عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-20, 09:47 PM   #34

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

دلف الجميع الى القصر و علامات الصدمة لاتزال تسيطر على ملامحهم خاصة آسر و ميرال لتقول بهار و هى توجة حديثها الى احدى الخادمات

( نورة قومي بتجهيز الغرفة التى بجانب غرفة أردال للآنسة نارفين خطيبته فهى سوف تقيم معنا هنا )

( توقفى نورة .... لما كل هذا بهار بما ان العُرس بعد عدة ايّام فقط !! .. لتقيم معه فهو يحتاج الى رعاية بعد إصابته .... ما رأيك بنى .... لا تدع عروسك تبقى وحدها ... قد تخشى البقاء بمفردها !! )

أخذ صدى تلك الكلمات التى خرجت من شفتى قادير يتردد و ملامح الصدمة تعود بشكل أكبر لترتسم على وجوه الجميع و من بينهم تلك المرة أردال الذى أردف بهدوء و عيناه تبحث بوجه عمه عن اى شئ يستطيع ان يستوعب منه تصرفه هذا ... خاصتاً بعد كلمة ( العُرس ) الذى نطقها لكنه شعر ان ذلك أفضل حتى تظل تحت عينيه ليردد ببطء فى النهاية

( أوافقك الرأي عمي )

غادر قادير نحو مكتبه ليتبعه عزام ........ لتتحدث بهار بعدها و هى تنظر الى آسر الذى تجمد مكنه

( لكن أردال هذا )

اخذ أردال يردد و عيناه تستقر على مقلتى آسر بمغزى واضح

( هذا سوف يكون أفضل للجميع أمي لا تقلقي )

ارتفعت كف بهار لتحتوى وجه أردال و هى تقول بقلة حيلة

( حسناً بنى سوف اذهب لأعد لك الطعام الذى تحبه هيا اصعد لترتاح قليلاً )

انخفضت نظرات نارفين بعد ان تلاقت مع شراسة عيون ميرال و التى لا تعلم ما سببها .... و سؤال أخذ يتردد داخلها هل تعلم حقيقة امرها .. ام ان ذلك الموقف المغزى هو السبب ... انها سوف تظل معه فى غرفة واحدة ! ما هذا الوضع التى اصبحت به .... لكنها خائفة أجل .... خائفة و هو الشخص الوحيد الذى سوف يستطيع ان يحميها فى ذلك المكان المظلم كما ادركت ... عادت لتواجه نظرات ميرال الشرسة و هى تتساءل ..... ان لم تكن تعلم عن هويتها فما سبب تلك النظرات اذا ؟! ...... صقيع تملك جسد آسر ليجعل روحه تنتفض داخله بقوة جعلت جسده يهتز و هو يشعر بقلبه يعتصر داخله ... لا يقوى على الصراخ حتى من شدة الام

تجمد للحظات قبل ان يستمع الى حديث ميرال الذى أودى بعقله الى الجحيم و هو لا يستوعب كيف تستطيع ان تتعامل معه و هى تعلم ما قام به فى حقها خاصاً و هى تعود لتعانق ذراعه

( آسر أنت تبدو متعب للغاية لما لا نصعد الى غرفتنا )

كاد ان ينتشل يده من بين يديها ان يصرخ بها ان تتوقف عن هذا الدور الذى يخنقه خاصة و هو يرى هذا الام الذى يرتسم بنظرات نارفين له ..... لكنه شعر بان سهم قد اخترق قلبه بقوة و عقله كاد ان يتوقف و هو لا يستوعب هذا المشهد الذى فتك به حين ارتفعت كف نارفين لتتلمس ذراع أردال و شفتيها تخط احرف عذابه و هى تهمس له بنبراتها الذى يعشقها

( أردال يجب ان تستريح ... لما لا نصعد نحن أيضاً كما قالت السيدة بهار !!! )

***

دلف كل من أردال و نارفين الغرفة لتشعر بجسدها ينتفض و هى ترى نظراته القاسية نحوها خاصة و هى ترى اقترابه الهادء و الذى يتنافى تماماً مع ملامح وجهه لتشعر بجسدها يتراجع و دقات قلبها التى باتت كالطبول من سرعه خفقاتها ... انها حقاً تشعر انها فتاه صغيرة أمامه مثلما يلقبها دائماً كيف له ان يفرض حضوره بتلك الصورة المهيبة حيث يكون و على جميع من حوله ... التصقت بالجدار من خلفها اكثر و هى ترى اقتراب جسده منها و عيناه التى تشبه المحيط فى عمقها و هى تخترق عينها بقوة و قسوة لم يستطيع أحد فعلها قبله و كأنه يتحكم بها كى لا تهرب من محيط نظراته التى أخذت تخط على وجهها ببطئ و هدوء خطير لم تستطيع مواجهته سوى بنبضاتها المتسارعة

اقترب أردال بوجهه أكثر منها و ذراعه السليمة ارتفعت لتخط على الحائط كى تحاصرها ... ليشعر بجسدها الذى ارتجف للحظة و يدها التى تنكمش دون وعى منها على ثوبها بينما ترجع رأسها للخلف هروباً من انفاسه القاسية التى لفحت ملامح وجهها ..... حيث مالت زاوية فمه بابتسامة هازئة و هو يدرك انها تتحايل على جسدها لتقف أمامه وصوت حلقها الجاف من محاولتها الفاشلة ابتلاع لعابها يصل الى أذنه

ليقطع لحظات اضطرابها و هو يهمس بفحيح انفاسه الخطير كخطورة صوته العميق بجانب خصلات شعرها التى ارتجف لها جسدها من لهيب انفاسه

( انظري الي جيداً ايتها الصغيرة .. هل ابدو لكِ شخصاً تستطيعي اللعب معه ؟!! .... حسناً ارتجافك الأن لا يدل على ذلك مطلقاً ... لذا استمعي لى جيداً ... لا تفكري بعقلك الصغير هذا ان تلعبي معى أتفهمين ؟؟ .... فأنا لست آسر ...... حتى أننى لست مثل اي شخص عرفتيه يوماً .... فأنا أحذرك من الأن لا تسيئي استخدام حمايتي لكِ كى لا تنقلب عَلَيْكِ ايتها الصغيرة ...... فأنا كنت أعلم ان خلف ثوب برائتك هذا يختبئ ثعلب سوف أكون أكثر من قادر على التعامل معه )

اهتزت حدقتيها و هى تدل على عمق عذابها الذى اجتمع فى تلك العبرات التى داهمتها و ارتجفت شفتيها بقهر تسلل الى روحها من كلماته .... ان الجميع يراها هى المذنبة الوحيدة لكنها حقاً أذنبت بحق نفسها فلما لا يدعسها الآخرون !!

انخفضت نظراتها نحو يديها المتشابكة بالم على قماش ثوبها و التى تحاول منع ارتجافها قدر المستطاع و داخلها يحترق لماذا تصمت أمام كلماته القاسية بهذا الشكل المذل من هو ليحكم عليها بهذا الشكل .... لا تعلم كيف خرجت كلماتها من سجن روحها المظلم الى العلن و كيف استجمعت شجاعتها اللحظية التى تسربت حين رأت نظراته التى رمقها بها بعد كلماتها التى أدركت مدى حماقتها بعد ان قذفت بها أمامه

( أنت .... من أنت ؟!!! .... ماذا تعلم عنى لتتحدث معى بهذا الشكل )

شعرت حقاً انها حمقاء بالقدر الكافى من نظراته الهازئة اتجاها و الذى قطعها طرقة مصاحبة لانفتاح باب الغرفة لتظهر أمامهم امرأة خطت معالم الشيب وجهها و شعرها لكن قوة بنيتها ظهرت بنيرانها الحنونة و المداعبة فور دخولها الى الغرفة

( ياالهي ان ما يقولوه صحيح ... أردال بنى كم هى جميلة عروسك .... لم اصدق أذنى حينما سمعت خبر زواجك )

اقتربت تلك المرأة من نارفين مما جعل أردال يبتعد عنها لتحتوى هى وجنتها بحنان قشعر له جسد نارفين و هى تقول مداعبة وجنتيها برقة

( مشاء الله انها تمتلك عيون تشبه السماء بصفائها .... مرحباً بكِ يا ابنتى انا بشرى مربية هذا الفتى الذى تمكنتِ من سرقة قلبه !! )

***

دلف قادير الى غرفة مكتبه ليتبعه عزام الذى جلس بهدوء خطير يتابع قادير ملتقطاً احد الاقلام الملقاة على سطح المكتب متلاعباً بها بين أنامله و هو يقول موجهاً نظراته نحوه بنبرات خطيرة رغم هدوئها

( انها هى أليس كذلك ؟!!! )

امتقع وجه قادير من وهل الصدمة ليبتسم عزام و هو يكمل

( لقد علمت هذا منذ ان رأيتها ..... هل كنت تظن أننى احمق أم ماذا قادير ؟!! ..... هل كنت تظن أننى لم أتحرى عنها من قبل ..... نارفين السالم ....... صاحبة العشرون عاماً تدرس الهندسة بجامعة ألاسكا ... هل تريد سماع المزيد قادير )

ألقى القلم بغضب فوق سطح المكتب لينهض بعدها مردفاً بفحيح غاضب أخذ يتعاظم مع نبراته الشرسة نحو قادير

( احذر قادير أنت تلعب معى الأن .... لن اسمح لك بان تهين ابنتى بهذا الشكل هل تفهم .... اما ان تتخلص من تلك الفتاة أو تسلمني أيها )

تركزت حدقتى عزام المشدوهتين على ابتسامة قادير الماكرة منتظراً ان يفضى له ما بجعبته .... ليستمع الى حديثه الذى صدمه اكثر بنبراته الواثقة و التى أقنعته

( كم أنت سئ الظن بى عزام ... لو تعلم ما الذى افعله من اجلك أنت و ابنتى ميرال لما قلت ذلك الأن )

عقد عزام حاجبيه بنفاز صبر و هو يقول من بين أزيز اسنانه

( قااااادير قل ما عندك )

ربت قادير على كتفه و هو يقول بقوة صعقت عزام

( انها حامل )

صمت قادير للحظات و هو يشاهد اتساع حدقتيه ليكمل بدهاء يدقنه وابتسامة خطيرة تزين شفتيه

( هل تعلم ماذا يعنى ذلك ؟!! ....... حسناً لا تفكر لاقول لك ...... سوف تحصل ميرال على الطفل الذى كانت تتمناه بلهفة ..... فقط بضع أشهر عزام لتضع جنينها ..... لتحصل ميرال على الطفل و أنا و أنت على الحفيد الذى نتمناه ثم نتخلص منها بهدوء ........ لقد اتفقت مع أردال على ذلك الأمر !! ...... هل تظن ان أمر الزواج هذا سوف يتم ان لم أكن أنا من اقترحه ........ لكن لتتعامل أنت وكأنك لا تعلم شئ فى الفترة الحالية و لا تقل شئ لميرال الأن حتى لا يتخلى أردال عن مساعدتنا ....... فقط فكر بالأمر عزام)

نهاية الفصل الثالث
اتمنى منبخلوش عليا بتعليقاتكم الجميلة


رحمة غنيم غير متواجد حالياً