عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-20, 09:46 PM   #33

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

خواء غريب أخذ يتسلل الى روحه ممزوجاً مع برودة تلك المقاعد القابعة بهذا الممر الضيق ..... هل ما يعايشه حقيقى .......... انه اصبح هلاك يدمر جميع من حوله ... هل حقاً كاد ان يتسبب بمقتل أخيه الوحيد .. كيف سيواجهه الأن بعد ان كان السبب بما حدث له .. لماذا يحتمل هو ثمن افعاله .. كيف سوف ينظر الى عينه .. و هل سوف يستطيع ان يفعل !!! ... شعر آسر بصدره يضيق أكثر بأنفاسه المحبوسة داخله و ذكرى تلك العيون الدامعة تعود لتتمثل أمام عينه .... تلك العيون التى أصبحت كالمحيط الذى لا يجف مياهه أبداً بعد ما كانت تشع بالسعادة و الأمل " نارفين " صدرت منه اااه حرقته بصدره لكنها عادت بيأس من جديد اليه و هو يستمع الى هذا الصوت الذى هو سبب تعاسته الابدية

الى تلك المرأة التى تحمل فقط لقب زوجته بقراراً صدر من والده قبل ثلاثة أعوام حينما بدأ كل شئ له وانتهى مع أردال .... كيف كان أحمق الى هذه الدرجة حين انجذب اليها ... الى أنوثتها و جمالها الخارجي الخادع .... لكنها هى التى أجادت دورها جيداً بجميع تفاصيله ..... لتتحول بعدها الى تلك المرأة المغرورة التى لم تشعره بوجوده بحياتها ليوماً واحد ... هى التى اوصلته الى هذا الوضع و الى هذا الحال ... لم يشعر برجولته لمرة واحدة معها ... لم تمنحه قلبها ...... نعم لم يشعر بحبها يوماً كانت و سوف تظل تلك الفتاة المدللة التى لا تهتم لأحد سواها

رفع رأسه نحوها ليراها ترسم أحد أدوارها المعهودة أمام والدها ... بل أمام الجميع ... هذا الدور الذى فقط تُجيده بالعلن .. دور الزوجة المثالية و التى يتمناها جميع الرجال

امعن النظر اليها للحظات و هى تردد كلماتها التى تنبعث من شفتيها الغليظة و التى تزينها دائماً باللون الأحمر القانى ظناً منها انها تزيدها إثارة و أنوثة ..... أخذ يطالعها باهتمام باحثاً بها عن شئ .... فقط شئً واحد مما جعله يقبل بها زوجة له سابقاً لكنه أجفل من لمستها على ذراعه و هى تردد عاقدة الحاجبين و نبرات لا يعلم ان كانت حقاً قلقه أم هكذا تخيل هو

( آسر ...... آسر هل تسمعني .... ماذا بك ... هل أنت بخير ... أين أردال ... هل حدث له مكروه )

اعادته الى هذا العالم .... الى تلك المهزله التى تسبب هو بها ليعود معها صوت جرس الأنذار الذى أخذ يدق كالناقوس براسه .... ان من تقف أمامه الان هى ميرال ... لا بل ليست ميرال و حسب بل و معها والدها أيضاً

حادت نظراته نحو باب الغرفة و التى تتواجد خلفه سبب نبض قلبه المتسارع .... ماذا سوف يحدث الأن ؟!! .... لم يكن يتخيل هذا حتى فى اسوء كوابيسه .... أغمض عينه و هو يدرك انه دائماً عاجز عن فعل شئ لها لحمايتها و ها هو الأن يعود ليعتمد على وجود أردال بجانبها ..... هذا اللقاء كان سيحدث شاء أم أبا ... تابع خطوات عزام و التى تتجة نحو باب الغرفة ليقف بعدها و نظراته تعود بقسوه اتجاه عيون ميرال ليردف بهدوء يتنافى مع نظارته و ما يعتمل بقلبه نحوها كما الحال معه دائماً

( أنا بخير و أردال أيضاً )

نظر نحو ذراعها التى ارتفعت لتعانق ذراعيه باستهزاء ممزوج بغضب كامن داخل أعماقه نحوها ... كيف تستطيع ان تكون بمثل هذا البرود مع هذا الوضع و تتعامل كشئً لم يكن و هى تعلم جيداً انه يخونها ... يفضل امرأة اخرى عليها ... لكنها كما تقول دائماً ميرال الصايغ التى لن تسمح لأحد ان يكسرها !! .... اى امرأة تقبل هذا الوضع التى تتعامل هى معه بهذا البرود و لا مبالاة !!!

صمت غريب خيم على جدران تلك الغرفة امتزج مع سيل عجيب من النظرات المتسائلة و المشوشة بقدر هذا الخواء الذى يكمن داخل روحها ..... أخذت نارفين تطالع أردال بنظرات لم يستطيع ان يستشف منها شئ .... لكنها زادت من تساءله عن تلك الفتاة الغريبة الذى لم يكن يتخيل انه سوف يعرض عليها هذا الأمر حتى لو ليتمكن من كسب القليل من الوقت فقط .... فهو لم و لن يتمم هذا الزواج لانه يعلم جيداً انه لو فعل سوف يقذف بنفسه داخل دوامة لن يستطيع الخروج منها ...... لكنه لن ينكر أيضاً انها فاجأته بقوتها التى رآها للمرة الاولى

لقد توقع انها سوف تنجو بنفسها من هذا الظلام الذى سقطت به فهى لا تزال فتاة صغيرة .... و التى على ما يبدو تصغره بما لا يقل عن الأربعة أو ثلاثة عشر عاماً ..... لما لا تهرب من هذا الظلام الذى سوف يبتلعها داخله ........ ابتسم باستهزاء على حماقة تفكيره .... فهى من المؤكد تخطط الى شئ ما أو ربما تعتقد انها بذلك الطفل سوف تحصل على مكانة بأحد أكبر العائلات فى الوقت الحالي .. فقطعاً تلك الطفولة و النعومة يخبئان خلفهم الكثير و الكثير

فما الذى يجعلها تقيم علاقة مع رجل متزوج من الاساس .... التقطت نارفين تلك الابتسامة التى ظهرت على شفتى أردال لتشعر وكأنها تجرحها دون ان تعلم ما السبب ... تعود بنظراتها المهزوزة الى عينيه و هى تتساءل داخلها كيف تكون نظراته بهذا البرود و الثلجية فلا تستطيع ان تستشف منها اى شئ و كأنها كالمحيط الهائج الذى يبتلعك داخله دون ان تستطيع ان تنجو بنفسك منه

قطع هذا التواصل صوت يمقته أردال كما لم يمقت شئ بحياته من قبل .... صوت جعل الارتجاف يغزو جسد نارفين دون ان تدرك سبب لذلك و هو يقول حينما دلف من باب الغرفة بنبراته التى استفزت أردال حد النخاع

( أردال .... لم اصدق حقاً الخبر .... من الذى استطاع ان يوقع بك هكذا ؟؟!!! )

تراجعت نارفين خطوة للخلف و تعلقت نظراتها على شفتى أردال تنتظر حديثه فهى لا تعلم ما هذا الانقباض الذى تسلل اليها بهذا الشكل لكنها شعرت بشبح و هاله غريبة من الخطورة تحيط بذلك الرجل ... لكن هذا الشعور لم يدم كثيراً و هى تستمع الى ضحكة أردال الهازئة و الذى اجذمت داخلها انه لا يضحك سواها ليتبعها حديثه الهادئ و الذى تاكدت انه لم يكن سوى قذف الى ذلك الرجل

( كلانا يعلم انه لا أحد يستطيع ان يوقع بى عزام أم نسيت زيارتي لك قبل ايّام بهذه السرعة .... لكننى أعدك أننى سوف أحد الفاعل ..... و حينها سوف أحاسبه بطريقتي ... اعتقد انك تتذكرها أليس كذلك ؟؟!! )

شعر أردال بتقلص عضلات وجه عزام و الذى كان يبدوا قاتم قبل ان يميل فمه بشبه ابتسامة ارتجف لها جسد نارفين مجدداً و هى تحاول فهم هذا البئر المظلم الذى سقطت به لكنها ازدردت لعابها بارتجاف و هى ترى نظرات ذلك الرجل تتجه نحوها لتتفحصها و ابتسامته تتسع بشكل جمد دمائها لتهرب بعينيها منه نحو أردال و الذى لا تعلم كيف استطاع ان يمتص ذعرها فقط بنظراته دون ان يحرك حتى رأسه أو ينطق بكلمة واحدة

لكنها عادت لتسقط بهذا البئر الذى يؤلم روحها و يمزق داخلها حينما وقعت عينها على هذا المشهد الذى صاحب افتتاح باب الغرفة فلم تلتقط نظراتها سوى تلك الأذرع المتعانقة و تلك المرأة التى أقسمت انها لم ترى بأنوثتها سوى بشاشات الأفلام و هى تعانق ذراع آسر الساكن بشكل اشعرها بالدنائة منه و من نفسها

عادت عينيها لتستقر نحو أرض الغرفة و التى شعرت ببرودتها للتو و هى تتسلل الى روحها أكثر حين رفعت أنظارها مجدداً لتواجه نظرات ميرال التى أخذت تتفحصها هى الاخرى بطريقة أشعرت نارفين بالاستحقار لكنها علمت بقرارة نفسها انها بمنظرها البائس و الشاحب هذا لن تجاري تلك المرأة خارقة الجمال كى لا تنظر لها بتلك الطريقة

رأتها و هى تنقل نظراتها نحو أردال الذى شعرت بنظراته هو الاخر تخترقها كالرصاص لكنها لم تجرؤ ان تواجهها و هى على يقين بما يفكر بها بتلك اللحظة ..... لتستمع اخيراً الى صوتها الأنثوي الناعم و هى تقول باهتمام بعد ان تركت ذراع آسر متجهة نحو أردال

( أردال حمدالله على سلامتك ... أنت بخير أليس كذلك؟! )

( ياالهى ميرال لا اصدق ما الذى جعلك تتنازلى و تأتي الى هنا بنفسك )

شاهدت نارفين ملامح ميرال التى تشربها الحزن للحظات قبل ان تعود الى ثقتها التى لن تنكر انها ارعبتها من ما هو أتى و هى تعود لتحتضن ذراع آسر بتملك أغمضت عينيها كى تهرب منه و كل خلايا جسدها تنتفض بقهر خاصة مع كلماتها التى تسللت الى روحها لتزيد من خوائها

( هل تمزح أردال كيف تقول ذلك .... كيف لى ان انتظر و أنا استمع ان شئ قد مس زوجى ... لقد جئت لاطمئن عليكم ..... فإن لم تكن تتذكر لقد كنّا أصدقاء فى وقت ما !! )

صمتت لتعود نظراتها الى حيث تقبع نارفين لتتساءل بفضول لم تستطع كبحه

( لكن لم تعرفنا .... من تلك الفتاة التى تشبه الاشباح من هذا الرعب المرسوم على وجهها ؟؟!! )

انتقلت أنظار أردال نحو نارفين الجامدة كالتمثال ناظراً الى عينيها و كأنه ينتظر ان تعطيه علامة تدل على قرارها سواء ان كان نعم أو لا و الذى شعر انها ربما غادرت الغرفة بروحها فتلك التى تقف أمامه لم تكن سوى جسد بلا روح !!

انتفض جسد آسر و هو يتوجه بانظاره بذعر نحو كل من عزام و ميرال و الذى كانت نظراتهم مترقبة بشكل زاد من ارتباكه .... لكنها فقط لحظات ليشعر و كان دلو من الماء البارد سُكب فوق رأسه و هو يستمع الى كلمات أردال التى اخترقت أذنه و روحه معاً

( انها نارفين زوجتى ... أو من أجل الدقة .... التى سوف تصبح زوجتى خلال ايّام معدودة !!)

سقط هذا الخبر كالصاعقة على جميع من بالغرفة و الذى تزامن مع دخول بهار فحين كان يتبعها قادير .

جمدت تلك الكلمات قدميه و اتساع حدقتى يدل على وهل صدمته ..... ارتفعت نظرات أردال نحو والدته و التى كانت ابتسامة حنونة تزين شفتيها ..... لكن كان هناك ابتسامة اخرى لا تفسر قد ارتسمت على ملامح و وجه عزام ..... نظر آسر الى ميرال باندهاش حينما شعر بارتجاف يدها المتعانقة مع ذراعه حتى انه شعر باختلال توازن جسدها اللحظي و الذى تفادته ليسألها عاقد الحاجبين

( ميرال ماذا يحدث لك ؟!! )

شعرت نارفين بخنجر مسموم ينغرس بقسوة بصدرها الذى ضاقت انفاسه لتنظر بعدها بعينين زائغتين نحو مصدر الصوت الذى أصبحت تتعرف عليه صوت هذا الرجل الخطير الذى يدعى عزام و الذى قطع تلك الأجواء الغريبه المصحوبة بكافة المشاعر

( يااااالهى أردال .... و أنا الذى اعتقدت أنك قد زهد الزواج بعد كل تلك الأحداث .... لكن أنظر ما هذا الحب .... أنظر لها .... يبدو أنك قد أخفتها عليك كثيراً ..... أنظر قادير يبدو ان كان هناك قصة حب لم ينتبة لها أحد ...... أتمنى استمرارها فلا يحدث ما حدث لك فى سابقتها )

حاول أردال جاهداً الحفاظ على هدوءه و هو يستمع الى تلك الكلمات التى يعلم جيداً انه يريد استفزازه بها .....

تقدمت بهار نحو أردال لتقبل رأسه و هى تقول ونظراتها تمتد نحو نارفين التى لا تزال كالتمثال

( بارك الله لكما يا بنى )

طرقات على باب الغرفة نبهت حواسهم التى غادرت أرض الواقع للحظات ليدلف بعدها طارق و هو يقول و أنظاره تدور بتساءل على أوجه الجميع

( أردال لقد جهزت كل شئ لخروجك يجب ان تستعد فهناك الكثير ... )

قاطعت حديثه بهار و هى تقول بحدة

( لا يوجد شئ ... أنظر الى أردال ان كنت تنوى المغادرة الأن سوف تعود للقصر لن أدعك و أنت بتلك الحالة )

أومأ أردال لطارق الذى أغمض عينه تفهماً قبل ان يغادر الغرفة مغلقاً الباب من خلفة ..... ليعود صوت عزام يخترق المكان و هو يقول

( حسناً إذاً سوف نتركك الان أردال ... أجل لقد نسيت ان أقول لك ... حمدلله على سلامتك و مبارك لك ..... قادير أريد ان أتحدث معك ..... هيا ميرال )

ألقى كلمته الأخير و هو يشير الى ابنته التى كانت تحاول التماسك و عينيها لا تغاد وجه أردال لتتبعه هى و قادير بصمت يتنافى عن ما يعتمل داخلها من براكين ...... ربتت بهار على كتف أردال لتغادر هى الاخرى لتترك لهم المجال

تقدم آسر من نارفين فور مغادرة الجميع ليهزها ممسكاً بذراعها و هو يقول بنبرات تعبر عن معنى الالم

( نارفين ماذا يحدث هل ... )

تابع جسدها الذى انتفض لتبتعد عن لمساته و هى تقول بهدوء جمده

( أجل قبلت بعرض الزواج الذى عرضته على آسر )

عاد ليتقدم آسر منها بقوة و هو يحتوى كتفيها بعنف ... يهتف بقهر أمام وجهها

( لقد هربتِ نارفين ماذا حدث الأن ... لماذا تتعاملين معى بهذه الطريقة )

عاد آسر ليهزها بقوة من جديد و هو يردد بهستيريا

( ماذا يحدث لكِ أين نارفين ... لماذا تقبلين الأن )

( توقف آسر .... ما تفعله خطأ .... لا تنسى انها حامل !! )

قاطعه أردال و هو ينهض من على فراشه ليتجه نحوه و هو يردف مربتاً على كتفه

( ان القرار لك آسر .... ان قلت لا سوف نوقف تلك اللعبة ... لن يتم اى شئ ان كنت لا تريد .. فكر بالأمر لكن تذكر اننا نريد ان نكسب بعض الوقت فقط )

سقطت يد آسر الى جانبه و شعور بالعجز يغزو روحه و نظارته تناجى نارفين بالم لم يتحمله ليهرب من نظراتها التى تشعره بالدنائة الى خارج تلك الغرفة

رفعت نارفين أنظارها نحو أردال الذى كان يتابع ردات فعلها ....... ليسود الصمت للحظات قبل ان يردف مشيراً لها بالمغادرة

( أريد ان أبدل ملابسى ان سمحت !! )

عقد أردال حاجبيه و هو يرى اهتزاز حدقتى نارفين الواضح و انكماش يدها بجانبها و الذى اصبح يدرك انها تقوم بفعل تلك الحركة حينما تشعر بالخوف و ما أكد له ذلك نظراتها المذعورة نحو باب الغرفة و كأن وحشاً ما يقطن خلفه .... ليزفر بقلة حيلة قائلاً و هو يتجه نحو الفراش و يداه ترتفع لتزيل تلك الستائر المعلقة حوله لتنسدل الى الأسفل بينما كان يلعن تلك المصيبة التى حلت فوق رأسه

( حسناً لا تغادرى ).

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً