جسدها الذى أخذ يتضاعف ليقرر ان يقطع هذا الصمت كى يخرجها من هذه الحالة التى لا يعلم لماذا تثير به مشاعر إنسانية يكرها حتى انه لم يعد يعرفها من الاساس ... لماذا هذه الصغيرة تعيد له تلك المشاعر ... قطع هذا الصمت الذى بدأ يثير أعصابه هو قبل ان يدمر أعصابها و هو يقول بهدوء زاد من ارتجافها

( تريدين الفرار أليس كذلك ؟!!! )

ارتفعت عينيها بصدمة جعلته يدرك انه قد اصاب هدفه نحو روحها الممزقة ..... لكنه علم انه سوف ينتظر كثيراً حتى يستمع الى إجابتها و تلك العبرات تنزلق من زاوية جفنيها ليباغتها و هو يردد متابعاً رأسها المحنى بالم و ذُل لن ينكر انه قد ألمه دون ان يعلم له سبب .... ليقطع هذا الصمت بنبراته الواثقة التى جعلت عيناها تتعلق بمقلتيه برجاء

( أستطيع ان أساعدك !! )

لكن هذا الرجاء لم يدم كثيراً قبل ان يتحول الى شرار امتزج باستحقار واضح له و هى تستمع الى تلك الحروف التى انغرست كالخنجر المسموم بروحها المكلومة

( وأستطيع ان أساعدك على إجهاض هذا الجنين لتبدئي حياة جديدة )

تابع نهوضها من على هذا المقعد و نبراتها التى و للمرة الاولى ظهرت حدتها

( أنت مثلهم !! .... جميعكم أوغاد .... كيف تصورت للحظة أنك تختلف عنهم .... أنا تصورت للحظة أنك ...... أنك تحمى هذا الطفل ...... لكنك مثلهم تريد قتله بدم بارد لتحمى إسم العائلة اليس كذلك ؟! ...... أنا سوف احميه منكم مهما كلفني الأمر ..... هل سمعت ..... لن اسمح لأحد بأذيته ان كُنتُم تريدون التخلص منه عليكم قتلي أنا أولاً ..... فأنا لن أحصل على تلك الحرية ان كان الثمن هو ... أنا لا أريد شئ منكم كما تظن لقد اخطات و ها أنا ادفع الثمن .... )

كلمات تغلغلت بعمق داخل روحه .... تلك الفتاة الصغيرة تضحى بنفسها من أجل طفلها !! ... هل هذا حقيقى ام انها تحاول خداعه ! ... كيف لم تختار الحل الاسهل و الذى اختارته قبلها الكثيرات !!

لن يستطيع ان ينكر لقد تخطت هذا الاختبار بنجاح لكنه على الرغم من ذلك لن يستطيع ان يثق بفتاه سلمت نفسها بتلك الطريقة الرخيصة لكنه مجبر ان يفعل هذا يجب ان يلعب تلك اللعبة حتى يستطيع التعامل مع عمه و ذلك الوغد .... عاد ليقتحم زرقة عينيها صاحبة الامواج المتلاحقة بثبات أجفلها للحظة فقط لحظة قبل ان يقذفها بتلك الكلمات التى لم تكن تتوقعها

( حسناً إذاً ..... ان كنتِ تريدين الحفاظ على حياتكم معاً سوف تُضطرين لقبول لعبة الزواج بي أمام الجميع لفترة من الزمن ... و لن يكون أمامك الكثير من الوقت لتقررين القبول او الرفض ...... أمامك مهلة حتى أغادر تلك المشفى فقط.)

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً